بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عن أحمد بن محمد المستثنى (١) عن موسى بن الحسن عن إبراهيم بن شريح الكندي عن معاوية بن وهب عن يحيى بن أيوب عن جميل بن أنس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكرموا البقر فإنها سيد البهائم ما رفعت طرفها إلى السماء حياء من الله عز وجل منذ عبد العجل (٢).

٤٥ ـ العيون : والعلل ، عن محمد بن عمرو بن علي البصري عن محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا (٣) عن آبائه عليه‌السلام أنه سأل (٤) رجل من أهل الشام أمير المؤمنين عليه‌السلام عن الثور ما باله غاض طرفه لا يرفع رأسه إلى السماء قال حياء من الله عز وجل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه وسأله ما بال الماعز مفرقعة الذنب بادية الحياء والعورة فقال لأن الماعز عصت نوحا عليه‌السلام لما أدخلت (٥) السفينة فدفعها فكسر ذنبها والنعجة مستورة الحياء والعورة لأن النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح عليه‌السلام يده على حيائها وذنبها فاستوت الألية (٦).

بيان : تدل هذه الأخبار على أن الثور لم يكن قبل عبادة بني إسرائيل العجل على هذه الخلقة ولا استبعاد فيه ويمكن أن يقال المراد لما علم الله أنه سيعبد على هذه الخلقة وكذا القول في الماعز والنعجة ولكنه بعيد.

٤٦ ـ المجازات النبوية : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سئل عن الإبل فقال

__________________

(١) في المصدر : « الستيتى » وذكر اختلاف النسخ في هامشه راجع.

(٢) علل الشرائع ٢ : ١٨٠ ( طبعة قم ).

(٣) في المصدر : عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٤) في العلل : انه سأله.

(٥) في المصدر : لما ادخلها.

(٦) علل الشرائع ٢ : ١٨٠ و ١٨١ عيون الأخبار : ١٣٤ و ١٣٦ فيه : فاسترت بالالية.

١٤١

أعنان الشياطين لا تقبل إلا مولية ولا تدبر إلا مولية ولا يأتي نفعها إلا من جانبها الأشأم.

قال السيد الرضي رضي‌الله‌عنه فقوله أعنان الشياطين مجاز والأعنان النواحي وقال بعضهم الصحيح أن عنان الشيء نواحيه فالأول قول البصريين والثاني قول الكوفيين والمراد على القولين المبالغة في وصف الإبل بأخلاق السيئة والطباع المستعصية فكأن الشياطين تنهاها وتأمرها (١) ومما يؤيد ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله الإبل خلقت من الشياطين وقوله إن على ذروة كل بعير شيطانا ثم ذكر نحوا مما مر من كلام الزمخشري (٢).

٤٧ ـ المجازات : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تسبوا الإبل فإنها رقوء الدم.

وإنما المراد أنها إذا أعطيت في الديات كانت سببا لانقطاع الدماء المطلولة (٣) والثارات المطلوبة فشبه عليه‌السلام تلك الحال بالعرق العائذ (٤) والدم السائل الذي إذا ترك لج واستنثر الدم وإذا عولج انقطع ورقأ ويروى فإن فيها رقوء الدم (٥).

٤٨ ـ الدر المنثور : عن زيد بن ثابت قال : امتنعت (٦) على نوح الماعزة أن تدخل السفينة فدفعها في ذنبها فمن ثم انكسر ذنبها فصار معقوفا وبدا حياؤها ومضت النعجة حتى دخلت فمسح على ذنبها فستر حياءها (٧).

بيان : عقفه كضربه عطفه والحياء الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع.

__________________

(١) في المصدر : فكان الشياطين تختلها وتنفرها وتنهاها وتأمرها.

(٢) المجازات النبوية : ٢٩٠ ( طبعة القاهرة ).

(٣) المطلولة : المسفوكة المراقة.

(٤) العرق العائذ : السائل الذي لا ينقطع.

(٥) المجازات النبوية : ٣٢٧.

(٦) في المصدر : استصعبت.

(٧) الدر المنثور ٣ : ٣٢٩ و ٣٣٠.

١٤٢

٤٩ ـ الدلائل للطبري : عن العباس بن معروف عن أبي الحسن الكرخي عن الحسن بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير قال : خرجت مع علي بن الحسين عليه‌السلام إلى مكة فبلغنا الأبواء فإذا غنم ونعجة قد تخلفت عن القطيع وهي تثغو ثغاء شديدا وتلتفت إلى سخلتها تثغو وتشتد في طلبها فكلما قامت السخلة (١) ثغت النعجة فتتبعها السخلة فقال يا أبا بصير تدري ما تقول النعجة لسخلتها فقلت لا والله ما أدري فقال إنها تقول الحقي بالغنم فإن أختك عام أول تخلفت في هذا الموضع فأكلها الذئب (٢).

