إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ١

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي

إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ١

المؤلف:

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: ٥٥٥
الجزء ١ الجزء ٢

الفصل الثالث

في ذكر وقت وفاتها ، وموضع قبرها سلام الله عليها

روي : أنّها توفّيت صلوات الله عليها [ في ] الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وبقيت بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسة وتسعين يوماً(١) ، وروي : أربعة أشهر(٢).

وتولّى أمير المؤمنين عليه‌السلام غسلها (٣) وروي : أنّه أعانه على غسلها أسماء بنت عميس ، وأنها قالت : أوصت فاطمة أن لا يغسّلها إذا ماتت إلاّ أنا وعليّ صلوات الله وسلامه عليه ، فغسّلتها أنا وعليّ(٤).

وصلّى عليها أمير المؤمنين ، والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وعمّار ، والمقداد ، وعقيل ، والزبير ، وأبو ذرّ ، وسلمان ، وبريدة ، ونفر من بني هاشم في جوف الليل.

ودفنها أمير المؤمنين عليه‌السلام سرّاً بوصيّة منها في ذلك (٥).

__________________

(١) الذرية الطاهرة للدولابي ١٥١ | ١٩٩ ، كشف الغمة ١ : ٥٠٣.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٧ ، الاصابة ٤ : ٣٧٩.

(٣) الكافي ١ : ٣٨٢ | ٤ ، علل الشرائع : ١٨٤ ، دلائل الاِمامة : ٤٦ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٨ ، الاستيعاب ٤ : ٣٧٩.

(٤) الذرية الطاهرة للدولابي ١٥٢ | ٢٠٢ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٦٤ ، كشف الغمة ١ : ٥٠٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٣ ، الاستيعاب ٤ : ٣٧٩ ، ذخائر العقبى : ٥٣ ، الاصابة ٤ : ٣٧٨.

(٥) انظر : الهداية الكبرى : ١٧٨ ، روضة الواعظين : ١٥٢ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٨ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٦٣ ، صحيح البخاري ٥ : ١٧٧ ، صحيح مسلم ٣ : ١٣٨٠ | ١٧٥٩ ، طبقات ابن سعد ٨ : ٢٢٩ ، مصنف عبد الرزاق ٥ : ٤٢٧ ، سنن البيهقي ٦ : ٣٠٠ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٨ ، مشكل الآثار ١ : ٤٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٢ ، الاستيعاب

=

٣٠١

وأمّا موضع قبرها فاختلف فيه ، فقال بعض أصحابنا : إنّها دفنت في البقيع (١).

وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو اُمّية في المسجد صارت في المسجد (٢).

وقال بعضهم : إنّها دفنت فيما بين القبر والمنبر(٣) ، وإلى هذا أشار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة» (٤).

والقول الأول بعيد ، والقولان الآخران أشبه وأقرب إلى الصواب ، فمن استعمل الاحتياط في زيارتها زارها في المواضع الثلاثة.

هذا آخر ما أردنا إثباته من الركن الأوّل ، وبالله التوفيق.

__________________

=

٤ : ٣٧٩ ، اُسد الغابة ٥ : ٥٢٤.

(١) تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : ٩٩ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٧ ، كشف الغمة ١ : ٥٠١.

(٢) الكافي ١ : ٣٨٣ | ٩ ، الفقيه ١ : ١٤٨ | ٦٨٤ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣١١ | ٧٦ ، معاني الأخبار ١ : ٢٦٨ | ١ ، ذخائر العقبى : ٥٤.

(٣) معاني الأخبار ٢٦٧ | ١ ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : ٩٩ ، روضة الواعظين : ١٥٢.

(٤) الكافي ٤ : ٥٥٣ | ١ و ٥٥٤ | ٣ و ٥ و ٥٥٥ | ٨ ، الفقيه ٢ : ٣٣٩ | ١٥٧٢ ، التهذيب للطوسي ٦ : ٧|١٢ ، الموطأ ١ : ٩٧ | ١٠ و ١١ ، صحيح البخاري ٢ : ٧٧ ، صحيح مسلم ٢ : ١٠١٠ | ٥٠٠ ، مسند أحمد ٢ : ٢٣٦ و ٣٧٦ و ٤٣٨ و ٤٦٦ و ٥٣٣ و ٣ : ٤ و ٤ : ٣٩ و ٤٠ ، صحيح الترمذي ٥ : ٧١٨ | ٣٩١٥ و ٧١٩ | ٣٩١٦ ، سنن النسائي ٢ : ٣٥ ، وفي جميعها إلاّ الفقيه ( بيتي بدل قبري ).

