بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ما لا يحصى عددا فلما عاين نمرود (١) ذلك انفرد عن جيشه ودخل بيته وأغلق الباب وأرخى الستور ونام على قفاه مفكرا فدخلت بعوضة في أنفه فصعدت إلى دماغه فتعذب (٢) بها أربعين يوما إلى أن كان يضرب برأسه الأرض وكان أعز الناس عنده من يضرب رأسه ثم سقط منه كالفرخ وهو يقول كذلك يسلط الله : « رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ » من عباده ثم هلك حينئذ.

وروى جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ارفق بصاحبي فإنه مؤمن قال إني بكل مؤمن رفيق وما من أهل بيت إلا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت حتى يكون من الله الأمر بقبضها قال جعفر بن محمد بلغني أنه يتصفحهم عند مواقيت الصلاة.

ومن هذا يعلم أن ملك الموت هو الموكل بقبض كل روح (٣).

والبعوضة على صغر جرمها قد أودع الله تعالى في مقدم دماغها قوة الحفظ وفي وسطه قوة الفكر وفي مؤخره قوة الذكر وخلق لها حاسة البصر وحاسة اللمس وحاسة الشم وخلق لها منفذا للغذاء ومخرجا للفضلة وخلق لها جوفا ومعاء وعظاما فسبحان من : « قَدَّرَ فَهَدى » ولم يخلق شيئا من المخلوقات سدى (٤).

__________________

(١) في المصدر : النمرود.

(٢) في المصدر : فعذب.

(٣) في المصدر : كل ذى روح.

(٤) حياة الحيوان ١ : ٩٠ ـ ٩٢.

٣٢١

١٣

(باب)

الخفاش وغرائب خلقه وعجائب أمره

الآيات آل عمران : ٣ « أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ » ٤٩.

تفسير : المشهور بين المفسرين من الخاصة والعامة أن الطير كان هو الخفاش قال أبو الليث في تفسيره إن الناس سألوا عيسى على وجه التعنت فقالوا له اخلق لنا خفاشا واجعل فيه روحا إن كنت من الصادقين فأخذ طينا وجعل خفاشا ونفخ فيه فإذا هو يطير بين السماء والأرض وكان تسوية الطين والنفخ من عيسى عليه‌السلام والخلق من الله تعالى ويقال إنما طلبوا منه خلق خفاش لأنه أعجب من سائر الخلق.

ومن عجائبه أنه دم ولحم يطير بغير ريش ويلد كما يلد الحيوان ولا يبيض كما يبيض سائر الطيور ويكون له الضرع ويخرج منه اللبن ولا يبصر في ضوء النهار ولا في ظلمة الليل وإنما يرى في ساعتين بعد غروب الشمس ساعة وبعد طلوع الفجر ساعة قبل أن يسفر جدا ويضحك كما يضحك الإنسان وتحيض كما تحيض المرأة فلما رأوا ذلك منه ضحكوا و : « قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ » فذهبوا إلى جالينوس فأخبروه بذلك فقال آمنوا به الخبر.

١ ـ العيون : والعلل ، في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن ستة لم يركضوا في رحم فقال آدم وحواء وكبش إسماعيل (١) وعصا موسى وناقة صالح و

__________________

(١) في الخصال والعلل : « وكبش إبراهيم » والنسخة المخطوطة اكتفى فيها بذكر مسألة الخفاش فقط.

٣٢٢

الخفاش الذي عمله عيسى بن مريم عليه‌السلام فطار بإذن الله تعالى (١).

٢ ـ نهج البلاغة : من خطبة له عليه‌السلام يذكر فيها بديع خلقة الخفاش الحمد لله الذي انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته وردعت عظمته العقول فلم يجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته هو الله الملك الحق المبين أحق وأبين مما ترى العيون لم تبلغه العقول بتحديد فيكون مشبها ولم تقع عليه الأوهام بتقدير فيكون ممثلا خلق الخلق على غير تمثيل ولا مشورة مشير ولا معونة معين فتم خلقه بأمره وأذعن بطاعته فأجاب ولم يدافع وانقاد فلا ينازع (٢) ومن لطائف صنعته وعجائب خلقته ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شيء ويبسطها الظلام القابض لكل حي وكيف غشيت [ عشيت ] أعينها عن أن تستمد من الشمس (٣) المضيئة نورا تهتدي به في مذاهبها وتصل (٤) بعلانية برهان الشمس إلى معارفها وردعها بتلألؤ ضيائها عن المضي في سبحات إشراقها وأكنها في مكامنها عن الذهاب في بلج ائتلاقها فهي مسدلة الجفون بالنهار على أحداقها وجاعلة الليل سراجا تستدل به في التماس أرزاقها فلا يرد أبصارها إسداف ظلمته ولا تمتنع من المضي فيه لغسق دجنته فإذا ألقت الشمس قناعها وبدت أوضاح نهارها ودخل من إشراق نورها على الضباب في وجارها أطبقت الأجفان على مآقيها وتبلغت ما اكتسبته من المعاش في ظلم لياليها فسبحان من جعل الليل لها نهارا ومعاشا والنهار سكنا وقرارا وجعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأنها شظايا الآذان غير ذوات ريش ولا قصب إلا أنك ترى مواضع العروق بينة أعلاما لها جناحان لما

