الكافي - ج ٧

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٧

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-413-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٠٠

إِلى شَرٍّ ، انْظُرْ (١) أَيْنَ يَضَعُ (٢) مَعْرُوفَهُ ، فَإِنْ كَانَ يَضَعُ (٣) مَعْرُوفَهُ عِنْدَ أَهْلِهِ ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ يَصِيرُ إِلى خَيْرٍ ، وَإِنْ كَانَ يَضَعُ (٤) مَعْرُوفَهُ عِنْدَ (٥) غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خلاقٍ (٦) ». (٧)

٦١١٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمَانَ (٨) الْبَجَلِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ مِيثَمٍ التَّمَّارِ (٩) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ (١٠) الْأَزْدِيِّ ، قَالَ :

أَتى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام رَهْطٌ مِنَ الشِّيعَةِ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ أَخْرَجْتَ هذِهِ الْأَمْوَالَ ، فَفَرَّقْتَهَا فِي هؤُلاءِ الرُّؤَسَاءِ وَالْأَشْرَافِ ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلَيْنَا حَتّى إِذَا‌

__________________

(١) في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والوسائل : « فانظر ». وفي « ى » : + / « إلى ».

(٢) في « ى ، بخ ، بر ، بك » والوسائل : « يصنع ».

(٣) في « ى ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل : « يصنع ».

(٤) في « ى ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل : « يصنع ».

(٥) في الوسائل : « مع ».

(٦) « الخَلاق » : الحظّ والنصيب. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٧١ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٠ ( خلق ).

(٧) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٥٨ ، ح ٩٨٨٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢١٦٠٠.

(٨) في « بح ، بخ » والوسائل : « مسلم ». وفي « بر ، بف » : « سلم ».

(٩) هكذا في « بر ، جر ». وفي « ظ ، بخ » والمطبوع : « إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ». وفي « ى ، بث ، جن » : « إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب ، عن ميثم التمّار ». وفي « بح » : الحسن بن إسماعيل ، عن شعيب عن ميثم التمّار ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محمّد بن عليّ ، عن أحمد بن عمر بن مسلم ( والظاهر اتّحاده مع أحمد بن عمرو بن سليمان ووقوع التحريف في أحد العنوانين ) ، عن الحسن بن إسماعيل الميثمي في المحاسن ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ ، ح ٥٠٢ ، ولم نجد في أعقاب ميثم التمّار من يسمّى بإسماعيل بن الحسن بن إسماعيل. وأمّا الحسن بن إسماعيل بن شعيب ، فهو والد أحمد بن الحسن المترجم في رجال النجاشي ، ص ٤٧ ، الرقم ١٧٩ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ٥٤ ، الرقم ٦٦.

(١٠) في « ى ، بر ، بك » : « محنف ». وفي « بح » : « مخيف ». وفي الوافي : « أبو مخنف بالمعجمة على وزن منبر : هو لوط بن يحيى ، وكان شيخاً من أصحاب الأخبار بالكوفة وجهاً مسكوناً إلى روايته ، قال في القاموس : أخباريّ شيعيّ ». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٧٩ ( خنف ).

٢٨١

اسْتَوْسَقَتِ الْأُمُورُ (١) ، عُدْتَ (٢) إِلى أَفْضَلِ مَا عَوَّدَكَ اللهُ (٣) مِنَ الْقَسْمِ بِالسَّوِيَّةِ ، وَالْعَدْلِ فِي الرَّعِيَّةِ.

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « أَتَأْمُرُونِّي ـ وَيْحَكُمْ (٤) ـ أَنْ أَطْلُبَ (٥) النَّصْرَ (٦) بِالظُّلْمِ وَالْجَوْرِ (٧) فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ؟ لَاوَ اللهِ ، لَايَكُونُ ذلِكَ مَا سَمَرَ السَّمِيرُ (٨) وَمَا رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ نَجْماً ، وَاللهِ لَوْ كَانَتْ أَمْوَالُهُمْ مَالِي (٩) ، لَسَاوَيْتُ بَيْنَهُمْ ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْوَالُهُمْ ».

قَالَ : ثُمَّ أَزَمَ (١٠) سَاكِتاً طَوِيلاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : « مَنْ كَانَ مِنكُمْ (١١) لَهُ مَالٌ ، فَإِيَّاهُ (١٢) وَالْفَسَادَ ؛ فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ (١٣) تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ ، وَهُوَ يَرْفَعُ ذِكْرَ صَاحِبِهِ فِي النَّاسِ ، وَيَضَعُهُ عِنْدَ اللهِ ، وَلَمْ يَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ

__________________

(١) في « بخ » : « استوسقت الأمر ». وفي « بر » : « استبنت الامور ». وهي « بف » وحاشية « بث » : « استتبّت الامور » وفي‌الوافي : « استتبّ الامور » ، أي استقام. و « استوسقت الامور » ، أي اجتمعت وانضمّت. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٦ ، النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٥ ( وسق ).

(٢) في « بح » : « وعدت ».

(٣) يقال : عوّده الشي‌ء فاعتاده وتعوّده ، أي جعله يعتاده وصيّره له. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣١٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عود ).

(٤) في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والبحار : « ويحكم ، أتأمرونّي ».

(٥) في « بر ، بف ، بك » : « اطالب ».

(٦) في الوافي : « النصف ».

(٧) في « بخ » والوافي : « بالجور والظلم ». وفي « بف » والبحار : « بالجور » بدل « بالظلم والجور ».

(٨) « السمير » : الدهر ، والمعنى : لا يكون ذلك أبداً وما بقي الدهر ، ويقال فيه : لا أفعله ما سَمَرَ ابنا سمير ، وابناه‌الليل والنهار ؛ لأنّه يُسمَرُ فيهما ، أي يُتحادث ، والمعنى : لا أفعله ما اختلف الليل والنهار. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٨ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٠ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧٧ ( سمر ).

(٩) في الوسائل : « ملكي ».

(١٠) في الوافي : « أرمّ » أي سكت. و « أَزَمَ » أي صمت وأمسك عن الكلام ، كما يمسك الصائم عن الطعام. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤١٩ ( أزم ).

(١١) هكذا في معظم النسخ وحاشية « ظ ». وفي « ظ ، جن » والمطبوع : « فيكم ».

(١٢) في البحار : « فإيّاكم ».

(١٣) في « بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث » : « وجهه ».