٣

(باب)

*(البحيرة وأخواتها)*

الآيات المائدة : « ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ » تفسير : « ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ » قال الطبرسي رحمه‌الله يريد ما حرمها على ما حرمها أهل الجاهلية ولا أمر بها والبحيرة هي الناقة التي كانت إذا نتجت خمسة أبطن وكان آخرها ذكرا بحروا أذنها وامتنعوا من ركوبها ونحرها ولا تطرد عن ماء ولا تمنع من مرعى فإذا لقيها المعيي لم يركبها عن الزجاج وقيل إنهم كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في البطن الخامس فإن كان ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء جميعا وإن كانت أنثى شقوا أذنها فتلك البحيرة ثم لا يجز لها وبر ولا يذكر عليها اسم الله إن ذكيت ولا يحمل عليها وحرم على النساء أن

__________________

(١) في المصدر : فكلما لعبت السخلة.

(٢) دلائل الإمامة : ٨٨ :.

١٤٣

يذقن من لبنها شيئا ولا أن ينتفعن بها وكان لبنها ومنافعها للرجال خاصة دون النساء حتى تموت فإذا ماتت اشترك الرجال والنساء في أكلها عن ابن عباس وقيل إن البحيرة بنت السائبة عن محمد بن إسحاق : « وَلا سائِبَةٍ » وهي ما كانوا يسيبونها فإن الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو لبرء من علة وما أشبه ذلك فقال ناقتي سائبة فكانت كالبحيرة في أن لا ينتفع بها وأن لا تخلأ عن ماء ولا تمنع من رعى عن الزجاج وعلقمة (١).

وقيل هي التي تسيب للأصنام أي تعتق لها وكان الرجل يسيب من ماله ما يشاء فيجيء به إلى السدنة وهم خدمة آلهتهم فيطعمون من لبنها أبناء السبيل ونحو ذلك عن ابن عباس وابن مسعود وقيل إن السائبة هي الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس فيهن ذكر سيبت فلم يركبوها ولم يجزوا وبرها ولا يشرب لبنها (٢) إلا ضيف فما نتجت بعد ذلك من أنثى شق أذنها ثم يخلى سبيلها مع أمها وهي البحيرة عن محمد بن إسحاق : « وَلا وَصِيلَةٍ » وهي في الغنم كانت الشاة إذا ولدت أنثى فهي لهم وإذا ولدت ذكرا جعلوه لآلهتهم فإن ولدت ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم عن الزجاج وقيل كانت الشاة إذا ولدت سبعة أبطن فإن كان السابع جديا ذبحوه لآلهتهم ولحمه للرجال دون النساء وإن كان عناقا استحيوها وكانت من عرض الغنم وإن ولدت في البطن السابع جديا وعناقا قالوا إن الأخت وصلت أخاها محرمة علينا (٣) فحرما جميعا وكانت المنفعة واللبن للرجال دون النساء عن ابن مسعود ومقاتل وقيل الوصيلة الشاة إذا أتأمت عشر إناث في خمسة أبطن ليس فيها ذكر جعلت وصيلة فقالوا قد وصلت فكان ما ولدت بعد ذلك للذكور دون الإناث عن محمد بن إسحاق : « وَلا حامٍ » وهو الذكر من الإبل كانت العرب إذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قد حمى

__________________

(١) في المصدر : عن الزجاج وهو قول علقمة.

(٢) في المصدر : ولم يشرب لبنها.

(٣) في المصدر : فحرمته علينا.

١٤٤

ظهره فلا يحمل عليه ولا يمنع من ماء ولا من مرعى عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما وقيل إنه الفحل إذا لقح ولد ولده قيل حمى ظهره فلا يركب عن الفراء.

أعلم الله أنه لم يحرم من هذه الأشياء شيئا قال المفسرون روى ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف كان قد ملك مكة وكان أول من غير دين إسماعيل فاتخذ الأصنام ونصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلقد رأيته في النار تؤذي أهل النار ريح قصبه.

ويروى يجر قصبه في النار : « وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ » أي يكذبون على الله بادعائهم أن هذه الأشياء من فعل الله أو أمره : « وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ » خص الأكثر بأنهم لا يعقلون لأنهم أتباع فهم لا يعقلون أن ذلك كذب وافتراء كما يعقله الرؤساء وقيل إن معناه أن أكثرهم لا يعقلون ما حرم عليهم وما حلل لهم يعني أن المعاند هو الأقل منهم (١).

