الكافي - ج ٧

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٧

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-413-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٠٠

٦٢٤٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُعَلَّى (١) بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الزَّكَاةِ تَجِبُ عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ (٢) لَايُمْكِنُنِي (٣) أَنْ أُؤَدِّيَهَا؟

قَالَ : « اعْزِلْهَا ، فَإِنِ اتَّجَرْتَ بِهَا ، فَأَنْتَ ضَامِنٌ لَهَا (٤) ، وَلَهَا الرِّبْحُ ، وَإِنْ تَوِيَتْ (٥) فِي حَالِ مَا عَزَلْتَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَشْغَلَهَا فِي تِجَارَةٍ ، فَلَيْسَ عَلَيْكَ ، وَإِنْ (٦) لَمْ تَعْزِلْهَا وَاتَّجَرْتَ (٧) بِهَا فِي جُمْلَةِ مَالِكَ ، فَلَهَا بِقِسْطِهَا مِنَ الرِّبْحِ ، وَلَاوَضِيعَةَ (٨) عَلَيْهَا ». (٩)

٦٢٤٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ (١٠) عَاصِمٍ ، عَنْ يُونُسَ (١١) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

__________________

(١) في الوسائل : « يعلى ».

(٢) في « بخ ، بف » : « الموضع ». وفي « بر ، بك » : « الموضع الذي ». وفي « بس » : « مواضع ».

(٣) في الوسائل : « لا تمكنني ».

(٤) في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل : « لها ضامن ».

(٥) في الوافي : « وإلاّتويت » و « تَوِيَتْ » ، أي تلفت ، من التَّوى ـ وزان حصى ـ بمعنى الهلاك ، أو هلاك المال ، أو ذهاب مال لا يرجى. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٩٠ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٠٦ ( توى ).

(٦) في « بح ، بس » والوسائل : « فإن ».

(٧) في « بح » : « أو اتّجرت ». وفي الوسائل : « فاتّجرت ».

(٨) الوَضيعة : هي الخسارة ؛ يقال : وُضِعَ في تجارته ، واوضِعَ ووَضَعَ ، أي غُبِنَ وخَسِرَ فيها. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٨ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٩٨ ( وضع ).

(٩) الوافي ، ج ١٠ ، ص ١٣٩ ، ح ٩٣١٩ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٢٠٨٩.

(١٠) في « ى ، بح » وحاشية « ظ ، جن » والوسائل : « بن ».

(١١) في « بخ ، بف » وحاشية المطبوع والوافي : « يوسف ».

هذا ، وروى البرقي في المحاسن ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ، ح ٦٢٣ ، عن نوح بن شعيب ، عن الحسين بن الحسن بن عاصم بن يونس ـ وفي البحار نقلاً منه : « الحسين بن الحسن بن عاصم ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ليس شي‌ء أحبّ إليّ من السكّر ».

والظاهر صحّة « نوح بن شعيب » ؛ لما ورد في بعض الأسناد من رواية أحمد بن أبي عبد الله وأحمد بن محمّد بن خالد ـ وهما متّحدان ـ عنه. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٩١ ـ ٣٩٢.

٣٦١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهُ كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالسُّكَّرِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتَتَصَدَّقُ (١) بِالسُّكَّرِ؟! فَقَالَ : « نَعَمْ ؛ إِنَّهُ (٢) لَيْسَ شَيْ‌ءٌ (٣) أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ ، فَأَنَا (٤) أُحِبُّ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِأَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيَّ ». (٥)

٦٢٥٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مُوَسَّعٌ عَلى شِيعَتِنَا أَنْ يُنْفِقُوا مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ بِالْمَعْرُوفِ ، فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا ، حَرَّمَ عَلى كُلِّ ذِي كَنْزٍ كَنْزَهُ حَتّى يَأْتِيَهُ بِهِ (٦) ، فَيَسْتَعِينَ (٧) بِهِ عَلى عَدُوِّهِ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٨) : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) (٩) ». (١٠)

٦٢٥١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : « حَصِّنُوا (١١) أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ». (١٢)

__________________

(١) في « ى » والوافي : « أيتصدّق ». وفي « بر ، بف ، بك » والتهذيب : « تتصدّق » بدون همزة الاستفهام.

(٢) في « بح » : « فإنّه ».

(٣) في « بر ، بف ، بك » : « بشي‌ء ».

(٤) في « بح » والوسائل : « وأنا ». وفي الوافي : « فإنّما ».

(٥) التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٣١ ، ح ١٠٣٦ ، بسنده عن الحسين بن عاصم بن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٧٦ ، ح ١٠١٢٦ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٧١ ، ح ١٢٥٢١ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٣ ، ح ٨٦.

(٦) في « بر ، بف ، بك » وتفسير العيّاشي : ـ / « به ».

(٧) في « بح » : « ويستعين ». وفي الوافي : « يستعين ».

(٨) في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جن » : + / « في كتابه ».

(٩) التوبة (٩) : ٣٤.

(١٠) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ، ح ٤٠٢ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن حمّاد بن طلحة صاحب السابري ، عن معاذ بن كثير بيّاع الأكسية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٧ ، ح ٥٤ ، عن معاذ بن كثير صاحب الأكسية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٦٧٣ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٥٤٧ ، ح ١٢٦٨٥.

(١١) في « ى » : « أحصنوا ».

