مرآة العقول

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

مرآة العقول

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٩٠

تعرض للصبيان فكتب إليه بخطه بهاتين العوذتين وزعم صالح أنه أنفذهما إلي إبراهيم بخطه الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله الله أكبر الله أكبر لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ولا رب لي إلا الله لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ لا شَرِيكَ لَهُ سبحان الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اللهم ذا الجلال والإكرام رب موسى وعيسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لا إله إلا أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك وبعظمتك وبما سألك به النبيون وبأنك رب الناس كنت قبل كل شيء وأنت بعد كل شيء أسألك باسمك الذي تمسك به السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنك وبكلماتك التامات التي تحيي به الموتى أن تجير عبدك فلانا من شر ما ينزل من السماء وما يعرج إليها وما يخرج من الأرض وما يلج فيها وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وكتب إليه أيضا بخطه بسم الله وبالله وإلى الله وكما شاء الله وأعيذه بعزة الله وجبروت الله وقدرة الله وملكوت الله هذا الكتاب من الله شفاء لفلان بن فلان ابن عبدك وابن أمتك عبدي الله صلى الله على محمد وآله.

______________________________________________________

الشيخ في القانون ريح الصبيان ، وقال في النهاية : في حديث صمام إني أعالج هذه الأرواح والأرواح هنا كناية عن الجن سموا أرواحا لكونهم لا يرون بمنزلة الأرواح ـ أنفذهما إلى ـ الظاهر أنه بتشديد الياء ورفع إبراهيم وهو كلام محمد بن عيسى وقيل المعنى أنه قال صالح إنه عليه‌السلام أرسلهما مع خادمه إلى إبراهيم ولم يعتمد على رسول إبراهيم ولا يخفى بعده « مع ما عددت » لعله معطوف على موسى أو على مقدر أي أسألك بهم ما عددت كما يومئ إليه ما بعده ، وقيل ظرف للتسبيح أي أسبحك وأنزهك عن التركب في ذاتك مع ما عددت من أسمائك وصفاتك فإنها مما يوهم التركيب والواو في قوله « وبعظمتك » للاستئناف لا للعطف وفي القاموس الملكوت العز والسلطان.

٤٤١

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل له عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعزيمة سليمان بن داود عليهما‌السلام وعزيمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام والأئمة الطاهرين من بعده فإنه ينصرف عنك إن شاء الله قال فخرجت فإذا السبع قد اعترض فعزمت عليه وقلت له إلا تنحيت عن طريقنا ولم تؤذنا قال فنظرت إليه قد طأطأ برأسه وأدخل ذنبه بين رجليه وانصرف.

١٢ ـ عنه ، عن جعفر بن محمد ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الجارود ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من قال في دبر الفريضة ـ أستودع الله العظيم الجليل نفسي وأهلي وولدي ومن يعنيني أمره وأستودع الله المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شيء نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن يعنيني أمره حف بجناح من أجنحة جبرئيل عليه‌السلام وحفظ في نفسه وأهله وماله.

١٣ ـ عنه رفعه قال من بات في دار وبيت وحده فليقرأ آية الكرسي وليقل : « اللهم آنس وحشتي وآمن روعتي وأعني على وحدتي ».

______________________________________________________

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

« بعزيمة الله » لعل المراد بالعزيمة ما يقسم به أي أقسمت عليك بالله أو بأسمائه أو بعهود الله أو حقوقه اللازمة عليك وكذا البواقي.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

وقال في الصحاح ضعضعه أي هدمه حتى الأرض وتضعضعت أركانه أي اتضعت وضعضعه الدهر فتضعضع أي خضع وذل « ومن يعنيني أمره » أي اهتم بشأنه وفي القاموس حف بالشيء أحاط به.

الحديث الثالث عشر : مرفوع.

٤٤٢

١٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن يزيد بن مرة ، عن بكير قال سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة أو بلية فقل « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإن الله عز وجل يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء.

(باب)

(الدعاء عند قراءة القرآن)

١ ـ قال كان أبو عبد الله عليه‌السلام يدعو عند قراءة كتاب الله عز وجل ـ اللهم ربنا لك الحمد أنت المتوحد بالقدرة والسلطان المتين ولك الحمد أنت المتعالي بالعز والكبرياء وفوق السماوات والعرش العظيم ربنا ولك الحمد أنت المكتفي بعلمك ـ والمحتاج إليك كل ذي علم ربنا ولك الحمد يا منزل الآيات والذكر العظيم ربنا فلك الحمد بما علمتنا من الحكمة والقرآن العظيم المبين اللهم أنت

______________________________________________________

الحديث الرابع عشر : ضعيف.

وفي القاموس الورطة الهلكة وكل أمر تعسر منه النجاة.

