بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٣٦

(باب)

(الممدوح من البلدان والمذموم منها وغرائبها)

الآيات :

يونس « وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ » (١).

الأنبياء « وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ » (٢) وقال تعالى « وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها » (٣).

المؤمنون « وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ » (٤).

القصص « آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً » إلى قوله تعالى « فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ » (٥).

سبأ « بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ » إلى قوله تعالى « وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً » (٦).

النازعات « إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً » (٧).

البلد « لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » (٨).

التين « وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ » (٩).

تفسير « مُبَوَّأَ صِدْقٍ » أي مكانا محمودا حسنا وهو بيت المقدس والشام و

__________________

(١) يونس : ٩٣.

(٢) الأنبياء : ٧١.

(٣) الأنبياء : ٨١.

(٤) المؤمنون : ٥٠.

(٥) القصص : ٢٩ ـ ٣٠.

(٦) سبأ : ١٥ ـ ١٨.

(٧) النازعات : ١٦.

(٨) البلد : ١ ـ ٢.

(٩) التين ١ ـ ٣.

٢٠١

قيل يريد به مصر وقال علي بن إبراهيم ردهم إلى مصر وغرق فرعون (١) « وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ » أي النعم اللذيذة « إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ » قيل هي أرض الشام أي نجينا إبراهيم ولوطا من كوثا إلى الشام وإنما قال « بارَكْنا فِيها » لأنها بلاد خصب وقيل إلى أرض بيت المقدس لأن بها مقام الأنبياء والحاصل أن أكثر أنبياء بني إسرائيل بعثوا في الشام وبيت المقدس فانتشرت في العالمين شرائعهم التي هي مبادئ الخيرات الدينية والدنيوية وقيل نجاهما إلى مكة كما قال « إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ » (٢) روي ذلك عن ابن عباس « إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها » وهي أرض الشام لأنها كانت مأواه كما ذكره المفسرون « وَآوَيْناهُما » أي عيسى وأمه « إِلى رَبْوَةٍ » قال الطبرسي ره أي جعلنا مأواهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا والربوة هي الرملة من فلسطين عن أبي هريرة وقيل دمشق عن سعيد بن المسيب وقيل مصر عن ابن زيد وقيل بيت المقدس عن قتادة وكعب قال كعب وهي أقرب الأرض إلى السماء وقيل هي حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه‌السلام وقيل « ذاتِ قَرارٍ » أي ذات موضع قرار أي هي أرض مستوية يستقر عليها ساكنوها وقيل ذات ثمار لأنه لأجل الثمار يستقر فيها ساكنوها « وَمَعِينٍ » ماء جار وظاهر للعيون (٣).

« فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ » قال الطبرسي ره هي البقعة التي قال فيها لموسى « فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً » وإنما كانت مباركة لأنها معدن الوحي والرسالة وكلام الله تعالى وقيل مباركة كثيرة (٤) الثمار والأشجار والخير والنعم بها والأول أصح (٥) انتهى وأقول روي في التهذيب عن الصادق عليه‌السلام أنه قال :

__________________

(١) تفسير القمي : ٢٩٢.

(٢) آل عمران : ٩٦.

(٣) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ١٠٨.

(٤) في المجع : لكثرة الاشجار والاثمار.

(٥) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٢٥١.

٢٠٢

« شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ » الذي ذكره الله في القرآن هو الفرات و « الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ » هي كربلاء « بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ » قيل أي هذه بلدة نزهة أرضها عذبة تخرج النبات وليست بسبخة وليس فيها شيء من الهوام المؤذية وقيل أراد به صحة هوائها وعذوبة مائها وسلامة تربتها وأنه ليس فيها حر يؤذي في القيظ وبرد يؤذي في الشتاء « وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها » أي بالتوسعة على أهلها أو بما مر وهي قرى الشام وفي تفسير علي بن إبراهيم هي مكة (١) « قُرىً ظاهِرَةً » أي متواصلة يظهر بعضها لبعض وقد مر تأويل « الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها » بالأئمة عليهم‌السلام والقرى الظاهرة برواة أخبارهم وفقهاء شيعتهم والسير بالعلم « آمِنِينَ » من الشك والضلال « بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ » أي المطهر « طُوىً » اسم الوادي الذي كلم الله فيه موسى عليه‌السلام.

« لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ » قال الطبرسي ره أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام « وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » وأنت يا محمد مقيم به وهو محلك وهذا تنبيه على أن شرف البلد بشرف من حل فيه من الرسول الداعي إلى توحيده وإخلاص عبادته وبيان أن تعظيمه له وقسمه به لأجله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكونه حالا فيه كما سميت المدينة طيبة لأنها طابت به حيا وميتا وقيل معناه « لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ » وأنت حل فيه منتهك الحرمة فلم يبق للبلد حرمة حيث هتك حرمتك عن أبي مسلم وهو مروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه فقال « لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » يريد أنهم استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم (٢). وقال قدس‌سره في قوله سبحانه « وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ » أقسم الله سبحانه بالتين الذي يؤكل والزيتون الذي يعصر منه الزيت عن ابن عباس وغيره وقيل التين الجبل

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٣٨.

(٢) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٤٩٢.

٢٠٣

الذي عليه دمشق والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس عن قتادة وقال عكرمة هما جبلان وإنما سميا بهما لأنهما نبتا (١) بهما وقيل التين مسجد دمشق والزيتون بيت المقدس عن كعب الأحبار وغيره وقيل التين مسجد نوح عليه‌السلام الذي بنى على الجودي والزيتون بيت المقدس عن ابن عباس وقيل التين مسجد الحرام والزيتون المسجد الأقصى عن الضحاك « وَطُورِ سِينِينَ » يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه‌السلام عن الحسن وسينين وسيناء واحد وقيل إن سينين معناه المبارك الحسن كأنه قيل جبل الخير الكثير لأنه إضافة تعريف عن مجاهد وقتادة وقيل معناه كثير النبات والشجر عن عكرمة وقيل إن كل جبل فيه شجر مثمر (٢) فهو سينين وسيناء بلغة النبط عن مقاتل وروي عن موسى بن جعفر عليه‌السلام وطور سيناء. « وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ » يعني مكة البلد الحرام يأمن فيه الخائف في الجاهلية والإسلام فالأمين بمعنى المؤمن مؤمن (٣) من يدخله وقيل هو بمعنى الآمن ويؤيده قوله « أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً » (٤).

١ ـ الكشي ، قال وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن ميمون بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن عليا عليه‌السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشدها عذابا فيك الداء الدوي قيل ما هو يا أمير المؤمنين قال كلام القدر الذي فيه الفرية على الله وبغضنا أهل البيت وفيه سخط الله وسخط نبيه وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا.

٢ ـ معاني الأخبار : والخصال ، عن الحسين بن (٥) إدريس عن أبيه عن

__________________

(١) في المصدر : ينبتان.

(٢) فيه : وثمر.

(٣) في المصدر : يؤمن.

(٤) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٥١٠.

(٥) كذا في الخصال ، ورواها في المعاني عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن خالد عن أبي عبد الله الرازي ـ الخ ـ.

٢٠٤

محمد بن أحمد الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله اختار من البلدان أربعة فقال عز وجل « وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ » فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سينين الكوفة « وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ » مكة الخبر (١).

بيان لعله إنما كنى عن المدينة بالتين لوفوره وجودته فيها أو لكونها من أشارف البلاد كما أن التين من أفاضل الثمار كما سيأتي وكنى عن الكوفة بطور سينين لأن ظهرها وهو النجف كان محل مناجاة سيد الأوصياء كما أن الطور كان محل مناجاة الكليم أو لأن الجبل الذي سأل عليه موسى الرؤية فتقطع وقع جزء منه هناك كما ورد في بعض الأخبار أو أنه لما أراد ابن نوح أن يعتصم بهذا الجبل تقطع فصار بعضها في طور سيناء أو أنه هو طور سيناء حقيقة وغلط فيه المفسرون واللغويون كما روى الشيخ في التهذيب بإسناده عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان في وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني وهو أول طور سيناء ففعلوا ذلك

٣ ـ المجالس ، لابن الشيخ عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن أبي فاختة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما قتل الحسين عليه‌السلام بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار وما يرى وما لا يرى إلا ثلاثة أشياء البصرة ودمشق وآل الحكم بن العاص الخبر.

بيان بكاء البلاد والبقاع بكاء أهلها وظهور آثار الحزن فيهم.

٤ ـ العلل ، في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن أكرم واد على وجه الأرض فقال له واد يقال له سرانديب (٢) سقط فيه آدم من السماء و

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٦٥ ، الخصال : ١٠٥.

(٢) سرنديب ( خ ).

٢٠٥

سأله عن شر واد على وجه الأرض فقال واد باليمن يقال له برهوت وهو من أودية جهنم (١).

بيان قال في النهاية في حديث علي شر بئر في الأرض برهوت هي بفتح الباء والراء بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها وقيل برهوت بضم الباء وسكون الراء فتكون تاؤها على الأول زائدة وعلى الثاني أصلية أخرجه الهروي عن علي وأخرجه الطبراني في المعجم عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال الفيروزآبادي برهوت واد وبئر بحضرموت انتهى وكونه من أودية جهنم لشباهته بها ولتعذيب أرواح الكفار فيه كما ورد في الأخبار ويحتمل أن يكون لجهنم طريق إليه.

