فاطمة الزهراء عليها السلام أم السبطين

المؤلف:

سلمان هادي آل طعمة


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-7373-14-7
الصفحات: ٢١٥

حقير ، آه من قلة الزاد ، وطول الطريق ، وبعد السفر ، وعظيم المورد ، وخشونة المضجع ! ).

هذا امير المؤمنين علي عليه‌السلام يبكي تارة من قلة الزاد وتارة يبكي لفقد الاحبة كما هو واضح من خطبته الشريفة. الى ان يصل قوله :

( ايها الناس اني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ بها الانبياء اممهم ، وأديت لكم ما ادت الاوصياء الى من بعدهم ، وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا. وحدوتكم بالزواجر فلم تستوسقوا ، لله انتم أتتوقعون اماماً غيري ، يطأ بكم الطريق ويرشدكم السبيل؟ الا انه قد ادبر من الدنيا ما كان مقبلاً ، واقبل منها ما كان مدبراً ، وازمع الترحال عباد الله الاخيار وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى ، ما ضر اخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين الا يكونوا اليوم احياء يسيغون الغصص ويشربون الرنق؟ قد والله لقوا الله فوفاهم اجورهم ، واحلهم دار الأمن بعد خوفهم ، اين اخواني الذين ركبوا الطريق ، ومضوا على الحق؟ أين عمار وأين ابن التيهان ، واين ذو الشهادتين؟ اين نظراؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا على المنية؟ وابرد برؤوسهم الى الفجرة؟ ثم ضرب بيده الشريفة على لحيته الكريمة ، فأطال البكاء. ثم قال عليه‌السلام :

( اوه على اخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، احيوا السنة ، واماتوا البدعة ، دُعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه .. ثم نادى باعلى صوته : الجهاد الجهاد عباد الله ، الا واني معسكر في يومي هذا ، فمن اراد الرواح الى الله فليخرج ).

لقد استشهد الامام علي بن ابي طالب عليه‌السلام والصلاة بين شفتيه ،

٦١

مات وفي قلبه الشوق الى لقاء الله عز وجل ، مات قبل ان يبلغ العالم رسالته كاملة وافية ، غير اني اتمثله متبسماً قبل ان يغمض عينيه عن هذه الارض.

كان عليه‌السلام اصل علم الفقه ومصدره ، وكل فقهاء الاسلام عيال عليه ، ولا عجب فهو جماع الفضائل ، نام في فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو كالأسد الهصور في عرينه ، فلم يبال بالموت اوقع عليه ام وقع هو على الموت؟ وكان منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة هارون من موسى ، وهو الدرع الحصين له في جميع الغزوات قبل الفتح وبعده.

وكانت ضربة علي عليه‌السلام ليلة الاحد لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان ، وشهادته في الواحد والعشرين منه سنة اربعين من الهجرة عند صلاة الصبح على يد عبد الرحمن ابن ملجم المرادي .. روى جعفر بن سليمان الضبعي عن المعلى بن زياد قال : جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله الى امير المؤمنين عليه‌السلام يستحمله ، فقال : انت عبد الرحمن بن ملجم المرادي؟ قال : نعم ، ثم قال : انت عبد الرحمن بن ملجم المرادي؟ قال : نعم ، قال : يا غزوان احمله على الاشقر ، فجاء بفرس اشقر فركبه ابن ملجم لعنه الله واخذ بعنانه فلما ولي قال امير المؤمنين عليه اللسلام :

اريد حياته ويريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

قال : فلما كان من امره ما كان وضرب امير المؤمنين عليه‌السلام قبض عليه وقد خرج من المسجد فجيء به الى امير المؤمنين ، فقال له : فوالله لقد كنت اصنع بك ما اصنع وانا اعلم انك قاتلي ولكن كنت افعل ذلك بك

٦٢

لاستظهر بالله عليك (١).

تلك هي شخصية الامام علي بن ابي طالب عليه‌السلام الذي استطاع بحذقه ومهارته ان يصل الى مركز مرموق في دولة الاسلام والمسلمين.