باب الدعاء عند قراءة القرآن

الحديث الأول : مرسل.

« وفوق السماوات » أي حال كونك مستوليا ومتسلطا على السماوات والعرش ، وقال في النهاية : رب أوزعني أي ألهمني وأولعني ، وقال ترتيل القرآن التأني فيها. والتمهل وتبيين الحروف والحركات تشبيها بالثغر المرتل وهو المشبه بنور الأقحوان يقال رتل وترتل « عند الأحايين » وفي بعض النسخ الإجابين قال في القاموس فلان يفعل كذا أحيانا وفي الأحايين ، وقال الإجاب والإجابة والجابة والمجوبة والجيبة ، الجواب ، وقال في النهاية : الوسنان النائم الذي ليس بمستغرق

٤٤٣

علمتناه قبل رغبتنا في تعلمه واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه اللهم فإذا كان ذلك منا منك وفضلا وجودا ولطفا بنا ورحمة لنا وامتنانا علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا اللهم فحبب إلينا حسن تلاوته وحفظ آياته وإيمانا بمتشابهه وعملا بمحكمه وسببا في تأويله وهدى في تدبيره وبصيرة بنوره اللهم وكما أنزلته شفاء لأوليائك وشقاء على أعدائك وعمى على أهل معصيتك ونورا لأهل طاعتك اللهم فاجعله لنا حصنا من عذابك وحرزا من غضبك وحاجزا عن معصيتك وعصمة من سخطك ودليلا على طاعتك ونورا يوم نلقاك نستضيء به في خلقك ونجوز به على صراطك ونهتدي به إلى جنتك اللهم إنا نعوذ بك من الشقوة في حمله والعمى عن عمله والجور عن حكمه والعلو عن قصده والتقصير دون حقه اللهم احمل عنا ثقله وأوجب لنا أجره وأوزعنا شكره واجعلنا نراعيه ونحفظه اللهم اجعلنا نتبع حلاله ونجتنب حرامه ونقيم حدوده ونؤدي فرائضه اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته ونشاطا في قيامه ووجلا في ترتيله وقوة في استعماله في آناء الليل وأطراف النهار اللهم واشفنا من النوم باليسير وأيقظنا في ساعة الليل من رقاد الراقدين ونبهنا عند الأحايين التي يستجاب فيها الدعاء من سنة الوسنانين اللهم اجعل لقلوبنا ذكاء عند عجائبه التي لا تنقضي ولذاذة عند ترديده وعبرة عند ترجيعه ونفعا بينا عند استفهامه اللهم إنا نعوذ بك من تخلفه في قلوبنا وتوسده عند رقادنا ونبذه وراء ظهورنا ونعوذ بك من قساوة قلوبنا لما به وعظتنا اللهم انفعنا بما صرفت

______________________________________________________

في نومه والوسن أول النوم ، وقد وسن يسن سنة والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة كما في عدة وقال في الصحاح الذكاء ممدود حدة القلب وقد ذكي الرجل يذكي ذكاء فهو ذكي وقال وقد لذذت الشيء بالكسر لذا ذا ولذاذة أي وجدته لذيذا « من تخلفه » لعل المراد أن يتخلف في قلوبنا فلا يظهر أثره على أعضائنا وجوارحنا « وتوسده » قال في النهاية وفي الحديث إنه ذكر عنده شريح الحضرمي فقال ذلك رجل لا يتوسد القرآن هذا يحتمل مدحا وذما ، فالمدح أنه لا ينام الليل عن القرآن

٤٤٤

فيه من الآيات وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات وكفر عنا بتأويله السيئات وضاعف لنا به جزاء في الحسنات وارفعنا به ثوابا في الدرجات ولقنا به البشرى بعد الممات اللهم اجعله لنا زادا تقوينا به في الموقف بين يديك وطريقا واضحا نسلك به إليك وعلما نافعا نشكر به نعماءك وتخشعا صادقا نسبح به أسماءك فإنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا واصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ودليلا يهدينا لصالح العمل وعونا هاديا يقومنا من الميل وعونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الأمل اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء وسلاحا يوم الارتقاء وحجيجا يوم القضاء ونورا يوم الظلماء يوم لا أرض ولا سماء يوم يجزى كل ساع بما سعى اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمإ وفوزا يوم الجزاء من نار حامية قليلة البقيا على من بها اصطلى وبحرها تلظى اللهم اجعله لنا برهانا على رءوس الملإ يوم يجمع فيه أهل

