الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته

السيد علي الحسيني الصدر

الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-978-002-7
الصفحات: ٤٧٢

١
٢

٣
٤

الأهداءُ

إلى تالي كتابِ اللّه وترجمان وَحيه؛

إلى بقيّةِ اللّهِ وحجّتهِ على عباده؛

إلى وارث أنبياءِ اللّه وخاتمِ أوصيائه؛

إلى القائمِ بقسطِ اللّه والثائرِ بأمره؛

إليك يا سيّدي ومولاي ، الإمام الحجّة بن الحسن المهدي عليك صلواتُ الربّ العليّ ، أرفع أوراق ولائي وثنائي المزدانة بإسمك الأسعد وذكرك الأسدّ؛ راجياً من فضلك المأمول. التصدّق عليَّ بالقبول ، إنَّ اللّه يجزي المتصدّقين.

علي بن السيد محمد الحسيني الصدر

الجمعة ـ ١ / جمادي الاولى / ١٤٢٣ هـ

٥
٦

المقدَّمةُ

الحمد للّه ربّ العالمين ، وصلواته على أحبّ خلقه إليه محمّد وآله الطاهرين؛ لا سيما بقية اللّه في الأرضين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم قاطبة الى يوم الدين.

وبعد؛ فإن من أجلّ المعالم الدينيّة ، علوم المعارف الإسلاميّة ، وهي التي تُنشئ الانسان على العقيدة السليمة والفكرة السالمة ، وترقّية الى مدارك الكمال والعيون الزُلال.

والحاجة الى معرفة هذه المعالم الفُضلى واضحة لائحة لجميع الطبقات وفي جميع الأجيال ، خصوصاً لطبقة الشباب في الجيل المعاصر.

فانهم على اشدّ الاحتياج الماسّ والضرورة الأكيدة الى دراية معارف المدرسة الشيعية ، التي هي الغنيّه بأصول العلم وآيات الحكمة؛ إنتهالاً من مَعينها الفضفاض ومعدنها الفيّاض ، واستمداداً من أدلتها العلمية وبراهينها القطعية المتمثلة في :

١ ـ كتاب اللّه الكريم ، الذي لا يأتية الباطل أبداً.

٢ ـ كلام أهل بيت العصمة عليهم‌السلام ، المنبعث من الوحي الالهي.

٣ ـ ركائز الادراك العقلي ، الواضح في الفطرة البشريّة.

وقد أغنانا عن إقامة البرهان ، واضح البيان في معارف القرآن الكريم ،

٧

وأحاديث الرسول الأعظم وآله الطيّبين ، ونهج البلاغة من لئالي كلام أمير المؤمنين ، والصحيفة السجادية من ماثور أدعية الامام زين العابدين ، والمجامع الروائية المعتبرة من أحاديث سادتنا الأئمة الطاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين.

وينتهج بحثنا على صعيد المحاضرات الدراسيّة في مختارات من المعارف الدينيّة والعقائد الربّانية ، المستمدة من تلك المصادر الأساسيّة.

ويجمع موضوعات البحث العديدة عنوان واحد هو (معارف الإماميّة) ، نبدؤها تبرّكاً وتيمّناً بذكر وليّ أمرنا وإمام زماننا بقيّة اللّه في الأرضين ، الحجّة بن الحسن المهدي فداه أرواح العالمين.

ونسأل اللّه تعالى التوفيق والتسديد ، انّه هو الوليُّ الرشيد.

قم المشرّفة

البداية في ليلة الأربعا ـ ٥ ربيع الأوّل ـ ١٤٢٢ هـ

علي بن السيد محمد الحسيني الصدر

٨

المدخل

يشرّفنا ويسعدنا أن نبدأ حديثنا في معارف الإمامية والمعالم الاسلامية بوليّ النعم ومنجي الاُمم ، صاحب الأمر وناموس الدهر ، الإمام الحجّة بن الحسن المهدي أرواحنا فداه.

فهو السبيل الى اللّه ، والقائم بدين اللّه ، وامام زماننا ، ووليّ عصرنا ، والشاهد علينا ، واليه نتوجّه جميعاً في جميع أمورنا لنحظى بالمزيد من رعايته وعنايته ، فنستعين المولى العلي القدير في بيان ما يكون فيه التيسير من المباحث الثمانية الآتية في رحاب الإمام المهدي عليه‌السلام :

١ ـ وجود الإمام عليه‌السلام والبشائر به.

٢ ـ غيبته والحكمة فيها.

٣ ـ عُمره المبارك رعاه اللّه تعالى.

٤ ـ نوّابه السفراء ووكلاؤه في الغيبة الصغرى.

٥ ـ التشرّف بخدمته وسعادة زيارته.

