إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ١

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي

إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ١

المؤلف:

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: ٥٥٥
الجزء ١ الجزء ٢

جميع أصحاب محمد إلى يوم القيامة (١).

وروى الواقدي قال : حدّثنا عبد اللهّ بن جعفر ، عن (ابن أبي عون ) (٢) عن الزهري قال : جاء عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن عبدالله بن المغيرة وضرار بن الخطّاب الفهري في يوم الأحزاب إلى الخندق فجعلوا يطيفون به يطلبون مضيقاً منه ليعبروا ، فانتهوا إلى مكان أكرهوا خيولهم فيه فعبرت ، وجعلوا يجولون بخيلهم فيما بين الخندق وسلع ، والمسلمون وقوف لا يقدم أحدٌ منهم عليهم ، وجعل عمرو بن عبد ود يدعوإلى البراز ويقول :

ولقد بَحِحت من النداء بجمـ

ـعهم : هل مِن مبارز؟

ـ الأبيات ـ.

في كلّ ذلك يقوم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من بينهم ليبارزه فيامره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجلوس انتظاراً منه ليتحرّك غيره ، والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو بن عبد ود وممّن معه ووراءه ، وكان عمرو فارس قريش وكان يعدّ بالف فارس ، فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قيام عليّ عليه‌السلام قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ادن منّي» فدنا منه ، فنزع عمامته عن رأسه وعمّمه بها وأعطاه

_________

(١) ارشاد المفيد ا : ١٥٣ ، ارشاد القلوب : ٢٤٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ٦٠.

(٢) في نسختي «ط» و«ق» : ابن عون ، وفي نسخة «م» : ابي ، واثبتنا الصواب ، وهو عبدالرحمن ابن ابي عون ، ويعرف بابن ابي عون ، وهو موافق لما في مغازي الواقدي وارشاد المفيد.

ذكره ابن حجر في تهذيبه (٦ : ٣٨٨ | ٨٢٠) وقال : عبدالواحد بن ابي عون الدوسي ، ويقال الأويسي المدني ، روى عن سعد بن إبراهيم ، والقاسم بن محمد ، وسعيد المقبري ، وابن المنكدر ، والزهري...

توفي سنة (١٤٤هـ ).

٣٨١

سيفه ذا الفقار وقال له : «امض لشأنك» ثمّ قال : «اللهم أعنه».

فسعى نحو عمرو ومعه جابر بن عبدالله لينظر ما يكون منه ومن عمرو ، ولمّا توجّه إليه قال النبيّ : «خرج الإيمان سائره إلى الكفر سائره» فلمّا انتهى إليه قال : «يا عمرو ، إنّك كنت في الجاهليّة تقول : لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاث إلاّ قبلتها أو واحدة منها»

قال : أجل.

قال : «فإنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وأن تسلم لربّ العالمين ».

قال : يا ابن أخ أخّر هذه عنّي.

فقال له عليّ : «أما إنّها خيرٌ لك لو أخذتها » ثمّ قال : « فهاهنا اُخرى».

قال : ما هي؟

قال : «ترجع من حيث جئت ».

قال : لاتُحَدّث نساء قريش بهذا أبداً.

قال : «فهاهنا اُخرى».

قال : ما هي؟

قال : «تنزل فتقاتلني ».

قال : فضحك عمرو وقال : إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أنّ أحداً من العرب يرومني مثلها ، إنّي لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديماً.

قال عليّ عليه‌السلام : «لكنّي اُحبّ أن أقتلك ، فانزل إن شئت».

فأسف (١) عمرو ونزل فضرب وجه فرسه حتّى رجع.

_________

(١) اسف : غضب.« لصحاح - اسف - ٤ : ١٣٣١».

٣٨٢

قال جابر بن عبد الله : وثارت بينهما قترة (١) فما رأيتهما ، وسمعت التكبير تحتها ، فعلمت أنّ عليّاً قد قتله ، وانكشف أصحابه حتّى طفرت خيولهم الخندق.

وتبادر المسلمون حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم ، فوجدوا نوفل بن عبدالعزّى في جوف الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم : قتلة أجمل من هذه ، ينزل إليّ بعضكم اُقاتله ، فنزل إليه عليّ عليه‌السلام فضربه حتّى قتله.