__________________

(١) علل الشرائع ٢ : ٢٨٢ عيون الأخبار ج ١ ص ٢٤٤. ورواه أيضا في الخصال ١ : ٣٢٣ والحديث مسند راجع.

(٢) في المخطوطة : ولم ينازع.

(٣) في المخطوطة : من ان تستمد عن الشمس.

(٤) في نسخة : ويتصل.

٣٢٣

يرقا فينشقا ولم يغلظا فيثقلا تطير وولدها لاصق بها لاجئ إليها يقع إذا وقعت ويرتفع إذا ارتفعت لا يفارقها حتى تشتد أركانها ويحمله للنهوض جناحه ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه فسبحان البارئ لكل شيء على غير مثال خلا من غيره (١).

تبيان الخفاش كرمان معروف وحسر حسورا كقعد كل لطول مدى ونحوه وحسرته أنا يتعدى ولا يتعدى وانحسرت أي كلت وأعيت وكنه الشيء حقيقته ونهايته وردعت كمنعت لفظا ومعنا والمساغ المسلك والملكوت العز والسلطان والحق المتحقق وجوده أو الموجود حقيقة وأبين أي أوضح وكونه سبحانه أحق وأبين مما ترى العيون لأن العلم بوجوده سبحانه عقلي يقيني لا يتطرق إليه ما يتطرق إلى المحسوسات من الغلط والحد في اللغة المنع الحاجز بين الشيئين ونهاية الشيء وطرفه وفي عرف المنطقيين التعريف بالذاتي والمراد بالتحديد هنا إما إثبات النهاية والطرف المستلزم للمشابهة بالأجسام أو التحديد المنطقي والأول أنسب بعرفهم والتقدير إثبات المقدار وكأن المراد بالتمثيل إيجاد الخلق على حذو ما قد خلقه غيره أو أنه لم يجعل لخلقه مثالا قبل الإيجاد كما يفعله البناء تصويرا لما يريد بناءه والمشورة مفعلة من أشار إليه بكذا أي أمره به والمشورة بضم الشين كما في بعض النسخ والشورى بمعناه والمعونة الاسم من أعانه وعونه فتم خلقه أي بلغ كل مخلوق إلى كماله الذي أراده الله سبحانه منه أو خرج جميع ما أراده من العدم إلى الوجود بمجرد أمره وأذعن أي خضع وأقر وأسرع في الطاعة وانقاد والجملتان كالتفسير للإذعان ولعل المراد بالإذعان دخوله تحت القدرة الإلهية وعدم الاستطاعة للامتناع.

وقوله عليه‌السلام لم يدافع بيان للإجابة كما أن لم ينازع بيان للانقياد وإلا لكان العكس أنسب ويحتمل أن يكون إشارة إلى تسبيحهم بلسان الحال كقوله تعالى

__________________

(١) نهج البلاغة تحت الرقم ١٥٣ من قسم الخطب.

٣٢٤

: « وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ » (١) كما مر واللطائف جمع لطيفة وهي ما صغر ودق والعجائب جمع عجيبة وعجيب قيل يجمع على عجائب كأفيل وأفائل وقيل لا يجمع عجيب ولا عجب والغامض خلاف الواضح وكل شيء خفي مأخذه وقال بعضهم حاصل الكلام التعجب من مخالفتها لجميع الحيوانات في الانقباض عن الضوء والإشارة إلى خفاء العلة في ذلك والمراد بالانقباض انقباض أعينها في الضوء ويكون ذلك عن إفراط التحلل في الروح النوري لحر النهار ثم يستدرك ذلك برد الليل فيعود الأبصار.

