إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ١

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي

إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ١

المؤلف:

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: ٥٥٥
الجزء ١ الجزء ٢
١٠١

(الباب الثالث)

في ذكر مختصر من أحوال

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

من لدن مبعثه إلى وقت هجرته إلى المدينة ،

ثم إلى أن اُمر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقتال ،

وبعض ماظهر من الآيات والمعجزات

في أثناء هذه الأحوال

وفيه ثمانية فصول :

١٠٢

(الفصل الأول)

في ذكر مبدأ المبعث

ذكر عليّ بن إبراهيم بن هاشم ـ وهو من أجلّ رواة أصحابنا ـ في كتابة : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا أتى له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه كأنّ آتياً أتاه فيقول : يا رسول الله ، فينكر ذلك ، فلمّا طال عليه الأمر وكان بين الجبال يرعى غنماً لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له : «يا رسول الله».

فقال له : «من أنت»؟

قال : «جبرئيل ، أرسلني الله ليتّخذك رسولاً».

فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خديجة بذلك ، وكانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهودي وخبر بحيراء وما حدّثت به آمنة اُمّه ، فقالت : يا محمّد إنّي لأرجوا أن تكون كذلك.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكتم ذلك فنزل عليه جبرئيل عليه‌السلام وأنزل عليه ماءً من السماء فقال : «يا محمّد قم توضّأ للصلاة» فعلّمه جبرئيل الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين وعلّمه السجود والركوع.

فلمّا تمّ له صلّى الله عليه وسلّم أربعون سنة أمره بالصلاة وعلّمه حدودها ، ولم ينزل عليه أوقاتها ، فكان رسول الله صلّى عليه وآله وسلّم يصلّي ركعتين ركعتين في كلّ وقت.

وكان عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه لا يفارقه ، فدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يصلّي ،

١٠٣

فلمّا نظر إليه يصلّي قال : «يا أبا القاسم ما هذا»؟

قال : «هذه الصلاة التي أمرني الله بها».

فدعاه إلى الاسلام ، فأسلم وصلّى معه ، وأسلمت خديجة ، فكان لا يصلّي إلاّ رسول الله ، وعليّ وخديجة عليهم‌السلام خلفه.

فلمّا أتى لذلك أيّام دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله وعليّ عليهما‌السلام بجنبه يصلّيان ، فقال لجعفر : ياجعفر صل جناح ابن عمّك ، فوقف جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام من جانب الآخر ، فلمّا وقف جعفر على يساره بدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بينهما وتقدّم ، وأنشأ أبو طالب في ذلك يقول :

إنّ عليّاً وَجعفـّـراً ثـقـتــي

عندَ ملمِّ الـزمـان والكربِ

والله لا أخـذلُ الـنـبــيّ ولا

يَخذِلهُ مِن بنيّ ذو حـسـبِ

لا تـخـذلا وانصرا ابن عمّكما

أخـي لاُمّـي مِن بينهم وأبي

قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتّجر لخديجة قبل أن يزوّج بها وكان أجيراً لها ، فبعثته في عير لقريش إلى الشام مع غلام لها يقال له : ميسرة ، فنزلوا تحت صومعة راهب من الرهبان ، فنزل الراهب من الصومعة ونظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : من هذا؟

قالوا : هذا ابن عبد المطّلب.

قال : لا ينبغي أن يكون أبوه حيّاً ، ونظر إلى عينيه وبين كتفيه فقال : هذا نبيّ الاُمّة ، هذا نبيّ السيف.

فرجع ميسرة إلى خديجة فأخبرها بذلك ، وكان هذا هو الذي أرغب خديجة في تزويجها نفسها منه ، وربحت في تلك السفرة ألف دينار.

ثمّ خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى بعض أسواق العرب فرأى زيداً ووجده غلاماً كيّساً فاشتراه لخديجة ، فلمّا تزوّجها رسول الله صلّى

١٠٤

الله عليه وسلّم وهبته منه ، فلمّا نبىء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأسلم علي أسلم زيد بعده ، فكان يصلّي خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي وجعفر وزيد وخديجة(١).

وذكر الشّيخ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب دلائل النبوّة : أخبرنا أبو عبدالله الحافظ قال : حدّثنا أبو محمّد بن أحمد بن عبدالله المزني ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى المرورذي ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا يوسف بن أبي ثور ، عن السدّي عن عباد بن عبدالله ، عن عليّ عليه‌السلام قال : «كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكّة فخرج في بعض نواحيها ، فما استقبله شجر ولا جبل إلاّ قال له : السلام عليك يا رسول الله»(٢).