قال جابر : فما شبّهت قتل عليّ عمراً إلاّ بما قصّ الله تعالى من قصّة داود وجالوت حيث قال : (فَهَرمُوهُمْ بِاِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ ) (٢).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد قتله : «الان نغزوهم ولايغزوننا»(٣).

ومن مواقفه في بني قريظة : أنّه ضرب أعناق رؤساء اليهود أعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الخندق ، منهم : حيي بن أخطب وكعب بن أسد بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤).

ومن مقاماته المشهورة في غزوة وادي الرمل - ويقال : إنّها تسمّى غزوة السلسلة - : انه خرج ومعه لواء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن خرج غيره إليهم ورجع عنهم خائباً ، ثمّ خرج صاحبه وعاد بما عاد به الأول ، فمضى عليّ عليه‌السلام حتّى وافى القوم بسحر ، وصلّى بأصحابه صلاة الغداة وصفّهم صفوفاً واتّكأ على سيفه مقبلاً على العدوّ وقال : «يا هؤلاء ، أنا رسول

_________

(١) القترة : الغبار. «الصحاح - قتر - ٢ : ١٨٨٥»

(٢) البقرة ٢ : ٢٥١.

(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٤٧٠ بتصرف ، وكذا رواه المفيد عنه في الارشاد ١ : ١٠٠.

(٤) انظر : ارشاد المفيد ١ : ١١١ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٨٣.

٣٨٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تقولوا : لا إله إلاّ الله محمد رسول الله وإلاّ ضربتكم بالسيف ».

فقالوا له : إرجع كما رجع صاحباك.

قال : «أنا أرجع ! لا والله حتّى تسلموا أو لأضربنّكم بسيفي هذا ، أنا عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب».

فاضطرب القوم وواقعهم فانهزموا وظفر المسلمون وحازوا الغنائمِ (١).

فروت اُمّ سلمة قالت : كان نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلاً في بيتي إذ انتبه فزعاً من منامه فقلت : الله جارك.

قال : «صدقت ، الله جاري ، ولكن هذا جبرئيل يخبرني أنّ عليّاً قادم ».

ثمّ خرج إلى الناس فامرهم أن يستقبلوا عليّاً ، وقام المسلمون صفّين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا بصر به عليّ ترجّل عن فرسه وأهوى إلى قدميه يقبّلهما.

فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اركب ، فإنّ الله ورسوله عنك راضيان».

فبكى عليّ عليه‌السلام فرحاً وانصرف إلى منزله (٢).

وقد ذكر بعض أصحاب السير إنّ في هذه الغزاة نزل على النبيّ(والْعادياتِ ضَبْحا) (٣) (٤) إلى آخرها.

_________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١١٣ مفصلاً.

(٢) ارشاد المفيد ١ : ١١٦.

(٣) العاديات ١٠٠ : ا.

(٤) انظر : تفسير القمي ٢ : ٤٣٤ ، ارشاد المفيد ١ : ١١٧ ، وأمالي الطوسي ٢ : ٢١ ، ومجمع البيان ٥ : ٥٢٨ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٣ : ١٤١.

٣٨٤

وأما مقامه بخيبر وبلاؤه يوم الحديبية فممّا مرّ ذكره فيما قبل (١).

ومن مقاماته قبل الفتح : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دبّر الأمر في ذلك بالكتمان وسأل الله عزّوجلّ أن يطوي خبره عن أهل مكّة حتّى يفجأهم بدخولها ، فكان المؤتمن على هذا السرّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ثمّ أنماه إلى جماعة من بعد ، فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهل مكّة يطلعهم فيه على سرّ رسول اللهّ في المسير إليهم ، وأعطى الكتاب امرأة سوداء وأمرها أن تاخذ على غير الطريق.

فنزل بذلك الوحي ، فدعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : «إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بخبرنا ، والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق ، فخذ سيفك والحقها وانتزع الكتاب منها» وبعث معه الزبير بن العوّام.