______________________________________________________

ولم يتهجد إلا به فيكون القرآن متوسدا معه بل يداوم قراءته ويحافظ عليها ، والذم معناه لا يحفظ من القرآن شيئا ولا يديم قراءته فإذا نام لم يتوسد معه القرآن وأراد بالتوسد النوم ، ومن الأول الحديث لا توسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته وفيه أيضا من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسدا للقرآن ، ومن الثاني حديث أبي الدرداء قال له رجل إني أريد أن أطلب العلم وأخشى أن أضيعه فقال لأن تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد الجهل ، وقال الطيبي في شرح المشكاة هو كناية عن التكاسل أي لا تجعلوه وسادة تنكبون وتنامون عليه ، أو عن التغافل عن تدبر معانيه وقال في القاموس رجل توسد القرآن يحتمل كونه مدحا أي لا يمتهنه ولا يطرحه بل يجله ويعظمه وذما أي لا يكب على تلاوته إكباب النائم على وسادته ، ومن الأول قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا توسدوا القرآن ، وقال تصريف الآيات تبيينها ، وقال في الصحاح الميل بالتحريك ما كان خلقه يقال منه رجل أميل العاتق في عنقه ميل.

« وحجيجا » قال في النهاية : في حديث الدجال أن يخرج وأنا فيكم فأنا

٤٤٥

الأرض وأهل السماء اللهم ارزقنا منازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.

(باب)

(الدعاء في حفظ القرآن)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد عمن ذكره ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال تقول اللهم إني أسألك ولم يسأل العباد مثلك أسألك بحق محمد نبيك ورسولك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيسى كلمتك وروحك وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وقرآن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكل وحي أوحيته وقضاء أمضيته وحق قضيته وغني أغنيته وضال هديته وسائل أعطيته وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم وباسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وباسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت ودعمت به السماوات فاستقلت ووضعته

______________________________________________________

حجيجه أي محاججه ومغالبة بإظهار الحجة عليه والحجة الدليل والبرهان يقال حاججته فأنا محاج وحجيج فعيل بمعنى فاعل ، وقال في حديث الدعاء لا يبقى على من تضرع إليها يعني النار يقال أبقيت عليه أبقى إبقاء إذا رحمته وأشفقت عليه والاسم البقيا كدنيا.

باب الدعاء في حفظ القرآن

الحديث الأول : مرسل.

وفي القاموس الخليل الصادق أو من أصفى المودة « وعيسى كلمتك » قال في مجمع البيان إنما سمي المسيح كلمة لأنه حصل بكلام الله من غير أب ، وقيل إنما سمي به لأن الناس يهتدون به كما يهتدون بكلام الله ، وروحك قال في مجمع البيان إنما سماه الله روحا لأنه حدث عن نفخة جبرائيل عليه‌السلام في درع مريم بأمر

٤٤٦

على الجبال فرست ـ وباسمك الذي بثثت به الأرزاق وأسألك باسمك الذي تحيي به الموتى وأسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن ترزقني حفظ القرآن وأصناف العلم وأن تثبتها في قلبي وسمعي وبصري وأن تخالط بها لحمي ودمي وعظامي ومخي وتستعمل بها ليلي ونهاري برحمتك وقدرتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك يا حي يا قيوم قال وفي حديث آخر زيادة وأسألك باسمك الذي دعاك به عبادك الذين استجبت لهم وأنبياؤك فغفرت لهم ورحمتهم وأسألك بكل اسم أنزلته في كتبك وباسمك الذي استقر به عرشك وباسمك الواحد الأحد الفرد الوتر المتعال الذي يملأ الأركان كلها الطاهر الطهر المبارك المقدس الحي القيوم نور السماوات والأرض الرحمن الرحيم الكبير المتعال وكتابك المنزل بالحق وكلماتك التامات ونورك التام وبعظمتك وأركانك وقال في حديث آخر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أراد أن

______________________________________________________

الله وإنما نسبه إليه لأنه كان بأمره ، وقيل إنما أضافه إلى نفسه تفخيما لشأنه كما قال : ـ الصوم لي وأنا أجزي به ـ وقد يسمى النفخ روحا ، وقيل سمي به لأنه يحيي الله به الناس في دينهم كما يحيون بالأرواح فيكون المعنى أنه جعله نبيا يقتدى به وقيل : لأنه أحياه الله بتكوينه بلا واسطة من جماع أو نطفة ، وقيل : معناه ورحمة منه كما قال في موضع. آخر وأيدهم بروح منه أي برحمته فجعل الله عيسى رحمة على من أمن به « باسمك الذي » يمكن أن يكون لأسماء الله تعالى تأثيرات جعلها الله لها وأن يكون المراد بالأسماء الصفات والله يعلم قيل دعمه كمنعه أقامه ، وفي الصحاح رسى الشيء يرسو ثبت « من عرشك » أي الخصال التي استحق بها لعرش العز أو بموضع انعقادها منه وحقيقة معناه بعز عرشك وأصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ في الدعاء « ومنتهى الرحمة » أي منتهى الرحمة التي يظهر من كتابك أي القرآن أو اللوح المحفوظ ويحتمل على بعد أن يكون من بيانية يملأ الأركان كلها أي أركان

٤٤٧

يوعيه الله عز وجل ـ القرآن والعلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ماذي ثم يغسله بماء المطر قبل أن يمس الأرض ويشربه ثلاثة أيام على الريق فإنه يحفظ ذلك إن شاء الله.

