بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بينت ولخصت لك آنفا ، وهل يخفى على ذي لب أن هذا تقدير مقدر وصواب وحكمة من مقدر حكيم؟ فإن قال قائل : إن هذا شئ اتفق أن يكون هكذا فما منعه أن يقول مثل هذا في دولاب تراه يدور ويسقي حديقة فيها شجر ونبات ، فترى كل شئ من آلته مقدرا بعضه يلقى بعضا على ما فيه صلاح تلك الحديقة وما فيها وبم كان يثبت هذا القول لو قاله؟ وما ترى الناس كانوا قائلين له لو سمعوه منه؟ فينكر أن يقول في دولاب خشب (١) مصنوع بحيلة قصيرة لمصلحة قطعة من الارض أنه كان بلا صانع ومقدر ، ويقدر أن يقول في هذا الدولاب الاعظم المخلوق بحكمة يقصر عنها أذهان البشر لصلاح جميع الارض وما عليها أنه شئ اتفق أن يكون بلا صنعة ولا تقدير لو اعتل هذا الفلك كما تعتل الآلات التي تتخذ للصناعات وغيرها أي شئ كان عند الناس من الحيلة في إصلاحه.

بيان : قوله عليه السلام « لاتفارق مراكزها » لعل المراد أنه ليس لها حركة بينة ظاهرة كما في السيارات ، أولا يختلف نسب بعضها إلى بعض بالقرب والبعد بأن تكون الجملة التالية مفسرة لها ، ويحتمل أن يكون المراد بمراكزها البروج التي تنسب إليها على ما هو المصطلح بين العرب من اعتبار محاذاة تلك الاشكال في الانتقال إلى البروج وإن انتقلت عن مواضعها ، وعليه ينبغي أن يحمل قوله عليه السلام « وبعضها مطلقة ينتقل في البروج » أو على ما ذكرنا سابقا من كون انتقالها في البروج ظاهرة بينة يعرفه كل أحد ، والاول أظهر كما سيظهر من كلامه عليه السلام.

قوله عليه السلام « فإن الاهمال معنى واحد » يحتمل أن يكون المراد أن الطبيعة أو الدهر اللذين يجعلونهما أصحاب الاهمال مؤثرين كل منهما أمر واحد غير ذي شعور وإرادة ، ولا يمكن صدور الامرين المختلفين عن مثل ذلك كما مر ، أو المراد أن العقل يحكم بأن مثل هذين الامرين المتسقين الجاريين على قانون الحكمة لايكون إلا من حكيم راعى فيهما دقائق الحكم ، أو المراد أن الاهمال أي عدم الحاجة إلى العلة وترجح الامر الممكن من غير مرجح كما تزعمون أمر

____________________

(١) خسيس ( خ ).

١٠١

واحد حاصل فيهما فلم صارت إحديهما راتبة والاخرى متنقلة ولم لم يعكس الامر؟ والاول أظهر كما لا يخفى. قوله (ع) « لبطلت الدلالات » ظاهره كون الاوضاع النجومية علامات الحوادث. قوله عليه السلام « في البروج الراتبة » يدل ظاهرا على ما أشرنا إليه من أنه عليه السلام راعى في انتقال البروج محاذاة نفس الاشكال ، وإن أمكن أن يكون المراد بيان حكمة بطء الحركة ليصلح كون تلك الاشكال علامات للبروج ولو بقربها منها لكنه بعيد. قوله عليه السلام « والشعريين » قال الجوهري : الشعرى الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء وطلوعه في شدة الحر ، وهما الشعريان : الشعرى العبور التي في الجوزاء ، والشعرى القميصاء التي في الذراع ، تزعم العرب أنهما اختا سهيل « انتهى » والقفار جمع قفر وهو الخلا من الارض ، وخطف البرق البصر : ذهب به. ووهج النار بالتكسين : توقدها ، وقوله « حثيثا » أي مسرعا ، وتجافى : أي لم يلزم مكانه ، وبرح مكانه : زال عنه.

٢٤ ـ المتهجد : في تعقيب صلاة أميرالمؤمنين عليه السلام : وأسألك باسمك الذي أجريت به الفلك ، فجعلته معالم شمسك وقمرك ، وكتبت اسمك عليه.

٢٥ ـ الدر المنثور : للسيوطي نقلا من تسعة عشر من كتبهم عن العباس ابن عبدالمطلب قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فقال : هل تدرون كم بين السماء والارض؟ قلنا : الله ورسوله أعلم قال : بينهما مسيرة خمسمائة عام ، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام ، وكثف كل سماء خمسمائة سنة ، وفوق السماء السابعة بحربين أعلاه وأسفله كما بين السماء والارض ، ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين ركبهن (١) وأضلافهن كما بين السماء والارض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والارض (٢).

٢٦ ـ ومن عدة كتب بأسانيدهم عن أبي ذر ره قال : قال رسول الله (ص) : ما بين السماء والارض مسيرة خمسمائة عام وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، وما

____________________

(١) في المصدر : بين وركهن.

(٢) الدر المنثور : ج ١ ، ص ٤٣.