__________________

(١) الارشاد ، للشيخ المفيد / ص ١٣ و ١٤.

٦٣

البيت الزوجي

في رواية ابن مسعود عن النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الله تبارك وتعالى امرني ان ازوج فاطمة من علي عليه‌السلام (١) وفي رواية اخرى ينقلها لنا الخوارزمي فيقول : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج على اصحابه ووجهه مشرق كدائرة القمر ، فسأله عبد الرحمن بن عوف؟ فقال : بشارة اتتني من ربي في اخي وابن عمي وابنتي بان الله زوج علياً من فاطمة ... (٢) وفي حديث آخر : بان جبرئيل جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : ان الله يأمرك ان تزوج فاطمة من علي (٣).

قال احمد في ( الفضائل ) حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد البصري حدثنا ابراهيم بن يسار حدثنا سفيان عن ابن ابي نجيح عن ابيه قال اخبرني من

__________________

(١) الصواعق المحرقة / ابن حجر الهيثمي / ص ١٠٧.

(٢) المصدر السابق / ص ١٥٢.

(٣) ينابيع المودة ـ للقندوزي / ج١ / ص ٧٣.

٦٤

سمع علي بن ابي طالب يقول على منبر الكوفة : لما اردت ان اخطب فاطمة الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكرت انه لا شيء لي ، ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبها ، فقال : وهل عندك شيء ، قلت : لا ، قال : فاين درعك الحطمية؟ فقلت : عندي ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد وهبها لي فأتيته بها فأنكحني اياها على الدرع ، فلما ان دخلت عليَّ ، قال : لا تحدثن حدثاً حتى اتيكما فاستأذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علينا وعلينا كساء او قطيفة ، قال : فتخشخشنا ، فقال : مكانكما على حالكما فدخل علينا فجلس عند رؤوسنا ودعا بماء فدعا فيه بالبركة ورشه علينا ، قال علي فقلت : يا رسول الله ايما احب اليك انا ام هي؟ فقال : هي احب اليَّ منك وانت اعز علي منها. قال الشعبي : وكان قيمة درعه خمسة دراهم وغيره يقول خمسمائة درهم (١).

ولعبد المطلب الشاعر المصري قصيدته العلوية وفيها يتحدث عن علي في صباه واسلامه وكيف جنب الرجس والشرك ثم تكلم عن زواجه من فاطمة الزهراء فقال :

قرآنٌ زاده الاسلام يمناً

وشمل زاده الحب التئاما

وقال احمد في ( الفضائل ) حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ايوب عن عكرمة عن ابي زيد المدني قال لما اهديت فاطمة الى علي عليها‌السلام لم تجد عنده الا رملاً مبسوطاً ووسادة وكوزاً وجرة ، فأرسل اليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تقرب زوجتك حتى آتيك ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعا بماء فقال فيه ما شاء الله ان يقول ثم

__________________

(١) تذكرة الخواص / سبط بن الجوزي / ص ٢٠٦.

٦٥

نضح به صدر علي عليه‌السلام ووجهه ثم دعا بفاطمة فقامت اليه في مراطها وهي تصعد عرفاً من الحياء فنضح عليها من الماء وقال لها : اما اني لم انكحك الا أحب اهلي اليَّ واعزهم علي او عندي ، ثم خرج وقال : دونك اهلك ، وما زال يدعو لنا حتى دخل الحجرة فرأى سواداً من وراء الباب ، فقال : من هذا؟ فقالت : اسماء ، قال : بنت عميس؟ قالت : نعم ، قال : امع بنت رسول الله جئت كرامة لرسول الله؟ قالت : نعم ، فدعا لها. وفي رواية انه جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة في خميله وهي القطيفة. وفي رواية جهزها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعها قربة من ادم ووسادة من ادم حشوها ليف وجلد كبش ينامان عليه بالليل ويغلفان الناضح عليه في النهار ورحا وجرة (١).