٦ ـ ندبته الشريفة.

٧ ـ ظهوره الأزهر وقيامه المظفّر.

٨ ـ دولته السعيدة.

ونذكرها بعون اللّه تعالى فيما يلي تباعاً.

٩
١٠

البحث الأوّل

وجود الإمام المهدي عليه‌السلام والبشائر به

١١
١٢

مما لا شك فيه ولا شبهة تعتريه ، الاعتقاد بالإمام المنتظر الحجة الثاني عشر سيدنا وليّ العصر وصاحب الزمان ، الذي هو غير منفك عن عقيدة الامامة التي هي من العقائد الاُصولية والمباحث الأصليّة.

وهو المسمّى باسم الرسول والمكنّى بكنيته والملقّب بالمهدي أرواحنا فداه (١).

وهو من ولد الصدّيقة الزهراء بنت رسول اللّه ، وتاسع ولد الإمام الحسين بن علي ، وابن الإمام الحسن العسكري سلام اللّه عليهم أجمعين (٢).

وهو الشخصية الالهيّة المعيَّنة والمصلح العالمي الموعود ، الذي وُلد في ليلة النصف من شعبان في سنة ٢٥٦ هجرية (٣).

__________________

(١) ثبت ذلك في أحاديث الفريقين ، فمن الخاصة في مثل كمال الدين وكفاية الأثر ، ومن العامة في مثل الصواعق المحرقة وتذكرة الخواص ، كما تلاحظة بنصوصه وعناوينه في منتخب الأثر : ص ١٨٢ ـ ١٨٧. وسيأتي أن هذا هو الصحيح ؛ واما ما في بعض كتب العامة أن اسم ابيه اسم أب الرسول فهي زيادة محرقة.

(٢) وقد تظافرت أحاديث الفريقين في هذا النسب المبارك ، ففي كتب الخاصة مثل الغيبة للشيخ الطوسي والبيان للسيد المرتضى وكشف الغمة للأربلي ، وفي كتب العامة مثل المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري والبيان للكنجي الشافعي وينابيع المودة للقندوزي ، كما تلاحظه بأحاديثه ومصادره في منتخب الأثر : ص ١٩١ ، ١٩٥ ، ٢٢٦.

(٣) وهذا من مسلمات الخاصة ، بل صرحت به طائفة كثيرة من اعلام العامة ، امثال الشافعي وابن حجر وابن الصباغ والقندوزي والشبلنجي وابن خلكان وابن الوردي وغيرهم في كتبهم ؛ وتلاحظ نصوص كلماتهم في ٦٥ كتاب من مؤلفاتهم مجموعة في منتخب الأثر : ص ٣٤ ـ ٣٤٧.

١٣

وهو حيٌّ موجود يعيش في رعاية اللّه ، وغائب عن الأبصار الى يوم عيّنه اللّه ، ليظهره بقدرته الباهرة وإرادته القاهرة على كل الأديان وجميع الأماكن والبلدان ، فيملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً (١).

وهذه العقيدة المقدّسة ثابتة بالدليل القطعي الفاصل والبرهان العلمي الكامل ، كما يأتي بيانه.

فلا مجال للتشكيك في أصل ولادته ، كما يبدو من بعض المغرضين (٢).

ولا وجه لاستبعاد طول عمره الشريف أو غيبته ، كما قد يتساءل عنه البعض الآخرين.

ولا موجب لتردد في كيفية إقامة دولته أو غلبته قبال هذه الأسلحة العصرية ، كما قد يلوح في أذهان بعض من الشباب.

يدلنا على ذلك ويكشف لنا ما هنالك دراسة الفصول الآتية ، التي نبيّنها تباعاً ونوضّحها إشباعاً؛ مستدلّين فيها ومثبتين لها بعون اللّه تعالى بدليل :

الآيات القرآنية الزاهرة؛

والأحاديث المعصوميّة المتواترة؛

والإدراكات الوجدانية المتناصرة.

بحيث يتجسّد منها أن هذه العقيدة العصماء ، حقيقة ثابتة إسلامية ، وممتدة من الرسالة الالهية ، لا تنفك عن الدين وشريعة سيد المرسلين صلوات اللّه عليه وآله الطاهرين.

__________________

(١) وهذا وارد أيضاً في أحاديث الفريقين المذكورة في مثل كمال الدين من كتب الخاصة وينابيع المودة من كتب العامة ، تلاحظ نقل نصوصها في منتخب الأثر : ص ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ؛ نحيل القارئ الكريم اليه رعاية للاختصار.

(٢) الخطوط العريضة : ص ١٦. الشيعة وأهل السنة : ص ٥٦.