١٠٢

بين السماء إلى التي تليها مسيرة خمسمائة عام ، كذلك إلى السماء السابعة ، والارضون مثل ذلك ، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك. ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجدتم الله ثمة يعني علمه (١).

٢٧ ـ وبأسانيد اخرى عن النبي (ص) قال : كنا جلوسا مع رسول الله (ص) فمرت سحابة فقال : أتدرون ما هذه؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذه الغيابة يسوقها الله إلى أهل بلد لايعبدونه ، ولا يشكرونه! هل تدرون ما فوق ذلك! قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن فوق ذلك موج مكفوف وسقف محفوظ ، هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن فوق ذلك سماء اخرى ، هل تدرون كم ما بينهما؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عدد سبع سماوات بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن فوق ذلك العرش ، فهل تدرون كم ما بينهما؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن بين ذلك كما بين السمائين ثم قال : هل تدرون ما هذه؟ هذه أرض ، هل تدرون ما تحتها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أرض اخرى ، وبينهما مسيرة خمسمائة عام ، حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة عام (٢).

٢٨ ـ وعن عبدالله بن عمر أنه نظر إلى السماء فقال : تبارك الله! ما أشد بياضها ، والثانية أشد بياضا منها ، ثم كذلك حتى بلغ سبع سماوات ، وخلق فوق السابعة الماء ، وجعل فوق الماء العرش ، وجعل فوق السماء الدنيا الشمس والقمر النجوم والرجوم (٣).

٢٩ ـ وعن ابن عباس قال : قال رجل : يا رسول الله ما هذا السماء؟ قال : هذا موج مكفوف عنكم (٤).

٣٠ ـ وعن الربيع بن أنس قال : السماء الدنيا موج مكفوف ، والثانية مرمرة

____________________

(١ـ٤) الدر المنثور : ج ١ص ٤٤.

١٠٣

بيضاء ، والثالثة حديد ، والرابعة نحاس ، والخامسة فضة ، والسادسة ذهب ، والسابعة ياقوتة حمراء ، وما فوق ذلك صحاري من نور ، وما يعلم (١) مافوق ذلك إلا الله ، و ملك موكل بالحجب يقال له « ميطاطروش » (٢).

٣١ ـ وعن سلمان الفارسي ره قال : السماء الدنيا من زمردة خضراء اسمها « رفيعا » والثانية من فضة بيضاء واسمها « أذقلون » والثالثة من ياقوتة حمراء واسمها « قيدوم » والرابعة من درة بيضاء واسمها « ماعونا » (٣) والخامسة من ذهبة حمراء واسمها « ديقا » والسادسة من ياقوتة صفراء واسمها « دفنا » والسابة من نور واسمها « عربيا » (٤).

٣٢ ـ وعن علي (ع) قال : اسم السماء الدنيا رفيع ، واسم السابعة الضراح (٥).

٣٣ ـ وعن ابن عباس قال : سيد السماوات السماء التي فيها العرش وسيد الارضين الارض التي أنتم عليها (٦).

٣٤ ـ وعن الشعبي قال : كتب ابن عباس إلى أبي الجحدر حين سأله عن السماء من أي شي هي فكتب إليه : إن السماء من موج مكفوف (٧).

٣٥ ـ وعن حبة العرني (٨) قال : سمعت عليا عليه السلام ذات يوم يحلف : والذي خلق السماء من دخان وماء (٩).

٣٦ ـ وعن كعب قال : السماء أشد بياضا من اللبن (١٠).

٣٧ ـ وعن سفيان الثوري قال : تحت الارضين صخرة بلغنا أن تلك الصخرة منها خضرة السماء (١١).

____________________

(١) في المصدر : ولايعلم.

(٢) الدر المنثور : ج ١ ، ص ٤٤.

(٣) ماحونا ( خ ).

(٤ و ٧) الدر المنثور : ج ١ ، ص ٤٤.

(٨) في المصدر ، عن حمة العوفى.

(٩ و ١١) الدر المنثور : ج ١ ، ص ٤٤.

١٠٤

٣٨ ـ وعن قتادة في قوله « فسويهن سبع سماوات » قال : بعضهن فوق بعض بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام (١).

٣٩ ـ وعن ابن جبير قال : إن هرقل كتب إلى معاوية وقال : إن كان بقي فيهم شئ من النبوة فسيخبروني عما أسألهم عنه ، قال : وكتب إليه يسأله عن المجرة وعن القوس وعن البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة. قال فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال : إن هذا شئ ما كنت أظن أن اسأل عنه إلى يومي هذا! من لهذا؟ قالوا : ابن عباس. فطوى معاوية كتاب هرقل وبعث به إلى ابن عباس فكتب إليه أن القوس أمان لاهل الارض من الغرق ، والمجرة باب السماء الذي يشق منه ، وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي افرج من بني إسرائيل (٢).

٤٠ ـ وعن أبي صالح في قوله « كانتارتقا ففتقناهما » قال : كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سماوات ، وكانت الارض واحدة ففتق منها سبع أرضين (٣).

٤١ ـ وعن الحسن وقتادة قالا : كانتا جميعا ففصل الله بينهما بهذا الهواء (٤).