٢ ـ عنه ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعلمك دعاء لا تنسى القرآن ـ اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني وارحمني من تكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عني وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم نور بكتابك بصري واشرح به صدري وفرح به قلبي وأطلق به لساني واستعمل به بدني وقوني على ذلك وأعني عليه إنه لا معين عليه إلا أنت لا إله إلا أنت.

قال ورواه بعض أصحابنا ، عن وليد بن صبيح ، عن حفص الأعور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(باب)

(دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن سهل ، عن عبد الله بن جندب ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قل اللهم اجعلني

______________________________________________________

العرش أو أركان الخلق أي السماوات والأرضين وغيرها ، وهو إما كناية عن عظمة الاسم تشبيها للمعقول بالمحسوس ، أو المراد أنه يملأ آثاره الأركان وتحيط لجميع الخلق والله يعلم والمأذي العسل الأبيض.

الحديث الثاني : مرفوع وآخره مرسل.

باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة

الحديث الأول : ضعيف.

« واجعلهما الوارثين » قيل : أي اجعل السمع والبصر باقيين مني والمراد

٤٤٨

أخشاك كأني أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بنشطي لمعاصيك وخر لي في قضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت واجعل غناي في نفسي ومتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه قدرتك يا رب وأقر بذلك عيني.

٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي سليمان الجصاص ، عن إبراهيم بن ميمون قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : « اللهم أعني على هول يوم القيامة وأخرجني من الدنيا سالما وزوجني من الحور العين واكفني مئونتي ومئونة عيالي ومئونة الناس وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ ».

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قل اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك

______________________________________________________

ما يحصل بالسمع والبصر وهو العلم أي وفقنا لحيازة العلم لا المال حتى يكون العلم هو الباقي مني يبقى بعد موتي فالنسبة مجازية نسبة السبب إلى المسبب ، ويحتمل أن يرجع الضمير إلى التمتيع وتثنيته باعتبار تمتيع السمع ، بل هذا الاحتمال أرجح ، لأن السمع والبصر سببان لتحصيل العلم ، وخصوصا إذا أريد بالبصر البصيرة ، وأولت العامة ما نقلوه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدعاء اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا على هذا الاحتمال ، وقال في مجمع البحار فيه الوارث تعالى يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، ومنه اللهم متعني بسمعي وبصري « واجعلهما الوارث مني » أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت ، وقيل : أراد بقاء قوتها عند الكبر وانحلال القوي النفسانية فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوي والباقيين بعدها ، وقيل : أراد بالسمع ما يسمع والعمل به وبالبصر الاعتبار.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : حسن.

٤٤٩

وأعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن علي بن زياد قال كتب علي بن بصير يسأله أن يكتب له في أسفل كتابه دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم به من الذنوب جامعا للدنيا والآخرة فكتب عليه‌السلام بخطه : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » يا من أظهر الجميل وستر القبيح ولم يهتك الستر عني يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئ كل نعمة قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا مولاه يا غياثاه صل على محمد وآل محمد وأسألك أن لا تجعلني في النار ثم تسأل ما بدا لك.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله البرقي وأبي طالب ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال اللهم أنت ثقتي في كل كربة وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو وتعنيني فيه الأمور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا.

٦ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان ، عن عيسى بن عبد الله القمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قل : « اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وكرمك أن تفعل بي كذا وكذا ».

______________________________________________________

الحديث الرابع : مجهول.

الحديث الخامس : صحيح.

الحديث السادس : حسن أو موثق.

٤٥٠

٧ ـ عنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال قال لي أكثر من أن تقول ـ اللهم لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير قال قلت أما المعارين فقد عرفت فما معنى لا تخرجني من التقصير قال كل عمل تعمله تريد به وجه الله عز وجل فكن فيه مقصرا عند نفسك فإن الناس كلهم في أعمالهم في ما بينهم وبين الله عز وجل مقصرون.

٨ ـ عنه ، عن ابن محبوب ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن أعين قال قال أبو جعفر عليه‌السلام لقد غفر الله عز وجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال ـ اللهم إن تعذبني فأهل لذلك أنا وإن تغفر لي فأهل لذلك أنت فغفر الله له.

