بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لو دخلوا جحر ضب لتعتموهم » قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال : فمن (١).

وروى الزمخشري في الكشاف عن حذيفة : أنتم أشبه الامم سمتا ببني إسرائيل لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا؟.

قال السيد : فاذا كانت هذه بعض رواياتهم في متابعة الامم الماضية ، وبني إسرائيل واليهود ، فقد نطق القرآن الشريف والاخبار المتواترة أن خلقا من الامم الماضية واليهود لما قالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأماتهم الله ثم أحياهم فيكون على هذا في أمتنا من يحييهم الله في الحياة الدنيا.

ورأيت في أخبارهم زيادة على ما تقوله الشيعة من الاشارة إلى أن مولانا عليا يعود إلى الدنيا بعد ضرب ابن ملجم وبعد وفاته كما رجع ذوالقرنين : فمنها ما ذكره الزمخشري في الكشاف في حديث ذي القرنين ، وعن علي عليه‌السلام سخر له السحاب ومدت له الاسباب وبسط له النور. وسئل عنه فقال : أحب الله فأحبه وسال ابن الكوا ما ذوالقرنين؟ أملك أم نبي فقال : ليس بملك ولا نبي لكن كان عبدا صالحا ضرب على قرنه [ الايمن ] في طاعة الله فمات ، ثم بعثه الله فضرب على قرنه الايسر فمات ، فبعثه الله وسمي ذا القرنين وفيكم مثله.

ورأيت أيضا في كتب أخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين أنهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن وبعد الدفن ، وتكلموا وتحدثوا ثم ماتوا ، فمن ذلك ما رواه الحاكم النيسابوري في تاريخه في حديث حسام بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن جده ، وكان قاضي نسابور ، دخل عليه رجل فقيل له : إن عند هذا حديثا عجبا فقال : يا هذا ما هو؟ فقال : اعلم أني كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت امرأة فذهبت لاعرف قبرها فصليت عليها ، فلما جن الليل قال : ذهبت لانبش عنها وضربت يدي إلى كفنها لاسلبها ، فقالت : سبحان الله رجل من أهل الجنة تسلب

____________________

(١) أخرجه في مشكاة المصابيح ص ٤٥٨ وقال : متفق عليه.

١٤١

امرأة من أهل الجنة؟ ثم قالت : ألم تعلم أنك ممن صليت علي وأن الله عزوجل قد غفر لمن صلى علي.

قال السيد : فإذا كان هذا قد رووه ودونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء أهل البيت عليهم‌السلام اسوة به ، ولاي حال تقابل روايتهم عليهم‌السلام بالنفور ، وهذه المرأة المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الامور؟ والرجعة التي يعتقدها علماؤنا وأهل البيت عليهم‌السلام وشيعتهم تكون من جملة آيات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعجزاته ، ولاي حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسى وعيسى ودانيال؟ وقد أحيى الله جل جلاله على أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلاف عند العلماء لهذه الامور.

[ ١٦٢ ـ أقول : وروى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش مما أخذه من كتاب المقتضب بإسناده عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فلما نظر إلي قال : يا سلمان إن الله عزوجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا قال : قلت : يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ، قال : يا سلمان فهل علمت من نقبائي الاثنى عشر الذين اختارهم الله للامامة من بعدي؟ فقلت : الله ورسوله أعلم.

قال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه ، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة ، الحسن والحسين فدعاهما فأطاعا فسمانا الله عزوجل بخمسة أسماء من أسمائه : فالله المحمود ، وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله فاطر وهذه فاطمة ، والله ذوالاحسان وهذه الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين.

ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوا قبل أن يخلق الله عزوجل سماء مبنية وأرضا مدحية ، أوهواء أو ماء أو ملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع.

فقال سلمان : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال : يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم : فوالى وليهم ، وتبرأ من عدوهم



١٤٢

فهو والله منا ، يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن ، قلت : يا رسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال : لا يا سلمان ، قلت : يا رسول الله فأنى لي بهم؟ قال : قد عرفت إلى الحسين ، قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم جعفر ابن ممد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله ، ثم علي ابن موسى الرضا لامر الله ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثمالحسن بن علي الصامت الامين على دين الله ، ثم [ م خ م د ] سماه باسمه ابن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله.

قال سلمان : فبكيت ثم قلت : يا رسول الله فأنى لسلمان لادراكهم؟ قال : يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم حقيقة المعرفة قال سلمان : فشكرت الله كثيرا ثم قلت : يا رسول الله إني مؤجل إلى عهدهم؟ قال : يا سلمان اقرأ « فاذا جاء وعد أوليهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديدفجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا » (١).

قال سلمان : فاشتد بكائي وشوقي وقلت : يا رسول الله بعهد منك؟ فقال : إي والذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني ولعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وتسعة أئمة وكل من هو منا ومظلوم فينا إي والله يا سلمان ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الايمان [ محضا ] ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص والاوتار والثارات ولا يظلم ربك أحدا ونحن تأويل هذه الاية « ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون » (٢).

