شبهة الغلو عند الشيعة

الدكتور عبدالرسول الغفار

شبهة الغلو عند الشيعة

المؤلف:

الدكتور عبدالرسول الغفار


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٢

الفصل الثالث

ما خرج عن حد الغلو

نفي السهو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة عليهم‌السلام

روايات سهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند الشيعة

إختلاف الروايات « من كتب الأربعة »

روايات سهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند جمهور السنة

أدلة عدم السهو

٢٠١

٢٠٢

السهو والنسيان

النسيان لغة له معنيان.

الأول : يراد به الغفلة عن الشيء وعدم التذكر

الثاني : يراد به الشيء الساقط من متاع المرتحلين

أما اصطلاحاً : عند الأصوليين تعريفه : ( الغفلة عن معلوم في غير حال السنة ) ، كما في التعريفات للجارجاني ٨١٦ ص ٢١٥.

وعرفه ابن نجيم : ( عدم الاستحضار للشيء وفي وقت حاجته ) وربما قيل « عدم ملااحظة الصورة الحاصلة عند العقل عما من شأن الملاحظة في الجملة » حاشية الأزميري ٢ | ٤٤٠. وفي كشف الأستار عدة تعريفات :

١ ـ معنى يعتري الإنسان بدون اختياره فيوجب له الغفلة عن الحفظ.

٢ ـ عبارة عن الجهل الطارئ.

٣ ـ جهل الإنسان بما كان يعلمه ضرورة مع علمه بأمور كثيرة لا بآفة.

٤ ـ آفة تعترض للمخيلة مانعة من انطباع ما يرد من الذكر فيها.

ما الفرق بين السهو والنسيان

ربما أدعى البعض أن لا فرق بين اللفظين إلا أن العسكري الحسن بعض عبد الله في ( الفرق في اللغوية ) يذكر عدة وجوه.

الأول : إن النسيان إنما يكون عما كان ، والسهو عما لم يكن ، تقول نسيت ما عرفته ، ولا تقول سهوت عما عرفته ، وأنما تقول سهوت عن

٢٠٣

السجود في الصلاة ، فتجعل السهو بدلاُ عن السجود الذي لم يكن.

الثاني : إن الإنسان إنما ينسى ما كان ذاكراً له ، والسهو يكون عن ذكر وعن غير ذكر ، لأنه خفاء المعنى بما يمتنع إدراكه.

الثالث : الشيء الواحد محال أن يسهى عنه في وقت ، ولا يسهى عنه في وقت آخر ، وإنما يسهى في الوقت الآخر عن مثله ، ويجوز أن ينسى الشيء الواحد في وقت ، ويذاكره في وقت آخر.

الفروق في اللغة ص ٩٠

وعرفه التفتاراني كما في التلويح ثم قال وهو ما يسمى ذهولاً وسهواً.

التلويح ٢ | ١٦٠

( وإذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا ) الكهف | ٢٤.

قال ابن كثير في تفسيره هذا إرشاد من الله ... تعالى لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل أن يرد ذلك إلى مشيئة الله عز وجل علام الغيوب الذي يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون ، ٣ | ٧٨.

وكذلك أورد ابن كثير وجهاً آخر فقال هذا إرشاد من الله تعالى لمن شاء الشيء بذكر الله تعالى لأن النسيان منشؤة الشيطان كما قال في فتى موسى :

وذكر الله تعالى طارد للنسيان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فذكر الله سبب للذكر.

من معاني النسيان : عدم الذكر.

كما في قوله تعالى : في قصة موسى وفتاه : ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما ) الكهف ٦١.

٢٠٤

وقوله تعالى : ( قال أرأيت إذا اوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ) ، الكهف ٦٣.

فالمراد هنا عدم الذكر أي التذكر.

ومن معنى النسيان الغفلة.

منه وقوله تعالى : ( ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا فرقا بورا ) الفرقان ١٨.

بمعنى غفلوا عن ذكر الله ونسوا موعظته.

