بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

(أبواب)

(الدواجن وقد مضت منها الأنعام)

١

(باب)

(استحباب اتخاذ الدواجن في البيوت)

١ ـ قرب الإسناد ، عن سعد بن طريف (١) عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام قال : كانوا يحبون أن يكون في البيت الشيء الداجن مثل الحمام والدجاج أو العناق ليعبث به صبيان الجن ولا يعبثون بصبيانهم (٢).

٢ ـ طب الأئمة ، عن المظفر بن محمد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن سليمان بن جعفر عن إبراهيم بن أبي يحيى المدائني قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل (٣) بها الشياطين عن صبيانكم (٤).

__________________

(١) هكذا في الكتاب في مطبوعه ومخطوطه وفيه تصحيف والصحيح كما في المصدر : الحسن بن ظريف.

(٢) قرب الإسناد : ٤٥.

(٣) في المخطوطة : لتشاغل.

(٤) طب الأئمة : ١١٧.

١

بيان : قال الجوهري دجن بالمكان دجونا أقام به وأدجن مثله وقال ابن السكيت شاة داجن وراجن إذا ألفت البيوت واستأنست قال ومن العرب من يقولها بالهاء وكذلك غير الشاة قال لبيد

حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا

غضفا دواجن قافلا أعصامها

أراد به كلاب الصيد.

وقال في النهاية فيه لعن الله من مثل بدواجنه هي جمع داجن وهو الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم يقال شاة داجن ودجنت تدجن دجونا والمداجنة حسن المخالطة وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها والمثلة بها أن يخصيها ويجدعها انتهى (١).

وقال الدميري الدجن الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم وكذلك الناقة والحمام البيوتي والأنثى داجنة والجمع دواجن وقال أهل اللغة دواجن البيوت ما ألفها من الطير والشاة وغيرهما وقد دجن في بيته إذا لزمه (٢).

__________________

(١) النهاية ٢ : ١٤.

(٢) حياة الحيوان ١ : ٢٣٦.

٢

٢

(باب)

(فضل اتخاذ الديك وأنواعها واتخاذ الدجاج في البيت وأحكامها)

١ ـ العيون ، والخصال ، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الأشعري عن إبراهيم بن حمويه عن اليقطيني قال قال الرضا عليه‌السلام في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء معرفته بأوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة (١).

٢ ـ مجالس الصدوق ، في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن سب الديك وقال إنه يوقظ للصلاة (٢).

٣ ـ المكارم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تعلموا من الديك خمس خصال محافظته على أوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة (٣).

٤ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ، عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن لله ديكا رجلاه في الأرض ورأسه تحت العرش جناح له في المشرق وجناح له في المغرب يقول سبحان الملك القدوس فإذا قال ذلك صاحت الديوك وأجابته فإذا سمع صوت الديك فليقل أحدكم سبحان ربي الملك القدوس (٤).

٥ ـ الكافي ، عن العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ديك أفرق أبيض (٥) يحفظ دويرة

__________________

(١) عيون الأخبار ج ١ : ٢٧٧ الخصال ١ : ٢٩٨.

(٢) مجالس الصدوق : ٢٥٤ (٦٦٢) ورواه في الفقيه ٤ : ٣ باسناد المناهى.

(٣) مكارم الأخلاق : ١٥٤.

(٤) كتاب جعفر بن محمد بن شريح :.

(٥) في المصدر : ديك ابيض افرق يحرس.

٣

أهله وسبع دويرات حوله (١).

بيان : قال في القاموس ديك أفرق بين الفرق عرفه مفروق.

٦ ـ الكافي ، عن العدة عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان بن رشيد عن القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي عن محمد بن مخلد الأهوازي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ديك أفرق أبيض (٢) يحرس دويرته وسبع دويرات حوله ولنفضة من حمامة منمرة (٣) أفضل من سبع ديوك فرق بيض (٤).

٧ ـ ومنه ، عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال : ذكر عند أبي الحسن حسن الطاوس فقال لا يزيدك على حسن الديك الأبيض بشيء قال وسمعته يقول الديك أحسن صوتا من الطاوس وهو أعظم بركة ينبهك في مواقيت الصلاة وإنما يدعو الطاوس بالويل بخطيئته التي ابتلي بها (٥).

٨ ـ ومنه ، عن علي عن بعض أصحابه (٦) رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام الديك الأبيض صديقي وصديق كل مؤمن (٧).