١ ـ معاني الأخبار : عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : « ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ » (٢) قال إن أهل الجاهلية كان إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا وصلت فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة ولا يستحلون ظهرها وأكلها والحام فحل الإبل لم يكونوا يستحلونه فأنزل الله عز وجل أنه لم يكن يحرم شيئا من ذا (٣).

العياشي : عن محمد بن مسلم مثله (٤).

__________________

(١) مجمع البيان ٣ : ٢٥٢ و ٢٥٣.

(٢) المائدة : ١٠٣.

(٣) معاني الأخبار : ١٤٨ فيه : من ذلك.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٣٤٧ فيه : ان الله لم يحرم شيئا من هذا.

١٤٥

٢ ـ المعاني : وقد روي أن البحيرة الناقة إذا نتجت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها أي شقوه وكانت حراما على النساء والرجال لحمها ولبنها فإذا ماتت حلت للنساء والسائبة البعيرة يسيب بنذر يكون على الرجال إن سلمه الله عز وجل من مرض أو بلغه منزله أن يفعل ذلك والوصيلة من الغنم كان إذا ولدت الشاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء وإن كانت أنثى تركت في الغنم وإن كان ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلم تذبح وكان لحومها حراما على النساء إلا أن يكون يموت منها شيء فيحل أكلها للرجال والنساء والحام الفحل إذا ركب ولد ولده قالوا حمى ظهره وقد يروى أن الحام هو من الإبل إذا نتج عشرة أبطن قالوا قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلإ ولا ماء (١).

٣ ـ العياشي : عن عمار بن أبي الأحوص قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام البحيرة إذا ولدت [ و ] ولد ولدها بحرت (٢).

تفسير علي بن إبراهيم : وأما قوله : « ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ » فإن البحيرة كانت إذا وضعت الشاة خمسة أبطن ففي السادسة قالت العرب قد بحرت فجعلوها للصنم ولا تمنع ماء ولا مرعى والوصيلة إذا وضعت الشاة خمسة أبطن ثم وضعت في السادسة جديا وعناقا في بطن واحد جعلوا الأنثى للصنم وقالوا وصلت أخاها وحرموا لحمها على النساء والحام كان إذا كان الفحل من الإبل جد الجد قالوا حمى ظهره وسموه حام فلا يركب ولا يمنع ماء ولا مرعى ولا يحمل عليه شيء فرد الله عليهم فقال : « ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ » إلى قوله : « وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ » (٣).

__________________

(١) معاني الأخبار : ١٤٨.

(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٤٨.

(٣) تفسير القمي : ١٧٥.

١٤٦

٤

(باب)

*(نادر في ركوب الزوامل والجلالات)*

١ ـ المكارم : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الإبل الجلالة أن يؤكل لحومها وأن يشرب لبنها ولا يحمل عليها الأدم ولا يركبها الناس حتى تعلفت أربعين ليلة (١).

بيان : سيأتي حكم أكل لحوم الجلالات وشرب ألبانها وأما النهي عن ركوبها والحمل عليها فكأنه على الكراهية وإنما ذكر الأصحاب كراهة الحج على الإبل الجلالة قال في المنتهى يكره الحج والعمرة على الإبل الجلالات وهي التي تتغذى بعذرة الإنسان خاصة لأنها محرمة فيكره الحج عليها ويدل عليه

ما رواه الشيخ (٢) عن إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام أن عليا عليه‌السلام قال : يكره الحج والعمرة على الإبل الجلالات

٢ ـ معاني الأخبار : عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من ركب زاملة ثم وقع منها فمات دخل النار (٣).

الفقيه ، بإسناده عن محمد بن سنان مثله (٤).

قال الصدوق رحمه‌الله فيهما معنى ذلك أن الناس كانوا يركبون الزوامل فإذا أراد أحدهم النزول وقع من زاملته من غير أن يتعلق بشيء من الرحل فنهوا عن

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ١٣٨.

(٢) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ : ٥٧٢ والكليني في الكافي ١ : ٣١٣. والصدوق في من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٠٧.

(٣) معاني الأخبار : ٢٢٣ طبعة الغفارى.

(٤) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٠٩.