ومن معاني النسيان التأخير.

قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) إذا همزت ( ننساها ) بمعنى نؤخرها البقرة ١٠٦.

وإذا قرأت ننساها بدون همزة فتكون بمعنى التركر ومنه قوله تعالى : ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعورف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم...) التوبة ٦٧.

لما تركوا أوامر الله وارتكبوا نواهيه تركهم الله من رحمته عقوبة لهم.

ومن معاني النسيان : الساقط المتروك منه قوله تعالى : ( قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً ) بمعنى متروكاً مريم ٢٣.

إلتزاماً فيما مضى أن نذكر بعض المصاديق البارزة للغلو والطوائف التي التزمت بها وبيان فساد العقائد وانحراف الطوائف عن مبدأ التوحيد.

وقد ظهر ان تلك الطوائف التي لا تمت إلى الشيعة الإمامية بصلة ، بل هي طوائف وفرق منحرفة ضالة توخت الطرق الملتوية لتحقيق مآربها وأهدافها المادية ، بل وبعضها كان لهدف الإطاحة بالإسلام لأنهم يعدون من الزنادقة الذين نشطت دعوتهم في أواخر الحكم الأموي واستمروا إلى عهد المتوكل العباسي.

٢٠٥

وفي هذا الفصل سوف أتحدث عن موضوع سهو النبي في الصلاة ونومه عنها ونسيانه لعدد الركعات وما قبل في ذلك.

لقد اشتبه البعض عندما جعل نفي السهو عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من باب الغلو بل أخذ يدلل على صحة معتقده بذكر أحاديث متعددة ، البعض منها مؤداها أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد سها في الصلاة الرباعية البعض الآخر من تلك الأحاديث أنه سها في صلاة الصبح ، وفي غيرها أنه سها في صلاة المغرب ، كيفما كان إن أغلب تلك الروايات والأخبار راويه ( ذو الشمالين ) وسيأتي التحقيق عن هذا الراوي إن شاء الله تعالى.

ولما كان الحديث ذا أهمية بالغة حرصت أن أذكر الروايات في هذا الموضوع وما فيها من اختلاف ، حتى نصل إلى النتيجة التي يقرها البحث العلمي والأسلوب المنطقي من خلال الإمعان في مضمون تلك الروايات والتدقيق في أسانيدها ، والبحث عن الوقائع التاريخية التي لها مساس بها.

٢٠٦

اختلاف الروايات في وقوع السهو منه (ص)

وفي أي الصلوات المكتوبة كانت

١ ـ الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى بالناس والظهر ركعتين ثم سها فسلم ، فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله أنزل في الصلاة شيء؟

فقال وما ذلك؟

فقال : إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أتقولون مثل قوله؟ قالوا : نعم فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتم بها الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو قال : قلت : أرأيت من صلى ركعتين وظن أنهما أربعاً فسلم وانصرف ثم ذكر بعدما ذهب أنه صلى ركعتين ، قال : يستقبل الصلاة من أولها ، فقال : قلت : فما بال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يستقبل الصلاة وإنما أتم بهم ما بقي من صلاته؟ فقال : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يبرح من مجلسه ، فإن كان لم يبرح من مجلسه فليتم ما نقص من صلاته إذا كان قد حفظ الركعتين الأوليتين (١)

٢ ـ الكليني في عدته عن البرقي ، عن منصور بن العباس عن عمرو بن

__________________

(١) فروع الكافي ٣ | ٣٥٥ والتهذيب ١ | ٣٤٧ الحديث ١٤٣٨ دار الكتب الإسلامية ط ٣ ، ١٣٩٠ طهران.