٩ ـ ومنه ، عن علي (٨) عن بعض أصحابه عن أبي شعيب المحاملي عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : في الديك خمس خصال من خصال الأنبياء السخاء والشجاعة (٩)

__________________

(١) فروع الكافي ٦ : ٥٤٩.

(٢) في المصدر : ديك أبيض أفرق.

(٣) طير منمر : فيه نقط سود.

(٤) فروع الكافي ٦ : ٥٥٠.

(٥) فروع الكافي ٦ : ٥٥٠ فيه : لخطيئة.

(٦) في المصدر : « عنه عن بعض أصحابه » ومرجع الضمير غير معلوم.

(٧) فروع الكافي ٦ : ٥٥٠.

(٨) في المصدر : « عنه عن بعض أصحابه » ومرجع الضمير غير معلوم.

(٩) زاد في المصدر بعد الشجاعة : القناعة. والظاهر أنه زائد والا تزيد عن خمس.

٤

والمعرفة بأوقات الصلاة (١) وكثرة الطروقة والغيرة (٢).

بيان : كثرة الطروقة بفتح الطاء من قولهم طروقة الفحل أي أنثاه فالمراد كثرة الأزواج أو بالضم مصدر طرق الفحل الناقة إذا نزا عليها فالمراد كثرة الجماع.

١٠ ـ الكافي ، عن علي وعدة (٣) من أصحابه عن سهل بن زياد جميعا عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام صياح الديك صلاته وضربه بجناحه ركوعه وسجوده (٤).

بيان : كأنه إشارة إلى قوله تعالى « وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ » كما مر وقد مر استحباب اتخاذ الدجاج في الباب السابق.

١١ ـ الكافي ، عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن عمرو بن عثمان رفعه قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام الوز جاموس الطير والدجاج خنزير الطير والدراج حبش الطير وأين أنت عن فرخين ناهضين ربتهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها (٥).

بيان : الوز لغة في الإوز وكونه جاموس الطير لأنسه بالحماءة والمياه وشبه الدجاج بالخنزير في أكل العذرة وكون الدراج حبش الطير لسواده وكأن التخصيص بامرأة ربيعة لكون طيرهم أجود أو كونهم أحذق في ذلك أو كون الشائع في ذلك الزمان وجود هذا الطير أو كثرته عندهم.

__________________

(١) في المصدر : باوقات الصلوات.

(٢) فروع الكافي ٦ : ٥٥٠.

(٣) في المصدر : عنه وعن عدة من أصحابنا.

(٤) فروع الكافي ٦ : ٥٥٠.

(٥) فروع الكافي ٦ : ٣١٢ ورواه البرقي في المحاسن : ٤٧٤. وروى بإسناده عن ابن الحسن النهدى عن علي بن أسباط رفعه الى أمير المؤمنين (عليه‌السلام) انه ذكر عنده لحم الطير فقال : اطيب اللحم لحم فرخ غذته فتاة من ربيعة بفضل قوتها.

٥

١٢ ـ الكافي ، عن أحمد عن السياري رفعه قال : ذكرت اللحمان بين يدي عمر فقال عمر إن أطيب اللحمان لحم الدجاج فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام كلا إن ذلك خنازير الطير وإن أطيب اللحمان لحم فرخ نهض أو كاد ينهض (١).

١٣ ـ المحاسن ، عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال : أكلت مع أبي عبد الله عليه‌السلام فدعا وأتي بدجاجة محشوة وبخبيص فقال أبو عبد الله عليه‌السلام هذه أهديت لفاطمة ثم قال يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فجاء بتريد [ بثريد ] وخل وزيت (٢).

١٤ ـ مجمع البيان ، روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يأكل الدجاج والفالوذج وكان يعجبه الحلواء والعسل (٣).

بيان : أكثر الأخبار تدل على كراهة لحم الدجاج ولم أر من تعرض لها غير أن الشهيد رحمه‌الله في الدروس ذكر الرواية المتقدمة ويمكن حمل أخبار الذم على ما إذا كانت جلالة أو قريبة من الجلل ولم يستبرأ فمع الاستبراء ثلاثة أيام يزول التحريم أو الكراهة

كما روى الدميري عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أراد أن يأكل دجاجة أمر بها فربطت أياما ثم يأكلها بعد ذلك انتهى (٤).

والتعليل الوارد في الأخبار المتقدمة ربما يشعر بذلك ..