(١٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤ ، ح ١٥٧٦ ، معلّقاً عن موسى‌بن بكر ، عن أبي الحسن موسى‌بن جعفر عليه‌السلام.

٣٦٢

هذَا آخِرُ كِتَابِ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي لِلشَّيْخِ الْأَجَلِّ

أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ رَحِمَهُ اللهُ ، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ

الصِّيَامِ ؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنَا

مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الْمَعْصُومِينَ (١)

__________________

قرب الإسناد ، ص ١١٧ ، ضمن ح ٤١٠ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي المحاسن ، ص ٢٩٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ضمن ح ٤٥٨ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ضمن ح ٥٩٠٤ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٧٠ ، صدر ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الجعفريّات ، ص ٥٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الخصال ، ص ٦٢٠ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام. المقنعة ، ص ٢٦٩ ، مرسلاً عن عليّ بن حسّان. تحف العقول ، ص ١١٠ و٢٢١ ، ضمن الحديث ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. وفي خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٥ ؛ ونهج البلاغة ، ص ٤٩٥ ، ضمن الحكمة ١٤٦ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام. الاختصاص ، ص ٢٥ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. وفيه ، ص ٣٣٥ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الأخيرين مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣ ، ح ٩١١٩ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٤ ، ح ١١٣٩٧.

(١) في النسخ بدل فقرة « هذا آخر كتاب الزكاة ـ إلى ـ الطاهرين المعصومين » عبارات مختلفة.

٣٦٣
٣٦٤

[١٤]

كِتَابُ الصِّيَامِ ‌

٣٦٥
٣٦٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)

[١٤]

كِتَابُ الصِّيَامِ (٢)

١ ـ بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّوْمِ وَالصَّائِمِ‌

٦٢٥٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ (٤) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ (٥) ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ (٦) ، وَالْوَلايَةِ (٧) (٨)

__________________

(١) في « ظ » : + / « وبه ثقتي ». وفي « بح ، بس ، جن » : + / « وبه نستعين ». وفي « بخ » : ـ / « بسم الله الرحمن الرحيم ».

(٢) في « بث ، بخ ، بر ، بس ، بك » : « كتاب الصوم ».

(٣) في « بر ، بف » والكافي ، ح ١٤٩٤ والتهذيب : ـ / « بن هاشم ».

(٤) في الكافي ، ح ١٤٩٤ : + / « وعبد الله بن الصلت جميعاً ».

(٥) في الكافي ، ح ١٤٩٤ : + / « بن عبد الله ».

(٦) في الوسائل ، ح ١٣٦٧٣ والكافي ، ح ١٤٩٤ و١٤٩٧ والتهذيب وتفسير العيّاشي والأمالي للصدوق وفضائل الأشهر الثلاثة : « والصوم والحجّ ».

(٧) في الوافي : « اريد بالولاية معرفة الإمام ؛ فإنّ الولاية بالكسر بمعنى تولّي الأمر ومالكيّة التصرّف فيه ». وفي مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ١٩٧ : « ويحتمل أن يكون المراد بالولاية المحبّة الزائدة على الاعتقاد بالإمامة بقرينة ذكرها مع الواجبات ، لكنّه بعيد ».

(٨) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، صدر ح ١٤٩٤. وفي التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكليني. فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ح ١١٧ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. المحاسن ، ص ٢٨٦ ،

٣٦٧

وَقَالَ (١) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ ». (٢)

٦٢٥٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام : « أَنَّ (٣) النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْ‌ءٍ‌

__________________

كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٤٣٠ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، ح ١٤٩٠ و١٤٩٢ و١٤٩٧ ؛ والمحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٩ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره. وفي الكافي ، نفس الباب ، ح ١٤٩٦ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٦٨ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٤ ، بسند آخر. وفي الخصال ، ص ٢٧٧ ، باب الخمسة ، ح ٢١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وفي الأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، المجلس ٥ ، ح ٥ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، المجلس ٤٢ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفي فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٨٦ ، ح ٦٥ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٠٦ ، بسند آخر عن الصادق عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، صدر ح ١٠٩ ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ٧٨٧٠ ، مرسلاً. وفيه ، ج ١ ، ص ٧٤ ، ح ١٨٧١ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ( بدون العنوان ) ، ضمن ح ١٥١٨ ؛ والخصال ، ص ٤٤٧ ، باب العشرة ، ح ٤٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٤ ، المجلس ٢ ، ح ١٩ ؛ وص ٥١٨ ، المجلس ٢٨ ، ح ٤١ الوافي ، ج ١١ ، ص ٢١ ، ح ١٠٣٤٢ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥ ، ح ٥ ؛ وج ١٠ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٣٦٧٣.

(١) في الوافي عن بعض النسخ : + / « قال ».

(٢) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، ضمن ح ١٤٩٤. وفي التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ذيل ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكليني. فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ذيل ح ١١٧ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. الكافي ، نفس الباب ، ضمن ح ١٥٠٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. المحاسن ، ج ١ ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ضمن ح ٤٣٠ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي المحاسن ج ١ ، ص ٢٢١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ذيل ح ١٣٤ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١١ ، ذيل ح ٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتمامه في الأخير : « الصوم جنّة ». معاني الأخبار ، ص ٤٠٨ ، ح ٨٨ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩١ ، ح ٥٤٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ضمن ح ١٠٩ ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ١٨٧١ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١١ ، ص ٢١ ، ح ١٠٣٤٢ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٣٦٧٣.

(٣) في « بر ، بك » : « عن ».