٥ ـ الخصال ، عن أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : ستة عشر صنفا من أمة جدي لا يحبونا ولا يحببونا إلى الناس إلى أن قال وأهل مدينة تدعى سجستان هم لنا أهل عداوة ونصب وهم شر الخلق والخليقة عليهم من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون وأهل مدينة تدعى الري هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جهادا وما لهم مغنما ولهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والآخرة « وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ » وأهل مدينة تدعى الموصل هم شر من على وجه الأرض وأهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضا وقتالنا حتما يا بني فاحذر هؤلاء ثم احذرهم فإنه لا يخلو اثنان منهم بأحد من أهلك إلا هموا بقتله الخبر (٢).

بيان الموصل بفتح الميم وسكون الواو معروف والزوراء يطلق على دجلة

__________________

(١) العلل : ج ٢ ، ص ٢٨٢.

(٢) الخصال : ٩٦.

٢٠٦

بغداد وعلى بغداد لأن أبوابها الداخلة جعلت مزورة عن الخارجة ويمكن أن تتبدل أحوال أهل هذه البلاد باختلاف الأزمنة ويكون ما ذكر في الخبر حالهم في ذلك الزمان.

٦ ـ العلل ، عن علي بن عبد الوراق عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى والفضل بن عامر عن سليمان بن مقبل عن محمد بن زياد الأزدي عن عيسى بن عبد الله الأشعري عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال حدثني أبي عن جدي عن أبيه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك فإذا فيها شيخ على رأسه برنس فقلت لجبرئيل ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك قال بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي فقلت من الشيخ صاحب البرنس قال إبليس قلت فما يريد منهم قال يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم إلى الفسق والفجور فقلت يا جبرئيل أهو بنا إليهم فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح فقلت قم يا ملعون فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم فإن شيعتي وشيعة علي ليس لك عليهم سلطان فسميت قم (١).

بيان : البرنس قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام ذكره الجوهري.

٧ ـ الإختصاص ، روى علي بن محمد العسكري عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري بي إلى السماء الرابعة نظرت إلى قبة من لؤلؤ لها أربعة أركان وأربعة أبواب كأنها من إستبرق أخضر قلت يا جبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها فقال حبيبي محمد هذه صورة مدينة يقال لها قم يجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمدا وشفاعته للقيامة والحساب يجري عليهم الغم والهم والأحزان والمكاره قال فسألت علي بن محمد العسكري عليه‌السلام متى ينتظرون الفرج قال إذا ظهر الماء على وجه الأرض (٢).

__________________

(١) العلل : ج ٢ ، ص ٢٥٩.

(٢) الاختصاص : ١٠١.

٢٠٧

تاريخ قم ، عن أبي مقاتل الديلمي عنه عليه‌السلام مثله.

بيان المراد به إما ظهور الماء في أصل البلد أو لم يكن في هذا الزمان فيه ماء جار أصلا كما ذكر في تاريخ قم مبدأ حدوث الوادي بقم وإنه كانت فيه قنوات ولم يكن فيه نهر جار.

٨ ـ تفسير علي بن إبراهيم ، عن الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم قال : لما بلغ أمير المؤمنين عليه‌السلام أمر معاوية وأنه في مائة ألف قال من أي القوم قالوا من أهل الشام قال لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم هم أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه‌السلام فجعل الله « مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ » الخبر (١).

بيان يمكن الجمع بين الآيات والأخبار الواردة في مدح الشام ومصر وذمه بما أومأنا إليه سابقا من اختلاف أحوال أهله في الأزمان فإنه كان في أول الزمان محل الأنبياء والصلحاء فكان من البلاد المباركة الشريفة فلما صار أهله من أشقى الناس وأكفرهم صار من شر البلاد كما أن يوم عاشوراء كان من الأيام المتبركة كما يظهر من بعض الأخبار فلما قتل فيه الحسين عليه‌السلام صار من أنحس الأيام.

٩ ـ قرب الإسناد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي قال : قلت للرضا عليه السلام إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة قال وكيف ذلك قلت جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جيلهم سبعون ألفا « يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ » ... « بِغَيْرِ حِسابٍ » قال لا لعمري ما ذاك كذلك وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه‌السلام أن يخرج عظام يوسف منها فاستدل موسى على من يعرف القبر فدل على امرأة عمياء زمنة فسألها موسى أن تدله عليه فأبت إلا على خصلتين فيدعو الله فيذهب زمانتها ويصيرها معه في الجنة في الدرجة التي هو فيها فأعظم ذلك موسى فأوحى الله إليه

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٩٦.