٤٢ ـ وعن ابن جبير قال : كانت السماوات والارضون ملتزقتين ، فلما رفع الله السماء وأبعدها (٥) من الارض فكان فتقها الذي ذكر الله (٦).

٤٣ ـ وعن ابن عباس في قوله تعالى « والسماء ذات الحبك » قال : حسنها واستواؤها (٧).

٤٤ ـ وروي عنه أيضا أنه قال : ذات البهاء والجمال ، وأن بنيانها كالبرد المسلسل (٨).

____________________

(١) الدر المنثور : ج ١ ، ص ٤٤.

(٢) الدر المنثور : ج ١ ، ص ٦٩.

(٣ و ٤) الدر المنثور : ج ٤ ، ص ٣١٧.

(٥) في المصدر : وابتزها.

(٦ و ٨) الدر المنثور : ج ٤ ، ص ٣١٧.

١٠٥

٤٥ ـ وفي رواية اخرى عنه : ذات طرائق والخلق الحسن (١).

٤٦ ـ وعن علي عليه السلام قال : هي السماء السابعة (٢).

٤٧ ـ وعن عكرمة : ذات الخلق الحسن محبكة بالنجوم (٣).

٤٨ ـ وعن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل أميرالمؤمنين عليا عليه السلام عن المجرة فقال : هي شجر (٤) السماء ، ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر ، ثم قرأ « ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر (٥) ».

٤٩ ـ وعن ابن عباس في قوله « في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » قال : منتهى أمره من أسفل الارضين إلى منتهى أمره من فوق سبع سماوات مقداره خمسين ألف سنة ، ويوم كان مقداره ألف سنة يعني بذلك ينزل (٦) الامر من السماء إلى الارض ومن الارض إلى السماء في يوم واحد ، فذلك مقداره ألف سنة ، لان ما بين السماء والارض مسيرة خمسمائة عام (٧).

٥٠ ـ وعنه أيضا قال : غلظ كل أرض خمسمائة عام ، وبين كل أرض إلى أرض خمسمائة عام ، ومن السماء إلى السماء خمسمائة عام ، وغلظ كل سماء خمسمائة عام ، فذلك أربعة عشر ألف عام ، وبين السماء وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام ، فذلك قوله « في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (٨) ».

٥١ ـ وعن وهب قال : مقدار ما بين أسفل الارض إلى العرش خمسون ألف سنة (٩).

٥٢ ـ وعن الحسن في قوله « سبع سماوات طباقا » قال : بعضهن فوق بعض

____________________

(١) الدر المنثور ج ٤ص ٣١٧.

(٢ و ٣) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ١١٢.

(٤) الظاهر انه مصحف « شرج »

(٥) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ١٣٤.

(٦) في المصدر : نزول الامر.

(٧ـ٩) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٢٦٤.

١٠٦

كل سماء وأرض خلق وأمر (١).

٥٣ ـ وعن أبى ذر قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله « هل أتى على الانسان » حتى ختمها ، ثم قال : إني أرى ما لاترون ، وأسمع مالا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط! ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته ساجدا لله ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجارون إلى الله عزوجل (٢).

٥٤ـ وعن علي عليه السلام قال : السقف المرفوع السماء ، والبحر المسجور بحر في السماء تحت العرش (٣).

بيان : قال في النهاية : الوعول والاوعال تيوس الجبل ، واحدها « وعل » بكسر العين ، ومنه الحديث في تفسير قوله تعالى « ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية » قيل ثمانية أو عال أي ملائكة على صورة الاوعال (٤) « انتهى ». قوله « لوجدتم الله ثمة » أي نسبته سبحانه إلى العرش وتحت الثرى وجميع الاماكن متساوية من حيث عدم حصوله بذاته في شئ منها ، وإحاطة علمه وقدرته بجميعها. وقال الطيبي : فيما رووا « لو دليتم بحبل إلى الارض السفلى لهبط على الله » دليتم أي أرسلتم ، وعلى الله أي على علمه وقدرته وسلطانه وفي النهاية : الغيابة كل شئ أظل الانسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها « انتهى ». موج مكفوف قال الطيبي : أي ممنوع من الاسترسال ، حفظها الله أن تقع على الارض ، وهي معلقة بلا عمد كالموج المكفوف.

٥٥ ـ الدر المنثور : عن علي عليه السلام في قوله « فلا اقسم بالخنس » قال : هي الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى (٥).

____________________

(١) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٢٦٨.

(٢) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٢٩٧.

(٣) الدر المنثور : ج ٦ ، ١١٨.

(٤) النهاية : ج ٤ ، ص ٢٢١.

(٥) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٣٢٠.

١٠٧

٥٦ ـ وعن علي عليه السلام في قوله « فلا اقسم بالخنس » قال : خمسة أنجم : زحل ، وعطارد ، والمشتري ، وبهرام ، والزهرة ، ليس في الكواكب شئ يقطع المجرة غيرها (١).

٥٧ ـ وعن ابن عباس قال : الخنس نجوم تجري يقطعن المجرة كما يقطع الفرس (٢).

٥٨ ـ وعن ابن عباس في قوله « بالخنس الجوار الكنس » قال : هي النجوم السبعة : زحل ، وبهرام ، وعطارد ، والمشتري ، والزهرة ، والشمس ، والمقر ، خنوسها رجوعها ، وكنوسها تغيبها بالنهار (٣).