٣٦٨

إِنْ أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ ، تَبَاعَدَ الشَّيْطَانُ مِنْكُمْ (١) كَمَا تَبَاعَدَ (٢) الْمَشْرِقُ مِنَ الْمَغْرِبِ؟ قَالُوا : بَلى (٣) ، قَالَ : الصَّوْمُ يُسَوِّدُ وَجْهَهُ ، وَالصَّدَقَةُ تَكْسِرُ ظَهْرَهُ ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ وَالْمُوَازَرَةُ (٤) عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَقْطَعُ دَابِرَهُ (٥) ، وَالِاسْتِغْفَارُ يَقْطَعُ وَتِينَهُ (٦) ؛ وَلِكُلِّ شَيْ‌ءٍ زَكَاةٌ ، وَزَكَاةُ الْأَبْدَانِ الصِّيَامُ ». (٧)

٦٢٥٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ (٨) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَصْلِ الْإِسْلَامِ وَفَرْعِهِ وَذِرْوَتِهِ وَسَنَامِهِ (٩)؟ ».

__________________

(١) في حاشية « بث » والفقيه والتهذيب وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٧٥ : « عنكم ».

(٢) في « بخ » : « يتباعد ».

(٣) في « بث » والوافي والفقيه : + / « يا رسول الله ».

(٤) في الجعفريّات : « والمواظبة ». والموازرة : المعاونة والتقوية ؛ من الأزر بمعنى القوّة والشدّة. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤ ( أزر ) ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٨٣ ( وزر ).

(٥) « يقطع دابره » أي آخر جزء منه ، كناية عن استيصاله ، أو دابر عسكره. أو المراد بالدابر : التابع ؛ يقال : قطع الله‌دابرهم ، أي آخر من بقي منهم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٣.

(٦) الوتين : عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢١١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٠ ( وتن ).

(٧) الأمالي للصدوق ، ص ٦١ ، المجلس ١٥ ، ح ١ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٧٥ ، ح ٥٧ ، بسندهما عن عبدالله بن المغيرة. التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩١ ، ح ٥٤٢ ، بسنده عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد الشعيري ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي المحاسن ، ص ٧٢ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٥٠ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٢ ، ح ١٢٧ ، بسند آخر ، من قوله : « لكلّ شى‌ء زكاة ». وفيه ، ص ٧٦ ، ح ٥٨ ؛ وص ٩٢ ، ح ٧١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الجعفريّات ، ص ٥٨ ، بسند آخر ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « يقطع وتينه » مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ١٧٧٤ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، ضمن الحديث ؛ ونهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، ضمن الحكمة ١٣٦ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام. المقنعة ، ص ٣٠٤ ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله : « لكلّ شي‌ء زكاة » الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٣ ، ح ١٠٣٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٣٦٧٤ ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦١ ، ح ١٤٠ ، إلى قوله : « يقطع وتينه ».

(٨) في التهذيب : ـ / « أحمد بن ». لكنّه مذكور في بعض نسخه المعتبرة.

(٩) ذِرْوَةُ الشي‌ء وذُرْوَتُهُ : أعلاه ، وكذلك السنام ، فالعطف تفسيريّ. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٤٥ ( ذرو ) ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٠٦ ( سنم ).

٣٦٩

قُلْتُ : بَلى.

قَالَ : « أَصْلُهُ الصَّلَاةُ ، وَفَرْعُهُ الزَّكَاةُ ، وَذِرْوَتُهُ وَسَنَامُهُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؛ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ إِنَّ (١) الصَّوْمَ جُنَّةٌ (٢) ». (٣)

٦٢٥٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ (٤) عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

قَالَ : لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ زَكَاةٌ ، وَزَكَاةُ الْأَجْسَادِ (٥) الصَّوْمُ. (٦)

__________________

(١) في « بف » والتهذيب ، ج ٤ وفضائل الأشهر الثلاثة : ـ / « إنّ ».

(٢) في الوسائل ، والتهذيب ، ج ٤ والمحاسن ، ح ٤٣٤ : + / « من النار ».

وفي الوافي : « آخر الحديث يحتمل وجهين : أحدهما أنّ الصوم بانفراده هو أبواب الخير ؛ لأنّه جنّة من الشرّ. والثاني أنّه مع ما ذكر تمام أبواب الخير ».

وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : بأبواب الخير ، يحتمل أن يكون المراد بها الصوم ؛ فإنّه يصير سبباً لفتح أبواب الخير ، ويحتمل أن يكون الصوم أحد أبواب الخير ، ذكره وترك سائرها ، أو ذكرها عليه‌السلام وترك الراوي ».

(٣) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٩ ، معلّقاً عن الكليني. المحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٤ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، مع زيادة في آخره. فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٢ ، ح ١٢٦ ، بسنده عن محمّد بن العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عبدالعزيز. التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٥٨ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، صدر ح ١٥٠٤ ؛ والزهد ، ص ٧٣ ، ح ٢٦ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخير إلى قوله : « وسنامه الجهاد ». المحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢ ، ح ١٠٣٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٣٦٨٠ ، من قوله : « ألا اخبرك بأبواب الخير ».

(٤) في التهذيب : « بن ». وهو سهو. وقد ورد على الصواب في بعض نسخه المتعبرة.

(٥) في التهذيب : « الأجسام ».