٣٠٢
٣٠٣

(الركن الثاني)

من الكتاب

في ذكر الاِمام الأوّل ، والوصيّ الأفضل ، وأمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وتاريخ مولده ، ومدّة

عمره ، ودلائل إمامته ، وطرف من مناقبه

ويشمل على خمسة أبواب :

٣٠٤
٣٠٥

(الباب الأول)

في ذكر مولده عليه السلام ، وتاريخ عمره

ونبذ من خبر ولادته ووفاته

[وفيه] ثلاثة فصول :

٣٠٦

(الفصل الأول)

في ذكر ميلاده عليه السلام

ولد عليه‌السلام بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، ولم يولد قطّ في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده ، وهذه فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً لمحلّه ومنزلته وإعلاءً لرتبته.

واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وكانت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة الاُمّ ، وربّي في حجرها ، وكانت من سابقات المؤمنات إلى الاِيمان ، وهاجرت معه إلى المدينة ، وكفّنها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند موتها بقميصه ؛ ليدرأ به عنها هوامّ القبر ، وتوسّد في قبرها ؛ لتأمن بذلك من ضغطة القبر ، ولقّنها الاِقرار بولاية ابنها كما اشتهرت به الرواية.

فكان أمير المؤمنين عليه‌السلام هاشميّاً من هاشميّين ، وأوّل من ولده هاشم مرّتين (١).

__________________

(١) انظر : الكافي١ : ٣٧٦ و ٣٧٧ | ٢ ، ارشاد المفيد ١ : ٥ ، التهذيب للطوسي ٦ : ١٩ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٨٨ و ٨٩ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٨٠ ، مناقب ابن المغازلي : ٦ | ٢ و ٣ ، مناقب الخوارزمي : ١٢ و ١٣ ، اُسد الغابة ٥ : ٥١٧ ، الرياض النضرة ٣ : ١٠٤ ، الفصول المهمة ٣٠ و ٣١.

٣٠٧

(الفصل الثاني)

في ذكر أسمائه وألقابه عليه السلام

وأسماؤه في كتب الله تعالى المنزّلة كثيرة ، أوردها أصحابنا رضي الله عنهم في كتبهم ، وكنيته المشهورة أبو الحسن ، وقد كنّي أيضاً : بأبي الحسين ، وأبي السبطين ، وأبي الريحانتين.

وكنّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبي تراب لمّا رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب (١).

ولقبه أمير المؤمنين ، خصّه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به لمّا قال : «سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين» (٢).

ولم يجوّز أصحابنا رضي الله عنهم أن يطلق هذا اللفظ لغيره من الأئمة عليهم‌السلام وقالوا : إنّه انفرد بهذا التلقيب فلا يجوز أن يشاركه في ذلك غيره.

وقد لقّبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الأوصياء ، وسيّد العرب(٣)في أمثال

__________________

(١) انظر : مسند أحمد ٤ : ٢٦٣ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٠ ، مناقب ابن المغازلي ٨ : ٥ ، الرياض النضرة ٣ : ١٠٥ و ١٦٠ ، ذخائر العقبى : ٥٦.

(٢) الكافي ١ : ٢٣١ | ١ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦٨ | ٣١٢ ، ارشاد المفيد ١ : ٤٨ ، أمالي المفيد : ١٨ | ٧ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٩٥ و ٣٤٠ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٥٣.

(٣) انظر : أمالي الصدوق : ١٩ | ذيل حديث ٦ و ٢٤٧ | ١٦ ، بشارة المصطفى : ١٨ و ١٦٥ ، مائة منقبة : ٥٧ | ٣١ و ٧١ | ٤١ ، اليقين لابن طاووس : ١٠ ، مناقب الخوارزمي : ٤٢ ، و ٢٣١.

٣٠٨

لهذه كثيرة.

وهو أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووزيره ، ووصيّه ، وخليفته في اُمّته ، وصهره على ابنته الزهراء البتول فاطمة سيّدة نساء العالمين ، وهو المرتضى ، ويعسوب المؤمنين.

