الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته

السيد علي الحسيني الصدر

الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-978-002-7
الصفحات: ٤٧٢

«هو الطريد الوحيد الغريب الغائب الموتور بأبيه عليه‌السلام» (١).

٣ ـ حديث يونس بن عبدالرحمن ، قال : دخلت على موسى بن جعفر عليهما‌السلام فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، أنت القائم بالحقّ؟

فقال : «أنا القائم بالحقّ ، ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء اللّه عزّ وجلّ ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هو الخامس من ولدي. له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه؛ يرتدُّ فيها أقوام ويثبت فيها آخرون.

ثمَّ قال عليه‌السلام : طوبى لشيعتنا ، المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على مولاتنا والبراءة من أعدائنا؛ أولئك منّا ونحن منهم. قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة. فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم ، وهم واللّه معنا في درجاتنا يوم القيامة» (٢).

(١٠)

بشارة الإمام الرضا عليه‌السلام

١ ـ حديث الحسين بن خالد قال : قال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام :

«لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّه له ، إنَّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة.

فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، الى متى؟

قال : الى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت. فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا.

__________________

(١) كمال الدين : ص ٣٦١ ب ٣٤ ح ٤.

(٢) كمال الدين : ص ٣٦١ ب ٣٤ ح ٥.

٦١

فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت؟

قال : الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء؛ يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور ، ويقدّسها من كلّ ظلم ، [وهو] الذي يشكُّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه.

فإذا خرج اشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحدٌ أحداً ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظلٌّ.

وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول : الا إنَّ حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتّبعوه. فإنَّ الحقَّ معه وفيه ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ : (إن نشأ ننزِّل عليهم من السماءِ آية فظلّت أعناقُهم لها خاضعين) (١)» (٢).

٢ ـ حديث عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام قصيدتي التي أوَّلها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت الى قولي :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم اللّه والبركات

يميّز فينا كلّ حقٍّ وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه‌السلام بكاء شديداً ، ثمَّ رفع رأسه إليَّ فقال لي :

«يا خزاعيُّ نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين. فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم؟

__________________

(١) سورة الشعراء الآية ٤.

(٢) كمال الدين : ص ٣٧١ ب ٣٥ ح ٥.

٦٢

فقلت : لا يا مولاي ، إلاّ أنّي سمعت بخروج إمام منكم يُطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً [كما ملئت جوراً].

فقال : يادعبل ، الإمام بعدي محمّد ابني ، وبعد محمّد ابنه عليّ ، وبعد عليّ ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره. لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ واحدٌ ، لطوَّل اللّه عزّ وجلّ ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً» (١).

٣ ـ حديث الريان بن الصلت ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟

فقال : «أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني.

وإنَّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبّان. قويّاً في بدنه حتى لومذَّ يده الى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها.

يكون معه عصا موسى ، وخاتم سليمان عليهم‌السلام.

ذاك الرابع من ولدي؛ يغيّبه اللّه في ستره ما شاء ، ثمَّ يظهره فيملأ [به] الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» (٢).

__________________

(١) كمال الدين : ص ٣٧٢ ب ٣٥ ح ٦.

(٢) كمال الدين : ص ٣٧٦ ب ٣٥ ح ٦.

٦٣

(١١)

بشارة الإمام الجواد عليه‌السلام

١ ـ حديث سيدنا عبدالعظيم الحسني ، قال : دخلت على سيّدي محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام وأنا اُريد أن أسأله عن القائم ، أهو المهديُّ أو غيره. فابتد أني فقال لي :

«يا أبا القاسم! إنَّ القائم منّا هو المهديُّ الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي.

والذي بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة وخصّنا بالإمامة ، إنّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

وإنَّ اللّه تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما اصلح أمر كليمه موسى عليه‌السلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسولٌ نبيٌّ.

ثمَّ قال عليه‌السلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج» (١).

٢ ـ الحديث الآخر لسيدنا الحسني ، قال : قلت لمحمّد بن علي بن موسى عليه‌السلام : اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

فقال عليه‌السلام : «يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر اللّه عزّ وجلّ ، وهاد إلى دين اللّه ، ولكنَّ القائم الذي يطهّر اللّه عزّ وجلّ به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، يغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميُّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيّه.