قال سلمان : فقمت من بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما يالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه.

____________________

(١) أسرى : ٥. (٢) القصص : ٦.

١٤٣

أقول : رواه ابن عياش في المقتضب عن أحمد بن محمد بن جعفر الصولي عن عبدالرحمن بن صالح ، عن الحسين بن حميد بن الربيع ، عن الاعمش ، عن محمد بن خلف الطاطري ، عن شاذان ، عن سلمان وذكر مثله.

ثم قال ابن عياش : سألت أبا بكر بن محمد بن عمر الجعابي ، عن محمد بن خلف الطاطري قال : هو محمد بن خلف بن موهب الطاطري ثقة مأمون وطاطر سيف من أسياف البحر تنسج فيها ثياب تسمى الطاطرية كانت تنسب إليها.

وروى أيضا عن صالح بن الحسين النوفلي قال : أنشدني أبوسهل النوشجاني لابيه مصعب بن وهب :

فان تسألاني ما الذي أنا دائن

به فالذي أبديه مثل الذي أخفي

ادين بأن الله لا شئ غيره

قوي عزيز بارئ الخلق من ضعف

وأن رسول الله أفضل مرسل

به بشر الماضون في محكم الصحف

وأنعليا بعده أحد عشر

من الله وعد ليس في ذاك من خلف

أئمتنا الهادون بعد محمد

لهم صفوودي ما حييت لهم أصفي

ثمانية منهم مضوا لسبيلهم

واربعة يرجون للعدد الموف

ولي ثقة بالرجعة الحق مثل ما

وثقت برجع الطرف مني إلى الطرف

ووجدت بخط بعض الاعلام نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه قال : روى الصفواني في كتابه بإسناده قال : سئل الرضا عليه‌السلام عن تفسير « أمتنا اثنتين » الآية (١) قال : والله ما هذه الآية إلا في الكرة ].

____________________

(١) المؤمن : ١١.

١٤٤

٣٠

* ( باب ) *

« ( خلفاء المهدي صلوات الله عيه ، وأولاده وما يكون بعده ) »

* « ( عليه وعلى آبائه السلام ) » *

١ ـ ك : الدقاق ، عن الاسدي [ عن النخعي ، عن النوفلي ] (١) عن علي ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمعت من أبيك عليه‌السلام أنه قال : يكون بعد القائم اثنى عشر مهديا فقال : إنما قال : اثنى عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ، ومعرفة حقنا.

٢ ـ غط : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالحميد ، ومحمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل ، عن ابي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل أنه قال : يابا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه‌السلام (٢).

٣ ـ غط : الفضل ، عن ابن محبوب ، عنعمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعا قلت : متى يكون ذلك؟ قال : بعد القائم قلت : وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال : تسع عشرة سنة ، ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين ودماء أصحابه ، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح.

٤ ـ شا : ليس بعد دولة القائم لاحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولد إنشاء الله ذلك ، لم يرد على القطع والثبات وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي الامة إلا قبل لقيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج

____________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع راجع المصدر ج ٢ ص ٢٧ ، وقد مر مثل السند في ج ٥١ ص ١٤٦ وغير ذلك فراجع.

(٢) تراه في المصدر ص ٢٩٩ وهكذا الحديث الاتى ، وقد مر في باب الرجعة.

١٤٥

الاموات ، وقيام الساعة للحساب والجزاء. والله أعلم (١).

٥ ـ شي : عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : والله ليملكن رجل منا أهل البيت الارض بعد موته ثلاثمائة سنة ، ويزداد تسعا قال : قلت : فمتى ذلك؟ قال : بعد موت القائم ، قال : قلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ قال : تسع عشرة سنة ، من يوم قيامه إلى موته قال : قلت فيكون بعد موته هرج؟ قال : نعم خمسين سنة.

____________________

(١) تراه في الارشاد ص ٣٤٥ في آخر أبياته وذكر الطبرسي في اعلام الورى في آخر الباب الرابع أنه قد جاءت الرواية الصحيحة أنه ليس بعد دولة المهدي عليه‌السلام دولة الا ما ورد من قيام ولده مقامه الا ما شاء الله ولم ترد على القطع والبت وأكثر الروايات انه لن يمضي من الدنيا الا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج وعلامة خروج الاموات وقيام الساعة والله اعلم.

اقول : قد ورد في ذلك روايات وقد ذكرها المصنف رحمه الله في المجلد السابع باب الاضطرار إلى الحجة منها ما رواه الصدوق في كمال الدين ج ١ ص ٣٣٩ باب اتصال الوصية باسناده عن عبدالله بن سليمان العامري عن ابي عبدالله عليه السلام قال : ما زالت الارض الا ولله تعالى فيها حجة يعرف الحلال من الحرام ، ويدعو إلى سبيل الله ، ولا تنقطع الحجة من الارض الا أربعين يوما قبل القيامة ، واذا رفعت الحجة ، أغلق باب التوبة فلا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل الاية. اولئك شرار خلق الله وهم الذين يقوم عليهم القيامة.