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا محمّد بن عبدالله بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن العلاء ، حدّثنا يونس بن عنبسة ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن ، عن السدي ، عن عباد قال : سمعت عليّاً عليه‌السلام يقول : «لقد رأيتني أدخل معه ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ الوادي فلا يمرّ بحجر ولا شجر إلاّ قال : السلام عليك يا رسول الله ، وأنا أسمعه» (٣).

__________________

(١) قصص الاَنبياء للراوندي : ٣١٧|٣٩٥ ، وقطعة منه في : مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٤٤ ، وتاريخ الطبري ٢ : ٢٨٠.

(٢) دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٥٣ ، وانظر : الخرائج والجرائح ١ : ٤٦ | ٥٩ ، سنن الدارمي ١ : ١٢ ، سنن الترمذي٥ : ٥٩٣ | ٣٦٢٦ ، مستدرك الحاكم ٢ : ٦٢٠ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ : ٤١١ ، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار ١٧ : ٣٨٧ | ٥٥.

(٣) دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٥٤ ، وكذا في : السيرة النبوية لابن كثير ١ : ٤١١ ، البداية والنهاية ٣ : ١٦ ، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار ١٧ : ٣٨٨ | ذيل حديث ٥٥.

١٠٥

وأخبرنا الحافظ قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس بن بكير ، عن أبي إسحاق ، حدّثنا يحيى بن أبي الاَشعث الكندي ، حدّثني إسماعيل بن أياس بن عفيف ، عن ابيه ، عن جدّه عفيف أنه قال : كنت امرءاً تاجراً ، فقدمت منى أيّام الحج ، وكانالعباس بن عبدالمطلب امراءاً تاجراً ، فأتيته أبتاع منه وأبيعه ، قال : فبينا نحن إذ خرج رجلٌ من خباء يصلّي فقام تجاه الكعبة ، ثمّ خرجت امرأة فقامت تصلّي ، وخرج غلام يصلّي معه ، فقلت : يا عبّاس ما هذا الدين؟ إنّ هذا الدين ما ندري ما هو؟

فقال : هذا محمّد بن عبدالله يزعم أنّ الله أرسله ، وأنّ كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه ، وهذه أمرأته خديجة بنت خويلد آمنت به ، وهذا الغلام ابن عمّه عليّ بن أبي طالب آمن به.

قال عفيف : فليتني كنت آمنت به يومئذ فكنت أكون ثانياً (١).

تابعه إبراهيم بن سعد ، عن محمّد بن إسحاق ، وقال في الحديث : إذ خرج من خباء قريب فنظر إلى السماء فلمّا رآها قد مالت قام يصلّي. ثمّ ذكر قيام خديجة خلفه (٢).

وأخبرنا أبو الحسين الفضل بإسناد ذكره ، عن مجاهد بن جبر قال : كان ممّا أنعم الله على عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وأراد به من الخير أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير ، فقال رسول الله

__________________

(١) دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٦٢ ، وكذا في : تاريخ الطبري ٢ : ٣١١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٨٣ ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، ذخائر العقبى : ٥٩ ، السيرة النبوية لابن كثير١ : ٤٢٩ ، البداية والنهاية ٣ : ٢٥ ، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار ١٨ : ٢٠٧ | ٣٧.

(٢) دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٦٣ ، وكذا في : السيرة النبوية لابن كثير ١ : ٤٢٩ ، البداية والنهاية ٣ : ٢٥ ، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار ١٨ : ٢٠٨ | ٣٧.

١٠٦

للعبّاس عمّه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ : «يا عبّاس إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق حتّى نخفّف عنه من عياله».

فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً فضمّه إليه ، فلم يزل عليّ مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى بعثه الله نبيّاً فاتّبعه عليّ وآمن به وصدّقه (١).

قال عليّ بن إبراهيم : فلمّا أتى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه (فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَاَعرِض عَنِ المُشركين)(٢) فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقام على الحجر فقال : «يا معشر قريش ويا معشر العرب ، أدعوكم إلى عبادة الله تعالى وخلع الأنداد الأصنام ، وأدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله ، فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين لكم العجم ، وتكونون ملوكاً في الجنّة».