وقيل الأظهر أنه ليس لمجرد الحر وإلا لزم أن لا يعرضه الانقباض في الشتاء إلا إذا ظهرت الحرارة في الهواء وفي الصيف أيضا في أوائل النهار بل ذلك لضعف في قوتها الباصرة ونوع من التضاد والتنافر بينها وبين النور كالعجز العارض لسائر القوى المبصرة عن النظر إلى جرم الشمس وأما أن علة التنافر ما ذا ففيه خفاء وهو منشأ التعجب الذي يشير إليه الكلام ويمكن أن يعود الضمير إليها من غير تقدير مضاف ويكون المراد بانقباضها ما هو منشأ اختفائها نهارا وإن كان ذلك ناشئا من جهة الأبصار والعشى بالفتح مقصورا سوء البصر بالنهار أو بالليل والنهار أو العمى والمعنى كيف عجزت وعميت عن أن تستمد أي تستعين وتتقوى تقول أمددته بمدد إذا أعنته وقويته ومذاهبها طرق معاشها ومسالكها في سيرها وانتفاعها وتصل بالنصب عطفا على تستمد وفي بعض النسخ بالرفع عطفا على تهتدي وفي بعضها وتتصل والاتصال إلى الشيء الوصول إليه.

والبرهان الدليل ومعارفها ما تعرفه من طرق انتفاعها وردعها أي كفها وردها وتلألأ البرق أي لمع والسبحات بضمتين جمع سبحة بالضم وهي النور وقيل سبحات الوجه محاسنه لأنك إذا رأيت الوجه الحسن قلت سبحان الله وقيل سبحان الله تنزيه له أي سبحان وجهه والكن بالكسر الستر وأكنه ستره واستكن استتر وكمن كنصر ومنع أي استخفى والمكمن الموضع والبلج

__________________

(١) اسراء : ٤٤.

٣٢٥

بالتحريك مصدر بلج كتعب أي ظهر ووضح وصبح أبلج بين البلج أي مشرق ومضيء ذكره الجوهري وقيل البلج جمع بلجة بالضم وهو أول ضوء الصبح وجاء بلجة أيضا بالفتح ولم أجده في كلامهم والائتلاق اللمعان يقال ائتلق وتألق إذا التمع وسدل ثوبه يسدله وأسدله أي أرسله وأرخاه والجفن بالفتح غطاء العين من أعلاها وأسفلها والجمع أجفان وجفون وأجفن والحدقة محركة سواد العين وتجمع على حداق كما في بعض النسخ وعلى أحداق كما في بعضها وإسدال جفونها لانقباضها وتأثر حاستها عن الضياء وقيل لأن تحلل الروح الحامل للقوة الباصرة سبب للنوم أيضا فيكون ذلك الإسدال ضربا من النوم والالتماس الطلب وأسدف الليل أي أظلم وفي بعض النسخ أسداف بفتح الهمزة جمع سدف بالتحريك كجمل وإجمال وهو الظلمة والإضافة للمبالغة والضمير في فيه راجع إلى الليل والغسق بالتحريك ظلمة أول الليل والدجنة بضم الدال المهملة والجيم وتشديد النون كحزقة والدجن كعتل الظلمة وحاصل الكلام التعجب من كون حالها في الإبصار والتماس الرزق على عكس سائر الحيوانات وقناع الشمس كناية عن الظلمة أو ما يحجبها من الآفاق وإلقاء القناع طلوعها والوضح بالتحريك البياض من كل شيء وبياض الصبح والقمر وفي بعض النسخ دخل من إشراق نورها أي دخل الشيء من إشراق نورها.

والضباب بالكسر جمع الضب الدابة المعروفة ووجارها بالكسر جحرها الذي تأوي إليه ومن عادتها الخروج من وجارها عند طلوع الشمس لمواجهة النور على عكس الخفافيش ومأقيها بفتح الميم وسكون الهمزة وكسر القاف وسكون الياء كما في أكثر النسخ لغة في المؤق بضم الميم وسكون الهمزة أي طرف عينها مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع من العين وقيل مؤخرها وقال الأزهري أجمع أهل اللغة أن المؤق والمأق بالضم والفتح طرف العين الذي يلي الأنف وأن الذي يلي الصدغ يقال له اللحاظ والمأقي لغة فيه وقال ابن القطاع مأقي العين فعلي وقد غلط فيه جماعة من العلماء فقالوا هو مفعل وليس كذلك بل الياء في آخره.