فمضيا على غير الطريق ، فادركا المرأة ، فسبق إليها الزبير وسألها عن الكتاب فانكرته وحلفت أنّه لا شيء معها وبكت ، فقال الزبير : يا أبا الحسن ما أرى معها كتاباً ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «يخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ معها كتاباً ويأمرني بأخذه منها وتقول أنه لا كتاب معها»!

ثمّ اخترط السيف وقال : «أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك ثمّ لأضربن عنقك ».

فقالت له : إذا كان لا بدّ من ذلك فاعرض يا ابن أبي طالب عنّي بوجهك.

فاعرض عنها ، فكشفت قناعها فاخرجت الكتاب من عقيصتها ، فاخذه

_________

(١) مرّ في صفحة : ٣٦٦ و ٣٧١.

٣٨٥

أميرالمؤمنين عليه‌السلام وصار به إلى رسول الله صلّى الله وآله وسلّم (١).

ومن مقاماته : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطى الراية سعد ابن عبادة يوم الفتح وأمره أن يدخل بها مكّة ، فاخذها سعد وجعل يقول :

اليوم يوم الملحمه

اليوم تسبى(٢) الحرمه

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أدرك يا عليّ سعداً وخذ الراية وكن أنت الذي تدخل بها»(٣).

فاستدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به ما كاد يفوت من صواب التدبير بإقدام سعد على أهل مكّة ، وعلم أنّ الأنصار لا ترضى أن يأخذ أحد من الناس الراية من سيّدها سعد ويعزله عن ذلك المقام إلاّ من كان في مثل حال النبيّ من رفعة الشأن وجلالة المكان.

ومن مواقفه : أنّه لمّا دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسجد الحرام وجد فيه ثلاثمائة وستين صنماً بعضها مشدود ببعض ، فقال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : «أعطني يا عليّ كفّاً من الحصى» فقبض له أمير المؤمنين عليه‌السلام كفاً من الحص ، فرماها بها وهو يقول : (جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقأ)(٤). فما بقي منها صنم إلاّ خرّ لوجهه ، ثمّ

_________

(١) ارشاد المفيد ا : ٥٦ ، ونحوه في : سيرة ابن هشام ٤ : ٤٠ ، وصحيح البخاري ٥ : ١٨٤ وصحيح مسلم ٤ : ١٩٤١ | ٢٤٩٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٨ ، ومسند أحمد١ : ٧٩ ، وتاريخ الطبري ٣ : ٤٨ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ٣٠١ ودلائل النبوة للبيهقي ٥ : ١٤.

(٢) في نسختي «ط» و«ق» : تستحل ، وما أثبتناه من نسخة «م ».

(٣) ارشاد المفيد ا : ٦٠ و ١٣٤ ، مغازي الواقدي ٢ : ٨٢٢ ، سيرة ابن هشام ٤ : ٤٩ ، تاريخ الطبري ٣ : ٥٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧ : ٢٧٢.

(٤) الاسراء ١٧ : ٨١.

٣٨٦

أمر بها فاُخرجت من المسجد وكُسّرت (١).

ومن حسن بلائه في الإسلام فيما اتّصل بفتح مكّة : أنّ الله خصّه بتلافي فارط من خالف نبيّه في أوامره ، وذلك أنّه أنفذ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة داعياً لهم إلى الإسلام ، فخالف أمره وقتل القوم وهم على الإسلام لترة (٢) كانت بينه وبينهم ، فأصلح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أفسده خالد بأمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأنفذه ليعطف القوم ويسل سخائمهم (٣) ، وأمره أن يَدّي القتلى ، ويُرضي بذلك الأولياء ، فبلغ أمير المؤمنين عليه‌السلام في ذلك مبلغ الرضا ، وأدّى ديات القتلى وأرضاهم عن اللهّ وعن رسوله ، فتمّ بذلك موادّ الصلاح ، وانقطعت أسباب الفساد(٤).