٢٠٧

سعيد بن صدقة قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه‌السلام أسلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي الركعتين الأوليتين؟ فقال : نعم ، قلت : وحاله حالة؟ قال : إنما أراد الله عز وجل أن يفقههم (١)

٣ ـ الكليني : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران : قال سألته عن رجل نسي أن يصلى الصبح حتى طلعت الشمس قال يصليها حين يذكرها ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ، ثم صلاها حين استيقظ ، ولكنه تخلى عن مكانه ثم صلى (٢)

قال العلامة المجلسي : نوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذلك أي فوت الصلاة مما رواه الخاصة والعامة ، وليس من قبيل السهو ولذا لم يقل بالسهو الاشاذ ، ولم يرو ذلك أحد كما ذكره الشهيد ( ره ).

فإن قيل : قد ورد في الأخبار أن نومه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل يقظته ويرى في النوم ما يرى في اليقظة فكيف ترك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصلاة مع تلك الحال؟

قلت : يمكن الجواب عنه بوجه :

الأول : أن اطلاعه في النوم محمور على غالب أحواله ، فإذا أراد الله أن ينيمه كنوم سائر الناس لمصلحة فعل ذلك.

الثاني : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن مكلفاً بهذا العلم كما كان يعلم كفر المنافقين ويعالم معهم معاملة المسلمين.

الثالث : أن يقال : أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في ذلك الوقت مكلفاً بعدم القيام لتلك المصلحة ولا استبعاد فيه ، والأول ظاهر ... (٣)

__________________

(١) فروع الكافي ٣ | ٣٥٦ ، والإستبصار ١ | ٣٦٩ ، الحديث ١٤٠٥ من الباب ٢١٤ ، والتهذيب ١ | ٣٤٥.

(٢) فروع الكافي ٣ | ٢٩٤.

(٣) مرآة العقول ١٥ | ٦٥ ـ ٦٦ ط١ ، ١٤٠٥ ، طهران ، دار الكتب الإسلامية.

٢٠٨

٤ ـ الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : نام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الصبح والله عز وجل أنامه حتى طلعت الشمس عليه ، وكان ذلك رحمة من ربك للناس ألا ترى أن رجلاً نام حتى طلعت الشمس لعيره الناس وقالوا : لا تتورع لصلاتك فصارت أسوة وسنة ، فإن قال رجل لرجل : نمت عن الصلاة قال : قد نام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصارت أسوة ورحمة ، رحم الله سبحانه بها هذه الأمة (١)

الصدوق عن الحسن بن محبوب ، عن الرباطي ، عن سعيد الأعرج قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى أنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ، ثم قام فبدأ فصلى الركعتين التين قبل الفجر ، ثم صلى الفجر ، وأسهاه في صلاته ؛ فسلم في الركتين ، ثم وصف ما قاله ذو الشمالين ، وإنما فعل ذلك به رحمة لهذه الأمة ، لئلا يعير الرجل المسلم إذا هو نام عن صلاته أو سها فيها فقال : قد أصاب ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

٥ ـ الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أبي عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : صلى رسول الله ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحدث في الصلاة شيء؟ قال وما ذلك؟ قالوا : إنما صليت ركعتين قال : أكذاك يا ذا اليدين؟ وكان يدعى ذا الشاملين فقال : نعم : فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعأ ، وقال : إن الله هو الذي أنساه رحمة للأمة ألا ترى لو أن رجلاً صنع هذا العير ، وقيل : ما تقبل صلاتك فمن دخل عليه اليوم ذاك قال : قد سن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصارت أسوة ، وسجد سجدتين لمكان الكلام (٣).

__________________

(١) فروع الكافي ٣ | ٢٩٤.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ | ٢٣٣ ط ٥ ، دار الكتب الإسلامية

(٣) فروع الكافي ٣ | ٣٥٧ ، والتهذيب ١ | ٣٤٥ الحديث ١٤٣٣.

٢٠٩

الطوسي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن سيف بن عمير عن أبي بكر الحضرمي قال : صليت بأصحابي المغرب فلما أن صليت ركعتين سلمت فقال : بعضهم إنما صليت ركعتين فأدعت فأخبرت أبا عبد الله عليه‌السلام فقال : لعلك أعدت؟ فقلت نعم فضحك ثم قال : إنما يجزيك أن تقوم وتركع ركعة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سهى فسلم في ركعتين ثم ذكر ذو الشمالين قال : ثم قام فأضاف إليها ركعتين (١).

الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد عن أبي عمير عن جميل قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل صلى ركعتين ثم قام ، قال يستقبل. قلت فما يروي الناس؟ فذكر له حديث ذو الشمالين فقال أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يبرح من مكانه ولو برح لاستقبل (٢).

الطوسي بإسناده عن فضاله عن حسين بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجة قال يستقبل الصلاة. قلت فما بال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يستقبل حين صلى ركعتين؟ فقال إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم ينقل من موضعه (٣).

الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابي جميلة عن زيد الشحام قال سألته عن رجل صلى العصر ست ركعات أو خمس ركعات قال إن استيقن أنه صلى ستاً أو خمساً فليعد وإن كان لا يدري إزاد أم نقص فليكبر وهو جالس ثم يركع ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وفي آخر صلاته يتشهد وإن هو استيقن أنه صلى ركعتين أو ثلاثاً ثم انصرف فتكلم ولم يعلم أنه لم يتم الصلاة أتم ما بقي منها فإن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى بالناس ركعتين ثم انصرف فقال له ذو الشمالين يا رسول الله أحدث ف الصالة شيء فقال أيها الناس أصدق ذو الشمالين يا رسول الله صلى أحدث في الصلاة شيء فقال أيها الناس أصدق ذو الشمالين فقالوا له نعم لم تصل إلا ركعتين فقام ما بقى من صلاته (٤).

__________________

(١) الإستبصار ١ | ٣٧٠ ، الحديث ١٤٠٩ من الباب ٢١٤.

(٢) التهذيب ١ | ٣٤٦ ، الحديث ١٤٣٤.

(٣) التهذيب ١ | ٣٤٦ ، الحديث ٢٤٣٤ ، المقنع والهداية لصدوق ص ٣٢ رواه مرسلا ، وذيله هكذا : أن رسول ( ص ) لم يقم من مجلسه..

(٤) التهذيب ١ | ٣٥٢ ، الحديث ١٤٦١

٢١٠

الطوسي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن يحى عن موسى بن عمر بن يزيد عن ان سنان عن أبي سعيد القماط قال سمعت رجلاً يسأل أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل وجد غمزاً في بطنه أو أذى أو عصراً من البول وهو في الصلاة المكتوبة في الركعة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة قال : فقال إذا أصاب شيئاً من ذلك فلا بأس بأن يخرج لحاجته تلك فيتوضأ ثم ينصرف إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فيبني على صلاته من الموضع الذي خرج منه لحاجته ما لم ينقص الصلاة بكلام قال قلت وإن التفت يميناً أو شمالاً أو ولى عن القبلة؟ قال نعم كل ذلك واسع إنما هو بمنزلة رجل سها فانصرف في ركعة أو ركتعين أو ثلاث من المكتوبة فإنما عليه أن يبني على صلاته ثم ذكر سهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

الطوسي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن الحارث بن مغيرة النضري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إنا صلينا المغرب فسهى الإمام فسلم في الركعتين فأعدنا الصلاة فقال : ولم أعدتم أليس قد انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الركعتين فأتم بركعتين ألا أتممتم؟! (٢).

وعن فقه الرضا :

... وكنت يوماً عن العالم عليه‌السلام ورجل سأله عن رجل سها فسلم فري الركعتين من المكتوبة ثم ذكر أنه لم يتم صلاته قال فليتمها وليسجد سجدتي السهو وقال عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى يوماً الظهر فسلم في الركعتين فقال ذو اليدين يا رسول الله أمرت بتقصير الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للقوم صدق ذو اليدين؟ فقالوا نعم يا رسول لم تصل إلا ركعتين فقام فصلى إليها ركعتين فقام فصلى إليها ركعتين ثم سلم وسجد سجدتي السهو (٣).