٥٩ ـ وعن الاعمش قال : كان أصحاب عبدالله يقولون في قوله تعالى « والسماء ذات البروج » ذات القصور (٤).

٦٠ ـ وعن أبي صالح في قوله « ذات البروج » قال النجوم العظام (٥).

٦١ـ وعن جابرعن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن السماء ذات البروج فقال : الكواكب. وسئل (٦) « الذي جعل في السماء بروجا » فقال : الكواكب قيل : فبروج مشيدة؟ فقال القصور (٧).

٦٢ ـ وعن قتادة في قوله « والسماء ذات البروج » قال : بروجها نجومها « واليوم الموعود » قال : يوم القيامة « وشاهد ومشهود » قال : يومان عظيمان عظمهما الله من أيام الدنيا ، كنا نحدث أن الشاهد يوم القيامة ، وأن المشهود يوم عرفة (٨).

٦٣ ـ وعن الحسن في قوله « والسماء ذات البروج » قال : حبكت بالخلق الحسن ثم حبكت بالنجوم « واليوم الموعود » قال : يوم القيامة (٩).

____________________

(١ و ٢ و ٣) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٣٢٠.

(٤ و ٥) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٣٣١.

(٦) في المصدر : وسئل عن « الذي ..

(٧ و ٩) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٣٣١.

١٠٨

٦٤ ـ وعن مجاهد « والسماء ذات البروج » قال : ذات النجوم « وشاهد ومشهود » قال : الشاهد ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة (١).

فائدة : اعلم أن أصحاب الهيئة قالوا : بعد مقعر فلك القمر عن مركز العالم أحد وأربعون ألفا وتسعمائة وستة وثلاثون فرسخا ، وبعد محدبه الذي هو مماس لمقعر فلك عطارد بزعمهم خمسة وثمانون ألف فرسخ وسبعمائة فرسخ وثلاث فراسخ ، وبعد مقعر فلك الزهرة مائتان وخمسة وسبعون ألف فرسخ وثلاثمائة وثمانون فرسخا ، وبعد مقعر فلك الشمس ألف ألف فرسخ وثمانمائة [ وثمان ] وأربعون ألف فرسخ وثمانمائة وخمسة وثمانون فرسخا ، وبعد مقعر فلك المريخ ألف ألف فرسخ وسبعة وعشرون ألف فرسخ ، وتسعمائة وأربع وثلاثون فرسخا وبعد مقعر فلك المشتري أربعة آلاف ألف فرسخ وسبعمائة وسبعون ألف فرسخ وستمائة واثنان وسبعون فرسخا ، وبعد مقعر فلك زحل ثلاثة وعشرون ألف ألف فرسخ وتسعمائة وأحد وتسعون ألف فرسخ ومائتان وخمسة عشر فرسخا ، وبعد مقعر فلك الثوابت ثلاثة وثلاثون ألف ألف فرسخ خمسمائة ألف وتسعة آلاف فرسخ ومائة وثمانية وثمانون فرسخا ، وبعد مقعر الفلك الاعلى ثلاثة وثلاثون ألف ألف فرسخ وخمسمائة وأربعة وعشرون ألف فرسخ وستمائة وتسعة فراسخ ، وبعد محدب الفلك الاعلى لايعلمه أحد إلا الرب تبارك وتعالى ومن أوحى إليه.

وذكروا أن قطر القمر سبعمائة وأحد وثلاثون فرسخا ، وجرمه سدس سبع جرم الارض. وقيل : جزء من تسعة وثلاثين جزء منها ، وقطر العطارد مائة وتسعة فراسخ ، وجرمه جزء من اثني عشر ألف جزء وسبعمائة وتسعة وستين جزء من جرم الارض ، وقطر الزهرة تسعمائة فرسخ وخمسة وستون فرسخا ، وجرمه ثلث تسع جرم الارض ، وقيل : جزء من سبعة وثلاثين جزء من الارض ، وقطر الشمس سبعة عشر ألف فرسخ وخمسمائة وثمانية وستون فرسخا ، وجرمه ثلاثمائة وثمانية وعشرون ضعف جرم الارض ، وقيل : مائة وستة وستون ضعفا ، وقطر المريخ ثلاثة آلاف

____________________

(١) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٣٣١.

