بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فرآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحدثني بالحديث قبل أن أذكر له منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه « وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً » (١).

١٠٢ ـ وعن ابن عباس في قوله « وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ » قال كان رجال من الإنس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية فيقول أعوذ بعزيز هذا الوادي « فَزادُوهُمْ رَهَقاً » (٢)

١٠٣ ـ وعن الحسن في قوله « وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ » قال كان أحدهم فإذا نزل الوادي قال أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيأمن في نفسه يومه وليلته (٣).

١٠٤ ـ وعن ربيع بن أنس « وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً » قال كانوا يقولون فلان رب هذا الوادي من الجن فكان أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله فيزيده بذلك رهقا أي خوفا (٤).

١٠٥ ـ وعن ابن عباس قال : كانت الشياطين لهم مقاعد في السماء يسمعون فيها الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا فأما الكلمة فتكون حقا وأما ما زاد فيكون باطلا فلما بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم ما هذا إلا من أمر (٥) حدث في الأرض فبعث

__________________

(١) الدر المنثور ٦ : ٢٧٢ فيه : اخرج الخرائطى في كتاب الهواتف عن سعيد ابن جبير.

(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٧٢ فيه : اخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس.

(٣) الدر المنثور ٦ : ٢٧٢ فيه : اخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وفيه : اذ انزل.

(٤) الدر المنثور ٦ : ٢٧٢ فيه : اخرج عبد بن حميد عن الربيع بن انس.

(٥) في المصدر : ما هذا الامر الا لامر حدث.

١٢١

جنوده فوجدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قائما يصلي بين جبلين بمكة (١) فأتوه فأخبروه فقال هذا الحدث الذي حدث في الأرض (٢).

١٠٦ ـ وعن ابن عباس قال : لم يكن السماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فلما بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حرست السماء الدنيا حرسا شديدا ورجمت الشياطين فأنكروا ذلك فقالوا « لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ».

فقال إبليس لقد حدث في الأرض حدث فاجتمعت إليه الجن فقال تفرقوا في الأرض فأخبروني ما هذا الحدث الذي حدث في السماء وكان أول بعث بعث ركب من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وسادتهم فبعثهم إلى تهامة فاندفعوا حتى (٣) تلقوا الوادي وادي نخلة فوجدوا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلي صلاة الغداة ببطن نخلة فاستمعوا فلما سمعوه يتلو القرآن « قالُوا أَنْصِتُوا » ولم يكن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم أنهم استمعوا له وهو يقرأ القرآن « فَلَمَّا قُضِيَ » يقول فلما فرغ من الصلاة « وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ » يقول مؤمنين (٤).

١٠٧ ـ وعن ابن عمر قال : لما كان اليوم الذي تنبأ فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منعت الشياطين من السماء ورموا بالشهب (٥).

١٠٨ ـ وعن ابن عباس قال : كانت الجن قبل أن يبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يستمعون

__________________

(١) في المصدر : بين جبلى نخلة.

(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٧٣ فيه : اخرج ابن أبي شيبة واحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائى وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة عن ابن عباس.

(٣) في المصدر : حتى بلغوا.

(٤) الدر المنثور ٦ : ٢٧٣ فيه : اخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لم تكن.

(٥) الدر المنثور ٦ : ٢٧٣ فيه : اخرج الواقدى وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عمرو.

١٢٢

من السماء فلما بعث حرست فلم يستطيعوا أن يستمعوا فجاءوا إلى قومهم يقول للذين (١) لم يستمعوا فقالوا « أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً » وهم الملائكة « وَشُهُباً » وهي الكواكب « وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً » يقول نجما قد أرصد له يرمى به قال فلما رموا بالنجوم قالوا لقومهم « أَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً » (٢).

١٠٩ ـ وعن الأعمش قال : قالت الجن يا رسول الله أتأذن لنا فنشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله « وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً » يقول صلوا لا تخالطوا الناس (٣).

١١٠ ـ وعن سعيد بن جبير قال : قالت الجن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون عنك وكيف نشهد الصلاة ونحن ناءون عنك فنزلت « وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ » الآية (٤).