الطوسي عن سعد بن عبد الله عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان

__________________

(١) التهذيب ١ | ٣٥٥ ، الحديث ١٤٦٨.

(٢) الإستبصار ١ | ٣٧٠ ، الحديث ١٤١٠ من الباب ٢١٥.

(٣) فقه الإمام الرضا ص ١٢٠ ، تحقيق مؤسسة آل البيت ( ع ) ، ط ١ ، ١٤٠٦ هـ.

٢١١

عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الظهر خمسركعات ثم انتقل فقال له بعض القوم يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ قال ما ذاك؟ قال : صليت بنا خمس ركعات قال : فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلم وكان يقول هما المرغمتان (١).

أحمد بن محمد البرقي عن جعفر بن محمد بن الأشعث ، عن ابن القداح ، عن أبيه عليه‌السلام عن ابي عبد الله عن أبيه عليه‌السلام قال : صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاته وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه : هل أسقطت شيئاً في القراءة؟

قال فسكت القوم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفيكم أُبي بن كعب؟

فقالوا ، نعم ، قال : هل أسقطت فيها بشيء؟ قال : نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذا ، فغضب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يتلى عليهم منه ، ولا ما يترك! هكذا هلكت بنوا إسرائيل ححضرت أبدانهم وغابت قلوبهم ولا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه (٢).

__________________

(١) الإستبصار ١ | ٣٧٧ الحديث ١٤٣٢ باب ٢١٩.

(٢) المحاسن ٢٦٠.

٢١٢

سهو النبي عند صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السنة

ـ روايات السهو من مسند الشافعي

ـ روايات السهو من صحيح البخاري

ـ روايات السهو من سنن ابي داود

ـ روايات السهو من صحيح مسلم

ـ روايات السهو من ابن ماجه

ـ روايات السهو من الترمذي

ـ روايات السهو من النسائي

ـ فتاوى أهل السنة

ـ خلاصة البحث

٢١٣
٢١٤

الروايات من مصادر أهل السنة

أولاً : مسند الشافعي

الشافعي في باب ما جاء في من نام عن صلاة أو فرط منها حتى ذهب وقتها قال :

١ ـ أخبرنا أحمد قال : أخبرنا المزني قال ، حدثنا الشافعي رحمه‌الله قال أخبرنا مالك بن أنس بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين قفل من خيبر سرى حتى إذا كان من آخر الليل عرس وقال لبلال أكلأ لنا الصبح ونام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه وكلأ بلال ما قدر. ثم أسند إلى راحلته وهو مقابل الفجر فغلبه عيناه ، فنام ولم يستيقظ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا أحد من الركب حتى ضربتهم الشمس فكان رسول الله أولهم استيقاظاً ، ففزع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال يا بلال. فقال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اقتادوا فبعثوا رواحلهم فاقتادوا شيئاً ثم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلالاً فأقام الصلاة ، فصلى لهم الصبح ثم قال حين قضى الصلاة من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول ( وأقم لذكرى ) (١).

١ ـ المزني قال حدثنا الشافعي رحمه‌الله قال أخبرنا عبد الوهاب بن عبد

__________________

(١) السنن الماثور ـ محمد بن إدريس الشافعي ( ١٥٠ ـ ٢٠٤ ) هـ ص ١٥٩ ، دار المعرفة ط ، ١٩٨٦ بيروت.

٢١٥

الحميد الثقفي عن يونس بن عبيدة عن الحسن عن عمران بن حصين قال عمران : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسير له فنمنا عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس فأمر المؤذن فأذن ثم صلينا ركعتي الفجر حتى إذا أمكنتنا الصلاة صلينا (١).

الشافعي في الباب التاسع في سجود السهو قال :

٣ ـ أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن ابن بحينة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام من اثنين من الظهر لم يجلس فيها لما قضى لصلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك (٢).

٤ ـ الشافعي : أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة قال صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ركعتين ثم قام فلم يجلس فقام الناس معه فلما قضى الصلاة ونظرنا تسلميه كبر فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم ثم سلم بعد ذلك (٣).