٩ ـ عنه ، عن يحيى بن المبارك ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عمه ، عن الرضا عليه‌السلام قال يا من دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه أسألك الأمن والإيمان في الدنيا والآخرة.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن أبيه قال رأيت علي بن الحسين عليه‌السلام في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي فأطال القيام ـ حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ومرة على رجله اليسرى ثم سمعته

______________________________________________________

الحديث السابع : موثق.

« من المعارين » أي الذين لا تثبت لهم في الإيمان كان الدين عندهم عارية وقد سبق في باب الإيمان والكفر ، وقال السيد الداماد (ره) : المعاري من يركب الفرس عريانا قال في القاموس : نحن نعاري نركب الخيل أعراء ، والمعنى بالمعارين هيهنا الذين يتعبدون لا على أسبغ الوجوه ويلزمون الطاعات لكن لا على قصيا المراتب بل على ضرب من التقصير كالذين يركبون الخيل ولكن أعراء.

الحديث الثامن : حسن أو موثق.

الحديث التاسع : مجهول.

الحديث العاشر : حسن.

٤٥١

يقول بصوت كأنه باك ـ يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طال ما عاديتهم فيك.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن بعض أصحابنا ، عن داود الرقي قال إني كنت أسمع أبا عبد الله عليه‌السلام أكثر ما يلح به في الدعاء على الله بحق الخمسة يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.

١٢ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب ، عن إبراهيم الكرخي قال علمنا أبو عبد الله عليه‌السلام دعاء وأمرنا أن ندعو به يوم الجمعة ـ اللهم إني تعمدت إليك بحاجتي وأنزلت بك اليوم فقري ومسكنتي فأنا اليوم لمغفرتك أرجى مني لعملي ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي فتول قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسير ذلك عليك ولفقري إليك فإني لم أصب خيرا قط إلا منك ولم يصرف عني أحد شرا قط غيرك وليس أرجو لآخرتي ودنياي سواك ولا ليوم فقري ويوم يفردني الناس في حفرتي وأفضي إليك يا رب بفقري.

١٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عطية ، عن زيد الصائغ قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ادع الله لنا فقال ـ اللهم ارزقهم صدق الحديث وأداء الأمانة والمحافظة على الصلوات اللهم إنهم أحق خلقك أن تفعله بهم اللهم وافعله بهم.

______________________________________________________

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

الحديث الثاني عشر : مجهول.

« وأفضى إليك » أفيد أنه ينبغي أن يقرأ بضم الهمزة وفتح الضاد أي يوم أفضاني الخلق إليك إلى قبري متلبسا بالفقر والفاقة ، وفي بعض النسخ وأقضى قال في القاموس يقال : قضى إليه أنهاه وأعلمه ،

الحديث الثالث عشر : مجهول.

وفي الصحاح وأدى دينه تأدية أي قضاه والاسم الأداء.

٤٥٢

١٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : « اللهم من علي بالتوكل عليك والتفويض إليك والرضا بقدرك والتسليم لأمرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت يا رب العالمين ».

١٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن سحيم ، عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول وهو رافع يده إلى السماء ـ رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا لا أقل من ذلك ولا أكثر قال فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته ثم أقبل علي فقال يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عز وجل إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب قلت فبلغ به كفرا أصلحك الله قال لا ولكن الموت على تلك الحال هلاك.

١٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال أتى جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له إن ربك يقول لك إذا أردت أن تعبدني يوما وليلة حق عبادتي فارفع يديك إلي وقل اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيئتك

______________________________________________________

الحديث الرابع عشر : حسن كالصحيح.

الحديث الخامس عشر : ضعيف على المشهور.

وفي الصحاح تحدر الدمع أي تنزل « ذلك الذنب » أي ترك الأولى « هلاك » أي لا يليق بشأن الأنبياء.

الحديث السادس عشر : مرفوع.

« دون علمك » يحتمل أن يكون دون في الموضعين بمعنى عند وبمعنى سوى فعلى الأول فالمراد لا تعلم له نهاية ولم تكن له نهاية في علمك وإذا لم يكن له نهاية في علم الله لا يكون له نهاية