٢٨٢

أَهْلِهِ إِلاَّ حَرَمَهُ اللهُ شُكْرَهُمْ ، وَكَانَ لِغَيْرِهِ وُدُّهُمْ ، فَإِنْ بَقِيَ مَعَهُ (١) مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ مِمَّنْ يُظْهِرُ الشُّكْرَ لَهُ وَيُرِيهِ (٢) النُّصْحَ ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مَلَقٌ (٣) مِنْهُ (٤) وَكَذِبٌ ، فَإِنْ زَلَّتْ بِصَاحِبِهِمُ (٥) النَّعْلُ (٦) ، ثُمَّ احْتَاجَ إِلى مَعُونَتِهِمْ (٧) وَمُكَافَأَتِهِمْ ، فَأَلْأَمُ (٨) خَلِيلٍ ، وَشَرُّ خَدِينٍ (٩) ، وَلَمْ يَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إِلاَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ (١٠) مِنَ الْحَظِّ فِيمَا (١١) أُتِيَ (١٢) إِلاَّ مَحْمَدَةُ اللِّئَامِ ، وَثَنَاءُ الْأَشْرَارِ مَا دَامَ عَلَيْهِ مُنْعِماً مُفْضِلاً (١٣) ، وَمَقَالَةُ الْجَاهِلِ (١٤) مَا أَجْوَدَهُ وَهُوَ عِنْدَ اللهِ بَخِيلٌ ، فَأَيُّ حَظٍّ أَبْوَرُ (١٥) وَأَخْسَرُ (١٦) مِنْ هذَا الْحَظِّ؟ وَأَيُّ فَائِدَةِ مَعْرُوفٍ (١٧) أَقَلُّ مِنْ هذَا الْمَعْرُوفِ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَهُ مَالٌ ، فَلْيَصِلْ بِهِ الْقَرَابَةَ ، وَلْيُحْسِنْ مِنْهُ الضِّيَافَةَ ، وَلْيَفُكَّ بِهِ الْعَانِيَ (١٨) وَالْأَسِيرَ وَابْنَ السَّبِيلِ ؛ فَإِنَّ الْفَوْزَ (١٩) بِهذِهِ (٢٠) الْخِصَالِ مَكَارِمُ الدُّنْيَا وَشَرَفُ‌

__________________

(١) في « بح » : ـ / « معه ». (٢) في « بح ، بف ، بك » : « ويريد ».

(٣) « المَلَق » ، الوُدُّ واللطف الشديد ، وأن يعطى باللسان ما ليس في القلب ، والزيادة في التودّد والدعاء والتضرّع فوق ما ينبغي. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٦ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ( ملق ).

(٤) في « ى » : ـ / « منه ». (٥) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « بصاحبه ».

(٦) في « بك » : « البغل ». (٧) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « معاونتهم ».

(٨) في الوافي : « فآلم » اسم تفضيل من الألم.

(٩) في « بخ ، بر ، بك » : « جدير ». والخِدْن والخَدِين : الصديق. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٧ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٥ ( خدن ).

(١٠) في « بح » : ـ / « له ».

(١١) في « بح » وحاشية « جن » : « ممّا ».

(١٢) في « بح » والوافي : « أتاه ».

(١٣) في « ى » : « ومفضالاً ». وفي « بر ، بف ، بك » وحاشية « بث » والوافي : « متفضّلاً ». وفي « بس » : « ومفضلاً ».

(١٤) في الوافي : « مقالة الجاهل ، عطف على محمدة اللئام ».

(١٥) « أبور » أي أكسد ، من البوار ، وهو الكساد. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٦١ ( بور ).

(١٦) في « ظ ، ى ، جن » وحاشية « بس » : « وأخسّ ». وفي « بث » : « وأحسن ».

(١٧) في « بر ، بك » : ـ / « معروف ».

(١٨) « العاني » : الأسير ، والعبد. ويجوز أن يكون من العناء بمعنى التعب ، كما قال به العلاّمة الفيض. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣١٤ ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠١ ( عنا ).

(١٩) في « بخ » وحاشية « بث » والوافي : « العون ». وفي « بر ، بك » : « العرف ».

(٢٠) في « بخ ، بر ، بك » وحاشية « بث » والوافي : « على هذه ».

٢٨٣

الْآخِرَةِ ». (١)

٦١٢٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَوْ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوا مَا أَمَرَهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، فَأَنْفَقُوهُ (٢) فِيمَا نَهَاهُمُ اللهُ (٣) عَنْهُ ، مَا قَبِلَهُ مِنْهُمْ ، وَلَوْ (٤) أَخَذُوا مَا نَهَاهُمُ اللهُ عَنْهُ ، فَأَنْفَقُوهُ فِيمَا أَمَرَهُمُ اللهُ (٥) بِهِ ، مَا قَبِلَهُ مِنْهُمْ ، حَتّى يَأْخُذُوهُ مِنْ حَقٍّ ، وَيُنْفِقُوهُ (٦) فِي حَقٍّ ». (٧)

٦١٢١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ ضُرَيْسٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّمَا أَعْطَاكُمُ اللهُ هذِهِ الْفُضُولَ مِنَ الْأَمْوَالِ لِتُوَجِّهُوهَا حَيْثُ وَجَّهَهَا اللهُ ، وَلَمْ يُعْطِكُمُوهَا لِتَكْنِزُوهَا (٨) ». (٩)

__________________

(١) الغارات ، ج ١ ، ص ٤٨ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٧٥ ، المجلس ٢٢ ، ح ٦ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٩٤ ، المجلس ٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ١٨٥ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ؛ نهج البلاغة ، ص ١٨٣ ، الخطبة ١٢٦ ، من قوله : « أتأمرونّي ، ويحكّم أن أطلب النصر » إلى قوله : « فألأم خليل وشرّ خدين » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٥٩ ، ح ٩٨٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٠٥ ، ح ٢٠٠٧٧ ، إلى قوله : « فكيف وإنّما هي أموالهم » ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٩.

(٢) في الوافي : « فأنفقوا ».

(٣) في « بح » والفقيه : ـ / « الله ».

(٤) في الوسائل ، ح ٢١٥٩٥ : + / « إنّهم ».

(٥) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : ـ / « الله ».

(٦) في « بر ، بك » : « وينفق به ».

(٧) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٩٤ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٥٩ ، ح ٩٨٨٥ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٩ ، ذيل ح ٦٠٨٧ ؛ وج ٩ ، ص ٤٦٦ ، ذيل ح ١٢٥١٠ ؛ وج ١٦ ، ص ٢٩٨ ، ح ٢١٥٩٥.

(٨) في « ظ ، بح ، جن » : « لتكتنزوها ».

(٩) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٩٣ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٧٦ ، ح ٩٧١٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢١٥٩٤.

٢٨٤

٧٤ ـ بَابٌ فِي (١) آدَابِ (٢) الْمَعْرُوفِ‌

٦١٢٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَدْخُلْ لِأَخِيكَ فِي أَمْرٍ مَضَرَّتُهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ مَنْفَعَتِهِ لَهُ ».

