مرآة العقول

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

مرآة العقول

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٩٠

يا الله الواحد الأحد الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اعصمني وطهرني واذهب ببليتي واقرأ آية الكرسي والمعوذتين.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إذا خفت أمرا فقل ـ اللهم إنك لا يكفي منك أحد وأنت تكفي من كل أحد من خلقك فاكفني كذا وكذا وفي حديث آخر قال تقول يا كافيا من كل شيء ولا يكفي منك شيء في السماوات والأرض اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة وصلى الله على محمد وآله ـ وقال أبو عبد الله عليه‌السلام من دخل على سلطان يهابه فليقل بالله أستفتح وبالله أستنجح وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أتوجه اللهم ذلل لي صعوبته وسهل لي حزونته فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب وتقول أيضا : « حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وأمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ولا حول ولا قوة إلا بالله ».

٨ ـ عنه ، عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان من دعاء أبي عليه‌السلام في الأمر يحدث ـ اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وزك عملي ويسر منقلبي واهد قلبي وآمن خوفي وعافني في عمري كله وثبت حجتي واغفر خطاياي وبيض وجهي واعصمني في ديني وسهل مطلبي ووسع علي في رزقي فإني ضعيف وتجاوز عن سيئ ما عندي بحسن ما عندك ولا تفجعني بنفسي ولا تفجع لي حميما وهب لي يا إلهي لحظة من لحظاتك تكشف بها

______________________________________________________

الحديث السابع : موثق.

الحديث الثامن : مرفوع.

« زك عملي » إما من الزكاة بمعنى الطهارة أي طهره من مفسدات العمل أو بمعنى النمو أي ضاعفه أو أذكره بالطهارة كناية عن القبول ، « ولا تفجعني » في الصحاح الفجيعة الرزية وقد فجعته المصيبة أي أوجعته وكذلك التفجيع « حميما »

٤٢١

عني جميع ما به ابتليتني وترد بها علي ما هو أحسن عاداتك عندي فقد ضعفت قوتي وقلت حيلتي وانقطع من خلقك رجائي ولم يبق إلا رجاؤك وتوكلي عليك وقدرتك علي يا رب أن ترحمني وتعافيني كقدرتك علي أن تعذبني وتبتليني إلهي ذكر عوائدك يؤنسني والرجاء لإنعامك يقويني ولم أخل من نعمك منذ خلقتني وأنت ربي وسيدي ومفزعي وملجئي والحافظ لي والذاب عني والرحيم بي والمتكفل برزقي وفي قضائك وقدرتك كل ما أنا فيه فليكن يا سيدي ومولاي فيما قضيت وقدرت وحتمت تعجيل خلاصي مما أنا فيه جميعه والعافية لي فإني لا أجد لدفع ذلك أحدا غيرك ولا أعتمد فيه إلا عليك فكن يا ذا الجلال والإكرام عند أحسن ظني بك ورجائي لك وارحم تضرعي واستكانتي وضعف ركني وامنن بذلك علي وعلى كل داع دعاك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله.

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن إسماعيل بن يسار ، عن بعض من رواه قال قال إذا أحزنك أمر فقل في آخر سجودك ـ يا جبرئيل يا محمد يا جبرئيل يا محمد تكرر ذلك ـ اكفياني ما أنا فيه فإنكما كافيان واحفظاني بإذن الله فإنكما حافظان.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أعين ، عن بشر بن مسلمة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان علي بن الحسين عليه‌السلام يقول ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن ـ بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري اللهم احفظني

______________________________________________________

أي قريبا.

الحديث التاسع : ضعيف.

الحديث العاشر : مجهول وفي الصحاح يقال : أقبل فلان حق أي عنده.

٤٢٢

بحفظ الإيمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.

محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير مثله.

١١ ـ عنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال لي رجل أي شيء قلت حين دخلت على أبي جعفر بالربذة قال قلت ـ اللهم إنك تكفي من كل شيء ولا يكفي منك شيء فاكفني بما شئت وكيف شئت ومن حيث شئت وأنى شئت.

١٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن ميسر قال لما قدم أبو عبد الله عليه‌السلام على أبي جعفر أقام أبو جعفر مولى له على رأسه وقال له إذا دخل علي فاضرب عنقه فلما دخل أبو عبد الله عليه‌السلام نظر إلى أبي جعفر وأسر شيئا فيما بينه وبين نفسه لا يدري ما هو ثم أظهر يا من يكفي خلقه كلهم ولا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن علي قال فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره فقال أبو جعفر يا جعفر بن محمد لقد عييتك في هذا الحر فانصرف فخرج أبو عبد الله عليه‌السلام من عنده فقال أبو جعفر لمولاه ما منعك أن تفعل ما أمرتك به فقال لا والله ما أبصرته ولقد جاء شيء فحال بيني وبينه فقال له أبو جعفر والله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك.

١٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أحمد بن أبي داود

______________________________________________________

الحديث الحادي عشر : مجهول.

الحديث الثاني عشر : صحيح. في المغرب الربذة بفتحتين اسم موضع وقرية فيها قبر أبي ذر الغفاري (ره).

الحديث الثالث عشر : مجهول.

قال في القاموس عني بالكسر عناء أي تعب ونصب وعنيته أنا تعنية فتعنى.

الحديث الرابع عشر : ضعيف ، قال في الصحاح : وما لي به قبل أي طاقة.

٤٢٣

عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال لي ألا أعلمك دعاء تدعو به إنا أهل البيت إذا كربنا أمر وتخوفنا من السلطان أمرا لا قبل لنا به ندعو به قلت بلى بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله قال قل ـ يا كائنا قبل كل شيء ويا مكون كل شيء ويا باقي بعد كل شيء صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا.

١٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن علي بن مهزيار قال كتب محمد بن حمزة الغنوي إلي يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر عليه‌السلام في دعاء يعلمه يرجو به الفرج فكتب إلي أما ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له يلزم يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء اكفني ما أهمني مما أنا فيه فإني أرجو أن يكفى ما هو فيه من الغم إن شاء الله تعالى فأعلمته ذلك فما أتى عليه إلا قليل حتى خرج من الحبس.

١٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن ابن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول لابنه يا بني من أصابه منكم مصيبة أو نزلت به نازلة فليتوضأ وليسبغ الوضوء ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات ثم يقول في آخرهن ـ يا موضع كل شكوى ويا سامع كل نجوى وشاهد كل ملإ وعالم كل خفية ويا دافع ما يشاء من بلية ويا خليل إبراهيم ويا نجي موسى ويا مصطفي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وقلت حيلته وضعفت قوته

______________________________________________________

الحديث الخامس عشر : صحيح.

الحديث السادس عشر : مرسل.

« ثم يقول في أخرهن » لعل المراد آخر سجدة ، ويحتمل بعد الصلاة كل ملأ في الصحاح والملأ الجماعة « ويا نجي موسى » في الصحاح النجي على فعيل الذي تساره.

٤٢٤

دعاء الغريق الغريب المضطر الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين فإنه لا يدعو به أحد إلا كشف الله عنه إن شاء الله.

١٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أخي سعيد ، عن سعيد بن يسار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام يدخلني الغم فقال أكثر من أن تقول ـ الله الله ربي لا أشرك به شيئا فإذا خفت وسوسة أو حديث نفس فقل اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك عدل في حكمك ماض في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل القرآن نور بصري وربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي الله الله ربي لا أشرك به شيئا.

١٧ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال كان دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الأحزاب ـ يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف غمي اكشف عني غمي وهمي وكربي فإنك تعلم حالي وحال أصحابي واكفني هول عدوي.

١٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي إسرائيل ، عن الرضا عليه‌السلام قال خرج بجارية لنا خنازير في عنقها فأتاني آت فقال يا علي قل لها فلتقل يا رءوف يا رحيم يا رب يا سيدي تكرره قال فقالته فأذهب الله عز وجل عنها قال وقال هذا الدعاء الذي دعا به جعفر

______________________________________________________

الحديث السابع عشر : مجهول.

في الصحاح واستأثر فلان بالشيء استبد به.

الحديث الثامن عشر : صحيح.

وقال في الصحاح الصريخ أيضا الصارخ وهو المغيث والمستغيث أيضا وهو من الأضداد.

٤٢٥

ابن سليمان.

١٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين قال سألت أبا الحسن عليه‌السلام دعاء وأنا خلفه فقال ـ اللهم إني أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم وبعزتك التي لا ترام وبقدرتك التي لا يمتنع منها شيء أن تفعل بي كذا وكذا قال وكتب إلي رقعة بخطه قل يا من علا فقهر وبطن فخبر يا من ملك فقدر ويا من يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا ثم قل يا لا إله إلا الله ارحمني بحق لا إله إلا الله ارحمني وكتب إلي في رقعة أخرى يأمرني أن أقول ـ اللهم ادفع عني بحولك وقوتك اللهم إني أسألك في يومي هذا وشهري هذا وعامي هذا بركاتك فيها وما ينزل فيها من عقوبة أو مكروه أو بلاء فاصرفه عني وعن ولدي بحولك وقوتك ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحويل عافيتك ومن فجأة نقمتك ومن شر كتاب قد سبق اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وإن الله قد أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ».

٢٠ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عمر بن يزيد يا حي يا قيوم يا لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث فاكفني ما أهمني ولا تكلني إلى نفسي تقوله مائة مرة وأنت ساجد.

______________________________________________________

الحديث التاسع عشر : ضعيف.

وقال في مغرب اللغة الخنازير قروح تخرج في الرقبة « جعفر بن سليمان » لعله كان به هذا الداء فارتفع بهذا الدعاء فذكره عليه‌السلام تأكيدا لبيان تأثيره.

الحديث العشرون : صحيح.

« يا لا إله إلا الله » قيل المنادي في أمثال هذا الموضع محذوف ، وقيل : يؤتى به لمجرد التنبيه وليس المقصود النداء كذا ذكر في المغني.

٤٢٦

٢١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن إبراهيم بن حنان ، عن علي بن سورة ، عن سماعة قال قال لي أبو الحسن عليه‌السلام إذا كان لك يا سماعة إلى الله عز وجل حاجة فقل اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم.

٢٢ ـ علي بن محمد ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن معاوية بن عمار والعلاء بن سيابة وظريف بن ناصح قال لما بعث أبو الدوانيق إلى أبي عبد الله عليه‌السلام رفع يده إلى السماء ثم قال اللهم إنك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما فاحفظني بصلاح آبائي محمد وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي اللهم إني أدرأ بك في نحره وأعوذ بك من شره ثم قال للجمال سر فلما استقبله الربيع بباب أبي الدوانيق قال له يا أبا عبد الله ما أشد باطنه عليك لقد سمعته يقول والله لا تركت لهم نخلا إلا عقرته ولا مالا إلا نهبته ولا ذرية إلا سبيتها قال فهمس بشيء خفي وحرك شفتيه فلما دخل سلم وقعد فرد عليه‌السلام ثم قال أما والله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا إلا عقرته ولا مالا إلا أخذته فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يا أمير المؤمنين إن الله ابتلى أيوب فصبر وأعطى داود فشكر وقدر يوسف فغفر وأنت من ذلك النسل ولا يأتي ذلك النسل إلا بما يشبهه فقال صدقت قد عفوت عنكم فقال له يا أمير المؤمنين إنه لم ينل منا أهل البيت أحد دما إلا سلبه الله ملكه فغضب لذلك واستشاط فقال على رسلك يا أمير المؤمنين إن هذا الملك كان في آل أبي سفيان فلما

______________________________________________________

الحديث الحادي والعشرون : صحيح ، وفيه شوب إرسال.

الحديث الثاني والعشرون : مرسل ، مجهول.

٤٢٧

قتل يزيد حسينا سلبه الله ملكه فورثه آل مروان فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه فورثه مروان بن محمد فلما قتل مروان إبراهيم سلبه الله ملكه فأعطاكموه فقال صدقت هات أرفع حوائجك فقال الإذن فقال هو في يدك متى شئت فخرج فقال له الربيع قد أمر لك بعشرة آلاف درهم قال لا حاجة لي فيها قال إذن تغضبه فخذها ثم تصدق بها.

٢٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أعين ، عن قيس بن سلمة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول : ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الجن والإنس : « بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري اللهم احفظني بحفظ الإيمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ».

______________________________________________________

الحديث الثالث والعشرون : ضعيف.

