مرآة العقول

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

مرآة العقول

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: مروي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٧

البليغ ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي ويكشف الله عز وجل عن

______________________________________________________

« ودعتكم » على صيغة المتكلم من باب التفعيل ، « وداع » بالفتح اسم من قولهم ودعته توديعا ، وأما الوداع بالكسر فهو الاسم من قولك وادعته موادعة أي صالحته ، وهو منصوب بالمصدرية ، وفي أكثر نسخ النهج : وداعيكم وداع ، بإضافة وداعي إلى ضمير المفعول ، أي وداعي إياكم وتجوز في مثله الفصل والوصل ، و « وداع » مرفوع بالخبرية ، ورصدته : إذا قعدت له على طريقه تترقبه وأرصدت له العقوبة إذا أعددتها له وحقيقتها جعلتها على طريقه كالمترقبة له ، و « مرصد » في بعض نسخ النهج على صيغة اسم المفعول فالفاعل هو الله تعالى أو نفسه عليه‌السلام كأنه أعد نفسه بالتوطين للتلافي ، وفي بعضها على صيغة اسم الفاعل ، فالمفعول نفسه صلى‌الله‌عليه‌وآله أو ما ينبغي إعداده وتهيئة ، ويوم التلاقي يوم القيامة ويحتمل شموله للرجعة أيضا.

« غدا » أي زمان مفارقتي إياكم وهو ظرف للأفعال الآتية أي بعد أن أفارقكم ويتولى بنو أمية وغيرهم أمركم « ترون » وتعرفون فضل أيام خلافتي وإني كنت على الحق ويكشف الله لكم أني ما أردت في حروبي وسائر ما أمرتكم به إلا وجه الله عز وجل ، وتعرفون عدلي وقدري بعد قيام غيري مقامي بالأمارة.

قيل : والسر فيه أن الكمل إنما يعرف قدرهم بعد فقدهم إذ مع شهودهم لا يخلو من يعرفهم عن حسد منه لهم ، فكمال قدرهم مخبوء عن عين بصيرته لغشاوة حسده التي عليها « ويكشف الله عن سرائري » لأن بالموت ينكشف بعض ما يستره الإنسان عن الناس من حسناته المتعدية إليهم.

أقول : ويحتمل أن يكون المراد بقوله : غدا أيام الرجعة ويوم القيامة فإن فيهما تظهر شوكتهم ورفعتهم ونفاذ حكمهم في عالم الملك والملكوت ، فهو عليه‌السلام في الرجعة ولي انتقام العصاة والكفار ، وتمكين المتقين والأخيار في الأصقاع والأقطار وفي القيامة ولي الحساب وقسيم الجنة والنار وغير ذلك مما يظهر من درجاتهم ومراتبهم السنية فيهما ، فالمراد بخلو مكانه خلو قبره عن جسده في الرجعة ، أو نزوله عن منبر

٣٠١

سرائري وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي إن أبق فأنا ولي دمي

______________________________________________________

الوسيلة وقيامه على شفير جهنم يقول للنار : خذي هذا واتركي هذا في القيامة.

وفي أكثر نسخ الكتاب : وقيامي غير مقامي ، وهو أنسب بالأخير ، وعلى الأول يحتاج إلى تكلف شديد ، كان يكون المراد قيامه عند الله تعالى في السماوات وتحت العرش وفي الجنان في الغرفات وفي دار السلام كما دلت عليه الروايات ، وفي نسخ النهج وفي بعض نسخ الكتاب : وقيامي غير مقامي ، فهو بالأول أنسب ، ويحتاج في الأخير إلى تكلف تام بأن يكون المراد بالغير القائم عليه‌السلام ، فإنه إمام الزمان في الرجعة وقيام الرسول مقامه للمخاصمة في القيامة.

ويخطر بالبال أيضا أنه يمكن الجمع بين المعنيين فيكون أسد وأفيد بأن يكون : ترون أيامي ، ويكشف الله عن سرائري ، في الرجعة والقيامة لاتصاله بقوله « وداع مرصد للتلاقي » وقوله عليه‌السلام : وتعرفوني ، كلاما آخر إشارة إلى ظهور قدره في الدنيا كما مر في المعنى الأول ، هذا أظهر الوجوه لا سيما على النسخة الأخيرة.

« إن أبق فأنا ولي دمي » صدق الشرطية لا يستلزم وقوع المقدم وقد مر الكلام فيه فلا ينافي ما مر من قوله : وغدا مفارقكم « فالفناء ميعادي » كما قال جل شأنه : « كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ » (١) وقال : « كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ » (٢) وفي بعض النسخ : العفو لي قربة ولكم حسنة ، فيحتمل أن يكون استحلالا من القوم كما هو الشائع عند الموادعة ، أي عفوكم عني سبب مزيد قربي وحسناتكم ، أو عفوي لكم قربة وعفوكم عني حسنة لكم ، فيكون طلب العفو على سبيل التواضع من غير أن يكون منه إليهم جناية ، وفي أكثر النسخ وإن أعف فالعفو لي قربة ، أي إن أعف عن قاتلي ، فقوله : ولكم حسنة أي عفوي لكم حسنة لصعوبة ذلك عليكم حيث تريدون التشفي منه وتصبرون على عفوي بعد القدرة على الانتقام ، أو عفوكم عمن فعل مثل ذلك لكم حسنة لا عفوكم من قاتلي ، فإنه لا يجوز وإن احتمل أن يكون قال ذلك على

__________________

(١) سورة الرحمن : ٢٧.

(٢) سورة القصص : ٨٨.

٣٠٢

وإن أفن فالفناء ميعادي وإن أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة « فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا » ... « أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ » فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إلى شقوة جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة أو تحل به بعد الموت نقمة فإنما نحن له وبه ثم أقبل على الحسن عليه‌السلام فقال يا بني ضربة مكان ضربة ولا تأثم.