ومن مقاماته في غزوة حنين : أنّ المسلمين انهزموا بأجمعهم ، فلم يبق مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ عشرة أنفس : تسعة من بني هاشم خاصّة وعاشرهم أيمن ابن اُمّ أيمن ، فقُتل أيمن وثبتَ التسعة الهاشميّون حتّى ثاب إلى رسول الله من كان انهزم وكانت الكرّهّ لهم على المشركين ، وذلك قوله تعالى : (ثُمّ أَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ على رسوله وعلى المُؤمِنِينَ)(٥) يعني عليّاً عليه‌السلام ومن ثبت معه من بني هاشم ، وهم ثمانية : العبّاس ابن عبدالمطّلب عن يمين رسول الله ، والفضل بن العباس عن يساره ، وأبو

_________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٣٨.

(٢) الترة : التبعة. «النهاية ١ : ١٨٩».

(٣) السخيمة : الموجدة في النفس. «العين ٤ : ٢٠٥».

(٤) انظر : ارشاد المفيد ١ : ٥٥ ، وسيرة ابن هشام ٤ : ٧٠ ، طبقات ابن سعد٢ : ١٤٧ ، تاريخ الطبري ٥ : ٦٦ ، ودلائل النبوة للبيهقي ٥ : ١١٣ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٢٥٥.

(٥) التوبة ٩ : ٢٦.

٣٨٧

سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر(١) بغلته ، وأميرالمؤمنين عليه‌السلام بين يديه بالسيف ، ونوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وعبدالله ابن الزبير بن عبد المطّلب ، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله.

ولما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هزيمة القوم عنه قال للعبّاس وكان جهورياً صيّتاً : «ناد في القوم وذكّرهم العهد» فنادى العبّاس بأعلى صوته : يا أهل بيعة الشجرة ، يا أصحاب سورة البقرة إلى أين تفرّون؟! اذكروا العهد الذي عاهدكم عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فلم يسمعها أحدٌ إلاّ رمى بنفسه الأرض ، وانحدروا حتّى لحقوا بالعدوّ ، وأقبل رجل من هوازن على جمل له أحمر ، بيده راية سوداء وهويرتجز :

أنا أبو جَرولَ لابَراح

حتّى نُبيحَ القومَ أونُباح

فصمد له أميرالمؤمنين فضرب عجز بعيره فصرعه ، ثمّ ضربه فقطّره (٢) وكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول ولمّا قتله وضع المسلمون سيوفهم فيهم وأمير المؤمنين عليه‌السلام يقدمهم حتّى قتل أربعين رجلاً من القوم ، ثمّ كانت الهزيمة والأسر حينئذ(٣).

ولمّا قسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غنائم حنين أقبل رجلٌ طوال أدم ، بين عينيه أثر السجود فسلّم ولم يخصّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ قال : قد رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم.

فقال : «وكيف رأيت؟» قال : لم أرك عدلت !!

_________

(١) الثفَر : السير في مؤخرة السرج. «القاموس المحيط ١ : ٣٨٣»

(٢) قطّره : ألقاه على أحد جانبيه.«الصحاح - قطر- ٢ : ٧٩٦»

(٣) انظر : ارشاد المفيد ١ : ١٤٠ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ١٤٣.

٣٨٨

فغضب رسول اللهّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : «ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟»

فقال المسلمون : ألا نقتله؟

قال : «دعوه ، فإنّه سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهممن الرمية ، يقتلهم الله على يد أحبّ الخلق إليه من بعدي» فقتلهم أمير المؤمنين صلوات اللهّ وسلامه عليه في من قتل من الخوارج (١).

ومن مقاماته يوم الطائف : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنفذه وأمره أن يطأ ما وجد ، ويكسّر كلّ صنم وجده ، فخرج فلقيه خيلٌ من خثعم فيجمع كثير ، فبرز له رجلٌ من القوم يقال له : شهاب في غبش الصبح فقال : هل من مبارز ، فقتله أمير المؤمنين عليه‌السلام ومضى في تلك الخيل حتّى كسّر الأصنام وعاد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو محاصر أهل الطائف ، فلمّا رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كبّر للفتح وأخذ بيده فخلابه وناجاه طويلاً.

ثمّ خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان في خيل من ثقيف فقتله أميرالمؤمنين عليه‌السلام وانهزم المشركون ولحق القوم الرعب ، فنزل منهم جماعة إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسلموا (٢).