٢٠٨

وما يعظم عليك من هذا أعطها ما سألت ففعل فتوعدته (١) طلوع القمر فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده فأخرجه من النيل في سفط مرمر فحمله موسى عليه‌السلام ولقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تغسلوا رءوسكم بطينها ولا تأكلوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة قلنا له قد قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال نعم (٢).

العياشي ، عن علي بن أسباط عن الرضا عليه‌السلام مثله.

١٠ ـ البصائر ، عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة.

بيان أي قبولا كاملا كما في الخبر الآتي.

١١ ـ البصائر ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن سنان عن عتيبة بياع القصب عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة.

١٢ ـ النهج ، نهج البلاغة من كلام له عليه‌السلام في ذكر الكوفة كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل وتركبين بالزلازل وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل ورماه بقاتل.

بيان الأديم الجلد أو مدبوغة وعكاظ بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع في كل سنة ويقيمون به سوقا مدة شهر ويتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون وينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه والأديم العكاظي مستحكم الدباغ شديد المد وذلك وجه الشبه والعرك الدلك والحك وعركه أي حمل عليه الشر وعركت القوم في الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم (٣) والنوازل المصائب والشدائد والزلازل البلايا وتركبين على بناء المجهول كالفعلين السابقين

__________________

(١) في المصدر وبعض نسخ الكتاب : فوعدته.

(٢) قرب الإسناد : ٢٢٠.

(٣) اتبعتهم ( خ ).

٢٠٩

أي تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة والشدائد التي أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا. وعن الصادق عليه‌السلام أنه قال : تربة تحبنا ونحبها. وعنه عليه‌السلام اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها. وقال محمد الحسين الكيدري في شرح النهج فمن الجبابرة الذين ابتلاهم الله بشاغل فيها زياد وقد جمع الناس في المسجد ليلعن عليا صلوات الله عليه فخرج الحاجب وقال انصرفوا فإن الأمير مشغول وقد أصابه الفالج في هذه الساعة وابنه عبيد الله بن زياد وقد أصابه الجذام والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتى هلك وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص وخالد القسري وقد حبس فطولب حتى مات جوعا وأما الذين رماهم الله بقاتل فعبد الله بن زياد ومصعب بن الزبير وأبو السرايا وغيرهم قتلوا جميعا ويزيد بن المهلب قتل على أسوإ حال.

١٣ ـ القصص ، بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن محبوب عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان أبو جعفر صلوات الله عليهما يقول نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها اليوم وبئس البلاد مصر أما إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة ومعصية منهم لله لأن الله عز وجل قال « ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ » (١) يعني الشام فأبوا أن يدخلوها وعصوا فتاهوا في الأرض أربعين سنة قال وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعد توبتهم ورضا الله عنهم ثم قال أبو جعفر صلوات الله عليه إني أكره أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر وما أحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي.

العياشي ، عن داود مثله.

١٤ ـ القصص ، بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن الحسين بن أحمد عن أبي إبراهيم الموصلي قال : قلت لأبي

__________________

(١) المائدة : ٢٣.

٢١٠

عبد الله عليه‌السلام إن بني (١) ينازعني مصر فقال ما لك ومصر أما علمت أنها مصر الحتوف ولا أحسبه إلا قال يساق إليها أقصر الناس أعمارا.

١٥ ـ ومنه ، بهذا الإسناد عن ابن أسباط عن أحمد بن محمد بن الحضير عن يحيى بن عبد الله بن الحسن رفعه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها ولا أحسبه إلا قال وهو يورث الدياثة.

بيان : قال في القاموس نحاه قصده كانتحاه.

١٦ ـ القصص ، بالإسناد المتقدم عن ابن أسباط عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رءوسكم بطينها فإنها تورث الذلة وتذهب بالغيرة.

١٧ ـ كامل الزيارة ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الحسين بن عبيد الله عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن عبد الجبار عن أبي سعيد عن الحسين بن ثوير ويونس وأبي سلمة السراج والمفضل بن عمر قالوا سمعنا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لما مضى أبو عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما بكى عليه جميع ما خلق الله إلا ثلاثة أشياء البصرة ودمشق وآل عثمان (٢).

١٨ ـ الكشي ، عن محمد بن مسعود وعلي بن محمد معا عن الحسين بن عبيد الله عن عبد الله بن علي عن أحمد بن حمزة عن عمران القمي عن حماد الناب قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله وبره وبشه فلما أن قام قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام من هذا الذي بررت به هذا البر فقال من أهل البيت النجباء يعني أهل قم ما أرادهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله.