قَالَ ابْنُ سِنَانٍ : يَكُونُ عَلَى الرَّجُلِ دَيْنٌ كَثِيرٌ وَلَكَ مَالٌ ، فَتُؤَدِّي عَنْهُ ، فَيَذْهَبُ مَالُكَ ، وَلَاتَكُونُ (٣) قَضَيْتَ عَنْهُ. (٤)

٦١٢٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ :

عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى (٥) عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا تَبْذُلْ لِإِخْوَانِكَ مِنْ نَفْسِكَ مَا ضَرُّهُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ مَنْفَعَتِهِ لَهُمْ ». (٦)

٦١٢٤ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُرْجَانِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا تُوجِبْ عَلى نَفْسِكَ الْحُقُوقَ ، وَاصْبِرْ عَلَى النَّوَائِبِ (٧) ،

__________________

(١) في « بح ، بر ، بك » : ـ / « في ».

(٢) في « ظ ، بح ، بس ، بف » : « أدب ».

(٣) في « بث ، بح ، بر ، بك ، جن » والوافي : « ولا يكون ».

(٤) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦١ ، ح ٩٨٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٦ ، ذيل ح ٢١٦٤٣.

(٥) في « ظ ، بر » والوافي : ـ / « موسى ».

(٦) الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٦٣٣ ، مرسلاً عن الرضا عليه‌السلام. مصادقة الإخوان ، ص ٨٢ ، ح ١٠ ، مرسلاً عن عليّ بن عقبة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦١ ، ح ٩٨٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٦ ، ذيل ح ٢١٦٤٤.

(٧) « النوائب » : جمع نائبة ، وهي المصيبة ، أو هي ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ( نوب ).

٢٨٥

وَلَاتَدْخُلْ فِي شَيْ‌ءٍ مَضَرَّتُهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ (١) مِنْ مَنْفَعَتِهِ لِأَخِيكَ ». (٢)

٧٥ ـ بَابُ مَنْ كَفَرَ الْمَعْرُوفَ‌

٦١٢٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (٣) عِيسى ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (٤) : « لَعَنَ اللهُ قَاطِعِي سُبُلِ (٥) الْمَعْرُوفِ ».

قِيلَ : وَمَا قَاطِعُو (٦) سُبُلِ (٧) الْمَعْرُوفِ؟

قَالَ : « الرَّجُلُ يُصْنَعُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ ، فَيَكْفُرُهُ ، فَيَمْتَنِعُ صَاحِبُهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذلِكَ إِلى غَيْرِهِ ». (٨)

٦١٢٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (٩) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ (١٠) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا أَقَلَّ مَنْ شَكَرَ الْمَعْرُوفَ ». (١١)

__________________

(١) في « ظ ، بف » : « أكثر ».

(٢) التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٠٢٧ ، بسند آخر عن رجل صالح. وفي الأمالي للمفيد ، ص ٣٠٠ ، المجلس ٣٥ ، ح ١١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٧٣ ، المجلس ٣ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبي جعفر عليهما‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦١ ، ح ٩٨٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٦ ، ح ٢١٦٤٥ ؛ وفيه ، ج ٢٣ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٩٦١٤ ، إلى قوله : « واصبر على النوائب ».

(٣) في « بر » : ـ / « محمّد بن ».

(٤) في « بر ، بك » والوافي : ـ / « قال ».

(٥) في « ى ، بخ ، بس ، بك ، جن » والوسائل والفقيه والاختصاص : « سبيل ».

(٦) في « بث ، بخ » والفقيه : « قاطعي ».

(٧) في « ى ، بخ ، بر ، بس ، بك » والوسائل والفقيه : « سبيل ».

(٨) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٩٦ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤١ ، مرسلاً ، وفي الأخير مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٢ ، ح ٩٨٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢١٦٢٤.

(٩) في « بث ، بخ ، بر ، بف » : + / « بن عبد الله ».

(١٠) في « بر ، بف » : ـ / « الحسن ».

(١١) تحف العقول ، ص ٣٥٨ ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٢ ، ح ٩٨٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠٦ ،

٢٨٦

٦١٢٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أُتِيَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ (١) فَلْيُكَافِئْ بِهِ ، فَإِنْ عَجَزَ ، فَلْيُثْنِ عَلَيْهِ ؛ فَإِنْ (٢) لَمْ يَفْعَلْ ، فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ ». (٣)

٧٦ ـ بَابُ الْقَرْضِ (٤)

٦١٢٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ عَلى بَابِ الْجَنَّةِ : الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ (٥) عَشَرَ ». (٦)

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « بِخَمْسَةَ عَشَرَ (٧) ». (٨)

__________________

ح ٢١٦١٣.

(١) في « جن » : « المعروف ».

(٢) في « بخ » وحاشية « بث » : « فمن ». وفي « بر ، بك » : « ومن ». وفي الوافي : « من ».

(٣) الأمالي للطوسي ، ص ٢٣٣ ، المجلس ٩ ، ح ٦ ، بسنده عن إسماعيل بن مسلم السكونيّ ، مع زيادة في أوّله. الجعفريّات ، ص ١٥٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تحف العقول ، ص ٥٥ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٢ ، ح ٩٨٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢١٦٢٥.

(٤) في « بف » : « باب فضل القرض على الصدقة ».

(٥) في « ظ ، بح » : « ثمانية ».

(٦) الجعفريّات ، ص ١٨٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الصدقة على القرابة ، ح ٦٠٣٥ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٢ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّها مع زيادة في آخره. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٨ ، ح ١٦٩٧ ، مرسلاً. وفيه ، ص ٦٧ ، ح ١٧٣٨ ؛ والمقنعة ، ص ٢٦٢ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٣ ، ح ٩٨٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٨ ، ح ٢١٦٥١.

(٧) قال في الوافي : « وذلك لأنّه ضعفها في الثواب ، والحسنة بعشرة أضعافها ، ولو لم يستردّ يكون عشرين وحيث استردّ نقص اثنان على الرواية الاولى ونصف العشرة على الثانية ، والوجه في التضعيف أنّ الصدقة تقع في يد المحتاج وغير المحتاج ، ولا يتحمّل ذلّ الاستقراض إلاّ المحتاج ، كذا قيل » ، ثمّ عدّ إمكان التكرار في القرض دون التصدّق من أحد أسباب فضله عليه. راجع : الدروس ، ج ٣ ، ص ٣١٨.

(٨) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٣ ، ح ٩٨٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٨ ، ح ٢١٦٥٢.

٢٨٧

٦١٢٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ أَقْرَضَ مُؤْمِناً يَلْتَمِسُ بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ حَسَبَ اللهُ (٢) لَهُ أَجْرَهُ (٣) بِحِسَابِ (٤) الصَّدَقَةِ حَتّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ (٥) ». (٦)

٦١٣٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ (٧) عزّوجلّ : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ ) (٨) قَالَ : « يَعْنِي بِالْمَعْرُوفِ الْقَرْضَ ». (٩)

٦١٣١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « بخ ، بر ، بف » : ـ / « بن إبراهيم ».

(٢) في « ظ ، بخ ، بك » والفقيه : ـ / « الله ».

(٣) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والفقيه : « أجرها ».

(٤) في « بح » : « بحسب ».