١٥ ـ حياة الحيوان ، الديك ذكر الدجاج وجمعه ديوك وديكة وتصغيره دويك ويسمى الأنيس والمؤانس ومن شأنه أنه لا يحنو على ولده ولا يألف زوجة واحدة وهو أبله الطبيعة وذلك أنه إذا سقط من حائط لم تكن له هداية ترشده إلى دار أهله وفيه من الخصال الحميدة أن يسوي بين دجاجه ولا يؤثر واحدة على واحدة إلا نادراً.

__________________

(١) فروع الكافي ٦ : ٣١٢. ورواه البرقي في المحاسن : ٤٧٥ عن السيارى.

(٢) المحاسن : ٤٠٠ فيه : بثريد.

(٣) مجمع البيان ٣ : ٢٣٦ ط الصيداء.

(٤) حياة الحيوان ١ : ٢٤١.

٦

وأعظم ما فيه من العجائب معرفة الأوقات الليلية فيقسط أصواته عليها تقسيطا لا يكاد يغادر منه شيئا سواء طال أو قصر ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده فسبحان من هداه لذلك ولهذا أفتى القاضي حسين والمتولي والرافعي بجواز اعتماد الديك المجرب في أوقات الصلاة (١) ومن غرائب أمره أنه إذا كانت الديكة بمكان ودخل عليهم ديك غريب سفدته كلها.

قال الجاحظ ويدخل في الديك الهندي والجلاسي والنبطي والسندي والزنجي قال وزعم أهل التجربة أن الديك الأبيض الأفرق من خواصه أن يحفظ الدار التي هو فيها وزعموا أن الرجل إذا ذبح الديك الأبيض الأفرق لم يزل ينكب (٢) في أهله وماله

روى عبد الحق بن قانع بإسناده إلى جابر بن أثوب بسكون الثاء المثلثة وفتح الواو وهو أثوب بن عتبة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الديك الأبيض خليلي.

وإسناده لا يثبت ورواه غيره بلفظ الديك الأبيض صديقي وعدو الشيطان يحرس صاحبه وسبع دور خلفه.

وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقتنيه في البيت والمسجد.

وفي ترجمة البزي الراوي عن ابن كثير عن الحسن عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب جبرئيل يحرس بيته وستة عشر بيتا من جيرانه.

وروى الشيخ محب الدين الطبري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان له ديك أبيض وكانت الصحابة يسافرون بالديكة لتعرفهم أوقات الصلاة.

وفي الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا.

__________________

(١) في المصدر : فى اوقات الصلوات.

(٢) أي يصيبه النكبة أي المصيبة.

٧

قال القاضي سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم له بالإخلاص والتضرع والابتهال وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين والتبرك بهم وإنما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عند نهيق الحمير لأن الشيطان يخاف من شره عند حضوره فينبغي أن يتعوذ منه انتهى.

وفي معجم الطبراني وتاريخ أصبهان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن لله ديكا أبيض جناحاه موشيان بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب ورأسه تحت العرش وقوائمه في الهواء ويؤذن كل سحر فيسمع تلك الصيحة أهل السماوات والأرض إلا الثقلين الجن والإنس فعند ذلك يجيبه ديوك الأرض فإذا دنا يوم القيامة قال الله تعالى ضم جناحك وغض صوتك فيعلم أهل السماوات والأرض إلا الثقلين أن الساعة قد اقتربت.

وروى الطبراني والبيهقي في الشعب عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن لله ديكا رجلاه في التخوم ورأسه (١) تحت العرش مطوية فإذا كان هنة (٢) من الليل صاح سبوح قدوس فتصيح الديكة.

وفي كتاب فضل الذكر للحافظ جعفر بن محمد بن الحسن الفرياني عن ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إن لله ديكا براثنه (٣) في الأرض السفلى وعنقه مثني تحت العرش وجناحاه في الهواء يخفق بهما في السحر كل ليلة يقول سبحان الملك القدوس ربنا الرحمن (٤) الملك لا إله غيره (٥).

وروى الثعلبي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى صوت

__________________

(١) في المصدر : وعنقه.

(٢) الهنة : الطائفة من الليل.

(٣) في المصدر : رجلاه.

(٤) في المصدر : ربنا الملك الرحمن.

(٥) هذه وامثالها من روايات العامة لم تثبت من طريق الخاصة وفيها غرابة شديدة ولعل المراد بالديك ملك يشابهه وعلى أي فالسكوت عنها طريق النجاة.

٨

الديك وصوت قارئ القرآن وصوت « الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ».

وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن زيد بن خالد الجهني أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة.

إسناده جيد وفي لفظ فإنه يدعو إلى الصلاة.

قال الإمام الحليمي قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه يدعو إلى الصلاة فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ويستهان بل حقه أن يكرم ويشكر ويتلقى بالإحسان وليس معنى دعاء الديك إلى الصلاة أن يقول بصراخه حقيقة الصلاة أو قد حانت الصلاة بل معناه أن العادة قد جرت بأن يصرخ صرخات متتابعة عند الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها فتذكر الناس بصراخه الصلاة ولا يجوز لهم أن يصلوا بصراخه من غير دلالة سواه إلا من جرب منه ما لا يخلف فيصير ذلك له إشارة والله أعلم انتهى

وروى الحاكم في المستدرك (١) عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله تعالى أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظم شأنك قال فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي لاذبا.

وروى أبو طالب المكي والغزالي عن ميمون بن مهران أنه قال : بلغني أن تحت العرش ملكا في صورة ديك رأسه من لؤلؤة وجناحاه من زبرجد أخضر (٢) فإذا مضى ثلث الليل الأول ضرب بجناحيه وزقا (٣) وقال ليقم القائمون فإذا مضى نصف الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال ليقم المصلون فإذا طلع الفجر ضرب بجناحيه وزقا وقال ليقم الغافلون وعليهم أوزارهم ومعنى زقا صاح.

__________________

(١) زاد في المصدر : فى أوائل كتاب الايمان والطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(٢) في المصدر : براثنه من لؤلؤ صيصيته من زبرجد أخضر.

(٣) زقا الطائر : صاح.

٩

وعن عبد الله بن نافع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن إخصاء الخيل والغنم والديك (١) وقال إنما النماء في الخيل وتحرم المنافرة بالديكة (٢).

وقال الدجاج مثلث الدال الواحدة دجاجة الذكر والأنثى فيه سواء والهاء فيه كبطة وحمامة ومن عجيب أمرها أنه يمر بها سائر السباع فلا يخشاها فإذا مر بها ابن آوى وهي على سطح أو جدار أو شجرة رمت بنفسها إليه وتوصف بسرعة الانتباه وقوة (٣) النوم ويقال إن نومها واستيقاظها إنما هو بمقدار خروج النفس ورجوعه ويقال إنما تفعل ذلك من شدة الجبن وأكثر ما عندها من الحيلة أنها لا تنام على الأرض بل ترتفع على رف أو جذع أو جدار أو ما قارب ذلك والدجاج مشترك الطبيعة يأكل اللحم والذباب وذلك من طباع الجوارح ويأكل الخبز ويلقط الحب وذلك من طباع بهائم الطير (٤) والفرخ يخرج من البيضة تارة بالحضن وتارة بأن يدفن في الزبل (٥) ونحوه

وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر الأغنياء باتخاذ الغنم وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج (٦).

__________________

(١) في المصدر : وفي الكامل في ترجمة عبد الله بن نافع مولى ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن خصاء الديك والغنم والخيل.

(٢) حياة الحيوان ١ : ٢٤٩ و ٢٥٠.

(٣) في المصدر : وتوصف الدجاجة بقلة النوم وسرعة الانتباه.

(٤) زاد في المصدر : ويعرف الديك من الدجاجة وهو في البيضة وذلك ان البيضة اذا كانت مستطيلة محدودة الاطراف فهي مخرج الاناث وان كانت مستديرة عريضة الاطراف فهى مخرج الذكور.

(٥) الزبل : السرجين او السرقين ، يستفاد من ذلك أن انتاج الدجاج من وضع البيض تحت حرارة ، كان معمولا سابقا ، ولعل المعاصرين تفطنوا من ذلك لاختراعهم الجديدة.

(٦) زاد في المصدر : وقال : « عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله تعالى بهلاك القرى » وفيه : يعنى ان الأغنياء إذا ضيقوا على الفقراء في مكاسبهم وخالطوهم في معايشهم تعطل سببهم وهلكوا وفي هلاك الفقراء بوار وفي ذلك هلاك القرى وبوارها.

١٠

ويحل أكل الدجاج لما روى الشيخان والترمذي والنسائي عن إبراهيم بن رهدم [ زهدم ] بن المصرم الحرمي (١) قال : كنا عند أبي موسى الأشعري فدعا بمائدة عليها لحم دجاجة فخرج من بني تيم الله أحمر شبيه بالموالي فقال هلم فتلكأ (٢) فقال هلم فإني رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل منه.