٤٥٣

ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك اللهم لك الحمد كله ولك المن كله ولك الفخر كله ولك البهاء كله ولك النور كله ولك العزة كلها ولك الجبروت كلها ولك العظمة كلها ولك الدنيا كلها ولك الآخرة كلها ولك الليل والنهار كله ولك الخلق كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره اللهم لك الحمد حمدا أبدا أنت حسن البلاء جليل الثناء سابغ النعماء عدل القضاء جزيل العطاء حسن الآلاء إله من في الأرض وإله من في السماء اللهم لك الحمد في السبع الشداد ولك الحمد في الأرض المهاد ولك الحمد طاقة العباد ولك الحمد سعة البلاد ـ ولك الحمد في الجبال الأوتاد ولك الحمد في اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ولك الحمد في النَّهارِ إِذا تَجَلَّى ولك الحمد في الآخرة والأولى ولك الحمد في المثاني والقرآن العظيم وسبحان الله وبحمده والأرض جميعا قبضته يوم القيامة وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ سبحان الله وبحمده كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ سبحانك ربنا وتعاليت وتباركت وتقدست خلقت كل شيء بقدرتك وقهرت كل شيء بعزتك وعلوت فوق كل شيء بارتفاعك وغلبت كل شيء بقوتك وابتدعت كل شيء بحكمتك وعلمك وبعثت الرسل بكتبك وهديت

______________________________________________________

أصلا بخلاف علمنا ، وكذا في المشية أي لا تشاء له نهاية ، وأما على الثاني فيحتمل أن يكون كناية عن الكثرة كما يقال فمكث ما شاء الله ، أو كناية عن عدم التناهي أي يكون بعده معلومات الله تعالى ومقدوراته ، وهما غير متناهيين ، أو يكون الاستثناء لتأكيد العموم من باب أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ، أي لا يكون له نهاية إلا علمك وهو لا نهاية له فلا يكون له نهاية أصلا « لك الحمد في السبع الشداد » أي أنت محمود في السماوات بحمدك أهلها ، أو أنت مستحق للحمد من أهلها ، أو أنت محمود بسبب خلق السبع الشداد ، وكذا في الثانية والله يعلم قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ قال في مجمع البيان القبضة في اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك أخبر الله تعالى عن كمال قدرته فذكر أن الأرض كلها مع عظمها في مقدوره كالشيء يقبض

٤٥٤

الصالحين بإذنك وأيدت المؤمنين بنصرك وقهرت الخلق بسلطانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لا نعبد غيرك ولا نسأل إلا إياك ولا نرغب إلا إليك أنت موضع شكوانا ومنتهى رغبتنا وإلهنا ومليكنا.

١٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام ابتداء منه يا معاوية أما علمت أن رجلا أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فشكا الإبطاء عليه في الجواب في دعائه فقال له أين أنت عن الدعاء السريع الإجابة فقال له الرجل ما هو قال قل اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم الأجل الأكرم المخزون المكنون النور الحق البرهان المبين الذي هو نور مع نور ونور من نور ونور في نور و ( نُورٌ عَلى نُورٍ ) ونور فوق كل نور ونور يضيء به كل ظلمة ويكسر به كل شدة وكل شيطان مريد وكل جبار عنيد لا تقر به أرض ولا تقوم به سماء ويأمن به كل خائف ويبطل به سحر كل ساحر وبغي كل باغ وحسد كل حاسد ويتصدع لعظمته البر

______________________________________________________

عليه القابض بكفيه فيكون في قبضته وكذا قوله ( وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ ) أي يطويها بقدرته كما يطوي الواحد منا الشيء المقدور له طيبه بِيَمِينِهِ وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك ، وقيل : معناه أنها محفوظات مصونات بقوته واليمين القوة.

الحديث السابع عشر : حسن.

« لا تقر به أرض » قال السيد الداماد (ره) الجار والمجرور في ـ لا تقر به أرض ولا يقوم به سماء غير متعلق بالفعل المذكور بل بفعل آخر مقدر والتقدير إذا رعيت به لا تقر أرض ، وإذا رعيت به لا تقوم سماء ، أو الباء بمعنى مع أي لا تقر معه أرض ولا يقوم معه سماء ، وأما ـ لا يقوم له ـ باللام موضع الباء فمعناه لا تنهض لمقاومته ومعارضته سماء ، وفي القاموس الصدع الشق في الشيء الصلب و

٤٥٥

والبحر ويستقل به الفلك حين يتكلم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل وهو اسمك الأعظم الأعظم الأجل الأجل النور الأكبر الذي سميت به نفسك واستويت به على عرشك وأتوجه إليك بمحمد وأهل بيته أسألك بك وبهم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا.

١٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن عمرو بن أبي المقدام قال أملى علي هذا الدعاء ـ أبو عبد الله عليه‌السلام وهو جامع للدنيا والآخرة تقول بعد حمد الله والثناء عليه :

« اللهم أنت الله لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الحليم الكريم وأنت الله لا إله إلا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وأنت الله لا إله إلا أنت الْواحِدُ الْقَهَّارُ وأنت الله لا إله إلا أنت الملك الجبار وأنت الله لا إله إلا أنت الرحيم الغفار وأنت الله لا إله إلا أنت شَدِيدُ الْمِحالِ وأنت الله لا إله إلا أنت الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ وأنت الله لا إله إلا أنت السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وأنت الله لا إله إلا أنت المنيع القدير وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الشكور وأنت الله لا إله إلا أنت الحميد المجيد وأنت الله لا إله إلا أنت الْغَفُورُ الْوَدُودُ وأنت الله لا إله إلا أنت الحنان المنان وأنت الله لا إله إلا أنت الحليم الديان

______________________________________________________

الفرقة من الشيء ، « ويستقل به الفلك » قال في الصحاح الفلك السفينة واحد وجمع يذكر ويؤنث ، ويمكن أن يقرأ بفتحتين أيضا ولعل المراد على هذا موج الهواء وعلى تقدير الضم يظهر منه أنه تعالى وكل ملكا بالسفينة.

الحديث الثامن عشر : ضعيف أو مجهول.

« الشديد المحال » قال البيضاوي : أي شديد المماحلة والمكايدة لأعدائه من محل بفلان إذا كاده وعرضه للهلاك ، ومنه تمحل إذا تكلف استعمال الحلية ، ولعل أصله المحل بمعنى القحط ، وقيل : فعال بمعنى القوة ، وقيل : مفعل من الحول والحيلة أعل على غير قياس ، ويعضده أنه قرأ بفتح الميم من حال يحول إذا احتال ، ويجوز أن يكون بمعنى الفعال فيكون مثلا في القوة والقدرة وفي القاموس المحال

٤٥٦

وأنت الله لا إله إلا أنت الجواد الماجد وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد وأنت الله لا إله إلا أنت الغائب الشاهد وأنت الله لا إله إلا أنت الظاهر الباطن وأنت الله لا إله إلا أنت بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تم نورك فهديت وبسطت يدك فأعطيت ربنا وجهك أكرم الوجوه وجهتك خير الجهات وعطيتك أفضل العطايا وأهنؤها تطاع ربنا فتشكر وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت تجيب المضطرين وتكشف السوء وتقبل التوبة وتعفو عن الذنوب لا تجازى أياديك ولا تحصى نعمك ولا يبلغ مدحتك قول قائل اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وروحهم وراحتهم وسرورهم ـ وأذقني طعم فرجهم وأهلك أعداءهم من الجن والإنس وآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ واجعلنا من الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ واجعلني من الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وثبتني بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وبارك لي في المحيا والممات والموقف والنشور والحساب والميزان وأهوال يوم القيامة وسلمني على الصراط وأجزني عليه وارزقني علما نافعا ويقينا صادقا وتقى وبرا وورعا وخوفا منك وفرقا يبلغني منك زلفى ولا يباعدني عنك

______________________________________________________

الكيد والمكر والقدرة ، وقال في مصباح اللغة : يقال : أزال منعة الطائر أي قوته التي يمتنع بها على من يريده ، والمناعة بالفتح مثل المنعة ومنع مناعة ومنعة فهو منيع ، وقال الجزري والفيروزآبادي في أسماء الله تعالى المانع هو الذي يمنع عن أهل طاعته ويحوطهم وينصرهم ، وقيل يمنع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد وفيه اللهم من منعت ممنوع أي من حرمته فهو محروم لا يعطيه أحد غيرك يقال منعه يمنعه ضد أعطاه كمنعه فهو مانع ومناع ومنوع ، وجمع الأول منعة محركه وتسكن أي معه من يمنعه ، ومنع ككرم صار منيعا ، وقال الجوهري الدين الجزاء والمكافاة يقال دانه دينا أي جازاه ومنه الديان في صفة الله تعالى والجهة مثلثة الناحية والجانب والآخرة أي عند سؤال القبر وعند سؤال الله تعالى في القيامة وقال في الصحاح الفرق بالتحريك الخوف والفزع ، وقال حذافير الشيء أعاليه

٤٥٧

وأحببني ولا تبغضني وتولني ولا تخذلني وأعطني من جميع خير الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم وأجرني من السوء كله بحذافيره ما علمت منه وما لم أعلم.

١٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ألا تخصني بدعاء قال بلى قال قل ـ يا واحد يا ماجد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يا عزيز يا كريم يا حنان يا منان يا سامع الدعوات يا أجود من سئل ويا خير من أعطى يا الله يا الله يا الله قلت وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « [ نعم ] لنعم المجيب أنت ونعم المدعو ونعم المسئول أسألك بنور وجهك وأسألك بعزتك وقدرتك وجبروتك وأسألك بملكوتك ودرعك الحصينة وبجمعك وأركانك كلها وبحق محمد وبحق الأوصياء بعد محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ».