(٥) في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل والفقيه : « ماله إليه ». وفي الوافي : « يعني أعطاه الله في كلّ آن أجر صدقة ، وذلك لأنّ له اقتضاءه في كلّ آن ، فلمّا لم يفعل فكأنّما أعطاه ثانياً وثالثاً ، وهلمّ جرّاً إلى أن يقبضه ».

(٦) ثواب الأعمال ، ص ١٦٦ ، ح ٢ ، بسنده عن الفضيل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. المؤمن ، ص ٥٤ ، ح ١٤٠ ، مع زيادة في آخره ؛ الاختصاص ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث ، وفي الأخيرين مرسلاً إلى قوله : « له أجره بحساب الصدقة ». وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٨ ، ح ١٦٩٩ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٤ ، ح ٩٨٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٨ ، ح ٢١٦٥٠.

(٧) في « بث ، بح ، بس » والوسائل والفقيه : « في قول الله ».

(٨) النساء (٤) : ١١٤. وفي « بث » والفقيه وتفسير العيّاشي : + / « أَوْ إِصْلحِ بَيْنَ النَّاسِ ».

(٩) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢٧١ ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن بعض القمّيين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٨ ، ح ١٦٩٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ، ح ٣٧٠٦ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٥ ، ح ٩٨٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٧ ، ح ٢١٦٤٩.

٢٨٨

دَخَلْتُ أَنَا وَالْمُعَلّى وَعُثْمَانُ بْنُ عِمْرَانَ (١) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَلَمَّا رَآنَا ، قَالَ : « مَرْحَباً مَرْحَباً (٢) بِكُمْ ، وُجُوهٌ (٣) تُحِبُّنَا وَنُحِبُّهَا ، جَعَلَكُمُ اللهُ مَعَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ». فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « نَعَمْ ، مَهْ (٤) » قَالَ : إِنِّي رَجُلٌ مُوسِرٌ ، فَقَالَ لَهُ : « بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي يَسَارِكَ » قَالَ : وَيَجِي‌ءُ (٥) الرَّجُلُ (٦) ، فَيَسْأَلُنِي (٧) الشَّيْ‌ءَ (٨) وَلَيْسَ هُوَ إِبَّانَ (٩) زَكَاتِي؟

فَقَالَ لَهُ (١٠) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « الْقَرْضُ عِنْدَنَا بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ ، وَالصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ (١١) ، وَمَاذَا عَلَيْكَ إِذَا كُنْتَ ـ كَمَا تَقُولُ ـ مُوسِراً أَعْطَيْتَهُ؟ فَإِذَا كَانَ إِبَّانُ (١٢) زَكَاتِكَ ، احْتَسَبْتَ (١٣) بِهَا مِنَ الزَّكَاةِ. يَا عُثْمَانُ ، لَاتَرُدَّهُ ؛ فَإِنَّ رَدَّهُ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ؛ يَا عُثْمَانُ ، إِنَّكَ لَوْ عَلِمْتَ مَا مَنْزِلَةُ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَبِّهِ (١٤) ، مَا تَوَانَيْتَ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ‌

__________________

(١) في « ظ ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بث ، جن » والوسائل : « بهرام ».

وقد ذكر الشيخ الطوسي عثمان بن عمران وعثمان بن بهرام في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام. راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٥٩ ، الرقم ٣٦٨٠ ؛ وص ٢٦٠ ، الرقم ٣٦٩٢.

(٢) في « ى » : ـ / « مرحباً ». و « مَرْحباً » ، أي أَتيتَ أو لقيتَ رُحباً وسعة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٣٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ( رحب ).

(٣) في « بر ، بك » والوافي : « وجوهاً ».

(٤) في « ظ ، ى ، بح ، بس » وحاشية « بف » والوافي : « فمه ». وفي « بر ، بف ، بك » : ـ / « مه ». وقال في الوافي : « الهاء في‌فمه للسكت وأصله فما ، أي فما تريد؟ ».

(٥) في « ى » والوافي : « فيجي‌ء ». وفي الوسائل : « ويجيئني ».

(٦) في حاشية « ظ » : « المؤمن ».

(٧) في « بح » والوسائل : « ويسألني ».

(٨) في « بح » : ـ / « الشي‌ء ».

(٩) في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « إيّان ». وإبّان الشي‌ء ، بالكسر والتشديد : وقته وأوانه ، والنون أصليّة فيكون فِعّالاً وقيل : هي زائدة ، وهو فِعلان من أبّ الشي‌ء : إذا تهيّأ للذهاب. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٧ ( أبن ).

(١٠) في « بر ، بف ، بك » والوافي : ـ / « له ».

(١١) في « ى » : « بعشر ».

(١٢) في « بخ ، بر ، بف » وحاشية « جن » : « إيّان ».

(١٣) في « بح ، بر ، بك ، جن » وحاشية « بث » : « أحتسب ».

(١٤) في « بر ، بك » : ـ / « من ربّه ».

٢٨٩

سُرُوراً ، فَقَدْ أَدْخَلَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ تَدْفَعُ (١) الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ (٢) ». (٣)

٦١٣٢ / ٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ السِّنْدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَرْضُ الْمُؤْمِنِ غَنِيمَةٌ (٥) ، وَتَعْجِيلُ (٦) خَيْرٍ ؛ (٧) إِنْ أَيْسَرَ ، أَدَّاهُ (٨) ؛ وَإِنْ مَاتَ ، احْتُسِبَ (٩) مِنَ الزَّكَاةِ (١٠) ». (١١)

٧٧ ـ بَابُ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ‌

٦١٣٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ يَوْمَ لَاظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ـ قَالَهَا‌

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بس » والمطبوع والوافي : « يدفع ».

(٢) في « جن » : « والبرص والجذام ».

(٣) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب إدخال السرور على المؤمنين ، ح ٢١٣٣ ؛ وكتاب الزكاة ، باب الصدقة على القرابة ، ح ٦٠٣٥ ؛ والمؤمن ، ص ٦٩ ، ح ١٨٩ ؛ ومصادقة الإخوان ، ص ٦٢ ، ح ٨ الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٥ ، ح ٩٨٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢١٠٦٥ ، إلى قوله : « فإنّ ردّه عند الله عظيم » ملخّصاً.

(٤) السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٥) في الوافي : « إنّما كان القرض غنيمة ؛ لأنّه يوجب ثواباً من دون نقص من المال. وإنّما كان تعجيل أجر ، أو خيرعلى اختلاف النسختين ؛ لأنّه أداء زكاة قبل أوانها ».

(٦) في « بخ ، بف » : « وتعجيله ».

(٧) في الوافي : « أجر ».

(٨) في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « قضاه ». وفي الوافي : « قضاك ». وفي الوسائل : « أدّى ».

(٩) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : + / « به ». وفي « بخ ، بف » : « احتسبت ».

(١٠) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بح » والوسائل ، والفقيه : « زكاته ».