١٤

أما أصل وجود الإمام المهدي عليه‌السلام وتولّده المبارك ـ الذي نحن بصدده في هذا الفصل ـ فيدلّنا على ذلك النقاط الاساسية الثلاثة التالية :

١ ـ التنصيص عليه.

٢ ـ تظافر الأخبار بولادته.

٣ ـ تواتر النقل على رؤيته.

نبيّنها فيما يلي من نقاط الاستدلال :

١٥

النقطة الاستدلاليّة الأولى

التنصيص على الإمام المهدي عليه‌السلام

إن الإمام المهدي عليه‌السلام نصّ عليه وبشّر به اللّه تبارك وتعالى في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وعلى لسان نبيّه الكريم الذي هو الصادق المصدّق ، وفي بيان عترته الطاهرين الذين هم اهل بيت العصمة سلام اللّه عليهم أجمعين؛ بل بشّرت به الكتب السماويّة السابقة قبل هذا الدين ، مما يوجب القطع واليقين به ، وعدم بقاء ادنى شكٍّ فيه.

أمّا القرآن الكريم

ففيه آيات كثيرة مفسّرة ومأوّلة بالإمام المهدي عليه‌السلام ، وهي مجموعة ١٢٠ آية ذكرت مع أحاديث تفسيرها في كتاب «المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة» منها ١٠٦ آية مرويّ تفسيرها من طريق الريقين ، ذُكرت مع أحاديث تفسير العامة فيها في كتاب «المهدي في القرآن».

ونحن نتبرك من تلك الآيات الباهرات بخمسٍ مباركات ، تبشّر بكلّ وضوح بالامام المنتظر عليه‌السلام ، وهي :

١ ـ قوله تعالى : (ونُريدُ أن نَمُنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعلَهُم أئمّة ونجعلَهُم الوارثين * ونمكّنَ لهم في الأرضِ ونُرِيَ فرعَونَ وهامانَ

١٦

وجنودَهما منهُم ما كانوا يحذَرُون) (١).

فان المستضعفين في الأرض في هذه الآية الشريفة مفسرة بآل محمّد سلام اللّه عليهم وجارية فيهم.

فتبشر الآية بأن اللّه تعالى يُعزّهم ويمكّن لهم ويُذلَّ أعدائهم بالامام المهدي عليه‌السلام ، كما تلاحظة في أحاديث تفسير الفريقين.

١. في كتاب الغيبة باسناده الى أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله تعالى : (ونُريد أن نمنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلَهُم أئمة ونجعلَهُم الوارثين) ، قال :

«هم آل محمد ، يبعث اللّه مهديّهم بعد جهدهم فيُعزّهم ويُذلّ عدوّهم».

ثم قال شيخ الطائفة : والأخبار في هذا المعني أكثر من أن تُحصى (٢).

٢. في معاني الأخبار بسنده الى الامام الصادق عليه‌السلام :

«ان رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نظر الى عليّ والحسن والحسين عليهم‌السلام فبكى وقال : أنتم المستضعفون بعدي.

قال المفضل : فقلت له : ما معنى ذلك يا ابن رسول اللّه؟

قال : معناه أنكم الأئمّة بعدي ، إن اللّه عزّ وجلّ يقول : (نُريدُ أن نمنَّ على الذين استُضعفوا في الأرضِ ونجعلَهُم أئمة ونجعلَهُم الوارثين). فهذه الآية جارية فينا الى يوم القيامة» (٣).

__________________

(١) سورة القصص : الآية ٥ ، ٦.

(٢) الغيبة : ص ١١٣.

(٣) معاني الأخبار : ص ٧٩ ح ١.

وجاء هذا الحديث أيضاً باسانيد عديدة في كتب العامة ، مثل شواهد التنزيل (للحاكم الحسكاني) : ج ١ ص ٤٣٠ ، وحكى مصادرها عنهم في احقاق الحق : ج ١٤ ص ٦٢٣.

١٧

٣. في تفسير البرهان في حديث الطبري ، بسنده الى سلمان ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : قال لي رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«ان اللّه تبارك وتعالى لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً الا جعل له اثني عشر نقيباً.

فقلت : يا رسول اللّه ، لقد عرفتُ هذا من أهل الكتابين.

فقال : يا سلمان ، هل علمت مَن نقبائي ، ومَن الاثنى عشر الذين اختارهم اللّه للإمامة من بعدي؟.

فقلت : اللّه ورسوله اعلم.

فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقني اللّه من صفوة نوره ودعاني فاطعته ، وخلق من نوري علياً ودعاه فاطاعه ، وخلق من نور علي عليه‌السلام فاطمة عليها‌السلام فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن عليه‌السلام فدعاه فاطاعه ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين عليه‌السلام فدعاه فاطاعه.