« أبو الدوانيق » لقب أبو جعفر المنصور ، وهو الثاني من خلفاء بني العباس ، واشتهر بالدوانيقي وبأبي الدوانيق لأنه لما أراد حفر الخندق بالكوفة قسط على كل واحد منهم دانق فضة وأخذه وصرفه في الحفر ، وقال في النهاية : الدرء الدفع وإنما خص النحور لأنه أسرع وأقوى في الدفع والتمكن من المدفوع ، وقال في القاموس : الهمس الصوت الخفي واستشاط عليه التهب غضبا ، والرسل بالكسر الرفق والتؤدة.

الحديث الرابع والعشرون : مجهول.

« ومن قبل » أي كل شيء يأتيني من قبل نفسي.

٤٢٨

(باب)

(الدعاء للعلل والأمراض)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران وابن فضال ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان يقول عند العلة : « اللهم إنك عيرت أقواما فقلت : « قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً » فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عني أحد غيره صل على محمد وآل محمد واكشف ضري وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر لا إله غيرك ».

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن عبد العزيز بن المهتدي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن داود بن زربي قال مرضت بالمدينة مرضا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد الله عليه‌السلام فكتب إلي قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ثم استلق على قفاك وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل اللهم إني أسألك باسمك الذي إذا سألك به المضطر ـ كشفت ما به من ضر ومكنت له في الأرض وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على محمد

______________________________________________________

باب الدعاء للعلل والأمراض

الحديث الأول : مرسل.

« قل ادعوا الذين » قال في مجمع البيان : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ادعوا الذين زعمتم من دونه أنها إلهه عند ضرر نزل بكم ليكشفوا ذلك عنكم ويحولوا تلك الحالة إلى حالة أخرى لتحريك حال القحط إلى الخصب والفقر إلى الغني ، وقيل : معناه لا يملكون تحويل الضر منكم إلى غيركم ، وقيل : المراد لمن دونه الملائكة ومسيح وعزير ، وقيل : الجن لأن قوما من العرب كانوا يعبدون الجن.

الحديث الثاني : صحيح.

« وجعلته خليفتك » يحتمل أن يكون المراد بالمضطر أيوب عليه‌السلام فيكون

٤٢٩

وآل محمد وأن تعافيني من علتي ثم استو جالسا واجمع البر من حولك وقل مثل ذلك واقسمه مدا مدا لكل مسكين وقل مثل ذلك قال داود ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال وقد فعله غير واحد فانتفع به.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن نعيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال اشتكى بعض ولده فقال يا بني قل ـ اللهم اشفني بشفائك وداوني بدوائك وعافني من بلائك فإني عبدك وابن عبدك.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مالك بن عطية ، عن يونس بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك هذا الذي قد ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله عز وجل لم يبتل به عبدا له فيه حاجة فقال لي لا لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع فكان يقول هكذا ويمد يده ويقول :

______________________________________________________

المراد بالخلافة الإمامة ، ويحتمل أن يكون عاما والخلافة عامة فإن المولى خليفة الله على العبد وكذا الوالد على الولد وغيرهما والأظهر أنه إشارة إلى قوله تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) (١) ويظهر منه أن المراد بالخلافة في الآية هي المعنى الثاني لا ما ذكره المفسرون من كون كل قرن خليفة للقرن الذي قبلهم أو كونهم خلفاء الكفار بنزول بلادهم ، وفي كثير من الروايات أن المضطر هو القائم عليه‌السلام فإذا سأل الله بالاسم الأعظم أجاب الله دعوته وكشف سوءه وجعله خليفته في الأرض فالخلافة هي الإمامة ، والله يعلم ، وقال في الصحاح نشطت الحبل أنشطه نشطا عقدته وأنشطته أي حللته ، يقال كأنما أنشط من عقال.

الحديث الثالث : حسن.

الحديث الرابع : مجهول.

« مؤمن آل فرعون » الأظهر مؤمن آل يس كما ورد في غيره من الأخبار ،

__________________

(١) النمل : ٦٢.