(٦) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٠ ، ح ٥٣٧ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ضمن ح ٥٩٠٤ ، بسند آخر عن الصادق عليه‌السلام. المحاسن ، ص ٧٢ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٥٠ بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، ضمن الحديث ؛ ونهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، ضمن الحكمة ١٣٦ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام. المقنعة ، ص ٣٠٤ ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤ ، ح ١٠٣٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٨ ، ح ١٣٦٨١.

٣٧٠

٦٢٥٦ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ (١) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ (٢) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ أَبِي (٣) : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصُومُ (٤) يَوْماً تَطَوُّعاً يُرِيدُ مَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ ». (٥)

٦٢٥٧ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَلَمَةَ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : الصَّوْمُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي عَلَيْهِ (٦) ». (٧)

__________________

(١) هكذا في « بخ ، بر » وحاشية « ظ » والوسائل. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : « عثمان ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار في كثيرٍ من الأسناد جدّاً ، ولم تثبت روايته عن معاوية بن عثمان ، بل لم يثبت في رواتنا وجود راوٍ باسم معاوية بن عثمان. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٣٠٦ ـ ٣١١.

ويؤيّد ذلك ما ورد في ثواب الأعمال ، ص ٦٢ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ، ح ٩٤١ ؛ من نقل خبرين مشتملين على هذه القطعة ، وفي الموضعين : « معاوية بن عمّار ».

(٢) في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » والوسائل : « بشّار ».

(٣) في « بر ، بك » : ـ / « أبي ». وفي حاشية « بف » : « لي ».

(٤) في « ى » : « يصوم ».

(٥) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ، ذيل ح ٩٤١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٦١ ، ذيل ح ١ ، بسندهما عن معاوية بن عمّار ، عن إسماعيل بن يسار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام من دون الإسناد إلى أبيه عليه‌السلام. وفي التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩١ ، ذيل حديث ٥٤٣ ، بسنده عن إسماعيل بن يسار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبيه عليه‌السلام. ثواب الأعمال ، ص ٧٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٠٩ ، ذيل ح ٦٣١ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. وفيه ، ج ٢ ، ص ٨٦ ، ح ١٨٠١ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب تعجيل فعل الخير ، ح ١٩٤١ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٦ ، ح ١٨٠٢ الوافي ، ج ١١ ، ص ٣١ ، ح ١٠٣٦٤ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٣٦٨٣.

(٦) في الفقيه والتهذيب ومصباح الشريعة : « به ».

٣٧١

__________________

وفي مدارك الأحكام ، ج ٦ ، ص ١٠ : « اورد هنا سؤال مشهور ، وهو أنّ كلّ الأعمال الصالحة لله ، فما وجه تخصيص الصوم بأنّه له ـ تبارك وتعالى ـ دون غيره؟

وأُجيب بوجوه :

الأوّل : أنّه اختصّ بترك الشهوات والملاذّ في الفرج والبطن ، وذلك أمر عظيم يوجب التشريف.

وعورض بالجهاد ؛ فإنّ فيه ترك الحياة فضلاً عن الشهوات ، وبالحجّ ؛ إذ فيه الإحرام ومحظوراته كثيرة.

الثاني : أنّ الصوم يوجب صفاء العقل والفكر بوساطة ضعف القوى الشهويّة بسبب الجوع ... وصفاء العقل والفكر يوجبان حصول المعارف الربّانيّة التي هي أشرف أحوال النفس الإنسانيّة.

وردّ بأنّ سائر العبادات إذا واظب عليها المكلّف أورثت ذلك ، خصوصاً الصلاة ....

الثالث : أنّ الصوم أمر خفيّ لا يمكن الاطّلاع عليه ، فلذلك شرّف ؛ بخلاف الصلاة والحجّ والجهاد وغيرها من الأعمال.

وعورض بأنّ الإيمان والإخلاص وأفعال القلب خفيّة ، مع أنّ الحديث متناول لها. ويمكن دفعه بتخصيص الأعمال بأفعال الجوارح ؛ لأنّها المتبادرة من اللفظ.

وقال بعض المحقّقين : هب أنّ كلاًّ من هذه الأجوبة مدخول بما ذكر ، فلِمَ لا يكون مجموعها هو الفارق؟ فإنّ هذه الامور لا تجتمع في غير الصوم ».

وفي الوافي : « إنّما خصّ الصوم بالله من بين سائر العبادات وبأنّه جازٍ به مع اشتراك الكلّ في ذلك ؛ لكونه خالصاً له ، وجزاؤه من عنده خاصّة من غير مشاركة أحد فيه ؛ لكونه مستوراً عن أعين الناس مصوناً عن ثنائهم عليه ».

ونقل العلاّمة المجلسي في مرآة العقول وجهاً آخر بقوله : « وقيل : فيه وجه رابع ، وهو أنّ الاستغناء من الطعام صفة الله تعالى ؛ فإنّه يطعم ولا يطعم ، فكأنّه يقول : إنّ الصائم يتقرّب بأمر هو صفة من صفاتي ».

وقال ابن الأثير في النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧٠ : « وأحسن ما سمعت في تأويل هذا الحديث أنّ جميع العبادات التي يتقرّب بها العباد إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ من صلاة وحجّ وصدقة واعتكاف وتبتّل ودعاء وقربان وهدى وغير ذلك من أنواع العبادات ، قد عبد المشركون بها آلهتهم ، وما كانوا يتّخذونه من دون الله أنداداً ، ولم يسمع أنّ طائفة من طوائف المشركين وأرباب النحل في الأزمان المتقادمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرّبت إليها به ، ولا عُرف الصوم في العبادات إلاّمن جهة الشرائع ، فلذلك قال الله عزّ وجلّ : الصوم لي وأنا أجزي به ، أي لم يشاركنى أحد فيه ، ولا عبد به غيري ، فأنا حينئذٍ أجزي به وأتولّي الجزاء عليه بنفسي ، لا أكله إلى أحد من ملك مقرّب أو غيره على قدر اختصاصه بي ».