١٠٩

فرسخ وسبعمائة وخمسة وتسعون فرسخا ، وجرمه ثلاثة أضعاف جرم الارض ، وقيل : مثل الارض ونصفها ، وقطر المشتري أربعة عشر ألف فرسخ وخمسمائة وستة وتسعون فرسخا ، وجرمه مائة وثمان وثمانون ضعفا من الارض ، وقيل : اثنان وثمانون ضعفا وربعا منها ، وقطر زحل أربعة عشر ألف فرسخ وأربعمائة وخمسة وثلاثون فرسخا ، وجرمه مائة واثنان وثمانون ضعفا من الارض ، وقيل : سبع وسبعون ضعفا (١) ، والكواكب الغير المرصودة لايعلم عددها إلا الله تعالى وحججه عليهم السلام ، وما رصدوا منها ألف واثنان وعشرون كوكبا (٢) ، فأعظمها على ما ذكره بعضهم ثمانية وتسعون ضعفا للارض وسدسها ، وأصغرها عشرة أضعاف وثلاث من الارض وعلى ما ذكره آخرون : أعظمها مائتان واثنان وعشرون ضعفا من الارض ، وأصغرها ثلاثة وعشرون ضعفا منها ، ورتبوا أقدارها المختلفة في ست مراتب ينقص كل مرتبة عن صاحبتها في القطر بسدس ، فاوليها أعظمها وفيها خمسة عشر كوكبا ، وفي الثانية خمسة وأربعون ، وفي الثالثة مائتان وثمانية ، وفي الرابعة أربعمائة وأربعة وسبعون وفي الخامسة مائتان وسبعة عشر ، وفي السادسة تسعة وأربعون ، وأربعة عشر خارجة عن المراتب ، تسعة خفية تسمى مظلمة ، وخمسة سحابية كأنها قطعة غيم ، وقد

____________________

(١) قطر القمر عند اصحاب الهيئة الجديدة خمسمائة وتسعة وسبعون فرسخا ، وجرمه سبع سبع جرم الارض ، وقطر عطارد ثمانمائة وخمسة فراسخ وجرمه جزء من اربعة وعشرين جزء من جرم الارض ، وقطر الزهرة ألفان وستة عشر فرسخا وجرمها تسعة اعشار جرم الارض ، وقطر المريخ الف ومائتا فرسخ وجرمه عشر جرم الارض ، وقطر المشترى احد عشر الف فرسخ وخمسمائة فرسخ وجرمه اكثر من جرم الارض بالف وثلاثمائة ضعف جرمها وهو اكبر السيارات وقطر زحل عشرة آلاف فرسخ وجرمه أكثر من جرم الارض بتسعمائة وخمسين ضعف جرمها ، كل ذلك بالتقريب ، ولاجل ما يقع من المسامحة في امثال تلك المحاسبات يحصل اختلافات كثيرة في تعيين المقادير ، ولذلك ذكروا في تعيين الاقطار والابعاد اعدادا تختلف مع ما ذكرنا بكثير.

(٢) ما يمكن رؤيته بلا آلة يقرب من ستة آلاف كوكب ، ويمكن رؤية ألفين منها تقريبا في ليلة واحدة ، واما ما يرى المكبرات العظيمة فتبلغ مئات مليون واما مالم ير بعد فلا يعلم عدده الا الله تعالى أومن علمه من لدنه.

١١٠

يزاد ثلاثة تسمى « صفيرة » ثم توهموا لتعريف هذه الكواكب صورا تكون هي عليها ، أو فيما بينها ، أو بقربها ، والصور ثمانية وأربعون : إحدى وعشرون في الشمال واثنتا عشرة على المنطقة ، وهي صور البروج المشهورة ، وخمس عشرة في الجنوب. هذا ما ذكروه واستنبطوه من قواعدهم والله تعالى يعلم حقائق الامور.

وقال بعضهم : يسير الفلك الاعظم بمقدار ما يقول أحد « واحد » ألفا وسبعمائة واثنين وثلاثين فرسخا من مقعره ، والله تعالى يعلم ما يسير من محدبه! وهو أسرع الحركات ، وحركته من المشرق إلى المغرب ، ويتم في يوم بليلته دورا بالتقريب ، و قطباه يسميان بقطبي العالم ، ومنطقته تسمى بمعدل النهار ، وهي تقطع العالم بنصفين : شمالي ، وجنوبي ، والصغار الموازية المرتسمة من تحرك النقاط عن جنبتيها تسمى بالمدارات اليومية ، وسائر الحركات الخاصة للكواكب من المغرب إلى المشرق على توالي البروج وأبطأها حركة فلك الثوابت ، ويوافقه جميع الممثلات ، ويقطع في كل خمسة وعشرين ألفا ومأتي سنة دورا ، ويقطع في كل سنة عشرة فراسخ ، ومع ذلك لاترى حركتها في قريب من خمسين سنة ، بل ترى في تلك المدة كأنها ساكنة وقطباه يسميان بقطبي البروج ، ومنطقته بمنطقة البروج وفلك البروج ، وهي تقطع المعدل على نقطتين تسميان بالاعتدالين : الربيعي والخريفي ، وأبعدأجزائها عنه بالانقلابين الصيفي والشتوي ، وغاية هذين البعدين من الجانب الاقرب تسمى بالميل الكلي ، وهو بالرصد الجديد ثلاثة وعشرون جزء وثلاثون دقيقة ، وتنقسم منطقة البروج بهذه النقاط الاربع أرباعا قطع الشمس لكل منها أحد الفصول الاربعة ، ولها دوائر صغار كالاولى التي تسمى بمدارات العرض ، وتوهموا في كل ربع من تلك الارباع نقطتين انقسم بها بثلاثة أقسام متساوية فحصلت البروج الاثنا عشر ، فالحمل والثور والجوزاء ربيعية ، والسرطان والاسد والسنبلة صيفية ، والميزان والعقرب والقوس خريفية ، والجدي والدلو والحوت شتوية ، فتحصل بالحركة الخاصة للشمس في هذه البروج ، الفصول الاربعة في كل سنة ، والقمر يقطع تلك البروج في سبعة وعشرين يوما وليلة وثلث