٥ ـ الشافعي أخبرنا مالك عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انصرف من اثنتين فقال ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصدق ذو اليدين؟ فقال الناس نعم ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع (٤).

٦ ـ الشافي : أخبرنا مالك عن داود بن حصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمر قال سمعت أبا هريرة يقول : صلى بنا (٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة العصر فسلم في ركعتين ، فقام ذو اليدين فقال أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال أصدق ذو اليدين؟

__________________

(١) السنن الماثور ـ محمد بن إدريس الشافعي ( ١٥٠ ـ ٢٠٤ ) هـ ص ١٥٩ ، دار المعرفة ط ، ١٩٨٦ بيروت.

(٢) مسند الشافعي ١٢٠.

(٣) مسند الشافعي ١٢٠ ـ ١٢١.

(٤) في الأصل ( لنا ) وهو تصحيف.

٢١٦

فقالوا : نعم. فأتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما بقي من الصلاة ثم سجد وهو جالس بعد التسليم (١).

٧ ـ الشافي أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال : سلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ثلاث ركعات من العصر ثم قال فدخل الحجرة فقام الخرباق رجل طويل بسيط اليدين فنادى يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقصرت الصلاة؟ فخرج مغضباً يجر رداءه فسأل فأخبر فصلى تلك الركعة التي كان تركها ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم (٢).

قال السيد يوسف الزواري من علماء الأهر في تحقيقه لمسند الشافعي في ذيل الحديث الذي ذكرناه تحت رقم ٤.

قال في دليل على أن التشهد الأول والجلوس ليسا بركنين في الصلاة ولا فرضين إذا لو كانا كذلك لما جبرهما كالركوع والسجود وغيرهما وبهذا قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وقال أحمد هما واجبان وإذا سها جبرهما السجود على مقتضى الحديث. وفيه دليل أيضاً على جواز النسيان عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي أحكام الشرع وهو مذهب جمهور العلماء وهو ظاهر القرآن والحديث وانفقوا على أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يقر عليه بل يعلمه الله تعالى به وقال الأكثرون شرطه تنبيهه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له على الفور بدون تأخير وجوزت طائفة تأخيره مدة حياته واختاره إمام الحرمين ومنعت طائفة السهو عليه في العبادات والأقوان التبليغية وإليه الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني. والصحيح الأول ، لأن السهو لا يناقض النبوة وإذا لم يقر عليه لا تحصل منه مفسدة (٣).

وفي ذيل الحديث الخامس بترقيمنا المتقدم قال :

وفي هذا الحديث فوائد منها :

جواز النسيان في الأفعال والعبادات على الأنبياء وأنهم لا يقرون عليه

__________________

(١) مسند الشافعي ١٢١.

(٢) مسند الشافعي ١٢٢.

(٣) هامش المسند ص ١٢٠.

٢١٧

ومنها : إثبات سجود السهو. ومنها : أن كلام الناس للصلاة الذي يظن أنه نسي فيها لا يبطلها وبه قال الجمهور من السلف والخلف ومنهم ابن عباس وعبد الله ابن الزبير وأخوه عروة وعطاء والحسن والشعبي وقتادة والاوزاعي ومالك والشافعي والحمد وخالفهم أبو حنيفة وأصحاب الثوري فقالوا تبطل الصلاة ناسياً أو جاهلاً لحديث ابن مسعود وزيد بن أرم وزعموا أن حديث ذي اليدين منسوخ بحديث ابن مسعود وزيد بن أرقم.

وفيه دليل على أن العامل الكثير والهفوات إذا كانت في الصلاة سهواً لا تبطلها كما يبطلها الكلام سهواً فإنه ثت في مسلم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشى إلى الجذع وفي رواسة دخل الحجرة ثم خرج ورجع الناس وبنى على صلاته (١).

سيأتي تعليقنا على فتاوي أهل السنة وإبطال قول السيد الزواوي الذي ذهب غلى تأييد قول السلف من علماء الجمهور ..