وروى مثله البرقي في المحاسن كتاب مصابيح الظلم الباب ٢١ تحت الرقم ٢٠٢ ( ص ٢٣٦ ) بتغيير يسير ، والظاهر أن ذلك كان معتقد الشيعة في الصدر الاول ، فقد روى الكليني رحمه‌الله في اصول الكافي باب تسمية من رآه عليه‌السلام ( ج ١ ص ٣٢٩ ) عن عبدالله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو رحمه‌الله عند أحمد بن اسحاق ، فغمزني أحمد بن اسحاق أن أساله عن الخلف فقلت له : يا أبا عمرو! اني اريد أن أسألك عن شئ وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه فان اعتقادي وديني أن الارض



١٤٦

قال : ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم اصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال لو كان هذا من ذرية الانبياء ، ما قتل الناس كل هذا القتل ، فيجتمع الناس عليه أبيضهم واسودهم ، فيكثرون عليه حتى يلجؤنه إلى حرم الله فاذا اشتد البلاء عليه ، مات المنتصر ، وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر ، فيقتل كل عدو لنا جائر ، ويملك الارض كلها ، ويصلح الله له أمره ، ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا.

ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا جابر وهل تدري من المنتصر والسفاح؟ يا جابر المنتصر الحسين ، والسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين (١).

٦ ـ غط : جماعة ، عن البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسين

____________________

لا تخلو من حجة الا اذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما ، فاذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة ، فلم يك ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ، فأولئك شرار من خلق الله ، الحديث.

ولا يخفي أن تلك الروايات انما تحكم بأن الارض لا تخلو من حجة الا قبل القيامة بأربعين يوما فعند ذلك ترفع الحجة وأما أن تلك الحجة هو المهدي المنتظر بحيث تقوم القيامة بعد ملكه بسبع سنين فلا دلالة فيها ، ولا يساعده الاعتبار ، فكيف ينتظر الاسلام والمسلمون دهرا من الدهور ليخرج الحجة ، ويظهر على الدين كله ولو كره المشركون ثم يكون بعد سبع سنين أو سبعين سنة قيام الساعة؟

فاذا لا بد من الرجعة كما دلت عليها الروايات ، ولا بد وأن يرجع النبي والائمة الهدى عليهم‌السلام ليخضر عود الاسلام ويثمر شجرة الدين وتورق أغصان التقوى والعلم وتشرق الارض بنور ربها ، ولا بأس بأن يسمى كل منهم بالمهدي عليه‌السلام كما جاءت به الروايات ، وسيذكرها المصنف رحمه‌الله ، مع تأويلها.

(١) رواه العياشي في تفسيره ج ٢ ص ٣٢٦. وقد مر مثله في باب الرجعة عن مختصر البصائر تحت الرقم ١٣٠.

١٤٧

ابن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه‌السلام يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصيته حتى انتهى [ إلى ] هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنى عشر مهديا فأنت يا علي أول الاثني عشر الامام.

وساق الحديث إلى أن قال : وليسلمها الحسن عليه‌السلام إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد صلى الله عليه وعليهم ، فذلك اثنى عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فاذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين (١) له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم ابي وهو عبدالله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين.

٧ ـ خص : مما رواه السيد علي بن عبدالحميد بإسناده عن الصادق عليه‌السلام أن منا بعد القائم عليه‌السلام اثنا عشر مهديا من ولد الحسين عليه‌السلام.

٨ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن الجاموراني ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه عن الحضرمي ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قالا في ذكر الكوفة : فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والاوصياء والصالحين.

بيان : هذه الاخبار مخالفة للمشهور ، وطريق التأويل أحد وجهين : الاول أن يكون المراد بالاثني عشر مهديا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسائر الائمة سوى القائم عليه‌السلام بأن يكون ملكهم بعد القائم عليه‌السلام وقد سبق أن الحسن بن سليمان أولها بجميع الائمة وقال برجعة القائم عليه‌السلام بعد موته وبه أيضا يمكن الجمع بين بعض

____________________

(١) في المصدر ص ١٠٥ : أول المقربين ، والظاهر أنه تصحيف ، فان المهدي المنتظر هو الامام الثاني عشر ، وبعده يكون أول المهديين من اثنى عشر مهديا ، ان صح الحديث. وأخرج الحديث بتمامه في الباب ٤١ من تاريخ مولانا أمير المؤمنين تحت الرقم ٨١ ، راجع ج ٣٦ ص ٢٦٠ و ٢٦١ من الطبعة الحديثة ، وفيه أيضا : « أول المقربين ».

١٤٨

الاخبار المختلفة التي التي وردت في مدة ملكه عليه‌السلام.

والثاني أن يكون هؤلاء المهديون من أوصياء القائم هادين للخلق في زمن سائر الائمة الذين رجعوا لئلا يخلو الزمان من حجة ، وإن كان أوصياء الانبياء والائمة ايضا حججا والله تعالى يعلم (١).