٣٢٦

للإلحاق قال الجوهري وليس هو مفعل لأن الميم أصلية وإنما زيدت في آخره الياء للإلحاق ولما كان فعلي بكسر اللام نادرا لا أخت لها ألحق بمفعل ولهذا جمع على مآق على التوهم وفي بعض النسخ مآقيها على صيغة الجمع وتبلغ بكذا أي اكتفى.

والمعاش ما يعاش به وما يعاش فيه ومصدر بمعنى الحياة والمناسب هاهنا الأول وفيما سيجيء الثاني وفي بعض النسخ ليلها موضع لياليها والسكن بالتحريك ما تسكن إليه النفس وتطمئن وقر الشيء كفر أي استقر بالمكان والاسم القرار بالفتح وقيل هو اسم مصدر (١) والشظية الفلقة من الشيء فعيلة من قولك تشظت العصا إذا صارت فلقا والجمع شظايا والقصب الذي في أسفل الريش للطيور.

والأعلام جمع علم بالتحريك وهو طراز الثوب ورسم الشيء ورقمه وأعلاما في المعنى كالتأكيد لبينة وكلمة لها غير موجودة في بعض النسخ فيكون قوله جناحان خبر مبتدإ محذوف أي جناحاه لم يجعلا رقيقين بالغين في الرقة ولا في الغلظ حذرا من الانشقاق والثقل المانع من الطيران ولجأ إلى الشيء أي لاذ واعتصم به ووقوع الطير ضد ارتفاعه وأركان كل شيء جوانبه التي يستند إليها ويقوم بها والنهوض التحرك بالقيام ونهض الطائر إذا بسط جناحه ليطير والعيش الحياة ومصالح الشيء ما فيه صلاحه ضد الفساد والبارئ الخالق ومثال الشيء شبهه وخلا أي مضى وسبق أي لم يخلق الأشياء على حذو خالق سبقه بل ابتدعها على مقتضى الحكمة والمصلحة.

قال الدميري الخفاش بضم الخاء وتشديد الفاء واحد الخفافيش التي تطير في الليل وهو غريب الشكل والوصف والخفش صغر العين وضيق البصر والأخفش صغير العين ضعيف البصر وقيل هو عكس الأعشى وقيل هو من يبصر في الغيم دون الصحو وقال الجوهري هو نوعان فالأعشى من يبصر نهارا لا ليلا والعمش ضعف الرؤية مع

__________________

(١) في المخطوطة : هو مصدر.

٣٢٧

سيلان الدمع غالب الأوقات والعور معروف.

قال البطليوسي الخفاش له أربعة أسماء خفاش وخشاف وخطاف ووطواط وتسميته خفاشا يحتمل أن يكون مأخوذا من الخفش والأخفش في اللغة نوعان ضعيف البصر خلقة والثاني لعلة حدثت وهو الذي يبصر بالليل دون النهار وفي يوم الغيم دون الصحو.

وما ذكره من أن الخفاش هو الخطاف فيه نظر والحق أنه صنفان (١) وقال قوم الخفاش الصغير والوطواط الكبير وهو لا يبصر في ضوء القمر ولا في ضوء النهار ولما كان لا يبصر نهارا التمس الوقت الذي لا يكون فيه ظلمة ولا ضوء وهو قريب غروب الشمس لأنه وقت هيجان البعوض فإن البعوض يخرج ذلك الوقت يطلب قوته وهو دماء الحيوان والخفاش يطلب الطعم (٢) فيقع طالب رزق على طالب رزق والخفاش ليس هو من الطير في شيء لأنه ذو أذنين وأسنان وخصيتين (٣) ويحيض ويطهر ويضحك كما يضحك الإنسان ويبول كما تبول ذوات الأربع ويرضع ولده ولا ريش له.

قال بعض المفسرين لما كان الخفاش هو الذي خلقه عيسى بن مريم عليه‌السلام بإذن الله تعالى كان مباينا لصنعة الله تعالى ولهذا جميع الطير تقهره وتبغضه فما كان منها يأكل اللحم أكله وما لا يأكل اللحم قتله فلذلك لا يطير إلا ليلا.

وقيل لم يخلق عيسى عليه‌السلام غيره لأنه أكمل الطير خلقا وهو أبلغ في القدرة لأن له ثديا وأسنانا وأذنا (٤) وقيل إنما طلبوا خلق الخفاش لأنه من أعجب الطير (٥) إذ هو لحم ودم يطير بغير ريش وهو شديد الطيران سريع التقلب

__________________

(١) في المصدر : صنفان وهو الوطواط.

(٢) في المصدر : والخفاش يخرج طالبا للطعم.