__________________

(١) كمال الدين : ص ٣٣٧ ب ٣٦ ح ١.

٦٤

وهو الذي تطوي له الأرض ، ويذلُّ له كلُّ صعب ، [و] يجتمع إليه من أصحابه عدَّة أهل بدر : ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من اقاصي الأرض ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : (أينما تكونوا يأتِ بكُم اللّهُ جميعاً إنَّ اللّهَ على كلِّ شيءٍ قدير) (١).

فإذا اجتمعت له هذه العدَّة من أهل الإخلاص ، أظهر اللّه أمره. فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ وجلّ. فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه عزّ وجلّ ...» (٢).

٣ ـ حديث الصقر بن أبي دلف ، قال : سمعتُ ابا جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام يقول :

«إنَّ الإمام بعدي إبني عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، وقوله قول أبيه ، وطاعته طاعة أبيه ، ثمَّ سكت.

فقلت له : يابن رسول اللّه ، فمن الإمام بعد الحسن؟

فبكى عليه‌السلام بكاءً شديداً ، ثمَّ قال : إنَّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقِّ المنتظر.

فقلت له : يا بن رسول اللّه ، لم سمّي القائم؟

قال : لأنّه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.

فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟

قال : لأنَّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ،

__________________

(١) سورة البقرة : الآية ١٤٨.

(٢) كمال الدين : ص ٣٧٧ ب ٣٦ ح ٢.

٦٥

وينكره المرتابون ، يستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلّمون» (١).

(١٢)

بشارة الإمام الهادي عليه‌السلام

١ ـ حديث علي بن عبدالغفار ، قال : لما مات أبو جعفر الثاني عليه‌السلام ، كتب الشيعة الى أبي الحسن صاحب العسكر عليه‌السلام يسالونه عن الأمر.

فكتب عليه‌السلام :

«الأمر لي ما دمت حيّاً. فاذا نزلت بي مقادير اللّه عزّ وجلّ ، آتاكم اللّه الخَلَف منّي ، وأنّى لكم بالخَلَف بعد الخَلَف» (٢).

٢ ـ حديث الصقر بن ابي دلف قال : لما حمل المتوكل سيدنا ابي الحسن ، جئت لأسأل عن خبره.

فنظر إليَّ حاجب المتوكّل ، فأمر أن أدخل إليه (اي الحاجب). فاُدخلت إليه ، فقال : ياصقر ، ما شأنك؟

فقلت : خير أيّها الاستاذ.

فقال : اقعد.

قال الصقر : فأخذني ما تقدَّم وما تأخّر (٣) وقلت : أخطأت في المجيء.

قال : فوحى الناس عنه (أي أعجلهم بالذهاب والتفرق عنه).

__________________

(١) كمال الدين : ص ٣٧٨ ب ٣٦ ح ٣.

(٢) كمال الدين : ص ٣٨٢ ب ٣٧ ح ٦.

(٣) لعله بمعنى أخذني بالسؤال عما تقدم وما تأخر من الأمور لإستعلام حالي.

٦٦

ثمَّ قال : ما شأنك وفيم جئت؟

قلت : لخبر مّا.

قال : لعلّك جئت تسأل عن خبر مولاك؟

فقلت له : ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين.

فقال : اسكت ، مولاك هو الحقُّ ، ولا تتحشمني فإنّي على مذهبك.

فقلت : الحمد للّه.

فقال : أتحبُّ أن تراه؟

فقلت : نعم.

فقال : اجلس حتّى يخرج صاحب البريد.

قال : فجلست ، فلمّا خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر فأدخله الى الحجرة التي فيها العلويُّ المحبوس ، وخلِّ بينه وبينه.

قال : فأدخلني الحجرة وأومأ الى بيت.

فدخلت فإذا هو عليه‌السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور. قال : فسلّمت فردَّ [عليَّ السلام] ، ثمَّ أمرني بالجلوس فجلست. ثمَّ قال لي :

«يا صقر ، ما أتى بك؟

قلت : يا سيّدي ، جئت أتعرّف خبرك.