فاستهزؤوا منه وضحكوا وقالوا : جنّ محمّد بن عبدالله ، وآذوه بألسنتهم ، فقال له أبو طالب : يابن أخي ما هذا؟

قال : «يا عمّ هذا دين الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ودين إبراهيم والأنبياء من بعده ، بعثني الله رسولاً إلى الناس».

فقال : ياابن أخي إنّ قومك لا يقبلون هذا منك ، فاكفف عنهم؟

فقال : «لا أفعل ، فإنّ الله قد أمرني بالدعاء». فكفّ عنه أبو طالب.

وأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدعاء في كلّ وقت

__________________

(١) دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٦٢ ، وكذا في : سيرة ابن هشام ١ : ٢٦٣ ، تاريخ الطبري ٢ : ٣١٣ ، مستدرك الحاكم ٣ : ٥٦٧ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ : ٤٢٩ ، البداية والنهاية ٣ : ٢٥ ، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار١٨ : ٢٠٨ | ذيل الحديث ٣٧.

(٢) الحجر ١٥ : ٩٤.

١٠٧

يدعوهم ويحذّرهم ، فكان من سمع من خبره ما سمع من أهل الكتب يُسلمون ، فلمّا رأت قريش من يدخل في الاِسلام جزعوا من ذلك ومشوا إلى أبي طالب وقالوا : اكفف عنّا ابن أخيك فإنّه قد سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبّاننا ، وفرّق جماعتنا.

فدعاه أبو طالب فقال : يا ابن أخي إنّ القوم قد أتوني يسألونك أن تكفّ عن آلهتهم.

قال : «يا عمّ لا أستطيع ذلك ، ولا أستطيع أن أخالف أمر ربيّ».

فكان يدعوهم ويحذّرهم العذاب ، فاجتمعت قريش إليه فقالوا : إلى ما تدعو يا محمّد؟

قال : «إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وخلع الاَنداد كلّها».

قالوا : ندع ثلاثمائة وستّين إلهاً ونعبد إلهاً واحداً؟! فحكى الله سبحانه قولهم ( وَعَجِبُوا اَن جَاءهُم مُنذِرٌ مِنهُم وَقالَ الكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّاب * اَجَعَلَ الآلِهَةَ اِلهاً واحِداً اِنّ هذا لَشَيءٌ عُجابٌ ) ـ إلى قوله : ـ ( بَل لَمّا يَذُوقُواعَذابِ ) (١).

ثمّ اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب إن كان ابن أخيك يحمله على هذا الفعل العدم جمعنا له مالاً فيكون أكثر قريش مالاً.

فدعاه أبو طالب وعرض ذلك عليه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا عمّ مالي حاجة في المال ، فأجيبوني تكونوا ملوكاً في الدينا وملوكاً في الآخرة وتدين لكم العرب والعجم».

فتفرّقوا ، ثمّ جاءوا إلى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب أنت سيّد من سادتنا وابن أَيك قد سفّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وفرّق جماعتنا ، فهلمّ ندفع

__________________

(١) سورة ص ٣٨ : ٤ ـ ٨.

١٠٨

إليك أبهى فتى في قريش وأجملهم وأحسنهم وجهاً وأشبّهم شباباً وأشرفهم شرفاً عمارة بن الوليد ، يكون لك ابناً وتدفع إلينا محمّداً لنقتله.

فقال : ما أنصفتموني ، تسألوني أن أدفع إليكم ابني لتقتلوه وتدفعون إليّ ابنكم لاُربّيه! فلمّا آيسوا منه كفّوا (١).

وفي كتاب دلائل النبوّة : حدّثنا الحافظ بإسناد ذكره ، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة قال : قال طلحة بن عبيدالله : حضرت سوق بُصرى فإذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحدٌ من أهل الحرم.

قال طلحة : قلت : نعم أنا.

فقال : هل ظهر أحمد بعد؟

قال : قلت : ومن أحمد؟

قال : ابن عبدالله بن عبد المطّلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، مخرجه من الحرم ، ومهاجره إلى نخل وحرّة وسباخ ، فإيّاك أن تسبق إليه.

قال طلحة : فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعاً حتّى قدمت مكّة فقلت : هل كان من حدث؟

قالوا : نعم محمّد بن عبدالله الاَمين تنبّأ وقد تبعه ابن أبي قحافة.