(٣) في المصدر : وخصيتين ومنقار.

(٤) زاد في المصدر : وتحيض كما تحيض المرأة.

(٥) في المصدر : من اعجب الطير خلقة.

٣٢٨

يقتات بالبعوض والذباب وبعض الفواكه وهو مع ذلك موصف بطول العمر فيقال إنه أطول عمرا من النسر ومن حمار الوحش وتلد أنثاه ما بين ثلاثة أفراخ وسبعة وكثيرا ما يسفد وهو طائر في الهواء وليس في الحيوان ما يحمل ولده غيره والقرد والإنسان ويحمله تحت جناحه وربما قبض عليه بفيه وهو من حنوه عليه وإشفاقه عليه وربما أرضعت الأنثى ولدها وهي طائرة وفي طبعه أنه متى أصابه ورق الدلب حذر ولم يطر ويوصف بالحمق ومن ذلك إذا قيل له أطرق كرى التصق بالأرض (١).

١٤

(باب البوم)

١ ـ كامل الزيارة : عن محمد بن الحسن بن الوليد وجماعة مشايخي عن سعد بن عبد الله عن اليقطيني عن صفوان عن الحسين بن أبي غندر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول في البومة فقال هل أحد منكم رآها نهارا (٢) قيل له لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر إلا ليلا قال أما إنها لم تزل تأوي العمران فلما أن قتل الحسين عليه‌السلام آلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبدا ولا تأوي إلا الخراب فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين عليه‌السلام حتى تصبح (٣).

٢ ـ ومنه : عن حكيم بن داود بن حكيم عن سلمة عن الحسين بن علي بن صاعد البربري وكان قيما لقبر الرضا عليه‌السلام قال حدثني أبي قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام فقال لي ما يقول الناس قال قلت جعلت فداك جئنا نسألك قال فقال ترى هذه البومة (٤) كانت على عهد جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تأوي المنازل والقصور والدور

__________________

(١) حياة الحيوان ١ : ٤ ٢ و ٢١٥.

(٢) في المصدر : بالنهار.

(٣) كامل الزيارة : ٩٩.

(٤) في المصدر : فقال لي : ترى هذه البومة؟ ما يقول الناس؟ قال : قلت : جعلت فداك جئنا نسألك. فقال : هذه البومة.

٣٢٩

وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى ثم ترجع إلى مكانها ولما قتل الحسين بن علي عليه‌السلام خرجت من العمران إلى الخراب والجبال والبراري وقالت بئس الأمة أنتم قتلتم ابن نبيكم ولا آمنكم على نفسي (١).

٣ ـ ومنه : عن محمد بن جعفر الرزاز عن ابن أبي الخطاب عن ابن فضال عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن البومة لتصوم النهار فإذا أفطرت تدلهت (٢) على الحسين عليه‌السلام حتى تصبح (٣).

بيان : تدلهت كذا في أكثر النسخ بالدال المهملة وفي القاموس الدله والدلهة محركة والدلوة ذهاب الفؤاد من هم ونحوه ودلهه العشق بكذا تدليها فتدله والمدله كمعظم الساهي القلب الذاهب العقل من عشق ونحوه وفي بعض النسخ بالواو وفي القاموس الوله محركة الحزن وذهاب العقل حزنا والحيرة والخوف وله كورث ووجل ووعد فهو ولهان وواله وتوله واتله وهي ولهى ووالهة وواله وميلاه شديدة الحزن والجزع على ولدها.

٤ ـ الكامل : عن علي بن الحسين عن سعد بن موسى بن عمر عن الحسن بن علي الميثمي قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام يا با يعقوب رأيت بومة قط تنفس بالنهار فقال لا قال وتدري لم ذلك قال لا قال لأنها تظل يومها صائمة فإذا جنها الليل أفطرت على ما رزقت ثم لم تزل ترنم على الحسين عليه‌السلام حتى تصبح (٤).

بيان : تنفس كذا في أكثر النسخ بالنون والفاء وكأنه كناية عن التصويت والترنم ولا يبعد أن يكون تنغش بالنون والغين المعجمة قال في القاموس النغش تحرك الشيء من مكانه كالانتغاش والتنغش وكل طائر أو هامة تحرك في مكانه فقد تنغش.

__________________

(١) كامل الزيارة : ٩٩.

(٢) في المصدر : اندبت على الحسين بن على عليه‌السلام.

(٣) كامل الزيارة : ٩٩.