قال : ثمَّ نظرت الى القبر بكيت.

فنظر إليَّ وقال : يا صقر ، لا عليك! لن يصلوا إلينا بسوء.

فقلت : الحمد للّه. ثمَّ قلت : يا سيّدي حديث يروى عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا أعرف معناه.

قال : فما هو؟

قلت : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم» ، ما معناه؟

٦٧

فقال : نعم ، الأيّام نحن. بنا قامت السماوات والأرض. فالسبت اسم رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والأحد أمير المؤمنين ، والاثنين الحسن والحسين ، والثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد [الصادق] ، والأربعاء موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وأنا ، والخميس ابني الحسن.

والجمعة ابن ابني ، وإليه تجتمع عصابة الحقّ ، وهو الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

فهذا معنى الأيّام ، ولا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة.

ثمَّ قال عليه‌السلام : ودِّع واخرج فلا آمن عليك» (١).

٣ ـ الحديث الآخر للصقر بن أبي دلف ، عن مولانا الامام الهادي علي بن محمد بن علي الرضا عليهم‌السلام ، سمعته يقول :

«إنَّ الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» (٢).

(١٣)

بشارة الإمام العسكري عليه‌السلام

١ ـ أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام وأنا اُريد أن أسأله عن الخلف من بعده؟

فقال لي مبتدئاً : «يا أحمد اسحاق! إنَّ اللّه تبارك وتعالى لم يُخلِّ الأرض منذ خلق آدم عليه‌السلام ولا يخلّيها الى أن تقوم الساعة من حجّة للّه على خلقه ،

__________________

(١) كمال الدين : ص ٣٨٢ ب ٣٧ ح ٩.

(٢) كمال الدين : ص ٣٨٣ ب ٣٧ ح ١٠.

٦٨

به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزِّل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض.

قال : فقلت له : يا بن رسول اللّه ، فمن الإمام والخليفة بعدك؟

فنهض عليه‌السلام مسرعاً دخل البيت ، ثمَّ خرج وعلى عاتقه غلامٌ كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من ابناء الثلاث سنين ، فقال :

يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على اللّه عزّ وجلّ وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا.

إنّه سميُّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

يا أحمد بن إسحاق ، مَثَلُه في هذه الاُمّة مثل الخضر عليه‌السلام ، ومَثله مثل ذي القرنين.

واللّه ليغيبنَّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته اللّه عزّ وجلّ على القول بإمامته ووفّقه [فيها] للدُّعاء بتعجيل فرجه.

فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنُّ إليها قلبي؟

فنطق الغلام عليه‌السلام بلسان عربيّ فصيح ، فقال : أنا بقيّة اللّه في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق.

فقال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسروراً فرحاً. فلمّا كان من الغد عدت إليه ، فقلت له : يا بن رسول اللّه ، لقد عظم سروري بما مننت [به] عليَّ. فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟

فقال : طول الغيبة يا أحمد.

قلت : يا بن رسول اللّه ، وإنَّ غيبته لتطول؟

قال : إي وربّي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، ولا يبقى إلا من

٦٩

أخذ اللّه عزّ وجلّ عهده لولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروحٍ منه.

يا احمد بن إسحاق ، هذا أمر من أمر اللّه ، وسرٌّ من سرِّ اللّه ، وغيب من غيب اللّه. فخذ ما آتيتك ، واكتمه وكن من الشاكرين ، تكن معنا غداً في علّيّين» (١).

٢ ـ حديث يعقوب بن منقوش ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام وهو جالس على دكّان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مُسبل. فقلت له : [يا] سيّدي من صاحب هذا الأمر؟

فقال : «ارفع الستر.

فرفعته ، فخرج إلينا غلامٌ خماسيٌّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، درِّي المقلتين ، شثن الكفّين ، معطوف الركبتين ، في خدّه الأيمن خالٌ ، وفي رأسه ذؤابة. فجلس على فخذ أبي محمّد عليه‌السلام ، ثمَّ قال لي : هذا صاحبكم.

ثمَّ وثب فقال له : يا بنيَّ ، ادخل الى الوقت المعلوم.

فدخل البيت وأنا أنظر إليه.