_________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٤٨ ، وأنظر : مسند أحمد ٢ : ٢١٩ ، وتاريخ الطبري ٣ : ٩٢ ، واُسد الغابة ٢ : ١٣٩.

(٢) انظر : ارشاد المفيد ١ : ١٥٢ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٣ : ١٤٤.

٣٨٩

(الفصل الثالث )

في ذكر سبب قتل أمير المؤمنين عليه السلام

روى جماعة [من] أهل السير : أن نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكّة فتذاكروا الاُمراء وعابوهم وذكروا أهل النهروان فترحّموا عليهم فقال بعضهم لبعض : لو شرينا أنفسنا لله وثأرنا لإخواننا الشهداء ، وأرحنا من أئمّة الضلالة البلاد والعباد.

فقال عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله : أنا أكفيكم عليّاً.

وقال البرك بن عبدالله التميميّ : أنا أكفيكم معاوية.

وقال عمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص.

وتعاهدوا على ذلك وتواعدوا ليلة تسع عشر من شهر رمضان.

فاقبل ابن ملجم ـ عدو الله ـ حتى قدم الكوفة كاتماً أمره ، فبينا هو هناك إذ زار أحداً من أصحابه من تيم الرباب ، فصادف عنده قطام بنت الأخضر التيميّة ـ وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام قتل أباها وأخاها بالنهروان وكانت من أجمل نساء زمانها ـ قال : فلمّا رآها ابن ملجم شغف بها ، فخطبها فاجابته إلىذلك على أن يصدقها ثلاثة آلاف درهم ووصيفاً وخادماً وقتل عليّ بن أبيطالب !!

فقال لها : لك جميع ما سألت ، فامّا قتل عليّ فانّى لي ذلك؟

قالت : تلتمس غرّته ، فإن قتلته شفيت نفسي وهنّاك العيش معي ، وإن قُتلت فما عند الله خيرٌ لك من الدنيا !!

فقال : ما أقدمني هذا المصر إلأ ما سألتني من قتل عليّ ، فلك ماسألت.

٣٩٠

قالت : فأنا طالبة لك من يساعدك على ذلك ، وبعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب فخبّرته الخبر وسألته معاونة ابن ملجم فأجابها إلىذلك.

ولقي ابن ملجم رجلاً من أشجع يقال له : شبيب بن بجرة فقال : يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والاخرة!! قال : وما ذاك؟ قال : تساعدني فيقتل عليّ ـ وكان يرى رأي الخوارج ـ فاجابه.

ثم اجتمعوا عند قطام ـ وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبّة ـ فقالوا : قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل.

ثمّ حضروا ليلة الأربعاء لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وجلسوا مقابل السدّة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا ما في نفوسهم إلى الأشعث وواطأهم عليه ، وحضر هو في تلك الليلة لمعونتهم.

وكان حجر بن عديّ رحمه‌الله في تلك الليلة بائتاً في المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم : النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح ، فاحسّ حجر بما أراد الأشعث فقال له : قتلته يا أعور ، وخرج مبادراً ليمضي إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ليخبره الخبر ، فدخل عليه‌السلام المسجد فسبقه ابن ملجم لعنه الله فضربه بالسيف ، وأقبل حجر والناس يقولون : قُتل أمير المؤمنين.

وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطاه ووقعت ضربته في الطاق ومضى هارباً حتّى دخل منزله ودخل عليه ابن عمّ له فرآه يحلّ الحرير من صدره ، فقال : ما هذا لعلّك قتلت أميرالمؤمنين؟ فاراد أن يقول : لا ، فقال : نعم ، فضربه ابن عمّه بالسيف وقتله.

وأمّا ابن ملجم فإن رجلاً من همدان يقال له : أبو ذرّ لحقه وطرح عليه

٣٩١

قطيفة كانت في يده ثمّ صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأفلت الثالث فانسلّ بين الناس.

فلمّا أُدخل ابن ملجم لعنه الله على أميرالمؤمنين عليه‌السلام نظر إليهثمّ قال : «النفس بالنفس ، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني ، وإن سلمت رأيتفيه رأي ».