١٩ ـ ومنه ، بهذا الإسناد عن أحمد بن حمزة عن المرزبان بن عمران عن أبان بن عثمان قال : دخل عمران بن عبد الله على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له كيف أنت وكيف ولدك وكيف أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك ثم حدثه مليا فلما خرج قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام من هذا قال هذا نجيب قوم النجباء ما

__________________

(١) ابنى ( خ ).

(٢) كامل الزيارة : ٨٠.

٢١١

نصب لهم جبار إلا قصمه الله. قال حسين عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة فقال أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي.

٢٠ ـ كتاب تاريخ قم تأليف الحسن بن محمد بن الحسن القمي ، قال روى سعد بن عبد الله بن أبي خلف عن الحسن بن محمد بن سعد عن الحسن بن علي الخزاعي عن عبد الله بن سنان سئل أبو عبد الله عليه‌السلام أين بلاد الجبل فإنا قد روينا أنه إذا رد إليكم الأمر يخسف ببعضها فقال إن فيها موضعا يقال له بحر ويسمى بقم وهو معدن شيعتنا فأما الري فويل له من جناحيه وإن الأمن فيه من جهة قم وأهله قيل وما جناحاه قال عليه‌السلام أحدهما بغداد والآخر خراسان فإنه تلتقي فيه سيوف الخراسانيين وسيوف البغداديين فيعجل الله عقوبتهم ويهلكهم فيأوي أهل الري إلى قم فيؤويهم أهله ثم ينتقلون منه إلى موضع يقال له أردستان.

٢١ ـ وبإسناده عن عبد الواحد البصري عن أبي وائل عن عبد الله الليثي عن ثابت البناني (١) عن أنس بن مالك قال : كنت ذات يوم جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل عليه علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله إلي يا أبا الحسن ثم اعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال يا علي إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك ثم سبق إليها قم فزينها بالعرب وفتح إليه بابا من أبواب الجنة.

٢٢ ـ وعن محمد بن قتيبة الهمداني والحسن بن علي الكشمارجاني [ الكمشارجاني ] (٢) عن علي بن النعمان عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

__________________

(١) في أكثر النسخ « ثابتة الشبانى » وفي بعضها « ثابت النباتى » والظاهر ان الصواب ما أثبتناه في المتن وهو ثابت بن أسلم البنانى ـ بضم الموحدة منسوب الى بنانه وهم بنو سعد بن لوى ـ وهو الذي يروى عن أنس بن مالك وغيره.

(٢) الكمشارجانى ( خ ).

٢١٢

إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد واحتج ببلدة قم على سائر البلاد وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ولم يدع الله قم وأهله مستضعفا بل وفقهم وأيدهم ثم قال إن الدين وأهله بقم ذليل ولو لا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله فلم يكن حجة على سائر البلاد وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا عليه‌السلام إلى ظهوره ولو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين وشغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدو وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله كما نسوا ذكر الله.

٢٣ ـ ثم قال وروي بأسانيد عن الصادق عليه‌السلام أنه ذكر كوفة وقال ستخلو كوفة من المؤمنين ويأزر [ يأرز ] عنها العلم كما تأزر [ تأرز ] الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال وذلك عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة ولو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ثم يظهر القائم عليه‌السلام ويسير سببا لنقمة الله وسخطه على العباد لأن الله لا ينتقم من العباد إلا بعد إنكارهم حجة.

٢٤ ـ وعن أبي مقاتل الديلمي نقيب الري قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد عليه‌السلام يقول إنما سمي قم به لأنه لما وصلت السفينة إليه في طوفان نوح عليه‌السلام قامت وهو قطعة من بيت المقدس.

٢٥ ـ وعن الحسن بن يوسف عن خالد بن يزيد (١) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

__________________

(١) في أكثر النسخ « خالد بن أبي يزيد » والظاهر أنه أبو يزيد خالد بن يزيد العكلى الثقة ، فاشتبه على بعض النساخ كنيته بكنية أبيه.

٢١٣

إن الله اختار من جميع البلاد كوفة وقم وتفليس.

٢٦ ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا عمت البلدان الفتن فعليكم بقم وحواليها ونواحيها فإن البلاء مدفوع عنها.

٢٧ ـ وعن أحمد بن خزرج بن سعد عن أخيه موسى بن خزرج قال : قال لي أبو الحسن الرضا عليه‌السلام أتعرف موضعا يقال له وراردهار قلت نعم ولي فيه ضيعتان فقال الزمه وتمسك به ثم قال ثلاث مرات نعم الموضع وراردهار.