وفي لفظ يأكل دجاجة.

وهذا الرجل إنما تلكأ لأنها تأكل العذرة (٣) فقذره ويحتمل أن يكون تردد لالتباس الحكم عليه أو لم يكن عنده دليل فتوقف حتى يعلم حكم الله تعالى.

__________________

(١) في المخطوطة : عن ابن رهدم مصرم الحرمى وفي المصدر : عن زهدم بن مضرم الجرمى.

(٢) أي أبطأ وتوقف.

(٣) في المصدر : وهذا الرجل تلكأ لانه رآه يأكل العذرة.

١١

٣

(باب)

(الحمام وأنواعه من الفواخت والقماري والدباسي والوراشي وغيرها)

١ ـ العلل ، عن محمد بن موسى المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن يونس عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الشيء إذا اختلف لم يلقح قلت فإن الناس يزعمون الطير الراعبي (١) أحد أبويه ورشان وقد نراه يبيض ويفرخ قال كذبوا إنه قد يلقى الورشان على الطير فيتزاوج ويبيض ويفرخ ولا يفرخ نسله أبدا (٢).

تبيان قوله إن الشيء إذا اختلف لم يلقح أي إذا تولد الحيوان من جنسين مختلفين يكون عقيما لا يلد فقال الراوي الراعبي مع كونه من جنسين مختلفين يبيض ويفرخ وجوابه عليه‌السلام يحتمل وجهين أحدهما تكذيب الناس في ذلك وإفادة أنه لا يبيض ولا يفرخ بل كل راعبي يتولد من جنسين وثانيهما أن يكون المعنى أن ما يحصل من الورشان والجنس الآخر هو غير الراعبي ولا يفرخ ولعله أظهر.

وقال الدميري الراعبي طائر متولد بين الورشان والحمام وهو شكل عجيب قاله القزويني (٣).

وقال الورشان هو ساق حر وقيل طائر متولد بين الفاختة والحمامة وبعضهم يسميه الوراشين وهو أصناف منها النوبي وهو أسود حجازي إلا أنه أشجى صوتا من الورشان يوصف بالحنو على الأولاد حتى أنه ربما قتل نفسه إذا رآها

__________________

(١) في المصدر : ان الطير الراعبى.

(٢) الخصال ٢ : ١٨١ ( طبعة قم ).

(٣) حياة الحيوان ١ : ٢٦٥.

١٢

في يد القانص (١).

وقال ساق حر الورشان وهو ذكر القماري لا يختلفون في ذلك (٢).

٢ ـ العيون ، والعلل ، بالإسناد المتقدم سأل الشامي أمير المؤمنين عليه‌السلام عن معنى هدير الحمام الراعبية فقال تدعو على أهل المعازف والقيان والمزامير والعيدان (٣).

بيان : في القاموس المعازف الملاهي كالعود والطنبور والواحد عزف أو معزف كمنبر ومكنسة والقيان جمع القينة الأمة المغنية فهو عطف على الأهل ويقدر المضاف في الأخيرين.

٣ ـ الإختصاص ، والبصائر ، عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن بعض أصحابنا قال : أهدي إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فاختة وورشان وطير راعبي فقال أبو عبد الله عليه‌السلام أما الفاختة فتقول فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم فأمر بها فذبحت وأما الورشان فيقول قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه والطير الراعبي يكون عندي أسر به (٤).

بيان : قال الدميري الفاختة واحدة الفواخت من ذوات الأطواق زعموا أن الحيات تهرب من صوتها وهي عراقية وليست حجازية وفيها فصاحة وحسن صوت وفي طبعها الأنس وتعيش في الدور والعرب تصفها بالكذب فإن صوتها عندهم هذا أوان الرطب تقول ذلك والنخل لم تطلع وتعمر (٥) وقد ظهر منه ما عاش خمسا وعشرين سنة وما عاش أربعين سنة (٦).

__________________

(١) حياة الحيوان ٢ : ٢٨٤.

(٢) حياة الحيوان ٢ : ٨.

(٣) عيون الأخبار ج ١ ص ٢٤٦ علل الشرائع ٢ : ٢٨٣ و ٢٨٤ فيه : القينات.

(٤) الاختصاص : ٢٩٤ فيه : انسى به ، بصائر الدرجات : ٢٣٤ ط التبريز.