١٤٧

ذلك لئلا يسقط أحدهم متعمدا فيموت فيكون قاتل نفسه ويستوجب بذلك دخول النار وليس هذا الحديث ينهى عن ركوب الزوامل وإنما هو نهى عن الوقوع منها من غير أن يتعلق بالرحل والحديث الذي روي أن من ركب زاملة فليوص فليس ذلك أيضا بنهي عن ركوب الزاملة إنما هو الأمر بالوصية كما قيل من خرج في حج أو جهاد فليوص وليس ذلك بنهي عن الحج والجهاد وما كان الناس يركبون إلا الزوامل وإنما المحامل محدثة لم تعرف فيما مضى (١).

بيان : في النهاية الزاملة البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع كأنه فاعلة من الزمل الحمل.

وقال الوالد قدس‌سره الظاهر كراهة الركوب عليها مع القدرة على غيرها لما فيه من التعرض للضرر غالبا كما هو شائع أنه قلما يركبها أحد ولم يسقط منها وذكر بعضهم أن وجه النهي أنه استأجرها لحمل المتاع فلا يجوز الركوب عليها بغير رضى المكاري لكن يأباه الخبر الثاني والظاهر أن المراد به الجمال الصعبة التي لم تذلل بعد وقوله رحمه‌الله إنما المحامل محدثة لعله أراد أن شيوعها محدثة وإن كان فيه أيضا كلام إذ ذكر المحمل في الأخبار كثير.

__________________

(١) معاني الأخبار : ٢٢٣ ( طبعة الغفارى ).

١٤٨

٥

(باب)

*(آداب الحلب والرعي وفيه بعض النوادر)*

١ ـ معاني الأخبار : عن محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام رفعه أن رجلا حلب عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ناقة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دع داعي اللبن يقول أبق في الضرع شيئا لا تستوعبه كله في الحلب فإن الذي تبقيه به يدعو ما فوقه من اللبن وينزله (١) وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ عليه الدر بعد ذلك (٢).

بيان : قال في النهاية فيه أنه أمر ضرار بن الأزور أن يحلب له ناقة وقال له دع داعي اللبن لا تجهده أي أبق في الضرع قليلا من اللبن (٣) وذكر نحو ذلك.

وفي المجازات النبوية ومن ذلك قوله عليه‌السلام لرجل حلب ناقة دع داعي اللبن قال السيد هذه استعارة والمراد أمره أن يبقي في خلف الناقة (٤) شيئا من لبنها من غير أن يستفرغ جميعه لأن ما يبقى منه يستنزل عفافتها (٥) ويستجم درتها فكأنه يدعو بقية اللبن إليه ويكون كالمثابة له وإذا استنفذ الحالب ما في الخلف أبطأ غزره (٦) وقلص دره (٧).

__________________

(١) في نسخة من المصدر : ويدر له.

(٢) معاني الأخبار : ٢٨٤.

(٣) النهاية ٢ : ٢٥.

(٤) خلف الناقة بكسر الحاء وسكون اللام : ثديها.

(٥) العفافة : بقية اللبن في الضرع بعد ما حلب أكثره ويستجم درتها اي يكثر ادرارها وانزالها اللبن.

(٦) الغزر : الكثرة ، وقلص : قل ، والدر : نزول اللبن في الضرع.

(٧) المجازات النبوية : ٢٥٠ طبعة القاهرة.

١٤٩

٢ ـ المحاسن : عن بعض أصحابنا رفعه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نظفوا مرابض (١) الغنم وامسحوا رغامهن فإنهن من دواب الجنة (٢).

٣ ـ ومنه : عن أبيه عن سليمان الجعفري رفعه (٣) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله امسحوا رغام الغنم وصلوا في مراحها فإنها دابة من دواب الجنة.

قال الرغام ما يخرج من أنوفها (٤).

٤ ـ الكافي : عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نظفوا مرابضها وامسحوا رغامها (٥).

توضيح الرغام بالضم التراب ولعل المعنى مسح التراب عنها وتنظيفها وفي بعض نسخ المحاسن بالعين المهملة وهو المناسب لما فسره به البرقي لكن أكثر نسخ الكافي بالمعجمة وهذا التفسير والاختلاف موجودان في روايات العامة أيضا قال الجزري في الراء مع العين المهملة فيه صلوا في مراح الغنم وامسحوا رعامها الرعام ما يسيل من أنوفها (٦) ثم قال في الراء مع الغين المعجمة في حديث أبي هريرة صل في مراح الغنم وامسح الرغام عنها كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة وقال إنه ما يسيل من الأنف بالمشهور فيه والمروي بالعين المهملة ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها انتهى (٧).

٥ ـ العلل : عن أبيه عن سعد عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن

__________________

(١) المرابض جمع المربض : مأوى الغنم.