٢٨ ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن سعد بن سعد الأشعري عن جماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا عمت البلايا فالأمن في كوفة ونواحيها من السواد وقم من الجبل ونعم الموضع ، قم للخائف الطائف.

٢٩ ـ وعن محمد بن سهل بن اليسع عن أبيه عن جده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا فقد الأمن من العباد وركب الناس على الخيول واعتزلوا النساء والطيب فالهرب الهرب عن جوارهم فقلت جعلت فداك إلى أين قال إلى الكوفة ونواحيها أو إلى قم وحواليها فإن البلاء مدفوع عنهما.

٣٠ ـ وعن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة بن أعين عن الصادق عليه‌السلام قال : أهل خراسان أعلامنا وأهل قم أنصارنا وأهل كوفة أوتادنا وأهل هذا السواد منا ونحن منهم.

٣١ ـ وعن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسني عن إسحاق الناصح مولى جعفر عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال : قم عش آل محمد ومأوى شيعتهم ولكن سيهلك جماعة من شبابهم بمعصية (١) آبائهم والاستخفاف والسخرية بكبرائهم ومشايخهم ومع ذلك يدفع الله عنهم شر الأعادي وكل سوء.

٣٢ ـ وعن سهل عن الحسين بن محمد الكوفي عن محمد بن حمزة بن القاسم العلوي عن عبد الله بن العباس الهاشمي عن محمد بن جعفر عن أبيه الصادق عليه‌السلام

__________________

(١) بعقوبة ( خ ).

٢١٤

قال : إذا أصابتكم بلية وعناء فعليكم بقم فإنه مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين وسيأتي زمان ينفر أولياؤنا ومحبونا عنا ويبعدون منا وذلك مصلحة لهم لكيلا يعرفوا بولايتنا ويحقنوا بذلك دماؤهم وأموالهم وما أراد أحد بقم وأهله سوءا إلا أذله الله وأبعده من رحمته.

٣٣ ـ وعن سهل عن أحمد بن عيسى البزاز القمي عن أبي إسحاق العلاف النيشابوري عن واسط بن سليمان عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : إن للجنة ثمانية أبواب ولأهل قم واحد منها فطوبى لهم ثم طوبى لهم ثم طوبى لهم.

٣٤ ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كنا عنده جالسين إذ قال مبتدئا خراسان خراسان سجستان سجستان كأني أنظر إلى أهلهما راكبين على الجمال مسرعين إلى ، قم.

٣٥ ـ وعن يعقوب بن يزيد عن أبي الحسن الكرخي عن سليمان بن صالح قال : كنا ذات يوم عند أبي عبد الله عليه‌السلام فذكر فتن بني عباس وما يصيب الناس منهم فقلنا جعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان فقال إلى الكوفة وحواليها وإلى قم ونواحيها ثم قال في قم شيعتنا وموالينا وتكثر فيها العمارة ويقصده الناس ويجتمعون فيه حتى يكون الجمر بين بلدتهم.

وفي بعض روايات الشيعة أن قم يبلغ من العمارة إلى أن يشترى موضع فرس بألف درهم.

٣٦ ـ وفي خطبة الملاحم لأمير المؤمنين عليه‌السلام التي خطب بها بعد وقعة الجمل بالبصرة قال : يخرج الحسني صاحب طبرستان مع جم كثير من خيله ورجله حتى يأتي نيسابور فيفتحها ويقسم أبوابها ثم يأتي أصبهان ثم إلى قم فيقع بينه وبين أهل قم وقعة عظيمة يقتل فيها خلق كثير فينهزم أهل قم فينهب الحسني أموالهم ويسبي ذراريهم ونساءهم ويخرب دورهم فيفزع أهل قم إلى جبل يقال لها وراردهار فيقيم الحسني ببلدهم أربعين يوما ويقتل منهم عشرين رجلا ويصلب منهم رجلين ثم يرحل عنهم.

٢١٥

٣٧ ـ وعن علي بن عيسى عن أيوب بن يحيى الجندل عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح العواصف ولا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون « وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ».

٣٨ ـ وبإسناده عن عفان البصري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي أتدري لم سمي قم قلت الله ورسوله وأنت أعلم قال إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه.

٣٩ ـ وعن علي بن عيسى عن علي بن محمد الربيع عن صفوان بن يحيى بياع السابري قال : كنت يوما عند أبي الحسن عليه‌السلام فجرى ذكر قم وأهله وميلهم إلى المهدي عليه‌السلام فترحم عليهم وقال رضي الله عنهم ثم قال إن للجنة ثمانية أبواب وواحد منها لأهل قم وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم.

٤٠ ـ وروى بعض أصحابنا قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام جالسا إذ قرأ هذه الآية « فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً » فقلنا جعلنا فداك من هؤلاء فقال ثلاث مرات هم والله أهل قم.