١١١ ـ وعن ابن مسعود قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطا وقال لا تحدثن شيئا حتى آتيك ثم قال لا يهولنك شيء تراه فتقدم شيئا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط وكانوا كما قال الله « كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً » (٥).

١١٢ ـ وعن ابن عباس في قوله « وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً » قال لما سمعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه (٦) فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرأ « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ

__________________

(١) في المصدر : يقولون.

(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٧٣ فيه : اخرج ابن مردويه عن ابن عباس.

(٣) الدر المنثور ٦ : ٢٧٤ فيه : اخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش.

(٤) الدر المنثور ٦ : ٢٧٤ فيه : اخرج ابن جرير عن سعيد. وفيه : او كيف.

(٥) الدر المنثور ٦ : ٢٧٤ فيه : اخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود.

(٦) في المصدر : لما سمعوه يتلو القرآن ودنوا منه فلم يعلم.

١٢٣

نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ » (١).

١١٣ ـ وعن ابن عباس في قوله « وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً » قال لما أتى الجن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه له فقالوا لقومهم لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (٢).

١١٤ ـ وعن ابن مسعود قال : انطلقت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط علي خطا ثم تقدم إليهم فازدادوا عليه (٣) فقال سيدهم يقال له وردان ألا أرحلهم عنك يا رسول الله فقال إنه « لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ » (٤).

بيان : قال الفيروزآبادي الأيم ككيس الحية الأبيض اللطيف أو عام كالإيم بالكسر وقال اشرأب إليه مد عنقه لينظر أو ارتفع وقال كوم التراب تكويما جعله كومة كومة بالضم أي قطعة قطعة ورفع رأسها وقال في النهاية في حديث عمر إذا أقيمت الصلاة ولى الشيطان وله خبج الخبج بالتحريك الضراط ويروى بالحاء المهملة وفي حديث آخر من قرأ آية الكرسي خرج الشيطان وله خبج كخبج الحمار.

وقال الهوى بالفتح الحين الطويل من الزمان وقيل هو مختص بالليل فتوسطته أي دخلت وقمت وسط البيت وفي النهاية المخدع هو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير وتضم ميمه وتفتح.

__________________

(١) الدر المنثور ٦ : ٢٧٥ فيه : اخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس.

(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٧٥ فيه : اخرج عبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن جرير وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس.

(٣) في المصدر : فازدحموا عليه.

(٤) الدر المنثور ٦ : ٢٧٥ فيه : اخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود. اقول : وقد ذكر فيه حكايات وروايات كثيرة لم يذكرها المصنف.

١٢٤

وقال فيه لا غول ولا صفر ولكن السعالي هي جمع سعلاة وهم سحرة الجن أي إن الغول لا تقدر على أن تغول أحدا أو تضله ولكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل وفي القاموس الزوبعة اسم شيطان أو رئيس للجن ومنه سمي الإعصار زوبعة وقال الحجون جبل بمعلاة مكة.

١١٥ ـ حياة الحيوان : روى البيهقي في دلائل النبوة عن أبي دجانة واسمه سماك بن خرشة قال : شكوت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أني نمت في فراشي فسمعت صريرا كصرير الرحى ودويا كدوي النحل ولمعانا كلمع البرق فرفعت رأسي فإذا أنا بظل أسود يعلو ويطول بصحن داري فمسست جلده فإذا هو كجلد القنفذ فرمى في وجهي مثل شرر النار فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله عامر دارك يا أبا دجانة ثم طلب دواة وقرطاسا وأمر عليا عليه‌السلام أن يكتب « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ».

هذا كتاب من رسول رب العالمين إلى من طرق الدار (١) من العمار والزوار إلا طارقا يطرق بخير أما بعد فإن لنا ولكم في الحق سعة فإن يكن عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما فهذا كتاب الله « يَنْطِقُ » علينا و « عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّ رُسُلَنا » (٢) « يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ » اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن « مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ حم » لا يبصرون « حم عسق » تفرق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم « فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ».