ثم سمانا اللّه بخمسة اسماء من اسمائه فاللّه المحمود وانا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واللّه الاعلى فهذا علي عليه‌السلام ، واللّه الفاطر فهذه فاطمة عليها‌السلام ، واللّه الاحسان وهذا الحسن عليه‌السلام ، واللّه المحسن وهذا الحسين عليه‌السلام.

ثم خلق منا ومن نور الحسين عليه‌السلام تسعة أئمة فدعاهم فاطاعوه ، قبل ان يخلق اللّه سماء مبنية ولا ارضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً دوننا ، وكنّا نوراً نسبح اللّه ونسمع له ونطيع.

قال سلمان : فقلت : يا رسول اللّه بابي انت وامي ، فما لمن عرف هؤلاء؟

فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليّهم وتبرأ من عدوّهم ، فهو واللّه منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن.

فقلت : يا رسول اللّه ، فهل يكون ايمان بهم بغير اسمائهم وانسابهم ، فاني قد عرفت الى الحسين عليه‌السلام؟

١٨

قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيّين والمرسلين عليهم‌السلام ، ثم جعفر بن محمد عليه‌السلام لسان اللّه الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه عليه‌السلام صبراً في اللّه عزّ وجلّ ، ثم علي بن موسى الرضا لأمر اللّه عليه‌السلام ، ثم محمد بن علي المختار من خلق اللّه عليه‌السلام ، ثم علي بن محمد الهادي الى اللّه عليه‌السلام ، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين لسرّ اللّه عليه‌السلام ، ثم محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق اللّه عليه‌السلام.

ثم قال : يا سلمان ، انك مدركه ومن كان مثلك ومن توالاه بحقيقة المعرفة.

قال سلمان : فشكرت اللّه كثيراً ، ثمّ قلت : يا رسول اللّه ، وانى مؤجّل الى عهده؟

قال : يا سلمان ، اقرا : (فاذا جاء وعدُ اُوليُهما بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلالَ الديارِ وكان وعداً مفعولاً * ثمَّ رددنا لكم الكرّةَ عليهم وامددناكُم باموال وبنينَ وجعلناكُم اكثرَ نفيراً).

قال سلمان : فاشتد بكائي وشوقي ، ثمّ قلت : يا رسول اللّه ، بعهد منك؟

فقال : اي واللّه الذي ارسل محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة عليهم‌السلام ، وكل من هو منا ومضام فينا. اي واللّه يا سلمان ، وليحضرنّ ابليس وجنوده وكل من محّض الايمان محضاً ومحض الكفر محضاً ، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار والاثوار ولا يظلم ربك احداً ، وتُحقَّقَ تاويل هذه الآية : (ونُريدُ أن نمنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعلَهم أئمّة ونجعلَهُم الوارثين * ونمكّنَ لهم في الأرضِ ونُرِيَ فرعَونَ وهامانَ وجنودَهما منهُم ما كانوا يحذَرُون).

قال سلمان : فقمت بين يدي رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما يبالي سلمان متى لقى

١٩

الموت أو الموت لقيه» (١).

٤. في نهج البلاغة قال عليه‌السلام :

«لَتَعطِفَنَّ الدُّنيا علينا بعدَ شَماسِها عَطفَ الضَّروسِ على وَلَدِها ، وتلا عقيب ذلك : (ونُريدُ أن نمنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعلَهم أئمّة ونجعلَهُم الوارثين)» (٢).

قال الشيباني ـ من العامة ـ في كشف البيان : «رُوي في اخبارنا عن ابي جعفر وابي عبداللّه عليهما‌السلام ، أن هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقاً وغرباً فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً.

روى عن الباقر والصادق عليهما‌السلام أن فرعون وهامان هنا شخصان من جبابرة قريش ، يحييهما اللّه تعالى عند قيام القائم من آل محمد عليه‌السلام في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا» (٣).

وجاء في شرح النهج للمعتزلي بعد الكلام العلوي الشريف المتقدم قوله :  «واصحابنا يقولون إنه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك» (٤).

وفي مجمع البيان : «وقد صحت (هذه) الرواية عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال :

«والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها وتلا عقيب ذلك : (ونُريدُ أن نمنَّ على الذينَ استُضعِفُوا

__________________

(١) تفسير البرهان : ج ٢ ص ٧٨٧.

(٢) نهج البلاغة. رقم الحكمة ٢٠٩.

(٣) حكاه عن كشف البيان في : تفسير البرهان : ح ٢ ص ٧٨٧.

(٤) شرح النهج : ج ١٩ ص ٢٩.

٢٠