ومما ينبغي ان يشار اليه في هذا الصدد هو ان المرأة العفيفة المصون فاطمة ، أدارت نفسها بنفسها ، ولم تتكل على خادمتها ، فهي الممرضة لزوجها واولادها ان دعاهم داعي السقام ، تعين زوجها على تنظيم اعماله وتتميم اشغاله ، وتقوم بتدبيرها بكل ما يتكفل راحته ، وقد انجبت نسلاً جامعاً لصفات الكمال ، متحلين بحلى الفضائل. علمت أولادها حسن السلوك وربتهم على العفاف والتقوى وعزة النفس.

لقد زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمة من ابن عمه علي اشد الناس محبة للنبي واخلاصاً له منذ طفولته (٢) ، فهي قبس من نور محمد ، ووجه جميل يشع ويضىء على العالم الاسلامي لانها بنت الاطائب ،

__________________

(١) تذكرة الخواص / سبط بن الجوزي / ص ٣٠٧.

(٢) حياة محمد / محمد حسين هيكل / ص ١٨٥.

٦٦

قال الشاعر الشيخ محمد علي كمونة :

فمن مبلغ عني الرسول وحيدرا

وفاطمة الزهراء بنت الاطائب

دخل النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دار علي مع ابنته الزهراء ، وهو يقول : اين اخي علي ادعو لي اخي علياً ، وتقول له مولاته ام ايمن : اخوك وقد زوجته ابنتك يا رسول الله؟ نعم يا ام ايمن انه اخي وليس ذلك بمانعي ان ازوجه ابنتي ، فلقد زوجتها كفوءاً شريفاً وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين (١).

وفي ( ذخائر العقبى ) : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة الى علي عليهما‌السلام ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امامها وجبريل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك من خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر (٢).

وجاء في موسوعة ( اعيان الشيعة ) ما هذا نصه : ( في كشف الغمة روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : لولا ان تبارك وتعالى خلق امير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على وجه الارض ادم فمن دونه ، قال : وروى صاحب كتاب الفردوس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ. وفي مناقب ابن شهر اشوب قد اشتهر في الصحاح بالاسانيد عن امير المؤمنين وابن عباس وابن مسعود وجابر الانصاري وانس بن مالك والبراء بن عازب وام سلمة بالفاظ مختلفة ومعان

__________________

(١) امالي الطوسي / للشيخ الطوسي / ج١ / ص٣٦٤ / وانظر : بحار الانوار للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي / ج٤٢ / ص ١٠٥ وغيرها من المصادر.

(٢) ذخائر العقبى / للطبري / ص٣٢.

٦٧

متعففة : ان ابا بكر وعمر خطبا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة مرة بعد اخرى فردهما. وروى احمد في الفضائل عن بريدة : ان ابا بكر وعمر خطبا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة فقال انها صغيرة ، وروى محمد بن سعيد كاتب الواقدي في الجزء الثامن من الطبقات الكبيرة بسنده : ان ابا بكر خطب فاطمة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : انتظر بها القضاء. فذكر ذلك لعمر فقال له ردك ، ثم ان ابا بكر قال لعمر اخطب فاطمة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخطبها ، فقال : له مثل ما قال لابي بكر انتظر بها القضاء ، فأخبر ابا بكر فقال له ردك ... الحديث. ( وبسنده ) عن بريدة انه قال نفر من الانفار لعلي : عندك فاطمة ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلم عليه ، فقال : ما حاجة ابن ابي طالب ، قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : مرحباً واهلاً لم يرده عليها ، فخرج على اولئك الرهط وهم ينتظرونه قالوا : ما وراءك؟ قال : ما ادري غير انه قال لي : مرحباً واهلاً ، قالوا : يكفيك من رسول الله احدهما اعطاك الاهل اعطاك المرحب الحديث (١).

وهبط على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ملك يقال له محمود مكتوب على كتفيه محمد رسول الله علي وصيه فقال : يا رسول الله ان الله بعثني ان ازوج النور من النور اعني فاطمة من علي (٢).