٤٣٠

« يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ » قال ثم قال إذا كان الثلث الأخير من الليل في أوله فتوضأ وقم إلى صلاتك التي تصليها فإذا كنت في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فقل وأنت ساجد ـ يا علي يا عظيم يا رحمان يا رحيم يا سامع الدعوات ويا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله واصرف عني من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله وأذهب عني هذا الوجع وسمه فإنه قد غاظني وأحزنني وألح في الدعاء قال فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب الله به عني كله.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل جميعا ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إذا رأيت الرجل مر به البلاء فقل ـ الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى كثير ممن خلق ولا تسمعه.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن عيسى ، عن داود بن زربي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال تضع يدك على الموضع الذي فيه الوجع وتقول ثلاث مرات ـ الله الله ربي حقا لا أشرك به شيئا اللهم أنت لها ولكل عظيمة ففرجها

______________________________________________________

فإن قوله ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) إنما وقع في قصته ولعله من الرواة وقال بعض الأفاضل باتحاد المؤمنين بأن صار طويل العمر ، ولا يخفى بعده ومخالفته للأخبار المستفيضة من الجانبين ، وقال في القاموس : الأكنع من رجعت أصابعه إلى كفه وظهرت رواجبه ، والرواجب مفاصل أصول الأصابع ، أو بواطن مفاصلها أو هي قصب الأصابع أو مفاصلها ، وقال في الصحاح الحزن والحزن خلاف السرور ، وحزن الرجل بالكسر فهو حزن وحزين وأحزنه غيره وحزنه أيضا مثل أسلكه وسلكه.

الحديث الخامس : حسن ، أو موثق.

الحديث السادس : مرسل.

٤٣١

عني ».

٧ ـ عنه ، عن محمد بن عيسى ، عن داود ، عن مفضل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام للأوجاع تقول ـ بسم الله وبالله كم من نعمة لله في عرق ساكن وغير ساكن على عبد شاكر وغير شاكر وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلاة مفروضة وتقول ـ اللهم فرج عني كربتي وعجل عافيتي واكشف ضري ثلاث مرات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء.

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن رجل قال دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فشكوت إليه وجعا بي فقال قل بسم الله ثم امسح يدك عليه وقل أعوذ بعزة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بجمع الله وأعوذ برسول الله وأعوذ بأسماء الله من شر ما أحذر ومن شر ما أخاف على نفسي تقولها سبع مرات قال ففعلت فأذهب الله عز وجل بها الوجع عني.

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن عون قال أمر يدك على موضع الوجع ثم قل بسم الله وبالله ومحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم امسح عني ما أجد ثم تمر يدك اليمنى وتمسح موضع الوجع ثلاث مرات ـ.

١٠ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد ابن أخي غرام

______________________________________________________

الحديث السابع : مختلف فيه.

الحديث الثامن : مرسل.

وقال في مجمع البحار فيه العزيز تعالى الغالب القوي الذي لا يغلب واصل العزة القوة والشدة والغلبة.

الحديث التاسع : مجهول.

الحديث العاشر : مجهول.

٤٣٢

عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال تضع يدك على موضع الوجع ثم تقول بسم الله وبالله ومحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم امسح عني ما أجد وتمسح الوجع ثلاث مرات.

١١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عيسى ، عن عمه قال قلت له علمني دعاء أدعو به لوجع أصابني قال قل وأنت ساجد ـ يا الله يا رحمان يا رحيم يا رب الأرباب وإله الآلهة ويا ملك الملوك ويا سيد السادة اشفني بشفائك من كل داء وسقم فإني عبدك أتقلب في قبضتك.

١٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال إذا دخلت على مريض فقل أعيذك بالله العظيم رب العرش العظيم من شر كل عرق نفار ومن شر حر النار سبع مرات.

١٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إذا اشتكى الإنسان فليقل ـ بسم الله وبالله ومحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعوذ بعزة الله وأعوذ بقدرة الله على ما يشاء من شر ما أجد.

١٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن هشام

______________________________________________________

الحديث الحادي عشر : مجهول.

الحديث الثاني عشر : صحيح.

« عرق نفار » قال في القاموس نفرت العين وغيرها تنفر نفورا هاجت ودرمت وفي بعض النسخ نعار في الصحاح نعر العرق ينفر بالفتح فيهما نعرا أي فار منه الدم فهو عرق نعار ونعور.

الحديث الثالث عشر : موثق.

الحديث الرابع عشر : موثق.