قال أبو دجانة فأخذت الكتاب وأدرجته وحملته إلى داري وجعلته تحت رأسي فبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول يا أبا دجانة أحرقتنا بهذه الكلمات فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك ولا في جوارك ولا

__________________

(١) في المصدر : يطرق.

(٢) في المصدر : ورسلنا.

١٢٥

في موضع يكون فيه هذا الكتاب قال أبو دجانة (١) لا أرفعه حتى أستأذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال أبو دجانة ولقد طالت علي ليلتي مما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم حتى أصبحت فغدوت فصليت الصبح مع رسول الله وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتي وما قلت لهم فقال يا أبا دجانة ارفع عن القوم فو الذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة ورواه الوابلي الحافظ في كتاب الإبانة والقرطبي في كتاب التذكرة (٢).

١١٦ ـ الفردوس : عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأيت حية في الطريق فاقتلها فإني قد شرطت على الجن أن لا يظهروا في صورة الحيات فمن ظهر فقد أحل بنفسه (٣).

بيان : قال في النهاية فيه أحل بمن أحل بك أي من ترك إحرامه وأحل بك فقاتلك فاحلل أنت أيضا به وقاتله وقيل معناه إذا أحل رجل ما حرم الله عليه منك فادفعه أنت من نفسك بما قدرت عليه وفي كتاب أبي عبيد عن النخعي في المحرم يعدو عليه السبع أو اللص أحل بمن أحل بك وفيه أنت محل بقومك أي إنك قد أبحت حريمهم وعرضتهم للهلاك.

١١٧ ـ وأقول مما يناسب ذلك ويؤيده ما ذكره شارح ديوان أمير المؤمنين في فواتحه حيث قال نقل أستادنا العلامة مولانا جلال الدين محمد الدواني عن الشيخ العالم العامل النقي الكامل السيد صفي الدين عبد الرحمن الإيجي أنه قال ذكر لي الفاضل العالم المتقي شيخ أبو بكر عن الشيخ برهان الدين الموصلي وهو رجل

__________________

(١) في المصدر : فقلت : والله لا أرفعه.

(٢) حياة الحيوان : فى القنفذ. وفيه : قال البيهقي : وقد ورد في حرز ابى دجانة حديث طويل غير هذا موضع لا تحل روايته ، وهذا الذي رواه البيهقي رواه الديلمي الحافظ في كتاب الانابة والقرطبي في كتاب التذكار في أفضل الاذكار.

(٣) فردوس الاخبار : لم يطبع وليست عندي نسخته.

١٢٦

عالم فاضل صالح ورع إنا توجهنا من مصر إلى مكة نريد الحج فنزلنا منزلا وخرج علينا ثعبان فثار الناس إلى قتله فقتله ابن عمي فاختطف ونحن نرى سعيه وتبادر الناس على الخيل والركاب يريدون رده فلم يقدروا على ذلك فحصل لنا من ذلك أمر عظيم.

فلما كان آخر النهار جاء وعليه السكينة والوقار فسألناه ما شأنك فقال ما هو إلا أن قتلت هذا الثعبان الذي رأيتموه فصنع بي ما رأيتم وإذا أنا بين قوم من الجن يقول بعضهم قتلت أبي وبعضهم قتلت أخي وبعضهم قتلت ابن عمي فتكاثروا علي وإذا رجل لصق بي وقال لي قل أنا أرضى بالله وبالشريعة المحمدية فقلت ذلك فأشار إليهم أن سيروا إلى الشرع.

فسرنا حتى وصلنا إلى شيخ كبير على مصطبة فلما صرنا بين يديه قال خلوا سبيله وادعوا عليه فقال الأولاد ندعي عليه أنه قتل أبانا فقلت حاش لله إنا نحن وفد بيت الله الحرام نزلنا هذا المنزل فخرج علينا ثعبان فتبادر الناس إلى قتله فضربته فقتلته فلما سمع الشيخ مقالتي قال خلوا سبيله سمعت ببطن نخلة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من تزيا بغير زيه فقتل فلا دية ولا قود انتهى.