(١١) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب القرض أنّه حمى الزكاة ، ح ٥٩٥٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٨ ، ح ١٧٠٠ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٩٨ ، مع اختلاف يسير. وراجع : ثواب الأعمال ، ص ١٦٧ ، ح ٣ الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٦ ، ح ٩٩٠٠ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٢٠٦٦.

٢٩٠

ثَلَاثاً ، فَهَابَهُ (١) النَّاسُ أَنْ يَسْأَلُوهُ فَقَالَ ـ : فَلْيُنْظِرْ مُعْسِراً ، أَوْ لِيَدَعْ (٢) لَهُ مِنْ حَقِّهِ (٣) ». (٤)

٦١٣٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ ـ وَحَنّى (٥) كَفَّه (٦) ـ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَظِلَّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ (٧)؟ ـ قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ فَقَالَ النَّاسُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ : نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْظَرَ غَرِيماً ، أَوْ تَرَكَ لِمُعْسِرٍ » (٨)

ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ لِي (٩) عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : إِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي (١٠) أَنَّهُ لَزِمَ غَرِيماً لَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَقْبَلَ (١١) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ وَنَحْنُ جَالِسَانِ ،

__________________

(١) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « وهابه ». والمَهابة : الإجلال والمخافة. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ( هيب ).

(٢) في « بخ » : « ويدع ». وفي « بف » : « أو يدع ».

(٣) في الوافي : « الإنظار : الإمهال والتأخير. و « من » في « من حقّه » للتبعيض ؛ يعني أو يخفّف عنه ليتمكّن من أدائه ».

(٤) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٨١٦ ، بثلاثة طرق اخر ، وتمام الرواية فيه : « من أنظر معسراً أظلّه الله بظلّه يوم لاظلّ إلاّظلّه ». تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥٣ ، ح ٥١٣ ، عن معاوية بن عمّار الدهني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفيه ، ص ١٥٤ ، ضمن ح ٥١٩ ، عن ابن سنان ، عن أبي حمزة ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٩ ، ح ١٧٠٣ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٩ ، ح ٩٩٠٩ ؛ وج ١٨ ، ص ٨٠٥ ، ح ١٨٣٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٩ ، ح ٢١٦٥٤.

(٥) في مرآة العقول عن بعض النسخ : « وخنا » بالخاء المعجمة.

(٦) « حَنَا كفَّه » ، أي عطفه ولواه وأماله ، وكذا حنّاه تحنيةً. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٠٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٧٦ ( حنا ). هذا ، وفي مرآة العقول : « كأنّه طالباً لقوله : من أحبّ ».

(٧) « فَوْرُ جهنّم » : وَهَجُها وغليانها وحرّها. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٨ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٦٧ ( فور ).

(٨) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك » والوافي. وفي « ى ، جن » والمطبوع والوسائل : « المعسر ».

(٩) في « بر ، بك » : ـ / « أبو عبد الله عليه‌السلام قال لي ».

(١٠) في « بر ، بف ، بك » : « أخبره ».

(١١) في « بح » : « فجاء ».

٢٩١

ثُمَّ خَرَجَ فِي الْهَاجِرَةِ (١) ، فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سِتْرَهُ ، وَقَالَ : يَا (٢) كَعْبُ ، مَا زِلْتُمَا جَالِسَيْنِ؟ قَالَ : نَعَمْ بِأَبِي وَأُمِّي ، قَالَ : فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِكَفِّهِ : خُذِ (٣) النِّصْفَ. قَالَ : فَقُلْتُ (٤) : بِأَبِي (٥) وَأُمِّي ، ثُمَّ قَالَ (٦) : أَتْبِعْهُ بِبَقِيَّةِ حَقِّكَ. قَالَ : فَأَخَذْتُ النِّصْفَ ، وَوَضَعْتُ لَهُ النِّصْفَ ». (٧)

٦١٣٥ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ (٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَلُّوا سَبِيلَ الْمُعْسِرِ كَمَا خَلاَّهُ اللهُ (٩) عَزَّ وَجَلَّ ». (١٠)

٦١٣٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (١١) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) قال الجوهري : « الهَجْر والهاجِرة : نصف النهار عند اشتداد الحرّ ». وقال ابن الأثير : « الهجير والهاجرة : اشتداد الحرّ نصف النهار ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٥١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٤٦ ( هجر ).

(٢) في « بك » : ـ / « يا ».

(٣) في « بر ، بف ، بك » والوافي : « خلّه ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « خلّ » بدون الضمير.

(٤) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « قلت ».

(٥) في « بث » وحاشية « جن » : + / « أنت ».

(٦) في « بس » وحاشية « ظ » والوسائل : + / « له ».

(٧) الأمالي للمفيد ، ص ٣١٥ ، المجلس ٣٧ ، ذيل ح ٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٨٣ ، المجلس ٣ ، ذيل ح ٣٢ ؛ وص ٤٥٩ ، المجلس ١٦ ، ذيل ح ٣١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ، عن أبي لبابة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥٤ ، ح ٥١٥ ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّ المصادر إلى قوله : « من أنظر غريماً أو ترك لمعسر » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٠ ، ح ٩٩١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٩ ، ح ٢١٦٥٥.

(٨) في الوسائل : + / « عن ابن محبوب ». وهو سهو ؛ فقد أكثر سهل بن زياد من الرواية عن عليّ بن أسباط ، ولم‌يثبت في شي‌ء منها توسّط ابن محبوب ـ وهو الحسن ـ بينهما ، كما لم يثبت رواية ابن محبوب عن عليّ بن أسباط في موضع.

(٩) في الوافي : « أي اتركوه وأعرضوا عنه ، كما تركه الله ، حيث قال : ( فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ) [ البقرة (٢) : ٢٨٠ ] ».

(١٠) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٩ ، ح ١٧٠٢ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٠ ، ح ٩٩١١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٠ ، ح ٢١٦٥٦.

(١١) في « بف » : ـ / « الحسن ».

٢٩٢

يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ (١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَصَلّى عَلى أَنْبِيَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ (٢) ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ (٣) ، أَلَا وَمَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً ، كَانَ لَهُ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كُلِّ يَوْمٍ (٤) صَدَقَةٌ بِمِثْلِ (٥) مَالِهِ حَتّى يَسْتَوْفِيَهُ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٦) : « ( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (٧) أَنَّهُ مُعْسِرٌ ، فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ بِمَالِكُمْ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ». (٨)

٧٨ ـ بَابُ تَحْلِيلِ الْمَيِّتِ‌

٦١٣٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ خُنَيْسٍ (٩) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ لِعَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ دَيْناً عَلى رَجُلٍ قَدْ مَاتَ ، وَقَدْ (١٠)

__________________

(١) في « ى ، بر » : « عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ».

(٢) في « بس » : « صلوات الله عليهم ». وفي « جن » والوافي : ـ / « صلّى الله عليهم ». وفي الوسائل : ـ / « وصلّى على‌أنبيائه صلّى الله عليهم ».