(٢) المحاسن : ٦٤١.

(٣) في المصدر : قال : قال.

(٤) المحاسن : ٦٤٢.

(٥) فروع الكافي ٦ : ٥٤٤.

(٦) النهاية ٢ : ٩٢ و ٩٣.

(٧) النهاية ٢ : ٩٥.

١٥٠

هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له كيف كان يعلم قوم لوط أنه قد جاء لوطا رجال فقال كانت امرأته تخرج فتصفر فإذا سمعوا التصفير جاءوا فلذلك كره التصفير (١).

٦ ـ المحاسن : عن بكر بن صالح عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول لا تصفر بغنمك ذاهبة وانعق بها راجعة (٢).

بيان : لا تصفر من الصفير وهو الصوت المعروف قال في القاموس الصفير بلا هاء من الأصوات وقد صفر يصفر صفيرا وصفر بالحمار دعاه للماء (٣) وقال نعق بغنمه كمنع وضرب نعقا ونعيقا ونعاقا ونعقانا صاح بها وزجرها انتهى (٤).

ويدل على مرجوحية الصفير للغنم وقد مر في باب الطيرة والعدوى ما يدل على بعض الوجوه على النهي عن الصفير وعلى جواز خلط الدابة الجرباء بغيرها وعدم الإعداء.

__________________

(١) علل الشرائع ٢ : ٢٥٠.

(٢) المحاسن : ٦٤٢.

(٣) القاموس : الصفرة ، وفيه : دعاه الى الماء.

(٤) القاموس : نعق.

١٥١

٦

(باب)

*(علل تسمية الدواب وبدء خلقها)*

١ ـ العلل : عن علي بن أحمد عن الكليني عن علان (١) بإسناده رفعه قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في جواب ما سأل اليهودي إنما قيل للفرس إجد لأن أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل وأنشأ يقول :

أجد اليوم وما

ترك الناس دما

فقيل للفرس إجد لذلك وإنما قيل للبغل عد لأن أول من ركب البغل آدم عليه‌السلام وذلك كان له ابن يقال له معد وكان عشوقا للدواب وكان يسوق بآدم عليه‌السلام فإذا تقاعس البغل نادى يا معد سقها فألفت البغلة اسم معد فترك الناس معد (٢) وقالوا عد وإنما قيل للحمار حر لأن أول من ركب الحمار حواء وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل فكانت تقول في مسيرها وا حراه فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة وإذا أمسكت تقاعست فترك الناس ذلك وقالوا حر (٣).

بيان : قوله أجد اليوم كأنه من الإجادة أي أجد السعي لأن الناس لا يتركون الدم بل يطلبونه مني أو من الوجدان أي أجد الناس اليوم لا يتركون الدم أو بتشديد الدال بمعنى الجد والسعي فيرجع إلى المعنى الأول وربما يقال لعل قوله وما تصحيف دما أي أجد اليوم أخذت لنفسي دما وانتقمت من

__________________

(١) في المصدر : « على بن محمد » وعلان لقب علي بن محمد بن إبراهيم بن ابان الرازي الكليني ، وجزم المصنف بأن علي بن محمد هو علان لمكان رواية الكليني عنه.

(٢) في نسخة من المصدر : فترك الناس ميم معد.

(٣) علل الشرائع ١ : ٢ و ٣.

١٥٢

عدوي فيكون قوله ترك الناس دما كلامه عليه‌السلام وعلى الأول والثاني الظاهر أنها كلمة زجر كما في عد لكن المشهور أنها زجر للإبل قال في القاموس إجد بالكسر ساكنة الدال زجر للإبل (١) وقال عد عد زجر للبغل (٢) وقال الحر زجر للبعير كما يقال للضأن الحيه (٣) انتهى.

وكأنه كان في أول الحال زجرا للحمار وكذا عد كان زجرا للبغل ولما كانت الإبل أشيع وأكثر عند العرب منهما شاع استعمالهما فيها عندهم.

٢ ـ العلل : عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن عبدوس بن أبي عبيدة قال سمعت الرضا عليه‌السلام يقول أول من ركب الخيل إسماعيل وكانت وحشية لا تركب فحشرها الله عز وجل على إسماعيل من جبل منى وإنما سميت الخيل العراب لأن أول من ركبها إسماعيل (٤).