وأقول أخبرني والدي قدس سره عن الشيخ الأجل البهي الشيخ بهاء الدين محمد العاملي روح الله روحه عن المولى الفاضل جمال الدين محمود رحمه الله ـ عن أستاذه العلامة الدواني ـ عن بعض أصحابه أنه جرى عليه تلك الواقعة إلا أنه قال ذهبت إلى الخلاء فظهرت لي حية فقتلتها فاجتمع علي جم غفير وأخذوني وذهبوا إلى ملكهم وهو جالس على كرسي وادعوا علي قتل والدهم وولدهم وقريبهم كما مر فسألني عن ديني فقلت أنا من أهل الإسلام فقال اذهبوا به إلى ملك المسلمين فليس لي أن أقضي عليهم بعهد من رسول الله.

فذهبوا بي إلى شيخ أبيض الرأس واللحية جالس على سرير وقعت حاجباه على عينيه فرفعهما ولما قصصنا عليه القصة قال اذهبوا به إلى المكان الذي أخذتموه منه

١٢٧

وخلوا سبيله فإني سمعت رسول الله قال من تزيا بغير زيه فدمه هدر فجاءوا بي إلى هذا المكان وخلوا سبيلي (١).

١١٨ ـ وأقول : وجدت في كتاب أخبار الجن للشيخ مسلم بن محمود من قدماء المخالفين روى بإسناده عن دعبل بن علي الخزاعي قال : هربت من الخليفة المعتصم فبت ليلة بنيسابور وحدي وعزمت على أن أعمل قصيدة في عبد الله بن طاهر في تلك الليلة وإني لفي ذلك إذ سمعت والباب مردود علي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألج يرحمك الله فاقشعر بدني من ذلك ونالني أمر عظيم فقال لا ترع عافاك الله فإني رجل من الجن إخوانك ثم من ساكني اليمن طرأ إلينا طار من أهل العراق وأنشدنا قصيدتك وأحببت أن أسمعها منك فأنشدته.

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

أناس على الخير منهم وجعفر

وحمزة والسجاد ذو الثفنات

إذا فخروا يوما أتوا بمحمد

وجبريل والفرقان والسورات

فأنشدته إلى آخرها فبكى حتى خر مغشيا عليه ثم قال رحمك الله ألا أحدثك حديثا يزيد في نيتك ويعينك على التمسك بمذهبك قلت بلى قال مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فصرت إلى المدينة فسمعته يقول حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال علي وأهل بيته الفائزون ثم ودعني لينصرف فقلت رحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك قال أنا ظبيان بن عامر.

١١٩ ـ ومنه : عن المفضل قال : ركبنا في بحر الخزر حتى إذا كنا غير بعيد لجج مركبنا وساقته الشمال شهرا في اللجة ثم انكسر بنا فوقعت أنا ورجل من قريش إلى جزيرة من جزائر البحر ليس بها أنيس فجعلنا نطمع في الحياة وأشرفنا على هوة فإذا بشيخ مستند إلى شجرة عظيمة فلما رآنا تحسحس وأناف إلينا ففزعنا منه فدنونا فقلنا السلام عليك ورحمة الله وبركاته فأنسنا به وجلسنا إليه فقال ما خطبكما

__________________

(١) شرح ديوان : ليست عندي نسخته.

١٢٨

فأخبرناه فضحك وقال ما وطئ هذه الأرض من ولد آدم قط أحد إلا أنتما فمن أنتما قلنا من العرب فقال بأبي وأمي العرب فمن أيها أنتما فقلت أما أنا فرجل من خزاعة وأما صاحبي فمن قريش قال بأبي وأمي قريشا وأحمدها يا أخا خزاعة من القائل :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر

قلت نعم ذلك الحارث بن مصاص الجرهمي قال هو ذلك يا أخا قريش أولد عبد المطلب بن هاشم قال قلت أين يذهب بك يرحمك الله فقال أرى زمانا قد تقاربت أيامه أفولد ابنه عبد الله قلت إنك تسأل مسألة من كان من الموتى (١) قال فتزايد ثم قال فابنه محمد الهادي عليه‌السلام قال قلت مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منذ أربعين سنة فشهق شهقة حتى ظننا أن نفسه خرجت وانخفض حتى صار كالفرخ فأنشأ يقول :