فقال ابن ملجم : والله لقد ابتعته بالف ، وسممته بالف ، فإن خانني فابعده الله.

فاُخرج من بين يدي أمير المؤمنين عليه‌السلام والناس ينهشون لحمه باسنانهم وهم يقولون : يا عدوّ الله ماذا فعلت ، أهلكت اُمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قتلت خير الناس ، وهو صامت لا ينطق ، فذهب به إلى الحبس.

وجاء الناس إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقالوا له : مرنا بأمرك فيعدوّ الله فقد أهلك الاُمّة وأفسد الملّة.

فقال : « إن عشت رأيت فيه رأي ، وإن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبيّ ، اقتلوه ثمّ حرّقوه بالنار».

فلمّا قضى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفرغ من دفنه اُتي بابن ملجم لعنه الله فأمر به الحسن عليه‌السلام فضرب عنقه ، واستوهبت اُمّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة جيفته منه فأحرقتها بالنار.

وأمّا الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العهد على قتل معاوية وعمرو بن العاص فإنّ أحدهما ضرب معاوية وهو راكع فوقعت ضربته في أليته فنجا منها ، [فاُخذ] وقُتل من وقته.

وأمّا الاخر فإنّ عَمْراً وجد في تلك الليلة علّة فاستخلف رجلاً يصلّي

٣٩٢

بالناس يقال له : خارجة العامريّ ، فضربه بالسيف وهو يظنّ أنّه عمرو فاُخذ واُتي به عمرو فقتله ، ومات خارجة (١).

_________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٧ ، كشف الغمة ١ : ٤٢٨ ، وقطعة منه في : الطبقات الكبرى ٣ : ٣٥ ، الإمامة والسياسة ١ : ١٥٩ ، أنساب الأشراف ٢ : ٤٨٩| ٥٢٤ ، تاريخ الطبري ٥ : ١٤٣ ، مروج الذهب ٢ : ٤١١ ، مقاتل الطالبيين : ٢٩ ، مناقب الخوارزمي : ٢٧٥ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٣٨٩ ، كفاية الطالب : ٤٦٠.

٣٩٣

( الفصل الرابع )

في موضع قبر أمير المؤمنين

عليه السلام وكيفية دفنه

جابر بن يزيد الجعفي قال : سألت أبا جعفر الباقر عليه‌السلام أين دفن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه؟

قال :.«دفن بناحية الغريين قبل طلوع الفجر ، ودخل قبره الحسن والحسين عليهما‌السلام ومحمّد بنوه ، وعبدالله بن جعفر رضي الله عنه » (١).

قال حبان (٢) بن عليّ العنزي قال : حدّثنا مولى لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لمّا حضرت أمير المؤمنين الوفاة قال للحسن والحسينعليهما‌السلام : «إذا أنا متّ فاحملاني على سرير ثمّ اخرجاني ، واحملا مؤخر السرير فانكما تكفيان مقدّمه ، ثمّ ائتيابي الغريّين ، فإنّكما ستريان صخرة بيضاء تلمع نوراً فاحتفرا فيها فإنّكما ستجدان فيها ساجة ، فادفناني فيها».

قال : فلمّا مات عليه‌السلام أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير

_________

(١) ارشاد المفيد١ : ٢٤ فرحة الغري : ٥١.

(٢) في نسختي «ق» و«م» : حيان (بالياء) وهو مختلف في ضبط اسمه ، إذ ضبطه العلامة الحلي وابن داود بالياء « انظر : خلاصة الرجال : ٦٤ و ٢٦٠ ، ايضاح الاشتباه : ٩٧ ، رجال ابن داود : ١٣٦ و ٣٥٢».