٢٠ ـ عنه ، عن بعض أصحابه ، عن حسين بن عمارة ، عن حسين بن أبي سعيد المكاري وجهم بن أبي جهمة ، عن أبي جعفر رجل من أهل الكوفة كان يعرف بكنيته

______________________________________________________

ونواحيه يقال أعطاه الدنيا بحذافيرها أي بأسرها وتمامها واحدها حذفار.

الحديث التاسع عشر : صحيح.

و « يجمعك » قيل : المراد جمعك للكمالات ، ويحتمل أن يكون المراد الجيش ، أو يكون الجمع بمعنى المجموع أي بمجموع صفاتك ولعل المراد بالأركان مطلق الصفات أو الصفات الذاتية أو أركان الخلق والعظمة من السماوات والكرسي والعرش والله يعلم. وفي الصحاح الجمع الجماعة تسمية بالمصدر ، يقال : رأيت جمعا من الناس ، وفي النهاية وأركان كل شيء جوانبه التي يستند إليها ويقوم بها.

الحديث العشرون : مجهول.

وروى السيد في كتاب الإقبال ، عن علي بن محمد البرسي ، عن الحسين بن

٤٥٨

قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام علمني دعاء أدعو به فقال نعم قل يا من أرجوه لكل خير ـ ويا من آمن سخطه عند كل عثرة ويا من يعطي بالقليل الكثير يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على محمد وآل محمد وأعطني بمسألتي من جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيتني وزدني من سعة فضلك يا كريم.

٢١ ـ وعنه رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام أنه علم أخاه عبد الله بن علي هذا الدعاء اللهم ارفع ظني صاعدا ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا واحفظني قائما و

______________________________________________________

أحمد بن شيبان ، عن حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، عن محمد بن عبد الله بن عمران البرقي ، عن محمد بن علي الهمداني ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن السجاد في حديث طويل قال : قلت : لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك هذا رجب ، علمني فيه دعاء ينفعني الله به ، قال : فقال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، وقل في كل يوم من رجب صباحا ومساء وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك يا من أرجوه إلى قوله يا كريم قال ، ثم مد أبو عبد الله عليه‌السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ، ثم قال بعد ذلك يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود يا ذا المن والطول حرم شيبتي على النار ، وفي حديث آخر ، ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا ، وذكر أبو عمرو الكشي هذا الدعاء وأسند نقله إلى محمد بن زيد الشحام هكذا ، قلت له علمني دعاء قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم يا من أرجوه إلى قوله وأعطني بمسألتي إياك الدعاء « سخطه » لعله محمول على السخط الذي يوجب الخلود في النار ، أو المراد بالأمن رجاء العفو أو محض العثرة بالصغائر « غير منقوص » أي عطاؤك كامل غير ناقص أو لا يصير ما تعطيني سببا لنقص خزائنك أي منقوصا من شيء فتأمل.

الحديث الحادي والعشرون : مرفوع.

« اللهم ارفع ظني » لعل المراد ارفع ظني عن المخلوقين واجعله صاعدا إليك

٤٥٩

قاعداً ويقظاناً وراقداً ، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني سبيلك الأقوم وقني حر جهنم واحطط عني المغرم والمأثم واجعلني من خير خيار العالم.

٢٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى وهارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : « ارحمني مما لا طاقة لي به ولا صبر لي عليه ».

٢٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن حفص ، عن محمد بن مسلم قال قلت له علمني دعاء فقال فأين أنت عن دعاء الإلحاح قال قلت وما دعاء الإلحاح فقال اللهم رب السماوات السبع وما بينهن ورب العرش العظيم ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ورب القرآن العظيم ورب محمد خاتم النبيين إني أسألك بالذي تقوم به السماء وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الجمع وبه تجمع بين المتفرق وبه ترزق الأحياء وبه أحصيت عدد الرمال ووزن الجبال وكيل البحور ثم تصلي على محمد وآل محمد ثم تسأله حاجتك وألح في الطلب.

٢٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن كرام ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه كان يقول اللهم املأ قلبي حبا لك وخشية منك وتصديقا وإيمانا بك وفرقا منك وشوقا إليك يا ذا الجلال والإكرام اللهم

______________________________________________________

فتكون أنت موضع رجائي ، أو ارفع ظني عن الانحطاط أي اجعل ظني بك كاملا والله يعلم ، وفي الصحاح الغرامة ما يلزم أداؤه وكذلك المغرم والغرم.

الحديث الثاني والعشرون : مجهول.

الحديث الثالث والعشرون : صحيح.

الحديث الرابع والعشرون : حسن ، أو موثق ، وكرام لقب عبد الكريم ابن عمرو.

« ونصرا في دينك » في بعض الكتب ـ بصيرة في خلقك ـ في بعض الكتب ـ

٤٦٠