٤٣٣

الجواليقي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : « يا منزل الشفاء ومذهب الداء أنزل على ما بي من داء شفاء ».

١٥ ـ محمد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي إسحاق صاحب الشعير ، عن حسين الخراساني وكان خبازا قال شكوت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام وجعا بي فقال إذا صليت فضع يدك موضع سجودك ثم قل بسم الله محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اشفني يا شافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما شفاء من كل داء وسقم.

١٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال مرض علي صلوات الله عليه فأتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : قل : « اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك وصبرا على بليتك وخروجا إلى رحمتك ».

١٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ينشر بهذا الدعاء تضع يدك على موضع الوجع وتقول أيها الوجع اسكن بسكينة الله وقر بوقار الله وانحجز بحاجز الله واهدأ بهدء الله أعيذك أيها الإنسان بما أعاذ الله عز وجل به عرشه وملائكته ـ يوم الرجفة والزلازل تقول ذلك سبع مرات ولا أقل من الثلاث.

______________________________________________________

الحديث الخامس عشر : مجهول.

الحديث السادس عشر : مرسل.

الحديث السابع عشر : ضعيف.

وقال في النهاية : النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن به مسا من الجن سميت نشرة لأنه ينشر به عنه ما خامره من الداء ، أي يكشف ويزول. وقال الحسن النشرة السحرة ، وفي الحديث نشره بقل أعوذ برب الفلق ، أي رقاه وقال في الصحاح التنشير من النشرة وهي كالتعويذ والرقية ، وقال الوقار الحلم والرزانة ، وقال في القاموس هدأ كمنع سكن يوم الرجفة أي في بدو الخلق ويحتمل القيامة.

٤٣٤

١٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمار بن المبارك ، عن عون بن سعد مولى الجعفري ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال تضع يدك على موضع الوجع وتقول اللهم إني أسألك بحق القرآن العظيم الذي ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) وهو عندك في أم الكتاب علي حكيم أن تشفيني بشفائك وتداويني بدوائك وتعافيني من بلائك ثلاث مرات وتصلي على محمد وآله.

١٩ ـ أحمد بن محمد ، عن العوفي ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال عرض بي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه‌السلام فقال إذا أنت صليت فقل ـ يا أجود من أعطى ويا خير من سئل ويا أرحم من استرحم ارحم ضعفي وقلة حيلتي وعافني من وجعي قال ففعلته فعوفيت.

______________________________________________________

الحديث الثامن عشر : مجهول.

« في أم الكتاب » قال البيضاوي في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتب السماوية لدينا محفوظا عندنا عن التغيير لعلى رفيع الشأن في الكتب السماوية لكونه معجزا من بينها حكيم ذو حكمة بالغة أو محكم لا ينسخه غيره ، وهما خبران لأن و ـ في أم الكتاب ـ متعلق بعلى واللام لا تمنعه أو حال عنه ولدينا بدل منه أو حال من الكتاب انتهى « علي حكيم » لا ينافي ما ورد أن المراد بالعلي الحكيم أمير المؤمنين عليه‌السلام إذ هو بطن للآية لا ينافي كون ظاهره أيضا مرادا ، على أنه يحتمل أن يكون على هذا التأويل المعنى أن القرآن في اللوح مفسر به عليه‌السلام لأنه كلام الله الناطق وهو عليه‌السلام مشتمل على لفظ القرآن ومعانيه.

الحديث التاسع عشر : مجهول.

٤٣٥

(باب)

(الحرز والعوذة)

١ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن ابن المنذر قال ذكرت عند أبي عبد الله عليه‌السلام الوحشة فقال ألا أخبركم بشيء إذا قلتموه لم تستوحشوا بليل ولا نهار : « بسم الله وبالله وتوكلت على الله وأنه مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً » اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك واجعلني في أمانك وفي منعك فقال بلغنا أن رجلا قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محسن بن أحمد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قل أعوذ بعزة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بعفو الله وأعوذ بمغفرة الله وأعوذ برحمة الله وأعوذ بسلطان الله الذي هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وأعوذ بكرم الله وأعوذ بجمع الله من شر كل

______________________________________________________

باب الحرز والعوذة

وفي الصحاح الحرز الموضع الحزين الحصين ويسمى التعويذ حرزا وقال العوذة والمعاذة والتعويذ كله بمعنى.