(٤) كامل الزيارة : ٩٩.

٣٣٠

٥ ـ دلائل الطبري : عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الصمد بن بشير عن عطية أخي أبي العوام قال : كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل أعرابي على لقوح (١) له فعقله ثم دخل فضرب ببصره يمينا وشمالا كأنه طائر العقل فهتف به أبو جعفر عليه‌السلام فلم يسمعه فأخذ كفا من حصى فحصبه (٢) فأقبل الأعرابي حتى نزل بين يديه فقال له يا أعرابي من أين أقبلت قال من أقصى الأرض فقال له أبو جعفر الأرض أوسع من ذلك فمن أين أقبلت قال من أقصى الدنيا وما خلفي من شيء أقبلت من الأحقاف قال أي الأحقاف قال أحقاف عاد قال يا أعرابي فما مررت به في طريقك قال مررت بكذا فقال أبو جعفر عليه‌السلام ومررت بكذا قال الأعرابي نعم قال أبو جعفر عليه‌السلام ومررت بكذا فلم يزل يقول الأعرابي إني مررت ويقول له أبو جعفر عليه‌السلام ومررت بكذا إلى أن قال له أبو جعفر فمررت بشجرة يقال له شجرة الرقاق قال فوثب الأعرابي على رجليه ثم صفق بيده وقال والله ما رأيت رجلا أعلم بالبلاد منك أوطئتها قال لا يا أعرابي ولكنها عندي في كتاب يا أعرابي إن من ورائكم لواديا يقال له البرهوت تسكنه البوم والهام يعذب فيه أرواح المشركين إلى يوم القيامة (٣).

٦ ـ حياة الحيوان : البوم بضم الباء طائر يقع على الذكر والأنثى حتى تقول صدى أو قيادا (٤) فيختص بالذكر كنية الأنثى أم الخراب وأم الصبيان ويقال لها غراب الليل ومن طبعها أن تدخل على كل طائرة في وكره وتخرجه منه وتأكل فراخه وبيضه وهي قوية السلطان في الليل لا يحتملها شيء من الطير ولا تنام الليل فإذا رآها الطير في النهار قتلوها ونتفوا ريشها للعداوة التي بينها وبينهم ومن

__________________

(١) اللقوح : الفحل من الخيل والإبل.

(٢) أي رماه بالحصباء أي الحصى.

(٣) دلائل الإمامة : ١٠١.

(٤) هكذا في الكتاب ، والصحيح : فياد بالفاء قال الدميرى : الفياد كصياد : ذكر البوم.

٣٣١

أجل ذلك صار الصيادون يجعلونها تحت شباكهم ليقع لهم الطير ـ ونقل المسعودي عن الجاحظ أن البومة لا تطير (١) بالنهار خوفا من أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها ولما تصور في نفسها أنها أحسن الطير لم تظهر إلا بالليل وتزعم العرب في أكاذيبها أن الإنسان إذا مات أو قتل يتصور (٢) نفسه في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشة لجسدها والبوم أصناف وكلها تحب الخلوة بنفسها (٣) والتفرد وفي أصل طبعها عداوة الغربان وفي تاريخ ابن النجار أن كسرى قال لعامل له صد لي شر الطير واشوه بشر الوقود وأطعمه شر الناس فصاد بومة وشواها بحطب الدفلى وأطعمها ساعيا وفي سراج الملوك لأبي بكر الطرطوسي أن عبد الملك بن مروان أرق (٤) ليلة فاستدعى سميرا (٥) له يحدثه فكان فيما حدثه به أن قال يا أمير المؤمنين كان بالموصل بومة وبالبصرة بومة فخطبت بومة الموصل إلى بومة البصرة بنتها لابنها فقالت بومة البصرة لا أفعل إلا أن تجعل لي صداقها مائة ضيعة خراب فقالت بومة الموصل لا أقدر على ذلك الآن ولكن إن دام والينا علينا سلمه الله تعالى سنة واحدة فعلت ذلك فاستيقظ لها عبد الملك وجلس للمظالم وأنصف الناس بعضهم عن بعض وتفقد أمر الولاة ورأيت في بعض المجاميع بخط بعض العلماء الأكابر أن المأمون أشرف يوما من قصره فرأى رجلا قائما وبيده فحمة وهو يكتب بها على حائط قصره فقال المأمون

__________________

(١) في المصدر : لا تظهر بالنهار.

(٢) في المصدر : « تتصور » وفيه : تصرخ.

(٣) في المصدر : بانفسها.