لكن الشيء المهم الذي يلفت الانتباه هو ان الامام امير المؤمنين علياً عليه

__________________

(١) اعيان الشيعة / محسن الامين العاملي / ج٢ / ص ٤٤٦ و ٤٤٧.

(٢) امالي الصدوق / ص ٣٥٣.

٦٨

السلام طلب يد ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة فأجابه النبي على طلبه دون استثناء ، فقال الامام علي : ان ليس عندي سوى سيفي ودرعي وناقتي ابيعها ، ولكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اما السيف فلطالما جاهدت به في سبيل الله ولسوف تجاهد به ايضاً ، واما الناقة فهي تفيدك في اسفارك وغزواتك ولكن الدرع بعه ، فخرج علي وعرض درعه للبيع فاشتراه عثمان بن عفان بـ (٤٨٠) درهماً وقام ابو بكر بمهمة اعداد الجهاز فذهب الى السوق وابتاع ثوبين ومقنعة وقطيفة واريكة من رخام وفراشاً واربعة وسائد من الجلد وبردة من الصوف وحصيراً وطستاً من النحاس وقربة وقدحاً من الخشب ومشربة ورحاة فبلغ ثمنها (٨٠) درهماً (١).

ويحسن بنا ان نشير الى ان الرسول الكريم محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا اصحابه وجل القوم في المسجد وتلا خطبة العقد في ذلك الحفل حيث قال :

الحمد لله المحمود بنعته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه المرغوب اليه فيما عنده النافذ امره في السماء والارض الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بحكمته واحكمهم بعزمه واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه ، قد جعل المصاهرة نسباً حقاً وامراً مفترضاً نسخ به الانام واوشح بها الارحام والزمها الانام فقال عز وجل : ( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديرا ) فأمر الله يجري قضاؤه وقضاؤه يجري الى قدره وقدره يجري الى اجله فلكل قضاء قدر ولكل اجل كتاب يمحوا الله ما

__________________

(١) النبأ العظيم علي بن ابي طالب / تقي المصعبي الهندي / ص ٣٠.

٦٩

يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ثم ان الله تعالى امرني ان ازوج فاطمة وعلياً وقد زوجتهما على (٤٠٠) مثقال فضة.

ثم التفت الى علي وقال له : ارضيت يا علي؟ فأجابه علي : نعم رضيت عن الله ورسوله ، فقال النبي : جمع الله شملكما واسعد بركتكما وبارك الله عليكما واخرج منكما نسلاً كثيراً طيباً. ثم غادر الحفل وتوجه نحو داره وقال لاهله : هيئوا لابنتي وابن عمي في حجركم بيتاً ، ثم قال لعلي : بارك الله في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوجة فاطمة ، وقال لفاطمة : نعم البعل علي.

فهيء جميع ما لزم وأعدَّ عليٌ وليمة فخرج ونادى القوم فحضروا واكلوا وكان النبي يقدم الطعام بنفسه.

وفي ليلة الزفاف ركبت فاطمة على البغلة الشهباء ( دلدل ) وكان سلمان الفارسي ماسكاً بزمامها وزوجات النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امامها ، ونساء بني هاشم خلفها وهنَّ يقرأن بعض الاشعار ، قالت حفصة :

فاطمة خير نساء البشر

ومن لها وجـهُ كوجـهِ القمر

زوجك الله فتى فاضلاً

اعني علياً خير من في الحضر

وفي رواية اخرى :

فاطمـة خير نسـاء البشر

ومن لها وجـهُ كوجـه القمر

فضلك الله على كل الورى

بفضل من خـص بآي الزمر

زوجـك الله فتـى فاضلاً

اعني علياً خير من في الخطر

فسرن جاراتي بهـا انـها

كريمـة بنت عظيم الخطر(١)

وقالت ام سلمة :

__________________

(١) بحار الانوار للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي / ج ٤٣ / ص ١١٦.