(٥) في المصدر : وهذا الطائر يعمر كثيرا.

(٦) حياة الحيوان ٢ : ١٣٧ و ١٣٨.

١٣

٤ ـ البصائر ، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن شعيب بن الحسن قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام جالسا فسمع صوتا من الفاختة فقال تدرون ما تقول قال قلت لا قال تقول فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم (١).

ومنه عن البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن سعد بن الحسن عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٢).

٥ ـ ومنه ، عن أحمد بن محمد عن سعيد بن جناح عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن بعض أصحابنا قال : سمعت فاختة تصيح من دار أبي عبد الله عليه‌السلام فقال أتدرون ما تقول هذه الفاختة قال قلت لا قال تقول فقدتكم أما إنا لنفقدنها قبل أن تفقدنا قال فأمر بها فذبحت (٣).

٦ ـ ومنه ، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن علي بن سنان قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسمع صوت فاختة في الدار فقال أين هذه التي أسمع صوتها قلنا هي في الدار أهديت لبعضهم فقال أبو عبد الله عليه‌السلام أما لنفقدنك قبل أن تفقدنا قال ثم أمر بها فأخرجت من الدار (٤).

بيان : ربما يحمل دعاؤها على صاحب البيت بأنها لخساستها وبعض جهات الشر فيها في صوتها نحوسة تترتب عليها الجلاء والهلاك فكأنها تدعو على صاحب البيت ولا ضرورة في ارتكاب هذه التكلفات كما عرفت سابقا.

٧ ـ كامل الزيارة ، عن أبيه وعلي بن الحسين عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اتخذوا الحمام الراعبية في

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٤٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٣٤٤.

(٣) بصائر الدرجات : ٣٤٤.

(٤) بصائر الدرجات : ٣٤٦.

١٤

بيوتكم فإنها تلعن قتلة الحسين عليه‌السلام (١).

الكافي ، عن علي بن إبراهيم مثله (٢).

٨ ـ الكامل ، عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا عن أحمد بن إدريس عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن صندل عن داود بن فرقد قال : كنت جالسا في بيت أبي عبد الله عليه‌السلام فنظرت إلى الحمام الراعبي يقرقر طويلا فنظر إلي أبو عبد الله عليه‌السلام طويلا فقال يا داود أتدري ما يقول هذا الطير قلت لا والله جعلت فداك قال يدعو على قتلة الحسين عليه‌السلام فاتخذوه في منازلكم (٣).

الكافي ، عن العدة عن أحمد بن محمد عن الجاموراني مثله (٤).

٩ ـ إرشاد المفيد ، عن علي بن سعيد عن محمد بن كرامة عن أبي حمزة الثمالي قال : كانت لابن ابنتي حمامات فذبحتهن غضبا ثم خرجت إلى مكة فدخلت على أبي جعفر محمد الباقر عليه‌السلام قبل طلوع الشمس فلما طلعت رأيت فيها حماما كثيرا قال قلت أسأله مسائل وأكتب ما يجيبني عنها وقلبي متفكر فيما صنعت بالكوفة وذبحي لتلك الحمامات من غير معنى وقلت في نفسي لو لم يكن في الحمام خير لما أمسكهن.

فقال لي أبو جعفر عليه‌السلام ما لك يا با حمزة قلت يا ابن رسول الله خير قال كان قلبك في مكان آخر قلت إي والله وقصصت عليه القصة وحدثته بأني ذبحتهن فالآن أنا أعجب بكثرة ما عندك منها قال فقال الباقر عليه‌السلام بئس ما صنعت يا أبا حمزة أما علمت أنه إذا كان من أهل الأرض عبثا [ عبث ] بصبياننا ندفع عنهم الضرر بانتفاض الحمام وأنهن يؤذن بالصلاة في آخر الليل فتصدق عن كل واحدة منهن دينارا فإنك قتلتهن غضبا (٥).

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٨.

(٢) فروع الكافي ٦ : ٥٤٧ و ٥٤٨ زاد في آخره : ولعن الله قاتله.

(٣) كامل الزيارات : ٩٨.

(٤) فروع الكافي ٦ : ٥٤٧ فيه : الى حمام راعبى يقرقر فنظر.

(٥) إرشاد المفيد.

١٥

بيان : انتفاض الحمام تحركها ونفض أجنحتها ويدل على لزوم الكفارة إذا قتل الحمام غضبا ولعله محمول على الاستحباب ولم أر من تعرض له.