* * *

٣٠٩

الفصل الثالث

في ذكر وقت وفاته ، ومدة خلافته ، وتاريخ عمره عليه السلام

وقبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً شهيداً ، قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله - وقد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان وهو ينادي «الصلاة الصلاة» - في المسجد الأعظم بالكوفة ، فضربه بالسيف على أمّ رأسه ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، وكان سيفه مسموماً. فمكث عليه‌السلام يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة الحادي والعشرين إلى نحو الثلث من الليل ثمّ قضى نحبه عليه‌السلام (١) ، وقد كان يعلم ذلك قبل أوانه ويخبر به الناس قبل أيّانه.

فقد اشتهر في الرواية : أنّه عليه‌السلام كان لما دخل شهر رمضان يتعشّى ليلة عند الحسن عليه‌السلام ، وليلة عند الحسين عليه‌السلام ، وليلة عند عبداللهّ بن العبّاس ، والأصحّ عبدالله بن جعفر ، وكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : «يأتيني أمر ربي وأنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان » ، فأصيب عليه‌السلام في آخر تلك الليلة (٢).

__________________

(١) انظر : الكافي ١ : ٣٧٦ ، ارشاد المفيد ١ : ١٩ ، كشف الغمة ١ : ٤٣٦ ، اثبات الوصية للمسعودي : ١٣٢ ، مناقب الخوارزمي : ٢٨٤ ، ذخائر العقبى : ١١٥ ، الفصول المهمة ١٣٨ و ١٣٩.

(٢) ارشاد المفيد ١ : ١٤ ، روضة الواعضين : ١٣٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٠١ | ٤١ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٢٧١ ، مناقب الخوارزمي : ٢٨٣ ، الكامل في التاريخ : ٣ : ٣٨٨ ، اُسد الغابة ٤ : ٣٥ ، الفصول المهمة : ١٣٩.

٣١٠

وروى أصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنين عليه‌السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال : «أتاكم شهر رمضان ، وهو سيّد الشهور وأوّل السنة ، وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنّكم حاجّوا العام صفّاً واحداً ، واية ذلك أنّي لست فيكم » قال : فهو ينعى نفسه عليه‌السلام ونحن لا ندري (١).

وروى عنه جماعة أنّه كان يقول على المنبر : « ما يمنع أشقاها أني خضبها من فوقها بدم » ويضع يده على شيبته عليه‌السلام.

وروي : أنه كان يقول : «واللهّ ليخضبنَ هذه من هذه » ويضع يده على رأسه ولحيته عليه‌السلام (٢).

وروي عن أبي صالح الحنفيّ قال : سمعت عليّاً عليه‌السلام يقول : «رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامي فشكوت إليه ما لقيت منأمّته من الأود واللدد وبكيت فقال : «لا تبك يا عليّ ، والتفت فالتفتّ فإذا رجلان مصفدان ، وإذا جلاميد (٣) ، ترضخ بها روسهما».

قال أبو صالح : فغدوت إليه من الغد فلقيت الناس يقولون : قُتل أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤).

وروى الحسن البصري قال : سهر أمير المؤمنين عليه‌السلام في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته ، فقالت له ابنته أمّ كلثوم : ما هذا الذي قد أسهرك؟ فقال : «إنّي مقتول لو قد أصبحت ».

____________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٤ ، روضة الواعظين : ١٣٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٠١ | ٤١.

(٢) ارشاد المفيد١ : ١٣. أمالي الطوسي ١ : ٢٧٣ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٠١ | ٤١ ، تاريخ بغداد ١٢ : ٥٧ | ٦٤٤١ ، ونحوه في مسند ابي يعلى الموصلي ١ : ٣٧٨ | ذيل ح ٤٨٥.

(٣) الجلمود : الصخر. «الصحاح ـ جلمد ـ ٢ : ٤٥٩».

(٤) ارشاد المفيد ١ : ١٥مناقب ابن شهرآشوب٣ : ٢١١ مسند ابي يعلى الموصلي ١ : ٣٩٨ | ٥٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٣٨ ، ونحوه في مقاتل الطالبيين : ٠ ٤.