٧٠

سرن بعـون الله جاراتي

واشكرنه في كل حالات

واذكرن ما انعم رب العلى

من كشف مكروه وآفات

فقد هدانـا بعد كفر وقـد

انعشنـا رب السمـاوات

وسرن مع خير نساء الورى

تفدى بعمـات وخـالات

يا بنت من فضَّله ذو العلى

بالوحي منه والرسالات (١)

وقالت عائشة :

يا نسـوة استـرن بالمعاجـر

واذكرن ما يحسن في المحاضر

واذكرن رب الناس اذ يخصنا

بدينـه مع كـل عبد شـاكـر

والحمـد لله علـى افضـاله

والشكـر لله العـزيـز القـادر

سرن بها فالله اعطى ذكرهـا

وخصها منه بطهـر طاهـر (٢)

وقالت معاذه :

اقول قولاً فيـه ما فيـه

واذكر الخيـر وابديـه

محمد خيـر بنـي آدم

ما فيه من كبر ولا تيه

بفضله عرفنـا رشدنـا

فالله بالخيـر يجازيـه

ونحن مع بنت نبي الهدى

في شرف قد مكنت فيه

في ذروة شامخة اصلهـا

فما أرى شيئاً يدانيه (٣)

اول ما يلفت النظر في هذا البيت الزوجي الجديد هو الاطمئنان الذي راح امير المؤمنين علي عليه‌السلام يعمل من وحيه ، فاستكملت به سعادته التي

__________________

(١) بحار الانوار للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي / ج٤٣ / ص ١١٥.

(٢) المصدر / ص ١١٦.

(٣) المصدر.

٧١

كان يرجوها بفارغ الصبر ، لقد تم الزواج ببساطة كأنها القناعة ، كأنها الرضى ، كأنها العفة ، كأنها الاستسلام لمشيئة منتظرة ، كأنها السعادة المرجوة على ارتقاب ، وارتبطت حياة فاطمة بحياة علي بالرباط الذي يجب ان يتقاسم عليه كلا الزوجين احكام المصير ، نعيماً بنعيم وبؤساً ببؤس. وتقدمت فاطمة الى ساحة الحياة ، تحمل على منكبيها اعباء المشاركة ، برضوخ المؤمن في استجابته للمشيئة الكبرى ، وكانت المثلبة منها شهادة لها بالاصالة (١).

ولابد ان نذكر هنا ان اول انتاج لفاطمة سيأخذه النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويرفعه بيديه الكريمتين هو الحسن وتبعه الحسين عليهما‌السلام .. ثم بقيت الام تنجب ـ من جسمها النحيل ـ لقد نزلت في البيت الفقير اختان اخذتا اسمي خالتيهما زينب وام كلثوم ، وبقيت الام تشارك بالمجهود ، تارة تسقط العبء فيمد الزوج الامين يد المساعدة ، وطوراً تنهض لمتابعة الجهاد ببطولة ما كانت تجد في الجسم الهزيل تلبية لها (٢).

ومما يذكر بهذا الصدد ان هذه البراعم الخمسة من السلسة المحمدية تمثل كل ما في دوحة الرسالة من فروع ، واختار الرسول الاعظم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكل من هذه البراعم اسماً ، وهي على التوالي : الحسن ، الحسين ، زينب ، ام كلثوم ، المحسن ، كانوا كالكواكب الزهر حسناً وضياءً ، اما اولاد أمير المؤمنين قاطبة كما تحدثنا المصادر فهم في رواية سبعة وعشرون وفي اخرى ثمانية وعشرون. قال الشيخ المفيد عليه الرحمة في

__________________

(١) فاطمة الزهراء وتر في غمد / سليمان كناني ص ١٣٨.

(٢) المصدر السابق / ص ١٤٠.