____________________

(١) قال السيد المرتضى رضوان الله عليه في امكان ذلك : انا لا نقطع بزوال التكليف عند موت المهدي عليه‌السلام ، بل يجوز أن يبقى بعده ائمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله ، ولا يخرجنا ذل عن التسمية بالاثنى عشرية ، لانا كلفنا أن نعلم امامتهم ، وقد بينا ذلك بيانا شافيا ، فانفردنا بذكل عن غيرنا. انتهى.

اقول : وقد عقد الشيخ الحر العاملي قدس الله روحه في كتابه « الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة » بابا في أنه هل بعد دولة المهدي عليه السلام دولة أم لا؟ ثم انه بعد ما نقل الروايات الواردة في ذلك نفيا واثباتا ، وجهها بستة وجوه ، من أرادها فليراجع ص ٣٩٢ ٤٠٥.

١٤٩

٣١

* ( باب ) *

« ما خرج من توقيعاته عليه‌السلام »

١ ـ غط : أخبرنا جماعة ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال : وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي‌الله‌عنه ، على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم ، يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه‌السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني ، لانه حكي عنه أنه قال : هذه المسائل أنا أجبت عنها فكتب إليهم على ظهر كتابهم : « بسم الله الرحمن الرحيم قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمنته ، فجميعه جوابنا ولا مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله في حرف منه وقد كانت أشياء خرجت إليكم على يدي أحمد بن هلال (١) وغيره من نظرائه وكان من ارتدادهم عن الاسلام مثل ما كان هذا عليهم لعنة الله وغضبه ».

« فاستثبت قديما في ذلك » (٢).

فخرج الجواب الا من استثبت فانه لا ضرر في خروج ما خرج على أيديهم وأن ذلك صحيح.

وروي قديما عن بعض العلماء عليهم‌السلام والصلاة أنه سئل عن مثل هذا

____________________

(١) هذا هو الظاهر وهو أبوجعفر العبرتائي مر ترجمته في ج ٥١ ص ٣٨٠ باب ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية ، وفي الاصل المطبوع وهكذا المصدر ص ٢٤٣ ، « أحمد ابن بلال » وهو تصحيف أو خلط بابي طاهر محمد بن علي بن بلال من المذمومين أيضا.

فراجع.

(٢) سيجئ من المصنف رضوان الله عليه أنها من تتمة ما كتب السائل : اي كنت قديما أطلب اثبات هذه التوقيعات ، هل هي منكم أولا؟. لكن الظاهر انه قد سقط صدر هذا السؤال ، وأنها سؤال آخر ، لا من تتمة السؤال الاول.

١٥٠

بعينه في بعض من غضب الله عليه وقال عليه‌السلام « العلم علمنا ، ولا شئ عليكم من كفر من كفر ، فما صح لكم مما خرج على يده برواية غيره من الثقات رحمهم‌الله ، فاحمدوا الله واقبلوه ، وما شككتم فيه أولم يخرج إليكم في ذلك إلا على يده فردوه إلينا لنصححه أو نبطله ، والله تقدمت أسماؤه وجل ثناؤه ولي توفيقكم ، وحسيبنا في أمورنا كلها ونعم الوكيل ».

وقال ابن نوح : أول من حدثنا بهذا التوقيع أبوالحسين محمد بن علي بن تمام ، وذكر أنه كتبه من ظهر الدرج الذي عند أبي الحسن بن داود ، فلما قدم أبوالحسن بن داود وقرأته عليه ، ذكر أن هذا الدرج بعينه كتب بها أهل قم إلى الشيخ أبي القاسم وفيه مسائل فأجابهم على ظهره بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وحصل الدرج عند أبي الحسن بن داود.

نسخة الدرج : مسائل محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري « بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك ، وسعادتك وسلامتك ، وأتم نعمته وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك ، وقد مني قبلك ، الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولا ومن دفعتموه كان وضيعا ، والخامل من وضعتموه ، ونعوذ بالله من ذلك ، وببلدنا أيدك الله جماعة من الوجوه ، يتساوون ويتنافسون في المنزلة ».

« وورد أيدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ص ، وأخرج علي بن محمد بن الحسين بن مالك المعروف بمالك بادوكة ، وهو ختن ص رحمهم‌الله من بينهم ، فاغتم بذلك وسألني أيدك الله أن أعلمك ما ناله من ذلك ، فان كان من ذنب استغفر الله منه ، وإن يكن غير ذلك عرفته ما يسكن نفسه إليه إن شاء الله ».

التوقيع : « لم نكاتب إلا من كاتبنا » (١).

وقد عوتني ادام الله عزك من تفضلك ما أنت أهل أن تجريني على العادة

____________________

(١) الظاهر من نسخة الدرج أنهاكانت متضمنة لسؤالات مختلفة ، فكتب جواب كل منها في هامشه ، ولذلك أفرزنا السوأل عن الجواب كما ترى.