بيان : وإنما سميت الخيل أي نفائسها وعربيها لأن أول من ركبها إسماعيل فإنه كان أصل العرب وأباهم فنسب الخيل إلى العرب قال في النهاية العرب اسم لهذا الجيل المعروف من الناس ولا واحد له من لفظه سواء أقام بالبادية أو المدن والنسب إليهما أعرابي وعربي وفي حديث سطيح يقود خيلا عرابا أي عربية منسوبة إلى العرب فرقوا بين الخيل والناس فقالوا في الناس عرب وأعراب وفي الخيل عراب (٥).

٣ ـ أمان الأخطار : ذكر محمد بن صالح مولى جعفر بن سليمان في كتاب نسب

__________________

(١) القاموس : الاجاد.

(٢) القاموس : العد.

(٣) القاموس : الحر.

(٤) علل الشرائع ٢ : ٧٠.

(٥) النهاية ٣ : ٨٨.

١٥٣

الخيل في حديث عن ابن عباس أن إسماعيل عليه‌السلام لما بلغ أخرج الله له من البحر مائة فرس فأقامت ترعى بمكة ما شاء الله ثم أصبحت على بابه فرسنها وأنتجها وركبها (١).

٤ ـ وروي في حديث آخر عن محمد بن مسلم (٢) أن أول من ركب الخيل إسماعيل (٣).

بيان : في القاموس الرسن محركة الحبل وما كان من زمام على أنف ورسنها يرسنها ويرسنها وأرسنها جعل لها رسنا ورسنها شدها برسن (٤).

٥ ـ العلل : عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله عن البزنطي عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن مجاهد عن ابن عباس قال : كانت الخيل العراب وحوشا بأرض العرب فلما رفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت قال إني قد أعطيتك كنزا لم أعطه أحدا كان قبلك قال فخرج إبراهيم وإسماعيل حتى صعدا جيادا فقالا ألا هلا ألا هلم فلم يبق في أرض العرب فرس إلا أتاه وتذلل له وأعطت بنواصيها وإنما سميت جيادا لهذا فما زالت الخيل بعد تدعو الله أن يحببها إلى أربابها فلم تزل الخيل حتى اتخذها سليمان فلما ألهته أمر بها أن يمسح رقابها وسوقها (٥) حتى بقي أربعون فرسا (٦).

بيان : قال الفيروزآبادي هلا زجر للخيل (٧) وتهلى الفرس أسرع

__________________

(١) الامان من اخطار الاسفار والازمان : ٩٧.

(٢) في المصدر : عن مسلم بن جندب.

(٣) الامان من اخطار الاسفار والازمان : ٩٧.

(٤) القاموس : « الرسن » فيه : أرسنها : شدها برسن.

(٥) في المصدر : أن تمسح أعناقها.

(٦) علل الشرائع ١ : ٣٥ و ٣٦.

(٧) القاموس : هالاه.

١٥٤

وهلهل زجره بهلا (١) وقال الخيل جماعة الأفراس لا واحد له أو واحده خائل لأنه يختال والجمع أخيال وخيول ويكسر والفرسان (٢) قال الجوهري جاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثى من خيل جياد وأجياد وأجاويد والأجياد جبل بمكة سمي بذلك لموضع خيل تبع وسمي قعيقعان لموضع سلاحه وفي القاموس أجياد شاة وأرض بمكة أو جبل بها لكونه موضع خيل تبع انتهى.

والخبر (٣) يدل على أن اسم الجبل كان جيادا بدون ألف ويحتمل سقوطه من الرواة أو النساخ ويؤيده أن الدميري رواه عن ابن عباس وفيه فخرج إسماعيل إلى أجياد كما سيأتي.

وقوله فلما ألهته إلخ لم يكن في بعض النسخ وكان المصنف ضرب عليه أخيرا لكونه مخالفا لما اختاره في تلك القصة كما مر مفصلا في بابه وهذا موافق لما رواه المخالفون في ذلك.

٦ ـ الكافي : عن العدة عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن أبان عن زرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الخيل كانوا (٤) وحوشا في بلاد العرب فصعد إبراهيم وإسماعيل عليه‌السلام على جبل جياد ثم صاحا ألا هلا ألا هلم قال فما بقي الفرس إلا أعطاهما بيده وأمكن من ناصيته (٥).

__________________

(١) القاموس : الهلال.

(٢) القاموس : خال.

(٣) وكذلك الاخبار الآتية تدل على ذلك ، وفي المصحف الشريف استعمل الجياد للخيل في قوله : « اذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد » وذلك يؤيد الروايات التي تدل على ان اسم الجبل كان جيادا.

(٤) في المصدر : كانت.

(٥) فروع الكافي ٥ : ٤٧.