(٣) في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « الغائب منكم ».

(٤) في الوافي : + / « ثواب ».

(٥) في « ى » : « مثل ».

(٦) في الوافي والفقيه : + / « قال الله ».

(٧) البقرة (٢) : ٢٨٠.

(٨) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٨ ، ح ١٧٠١ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥٤ ، ذيل ح ٥١٩ ، عن ابن سنان ، عن أبي حمزة ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧١ ، ح ٩٩١٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٠ ، ح ٢١٦٥٧.

(٩) في « ى ، بس » والوافي : « حبيش ». وكلا العنوانين مذكور في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام. راجع : رجال الكشّي ، ص ٤٠٣ ، الرقم ٧٥٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٨٠ ، الرقم ٢١٥٩ ؛ وص ١٨١ ، الرقم ٢١٨١.

(١٠) في « ظ ، بح ، بخ ، بر ، بك » والوسائل والفقيه والتهذيب وثواب الأعمال : ـ / « قد ».

٢٩٣

كَلَّمْنَاهُ أَنْ يُحَلِّلَهُ ، فَأَبى (١)

فَقَالَ : « وَيْحَهُ ، أَمَا يَعْلَمُ أَنَّ لَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ عَشَرَةً إِذَا حَلَّلَهُ؟ وَإِذَا (٢) لَمْ يُحَلِّلْهُ ، فَإِنَّمَا لَهُ (٣) دِرْهَمٌ بَدَلَ دِرْهَمٍ (٤) ». (٥)

٦١٣٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ مُعَتِّبٍ (٦) ، قَالَ :

دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (٧) الْوَشَّاءُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَسْأَلُهُ (٨) أَنْ يُكَلِّمَ شِهَاباً أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُ حَتّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ ، وَكَانَ (٩) لَهُ عَلَيْهِ أَلْفُ دِينَارٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : « قَدْ عَرَفْتَ حَالَ مُحَمَّدٍ وَانْقِطَاعَهُ إِلَيْنَا ، وَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ لَكَ عَلَيْهِ أَلْفَ دِينَارٍ لَمْ تَذْهَبْ (١٠) فِي بَطْنٍ وَلَافَرْجٍ ، وَإِنَّمَا ذَهَبَتْ دَيْناً عَلَى الرِّجَالِ وَوَضَائِعَ (١١) وَضَعَهَا ، وَأَنَا (١٢) أُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَهُ (١٣) فِي حِلٍّ ».

__________________

(١) في « بر ، بك » : « فأباه ».

(٢) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جت ، جن » والفقيه. وفي « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي وثواب الأعمال : « وإن ». وفي « بح » والمطبوع والوسائل : « فإذا ».

(٣) في « بخ ، بر ، بك » والوافي وثواب الأعمال : « هو ».

(٤) في « بر ، بف ، بك » والوافي : « بدرهم » بدل « بدل درهم ».

(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٤٢٧ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٧٤ ، ح ١ ، بسندهما عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٨٩ ، ح ٣٧١٢ ، معلّقاً عن إبراهيم بن عبدالحميد. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٩ ، ح ١٧٠٤ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧١ ، ح ٩٩١٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢١ ، ح ٢١٦٥٨.

(٦) في « بر » : « شعيب ».

(٧) في « ى ، جن » وحاشية « ظ » : « بشير ».

(٨) في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل : « فسأله ». وفي « بخ » : + / « له ».

(٩) في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوسائل : « وكانت ».

(١٠) في « ى ، بث ، بف » : « لم يذهب ». وفي البحار : « ولم يذهب ».

(١١) في « بخ » : « وبضايع ». و « الوَضائع » : جمع الوَضيعة ، وهي الخسارة ، يقال : وُضِعَ في تجارته واوضِعَ وَوَضَعَ ، أي غُبن وخَسِرَ فيها ، وصيغة ما لم يسمّ فاعله أكثر. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٨ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٩٨ ( وضع ).

(١٢) في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والوسائل : « فأنا ».

(١٣) في « بخ » : + / « منه ».

٢٩٤

فَقَالَ : « لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُقْبَضُ (١) مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَتُعْطَاهَا (٢) ». فَقَالَ (٣) : كَذلِكَ (٤) فِي أَيْدِينَا.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اللهُ أَكْرَمُ وَأَعْدَلُ مِنْ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ عَبْدُهُ (٥) ، فَيَقُومَ فِي اللَّيْلَةِ (٦) الْقَرَّةِ (٧) ، أَوْ يَصُومَ (٨) فِي الْيَوْمِ (٩) الْحَارِّ ، أَوْ يَطُوفَ بِهذَا الْبَيْتِ ، ثُمَّ يَسْلُبَهُ (١٠) ذلِكَ ، فَتُعْطَاهُ (١١) ، وَلكِنْ لِلّهِ (١٢) فَضْلٌ كَثِيرٌ يُكَافِي الْمُؤْمِنَ ».

فَقَالَ (١٣) : فَهُوَ (١٤) فِي حِلٍّ (١٥) (١٦)

__________________

(١) في « ى ، بث ، بس » والوسائل والبحار : « يقتصّ ». وفي « بح ، جن » : « تقبض ». وفي حاشية « بث » : « ينقص ».

(٢) في « ى » : « ويعطاها ». وفي « بث ، بح ، بخ » والبحار : « فيعطاها ». وفي « بس ، جن » وحاشية « ظ » : « وتعطاها ».

(٣) في الوافي : + / « شهاب ».

(٤) في « بر ، بف ، بك » والوافي : « فكذلك ». وفي الوسائل : + / « هو ».

(٥) في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « عبد ».

(٦) في « بر ، بف ، بك » والوافي : « الليل ».

(٧) في « بر ، بف ، بك » والوافي : « القرّ ». و « القَرَّة » : الباردة ، من القُرّ بمعنى البرد. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٩ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٨ ( قرر ).

(٨) في الوسائل : « ويصوم ».

(٩) في « بح ، بر ، بك » : « في يوم ».

(١٠) في « ى » : « يسأله ».

(١١) هكذا في أكثر النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « بث » والمطبوع والبحار : « فيعطاه ».

(١٢) في « ى » : « الله ». وفي « بر ، بك » : + / « ذو ».

(١٣) في « بر ، بف ، بك » والوافي : « قال ».

(١٤) في « بث ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك » والوافي والوسائل : « هو ».