١١١

تقريبا ، والعطارد والزهرة يقطعانها في سنة تقريبا ، والمريخ يقطعها في سنة وعشرة أشهر وأحد وعشرين يوما وليلة واثنتين وعشرين ساعة وخمسين دقيقة ، والمشتري يقطعها في إحدى عشرة سنة وشهرين وثلاثة عشريوما وليلة وإحدى عشرة ساعة وتسع دقائق وقال المحقق الطوسي ره في اثنتي عشرة سنة تقريبا ، وزحل يقطعها في ثلاثين سنة ، ويقال للشمس والقمر « النيران » ولزحل والمشتري « العلويان » ولعطارد والزهرة « السفليان » وللمشتري والزهرة « السعدان » ولزحل والمريخ « النحسان ».

ثم إن القدماء قالوا : كل واحد من أفلاك الكواكب السبعة يشتمل على أفلاك اخر جزئية مفروزة عن كلها متحركة بحركة اخرى غير حركة الكل وذلك لانه يعرض لها في حركاتها السرعة والبطء والتوسط بينهما ، وكذا الوقوف والرجوع والاستقامة ، وقد تكون حركة بعضها متشابهة حول نقطة ، أي يحدث عندها في أزمنة متساوية زوايا متساوية وقسيا (١) متساوية ، مع أنه يقرب منها تارة ويبعد عنها اخرى إلى غير ذلك من الاختلافات ، فأثبتوا الفلك الشمس فلكا آخر شاملا للارض ، مركزه خارج عن مركز العالم مائل إلى جانب من الفلك الكلي لها بحيث يماس محدب سطحيه السطح الاعلى من الفلك الكلي على نقطة مشتركة بينهما تسمى « الاوج » ومقعر سطحيه السطح الادنى منه على نقطة مشتركة تسمى « الحضيض » فيحصل بسبب ذلك جسمان متدرجا الثخن إلى غاية هي ضعف ما بين المركزين أحدهما حاو للفلك الخارج المركز ، والآخر محوي ، فيه رقة الحاوي مما يلي الاوج ، وغلظه مما يلي الحضيض ، ورقة المحوي وغلظه بالعكس يقال لكل منهما « المتمم » وجرم الشمس مركوز في ثخن الخارج عند منتصف ما بين قطبيه مماس لسطحيه على نقطتين ، وأفلاك كل من الكواكب العلوية والزهرة

____________________

(١) القسى بكسر القاف والسين وتشديد الياء : جمع « قوس » على فعول ، فنقلت الواو إلى موضع السين وابدلت ياء ثم ابدلت واو الجمع ياء وادغمت فيها وكسرت القاف والسين لمناسبتها.

١١٢

كذلك ، إلا أن لها تداوير مركوزة في خوارجها كارتكاز الشمس وهي فيها يماس سطح كل سطح تدويره على نقطة ، وكذلك فلك القمر إلا أن له فلكا آخر مركزه مركز العالم محيطا بالكل يسمى بالجوزهر ، وأما عطارد فمركز فلكه الذي في ثخنه الخارج غير مركز العالم ويسمى بالمدير ، وهو في ثخن فلكه الكلي الذي مركزه مركز العالم كالخارج في ثخنه على الرسم المذكور ، فلخ خارجان وأوجان وحضيضان وأربعة متممات. وتسمى الافلاك الكلية بالممثلات لمماثلتها لمنطقة البروج في المركز والحركة والمطقة والقطبين ، وتسمى الخوارج المراكز كلها سوى المدير بالحوامل ، وتسمى البعد الابعد في التداوير بالذروة ، والاقرب بالحضيض. هذا ما ذكره القدماء في ذلك ، وأما المتأخرون فزادوا أفلاكا جزئية اخرى لحل بعض ما لاينحل من مشكلات هذا الفن لم نتعرض لها ولا لذكر جهات حركات هذه الافلاك ومقاديرهاوأقطابها ودوائرها ومناطقها المذكورة في كتب القوم ، لانها لاتناسب هذا الكتاب ، وكل ما ذكروه مبنية على أوهام و خيالات يستقيم بعض الحركات بها ، وتحيروا في كثير منها ، ولا يعلمها بحقيقتها إلا خالقها ومن خصه بعلمها من الانبياء والاوصياء عليهم السلام.

٩

(باب)

* (الشمس والقمر وأحوالهما وصفاتهما والليل والنهار) *

* (وما يتعلق بهما) *

الآيات :

البقرة : يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج (١).

آل عمران : تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل (٢).

____________________

(١) البقرة : ١٨٩.

(٢) آل عمران : ٢٧.

١١٣

الانعام : فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم (١).

الاعراف : يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره (٢).

يونس : هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والارض لآيات لقوم يتقون (٣).

وقال تعالى : هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون (٤).

الرعد : وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى إلى قوله يغشي الليل النهار (٥).

ابراهيم : وسخرلكم الشمس والقمر دائبين وسخرلكم الليل والنهار (٦).