ونقل في المرآة في توجيه اختصاص الجزاء به تعالى وجهاً ، وهو أنّ معناه مضاعفة الجزاء من غير عدد ولا حساب ؛ لأنّ الكريم إذا أخبر أنّه يتولّى بنفسه الجزاء ، اقتضى أن يكون بحسب عظمته وسعته ، ثمّ قال : « أقول :

٣٧٢

٦٢٥٨ / ٧. عَلِيٌّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ (٢) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ ) (٣) (٤) قَالَ : « الصَّبْرُ : الصِّيَامُ (٥) » وَقَالَ : « إِذَا نَزَلَتْ بِالرَّجُلِ النَّازِلَةُ وَالشَّدِيدَةُ (٦) فَلْيَصُمْ ، فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ ) يَعْنِي الصِّيَامَ (٧) ». (٨)

٦٢٥٩ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَنْ صَامَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَوْماً فِي شِدَّةِ الْحَرِّ ، فَأَصَابَهُ ظَمَأٌ (٩) ،

__________________

روّيت من بعض مشايخي أنّه كان يقرأ : اجزى به ، على بناء المفعول ، أي هو جزاء لنعمي وشكر لها. وربما يقال : إنّ المعنى : أنا جزاؤه. ولا يخفى بعده ».

(٧) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٢ ، ح ٤٢٠ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، صدر ح ١٧٧٣ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. مصباح الشريعة ، ص ١٣٥ ، الباب ٦٥ ، ضمن الحديث ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤ ، ح ١٠٣٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٣٦٧٩.

(١) في « ظ » وحاشية « بس » والوسائل : + / « بن إبراهيم ».

(٢) في « بخ ، بر ، بف » والوافي وفضائل الأشهر الثلاثة : « سليم ».

(٣) في « بث » وحاشية « جن » وتفسير القميّ وتفسير العيّاشي وفضائل الأشهر الثلاثة : + / « وَالصَّلَوةِ ».

(٤) البقرة (٢) : ٤٥.

(٥) في « جن » : ـ / « قال : الصبر : الصيام ».

(٦) في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « أو الشديدة ». وفي الوافي : « الشديدة » بدون الواو.

(٧) في « بح » : ـ / « وقال : إذا نزلت ـ إلى ـ يعني الصيام ».

(٨) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٢ ، ح ١٢٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٣ ، ح ٤١ ، عن سليمان الفرا ، عن أبي الحسن عليه‌السلام. وفيه ، ح ٤٠ ، عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « قال : الصبر : الصيام ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٧٦ ، إلى : « قال : الصبر صيام » ؛ وفيه ، ح ١٧٧٧ ، من قوله : « إذا نزلت بالرجل » وفيهما مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٤٦ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، إلى قوله : « قال : الصبر : الصيام » الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩ ، ح ١٠٣٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٣٧١٦.

(٩) الظَمَأ : العطش. وقيل : هو شدّة العطش. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ( ظمأ ).

٣٧٣

وَكَّلَ اللهُ بِهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَمْسَحُونَ وَجْهَهُ وَيُبَشِّرُونَهُ (١) حَتّى إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (٢) : مَا أَطْيَبَ رِيحَكَ (٣) وَرَوْحَكَ (٤)! مَلَائِكَتِي (٥) ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ». (٦)

٦٢٦٠ / ٩. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ وَإِنْ كَانَ (٧) عَلى فِرَاشِهِ مَا لَمْ يَغْتَبْ مُسْلِماً (٨) ». (٩)

٦٢٦١ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَتَمَ صَوْمَهُ ، قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِمَلَائِكَتِهِ : عَبْدِي‌

__________________

(١) في « جن » : + / « بالرحمة ».

(٢) في « بر ، بس ، بف ، بك » والوافي : ـ / « له ».

(٣) في الوافي : « الريح : النَّفَس بالتحريك ».

(٤) الرَّوْح : الراحة والسرور والفرح والرحمة ونسيم الريح. وقال العلاّمة المجلسي : « الروح بالفتح : نسيم الريح ، ويحتمل أن يكون المراد هنا تنفّس الصائم » ، وأمّا العلاّمة الفيض فإنّه قرأه بضمّ الراء ، حيث قال : « والروح بضمّ الراء : ما يدبّر البدن ويعبّر عنه الإنسان بأنا ». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ( روح ).

(٥) في « جن » : « يا ملائكتي ».

(٦) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٨١ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧ ، ح ١٠٣٥٣.

(٧) في الوسائل والفقيه وتحف العقول والأمالي للصدوق وثواب الأعمال وفضائل الأشهر الثلاثة والاختصاص : + / « نائماً ».

(٨) في الوافي : « وذلك لأنّ الغيبة أكل لحم الميتة ، وهي نوع من الأكل يتقوّى به البدن ». وذكرت هنا احتمالات اخر ، فراجع : مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٠٢.