٧٢

( الارشاد ) ما يلي : فأولاد امير المؤمنين سبعة وعشرون ولداً ذكراً وانثى. ١ ـ الحسن ٢ ـ الحسين ٣ ـ زينب الكبرى ٤ ـ زينب الصغرى المكناة ام كلثوم. امهم فاطمة البتول سيدة نساء العالمين بنت سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٥ ـ محمد المكنى بأبي القاسم ، أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ٦ ـ عمر ٧ ـ رقية كانا توأمين. امهما ام حبيب بنت ربيعة ٨ ـ العباس ٩ ـ جعفر ١٠ ـ عثمان ١١ ـ عبد الله الشهداء مع اخيهم الحسين عليه‌السلام بطف كربلاء ، امهم ام البنين بنت حزام بن خالد بن ارم ١٢ ـ محمد الاصغر المكنى بأبي بكر ١٣ ـ عبيد الله الشهيدان مع اخيهما الحسين عليه‌السلام بالطف ، امهما ليلى بنت مسعود الدارمية ١٤ ـ يحيى. امه اسماء بنت عميس الخثعمية رضي الله عنها ١٥ ـ ام الحسن ١٦ ـ رملة امهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي ١٧ ـ نفيسة ١٨ ـ زينب الصغرى ١٩ ـ رقية ٢٠ ـ ام هاني ٢١ ـ ام الكرام ٢٢ ـ جمانة المكناة ام جعفر ٢٣ ـ امامة ٢٤ ـ ام سلمة ٢٥ ـ ميمونة ٢٦ ـ خديجة ٢٧ ـ فاطمة رحمة الله عليهن لامهات شتى. وفي الشيعة من يذكر ان فاطمة صلوات الله عليها اسقطت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكراً كان سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو حمل محسناً ، فعلى قول هذه الطايفة اولاد امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ثمانية وعشرون ولداً والله اعلم واحكم (١).

ومما يذكر عن فضلهم وايثارهم بالطعام فان هناك روايات كثيرة تدل

__________________

(١) الارشاد / للشيخ محمد بن محمد بن النعمان العكبري الملقب بالشيخ المفيد ص ١٨٦ و ١٨٧.

٧٣

على كرم النبي الكريم واهل بيته الغر الكرام. قال علماء التأويل : فيهم نزل قوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا ) أنبأنا ابو محمد بن ابي المكارم القزويني بدمشق سنة اثنتين وعشرين وستمائة قال أنبأنا ابو منصور محمد بن اسعد بن محمد العطاري انبأنا الحسين بن مسعود البعوي انبأنا احمد ابن ابراهيم الخوارزمي انبأنا ابو اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي انبأنا عبد الله بن حامد انبأنا ابو محمد احمد بن عبد الله المزني حدثنا محمد بن احمد بن سهيل الباهلي حدثنا عبد الرحمان ابن محمد بن هلال حدثني القاسم بن يحيى عن ابي علي العزي عن محمد بن السايب عن ابي صالح عن ابن عباس. ورواه ايضاً مجاهد عن ابن عباس قال في قوله تعالى ( يوفون بالنذر ) الآية قال : مرض الحسن والحسين عليهما‌السلام فعادهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه ابو بكر وعمر (رض) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا ابا الحسن لو نذرت على ولديك فكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء ، فقال علي عليه‌السلام : عليّ لله ان برأ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة ايام شكراً ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت الجارية يقال لها فضة كذلك ، فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي عليه‌السلام الى شمعون بن حانا اليهودي فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير ، فجاء الى فاطمة فقامت الى صاع فطحنته وخبزته خمسة اقراص لكل واحد منهم قرص ، وصلى علي عليه‌السلام المغرب مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين ايديهم ، فجاء سائل او مسكين فوقف على الباب وقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين اطعموني اطعمكم

٧٤

الله من موائد الجنة ، فسمعه علي عليه‌السلام فقال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس اجمعين

اما ترين البائس المسكين

قد قام بالباب له حنـيـن

يشكو الى الله ويستكيـن

يشكو الينا جائـع حزيـن

كل امرئ بكسبه رهيـن

وفاعل الخيرات يستبيـن

موعده جنـة علـييـن

حرمها الله على الضنيـن

وللبخيل موقـف مهيـن

تهوي به النار الى سجين

فقالت فاطمة سلام الله عليها :