النحل : وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك الآيات لقوم يعقلون (٧).

الاسراء : وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا (٨).

____________________

(١) الانعام : ٩٦.

(٢) الاعراف : ٥٤.

(٣) يونس : ٥ و ٦.

(٤) يونس : ٦٧.

(٥) الرعد : ٢ و ٣.

(٦) ابراهيم : ٣٣.

(٧) النحل : ١٢.

(٨) الاسراء : ١٢.

١١٤

الكهف : حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما إلى قوله تعالى حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (١).

الانبياء : وهو الذي خلق الليل والنهارو الشمس والقمر كل في فلك يسبحون (٢).

الحج : ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير (٣).

المؤمنون : وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون (٤).

النور : يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لاولي الابصار (٥).

الفرقان : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا * ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا * وهو الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا (٦) وقال سبحانه : تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا * وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا (٧).

النمل : أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر (٨) وقال تعالى : ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكن وفيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون (٩).

____________________

(١) الكهف : ٩٠٨٦.

(٢) الانبياء : ٣٣.

(٣) الحج : ٦١.

(٤) المؤمنون : ٨٠.

(٥) النور : ٤٤.

(٦) الفرقان : ٤٥ و ٤٦ و ٤٧.

(٧) الفرقان : ٦١ و ٦٢.

(٨) النمل : ٦٣.

(٩) النمل : ٨٦.

١١٥

القصص : قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيمة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون * قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون * ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبغوا من فضله ولعلكم تشكرون (١).

العنكبوت : ولئن سئلتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس و القمر ليقولن الله فأنى يؤفكون (٢).

الروم : ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله (٣).

لقمان : ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير (٤).

فاطر : يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك (٥).

يس : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى كاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (٦).

الصافات : ورب المشارق (٧).

الزمر : خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار ويكور

____________________

(١) القصص : ٧٣٧١.

(٢) العنكبوت : ٦١.

(٣) الروم : ٢٣.

(٤) لقمان : ٢٩.

(٥) فاطر : ١٣.

(٦) يس : ٣٧.

(٧) الصافات : ٥.

١١٦

النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى ألا هو العزيز الغفار (١).

المؤمن : الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر لايشكرون (٢).

السجدة : ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون (٣).

الرحمن : الشمس والقمر بحسبان (٤) وقال تعالى : رب المشرقين ورب المغربين فبأي آلاء ربكما تكذبان (٥).

الحديد : يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل (٦).

المعارج : فلا اقسم برب المشارق والمغارب (٧).

نوح : وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (٨).

المدثر : كلا والقمر * والليل إذ أدبر * والصبح إذا أسفر * إنها لاحدى الكبر (٩).

النبأ : وجعلنا نومكم سباتا * وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا * وبنينا فوقكم سبعا شدادا * وجعلنا سراجا وهاجا (١٠).

____________________

(١) الزمر : ٥.

(٢) المؤمن : ٦١.

(٣) فصلت : ٢٧.

(٤) الرحمن : ٥.

(٥) الرحمن : ١٧ و ١٨.

(٦) الحديد : ٦.

(٧) المعارج : ٤٠.

(٨) نوح : ١٦.

(٩) المدثر : ٣٥٣٢.

(١٠) النبأ : ١٣٩.

١١٧

التكوير : إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت إلى قوله تعالى والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس (١).

الفجر : والفجر وليال عشر * والشفع والوتر * والليل إذا يسر (٢).

الشمس : والشمس وضحيها * والقمر إذا تليها * والنهار إذا جليها * و الليل إذا يغشيها (٣).

الضحى : والضحى والليل إذا سجى (٤).

الفلق : قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب (٥).

تفسير : « يسئلونك عن الاهلة » قال البيضاوي : سأله معاذ بن جبل وثعلبة ابن غنم فقالا : ما بال الهلال يبدو دقيقا كالخيط ثم يزيد حتى يستوي ثم لايزال ينقص حتى يعود كما بدأ؟ فنزلت « قل هي مواقيت للناس والحج » إنهم سألوا عن الحكمة في اختلاف حال القمر وتبدل أمره فأمره الله أن يجيب بأن الحكمة الظاهرة في ذلك أن يكون معالم للناس يواقتون بها امورهم ، ومعالم للعبادات الموقتة يعرف بها أوقاتها ، وخصوصا الحج ، فإن الوقت مراعى فيه أداء وقضاء والمواقيت جمع ميقات من الوقت (٦). وقال في قوله تعالى « تولج الليل في النهار » إيلاج الليل والنهار إدخال أحدهما في الآخر بالتعقيب أو الزيادة والنقص (٧). وقال في قوله تعالى « فالق الاصباح » شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن بياض النهار ، أو شاق ظلمة الاصباح وهو الغبش الذي يليه ، والاصباح في الاصل مصدر

____________________

(١) التكوير : ١٨١.

(٢) الفجر : ٤١.

(٣) الشمس : ٤١.

(٤) الضحى : ١.

(٥) الفلق : ٣١.

(٦) انوار التنزيل : ج ١ ، ص ١٤٠.