قال : فخرجت حتّى دخلت على أبي بكر فقلت : اتّبعت هذا الرجل؟

قال : نعم ، فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق.

فأخبره طلحة بما قال الراهب ، فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم طلحة وأخبر رسول الله صلّى الله

__________________

(١) انظر : تفسير القمي ١ : ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ، قصص الاَنبياء للراوندي : ٣١٨ | ٣٩٦ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٥٧ ، تاريخ الطبري ٢ : ٣٢٢.

١٠٩

عليه وآله وسلّم بما قال الراهب فسرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك ، فلما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدويّة فشدّهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم ، وكان نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش (١).

* * *

__________________

(١) دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٦٦ ـ ١٦٧ ، وكذا في : مستدرك الحاكم ٣ : ٣٦٩ ، والبداية والنهاية ٣ : ٢٩.

١١٠

(الفصل الثاني)

في ذكر اعتراف مشركي قريش

بما في القرآن من الإعجاز

وأنّه لا يشبه شيئاً من لغاتهم

مع كونهم من أرباب اللغة والبيان

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يكفّ عن عيب آلهة المشركين ويقرأ عليهم القرآن فيقولون : هذا شعر محمّد ، ويقول بعضهم : بل هو كهانة ، ويقول بعضهم : بل هو خطب.

وكان الوليد بن المغيرة شيخاً كبيراً ، وكان من حكام العرب يتحاكمون إليه في الأمور وينشدونه الأشعار ، فما اختاره من الشعر كان مختاراً ، وكان له بنون لا يبرحون مكّة ، وكان له عبيد عشرة عند كلّ عبد ألف دينار يتّجر بها ، وملك القنطار في ذلك الزمان ، والقنطار جلد ثور مملوءٌ ذهباً ، وكان من المستهزئين برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان عمّ أبي جهل بن هشام ، فقالوا له : يا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمّد أسحر أم كهانة أم خطب؟

فقال : دعوني أسمع كلامه.

فدنا من رسول الله وهو جالسٌ في الحجر فقال : يا محمّد أنشدني من شعرك.

فقال : «ما هو شعر ولكنّه كلام الله الذي بعث أنبياءه ورسله».

فقال : اُتل عليّ منه.

فقرأ عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «بسم الله الرحمن الرحيم» فلمّا سمع الرحمن استهزأ فقال : تدعو إلى رجل باليمامة يسمى

١١١

الرحمن؟

قال : «لا ولكنّي أدعو إلى الله وهو الرحمن الرحيم».

ثمّ افتتح (حم السجدة) فلما بلغ إلى قوله : (فَاِن اَعرَضُوا فَقُل اَنذَرتُكُم صاعِقَةً مِثلَ عادٍ وَثَمُودَ)(١) وسمعه اقشعرّ جلده وقامت كلّ شعرة في رأسه ولحيته ، ثمّ قام ومضى إلى بيته ولم يرجع إلى قريش ، فقالت قريش : يا ابا الحكم صبا ابو عبد شمس إلى دين محمّد ، أما تراه لم يرجع إلينا وقد قبل قوله ومضى إلى منزله ، فاغتمّت قريش من ذلك غمّاً شديداً وغدا عليه أبو جهل فقال : يا عمّ نكست برؤوسنا وفضحتنا.

قال : وما ذلك يابن أخي؟

قال : صبوت إلى دين محمّد.

قال : ماصبوت وإنّي على دين قومي وآبائي ولكنّي سمعت كلاماً صعباً تقشعرّ منه الجلود.

قال أبو جهل : أشعر هو؟

قال : ما هو بشعر.

قال : فخطب هي؟

قال : لا إنّ الخطب كلام متّصل وهذا كلام منثور ، لا يشبه بعضه بعضاً ، له طلاوة(٢).

قال : فكهانة هو؟! فكأنّه هي.

قال : لا.

قال : فما هو؟

قال : دعني اُفكّر فيه.

__________________

(١) فصلت ٤١ : ١٣.

(٢) الطلاوة : الرونق والحسن. «النهاية ٣ : ١٣٧».

١١٢

فلما كان من الغد ، قالوا : يا عبد شمس ما تقول؟

قال : قولوا : هو سحرٌ فإنه أخذ بقلوب الناس ، فأنزل الله تعالى فيه : ( ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحِيداً * وَجَعَلتُ لَهُ مالاً مَمدُوداً * وَبَنينَ شُهُوداً ) إلى قوله (عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ) (١) (٢).