٤١ ـ وروي عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله عليه‌السلام وقالوا نحن من أهل الري فقال مرحبا بإخواننا من أهل قم فقالوا نحن من أهل الري فأعاد الكلام قالوا ذلك مرارا وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا فقال إن لله حرما وهو مكة وإن للرسول (١) حرما وهو المدينة وإن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة وإن لنا حرما وهو بلدة قم وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة

__________________

(١) لرسوله ( خ ).

٢١٦

فمن زارها وجبت له الجنة قال الراوي وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم عليه السلام.

٤٢ ـ وفي روايات الشيعة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به رأى إبليس باركا بهذه البقعة فقال له قم يا ملعون فسميت بذلك.

٤٣ ـ وروي عن الأئمة عليهم‌السلام لو لا القميون لضاع الدين.

٤٤ ـ وروي مرفوعا إلى محمد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : إذا عمت البلدان الفتن فعليكم بقم وحواليها ونواحيها فإن البلاء مرفوع عنها.

٤٥ ـ وقال عليه‌السلام لزكريا بن آدم القمي حين قال الشيخ عنده يا سيدي إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثرت السفهاء فقال لا تفعل فإن البلاء يدفع بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه‌السلام.

٤٦ ـ وعن سهل بن زياد عن علي بن إبراهيم الجعفري عن محمد بن الفضيل عن عدة من أصحابه عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : إن لعلى قم ملكا رفرف عليها بجناحيه لا يريدها جبار بسوء إلا أذابه الله كذوب الملح في الماء ثم أشار إلى عيسى بن عبد الله فقال سلام الله على أهل قم يسقي (١) الله بلادهم الغيث وينزل الله عليهم البركات و « يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ » هم أهل ركوع وسجود وقيام وقعود هم الفقهاء العلماء الفهماء هم أهل الدراية والرواية وحسن العبادة.

٤٧ ـ وقال أبو عبد الله الفقيه الهمداني في كتاب البلدان إن أبا موسى الأشعري روى أنه سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن أسلم المدن وخير المواضع عند نزول الفتن وظهور السيف فقال أسلم المواضع يومئذ أرض الجبل فإذا اضطربت خراسان ووقعت الحرب بين أهل جرجان وطبرستان وخربت سجستان فأسلم المواضع يومئذ قصبة قم تلك البلدة التي يخرج منها أنصار خير الناس أبا وأما وجدا وجدة وعما وعمة تلك التي تسمى الزهراء بها موضع قدم جبرئيل وهو الموضع الذي نبع منه الماء

__________________

(١) سقى ( خ ).

٢١٧

الذي من شرب منه أمن من الداء ومن ذلك الماء عجن الطين الذي عمل منه كهيئة الطير ومنه يغتسل الرضا عليه‌السلام ومن ذلك الموضع يخرج كبش إبراهيم وعصا موسى وخاتم سليمان.

٤٨ ـ ومن روايات الشيعة في فضل قم وأهلها ما رواه الحسن بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بأسانيد ذكرها عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام أن رجلا دخل عليه فقال يا ابن رسول الله إني أريد أن أسألك عن مسألة لم يسألك أحد قبلي ولا يسألك أحد بعدي فقال عساك تسألني عن الحشر والنشر (١) فقال الرجل إي والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا ما أسألك إلا عنه فقال محشر الناس كلهم إلى بيت المقدس إلا بقعة بأرض الجبل يقال لها قم فإنهم يحاسبون في حفرهم ويحشرون من حفرهم إلى الجنة ثم قال أهل قم مغفور لهم قال فوثب الرجل على رجليه وقال يا ابن رسول الله هذا خاصة لأهل قم قال نعم ومن يقول بمقالتهم ثم قال أزيدك قال نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نظرت إلى بقعة بأرض الجبل خضراء أحسن لونا من الزعفران وأطيب رائحة من المسك وإذا فيها شيخ بارك على رأسه برنس فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه البقعة قال فيها شيعة وصيك علي بن أبي طالب قلت فمن الشيخ البارك فيها قال ذلك إبليس اللعين عليه اللعنة قلت فما يريد منهم قال يريد أن يصدهم عن ولاية وصيك علي ويدعوهم إلى الفسق والفجور فقلت يا جبرئيل اهو بنا إليه فأهوى بنا إليه في أسرع من برق خاطف فقلت له قم يا ملعون فشارك المرجئة في نسائهم وأموالهم لأن أهل قم شيعتي وشيعة وصيي علي بن أبي طالب.

٤٩ ـ وروى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الحسن الحضرمي عن محمد بن بهلول عن أبي مسلم العبدي عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : تربة قم مقدسة وأهلها منا ونحن منهم لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا

__________________

(١) المحشر والمنشر ( خ ).