(٧) انوار التنزيل : ج ١ ، ص ٢٠٠.

١١٨

« أصبح » إذا دخل في الصبح (١) سمي به الصبح. وقرئ بفتح الهمزة على الجمع « وجاعل الليل سكنا » يسكن إليه التعب بالنهار لاستراحته فيه ، من « سكن إليه » إذا اطمأن إليه استئناسا به ، أو يسكن فيه الخلق من قوله « لتسكنوا فيه » ونصبه بفعل دل عليه « جاعل » لابه ، فإنه في معنى الماضي ، ويدل عليه قراءة الكوفيين « وجعل الليل » حملا على معنى المعطوف عليه ، فإن فالق بمعنى فلق فلذلك قرئ به ، أو به على أن المراد منه جعل مستمر في الازمنة المختلفة ، وعلى هذا يجوز أن يكون « والشمس والقمر » عطفا على محل الليل ويشهد له قراءتهمابالجر ، و الاحسن نصبهما بجعل مقدر ، وقرئ بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي مجعولان « حسبانا » أي على أدوار مختلفة تحسب بها الاوقات ويكونان علمي الحساب وهو مصدر حسب بالفتح كما أن الحسبان بالكسر مصدر حسب بالكسر وقيل : جمع حساب كشهاب وشهبان. « ذلك » إشارة إلى جعلهما حسبانا أي ذلك السير بالحساب المعلوم « تقدير العزيز » الذي قهرهما وسيرهما على الوجه المخصوص « العليم » بتدبيرهما والانفع من التداوير الممكنة لهما (٢).

وفي قوله تعالى « يغشي الليل النهار » يغطيه به ، ولم يذكر عكسه للعلم به أو لان اللفظ يحتملهما ، ولذلك قرئ « يغشي الليل النهار » بنصب الليل ورفع النهار ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وأبوبكر عن عاصم بالتشديد وفي الرعد للدلالة على التكرير « يطلبه حثيثا » يعقبه سريعا كالطالب له لايفصل بينهماشئ والحثيث : فعيل من الحث ، وهو صفة مصدر محذوف ، أو حال من الفاعل بمعنى حاثا ، أو المفعول بمعنى محثوثا. « والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره » أي بقضائه وتصريفه ، ونصبها بالعطف على السماوات ونصب مسخرات على الحال وقرأ ابن عامركلها بالرفع على الابتداء والخبر (٣) « انتهى ».

____________________

(١) في المصدر : في الصباح.

(٢) انوارالتنزيل : ج ١ص ٣٩٢.

(٣) انوارالتنزيل : ج ١ص ٤٢٥.

١١٩

وقال الرازي في قوله سبحانه « يطلبه حثيثا » : اعلم أنه سبحانه وصف هذه الحركة بالسرعة والشدة ، وذلك هو الحق لان تعاقب الليل والنهار إنما يحصل بحركة الفلك الاعظم (١) وتلك الحركة أشد الحركات سرعة وأكملها شدة ، حتى أن الباحثين عن أحوال الموجودات قالوا الانسان إذا كان في العدو الشديد الكامل فإلى أن يرفع رجله ويضعها يتحرك الفلك الاعظم ثلاثة آلاف ميل وإذا كان الامر كذلك كانت تلك الحركة في غاية السرعة والشدة ، فلهذا السبب قال تعالى « يطلبه حثيثا » ثم قال : في هذه الآية لطائف فالاولى أن الشمس لها نوعان من الحركة : أحدهما حركتها بحسب ذاتها وهي إنما تتم في سنة كاملة ، وبسبب هذه الحركة تحصل السنة ، والثاني حركتها بسبب حركة الفلك الاعظم ، وهذه الحركة تتم في اليوم بليلته ، إذا عرفت هذا فنقول : الليل والنهار لايحصلان بسبب حركة الشمس بل بحركة السماء الاقصى التي يقال لها العرش ، ولهذا السبب لما ذكر العرش بقوله « ثم استوى على العرش » ربط به قوله « يغشي الليل النهار » تنبيها على أن سبب حصول الليل والنهار هو حركة الفلك الاقصى لا حركة الشمس و القمر.

والثانية : أنه تعالى لما شرح كيفية تخليق السماوات قال « فقضيهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها » فدلت تلك الآلة على أنه سبحانه خص كل ذلك بلطيفة نورانية ربانية من عالم الامر ، ثم قال بعده « ألا له الخلق والامر » وهو إشارة إلى أن كل ما سوى الله إما من عالم الخلق أو من عالم الامر ، أما الذي هو من عالم الخلق فالخلق عبارة عن التقدير وكل ما كان جسما أو جسمانيا كان مخصوصا بمقدار معين فكان من عالم الخلق ، وكل ما كان بريئا عن الحجمية والمقدار كان من عالم الارواح ومن عالم الامر ، فدل على أنه سبحانه خص كل واحد من أجرام الافلاك والكواكب التي هي من عالم الخلق بملك

____________________

(١) هذا مبنى على الفرضية البطلميوسية ، واما على رأى فيثاغورس وأصحابه وكذا على ما ثبت في الهيئة الحديثة فالليل والنهار انما يحصلان بسبب حركة الارض الوضعية.

١٢٠