وفي حديث حمّاد بن زيد ، عن أيّوب ، عن عكرمة قال : جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : اقرأ عليّ ، فقرأ عليه ( إنَّ الله يأمُرُ بِالعَدلِ والاِحسَانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبِغيِ لعلّكُم تَذَكَّرُون )(٣).

فقال : أعد ، فأعاد.

فقال : والله إنّ له لحلاة ، وإنّ عليه لطلاوة ، وإنّ أعلاه لمثمر ، وإنّ أسفله لمغدق ، وما يقول هذا بشرٌ (٤).

__________________

(١) المدثر ٧٤ : ١١ ـ ٣٠.

(٢) انظر : تفسير القمي ٢ : ٣٩٣ ، قصص الأنبياء للراوندي : ٣١٩ | ٣٩٧ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٥٢.

(٣) النحل ١٦ : ٩٠.

(٤) قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢٠ | ٣٩٨ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٥٣ ، دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ١٩٨ وفيه باختلاف يسير ، وبتفصيل في أسباب النزول للواحدي : ٢٥٠.

١١٣

(الفصل الثالث)

في ذكر كفاية الله المستهزئين

وما ظهر فيها من الآيات

قال : وكان المستهزئون برسول الله خمسة نفر : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل السهميّ ، والأسود بن المطّلب وهو أبو زمعة؛ والأسود بن عبد يغوث من بني زهرة؛ والحارث بن الطلاطلة الخزاعيّ ، قال : فمرّ الوليد بن المغيرة برسول الله صلى عليه وآله وسلّم ومعه جبرئيل عليه‌السلام فقال : «يا محمّد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين». فقال : «نعم».

وكان مرّ برجل من خزاعة على باب المسجد وهو يريش فلما نبالاً له فوطأ على بعضها فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فدميت ، فلما مرّ جبرئيل أشار جبرئيل إلى ذلك الموضع ، فرجع إلى منزله ونام على سريره ، وكانت ابنته نائمة أسفل منه فانفجر ذلك الموضع الذي أشار إليه جبرئيل أسفل عقبه ، فسال الدم حتّى صار على فراش ابنته فصاحت ابنته وقالت : يا جارية انحلّ وكاء القربة.

فقال لها الوليد : يا بنيّة ما هذا ماء القربة ولكنّه دم أبيك ، فاجمعي لي ولدي وولد أخي فإنّي ميّت ، فلمّا حضروا أوصاهم بوصيّته وفاظت نفسه.

ومرّ الأسود بن المطّلب برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأشار جبرئيل عليه‌السلام إلى بصره فعمي ، ثمّ مات بعد ذلك.

ومرّ به الأسود بن عبد يغوث ، فأشار جبرئيل إلى جبرئيل إلى بطنه فاستسقى فانتفخ حتّى انشقّ بطنه.

١١٤

ومرّ به العاص بن الوائل ، فأشار جبرئيل إلى رجله فدخلت جذلة(١)في أخمص قدميه وخرجت من ظاهر قدمه ، فورمت رجله فمات.

ومرّ به [ابن] الطلاطلة ، فتفل جبرئيل في وجهه فخرج إلى جبال تهامة فأصابه السمائم فاحترق واسودّ ، فرجع إلى منزله فلم يدعوه أن يدخل وقالوا : لست بصاحبنا ، فخرج من منزله فأصابه العطش فما زال يستسقي حتّى انشقّ بطنه وهو قول الله تعالى : (اِنّا كَفَيناكَ المُستَهزئينَ)(٢) (٣).

__________________

(١) الجذل : أصل الشجرة إذا قطع رأسها ، وقد يسمى العود جذلاً أيضاً. انظر «العين ٦ : ٩٤ ، النهاية ١ : ٢٥١».

(٢) الحجر ١٥ : ٩٥.

(٣) اُنظر : تفسير القمي ١ : ٣٧٨ ، الاحتجاج ١ : ٢١٦ ، تفسير الطبري ١٤ : ٤٨ ـ ٤٩ ، التفسير العظيم ٢ : ٥٨٠ ، الكشاف ٢ : ٣٩٩ ، البحر المحيط ٥ : ٤٧٠ ، دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ٣١٦.