الحديث الأول : مجهول.

وقال في القاموس : الوحشة الهم والخلوة والخوف « إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ » أي يبلغ ما يريد ولا يفوته مراد ، وقال في القاموس يقال : أنت في كنف الله محركة أي في حرزه وستره.

الحديث الثاني (١).

« لكل شيء قدرا » أي تقديرا أو مقدارا أو أجلا لا يتأتى غيره.

__________________

(١) هكذا في النسخ.

٤٣٦

جبار عنيد وكل شيطان مريد ـ وشر كل قريب أو بعيد أو ضعيف أو شديد ومن شر السامة والهامة والعامة ومن شر كل دابة صغيرة أو كبيرة بليل أو نهار ومن شر فساق العرب والعجم ومن شر فسقة الجن والإنس.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن القداح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام رقى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حسنا وحسينا فقال أعيذكما بكلمات الله التامات وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة ومن شر كل عين لامة وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ » ثم التفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلينا فقال هكذا كان يعوذ إبراهيم ـ إسماعيل وإسحاق عليهم‌السلام.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن بكير ، عن سليمان الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول إذا أمسيت فنظرت إلى الشمس في غروب وإدبار فقل : « بسم الله وبالله والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحبة ولا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً والحمد لله الذي يصف ولا يوصف ويعلم ولا يعلم يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وأعوذ بوجه الله الكريم وباسم الله العظيم من شر ما برأ وذرأ ومن شر ما تحت الثرى ومن شر ما بطن وظهر ومن شر ما وصفت وما لم أصف وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » ذكر أنها أمان من كل سبع ومن الشيطان

______________________________________________________

الحديث الثالث : مجهول.

وقال في الصحاح عند يعند بالكسر عنودا أي خالف ورد الحق وهو يعرفه فهو عنيد ، وقال : والمارد العاتي ، ومرد الرجل بالضم مرادة فهو مارد ومريد وقال في مجمع البحار فيه من كل ساعة هي ما يسم ولا يقتل كالعقرب والزنبور وقال الهامة كل ذات سم يقتل « والعامة » أي التي تعم الناس.

الحديث الرابع : مرسل.

« بكلمات الله » قيل المراد بكلمات الله علمه ، وقيل : كلامه ، وقيل : القرآن وقيل : أسماؤه الحسنى ، وقيل : كتبه المنزلة لخلوها عن النواقص والعوارض

٤٣٧

الرجيم وذريته وكل ما عض أو لسع ولا يخاف صاحبها إذا تكلم بها لصا ولا غولا قال قلت له إني صاحب صيد السبع وأنا أبيت في الليل في الخرابات وأتوحش فقال لي قل إذا دخلت بسم الله أدخل وأدخل رجلك اليمنى وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى وسم الله فإنك لا ترى مكروها.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن قتيبة الأعشى قال علمني أبو عبد الله عليه‌السلام قال قل بسم الله الجليل أعيذ فلانا بالله العظيم من الهامة والسامة واللامة والعامة ومن الجن والإنس ومن العرب والعجم ومن

______________________________________________________

بخلاف كلمات الناس ، والمراد إما كل كلماته فإن جميعها تامة خالية عن النقص أو بعضها فالمراد بالتمام أنها تنفع المتعوذ بها كالمعوذتين وأمثالها ، وقد وردت الكلمات في الأدعية والآيات بمعنى تقديرات الله وبمعنى مواعيده ، وبمعنى صفاته ، وفي أخبارنا أن المراد بها في الآيات الأئمة عليهم‌السلام ، وقال في النهاية : اللم طرف من الجنون يلم بالإنسان ويقرب منه ويعتريه ، ومنه حديث الدعاء من كل عين لامة أي ذات لمم ، ولذلك لم يقل ملمة وأصلها من ألممت بالشيء لزواج قوله من شر كل سأمة ، وقال في القاموس : العين اللامة التي تصيب بسوء. وقال في النهاية : الغول واحد الغيلان وهو جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول يتراءى في الفلاة فيتغول تغولا أي يتلون تلونا في صور شتى ، ويغولهم أي يضلهم من الطريق ومهلكهم « صاحب صيد » أي أصيد السبع.