اطعمه ولا ابـالي السـاعة

ارجو اذا اشبعت ذا مجاعة

ان ألحق الاخيار والجماعة

واسكن الخلد ولي شفاعـة

قال : فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الا الماء القراح. ولما كان اليوم الثاني طحنت فاطمة من الشعير وصنعت منه خمسة اقراص وصلى علي عليه‌السلام المغرب وجاء الى المنزل ، فجاء يتيم فوقف على الباب فقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد يتيم من اولاد المهاجرين استشهد والدي اطعموني مما رزقكم الله اطعمكم الله من موائد الجنة؟ فقال علي عليه‌السلام :

فـاطم بنت السيـد الكريـم

بنت نبي ليس بالـذميـم

قد جاءنـا الله بـذا اليتيـم

قد حرم الخلد على اللئيم

يحمل في الحشر الى الجحيم

شرابه الصديد والحميـم

ومن يجود اليوم في النعيـم

شرابه الرحيق والتسنيـم

فقالت فاطمة عليها‌السلام :

٧٥

اني اطعمـه ولا ابــالـــي

واوثــر الله علــى عيــالـي

امسوا جياعاً وهم اشبالي

فرفعوا الطعام وناولوه اياه ، ثم اصبحوا وأمسوا في اليوم الثاني كذلك كما كانوا في الاول ، فلما كان في اليوم الثالث طحنت فاطمة باقي الشعير ووضعته ، فجاء علي عليه‌السلام بعد المغرب فجاء اسير فوقف على الباب وقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد اسير محتاج تأسرونا ولا تطعمونا اطعمونا من فضل ما رزقكم الله فسمعه علي عليه‌السلام فقال :

فاطم يا بنت النبي احمـد

بنـت نـبـي سـيـد مسـود

مني على اسيرنا المقيـد

من يطعـم اليوم يجده في الغـد

عند العلي الماجد الممجد

من يزرع الخيرات سوف يحصد

فقالت فاطمة عليها‌السلام :

لم يبق عندي اليوم غير صاع

قد مجلت كفي مع الذراع

ابنـاي والله مـن الجـيـاع

ابوهما للخير ذو اصطناع

ثم رفعوا الطعام واعطوه للأسير. فلما كان اليوم الرابع دخل علي عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحمل ابنيه كالفرخين ، فلما رآهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : واين ابنتي؟ قال : في محرابها ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدخل عليها ولقد لصق بطنها بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : واغوثاه بالله آل محمد يموتون جوعاً ، فهبط جبرئيل وهو يقرأ ( يوفون بالنذر ) الآية. فان قيل فقد اخرج هذا الحديث جدك في

٧٦

الموضوعات (١).

هكذا تسابقت فاطمة الزهراء سلام الله عليها الى الخيرات ، بما تجود يداها من فضل وكرم ، فلا تستأثر بالثروة المفرطة ، وهي تساعد المعوزين ولا تحرم الضعفاء او تهمل الفقراء ، كل ذلك من أجل اقتطاف المنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى.

هذا هو الشرف العظيم ، وهذا هو الجاه الكبير الذي حفظه التاريخ لهذه المرأة الجليلة سيدة نساء العالمين ، بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخديجة عليها‌السلام ووريثة الفضل والعلم والسجايا الخيرة ، واكمل النساء عقلاً واشرفهن حسباً ونسباً واحسنهن خلقاً ، والقدوة الصالحة لكل المسلمين.

__________________

(١) تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي / ص ٢١٢ ـ٢١٥.

٧٧

ذرية الزهراء عليها‌السلام

١ / الامام الحسنعليه‌السلام

كان مولد سبط الرسول الاول في منتصف شهر الخير رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة ، فأقر الله عيون والديه ، فشب هذا الوليد ودرج في حجور طهرت وطابت ، فكان زهرة هذا المنزل وبدر سمائه. وكان شبيهاً بجده رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ومما يروي عنه ان الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يُدلع لسانه للحسن( يخرجه ) فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهشى اليه ( أي يسر وتنبسط اساريره ) ، وقد بذل الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشيء الكثير من العناية والرعاية لاولاده. ومن محبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسن : عن ابي زهير بن الارقم رجل من الازد قال : سمعت رسول الله صلى الله وسلم يقول للحسن بن علي : من احبني فليحبه فليبلغ الشاهد منكم الغائب ، ولو لا عزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم

٧٨

ما حدثتكم. اخرجه احمد (١).