ولرب راج حيل دون رجائه

ومؤمل ذهبت به الآمال

ثم جعل ينوح ويبكي حتى بل دمعه لحيته فبكينا لبكائه ثم قلنا أيها الشيخ قد سألتنا فأخبرناك فسألناك بالله إلا أخبرتنا من أنت قال أنا السفاح بن زفرات الجني لم أزل مؤمنا بالله وبرسوله ومصدقا وكنت أعرف التوراة والإنجيل وكنت أرجو أني أرى محمدا وأني لما تعفرتت (٢) الجن وتطلقت الطوالق منها خبأت نفسي في هذه الجزيرة لعبادة الله وتوحيده وانتصار نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وآليت على نفسي أن لا أبرح هاهنا حتى أسمع بخروجه ولقد تقاصرت أعمار الآدميين بعدي لما صرت في هذه الجزيرة منذ أربعمائة سنة وعبد مناف إذ ذاك غلام يفع ما ظننت أنه ولد له وذلك أنا نجد علم الأحاديث ولا يعلم الآجال إلا الله.

وأما أنتما أيها الرجلان فبينكما وبين الآدميين مسيرة أكثر من سنة ولكن

__________________

(١) في المخطوطة : مسألة من الموتى.

(٢) تعفرت : صار عفريتا. والعفريت : الخبيث المنكر. النافذ الامر مع دهاء وذلك من الجن والانس والشياطين.

١٢٩

خذ هذا العود وأخرج من تحت رجله عودا فاكتفلاه كالدابة فإنه يؤديكما إلى بلادكما فاقرءا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مني السلام فإني طامع بجوار قبره قال ففعلنا ما أمرناه به فأصبحنا في آمد (١).

بيان : طرأ أي أتى من مكان بعيد ولجج تلجيجا خاض اللجة وهي معظم الماء وتحسحس أي تحرك وأناف عليه أشرف وكان فيه تضمينا والعفريت بالكسر الخبيث والنافذ في الأمر المبالغ فيه مع دهاء وقد تعفرت فهي عفريتة وتطلقت الطوالق أي نجت من الحبس وشرعت في الفساد في القاموس الطالقة من الإبل ناقة ترسل في الحي ترعى من جنابهم حيث شاءت.

وقال الكفل بالكسر مركب للرجال يؤخذ كساء فيعقد طرفاه فيلقى مقدمه على الكاهل ومؤخره مما يلي العجز أو شيء مستدير يتخذ من خرق وغيرها ويوضع على سنام البعير واكتفل البعير جعل عليه كفلا وقال آمد بلد بالثغور.

__________________

(١) اخبار الجن : ليست نسخة عندي.

١٣٠

٣

(باب)

*(إبليس لعنه الله وقصصه وبدء خلقه ومكايده ومصايده وأحوال ذريته والاحتراز عنهم أعاذنا الله من شرورهم)*

الآيات : البقرة « وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ » (١).

وقال تعالى « الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ » (٢).

وقال سبحانه « الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ » (٣).

آل عمران « وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ » (٤).

وقال « إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » (٥).

النساء « وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً » (٦).

وقال تعالى « فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً » (٧) وقال :

__________________

(١) البقرة : ١٦٨ و ١٦٩.

(٢) البقرة : ٢٦٨.

(٣) البقرة : ٢٧٥.

(٤) آل عمران : ٢٦.

(٥) آل عمران : ١٥٧.

(٦) النساء : ٣٧.

(٧) النساء : ٧٦.

١٣١

« وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً » (١) وقال تعالى « إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً لَعَنَهُ اللهُ وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً » (٢).

المائدة « إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ » (٣).

الأنعام « وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً » (٤) وقال « وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ » (٥) وقال تعالى « وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ » (٦).

الأعراف « وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ » (٧) إلى آخر

__________________

(١) النساء : ٨٣.

(٢) النساء : ١١٧ ـ ١٢١.

(٣) المائدة : ٩١.

(٤) الأنعام : ١١٢.