٣١١

وأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة ، فمشى غير بعيد ثمّ رجع فقالت له أمكلثوم : مر جعدة فليصلّ بالناس ، قال : «نعم مروا جعدة ليصلّي ، ثم قال : «لا مفرّ من الأجل » فخرج إلى المسجد ، فإذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده ، فلقا برد السحر نام ، فحركه أميرالمؤمنين عليه‌السلام برجله وقالله : «الصلاة» ، فقام إليه فضربه (١).

وروي في حديث آخر : أنه عليه‌السلام سهر في تلك الليلة ، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول : «والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها» ثمّ يعاود مضجعه ، فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول :

اشدد حيازيمك للموت

فإن الموت آتيك

ولا تجزع من الموت

إذا حل بواديك

فلما خرج إلى صحن الدار استقبلنه الإوزّ فصحن في وجهه ، فجعلوا يطردونهن ، فقال : «دعوهن فانهنَ صوائح تتبعها نوائح » ثمّ خرج فاُصيب عليه‌السلام (٢).

«وكان سنه يوم استشهد ثلاثاً وستّين سنة ، وكان مقامه مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثاً وثلاثين سنة ، عشر منها قبل البعثة ، واسلم وهو ابن عشر سنين (٣) ، فقد صحت الرواية عن حبة العرني عنه عليه‌السلام

____________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٦ ، روضة الواعظين : ١٣٥ ، مناقب ابن شهراشوب ٣ : ٣١٠ ودون ذيله في خصائص الرضي : ٦٣.

(٢) خصائص الرضي : ٦٣ ، ارشاد المفيد ١ : ١٦ ، روضة الواعظين : ٣٥ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٣١٠ كشف الغمة ١ : ٤٣٦.

(٣) انظر : الكافي١ : ٣٧٦ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٠ ، مناقب ابن شهر آشوب٣ : ٣٠٧ ، مناقب الخوارزمي : ٢٨٤.

٣١٢

قال : «بُعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الاثنين فأسلمت يوم الثلاثاء» (١) ، وبعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة بعد الهجرة عشر سنين ، وعاش بعد ما قبض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثين سنة إلاّخمسة أشهر وأياماً ، وتولّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين بأمره ، وحملاه إلى الغريّين من نجف الكوفة ودفناه هناك ليلاً ، وعمّيا موضع قبره بوصيّته اليهما في ذلك لما كان يعلم من دولة بني اُميّة من بعده وإنّهم لاينتهون عمّا يقدرون عليه من قبيح الأفعال ولئيم الخلال ، فلم يزل قبره مخفيّاً حتّى دلّ عليه الصادق عليه‌السلام في الدّولة العبّاسيّة وزاره عند وروده إلى أبي جعفر وهو بالحيرة (٢).

____________

(١) تفسير القمي ١ : ٣٧٨ مسند أبي يعلى ١ : ٣٤٨ | ٤٤٦ ، الاوائل لابي هلال العسكري : ٩١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١١٢ عن انس بن مالك ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي عليه‌السلام ـ ١ : ٧٩ | ٥ ، صحيح الترمذي ٥ : ٠ ٤ ٢٨ | ٦ ٣٧ عن أنس بن مالك إلا أنه فيه وصلّى علي بدل فأسلمت.

(٢) انظر : ارشاد المفيد ١ : ٩ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٠ و ٩٣ ، مناقب ابن شهراَشوب ٣ : ٣٠٧.

٣١٣

(الباب الثاني)

في ذكر النصوص الدالة على أنه عليه السلام هو الامام بعد النبي

صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل

الذي يجب تقديمه في هذا الباب أنّه قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كلّ زمان لكونها لطفاً في فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات ، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقلّ الفساد ، وعند عدمه يكثر الفساد ويقلّ الصلاح منهم ، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هيبته.

وثبت أيضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً على عصمته ، لأنّ جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم ، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجاً إلى رئيس آخر غيره ، لأنّ علّة الحاجة إليه قائمة فيه ، والكلام في رئيسه كالكلام فيه ، فيؤدّي إلى وجوب ما لا نهاية له من الأئمّة أو الانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب.

فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا يمكن معرفتها إلاّ بإعلامالله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر ، ولا طريق إلى ذلك سواه ، فيجب النصّ من الله تعالى عليه على لسان نبيّ مؤيّد بالمعجزات ، أو إظهار معجز

٣١٤

دالّ على إمامته. وإذا ثبتت هذه الجملة القريبة - التي لا تحتاج فيها إلى تدقيق كثير- سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة :

فقالت الشيعة : الإمام بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، بالنصّ على إمامته.

وقالت العبّاسيّة : الإمام بعده العبّاس ، بالنصّ أو الميراث.

وقال الباقون من الاُمّة : الإمام بعده أبو بكر.

وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما ، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه ، ووجب أن يكون الإمام بعده أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه ، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا ، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه صلوات الله عليه.

وأما الأدلّة السمعيّة على ذلك فقد استوفاها أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ قديماً وحديثاً في كتبهم ، لا سيّما ما ذكره سيّدنا الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدّس الله روحه في كتاب الشافي في الإمامة ، فقد استولى على الأمد ، وغار في ذلك وأنجد ، وصوّب وصعّد ، وبلغ غاية الاستيفاء والاسقصاء ، وأجاب على شُبَه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها ، أحسن اللهّ عن الدين وكافّة المؤمنين جزاءه ، ونحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والإجمال دون البسط والإكمال.

فنقول : إنّ الذي يدل على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصّ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالإمامة بعده بلا فصل ،

٣١٥

ودل على فرض طاعته على كلّ مكلّف قسمان : أحدهما : يرجع إلى الفعل ، وإن كان يدخل فيه أيضاً القول ، والاخر يرجع إلى القول.

فأمّا النصّ الدال على إمامته بالفعل والقول : فهو أفعال نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المبينة لأمير المؤمنين عليه‌السلام من جميع الاُمة ، الدالةعلى استحقاقه التعظيم والإجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لأحد سواه ، وذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيّدة نساء العالمين ، ومؤاخاته إيّاه بنفسه ، وأنّه لم يندبه لأمر مهمّ ولا بعثه في جيش قطَ إلى آخرعمره إلآ كان هو الوالي عليه ، المقذم فيه ، ولم يولّ عليه أحداً من أصحابه وأقربيه ، وأنّه لم ينقم عليه شيئاً من أمره مع طول صحبته إيّاه ، ولا أنكر منه فعلاً ، ولا استبطأه ، ولا استزاده في صغير من الاُمور ولا كبير ، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً.

وأمّا ما يجري مجرى هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الدالة على تميزه عمن سواه ، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة :

منها : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّ عليه‌السلام يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل : «إن هذه لهي المواساة» فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجبرئيل : «عليّ مني وأنا منه » فقال جبرئيل : «وأنا منكما» (١).

____________

(١) تفسير فرات الكوفي : ٢٢ و ٢٥ تفسير القمي ١ : ١١٦ ، الكافي ٨ : ١١٠ |٩٠ و ٣٢٨ | ضمن حديث ٥٠٢ ، علل الشرائع : ٧ | ٣ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٨٥ ، ارشاد المفيد ١ : ٨٥ ، الخصال : ٥٥٦ ، مناقب ابن شهراَشوب ٣ : ١٢٤ ، فضائل أحمد : ١٧١ | ٢٤١ و ١٧٢ | ٢٤٢ ، تاريخ الطبري ٢ : ٥١٤ ، المعجم الكبير للطبراني ١ : ٣١٨ | ٩٤١ ، ربيع الأبرار للزمخشري ١ : ٨٣٣ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليّ عليه‌السلام

=

٣١٦

فاجراه مجرى نفسه ، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في اية المباهلة بقوله : (وأنفسنا) (١).

ومنها : قوله عليه واله السلام لبريدة : «يا بريدة ، لا تبغض عليّاً ، فإنهمنّي وأنا منه (٢) ، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة» (٣).

ومنها : قوله : «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار» (٤).

ومنها : ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر ، وقوله عليه وآله السلام : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء عليّ عليه‌السلام (٥).

____________

=

١٦٧ / ٢١٤ و ٢١٥ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٥٤ ، كفاية الطالب : ٢٧٤ و ٢٧٥ ، ذخائر العقبى : ٨٦ ، ونقله المجلسي فى بحار الأنوار ٢٠ : ٩٥.

(١)آل عمران٣ : ٦١.