(٩) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٠ ، ح ٥٣٨ ، معلّقاً عن الكليني. فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢١ ، ح ١٢٤ ، عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن حسّان. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٥٥١ ، المجلس ٨٢ ، ح ١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٧٥ ، ح ١ ، بسندهما عن عليّ بن النعمان ، عن عبدالله بن طلحة ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ١٧٧٢ ؛ وتحف العقول ، ص ٤٧ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٤ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. المقنعة ، ص ٣٠٤ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧ ، ح ١٠٣٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٣٦٨٤.

٣٧٤

اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِي ، فَأَجِيرُوهُ ، وَوَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَلَائِكَتَهُ (١) بِالدُّعَاءِ لِلصَّائِمِينَ ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ (٢) بِالدُّعَاءِ لِأَحَدٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ لَهُمْ فِيهِ ». (٣)

٦٢٦٢ / ١١. عَلِيٌّ (٤) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ (٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام : « أَنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦) قَالَ : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَكَّلَ مَلَائِكَتَهُ (٧) بِالدُّعَاءِ لِلصَّائِمِينَ. وَقَالَ : أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام عَنْ رَبِّهِ أَنَّهُ قَالَ : مَا أَمَرْتُ مَلَائِكَتِي بِالدُّعَاءِ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي إِلاَّ اسْتَجَبْتُ (٨) لَهُمْ فِيهِ ». (٩)

٦٢٦٣ / ١٢. وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ ، وَنَفَسُهُ (١٠) تَسْبِيحٌ ». (١١)

__________________

(١) في البحار : « ملائكة ».

(٢) في التهذيب : « ولم يأمر ».

(٣) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٠ ، ح ٥٣٩ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨ ، ح ١٠٣٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٣٥ ، ح ١٣٠٤٠ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٩٠ ، ح ٤٤.

(٤) في « ظ » : + / « بن إبراهيم ».

(٥) في « بث ، بح ، بخ » والوسائل : + / « بن صدقة ».

(٦) في « بف » : ـ / « أنّ النبيّ ».

(٧) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل والفقيه والمحاسن وفضائل الأشهر الثلاثة : « ملائكة ».

(٨) في « بث » : « استجيب ».

(٩) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢١ ، ح ١٢٣ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. المحاسن ، ص ٧٢ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٤٩ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الجعفريّات ، ص ٢٢٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. المقنعة ، ص ٣٠٤ ، مرسلاً ، وفي الأخيرين من قوله : « وقال : أخبرني جبرئيل ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٧٨ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨ ، ح ١٠٣٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٣٦٧٥.

(١٠) في ثواب الأعمال : « وصمته ».

(١١) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٠ ، ح ٥٤٠ ، معلّقاً عن الكليني. المحاسن ، ص ٧٢ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٤٨ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام. ثواب الأعمال ، ص ٧٥ ، ح ٣ ، بسند آخر. قرب الإسناد ، ص ٩٥ ، ح ٣٢٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام عن

٣٧٥

٦٢٦٤ / ١٣. عَلِيٌّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسى عليه‌السلام : مَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُنَاجَاتِي؟ فَقَالَ (٢) : يَا رَبِّ ، أُجِلُّكَ (٣) عَنِ الْمُنَاجَاةِ لِخُلُوفِ (٤) فَمِ الصَّائِمِ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ (٥) : يَا مُوسى ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدِي مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ (٦) ». (٧)

__________________

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي الجعفريّات ، ص ٥٨ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٧٥ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٨٣ ، مرسلاً ، وفي الأخيرين مع زيادة في آخره. وفي فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٤ ؛ والمقنعة ، ص ٣٠٤ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨ ، ح ١٠٣٥٧ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٣٦٧٦.

(١) في حاشية « بث » : + / « بن إبراهيم ».

(٢) في « بث ، جن » : « قال ».

(٣) « اجِلُّكَ » أي اعظّمك ؛ من الجلال بمعنى العظمة. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٥٨ ( جلل ).

(٤) في « بح » : « لخلوق ». والخُلُوف : تغيّر رائحة الفم ؛ يقال : خَلَفَ فم الصائم خِلْفَةً وخُلُوفاً ، أي تغيّرت رائحته. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٦ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٧ ( خلف ).

(٥) في « بث ، بر ، بف ، بك » : ـ / « إليه ».

(٦) في الوافي : « إنّما صار أطيب عند الله من ريح المسك ؛ لأنّه سبب طيب الروح الذي هو عند الله من الإنسان ، كما أنّ بدنه عند نفسه ، وإليه اشير في قوله عزّوجلّ : ( ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ ) [ النحل (١٦) : ٩٦ ] وأين طيب الروح من طيب المسك ؛ فإنّ الأوّل روحانيّ عقلانيّ معنويّ ، والثاني جسمانيّ حسّيّ صوريّ ».

وفي مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٠٣ : « قال بعض المحقّقين : لا يقال : استطابة الروائح من الصفات التي لا تليق بذاته تعالى ، إذ هو منزّه عن أمثاله ؛ لأنّا نقول : المراد بالأطيب الأقبل ، لأنّ الطيب مستلزم للقبول عادة ، أي خلوفه أقبل عند الله من قبول ريح المسك عندهم ، أو هذا الكلام جرى على سبيل الفرض ، أي لو تصوّر الطيب عند الله لكان الخلوف أطيب ... ».