ثمَّ قال لي : يا يعقوب انظر من في البيت ، فدخلتُ فما رأيت أحداً» (٢).

٣ ـ حديث موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليه‌السلام يقول :

«كانّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي. أما إنَّ المقرَّ بالأئمّة بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنكر لولدي ، كمن أقرَّ بجميع أنبياء اللّه ورسله ثمَّ أنكر نبوَّة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(١) كمال الدين : ص ٣٨٤ ب ٣٨ ح ١.

(٢) كمال الدين : ص ٤٠٧ ب ٣٨ ح ٢.

٧٠

والمنكر لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كمن أنكر جميع أنبياء اللّه ، لأنَّ طاعة آخرنا كطاعة أوَّلنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوَّلنا.

أما إنَّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلاّ من عصمة اللّه عزّ وجلّ» (١).

وعلى الجملة فأدلة الروايات كما تلاحظها عيناً وعياناً متظافرة متواترة على البشارة بالإمام المنتظر الحجّة الثاني عشر أرواحنا فداه ، وصدقها مستلزم لوجوده عليه‌السلام بعد الامام العسكري سلام اللّه عليه وقد استشهد الامام العسكري بلا خلاف قطعاً لابد وأن يكون قد وُلد الامام المهدي حتماً.

وأمّا الإجماع بعد هذه الأدلة العلمية

فإنّه محقّق قائم من الفريقين على وجود الإمام المهدي عليه‌السلام وظهوره.

أمّا من الشيعة الإماميّة ، فهو قطعي الإجماع منهم ، بل هو من ضروريات مذهبهم (٢).

بل جاء هذا الاجماع في كتب العامة وعند اعلامهم.

ففي شرح نهج البلاغة للمعتزلي :

«قد وقع اتفاق الفريقين من المسلمين أجمعين على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي الا عليه (اي الامام المهدي عليه‌السلام(٣).

وفي السبائك للسويدي :

«الذي اتفق عليه العلماء ، أن المهدي هو القائم في آخر الزمان ، وأنه يملأ

__________________

(١) كمال الدين : ص ٤٠٩ ب ٣٨ ح ٨.

(٢) الامامة والمهدويّة : ج ٣ ص ٣٥.

(٣) الامامة والمهدوية : ج ٣ ص ٣٥ ، عن : شرح النهج (ط مصر) : ج ٢ ص ٥٣٥.

٧١

الأرض عدلاً ، والأحاديث فيه وفي ظهوره كثيرة» (١).

وفي المقدمة لابن خلدون :

«اعلم ان المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على مرّ الأعصار ، أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت ، يؤيِّد الدين ، ويُظهِرُ العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الاسلامية ، ويسمى بالمهدي» (٢).

وفي غاية المأمول للناصف :

«فائدة : اتضح مما سبق ، أن المهدي المنتظر من هذه الامة ، وعلى هذا أهل السُنّه سلفاً وخلفاً» (٣).

الى هنا نستفيد أن النقطة الاولى في اثبات أصل وجود الامام المهدي ، وهو التنصيص عليه ثابت بدليل الكتاب ، والسنة ، والكتب المقدسة.

ويؤيدها الاجماع من الخاصة والعامة.

مضافاً الى الضرورية والثبوت بالبداهة.

__________________

(١) الامامة والمهدويّة : ج ٣ ص ٨١ ، عن : سبائك الذهب : ص ٧٨.

(٢) الامامة والمهدويّة : ج ٣ ص ٨٢ ، عن : مقدمة ابن خلدون : ص ٣١٧.

(٣) الامامة والمهدويّة : ج ٣ ص ٨٢ ، عن : غاية المأمول : ج ٥ ص ٣٦٢ ـ ٣٨١.

٧٢

النقطة الاستدلاليّة الثانية

تظافر الأخبار بولادة الامام المهدي عليه‌السلام

ان الامام المهدي عليه‌السلام ، قد تواترت الأخبار على ولادته ، وتظافر نقل إخبار الثقات بوجوده ، فلا يمكن انكار تولده.