(٢) مسند أحمد٥ : ٣٥٦ ، خصائص النسائي : ١١٠ | ٩٠ ، مناقب ابن المغازلي : ٢٢٥ | ٢١٧ ، مجمع الزوائد٩ : ١٢٨ ، وفي جميعها ضمن رواية.

(٣) مستدرك الحاكم ٢ : ٢٤١ شواهد التنزيل ١ : ٢٨٨ | ٣٩٥ ، مناقب ابن المغازلي : ٤٠٠ | ٤٥٤ ، الفردوس بمأثور الخطاب ١ : ٤٤ | ٩ ، مناقب الخوارزمي : ٨٧ ، تاريخ ابنعساكر ـ ترجمة الاٍ مام علي عليه‌السلام ـ ١ : ١٤٢ | ١٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٠.

(٤) مناقب ابن شهراشوب٣ : ٦٢ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١.

(٥) أمالي الصدوق : ٣ | ٥٢١ ، ارشاد المفيد١ : ٣٨ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٥٩ ، فضائل أحمد : ٤٢ | ٦٨ ، صحيح الترمذي ٥ : ٦٣٦ | ٣٧٢١ ، خصائص النسائي ٢٩ | ١٠ ، المعجم الكبير للطبراني ١ : ٣٥٢ | ٧٣٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٠ ، تاريخ جرجان : ١٦٩ | ٢٢٨ ، حلية الأولياء ٦ : ٣٣٩ ، أخبار اصبهان ١ : ٢٣٢ ، تاريخ بغداد ٣ : ١٧١ و ٩ : ٣٦٩ و ١١ : ٣٧٦ ، مناقب الخوارزمي : ٥٩ ، مناقب ابن المغازلي : ١٥٦ | ١٨٩ ـ٢١٢ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام علي عليه‌السلام ـ ٢ : ١٠٥ | ٦٠٩ | ٦٤٢ ، تذكرة الخواص : ٤٤ ، تذكرة الحفاظ ٢ : ١٠٤٢ ، اسد الغابة ٤ : ٣٠ ، جامع الأصول ٨ : ٦٥٣ | ٦٤٩٤ ، كفاية الطالب : ١٤٤ ، ذخائر العقبى : ٦١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٣٢ ، ميزان الأعتدال ١ :

=

٣١٧

ومنها : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لابنته الزهراء عليها‌السلام لمّا عيّرتها نساء قريش بفقر عليّ عليه‌السلام : «أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً ، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً ، وأوحى إليّ أن اُنكحه ، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأقدمهم سلماً».

فضحكت فاطمة عليها‌السلام واستبشرت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين ، هو أخي في الدنيا والآخرة ، ليس ذلك لغيره من الناس ، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته ، وسبطا الرحمة سبطا يولده ، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، وعنده علم الأوّلين والآخرين ، وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهداً بي ، وهو وصّي ووارث الوصيّين » (١).

ومنها : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه : «أنت مدينة العلم وعليّ

____________

=

٤١١ / ١٥٠٥ و ٣ : ٥٨ | ٧٦٧١ و ٤ : ٥٨٣ | ١٠٧٠٣ ، لسان الميزان١ : ٤٢ | ٨٥ و ٧ : ١١٩ | ١٢٩٧ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٢٥.

وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة ، بالاضافة إلى أن الإمام علي عليه‌السلام احتج به في يوم الدار ، فقال :

انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أحد غيري؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم أشهد.

وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ : ٤٥٢.

(١)ارشاد المفيد١ : ٣٦ الخصال : ٤١٢ | ١٦ ، مناقب ابن المغازلي : ١٠١ | ١٤٤ ، وأورد الخوارزمي في المناقب : ٦٣ صدر الحديث.

٣١٨

بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب » (١).

وما رواه عبدالله بن مسعود : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استدعى عليّاً فخلا به ، فلمّا خرج إلينا سألناه : ما الذي عهد إليك؟ فقال : «علّمني ألف باب من العلم ، فتح لي كلّ باب ألف باب » (٢).

ومنها : أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان ، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه : «لايحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » (٣).

ومنها : أنّه عليه وآله السلام جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد ، وعداوته عَلَماً على خبث المولد ، بقوله «بوروا (٤) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة ، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة (٥). رواه جابر بن عبدالله الأنصاري عنه.