(٤) أرق : ذهب عنه النوم في الليل.

(٥) السمير : صاحب السمر ، والسمر : الحديث ليلا.

٣٣٢

لبعض خدمه اذهب إلى ذلك الرجل فانظر ما كتب (١) وائتني به فبادر الخادم إلى الرجل مسرعا وقبض عليه وتأمل ما كتب فإذا هو :

يا قصر جمع فيك الشوم واللوم

حتى يعشش في أركانك البوم

يوما يعشش فيك البوم من فرحي

أكون أول من يرعاك مرغوم (٢)

ثم إن الخادم قال له أجب أمير المؤمنين فقال له الرجل سألتك بالله لا تذهب بي إليه فقال الخادم لا بد من ذلك (٣) فلما مثله بين يدي المأمون أعلمه بما كتب فقال له المأمون ويلك ما حملك على هذا قال يا أمير المؤمنين إنه لن يخفى عليك ما حواه قصرك هذا من خزائن الأموال والحلي والحلل والطعام والشراب والفرش والأواني والأمتعة والجواري والخدم وغير ذلك مما يقصر عنه وصفي ويعجز عنه فهمي وإني يا أمير المؤمنين قد مررت عليه الآن وأنا في غاية من الجوع والفاقة فوقفت متفكرا في أمري فقلت في نفسي هذا القصر عامر عال وأنا جائع ولا فائدة لي فيه فلو كان خرابا ومررت به لم أعدم منه رخامة أو خشبة أو مسمارا أبيعه وأتقوت بثمنه أوما علم أمير المؤمنين ما قال الشاعر :

إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ

نصيب ولا حظ تمنى زوالها

وما ذاك من بغض له (٤) غير أنه

يرجى سواها فهو يهوي انتقالها

فقال المأمون يا غلام أعطه ألف دينار ثم قال له هي لك في كل سنة ما دام قصرنا عامرا بأهله (٥).

__________________

(١) في المصدر : وانظر ما يكتب.

(٢) في المصدر : من ينعيك.

(٣) في المصدر : ثم ذهب به.

(٤) في المصدر : من بغض لها.

(٥) حياة الحيوان ١ : ١١٥.

٣٣٣

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد فقد وفقنا الله تبارك وتعالى لتصحيح هذا الجزء من كتاب بحار الأنوار وهو الجزء الرابع والستون حسب تجزئتنا قد بذلنا الجهد والمجهود في تصحيحه وتنميقه ومقابلته بالنسخ وبمصادره وعلقنا عليه تعليقا مختصرا تتميما لما لم يذكره المصنف من غريب الغة وغيره وتبيانا لما اختلف في مصادره من نصوصه وكان المرجع في تصحيحنا مضافا إلى النسخة المطبوعة المعروفة بطبعة أمين الضرب والنسخة المعروفة بطبعة الخونساري نسخة مخطوطة أرسلها الفاضل المحترم السيد جلال الدين الأرموي دامت توفيقاته استكتبها أبو القاسم الرضوي الموسوي الخونساري في سنة ١٢٣٥ نشكر الله تعالى على توفيقنا لذلك ونسأله المزيد من توفيقه وإفضاله إنه ذو الفضل العظيم.

عبد الرحيم الرباني الشيرازي

عفى عنه وعن والديه

ربيع الأول ١٣٩٢ ق

٣٣٤

بسمه تعالى

انتهى الجزء الثامن من المجلد الرابع عشر كتاب السماء والعالم من بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأبرار وهو الجزء الواحد والستون حسب تجزئتنا من هذه الطبعة النفيسة الرائقة. وقد قابلناه على النسخة التي صححها الفاضل الخبير الشيخ عبد الرحيم الرباني المحترم بما فيها من التعليق والتنميق والله ولي التوفيق.