(٧) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢١ ، ح ١٢٢ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير. وفيه ، ص ١٣٣ ، ضمن ح ١٤٢ ؛ وص ١٤٣ ، ضمن ح ١٥٦ ؛ والخصال ، ص ٤٥ ، باب الاثنين ، ضمن ح ٤٢ ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ثواب الأعمال ، ص ٧٥ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. الأمالي للطوسي ، ص ٤٩٦ ، المجلس ١٧ ، ح ٥٧ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في أوّله. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ذيل ح ١٧٧٣ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. النوادر للأشعري ، ص ٢٤ ، ضمن ح ١٥ ، من دون الإسناد

٣٧٦

٦٢٦٥ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « قِيلُوا (١) ؛ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُ الصَّائِمَ وَيَسْقِيهِ (٢) فِي مَنَامِهِ ». (٣)

٦٢٦٦ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَلَمَةَ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهُ (٤) قَالَ : « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ (٥) ». (٦)

__________________

إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفي كلّها ـ إلاّ الأوّل ـ من قوله : « لخلوف فم الصائم أطيب عندي ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٧٩ ، مرسلاً الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٦ ، ح ١٠٣٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٣٦٧٧ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٤٥ ، ح ٣١.

(١) في « بح » : « أقبلوا ». وفي « بخ ، بث ، بر ، بك » : « أقيِلوا ». و « قيلوا » ، أمر من القيلولة ، وهي النوم في الظهيرة. وقيل : هي الاستراحة وقت نصف النهار وإن لم يكن معها نوم. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٠٨ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٣ ( قيل ).

(٢) في مرآة العقول : « لعلّ المراد بالإطعام والسقي لازمهما ، وهو تسكين شدّة الجوع والعطش ، كما هو المجرّب ، والله يعلم ».

(٣) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٠ ، ح ١٢١ ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد الأزدي. ثواب الأعمال ، ص ٧٥ ، ح ٥ ، بسنده عن منصور بن العبّاس. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٨٢ ، مرسلاً. وفيه ، ج ١ ، ص ٥٠٣ ، ح ١٤٤٧ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩ ، ح ١٠٣٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٣٦ ، ح ١٣٠٤٢.

(٤) في الوافي : ـ / « أنّه ».

(٥) في الأمالي للطوسي : « يوم القيامة » بدل « عند لقاء ربّه ».

(٦) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٠ ، ح ١٢٠ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سلمة بيّاع السابري. الخصال ، ص ٤٤ ، باب الاثنين ، ح ٤١ ، بسند آخر رفعه إلى الصادق عليه‌السلام. وفي فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٤٣ ، ضمن ح ١٥٦ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٤٠٩ ، ح ٨٩ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الأمالي للطوسي ، ص ٤٩٦ ، المجلس ١٧ ، ح ٥٧ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٨٠ ، مرسلاً. وفيه ، ص ٧٥ ، ضمن ح ١٧٧٣ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٥ الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥ ، ح ١٠٣٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٣٦٧٨.

٣٧٧

٦٢٦٧ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عن ابن أبي عُمَيْرٍ ، (١) عَنِ السَّمَّانِ الْأَرْمَنِيِّ (٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٣) ، قَالَ : « إِذَا رَأَى الصَّائِمُ قَوْماً يَأْكُلُونَ ، أَوْ رَجُلاً يَأْكُلُ ، سَبَّحَتْ لَهُ (٤) كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْهُ (٥) ». (٦)

٦٢٦٨ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا (٧) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُنْذِرِ (٨) بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَنْ صَامَ لِلّهِ يَوْماً (٩) فِي شِدَّةِ الْحَرِّ ، فَأَصَابَهُ ظَمَأٌ ، وَكَّلَ اللهُ‌

__________________

(١) هكذا في حاشية « بز ، بط » والوسائل. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : ـ / « عن ابن أبي عمير ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّه لم يثبت رواية إبراهيم بن هاشم والد عليّ ، عن أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام مباشرة.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ح ١١٨ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن السمّان الأرمني. ولا يبعد أخذ الأحاديث ١١٧ إلى ١٢٩ من الكافي ، فلاحظ.

(٢) في حاشية « بز ، بط » : « عن سلمة عن السمّان الأزمني ». وفي الوسائل : « عن سلمة السمّان ».

(٣) في الوافي : + / « أنّه ».

(٤) هكذا في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والوسائل والفقيه وفضائل الأشهر الثلاثة والثواب والأمالي للصدوق. وفي « ظ ، جن » : « سبّحت ». وفي سائر النسخ والمرآة والمطبوع : « سجّت » ولم نجد له معني محصّلاً مناسباً للمقام. وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : سجّت ، لعلّ المراد أنّه يعطى ثواب ذلك ، أو أنّ شهوته للطعام لما أثرت في جميع بدنه ، واثيب بقدر ذلك ، فكأنّه سجّت جميع أعضائه ».

(٥) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « في جسمه » بدل « منه ».

(٦) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ح ١١٨ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٥٨٧ ، المجلس ٨٦ ، ح ٩ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٧٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٧ ، ح ١٨٠٥ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩ ، ح ١٠٣٥٩ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٥ ، ح ١٣٠٩٨.

(٧) هذا الحديث هو نفس الحديث الثامن ، فراجع التعليقات منه. وفي مرآة العقول : « قد تقدّم هذا الحديث بعينه‌آنفاً بدون توسّط بكر بن صالح بين سهل وابن سنان ، ولعلّه إنّما زيد هنا ، أو سقط هنالك ».

(٨) في فضائل الأشهر الثلاثة : « عمر ».

(٩) في « بر ، بف ، بك » : « يوماً لله ».