الحديث الخامس : صحيح.

وقال في النهاية : فيه سألت الله ربي أن لا يهلك أمتي بسنة بعامة أي بقحط عام يعم جميعهم والباء في بعامة زائدة كما في قوله تعالى ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) (١) وقال النفث بالفم وهو شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه ريق ، وفي الحديث أعوذ بالله في نفخه ونفثه ، وقد جاء تفسيره بالشعر لأنه ينفث

__________________

(١) الحجّ : ٢٥.

٤٣٨

نفثهم وبغيهم ونفخهم وبآية الكرسي ثم تقرؤها ثم تقول في الثانية ـ بسم الله أعيذ فلانا بالله الجليل حتى تأتي عليه.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك إني أخاف العقارب فقال انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة الوسطى منها بجنبه كوكب صغير قريب منه تسميه العرب السها ونحن نسميه أسلم أحد النظر إليه كل ليلة وقل ثلاث مرات اللهم رب أسلم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسلمنا قال إسحاق فما تركته منذ دهري إلا مرة واحدة فضربتني العقرب.

٧ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن أبي جميلة ، عن سعد الإسكاف قال سمعته يقول من قال هذه الكلمات فأنا ضامن له ألا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح ـ أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر

______________________________________________________

من الفم حتى تأتي عليه أي تحذف الجليل في الأول ، ويأتي به مكان العظيم أو قبله فتأمل.

الحديث السادس : حسن ، أو موثق.

« الوسطى » مبتدأ وبجنبه خبره ، أو بدل عن بنات نعش وبجنبه جملة مستأنفة والأول أظهر.

الحديث السابع : ضعيف.

« التامات » قال في النهاية وصفها بالتمام إما باعتبار عدم النقص فيها كما في كلام الآدميين ، أو باعتبار تماميتها في النفع للمتعوذ بها « لا يجاوزهن » إذا كان المراد بالكلمات علم الله تعالى فالمعنى أنه يشمل علمه البر والفاجر ويحيط بهما ، وإذا كان المراد القرآن فالمراد إن أوامره ونواهيه ووعده ووعيده يشملهما وإذا كان المراد الأسماء فالمراد أنها تؤثر في البر والفاجر ولهما وفي القرآن أيضا يحتمل ذلك وإذا كانت الأسماء فالمراد بها التي يشمل مدلولها المؤمن والكافر كالرحمن

٤٣٩

ما ذرأ ومن شر ما برأ ومن شر كل دابة هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض مغازيه إذا شكوا إليه البراغيث أنها تؤذيهم فقال إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقل أيها الأسود الوثاب الذي لا يبالي غلقا ولا بابا عزمت عليك بأم الكتاب ألا تؤذيني وأصحابي إلى أن يذهب الليل ويجيء الصبح بما جاء والذي نعرفه إلى أن يئوب الصبح متى ما آب.

٩ ـ علي بن محمد ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا لقيت السبع فقل : « أعوذ برب دانيال والجب من شر كل أسد مستأسد ».

١٠ ـ محمد بن جعفر أبو العباس ، عن محمد بن عيسى ، عن صالح بن سعيد ، عن إبراهيم بن محمد بن هارون أنه كتب إلى أبي جعفر عليه‌السلام يسأله عوذة للرياح التي

______________________________________________________

والرازق والخالق ، وكذا إذا كان المراد الصفات والله يعلم.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

ـ والذي نعرفه ـ هذا كلام الراوي أي علي بن الحكم يقول المشهور بيننا هذه العبارة مكان إلى أن يذهب الليل إلى آخره لكن هذه الرواية هكذا جاءت ، وقيل : هو كلام ابن أبي حمزة اعتراضا على الإمام عليه‌السلام لكونه واقفيا بناء على أن المراد بأبي الحسن الرضا ولا يخفى ما فيه.

الحديث التاسع : ضعيف. وكان دانيال محبوسا في الجب في زمن بخت نصر وطرحت معه السباع فلم تدن منه ، وفي النهاية يقال : أسد واستأسد إذا اجترأ.

الحديث العاشر : مجهول.

« تعرض للصبيان » يقولون في الفارسية ( باد جن ) وهو أم الصبيان وسماه

٤٤٠