وفي مناقب ابن شهر اشوب : كانت فاطمة ترقص ابنها حسناً تقول :

اشبه اباك يا حسن

واخلع عن الحق الرسن

واعبد الهاً ذا منن

ولا توال ذا الأحن (٢)

يروي العلامة المجلسي فيقول : دعي النبي الى صلاة والحسن متعلق به ، فوضعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقابل جنبه وصلى ، فلما سجد أطال السجود ، يقول الراوي : فرفعت رأسي من بين القوم فإذا بالحسن على كنف الرسول فلما سلم قال له القوم : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، كانما يوحى اليك ، فقال لم يوح اليَّ ، ولكن ابني كان على كتفي ، فكرهت ان اعجله حتى نزل (٣).

وروي عن ابراهيم بن علي الرافعي عن ابيه عن جدته زينب بنت ابي رافع وشبيب بن ابي الرافع عمن حدثه قالت : اتت فاطمة عليها‌السلام بابنيها الحسن والحسين عليهما‌السلام الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شكواه التي توفى فيها ، فقالت : يا رسول الله هذان ابناك فوّرثهما شيئاً ، فقال : اما الحسن فان له هيبتي وسؤددي ، واما الحسين فان له وجودي وشجاعتي. وكان الحسن بن علي عليهما‌السلام وصي ابيه امير المؤمنين عليه‌السلام على اهله وولده واصحابه ، ووصاه بالنظر في وقوفه وصدقاته ، وكتب اليه عهداً مشهوراً ووصيته ظاهرة في معالم الدين

__________________

(١) ذخائر العقبى / للطبري ص ١٢٣.

(٢) المناقب / ابن شهر اشوب / ج٣ / ص١٥٩.

(٣) بحار الانوار للمجلسي / ج١٠ / ص ٨٢.

٧٩

وعيون الحكمة والاداب ، وقد نقل هذه الوصية جمهور العلماء ، واستبصر بها في دينه ودنياه كثير من الفقهاء ، ولما قبض امير المؤمنين عليه‌السلام خطب الناس الحسن وذكر حقه فبايعه اصحاب ابيه على حرب من حارب وسلم من سالم (١).

فالحسن عليه‌السلام هو فرع الدوحة الهاشمية وربيب النبوة والامامة ، سليل الحق والعدل والفضيلة ، هو واخوه الحسين ( سبطا هذه الامة وسيدا شباب اهل الجنة ) كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهما : ( أي هذان امامان قاما او قعدا ).

فأبو محمد الحسن المجتبى هذا هو الامام الصابر كريم اهل البيت ، وروي عن الترمذي مرفوعاً الى ابن عباس رضي الله عنه انه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حامل الحسن ابن علي عليهما‌السلام ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ونعم الراكب هو. وروي عن الحافظ ابي نعيم فيما اورده في حليته عن ابي بكر قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي بنا فيجيئ الحسن عليه‌السلام وهو ساجد وهو اذ ذاك صغير فيجلس على ظهره ، ومرة على رقبته فيرفعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفعاً رفيقاً ، فلما فرغ من الصلاة ، قالوا : يا رسول الله انك تصنع بهذا الصبي شيئاً لا تصنعه بأحد ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان هذا ريحانتي وان ابني هذا سيد وعسى ان يصلح الله تعالى به بين فئتين من المسلمين.

وروى البخاري ومسلم بسنديهما عن ابي هريرة قال : خرجت مع رسول

__________________

(١) الارشاد للشيخ المفيد ص ١٨٧ و ١٨٨.

٨٠