١٥١

وقبلك أعزك الله فقهاء ، أنا محتاج إلى اشياء تسأل لي عنهافروي لنا عن العالم عليه‌السلام أنه سئل عن إمام قوم صلى بهم بعض صلاتهم وحدثت عليه حادثة كيف يعمل من خلفه فقال : يؤخر ويقدم بعضهم ويتم صلاتهم ويغتسل من مسه.

التوقيع : « ليس على من نحاه إلا غسل اليد ، وإذا لم تحدث حادثة تقطع الصلاة تمم صلاته مع القوم ».

وروي عن العالم عليه‌السلام أن من مس ميتا بحرارته غسل يده ، ومن مسه وقد برد فعليه الغسل ، وهذا الامام في هذه الحالة لا يكون مسه إلا بحرارته والعمل من ذلك على ما هو ، ولعله ينحيه بثيابه ولا يمسه فكيف يجب عليه الغسل.

التوقيع : إذا مسه على هذه الحال ، لم يكن عليه إلا غسل يده.

وعن صلاة جعفر إذا سها في التسبيح في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود وذكره في حالة أخرى قد صار فيها من هذه الصلاة ، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة التي ذكرها أم يتجاوز في صلاته؟

التوقيع : إذا هوسها في حالة من ذلك ثم ذكر في حالة أخرى قضى ما فاته في الحالة التي ذكر.

وعن المرأة يموت زوجها هل يجوز أن تخرج في جنازته أم لا؟.

التوقيع : يخرج في جنازته.

وهل يجوز لها وهي في عدتها أن تزور قبر زوزجها أم لا؟

التوقيع : تزور قبر زوجها ، ولا تبيت عن بيتها.

وهل يجوز لها أن تخرج في قضاء حق يلزمها أم لا تبرح من بيتها وهي في عدتها؟

التوقيع : إذا كان حق خرجت وقضته ، وإذا كانت لها حاجة لم يكن لها من ينظر فيها خرجت لها حتى تقضي ، ولا تبيت عن منزلها.

وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيره أن العالم عليه‌السلام قال : عجبا لمن لم يقرأ في صلاته « إنا أنزلناه في ليلة القدر » كيف تقبل صلاته وروي ما زكت



١٥٢

صلاة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد. وروي أن من قرأ في فراسضة الهمزة أعطي من الدنيا ، فهل يجوز أن يقرأ الهمزة ، ويدع هذه السور التي ذكرناها؟ مع ما قد روي أنه لا تقبل الصلاة ولا تزكو إلا بهما.

التوقيع : الثواب في السورة على ما قد روي وإذا ترك سورة مما فيها الثواب وقرأ قل هو الله أحد ، وإنا أنزلناه. لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة التي ترك ، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السورتين ، وتكون صلاته تامة ، ولكن يكون قد ترك الفضل.

وعن وداع شهر رمضان متى يكون؟ فقد اختلف فيه أصحابنا ، فبعضهم يقول : يقرأ في آخر ليلة منه ، وبعضهم يقول هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال.

التوقيع : العمل في شهر رمضان في لياليه ، والوداع يقع في آخر ليلة منه ، فان خاف أن ينقص جعله في ليلتين.

وعن قول الله عزوجل « إنه لقول رسول كريم » (١) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المعني به « ذي قوة عند ذي العرش مكين » ما هذه القوة « مطاع ثم أمين » ما هذه الطاعة ، وأين هي؟ فرأيك أدام الله عزك بالتفضل علي بمسألة من تثق به من الفقهاء عن هذه المسائل وإجابتي عنها منعما ، مع ما تشرحه لي من أمر محمد بن الحسين بن مالك المقدم ذكره ، بما يسكن إليه ويعتد بنعمة الله عنده ، وتفضل علي بدعاء جامع لي ولاخواني للدنيا والآخرة فعلت مثابا إنشاء الله.

التوقيع : جمع الله لك ولاخوانك خير الدنيا والآخرة.

أطال الله بقاءك ، وادام عزك ، وتأييدك وكرامتك ، وسعادتك وسلامتك وأتم نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك وجعلني من كل سوء ومكروه فداك وقد مني قبلك الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.

بيان : ذكر في الاحتجاج من قوله : « أطال الله بقاك » إلى قوله

____________________

(١) التكوير : ٢١١٩.

١٥٣

ولاخوانك خير الدنيا والآخرة.

اقول : قوله : « فاستثبت » من تتمة ما كتب السائل اي كنت قديما أطلب إثبات هذه التوقيعات ، هل هي منكم اولا؟ ولما كان جواب هذه الفقرة مكتوبا تحتها أفردها للاشعار بذلك.

قوله « نسخة الدرج » أي نسخة الكتاب المدرج المطوي ، كتبه أهل قم وسألوا عن بيان صحته ، فكتب عليه‌السلام أن جميعه صحيح ، وعبر عن المعان برمز ص للمصلحة وحاصل جوابه عليه‌السلام أن هؤلاء كاتبوني وسألوني فأجبتهم ، وهو لم يكاتبني من بينهم فلذا لم ادخله فيهم ، وليس ذل من تقصير وذنب.