١١٥

(الفصل الرابع)

في ذكر الهجرة إلى الحبشة

وتصديق النجاشي له ومن تبعه عليه السلام

لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه أمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يخرجوا إلى الحبشة ، وأمر جعفر أن يخرج بهم ، فخرج جعفر وخرج معه سبعون رجلاً حتّى ركبوا البحر ، فلمّا بلغ قريشاً خروجهم بعثوا عمرو بن العاص السهميّ وعمارة بن الوليد إلى النجاشي أن يردهم إليهم ، وأن يعلماه أنّهم مخالفون لهم ، فخرج عمارة وكان شابّاً حسن الوجه مترفاً ، وأخرج عمرو بن العاص أهله ، فلمّا ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص : قل لاَهلك تقبّلني.

فقال : سبحان الله أيجوز هذا؟! فتركه حتّى انتشى ، وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر ، فتشبّث عمرو بصدر السفينة وأدركوه فأخرجوه ، فلمّا أن رأى عمرو ما فعل به عمارة قال لاَهله : قبّليه!!

فوردوا على النجاشي فدخلوا عليه ـ وقد كانوا حملوا إليه هدايا ـ فقال عمرو : أيّها الملك إنّ قوماً منّا خالفونا في ديننا وصاروا إليك فردّهم إلينا.

فبعث النجاشي إلى جعفر فأحضره فقال : يا جعفر إنّ هؤلاء يسألونني أن أردّكم إليهم.

فقال : أيّها الملك سلهم أنحن عبيد لهم؟

قال عمرو : لا ، بل أحرارٌ كرامٌ.

قال : فسلهم ألهم علينا ديونٌ يطالبوننا بها؟

قال : لا ، ما لنا عليهم ديونٌ.

١١٦

قال : فلهم في أعناقنا دماء يطالبوننا بذحولها (١).

قال عمرو بن العاص : لا ، ما لنا في أعناقهم دماء ولا نطالبهم بذحول.

قال : فما تريدون منّا؟

قال عمرو : خالفونا في ديننا ودين آبائنا ، وسبّوا آلهتنا ، وأفسدوا شبّاننا ، وفرّقوا جماعتنا ، فردّهم إلينا ليجتمع أمرنا.

فقال جعفر : أيّها الملك خالفناهم لنبيّ بعثه الله فينا ، أمرنا بخلع الأنداد ، وترك الاستقسام بالأزلام ، وأمرنا بالصلاة والزكاة ، وحرّم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حلّها ، والزنا والربا والميتة والدم ، وأمر بالعدل والاِحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

فقال النجاشي : بهذا بعث الله عيسى بن مريم ، ثمّ قال النجّاشي : يا جعفر أتحفظ ممّا أنزل الله على نبيّك شيئاً.

قال : نعم.

قال : اقرأ.

فقرأ عليه سورة مريم عليها‌السلام فلمّا بلغ إلى قوله : (وَهُزّي اِليكَ بِجِذعِ النّخلَةَ تُساقِط عَلَيك رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشرَبِي وَقَرّي عَيناً) (٢) بكى النجاشي وقال : إنّ هذا هو الحقّ.

فقال عمرو : أيّها الملك إنّ هذا ترك ديننا فردّه علينا حتّى نردّه إلى بلادنا ، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجهه ، ثمّ قال : لئن ذكرته بسوء

__________________

(١) الذحول : جمع ذحل ، وهو الحقد والعداوة ، يقال : طلب بذَحله ، أي بثأره «الصحاح ـ ذَحل ـ ٤ : ١٧٠١».

(٢) مريم ١٩ : ٢٥ و ٢٦.

١١٧

لاَقتلنّك.

فقال عمرو ـ والدماء تسيل على ثيابه ـ : أيّها الملك إن كان هذا كما تقول فإنّا لا نعرض له ، فخرج من عنده.

وكانت على رأس النجاشي وصيفة له تذبّ عنه فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميّلاً ، فلمّا رجع عمرو بن العاص إلى منزله قال لعمارة : لو راسلت جارية الملك ، فراسلها عمارة فأجابته فقال لعمرو بن العاص : قد أجابتني.