وقد جاءت الأخبار القطعية بولادته السعيدة من كبار علماء الفريقين في كتبهم المعروفة ، مثل : ثقة الاسلام الكليني ، وشيخ المحدثين الصدوق ، وشيخ الطائفة الطوسي بأسناد معتبرة من الخاصة.

ومثل : البيهقي ، وابن الصباغ ، وابن خلكان ، والقندوزي ، والصفدي ، وياقوت الحمودي بأسناد عديدة من العامّة.

وتلاحظ إحصاء المعترفين بولادته عليه‌السلام من العامة بأسماءهم وكتبهم ونصوص كلماتهم في مثل :

١ ـ الزام الناصب : ج ١ ص ٣٢١ ، في بيان اعتراف ٢٩ عالماً من علمائهم.

٢ ـ المهدي الموعود المنتظر : ج ١ ص ١٨٢ ، في بيان اعتراف ٤٠ عالماً منهم.

٣ ـ منتخب الأثر : الفصل الثالث ص ٣٢٠ ، في بيان اعتراف ٦٥ ، عالماً منهم.

هذا ، وقد شهد بولادته عليه‌السلام من حضر الولادة وهي سيدتنا حكيمة بنت الامام الجواد عليه‌السلام.

٧٣

ففي حديث موسى بن محمد ، عن السيدة حكيمة ما نصّه :

بعث اليَّ ابو محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام فقال :

«يا عمّة اجعلي إفطارك [هذه] الليلة عندنا ، فإنّها ليلة النصف من شعبان؛ فإنَّ اللّه تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة ، وهو حجّته في أرضه.

قالت : فقلت له : ومن اُمّه؟

قال لي : نرجس.

قلت له : جعلني اللّه فداك ، ما بها أثر.

فقال : هو ما أقول لك.

قالت : فجئت ، فلمّا سلّمتُ وجلستُ ، جاءت تنزع خفّي وقالت لي : يا سيّدتي [وسيّدة أهلي] ، كيف أمسيت؟

فقلت : بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.

قالت : فأنكرت قولي وقالت : ما هذا ياعمّة؟

قالت : فقلت لها : يا بنيّة ، إنَّ اللّه تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة.

قالت : فخجلَت واستحيَت.

فلمّا أن فرغتُ من صلاة العشاء الآخرة ، أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت.

فلمّا أن كان في جوف الليل قمت الى الصلاة ، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث.

ثمَّ جلستُ معقّبة ، ثمَّ اضطجعتُ ثمَّ انتبهتُ فزعة وهي راقدة. ثمَّ قامت فصلّت ونامت.

قالت حكيمة : وخرجت أتفقّد الفجر ، فإذا أنا بالفجر الأوّل كذنب

٧٤

السرحان وهي نائمة ، فدخلني الشكوك ، فصاح بي أبو محمد عليه‌السلام من المجلس فقال : لا تعجلي يا عمّة ، فهاكِ الأمر قد قرب.

قالت : فجلست وقرأت الم السجدة ويس ، فبينما أنا كذلك إذ انتَبَهَت فزعة. فوثبتُ إليها فقلت : اسم اللّه عليك.

ثمَّ قلت لها : أتحسّين شيئاً؟

قالت : نعم يا عمّة.

فقلت لها : اجمعي نفسك ، واجمعي قلبك ، فهو ما قلت لك.

قالت : فأخذ تني فترة ، وأخذتها فترة فانتبهت بحسِّ سيّدي ، فكشف الثوب عنه ، فإذا أنا به عليه‌السلام ساجداً يتلقّى الأرض بمساجده. فضممته إليَّ فإذا أنا به نظيفٌ متنظفٌ.

فصاح بي أبو محمد عليه‌السلام : هلمّي إليَّ ابني يا عمّه.

فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره. ثمَّ أدلى لسانه في فيه ، وأمرَّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله ، ثمَّ قال : تكلّم يا بنيَّ.

فقال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمّداً رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمَّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّة عليهم‌السلام إلى أن وقف على أبيه ، ثمَّ أحجم.

ثمَّ قال أبو محمد عليه‌السلام : يا عمّة ، اذهبي به إلى اُمّه ليسلّم عليها وائتني به.

فذهبت به فسلّم عليها ، ورددته فوضعته في المجلس.