قوله : « وقبلك أعزك الله » خطاب للسفير المتوسط بينه وبين الامام عليه‌السلام ، أو للامام تقية ، وقول « اطال الله بقاءك » آخرا كلام الحميري ختم به كتابه ، وسائر أجزاء الخبر شرحناها في الابواب المناسبة لها (١).

٢ ـ غط : من كتاب آخر « فرأيك ادام الله عزك في تأمل رقعتي ، والتفضل بما يسهل لاضيفه إلى سائر أياديك علي ، واحتجت ادام الله عزك أن تسأل لي بعض الفقهاء عن المصلي إذا قام من التشهد الاول للركعة الثالثة ، هل يجب عليه أن يكبر؟ فان بعض أصحابنا قال : لا يجب عليه التكبير ، ويجزيه أن يقول : بحول الله وقوته أقوم وأقعد.

الجواب : قال إن فيه حديثين : أما أحدهما فانه إذا انتقل من حالة إلى حالة أخرى فعليه تكبير ، وأما الآخر فانه روي أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فكبر ثم جلس ، ثم قام ، فليس عليه للقيام بعد القعود تكبير ، وكذلك التشهد الاول ، يجري هذا المجري ، وبأيهما أخذت من جهة التسليم كان صوابا.

وعن الفص الخماهن (٢) هل تجوز فيه الصلاة إذا كان في إصبعه؟

____________________

(١) يعني أبوابها المناسبة في كتب الفقه.

(٢) هذا هو الصحيح ، كما فسره المصنف رحمه‌الله في كتاب الصلاة ، ونقله بهذا



١٥٤

الجواب : فيه كراهة أن يصلي فيه ، وفيه إطلاق ، والعمل على الكراهية.

وعن رجل اشترى هديا لرجل غائب عنه ، وسأله أن ينحر عنه هديا بمنى فلما اراد نحر الهدي نسي اسم الرجل ونحر الهدي ، ثم ذكره بعد ذلك أيجزئ عن الرجل أم لا؟

الجواب : لا بأس بذلك ، وقد أجزأ عن صاحبه.

وعندنا حاكة مجوس يأكلون الميتة ، ولا يغتسلون من الجنابة ، وينسجون لنا ثيابا ، فهل يجوز الصلاة فيها من قبل أن يغسل؟

الجواب : لا بأس بالصلاة فيها.

وعن المصلي يكون في صلاة الليل في ظلمة ، فاذا سجد يغلط بالسجادة ، ويضع جبهته على مسح أو نطع (١) فاذا رفع رأسه وجد السجادة ، هل يعتد بهذه السجدة أم لا يعتد بها.

الجواب : ما لم يستوجالسا فلا شئ عليه في رفع راسه لطلب الخمرة (٢)

____________________

اللفظ الشيخ الحرالعاملي في الوسائل ب ٣٢ من أبواب المصلى تحت الرقم ١١.

و « خماهن » ويقال « خماهان » حجر صلب في غاية الصلابة أغبر يضرب إلى الحمرة وقيل انه نوع من الحديد يسمى بالعربية الحجر الحديدي والصندل الحديدي ، وقيل : انه حجر أبلق يصنع منه الفصوص ( برهان قاطع ) وفي الاصل المطبوع وهكذا بعض نسخ التوقيع الحماني وهو تصحيف.

(١) المسح بالكسر البلاس يقعد عليه ، والنطع كذلك : البساط من الاديم.

(٢) الخمرة بالضم حصيرة صغيرة قدر ما يسجد عليها المصلى ، كانت تعمل من سعف النخف ، روى ابوداود في سننه ج ١ ص ١٥٢ باب الصلاة على الخمرة حديثا واحدا وهو أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلى على الخمرة ، والظاهر من روايات الباب أن السجود على الارض فريضة وعلى الخمرة سنة ، أي سنة سنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعمل بها وعليها كان عمل ائمتنا عليهم‌السلام ، راجع الكافي ج ٣ : ٣٣٠ ٣٣٢ باب ما يسجد عليه وما يكره.

١٥٥

وعن المحرم يرفع الظلال هل يرفع خشب العمارية أو الكنيسة (١) ويرفع الجناحين أم لا؟

الجواب : لا شئ عليه في تركه وجميع الخشب.

وعن المحرم يستظل من المطر بنطع أو غيره حذرا على ثيابه وما في محمله أن يبتل فهل يجوز ذلك.

الجواب : إذا فعل ذلك في المحمل في طريقه فعليه دم (٢).

والرجل يحج عن آخر ، هل يحتاج أن يذكر الذي حج عنه عند عقد إحرامه أم لا؟ وهل يجب أن يذبح عمن حج عنه وعن نفسه ، أم يجزيه هدي واحد؟.

الجواب : يذكره ، وإن لم يفعل فلا بأس.

وهل يجوز للرجل أن يحرم في كساء خز أم لا؟.

الجواب : لا بأس بذلك وقد فعله قوم صالحون (٣).

وهل يجوز للرجل أن يصلي وفي رجله بطيط (٤) لا يغطي الكعبين أم لا يجوز؟

الجواب : جائز.