(١٥) في هامش الطبعة الحجريّة عن العلاّمة المجلسي : « حاصل مغزى جواب الشهاب أنّك أمرتني أن أجعله في حلّ ، فلعلّك تقدر على قبض حسناته وإعطائها ، فكأنّه قال : هل تقدر أن تقبض من حسناتة وتعطيني إيّاها عوضاً عمّا لي عليه من الحقّ ، فيبقى هو بلا حسنات؟ وملخّص جوابه عليه‌السلام تصديق ذلك ، ولكن بطريق شفاعته منه سبحانه في القبض والإعطاء ، لا من عند نفسه عليه‌السلام ، ولمّا كان المفهوم من هذا الجواب لزومها بالنظر إليه سبحانه بطريق الشفاعة ـ وهو أعظم من أن يفعل ذلك ـ وإن جاز له أن يفعله بالنظر إلى مقتضى العدالة ، قال عليه‌السلام : الله أكرم ، إلخ. فكان ملخّص هذا الكلام منه عليه‌السلام أنّ الله تعالى لم يفعل بعبد حاله كذا وكذا أن يقبض حسنات أفعاله هذه ويسلبها منه ويعطيها غيره ويبقيه بلا حسنات ، بل له فضل كثير وعطاء جزيل ، فيجازي غيره الذي له عليه الحقّ مجازاة يرضى بها ، ويترك حقّه من غير أن ينقص من حسنات ذلك العبد الذي عليه الحقّ شيئاً. ولمّا سمع شهاب هذا الكلام منه عليه‌السلام وفهم المرام ، قال في الفور : فهو في حلّ ؛ والله أعلم ».

(١٦) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٢ ، ح ٩٩١٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٢ ، ح ٢١٦٥٩ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٦٤ ، ح ٨٠.

٢٩٥

٧٩ ـ بَابُ مَؤُونَةِ النِّعَمِ‌

٦١٣٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْفَرَّاءِ مَوْلى طِرْبَالٍ ، عَنْ حَدِيدِ (١) بْنِ حَكِيمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ (٢) اللهِ عَلَيْهِ ، اشْتَدَّتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ (٣) ، فَاسْتَدِيمُوا النِّعْمَةَ بِاحْتِمَالِ الْمَؤُونَةِ ، وَلَاتُعَرِّضُوهَا لِلزَّوَالِ ؛ فَقَلَّ مَنْ زَالَتْ عَنْهُ النِّعْمَةُ (٤) ، فَكَادَتْ (٥) أَنْ (٦) تَعُودَ إِلَيْهِ ». (٧)

٦١٤٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدَنِيِّ (٨) مَوْلى بَنِي هَاشِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ (٩) الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا مِنْ عَبْدٍ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ نِعْمَةٌ إِلاَّ اشْتَدَّتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَمَنْ لَمْ يَقُمْ (١٠) لِلنَّاسِ بِحَوَائِجِهِمْ (١١) ، فَقَدْ عَرَّضَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ ».

قَالَ : فَقُلْتُ (١٢) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقُومَ لِهذَا الْخَلْقِ بِحَوَائِجِهِمْ؟

__________________

(١) في « ظ ، ى ، بث ، بر » : « حبيب ».

(٢) في « بث ، بف ، بك » والوافي : « نعم ».

(٣) في « بح » والوسائل : « إليه ».

(٤) في « جن » : « النعم ».

(٥) في « ى » وحاشية « بح » : « وكادت ».

(٦) في « بر ، بك » والفقيه : ـ / « أن ».

(٧) الأمالي للطوسي ، ص ٣٠٦ ، المجلس ١١ ، ح ٦٢ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٠ ، ح ١٧٠٥ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦ ، ح ٩٩١٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢١٦٦٠.

(٨) في « ى ، بح ، بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث » والوسائل : « المدائني ». وأبو أيّوب هذا ، هو سليمان بن مقبل‌المدينى ( المدني ) وكلاهما بمعنى. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٣٨ ، الرقم ٥٠٢٦.

(٩) في الوسائل : ـ / « بن محمّد ».

(١٠) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « لم يقض ».

(١١) في « بخ ، بف » والوافي : « حوائجهم ».

(١٢) في « بخ ، بر ، بف ، بك » : + / « له ».

٢٩٦

فَقَالَ : « إِنَّمَا (١) « النَّاسُ » فِي هذَا الْمَوْضِعِ ـ وَاللهِ ـ الْمُؤْمِنُونَ ». (٢)

٦١٤١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (٣) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِحُسَيْنٍ الصَّحَّافِ : « يَا حُسَيْنُ ، مَا ظَاهَرَ اللهُ عَلى عَبْدٍ النِّعَمَ (٤) حَتّى ظَاهَرَ عَلَيْهِ مَؤُونَةَ النَّاسِ ، فَمَنْ صَبَرَ لَهُمْ وَقَامَ بِشَأْنِهِمْ ، زَادَ (٥) اللهُ فِي نِعَمِهِ عَلَيْهِ عِنْدَهُمْ (٦) ، وَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ لَهُمْ (٧) وَلَمْ يَقُمْ بِشَأْنِهِمْ ، أَزَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهُ تِلْكَ النِّعْمَةَ ». (٨)

٦١٤٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَظُمَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ ، اشْتَدَّتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَإِنْ هُوَ قَامَ بِمَؤُونَتِهِمْ ، اجْتَلَبَ زِيَادَةَ النِّعْمَةِ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَقَدْ عَرَّضَ النِّعْمَةَ لِزَوَالِهَا ». (٩)

٨٠ ـ بَابُ حُسْنِ جِوَارِ النِّعَمِ (١٠)

٦١٤٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ى » : « وإنّما ».

(٢) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦ ، ح ٩٩٢٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢١٦٦١.

(٣) في « بر » : ـ / « بن مسلم ».

(٤) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : « النعمة ».

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « ى » والمطبوع : « زاده ».

(٦) في « بث » والوافي : ـ / « عندهم ». وفي « بر ، بف ، بك » : ـ / « عليه عندهم ».

(٧) في « بك » : ـ / « لهم ».

(٨) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦ ، ح ٩٩٢١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢١٦٦٢.

(٩) قرب الإسناد ، ص ٧٧ ، ح ٢٤٩ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦ ، ح ٩٩٢٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٤ ، ح ٢١٦٦٣.

(١٠) في « بر ، بك » : « الجوار » بدل « جوار النعم ».

٢٩٧

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : « يَا ابْنَ عَرَفَةَ ، إِنَّ النِّعَمَ كَالْإِبِلِ الْمُعْتَقَلَةِ (١) فِي عَطَنِهَا (٢) عَلَى الْقَوْمِ (٣) مَا أَحْسَنُوا جِوَارَهَا ، فَإِذَا أَسَاؤُوا (٤) مُعَامَلَتَهَا وَإِنَالَتَهَا (٥) ، نَفَرَتْ عَنْهُمْ ». (٦)

٦١٤٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ ».

قُلْتُ : وَمَا حُسْنُ جِوَارِ النِّعَمِ؟

قَالَ : « الشُّكْرُ لِمَنْ أَنْعَمَ بِهَا (٧) ، وَأَدَاءُ (٨) حُقُوقِهَا ». (٩)

٦١٤٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ (١٠) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللهِ ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَنْتَقِلَ عَنْكُمْ‌

__________________

(١) اعتقال الإبل : هو أن تثني وظيفه مع ذراعه فتشدّهما جميعاً في وسط الذراع بحبل وذلك هو العقال ، وكذاعقل الإبل وتعقيله. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٢٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٦٥ ( عقل ).