ثمَّ قال : يا عمّة ، إذا كان يوم السابع فأتينا.

قالت حكيمة : فلمّا أصبحت جئت لاُسلّم على أبي محمد عليه‌السلام وكشفت الستر لأتفقّد سيّدي عليه‌السلام ، فلم أره.

٧٥

فقلت : جعلت فداك ، ما فعل سيّدي؟

فقال : يا عمّة ، استودعناه الذي استودعته اُمُّ موسى موسى عليه‌السلام.

قالت حكيمة : فلمّا كان في اليوم السابع جئت فسلّمت وجلست.

فقال : هلمّي إليَّ ابني.

فجئت بسيّدي عليه‌السلام وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الاُولى. ثمَّ ادلى لسانه في فيه كأنّه يغذِّيه لبناً أو عسلاً ، ثمَّ قال : تكلّم يا بنيَّ.

فقال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وثنّى بالصلاة على محمّد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمّة الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين ، حتّى وقف على أبيه عليه‌السلام. ثمَّ تلا هذه الآية :

(بسم اللّه الرَّحمن الرحيم ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلَهم أئمّة ونجعلَهم الوارثين * ونمكّن لهم في الأرضِ ونُرى فرعونَ وهامانَ وجنودَهما منهم ما كانوا يحذرون).

قال موسى ـ يعني موسى بن محمّد الراوي ـ : فسألت عقبة الخادم عن هذه ، فقالت : صدقت حكيمة» (١).

وأضاف في حديث محمد بن عبداللّه العلوي ما نصّه :

«قالت حكيمة : فلمّا كان بعد أربعين يوماً ، ردَّ الغلام ووجّه إليَّ ابن أخي عليه‌السلام فدعاني. فدخلت عليه فإذا أنا بالصبيِّ متحرِّك يمشي بين يديه.

فقلت : يا سيّدي ، هذا ابن سنتين؟

فتبسّم عليه‌السلام ، ثمَّ قال : إنَّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم ، وإنَّ الصبيَّ منّا إذا كان أتى عليه شهرٌ كان كمن أتى عليه

__________________

(١) كمال الدين : ص ٤٢٤ ب ٤٢ ح ١.

٧٦

سنة ، وإنَّ الصبيَّ منّا ليتكلّم في بطن اُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّ وجلّ ، [و] عند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.

قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبيَّ في كلِّ أربعين يوماً الى أن رأيته رجلاً قبل مضيِّ أبي محمد عليه‌السلام بأيّام قلائل فلم أعرفه.

فقلت لابن أخي عليه‌السلام : من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟

فقال لي : هذا ابن نرجس ، وهذا خليفتي من بعدي ، وعن قليل تفقدوني ، فاسمعي له وأطيعي.

قالت حكيمة : فمضى أبو محمد عليه‌السلام بعد ذلك بأيّام قلائل ، وافترق الناس كماترى.

وواللّه إنّي لأراه صباحاً ومساءً وإنّه لينبئني عمّا تسألون عنه فأخبركم.

وواللّه إنّي لاريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به.

وإنّه ليرد عليَّ الأمر. فيخرج إليَّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي ، وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن اُخبرك بالحقِّ ...» (١).

وشهادة السيدة الجليلة حكيمة الحاضرة حين الولادة ، كافية بوحدها في إثبات الولادة (٢).

__________________

(١) كمال الدين : ص ٤٢٩ ب ٤٢ ح ٢.

(٢) فإن السيدة حكيمة ، مضافاً الى جلالة قدرها وصدق كلامها. كانت هي المتولّية لشؤون ولادة السيدة نرجس ـ والدة الإمام الحجّة عليه‌السلام ـ وشهادتها معتبرة في الولادة.

بالاضافة الى اعتبار شهادة النساء منفردات في الولادة ، كما هو ثابت في الفقه بقيام النص الصحيح عليه ، وعدم الخلاف فيه كما تلاحظه في : الجواهر : ج ٤١ ص ١٧٠ ، فلاحظ.

بل لا خلاف فيه حتى عند العامة.