قال : قل لها : تحمل إليك من طيب الملك شيئاً ، فقال لها ، فحملته إليه فأخذه عمرو بن العاص وكان الذي فعل به عمارة ـ حيث ألقاه في البحر ـ في قلبه ، فأدخل الطيب على النجاشي فقال : أيها الملك إنّ من حرمة الملك وحقّه علينا وإكرامه إيّاناإذا دخلنا بلاده ونأمن فيه أن لا نغشّه ، وإنّ صاحبي هذا الذي معي قد راسل حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك ، فعرض عليه طيبه ، فغضب النجاشي لذلك غضباً شديداً ، وهمّ أن يقتل عمارة ثمّ قال : لا يجوز قتله لاَنّهم دخلوا بلادي بأمان ، فدعا السحرة وقال : اعملوا به شيئاً يكون عليه أشدّ من القتل.

فأخذوه ونفخوا في إحليله شيئاً من الزئبق فصار مع الوحش ، فكان يغدو معهم ولا يأنس بالناس ، فبعثت قريش بعد ذلك في طلبه ، فكمنوا له فى موضع فورد الماء مع الوحش فقبضوا عليه ، فما زال يضطرب في أيديهم ويصيح حتّى مات ، فرجع عمرو إلى قريش فأخبرهم خبره وأنّه بقي جعفر بأرض الحبشة في أكرم كرامة ، فما زال بها حتّى بلغه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد هادن قريشاً وقد وقع بينهم صلح ، فقدم بجمع من معه ووافى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد فتح خيبر.

وولد لجعفر من أسماء بنت عميس بالحبشة عبدالله بن جعفر ، وولد

١١٨

للنجاشي ابن فسمّاه محمداً وسقته أسماء من لبنها (١).

وقال أبو طالب ـ يحضّ النجاشي على نصرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واتّباعه ـ :

تعلم مليك الحبش أنّ محمـداً

نبيّ كموسى والمسيـح ابن مريم

أتى بالهدى مثل الذي أتيا به

وكلّ بأمر الله يـهدي ويـعـصـم

وإنّـكم تـتـلـونـه في كتابـكـم

بصدق حديث لا حديث التـرجّم

فلا تجعلوا لله ندّا وأسلـمـوا

فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم (٢)

وفيما رواه أبو عبدالله الحافظ بإسناده ، عن محمّد بن إسحاق قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمرو بن اُميّة الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتاباً

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمّد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة.

سلامٌ عليك ، فإنّي أحمد إليك الله الملك القدّوس المؤمن المهيمن ، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة الحصينة ، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه ، وإنّي أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، والموالاة على طاعته ، وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني ، فإنّي رسول الله ، وقد بعثت إليكم ابن عمّي جعفرا ومعه نفر من المسلمين ، فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبّر ، فإنّي أدعوك وجنودك إلى الله ، وقد بلّغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي ، والسلام على من

__________________

(١) قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢٢ | ٣٢٢ ، وانظر : تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩ ، دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ٢٩٣ ، البداية والنهاية ٣ : ٦٩.

(٢) قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢٣ | ٣٢٣ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ١٨ : ٤١٨ | ٤.

١١٩

اتبع الهدى».

فكتب النجاشي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

بسم الله الرحمن الرحيم

الى محمّد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبحر.

سلام عليك يا نبيّ الله من الله ورحمة الله وبركاته ، لا إله إلاّ هو الذي هداني إلى الاِسلام ، وقد بلغني كتابك ، يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فوربّ السماء الأرض إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قربنا ابن عمّك وأصحابه ، فأشهد أنّك رسول الله صادقاً مصدّقاً ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمّك وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين ، وقد بعثت إليك يا نبي الله اريحا بن الأصحم بن أبحر ، فإنّي لا أملك إلاّ نفسي ، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله ، فإنّي أشهد أن ما تقول حقّا.

ثمّ بعث إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهدايا ، وبعث إليه بمارية القبطيّة ، اُمّ إبراهيم ، وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس ، وبعث إليه ثلاثين رجلاً من القسّيسين لينظروا إلى كلامه ومقعده ومشربه ، فوافوا المدينة ودعاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الاِسلام فأمنوا ورجعوا إلى النجاشي(١).

وفي حديث جابر بن عبدالله : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى على أصحمة النجاشي(٢).

__________________

(١) انظر : قصص الأنبياء للراوندي : ٣٢٣ | ٤٠٤ ، ودلائل النبوة للبيهقي ٢ : ٣٠٨ ، والبداية والنهاية ٣ : ٨٣ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ١٨ : ٤١٨ | ٥.

(٢) نقله المجلسي في بحار الأنوار ١٨ : ٤٢٠ | ٦.

١٢٠