____________

(١) تاريخ جرجان : ٧ | ٦٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٦ ، تاريخ بغداد ١١ : ٤٩ مناقب ابن المنازلي : ٨٠ | ١٢٠ و ٨١ | ١٢١ و ١٢٢ ، مناقب الخوارزمي : ٤ ، تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام علي عليه‌السلام ـ ٢ : ٤٦٦ | ٩٨٥ و ٤٦٩ | ٩٨٨ و ٤٧٠ | ٩٩١ و ٤٧٣ | ٩٩٢ ، تذكرة الخواص : ٥٢ ، اُسد الغابة ٤ : ٢٢ ، كفاية الطالب : ٢٢٠ـ ٢٢١ ، ذخائر العقبى : ٧٧

(٢)بصائر الدرجات : ٣٣٣ ، الاختصاص ٢٨٢ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٣٦ وذكره باختلاف في صدره ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام علي عليه‌السلام ـ ٢ : ٤٨٣ | ١٠٠٣.

(٣)ارشاد المفيد١ : ٤٠ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٦٤ ، مسند الحميري ١ : ٣١ | ٥٨ ، المصنف لابن أبي شبية ١٢ : ٥٧ | ١٢١١٣ ، صحيح مسلم ١ : ٨٦ | ١٣١ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٢ | ١١٤ السنة لابن أبي عاصم ٥٨٤ | ١٣٢٥ ، مسند أحمد ١ : ٩٥ فضائل أحمد : ٤٥ | ٧١ و ١٢٢ | ١٨١ و ١٥٦ | ٢٢٤ و ١٦٠ | ٢٢٩ و ٢١٤ | ٢٩٢ ، صحيح الترمذي ٥ : ٦٤٣ | ٣٧٣٦ ، خصائص النسائي ١١٨ | ١٠٠ و ١٠١ ، سنن النسائي٨ : ١١٦ ، الايمان لابن مندة ٢ : ٧ ٠٦ | ٥٣٢ ، حلية الأولياء ٤ : ٥ ٨ ١ ، تاريخ بغداد ٢ : ٢٥٥ و ١٤ : ٤٢٦ ، تذكرة الخواص : ٣٥ اُسد الغابة ٤ : ٢٦ ، ذخائر العقبى : ٩١.

(٤) بوروا : أي امتحنوا. «انظر : الصحاح ـ بور ـ٢ : ٥٩٧»

(٥) ارشاد المفيد ١ : ٤٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوا ر ٣٨ : ١٨٩.

٣١٩

وروى عنه أبو جعفر الباقر عليهما‌السلام قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّ عليه‌السلام : ألا أسرّك ، ألا أمنحك ، ألا آبشّرك؟ فقال : بلى يا رسول الله قال : خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس باسماء اُمّهاتهم ، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم » (١).

وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه (٢).

ومنها : عن ابن عبَاس : أنَ النبي صلّى النبي عليه وآله وسلم قال : «إذاكان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مواليدهم » (٣).

ومنها : أنه جعله وشيعته الفائزون ، رواه أنس بن مالك عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب »ثمّ التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : «هم شيعتك وأنت إمامهم » (٤).

ومنها : أنه عليه‌السلام سد الأبواب في المسجد إلاّ بابه عليه‌السلام ،

____________

(١) ارشاد المفيد ١ : ٤٤ ، أمالي المفيد : ٣١١ | ٣ ، أمالي الطوسي ٢ : ٧١ ، بشارة المصطفى : ١٤ و ٢٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ : ١٨٩.

(٢) انظر : أمالي الصدوق ٦ | ٧١ ، مائة منقبة لابن شاذان : ١٢٨ | ٦٣ و ١٣٨ | ٧٠ ، تاريخ بغداد٧ : ٤٢١ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ ٢ : ٤٤٤ | ٩٥٥ و ٤٤٥ | ٩٥٦ و ٩٥٧ ، كفاية الطالب٢٤٥ ، ٢٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٢٠٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ : ١٨٩.

(٣) ارشاد المفيد١ : ٤٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار٣٨ : ١٨٩

(٤) ارشاد المفيد ١ : ٤٢ ، بشارة المصطفى : ١٦٣ ، مناقب ابن المغازلي ٢٩٣ | ٣٣٥ ، مناقبالخوارزمي : ٢٣٥.

٣٢٠