ثانياً : الروايات من مصادر أهل السنة : صحيح البخاري

قال البخاري في باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة :

١ ـ حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله بن بحينه ( رضي الله عنه ) أنه قال صلى لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ركعتين من بعض الصلوات ثم قام فلم يجلس الناس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وهو جالس ثم سلم (٢).

٢ ـ البخاري بإسناده المتقدم عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله ابن بحينة ( رضي الله عنه ) أنه قال أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام من اثنين من الظهر لم يجلس بينهما فلم قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك (٣).

ـ البخاري في باب إذا صلى خمساً قال :

__________________

(١) ذيل المسند الإمام الشافعي ١٢١.

(٢)(٣) صحيح البخاري ٣ | ٨٥ ، تحقيق أحمد شاكر ، إحياء التراث العربي ، بيروت.

٢١٨

٣ ـ حدثنا ابو الوليد حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلى الظهر خمساً فقيل له أزيد في الصلاة فقال وما ذاك؟ قالوا صليت خمساً فسجد سجدتين بعدما سلم (١).

ـ البخاري في باب إذا سلم في ركعتين أو في ثلاث فسجد سجدتين مثل سجود صلاة أو أطول قال :

٤ ـ حدثنا آدم حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال صلى بنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الظهر أو العصر فسلم فقال له ذو اليدين الصلاة يا رسول الله انقصت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه أحق ما يقول ، قالوا نعم فصلى ركعتين أخريين ثم سجد سجدتين.

قال سعد ورأيت عروة بن الزبير صلى من المغرب ركعتين فسلم ثم صلى ما بقي وسجد سجدتين وقال هكذا فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

ـ البخاري في من لم يتشهد في سجدتين السهو وسلم قال :

٥ ـ حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصدق ذو اليدين فقال الناس نعم ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع (٣).

ـ البخاري في باب من يكبر في سجدتي السهو قال :

٦ ـ حدثنا حفص بن عمر حدثنا يزيد بن إبراهيم عن محمد عن أبي هريرة قال صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إحدى صلاتي العشى قال محمد وأكثر ظني العصر ركعتين ثم سلم ، ثم قال إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه وخرج سرعان الناسي

__________________

(١)(٢) صحيح البخاري ٣ | ٨٥.

(٣) المصدر السابق ٣ | ٨٦.

٢١٩

فقالوا أقصرت الصلاة ورجل يدعوه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذو اليدين فقال أنسيت ام قصرت؟ فقال لم أنس ولم تقصر. قال بلى نسيت فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم وضع رأسه فكبر ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر (١).

٧ ـ البخاري حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن شهاب عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام في صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين فكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس (٢).

ثالثاً : الروايات من مصادر أهل السنة ـ سنن أبي داود

١٠ ـ قال أبو داود في باب السهو في السجدتين ـ حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد ، عن أبي هريرة ، قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر ، قال : فصلى بنا ركعتين ثم سلم ، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها أحدهما على الأخرى ، يعرف في وجه الغضب ، ثم خرج سرعان الناس أبو بكر وعمر ، فهاباه أن يكلماه ن فقام رجل كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسميه ذا اليدين فقال : يا رسول الله ، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال : لم أنس ولم تقصر الصلاة. قال : بل نسيت يا رسول الله (٣) ، فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مقامه فصلى الركعتين الباقيتين ، ثم سلم ، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع وكبر ، ثم كبر

__________________

(١) صحيح البخاري ٢ | ٨٦.

(٢) المصدر السابق ٣ | ٨٧.

(٣) وفي الحديث ١٠١٥ ، فقال له رجل : أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ قال كل ذلك لم أفعل. فقال الناس : قد فعلت ذلك يا رسول الله فركع ركعتين أخريين ثم أنصرف ولم يسجد سجدتي السهو. سنن أبي داود | ٢٦٧.

٢٢٠