(٥) الأنعام : ١٢١.

(٦) الأنعام : ١٤٢.

(٧) الأعراف : ١١ ـ ١٨ ؛.

١٣٢

ما مر في قصة آدم.

وقال تعالى « وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ » (١).

وقال تعالى « يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ » (٢) وقال تعالى « إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ » (٣) وقال تعالى « وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ » (٤).

الأنفال « وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ » (٥).

يوسف « إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ » (٦) وقال تعالى « فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ » (٧) وقال « مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي » (٨).

إبراهيم « وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَ

__________________

(١) الأعراف : ٢٢.

(٢) الأعراف : ٢٧.

(٣) الأعراف : ٣٠.

(٤) الأعراف : ١٩٩ ـ ٢٠١.

(٥) الأنفال : ٤٨.

(٦) يوسف : ٥.

(٧) يوسف : ٤٢.

(٨) يوسف : ١٠٠.

١٣٣

الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ » (١).

الحجر « وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ » (٢).

وقال سبحانه « وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ » (٣).

النحل « فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ » (٤) وقال تعالى « فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ » (٥).

الإسراء « إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً » (٦) وقال تعالى « إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا

__________________

(١) إبراهيم : ٢٢.

(٢) الحجر : ١٧ و ١٨.

(٣) الحجر : ٢٨ ـ ٤٢.

(٤) النحل : ٦٢.

(٥) النحل : ٩٨.

(٦) الإسراء : ٢٧.

١٣٤

مُبِيناً » (١) وقال تعالى « وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً » (٢).

الكهف « وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً » (٣) وقال تعالى « وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ » (٤).

مريم « يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا » (٥).

وقال تعالى « فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا » (٦) وقال تعالى « أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا » (٧).

طه « فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ » إلى قوله تعالى « فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ » (٨).

الأنبياء « وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا

__________________

(١) الإسراء : ٥٣.

(٢) الإسراء : ٦٠ ـ ٦٥.

(٣) الكهف : ٥٠ و ٥١.

(٤) الكهف : ٦٣.

(٥) مريم : ٤٤ و ٤٥.

(٦) مريم : ٦٨.

(٧) مريم : ٨٣.

(٨) طه : ١١٦ ـ ١٢٠.

١٣٥

لَهُمْ حافِظِينَ » (١).

الحج « وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ » (٢) وقال تعالى « وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ » (٣).

المؤمنون « وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ » (٤).

النور « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ » (٥).

الشعراء « فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ » (٦) وقال تعالى « وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ » إلى قوله تعالى « هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ » (٧).

النمل « وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ » (٨).

__________________

(١) الأنبياء : ٨٢.

(٢) الحج : ٣ و ٤.

(٣) الحج : ٥٢ و ٥٣.

(٤) المؤمنون : ٩٧ و ٩٨.

(٥) النور : ٢١.

(٦) الشعراء : ٩٤ و ٩٥.

(٧) الشعراء : ١١٠ ـ ١٢٣.

(٨) النمل : ٢٤.

١٣٦

القصص « قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ » (١) سبأ « وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ » (٢).

فاطر « إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ » (٣).

يس « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ » (٤).

الصافات « وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ » (٥) وقال تعالى « طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ » (٦).

صلى‌الله‌عليه‌وآله « وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ » (٧) وقال تعالى « إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ » (٨).

وقال تعالى « إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ

__________________

(١) القصص : ١٥.

(٢) سبأ : ٢٠ و ٢١.

(٣) فاطر : ٦.

(٤) يس : ٦٠ ـ ٦٢.

(٥) الصافات : ٧ ـ ١٠.

(٦) الصافات : ٦٥.

(٧)٩ : ٣٧ و ٣٨.

(٨)٩ : ٤١.

١٣٧

اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ » (١).

السجدة « وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (٢).

الزخرف « وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ » (٣).

وقال تعالى « وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ » (٤).

محمد « الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ » (٥).

المجادلة « اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ » (٦).

الحشر « كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ » (٧).

__________________

(١)٩ : ٧١ ـ ٨٥.