ويصلي الرجل ، ومعه في كمه أو سراويله سكين أو مفتاح حديد ، هل يجوز ذلك؟

____________________

(١) الكنيسة شبه هودج : يغرز في المحمل أو في الرحل قضبان ويلقى عليه ثوب يستظل به الراكب ويستتر به والجمع كنائس.

(٢) في الاصل المطبوع « يحج عن أجر » وفي المصدر ص ٢٤٨ « يحج عن اجرة » وكلاهما تصحيف.

(٣) يعني الائمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، راجع الوسائل ب ٨ من أبواب لباس المصلى.

(٤) البطيط : راس الخف بلا ساق ، قاله الفيروز آبادي ، أقول : وينطبق الكلمة على النعال التي يلبسها العلماء في زماننا هذا.

١٥٦

الجواب : جائز.

وعن الرجل يكون مع بعض هؤلاء ومتصلا بهم يحج ، ويأخذ على الجادة ولا يحرمون هؤلاء من المسلح فهل يجوز لهذا الرجل أن يؤخر إحرامه إلى ذات عرق (١) فيحرم معهم ، لما يخاف من الشهرة أم لا يجوز أن يحرم إلا من المسلخ؟ الجواب : يحرم من ميقاته ثم يلبس الثياب ويلبي في نفسه ، فاذا بلغ إلى ميقاتهم اظهر.

وعن لبس النعل المعطون (٢) فان بعض أصحابنا يذكر أن لبسه كريه.

الجواب : جائز ذلك ولا بأس.

وعن الرجل من وكلاء الوقف يكون مستحلا لما في يده لا يرع (٣) عن أخذ ماله ، ربما نزلت في قرية وهو فيها أو ادخل منزله وقد حضر طعامه فيدعوني إليه ، فان لم آكل من طعامه عاداني عليه ، وقال : فلان لا يستحل أن يأكل من طعامنا ، فهل يجوز لي أن آكل من طعامه وأتصدق بصدقة؟ وكم مقدار الصدقة؟ وإن أهدى هذا الوكيل هدية إلى رجل آخر فأحضر فيدعوني أن أنال منها وأنا أعلم أن

____________________

(١) ميقات أهل العراق : وادى العقيق وأفضله المسلخ ، ثم غمرة ، ثم ذات عرق وهو آخر الوادي وهو الميقات الاضطراري ، لكنه ميقات أهل السنة قال ابن قدامة في المغنى ج ٣ ص ٢٥٧ :

فأما ذات عرق فميقات أهل المشرق في قول أكثر أهل العلم وهو مذهب مالك وأبي ثور واصحاب الرأى وقال ابن عبدالبر : أجمع أهل العلم على أن احرام العراق من ذات عرق احرام من الميقات ، وروى عن انس أنه كان يحرم من العقيق واستحسنه الشافعي وقد روى ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقت لاهل المشرق العقيق انتهى.

(٢) يقال : عطن الجلد كفرح وانعطن : وضع في الدباغ وترك فأفسد وأنتن ، أو نضح عليه الماء فدفنه ، فاسترخى شعره لينتف ، فهو معطون. قاله الفيروز آبادي.

(٣) من الورع : وهو التقوى والكف عن المعاصي والشبهات ، ضبطه في القاموس كورث ووجل ووضع وكرم.

١٥٧

الوكيل لا يرع عن أخذ ما في يده ، فهل فيه شئ إن أنانلت منها؟ الجواب : إن كان لهذا الرجل مال أو معاش غير ما في يده ، فك طعامه واقبل بره وإلا فلا.

وعن الرجل يقول بالحق ويرى المتعة ، ويقول بالرجعة ، إلا أن له أهلا موافقة له في جميع أمره ، وقد عاهدها أن لا يتزوج عليها ولا يتسرى (١) وقد فعل هذا منذ بضع عشرة سنة ، ووفى بقوله ، فربما غاب عن منزله الاشهر فلا يتمتع ولا يتحرك نفسه أيضا لذلك ، ويرى أن وقوف من معه من أخ وولد وغلام و وكيف وحاشية مما يقلله في أعينهم ويحب المقام على ما هو عليه محبة لاهله وميلا إليها ، وصيانة لها ولنفسه ، لا يحرم المتعة ، بل يدين الله بها ، فهل عليه في تركه ذلك مأثم أم لا؟

الجواب : في ذلك يستحب له أن يطيع الله تعالى (٢) ليزول عنه الحلف في المعصية (٣) ولو مرة واحدة.

فان رأيت ادام الله عزك أن تسأل لي عن ذلك وتشرحه لي وتجيب في كل مسألة بما العمل به ، وتقلدني المنة في ذلك جعلك الله السبب في كل خير وأجراه على يدك فعلت مثابا إن شاء الله.

أطال الله بقاءك وادام عزك وتأييدك وسعادتك وسلامتك وكرامتك وأتم نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجعلني من السوء فداك ، وقدمني عنك وقبلك الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرا.