١٠ ـ طب الأئمة ، (١) عن علي بن سعيد عن محمد بن كرامة قال : رأيت في منزل موسى بن جعفر عليه‌السلام زوج حمام أما الذكر فإنه كان أخضر به شيء من السمر وأما الأنثى فسوداء ورأيته يفت لهما الخبز وهو على الخوان ويقول إنهما ليحركان من الليل ويؤنسان وما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا دفع الله بها من دخل البيت من الأرواح.

بيان : الأرواح الجن.

١١ ـ مشارق الأنوار ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : عادانا من كل شيء حتى من الطيور الفاختة ومن الأيام الأربعاء (٢).

١٢ ـ الكافي ، عن العدة عن سهل عن علي بن سليمان عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن مخلد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لنفضة من حمامة منمرة أفضل من سبع ديوك فرق بيض (٣).

بيان : قال في القاموس النمرة بالضم النكتة من أي لون كان والأنمر ما فيه نمرة بيضاء وأخرى سوداء وهي نمراء والنمر ككتف وبالكسر سبع معروف سمي للنمر التي فيه.

١٣ ـ الكافي ، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عثمان الأصبهاني قال : أهديت لإسماعيل بن أبي عبد الله عليه‌السلام صلصلا فدخل أبو عبد الله عليه‌السلام فلما رآه قال هذا الطير المشئوم أخرجوه فإنه يقول فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم (٤).

__________________

(١) طب الأئمة :.

(٢) مشارق الأنوار : ليست عندي نسخته.

(٣) فروع الكافي ٦ : ٥٤٩ و ٥٥٠ فيه : « على بن سليمان بن رشيد » وفيه : « القاسم ابن عبد الرحمن الهاشمى » وتقدم الحديث بتمامه في الباب السابق.

(٤) فروع الكافي ٦ : ٥٥١.

١٦

البصائر ، عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عمر بن محمد الأصبهاني مثله (١).

بيان : قال الدميري الصلصل بالضم الفاختة وكذا ذكره الجوهري وغيره وقال الفيروزآبادي الصلصل كهدهد طائر أو الفاختة.

١٤ ـ الكافي ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم وابن محبوب عن معاوية بن وهب قال : الحمام من طيور الأنبياء عليهم‌السلام (٢).

١٥ ومنه ، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن أول حمام كان بمكة حمام كان لإسماعيل عليه‌السلام (٣).

١٦ ـ ومنه ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن أصل حمام الحرم بقية حمام كان لإسماعيل بن إبراهيم عليهما‌السلام اتخذها كان يأنس بها فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يستحب أن يتخذ طيرا مقصوصا يأنس به مخافة الهوام (٤).

بيان : الهوام جمع الهامة وهي كل ذات سم يقتل وقد يقع الهوام على كل ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل وكأن المراد هنا الجن وإن احتمل أن يكون نافعا لدفع الهوام أيضا.

١٧ ـ الكافي ، عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول هذه الحمام حمام الحرم هي من نسل حمام إسماعيل بن إبراهيم التي كانت له (٥).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٤٥.

(٢) فروع الكافي ٦ : ٥٤٦.

(٣) فروع الكافي ٦ : ٥٤٦ فيه : حمام لإسماعيل ( عليه‌السلام ).

(٤) فروع الكافي ٦ : ٥٦٤ فيه : تأنس به.

(٥) فروع الكافي ٦ : ٥٤٦.

١٧

١٨ ـ ومنه ، عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد والحسين بن محمد عن معلى بن محمد جميعا عن الوشاء عن ابن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب أهل ذلك البيت آفة من الجن إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام ويدعون الإنسان (١).

١٩ ـ ومنه ، عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن عبيد الله الدهقان عن درست عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : شكا رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) الوحشة فأمره أن يتخذ في بيته زوج حمام (٣).

٢٠ ـ ومنه ، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن أبي عبد الله الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن صندل عن زيد الشحام قال : ذكرت الحمام عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال اتخذوها في منازلكم فإنها محبوبة لحقتها دعوة نوح عليه‌السلام وهي آنس شيء في البيوت.

٢١ ـ ومنه ، عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن رجل عن عمر بن يزيد عن أبي سلمة قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام الحمام طير من طيور الأنبياء عليهم‌السلام التي كانوا يمسكون في بيوتهم وليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب (٤) أهل ذلك البيت آفة من الجن إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام ويدعون الناس قال فرأيت في بيت أبي عبد الله عليه‌السلام حماما لابنه إسماعيل عليه‌السلام (٥).