(٢) فصلت : ٤٦.

(٣) الزخرف : ٢٦.

(٤) الزخرف : ٦٢.

(٥) محمد : ٢٥.

(٦) المجادلة : ١٩.

(٧) الحشر : ١٦ و ١٧.

١٣٨

الملك « وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ » (١).

الناس « مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ » (٢).

تفسير « وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ » قال البيضاوي لا تقتدوا به في اتباع الهوى فتحرموا الحلال وتحللوا الحرام « إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ » ظاهر العداوة عند ذوي البصيرة وإن كان يظهر الموالاة لمن يغويه ولذلك سماه وليا في قوله « أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ».

« إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ » بيان لعداوته ووجوب التحرز عن متابعته واستعير الأمر لتزيينه وبعثه لهم على الشر تسفيها لرأيهم وتحقيرا لشأنهم والسوء والفحشاء ما أنكره العقل واستقبحه الشرع والعطف لاختلاف الوصفين فإنه سوء لاغتمام العاقل به وفحشاء باستقباحه إياه.

وقيل السوء يعم القبائح والفحشاء ما يجاوز الحد في القبح من الكبائر.

وقيل الأول ما لا حد فيه والثاني ما شرع فيه الحد « وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ » كاتخاذ الأنداد وتحليل المحرمات وتحريم الطيبات (٣).

وقال الرازي اعلم أن أمر الشيطان ووسوسته عبارة عن هذه الخواطر التي نجدها في أنفسنا وقد اختلف الناس في هذه الخواطر من وجوه :

__________________

(١) الملك : ٥ ـ ٩.

(٢) الناس : ٤ ـ ٦.

(٣) أنوار التنزيل ١ : ١٢٨.

١٣٩

أحدها اختلفوا في ماهياتها فقال بعض إنها حروف وأصوات خفية قالت الفلاسفة (١) إنها تصورات الحروف والأصوات وأشباهها وتخيلاتها على مثال الصور المنطبعة في المرايا فإن تلك الصور تشبه تلك الأشياء من بعض الوجوه وإن لم تكن مشابهة لها من كل الوجوه ولقائل أن يقول صور هذه الحروف وتخيلاتها هل تشبه هذه الحروف في كونها حروفا أو لا تشبهها فإن كان الأول فتصور (٢) الحروف حروف فعاد القول إلى أن هذه الخواطر أصوات وحروف خفية وإن كان الثاني لم يكن تصورات هذه الحروف حروفا لكني أجد من نفسي هذه الحروف والأصوات مترتبة منتظمة على حسب انتظامها في الخارج والعربي لا يتكلم في قلبه إلا بالعربية وكذا الأعجمي (٣) وتصورات هذه الحروف وتعاقبها وتواليها في الخارج (٤) فثبت أنها في أنفسها حروف وأصوات خفية.

وثانيها أن فاعل هذه الخواطر من هو.

أما على أصلنا أن خالق (٥) الحوادث بأسرها هو الله تعالى فالأمر ظاهر.

وأما على أصل المعتزلة فهم لا يقولون بذلك.

وأيضا فإن المتكلم عندهم من فعل الكلام فلو كان فاعل هذه الخواطر هو الله تعالى وفيها ما يكون كذبا (٦) لزم كون الله تعالى موصوفا بذلك تعالى الله عنه.

ولا يمكن أن يقال إن فاعلها هو العبد لأن العبد قد يكره حصول تلك الخواطر ويحتال في دفعها عن نفسه مع أنها البتة لا يندفع بل ينجر البعض إلى البعض على سبيل الاتصال فإذا لا بد هاهنا من شيء آخر وهو إما الملك وإما الشيطان فلعلهما متكلمان بهذا

__________________

(١) في المصدر : وقال الفلاسفة.

(٢) في المصدر : فصور الحروف.

(٣) في المصدر : وكذا العجمى.

(٤) في المصدر : وتواليها لا يكون الا على مطابقة تعاقبها وتواليها في الخارج.

(٥) في المصدر : وهو ان خالق.

(٦) في المصدر : كذبا وسخفا.

١٤٠