١٥٥

المحاسن : عن غير واحد مثله (١)

٧ ـ حياة الحيوان ، نقلا من تاريخ نيسابور روى (٢) بإسناده عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك خلقا أجعله عزا لأوليائي ومذلة لأعدائي وجمالا لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق يا رب فقبض منها قبضة فخلق منها فرسا وقال خلقتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك والغنائم محتازة على ظهرك وبوأتك سعة من الرزق وأيدتك على غيرك من الدواب وعطفت عليك صاحبك وجعلتك تطيرين بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب وإني سأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني ويكبروني ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله ما من تسبيحة وتهليلة وتكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه (٣) إلا تجيبه بمثلها قال فلما سمعت الملائكة بخلق الفرس قالت يا رب نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك ونهللك (٤) فما ذا لنا فخلق الله لها خيلا لها أعناق كأعناق البخت يمد بها من يشاء من أنبيائه ورسله قال فلما استوت قوائم الفرس في الأرض قال الله له أذل بصهيلك المشركين واملأ منه آذانهم وأذل به أعناقهم وأرعب به قلوبهم قال فلما أن عرض الله على آدم كل شيء مما خلق قال له اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس فقيل له اخترت عزك وعز ولدك خالدا ما خلدوا وباقيا

__________________

(١) المحاسن : ٦٣٠ فيه : ( عن ابان الأحمر رفعه الى أبي عبد الله عليه‌السلام ) وفيه : ( كانت الخيل وحوشا ) وفيه : ( الا هلم ، فما فرس الا أعطى بيده ) وأورده المصنف بالفاظه عن المحاسن في كتاب النبوة وفيه : ( على أجياد ) راجع ج ١٢ : ١١٤.

(٢) في المصدر : رأيت في تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله في ترجمة ابى جعفر الحسن بن محمد بن جعفر الزاهد العابد انه روى.

(٣) في المصدر : فتسمعه الملائكة.

(٤) في المصدر : ونهللك ونكبرك.

١٥٦

ما بقوا أبد الآبدين ودهر الداهرين ثم قال أول من ركبها إسماعيل عليه‌السلام ولذلك سميت العراب (١) وكانت قبل ذلك وحشيا (٢) كسائر الوحوش فلما أذن الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد من البيت قال الله عز وجل إني معطيكما كنزا ادخرته لكما ثم أوحى الله تعالى إلى إسماعيل أن اخرج فادع بذلك الكنز فخرج إلى أجياد وكان لا يدري ما الدعاء وما الكنز فألهمه الله عز وجل الدعاء فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته وأمكنته من نواصيها وتذللت له ولذلك قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل (٣).

٨ ـ قرب الإسناد : عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن جياد لم سمي جيادا قال لأن الخيل كانت وحوشا فاحتاج إليها إبراهيم وإسماعيل (٤) فدعا الله تبارك وتعالى أن يسخرها له فأمره أن يصعد على أبي قبيس فينادي (٥) ألا هلا ألا هلم فأقبلت حتى وقفت بجياد فنزل إليها فأخذها فلذلك سمي جيادا (٦).

كتاب المسائل : بإسناده عن علي بن جعفر مثله (٧).

__________________

(١) في المصدر : بالعراب.

(٢) في المصدر : وحشية.

(٣) حياة الحيوان ١ : ٢٢٤ و ٢٢٥.

(٤) في المصدر : كانت وحشا فاحتاج إليها إسماعيل عليه‌السلام.

(٥) في المصدر : فامره فصعد على ابى قبيس ثم نادى.

(٦) قرب الإسناد : ١٠٥.

(٧) أورد المصنف كتاب المسائل بتمامه في كتاب الاحتجاجات راجع ١٠.

٢٤٩ ـ ٢٩١.

١٥٧

٧

(باب)

*(فضل ارتباط الدواب وبيان أنواعها وما فيه شؤمها وبركتها)*

الآيات الأنفال «٨» : « وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ » ٦٠.

النحل «١٦» : « وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً » ٨.

ص «٣٨» : « إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ » ٣١ ـ ٣٣.

تفسير : « وَأَعِدُّوا لَهُمْ » أي لناقضي العهد أو للكفار : « مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ » قيل أي كل ما يتقوى به في الحرب (١) وفي تفسير علي بن إبراهيم قال السلاح (٢) وفي الفقيه (٣) قال عليه‌السلام منه الخضاب بالسواد (٤). وفي تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سيف وترس (٥). وفي الكافي مرفوعا قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو

__________________

(١) هذا هو المعنى التام للقوة ، واما سائر ما قيل في معناه فهو من بيان المصداق لا المفهوم الحقيقي.