محمد الباقر البهبودى

٣٣٥

فهرس

ما في هذا الجزء من الأبواب

أبواب الحيوان وأصنافها وأحوالها وأحكامها

١ ـ باب عموم أحوال الحيوان وأصنافها................................ ٩٦ ـ ١

٢ ـ باب أحوال الأنعام ومنافعها ومضارها واتخاذها................... ١٤٣ ـ ٩٧

٣ ـ باب البحيرة وأخواتها........................................ ١٤٦ ـ ١٤٣

٤ ـ باب نادر في ركوب الزوامل والجلالات....................... ١٤٨ ـ ١٤٧

٥ ـ باب آداب الحلب والرعي وفيه بعض النوادر................... ١٥١ ـ ١٤٩

٦ ـ باب علل تسمية الدواب وبدء خلقها.......................... ١٥٧ ـ ١٥٢

٧ ـ باب فضل ارتباط الدواب وبيان أنواعها وما فيه شؤمها وبركتها ٢٠٠ ـ ١٥٨

٨ ـ باب حق الدابة على صاحبها وآداب ركوبها وحملها وبعض النوادر

................................................................. ٢٢٠ ـ ٢٠١

٩ ـ باب إخصاء الدواب وكيها وتعرقبهاو الإضرار بها وبسائر الحيوانات والتحريش

بينها وآداب إنتاجها وبعض النوادر.................................. ٢٢٨ ـ ٢٢١

١٠ ـ باب النحل والنمل وسائر ما نهي عن قتله من الحيوانات وما يحل قتله منها من

الحيات والعقارب والغربان وغيرها والنهي عن حرق الحيوانات وتعذيبها

................................................................. ٢٩٩ ـ ٢٢٩

١١ ـ باب القبرة والعصفور وأشباههما............................ ٣٠٩ ـ ٣٠٠

١٢ـ باب الذباب والبق والبرغوث والزنبور والخنفساء والقملة والقرد والحلم وأشباهها ٣٢١ ـ ٣١٠

١٣ ـ باب الخفاش وغرائب خلقه وعجائب أمره................... ٣٢٩ ـ ٣٢٢

١٤ ـ باب البوم................................................ ٣٣٣ ـ ٣٢٩

٣٣٦

*(رموز الكتاب)*

ب : لقرب الاسناد.

ع : للعلل الشرائع.

لد : للبلدين الامين.

بشا : لبشارة المصطفى.

عا : لدعائم الاسلام.

لي : لامالى الصدوق.

تم : لفلاح السائل.

عد : للعقائد.

م : لتفسير الامام العسكري (ع)

ثو : لثواب الاعمال.

عدة : للعدة.

ما : لامالى الطوسى.

ج : للاحتجاج.

عم : لاعلام الورى

محص : للتمحيص.

جا : لمجالس المفيد.

عين : للعيون والمحاسن.

مد : للعمدة.

جش : لفهرست النجاشي.

غر : للغرر والدرر.

مص : لمصباح الشريعة.

جع : لجامع الاخبار.

غط : لغيبة الشيخ.

مصبا : للمصباحين.

جم : لجماع الاسبوع.

غو : لغوالي اللئالي.

مع : لمعاني الاخبار.

جنة : للجنة.

ف : لتحف العقول.

مكا : لمكارم الاخلاق.

حة : لفرحة الغرى.

فتح : لفتح الابواب.

مل : لكامل الزيارة.

ختص : لكتاب الاختصاص.

فر : لتفسير فرات بن إبراهيم.

منها : للمنهاج.

خص : لمنتخب البصائر.

فس : لتفسير علي بن إبراهيم.

مهج : لمهج الدعوات.

د : للعدد.

فض : لكتاب الروضة.

ن : لعيون أخبار الرضا (ع).

سر : للسرائر.

ق : للكتاب العتيق الغروى.

نيه : لتنبيه الخاطر.

سن : للمحاسن.

قب : لمناقب ابن شهر آشوب

نجم : لكتاب النجوم.

شا : للارشاد.

قبس : لقبس المصباح.

نص : للكافية.

شف : لكشف اليقين.

قضا : لقضاء الحقوق.

نهج : لنهج البلاغة.

شى : لتفسير العياشي.

قل : لاقبال الاعمال.

نى : لغيبة النعماني.

ص : لقصص الانبياء.

قية : للدروع.

هد : للهداية.

صا : للاستبصار.

ك : لاكمال الدين.

يب : للتهذيب.

صبا : لمصباح الزائر.

كا : للكافي.

يج : للخرائج.

صح : لصحيفة الرضا (ع).

كش : لرجال الكشي.

يد : للتوحيد.

ضا : لفقه الرضا (ع).

كشف : لكشف الغمة.

ير : لبصائر الدرجات.

ضوء : لضوء الشهاب.

كف : لمصباح الكفعمى.

يف : للطرائف.

ضه : لروضة الواعظين.

كنز : لكنز جامع الفوائد وتأويل الايات الظاهرة معاً.

يل : للفضائل.

ط : للصراط المستقيم.

ل : للخصال.

ين : لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه والنوادر.

طا : لامان الاخطار.

يه : لمن لايحضره الفقيه.

طب : لطب الائمة.

٣٣٧