٣٧٨

ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَمْسَحُونَ وَجْهَهُ وَيُبَشِّرُونَهُ حَتّى إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللهُ (١) عَزَّ وَجَلَّ : مَا أَطْيَبَ رِيحَكَ وَرَوْحَكَ (٢)! مَلَائِكَتِي ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ». (٣)

٢ ـ بَابُ فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٢٦٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرٍو (٤) الشَّامِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) (٥) فَغُرَّةُ الشُّهُورِ (٦) شَهْرُ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَهُوَ (٧) شَهْرُ رَمَضَانَ ، وَقَلْبُ شَهْرِ (٨) رَمَضَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، وَنُزِّلَ الْقُرْآنُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَاسْتَقْبِلِ الشَّهْرَ (٩) بِالْقُرْآنِ ». (١٠)

__________________

(١) في « بر ، بف ، بك » : ـ / « الله ».

(٢) في « جن » : « روحك وريحك ».

(٣) فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٠ ، ح ١١٩ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الآدمي. الأمالي للصدوق ، ص ٥٨٦ ، المجلس ٨٦ ، ح ٨ ، بسنده عن حسّان الرازي ، عن سهل بن زياد الواسطي. ثواب الأعمال ، ص ٥٢ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن حسّان الرازي ، عن سهل بن زياد. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٨١ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧ ، ح ١٠٣٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٣٧١٩.

(٤) في فضائل الأشهر الثلاثة : « عمر ».

(٥) التوبة (٩) : ٣٦.

(٦) أصل الغُرَّة : البياض الذي يكون في جبهة الفرس أو وجهه. وغرّة كلّ شي‌ء : أوّله وأكرمه. والنفيس من كلّ شي‌ء غرّة. وغرّة القوم : خيارهم وشريفهم. و « غرّة الشهور » أي ابتداؤها الواضع منها ، أو أشرفها وأفضلها ، أو المنوّر من بينها. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٣ ( غرر ).

(٧) في البحار والتهذيب : ـ / « وهو ».

(٨) قلب كلّ شي‌ء : لبّه وخالصه ومحضه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٩٦ ( قلب ).

(٩) في الوافي : « فاستقبل الشهر بالقرآن ، أي أقبل معه ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : فاستقبل ، بصيغة الأمر ، أو على بناء المجهول ، والأوّل أظهر ، والمراد الأمر بتلاوته في أوّل ليلة منه ، ويحتمل التقديم أيضاً ».

(١٠) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٢ ، ح ٥٤٦ ، معلّقاً عن الكليني. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٦٢ ، المجلس ١٥ ، ح ٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٨٧ ، ح ٦٦ ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٩٩ ، ح ١٨٤٣ ،

٣٧٩

٦٢٧٠ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنِ الْمِسْمَعِيِّ :

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يُوصِي وُلْدَهُ : « إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، فَاجْهَدُوا أَنْفُسَكُمْ (١) ، فَإِنَّ (٢) فِيهِ تُقَسَّمُ الْأَرْزَاقُ ، وَتُكْتَبُ (٣) الْآجَالُ ، وَفِيهِ يُكْتَبُ وَفْدُ (٤) اللهِ الَّذِينَ يَفِدُونَ إِلَيْهِ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي (٥) أَلْفِ شَهْرٍ ». (٦)

٦٢٧١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، لَمْ يُغْفَرْ لَهُ إِلى قَابِلٍ إِلاَّ أَنْ يَشْهَدَ عَرَفَةَ (٧) ». (٨)

__________________

مرسلاً الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٦٣ ، ح ١١٠٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٣٤٨٢ ؛ البحار ، ج ٥٥ ، ص ٣٦٧ ، ح ٩.

(١) « فاجهدوا أنفسكم » أي احملوا عليها فوق طاقتها ؛ يقال : جَهَدَ دابّته وأجهدها ، إذا حمل عليها في السير فوق‌طاقتها. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ( جهد ).

(٢) في « بف » : « وإنّ ».

(٣) في فضائل الأشهر الثلاثة : « ويثبت ».

(٤) قال ابن الأثير : « الوَفْد : هم القوم يجتمعون ويردون البلاد ، واحدهم : وافد ، وكذلك الذين يقصدون الامراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك ». كنّي بهم عن حجّاج بيت الله الحرام ، فكأنّهم وفد الله تعالى وأضيافه نزلوا عليه رجاء برّه وإكرامه. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٩ ( وفد ).

(٥) في الوافي : ـ / « العمل في ».

(٦) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٢ ، ح ٥٤٧ ، معلّقاً عن الكليني. وفي فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٠٣ ، ح ٩٠ ؛ وص ١٢٣ ، ح ١٢٩ ، بسندهما عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن يحيى. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٩٩ ، ح ١٨٤٢ ، مرسلاً. وراجع : الكافي ، كتاب الصيام ، باب في ليلة القدر ، ح ٦٦٢٢ الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٦٤ ، ح ١١٠٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٣٤٨١.

(٧) في الوافي : « يعني أنّه ليس في أيّام السنة كلّها من أسباب المغفرة ما في أيّام شهر رمضان وشهود عرفة ، فمن لم يغفر له فيهما فبالحريّ أن لا يغفر له في غيرهما ».

(٨) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٢ ، ح ٥٤٨ ، معلّقاً عن الكليني. فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٣ ، ح ١٢٨ ، بسنده عن ابن

٣٨٠