ففي بداية المجتهد (للقرطبي) : ج ٢ ص ٤٥٤ : «وأما شهادة النساء منفردات ـ أعني النساء دون الرجال ـ

٧٧

مضافاً الى شهادة نسيم ومارية خادمتي الامام عليه‌السلام (١) ففي حديث السياري قالتا : «لما سقط صاحب الزمان عليه‌السلام من بطن أمه جاثياً على ركبتيه رافعاً سبابتيه الى السماء ...».

ومع ذلك ليس الدليل هو هذا فحسب ، بل دلّ على الولادة إخبار الحجة على العموم الامام المعصوم والده المعظم الامام العسكري عليه‌السلام بذلك.

ففي حديث أحمد بن الحسن بن اسحاق القمي : لمّا وُلد الخلف الصالح عليه‌السلام ، ورد عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام الى جدّي أحمد بن اسحاق كتاب ، فاذا فيه مكتوب بخط يده عليه‌السلام الذي كان ترد به عليه ، وفيه :

«وُلد لنا مولودٌ ، فليكن عندك مستوراً وعن جميع الناس مكتوماً ، فانّا لم نُظهر عليه الاّ الأقرب لقرابته ، والوليّ لولايته.

أحببنا إعلامك ليسرّك اللّه به مثل ما سرّنا به ، والسلام» (٢).

بل نفس إرسال الامام العسكري عليه‌السلام عقيقة ولده الامام المهدي عليه‌السلام الى بني هاشم وشيعته ، كان إعلاماً ظريفاً لميلاده.

ففي حديث العمري :

لما وُلد السيد عليه‌السلام ، قال ابو محمد عليه‌السلام :

«ابعثوا الى ابي عمرو ... ، إشترِ عشرة آلاف رطل خبز ، وعشرة آلاف رطل لحم ، وفرّقه ، أحسبه قال على بني هاشم ، وعقِّ عنه بكذا وكذا شاة» (٣).

__________________

فهي مقبولة عند الجمهور في حقوق الأبدان التي لا يطّلع عليها الرجال غالباً ، مثل الولادة والاستهلال وعيوب النساء لا خلاف في شيء من هذا».

(١) كمال الدين : ص ٤٣٠ ح ٥.

(٢) كمال الدين : ص ٤٣٣ ب ٤٢ ح ١٦.

(٣) كمال الدين : ص ٤٣١ ب ٤٢ ح ٦ والرطل العراقي يساوي = ٥ / ٣٢٧ غرام.

٧٨

وفي حديث الكوفي :

«وإن أبا محمد عليه‌السلام بعث الى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة ، وقال : هذه من عقيقة ابني محمد» (١).

لذلك قال الشيخ المفيد قدس‌سره في دليل الاثبات ما نصّه :

«والخبر بصحّة ولد الحسن عليه‌السلام قد ثبت بأوكد ما تثبت به أنساب الجمهور من الناس ، إذ كان النسب يثبت بقول القابلة ومثلها من النساء اللاتي جرت عادتهنّ بحضور ولادة النساء وتولّي معونتهم عليه ، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون مَن سواه ، وبشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب الابن منه.

وقد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الديانة والفضل والورع والزهد والعبادة والفقه عن الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، أنّه اعترف بولده المهديّ عليه‌السلام ، وآذنهم بوجوده ، ونصّ لهم على إمامته من بعده.

وبمشاهده بعضهم له طفلاً ، وبعضهم له يافعاً وشاباً كاملاً ، وإخراجهم الى شيعته بعد أبيه الأوامر والنواهي والأجوبة عن المسائل ، وتسليمهم له حقوق الأئمّة من أصحابه.

وقد ذكرتُ اسماء جماعة ممّن وصفتُ حالهم من ثقات الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وخاصّته المعروفين بخدمته والتحقيق به ، واثبتُ ما رووه عنه في وجود ولده ومشاهدتهم من بعده ، وسماعهم النصّ بالإمامة عليه.

وذلك موجود في مواضع من كتبي ، وخاصّه في كتابيّ المعروف أحدهما : بـ «الارشاد في معرفة حجج اللّه على العباد» والثاني بـ «الايضاح في الامامة

__________________

(١) كمال الدين : ٤٣٢ ب ٤ ح ١٠.

٧٩

والغيبة»» (١).

__________________

(١) الفصول العشرة : ص ٥٩.

٨٠