٢٢ ـ ومنه ، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال قال أبو الحسن الأول عليه‌السلام ونظرت (٦)

__________________

(١) فروع الكافي ٦ : ٥٤٦.

(٢) في المصدر : الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٣) فروع الكافي ٦ : ٥٤٦. وروى الصدوق نحوه مرسلا في الفقيه ٣ : ٢٢٠.

(٤) في المصدر : الا لم تصب.

(٥) فروع الكافي ٦ : ٥٤٧ فيه : بيوت.

(٦) في المصدر : ونظر.

١٨

إلى حمام في بيته ما من انتفاض ينتفض بها إلا نفر الله بها من دخل البيت من عزمة أهل الأرض (١).

بيان : العزمة بالضم أسرة الرجل وقبيلته والجمع كصرد وبالتحريك المصححون للمودة وكأن المراد هنا طائفة من الجن يدخلون البيوت ويوادون أهلها.

٢٣ ـ الكافي ، عن العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن رجل عن يحيى الأزرق قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن خفيق (٢) أجنحة الحمام ليطرد الشياطين (٣).

بيان : خفيق جناح الطائر صوته ويقال خفق الطائر أي طار وأخفق إذا ضرب بجناحيه.

٢٤ ـ الكافي ، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إن الله عز وجل يدفع بالحمام عن هدة الدار (٤).

بيان : عن هدة الدار أي كسرها وهدمها أو يدفع الضرر عن ضعفاء الدار كالنساء والصبيان وفي القاموس الهد الهدم الشديد والكسر والصوت الغليظ والرجل الضعيف والهدهد بفتحتين أصوات الجن بلا واحد انتهى.

وفي بعض النسخ عن أهل هذه الدار وهو أظهر.

٢٥ ـ الكافي ، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عثمان بن الأصبهاني (٥) قال : استهداني إسماعيل بن أبي عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) فروع الكافي ٦ : ٥٤٧.

(٢) في المصدر : الخفيف بالفاءين.

(٣) فروع الكافي ٦ : ٥٤٧ فيه : لتطرد. ورواه الصدوق في الفقيه ٣ : ٢٢٠ مرسلا عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام) وفيه حفيف.

(٤) فروع الكافي ٦ : ٥٤٧.

(٥) في المصدر : عن عثمان الأصبهاني.

١٩

فأهديت له طيرا راعبيا فدخل أبو عبد الله عليه‌السلام فقال اجعلوا هذا الطير الراعبي معي في البيت يؤنسني قال وقال عثمان دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وبين يديه حمام يفت لهن خبزا (١).

بيان : في القاموس الفت الدق والكسر بالأصابع انتهى ويدل على استحباب (٢) إطعام الحمام الراعبية وفت الخبز لها.

٢٦ ـ الكافي ، عن العدة عن سهل عن بكر بن صالح عن أشعث بن محمد البارقي عن عبد الكريم بن صالح قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فرأيت على فراشه ثلاث حمامات خضر قد ذرقن على الفراش فقلت جعلت فداك هؤلاء الحمام تقذر الفراش فقال لا إنه يستحب أن يمسكن (٣) في البيت (٤).

بيان : ذرق الطائر قد يكون بالذال والزاي والفعل كضرب ونصر.

٢٧ ـ الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن بعض أصحابه عن أبان عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان في منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوج حمام أحمر (٥).

٢٨ ـ ومنه ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير (٦) عن ابن أبي نجران عن محمد بن عمر (٧) عن إبراهيم بن السندي (٨) عن يحيى الأزرق قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام احتفر أمير المؤمنين عليه‌السلام بئرا فرموا فيها فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال لتكفن أو لأسكننها الحمام ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام إن خفيق (٩) أجنحتها يطرد

__________________

(١) فروع الكافي ٦ : ٥٤٨.

(٢) استفادة الاستحباب الشرعى من أمثال تلك الافعال بعيد ، الا أن يستفاد ذلك من استحباب اتخاذه في البيت التزاما.

(٣) في المصدر : ان تسكن في البيت.

(٤ و ٥) فروع الكافي ٦ : ٥٤٨.

(٦) لم يذكر في المصدر : عن ابن أبي عمير.

(٧) في نسخة من المصدر : عمرو.

(٨) في المصدر : إبراهيم السندى.

(٩) في المصدر : حفيف.

٢٠