إلا أن الأقوى كونه حبّان (بالباء الموحدة) كما ضُبط في غير واحد من كتب رجال العامة.انظر : تهذيب التهذيب ٢ : ٧٣ ، تقريب التهذيب ١ : ١٤٧ ، الجرح والتعديل ٣ : ٢٧٠ ، تبصير المنتبه : ٢٧٨ الضعفاء للنسائي : ٨٩ ، الضعفاء للعقيلي ١ : ١٩٣ ،

=

٣٩٤

ونكفى مقدّمه وجعلنا نسمع دويّاً وحفيفاً حتّى أتينا الغريّين فإذا صخرة بيضاء تلمع نوراً فاحتفرنا فإذ ساحة مكتوب عليها : هذا ما ادخره نوح عليه‌السلام لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه ، فاخبرناهم بما جرى وبإكرام الله أمير المؤمنين عليه‌السلام فقالوا : نحبّ أن نعاين من أمره ماعاينتم ، فقلنا لهم : إنّ الموضع قد عُفي أثره بوصيّة منه عليه‌السلام ، فمضواوعادوا إلينا فقالوا : إنّهم احتفروا فلم يجدوا شيئاً (١).

_________

=

الضعفاء لدارقطني : ٣٠١ ، الضعفاء الصغير للبخاري : ٤٢٦ ، المجروحين لابن حبان

(١) ارشاد المفيد ١ : ٢٣ ، فرحة الغري ٣٦ ، وصدره في : الخرائج والجرائح ١ : ٢٣٣| ذيل حديث ٧٨.

٣٩٥

(الباب الخامس)

في ذكر أولاد أمير المؤمنين

عليه السلام وعددهم وأسمائهم

وهم سبعة وعشرون ولداً ذكراً واُنثى : الحسن ، والحسين عليهما‌السلام ، وزينب الكبرى ، وزينب الصغرى المكنّاة باُمّ كلثوم اُمّهم فاطمة البتول عليها‌السلام سيّدة نساء العالمين بنت سيّد المرسلين صلوات الله عليهوعليهما.

ومحمّد الأكبر المكنّى بأبي القاسم ، اُمّه خولة بنت جعفر بن قيسالحنفيّة.

والعبّاس ، وجعفر ، وعثمان ، وعبدالله الشهداء مع أخيهم الحسين عليه‌السلام بكربلاء ـ رضي الله عنهم ـ أمّهم اُمّ البنين بنت حزام بن خالد بندارم ، وكان العبّاس يكنّى أبا قربة لحمله الماء لأخيه الحسين عليه‌السلام ويقال له : السقّاء ، وقُتل وله أربع وثلاثون سنة ، وله فضائل ، وقتل عبدالله وله خمس وعشرون سنة ، وقتل جعفر بن عليّ وله تسع عشرة سنة.

وعمر ، ورقيّة اُمّهما اُمّ حبيب بنت ربيعة وكانا توأمين.

٣٩٦

ومحمّد الأصغر المكنّى بابي بكر ، وعبيدالله الشهيدان مع أخيهما الحسين عليه‌السلام بطفّ كربلاء واُمّهما ليلى بنت مسعود الدارميّة.

ويحيى ، اُمّه أسماء بنت عميس الخثعميّة وتوفي صغيراً قبل أبيه.

واُم الحسن ورملة اُمّهما اُمّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفيّ.

ونفيسة وهي اُمّ كلثوم الصغرى ، وزينب الصغرى ، ورقيّة الصغرى ، واُمّ هانئ ، واُمّ الكرام ، وجمانة المكنّاة باُمّ جعفر ، واُمامة ، واُمّ سلمة ، وميمونة ، وخديجة ، وفاطمة للاُمّهات أولاد شتّى.

وأعقب عليه‌السلام من خمسة بنين : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، ومحمد والعباس وعمر رضي الله عنهم (١).

وفي الشيعة من يذكر أنّ فاطمة عليها‌السلام أسقطت بعد النبي صلّىالله عليه وآله وسلّم ذكراً كان سمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو حمل ـ محسناً ، فعلى هذا يكون أولاده ثمانية وعشرون ولداً ، والله أعلم (٢).

أمّا زينب الكبرى بنت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمفتزوجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وولد له منها : عليّ ، وجعفر ، وعون الأكبر ، واُم كلثوم أولاد عبدالله بن جعفر ، وقد روت زينب عن اُمّها فاطمة

_________

(١) ارشاد المفيد ١ : ٣٥٤ ، كشف الغمة ١ : ٤٤٠ ، العدد القوية : ٢٤٢ | ٢٢.