قال ابن نوح : نسخت هذه النسخة من الدرجين القديمين اللذين فيهما الخط

____________________

(١) تسرى فلان : اتخذ سرية ، ويقال : تسررأيضا على الابدال ، كما يقال : تظنن وتظنى ، والسرية : الامة التي أنزلتها بيتا والجمع سرارى بتشديد الياء وربما خففت في الشعر واشتقاقها قيل من السر ، وقيل من السرور.

(٢) في المصدر ص ٢٥٠ : « الحلف على المعرفة » وفي بعض النسخ « الخلف ».

(٣) في نسخة الاحتجاج : أن يطيع الله تعالى بالمتعة.

١٥٨

والتوقيعات.

اقول : روى في الاحتجاج مثله إلى قوله ليزول عنه الحلف في المعصية ولو مرة واحدة.

٣ ـ ج : في كتاب آخر لمحمد بن عبدالله الحميري إلى صاحب الزمان عليه‌السلام من جوابات مسائله التي سأله عنها في سنة سبع وثلاثمائة.

سأل عن المحرم يجوز أن يشد المئزر من خلفه إلى عنقه بالطول ، ويرفع طرفيه إلى حقويه ، ويجمعها في خاصرته ويعقدهما ، ويخرج الطرفين الآخرين من بين رجليه ويرفعهما إلى خاصرته ، ويشد طرفيه إلى وركيه ، فيكون مثل السراويل يستر ما هناك ، فان المئزر الاول كنا نتزربه (١) إذا ركب الرجل جملة يكشف ما هناك وهذا أستر.

فأجاب عليه‌السلام جائز أن يتزر الانسان كيف شاء إذا لم يحدث في المئزر حدثا بمقراض ولا أبرة يخرجه به عن حد المئزر ، وغرزه غرزا ، ولم يعقده ولم يشد بعضه ببعض ، إذا غطى سرته وركبتيه كلاهما ، فان السنة المجمع عليها بغير خلاف تغطية السرة والركبتين ، والاحب إلينا والافضل لكل أحد شده على السبيل المعروفة للناس جميعا إن شاء الله.

وسأل رحمه‌الله هل يجوز أن يشد عليه مكان العقد تكة؟ فأجاب عليه‌السلام لا يجوز شد المئزر بشئ سواه من تكة ولا غيرها.

وسأل عن التوجه للصلاة أيقول : « على ملة إبراهيم ، ودين محمد »؟ فان بعض أصحابنا ذكر أنه إذا قال على دين محمد « فقد أبدع ، لانا لم نجده في شئ من كتب الصلاة خلا حديثا في كتاب القاسم بن محمد عن جده الحسن بن راشد أن

____________________

(١) أصله تأتزر به ، فانه من الازر ، لكن المولدين كثيرا ما يبدلون الهمزة ويدغمونها في التاء فيقولون اتزر ، يتزر ، وقد جرى جواب السؤال على تلك اللغة.

قال الفيروز آبادى : ائتزر به وتأزر به ، ولا تقل : اتزر وقد جاء في بعض الاحاديث ولعله من تحريف الرواة.

١٥٩

الصادق عليه‌السلام قال للحسن : كيف تتوجه؟ قال : أقول « لبيك وسعديك » فقال له الصادق عليه‌السلام : ليس عن هذا أسألك كيف تقول : وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا مسلما؟ قال الحسن : أقوله فقال له الصادق عليه‌السلام : إذا قلت ذلك فقل « على ملة إبراهيم ، ودين محمد ، ومنهاج علي بن أبي طالب والائتمام بآل محمد حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ».

فأجاب عليه‌السلام التوجه كله ليس بفريضة والسنة المؤكدة فيه التي هي كالاجماع الذي لا خلاف فيه : وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا مسلما على ملة إبراهيم ، ودين محمد ، وهدى أمير المؤمنين ، وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم اجعلني من المسلمين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ الحمد.

قال الفقيه الذي لا يشك في علمه : « الدين لمحمد ، والهداية لعلي أمير المؤمنين ، لانها له وفي عقبه باقية إلى يوم القيامة ، فمن كان كذلك فهو من المهتدين ، ومن شك فلا دين له » ونعوذ بالله في ذلك من الضلالة بعد الهدى.

وسأله عن القنوت في الفريضة إذا فرغ من دعائه أن يرد يديه على وجهه و صدره للحديث الذي روي أن الله عزوجل أجل من أن يرد يدي عبده صفرا بل يملاها من رحمته (١) أم لا يجوز؟ فان بعض أصحابنا ذكر أنه عمل في الصلاة.

فأجاب عليه‌السلام رد اليدين من القنوت على الرأس والوجه غير جائز في الفرائض

____________________

(١) روى الكليني في كتاب الدعاء من أصول الكافي ج ٢ ص ٤٧١ عن عبدالله بن ميمون القداح عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما أبرز عبديده إلى الله العزيز الجبار الا استحيى الله عزوجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فاذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح وجهه ورأسه.

وروى مثله الصدوق في الفقيه ج ١ ص ١٠٧ ، وكما ترى الحديث ظاهر في الدعاء في غير الصلوات.

١٦٠