٢١٨

إخوانهم (١) فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء أما إنهم أنصار قائمنا ودعاة (٢) حقنا ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم اعصمهم من كل فتنة ونجهم من كل هلكة.

ثم ذكر صاحب التاريخ المشاهد والقبور الواقعة في بلدة قم فقال منها قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه‌السلام وروي أن زيارتها تعادل الجنة.

وروى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا عليه‌السلام من المدينة إلى المرو في سنة مائتين خرجت فاطمة أخته في سنة إحدى ومائتين تطلبه فلما وصلت إلى ساوه مرضت فسألت كم بيني وبين قم قالوا عشرة فراسخ فأمرت خادمها فذهب بها إلى قم وأنزلها في بيت موسى بن خزرج بن سعد. والأصح أنه لما وصل الخبر إلى آل سعد اتفقوا وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم فخرج من بينهم موسى بن خزرج فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى قم وأنزلها في داره فكانت فيها ستة (٣) عشر يوما ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له وهي التي الآن مدفنها وبنى على قبرها سقفا من البواري إلى أن بنت زينب بنت الجواد عليه‌السلام عليها قبة. وحدثني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضي الله عنها وغسلوها وكفنوها ذهبوا بها إلى بابلان ووضعوها على سرداب حفروه لها فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفنها فيه فاتفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح يقال له قادر فلما بعثوا إليها رأوا راكبين سريعين متلثمين يأتيان من جانب الرملة فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ودخلا السرداب وأخذا الجنازة فدفناها ثم خرجا وركبا وذهبا ولم يعلم أحد من هما. والمحراب الذي كانت فاطمة عليها‌السلام تصلي إليها موجود إلى الآن في دار موسى بن الخزرج ثم ماتت أم محمد بنت موسى بن محمد بن علي الرضا عليه‌السلام فدفنوها في جنب فاطمة رضي الله عنها

__________________

(١) ما لم يحولوا أحوالهم ( خ ).

(٢) رعاة ( خ ).

(٣) في بعض النسخ « سبعة عشر ».

٢١٩

ثم توفيت ميمونة أختها فدفنوها هناك أيضا وبنوا عليهما أيضا قبة ودفن فيها أم إسحاق جارية محمد وأم حبيب جارية محمد بن أحمد الرضا وأخت محمد بن موسى ثم قال ومنها قبر أبي جعفر موسى بن محمد بن علي الرضا عليه‌السلام قال وهو أول من دخل من السادات الرضوية قم وكان مبرقعا دائما فأخرجه العرب من قم ثم اعتذروا منه وأدخلوه وأكرموه واشتروا من أموالهم له دارا ومزارع وحسن حاله واشترى من ماله أيضا قرى ومزارع فجاءت إليه أخواته زينب وأم محمد وميمونة بنات الجواد عليه‌السلام ثم بريهية بنت موسى فدفن كلهن عند فاطمة رضي الله عنها وتوفي موسى ليلة الأربعاء ثامن شهر ربيع الآخر من سنة ست وتسعين ومائتين ودفن في الموضع المعروف أنه مدفنه ومنها قبر أبي علي محمد بن أحمد بن موسى بن محمد بن علي الرضا عليه‌السلام توفي في سنة خمس عشرة وثلاثمائة ودفن في مقبرة محمد بن موسى ثم ذكر مقابر كثير من السادات الرضوية وكثير من أولاد محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام وكثير من أحفاد علي بن جعفر وقبور كثير من السادات الحسنية وكان أكثر أهل قم من الأشعريين وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم اغفر للأشعريين صغيرهم وكبيرهم. وقال : الأشعريون مني وأنا منهم. وروي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأزد والأشعريون وكندة مني لا يعدلون ولا يجبنون. وبهذا الإسناد عن أبي البختري عن الزهري عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للأشعريين لما قدموا أنتم المهاجرون إلى الأنبياء من ولد إسماعيل. ثم ذكر أخبارا كثيرة في فضائلهم ثم قال من مفاخرهم إن أول من أظهر التشيع بقم موسى بن عبد الله بن سعد الأشعري.

ومنها أنه قال الرضا عليه‌السلام لزكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري إن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر عليهما‌السلام. ومنها أنهم وقفوا المزارع والعقارات الكثيرة على الأئمة عليهم‌السلام ومنها أنهم أول من بعث الخمس إليهم ومنها أنهم عليهم‌السلام أكرموا جماعة كثيرة منهم بالهدايا والتحف والأكفان كأبي جرير زكريا بن إدريس وزكريا بن آدم وعيسى بن عبد الله بن

٢٢٠