(٢) عين هذه العبارة وردت في ارشاد الشيخ المفيد رحمه‌الله تعالى (١ : ٣٥٥) وقد اشرنا في هامش الكتاب المنشور محققاً من قبل مؤسستنا إلى أن العديد من المصادر تؤكد بوضوح وجود المحسن ضمن أولاد علي من فاطمة عليهما‌السلام ، ولم يقتصر هذا الأمر في حدود كتب الشيعة ، بل ان الكثير من كتب العامة ذكرت ذلك الامر وسلمت بوجوده من دون تعليقاً وترديد.

انظر : «الكافي ٦ : ١٨ | ٢ ، الخصال : ٦٣٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢١٣ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٥٨ ، تاريخ الطبري ٥ : ١٥٣ ، أنساب الأشراف ٢ : ١٨٩ ، الكامل في

=

٣٩٧

عليها‌السلام أخباراً.

وأمّا اُمّ كلثوم فهي التي تزوجها عمر بن الخطّاب. وقال أصحابنا : إنّه عليه‌السلام إنّما زوّجها منه بعد مدافعة كثيرة وامتناع شديد واعتلال عليه بشيء بعد شيء حتّى ألجاته الضرورة إلى أن رد أمرها إلى العبّاس بن عبدالمطّلب فزوّجها إيّاه (١).

وأمّا رقيّة بنت عليّ عليه‌السلام فكانت عند مسلم بن عقيل فولدت له عبدالله قتل بالطف ، وعليّاً ومحمّداً ابني مسلم.

وأمّا زينب الصغرى فكانت عند محمّد بن عقيل فولدت له عبداللهّ وفيه العقب من ولد عقيل.

وأمّا اُمّ هانئ فكانت عند عبدالله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمّداً قتل بالطف ، وعبدالرحمن.

وأمّا ميمونة بنت عليّ عليه‌السلام فكانت عند [ عبدالله ] الأكبر بن عقيل فولدت له عقيلاً.

وأمّا نفيسة فكانت عند عبدالله الأكبر بن عقيل فولدت له أمّ عقيل.

وأمّا زينب الصغرى فكانت عند عبدالرحمن بن عقيل فولدت له سعداًوعقيلاً.

وأمّا فاطمة بنت عليّ عليه‌السلام فكانت عند [محمّد بن] أبي سعيد؟! ابن عقيل فولدت له حميدة.

_________

=

التاريخ ٣ : ٣٩٧ ، الاصابة ٣ : ٤١٧ ، لسان الميزان ١ : ٢٦٨ ، ميزان الاعتدال ١ : ١٣٩ ، القاموس المحيط ٢ : ٥٥» وغيرها من المصادر المختلفة.

(١) ان قضية تزويج أم كلثوم لعمر بن الخطاب قد خضعت وطوال القرون الماضية ولا زالت إلى كثير من النقاش والأخذ والرد؟ ففي حين يذهب البعض إلى الطعن أصلاً في هذا الموضوع ومناقشة الروايات الناقلة له واسقاطها؟ ترى البعض الآخر يذهب إلى حمله على

=

٣٩٨

وأمّا أمامة بنت عليّ فكانت عند الصلت بن عبداللهّ بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب فولدت له نفيسة وتوفّيت عنده (١).

هذا آخر ما أثبتنا من أخبار أمير المؤمنين عليه‌السلام.

_________

=

جملة من الوجوه المختلفة وتأويله إلى العديد من التأويلات المنطقية والمقنعة ، وللاطلاع على مزيد من هذا النقاش والشرح تراجع الكتب المختصة بذلك والبحوث المتعلقة به.

(١) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٢ : ٩٣ | ٢١.

٣٩٩

( الركن الثالث )

في ذكر الأئمّة من أبناء أمير المؤمنين عليه السلام

من الحسن بن عليّ الوصيّ إلى الحسين بن عليّ الزكيّ ،

وتاريخ مواليدهم ومواضع قبورهم ، ودلائل إمامتهم ، وأزمان خلافتهم ،

ومدد أعمارهم ، وعدد أولادهم ، وطرف من أخبارهم.

ويشتمل على عشرة أبواب :

٤٠٠