(٢) تفسير القمي : ٢٥٥.

(٣) من لا يحضره الفقيه ١ : ٧٠.

(٤) علة ذلك ان صاحبه يرى شابا فيهاب منه ، ولذلك ورد في الحديث : فى الخضاب ثلاثة خصال : مهيبة في الحرب ، ومحبة الى النساء ، ويزيد في الباه.

(٥) تفسير العياشي ٢ : ٦٦ رواه عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وروى عن عبد الله بن المغيرة رفعه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « او عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما في نسخة » أنه الرمى.

١٥٨

الرمي (١) : « وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ » قيل اسم للخيل التي تربط في سبيل الله فعال بمعنى مفعول أو مصدر سمي به يقال ربطه ربطا ورابطه مرابطة ورباطا أو جمع ربيط كفصيل وفصال وفي مجمع البيان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وارتبطوا الخيل فإن ظهورها لكم عز وأجوافها كنز (٢) : « تُرْهِبُونَ » أي تخوفون : « بِهِ » الضمير لما استطعتم أو للإعداد : « عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ » قيل يعني كفار مكة وأقول خصوص السبب لا يدل على خصوص الحكم ويدل على رجحان رباط الخيل للجهاد ولإرهاب أعداء الله وإن كان في زمن غيبة الإمام عليه‌السلام توقعا لظهوره (٣) كما ورد في الأخبار وقد مر تفسير الآية الثانية وكذا الثالثة في باب أحوال داود عليه‌السلام وقالوا الصافن من الخيل الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل وهو من الصفات المحمودة في الخيل لا تكاد تكون إلا في العراب الخلص والجياد جمع جواد أو جود وهو الذي يسرع في جريه وقيل الذي يجود بالركض وقيل جمع جيد والخير المال الكثير والمراد هنا الخيل كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة.

وفي قراءة ابن مسعود حب الخيل : « حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ » أي الخيل أو الشمس : « فَطَفِقَ مَسْحاً » قيل أي فأخذ يمسح السيف مسحا : « بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ » يقطعها لأنها كانت سبب فوت صلاتها وقيل جعل يمسح بيده أعناقها وسوقها وحبالها وفي الخبر أن الضمير للشمس والمراد بالمسح بالسوق والأعناق الوضوء بطريق شرع لهم.

١ ـ الفقيه : قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة والمنفق عليها في سبيل الله كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها فإذا أعددت

__________________

(١) فروع الكافي ٥ : ٢٩ رواه عن محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن الحسن ابن ظريف عن عبد الله بن المغيرة رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قول الله عز وجل : « وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ » قال : الرمى.

(٢) مجمع البيان ٤ : ٥٥٥.

(٣) او حفاظة للدفاع عن حريم الإسلام ومنافع المسلمين.

١٥٩

شيئا فأعده أقرح أرثم محجل الثلاثة طلق اليمين كميتا ثم أغر (١) تسلم وتغنم (٢).

توضيح : قال في النهاية فيه (٣) خير الخيل الأرثم الأقرح المحجل الأرثم الذي أنفه أبيض وشفته العليا (٤) والأقرح ما كان في جبهته قرحة بالضم وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة (٥).

والمحجل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين لأنها مواضع الأحجال وهي الخلاخيل والقيود ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان (٦).

قال وفيه خير الخيل الأقرح طلق اليد اليمنى أي مطلقها ليس فيها تحجيل (٧).

٢ ـ الكافي : عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عمن أخبره عن ابن طيفور المتطبب قال : سألني أبو الحسن عليه‌السلام أي شيء تركب قلت حمارا فقال بكم ابتعته قلت بثلاثة عشر دينارا قال إن هذا لهو السرف (٨) أن تشتري حمارا بثلاثة عشر دينارا وتدع برذونا قلت يا سيدي إن مئونة البرذون أكثر من مئونة الحمار قال فقال إن الذي يمون الحمار يمون البرذون أما علمت أن من ارتبط دابة

__________________

(١) الكميت من الخيل للمذكر والمؤنث : ما كان لونه بين الأسود والأحمر. والاغر :

ما كان في جبهته بياض.

(٢) الفقيه ٢ : ١٨٥ و ١٨٦.

(٣) أي في الحديث.

(٤) النهاية ٢ : ٦٩.

(٥) النهاية ٣ : ٢٧٠.

(٦) النهاية ١ : ٢٣٧.

(٧) النهاية ٣ : ٤٧.

(٨) في المصدر : فقال : ان هذا هو السرف.

١٦٠