(٢) العَطَن والمَعْطِن : مبرك الإبل حول الماء ؛ لتشرب عَلَلاً بعد نَهَل ، يقال : عطنت الإبل فهي عاطنة وعواطن ، إذا سقيت وبركت عند الحياض ؛ لتعاد إلى الشرب مرّة اخرى. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٥٨ ( عطن ).

(٣) في العيون : « العوم ». وفي الوافي : « على القوم ، متعلّق بالمعتقلة ، أي مصونة عليهم محفوظة لهم ».

(٤) في « بر ، بك » : « ابتلوا ».

(٥) في « ى ، بس » وحاشية « ظ » : « وإبالتها ». وفي حاشية « بث » : + / « بالتهاون ». والإنالة : الإعطاء ، يقال : أناله معروفه ونوّله ، أي أعطاه معروفه. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٨٣ ( نول ).

(٦) عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١١ ، ح ٢٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٧ ، ح ٩٩٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢١٦٧٣.

(٧) في « ى » : ـ / « بها ».

(٨) في « بث ، بح ، بخ ، بر » والمقنعة : « وأدّى ».

(٩) التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٩ ، ح ٤١٥ ، معلّقاً عن الكليني. المقنعة ، ص ٢٦٥ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٧ ، ح ٩٩٢٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢١٦٧٤.

(١٠) في « بر ، بف » : ـ / « الحسن ».

٢٩٨

إِلى غَيْرِكُمْ ، أَمَا إِنَّهَا لَمْ تَنْتَقِلْ عَنْ أَحَدٍ قَطُّ ، فَكَادَتْ أَنْ (١) تَرْجِعَ إِلَيْهِ ».

قَالَ : « وَكَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام يَقُولُ : قَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْ‌ءٌ (٢) فَأَقْبَلَ ». (٣)

٨١ ـ بَابُ مَعْرِفَةِ الْجُودِ وَالسَّخَاءِ‌

٦١٤٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ (٤) ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ عليه‌السلام وَهُوَ فِي الطَّوَافِ ، فَقَالَ لَهُ (٥) : أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَوَادِ؟

فَقَالَ : « إِنَّ لِكَلَامِكَ وَجْهَيْنِ ، فَإِنْ (٦) كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْمَخْلُوقِ ؛ فَإِنَّ الْجَوَادَ الَّذِي يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ ؛ وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْخَالِقِ ، فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطى (٧) ، وَهُوَ (٨) الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ ؛ لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطَاكَ ، أَعْطَاكَ مَا لَيْسَ لَكَ ، وَإِنْ مَنَعَكَ ، مَنَعَكَ مَا لَيْسَ لَكَ ». (٩)

٦١٤٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (١٠) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

__________________

(١) في « ظ » والوسائل والفقيه : ـ / « أن ».

(٢) في « بخ ، بر ، بك » والوافي : « أمر ».

(٣) الأمالي للطوسي ، ص ٢٤٦ ، المجلس ٩ ، ح ٢٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٠ ، ح ١٧٠٦ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٧ ، ح ٩٩٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢١٦٧٢.

(٤) في معاني الأخبار : « أحمد بن مسلم ».

(٥) في « ى ، بر ، بك » والوسائل : ـ / « له ».

(٦) في « بر ، بف بك » : « وإن ».

(٧) في « بر ، بك » والوافي : « أعطاك ».

(٨) في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي : ـ / « هو ».

(٩) معاني الأخبار ، ص ٢٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد. وفي التوحيد ، ص ٣٧٣ ، ح ١٦ ؛ والخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ح ٣٦ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٤١ ، ح ٤١ ، بسند آخر عن أحمد بن سليمان. تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، عن الكاظم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٩ ، ح ٩٩٢٦ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ١١٤٠٣ ، إلى قوله : « يؤدّي ما افترض الله عليه ».

(١٠) في « بر ، بف » : ـ / « الحسن ».

٢٩٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا حَدُّ السَّخَاءِ؟

فَقَالَ (١) : « تُخْرِجُ مِنْ مَالِكَ الْحَقَّ الَّذِي أَوْجَبَهُ (٢) اللهُ عَلَيْكَ ، فَتَضَعُهُ فِي مَوْضِعِهِ ». (٣)

٦١٤٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : السَّخِيُّ مُحَبَّبٌ فِي السَّمَاوَاتِ ، مُحَبَّبٌ (٤) فِي الْأَرْضِ (٥) ، خُلِقَ مِنْ طِينَةٍ عَذْبَةٍ ، وَخُلِقَ مَاءُ عَيْنَيْهِ (٦) مِنْ مَاءِ الْكَوْثَرِ ، وَالْبَخِيلُ مُبَغَّضٌ فِي السَّمَاوَاتِ ، مُبَغَّضٌ (٧) فِي الْأَرْضِ (٨) ، خُلِقَ مِنْ طِينَةٍ سَبِخَةٍ (٩) ، وَخُلِقَ مَاءُ عَيْنَيْهِ (١٠) مِنْ مَاءِ الْعَوْسَجِ (١١) ». (١٢)

٦١٤٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ مَهْدِيٍّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : « السَّخِيُّ الْحَسَنُ الْخُلُقِ فِي كَنَفِ اللهِ‌

__________________

(١) في « بث » والوافي والوسائل والفقيه والمعاني : « قال ».

(٢) في « بر ، بك » : « أوجب ».

(٣) معاني الأخبار ، ص ٢٥٥ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب وأيضاً بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٢ ، ح ٥٨٩٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٩ ، ح ٩٩٢٧ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٧ ، ح ١١٤٠٥.

(٤) في « ى ، بس » والوسائل : « ومحبّب ».

(٥) في الوافي : « الأرضين ».

(٦) في « ى » : « عينه ».

(٧) في « ى » : « ومبغّض ».

(٨) في « بح ، بر ، بف ، بك » والوافي والوسائل : « الأرضين ».

(٩) « السَبِخة » : أرض ذات ملح ونَزّ ـ والنزّ : ما يتحلّب من الأرض من الماء ـ قاله الخليل. وقال ابن الأثير : « هي الأرض التي تعلوها المُلُوحة ولا تكاد تنبت إلاّبعض الشجر » ، فالمراد : طينة مالحة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٧٨٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٣ ( سبخ ).

(١٠) في « ى » : « عينه ».

(١١) « العَوْسَجُ » : ضرب من شجر الشوك ، له ثمر أحمر مدوّر ، كأنّه خرز العقيق ، وقيل غير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٢٩ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ( عسج ).

(١٢) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٠ ، ح ٩٩٣٠ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٧٨١٩.

٣٠٠