______________________________________________________

وجه المصلحة.

« فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا » أي عني على الوجه الأول أو عن غير قاتلي ممن له شركة في ذلك كما مر في رواية النهج : لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين ، أو عن جرائم إخوانكم وزلاتهم وظلمهم عليكم ، أو إذا جني عليكم بمثل هذه الجناية ، لئلا يناقض قوله عليه‌السلام : ضربة مكان ضربة ، مع أنه يحتمل أن يكون معناه إن لم تعفو فضربة ، لكن الأمر بالعفو عن مثل هذا الملعون بعيد.

« فيا لها حسرة » النداء للتعجب والمنادي محذوف وضمير لها مبهم ، وحسرة تميز للضمير المبهم ، نحو ربه رجلا ، وأن يكون خبر مبتدإ محذوف والتقدير لأن يكون ، أي يا قوم أدعوكم لأمر تتعجبون منه وهي الحسرة على ذي غفلة ، وهي كون العمر عليه حجة لتضييعه فيما لا يعنيه ، والشقوة بالكسر سوء العاقبة.

« ممن لا يقصر به » الباء للتعدية و « رغبة » فاعل لم يقصر ، وضمير « به » راجع إلى الموصول أي لا تجعله رغبة من رغبات النفس وشهوة من شهواتها قاصرا عن طاعة الله ، هذا هو الظاهر ، وقيل : رغبة تميز عن النسبة وضمير به راجع إلى الله أي ممن لا يقصر بتوفيق الله عن طاعة الله لأجل الرغبة عنها وهو بعيد ، وقد يتوهم تعلق عن طاعة الله بالرعية وهو أبعد « أو تحل » عطف على « يقصر » فينسحب عليه النفي ، والنقمة العقوبة والعذاب.

« فإنما نحن له وبه » أي لله ومملوكه ، ولا نفعل شيئا إلا بعونه أو الضمير للموت أي خلقنا للموت ونحن متلبسون به.

٣٠٣

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم العقيلي يرفعه قال قال لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين عليه‌السلام قال للحسن يا بني إذا أنا مت فاقتل ابن ملجم واحفر له في الكناسة ووصف العقيلي الموضع على باب طاق المحامل موضع الشواء والرؤاس ثم ارم به فيه فإنه واد من أودية جهنم.

باب

الإشارة والنص على الحسين بن علي عليهما‌السلام

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح قال الكليني وعدة من أصحابنا ، عن ابن زياد ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول لما حضر الحسن بن علي عليه‌السلام الوفاة قال للحسين عليه‌السلام يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها إذا أنا مت فهيئني ثم

______________________________________________________

الحديث السابع مرفوع ، والكناسة بالضم موضع بالكوفة وكذا طاق المحامل سوق أو محلة بها ، و « وصف » كلام علي بن الحسين والشواء بضم الشين وتشديد الواو جمع الشاوي وهم الذين يشوون اللحم ، وكذا الرؤاس بضم الراء وتشديد الهمزة جمع الرأس وهم الذين يطبخون الرؤوس أو يبيعونها ، ويحتمل فتح الشين والراء فيهما أي بياع الشواء والرؤوس وقد يقرأ الرواس بالواو ، ورده الجوهري حيث قال : يقال لبائع الرؤوس رءاس ، والعامة تقول : رواس « فإنه واد » لعله إنما صار من أودية جهنم لكونه مدفنا لذلك الخبيث عليه لعنة الله أبد الآبدين.

باب الإشارة والنص على الحسين بن علي صلوات الله عليهما

الحديث الأول : ضعيف.

« وقال الكليني » كلام تلامذته وهو في هذا الموضع غريب ، ولعل بكرا أيضا روي عن ابن الجهم أو عن ابن سليمان واحتمال إرسال الأول كما قيل بعيد ، وابن زياد هو سهل.

٣٠٤

وجهني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي عليها‌السلام ثم ردني فادفني بالبقيع واعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والناس صنيعها وعداوتها لله ولرسوله وعداوتها لنا أهل البيت فلما قبض الحسن عليه‌السلام ووضع على السرير ثم انطلقوا به إلى مصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى عليه الحسين عليه‌السلام وحمل وأدخل إلى المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذهب ذو العوينين (١) إلى عائشة فقال لها إنهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فقالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه فقال لها

______________________________________________________

« ثم ردني » يدل على أن فاطمة عليها‌السلام ليست مدفونة بالبقيع ، ويمكن أن يستدل به على شرعية ما هو الشائع في هذه الأعصار في الروضات المقدسات من تزوير الأموات « ما يعلم الله والناس صنيعها » أي به ، أو ما يعلمه الله ، فصنيعها خبر مبتدإ محذوف ، والمراد بالصنيع الفعل القبيح ، في القاموس : صنع به صنيعا قبيحا فعله ، انتهى.

وفي بعض النسخ صنعها بهذا المعنى وفي بعضها « بغضها ».

« ثم انطلقوا » قرأ بعض الأفاضل ثم إشارة للمكان ، أي في بيته فقوله : انطلقوا جزاء « لما » ويحتمل أن يكون بالضم ويكون قوله فصلى جواب لما أدخل الفاء عليه للفاصلة ، وظاهره كون مصلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خارجا من المسجد ، ويمكن حمله على المسجد الذي كان في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أو ما هو الآن مسقف ويصلي الناس فيه ، وهما متقاربان وذو العوينتين الجاسوس ، قال الجوهري : ذو العينتين الجاسوس ، ولا تقل ذو العوينتين ، وفي القاموس : وذو العينين الجاسوس ، انتهى.

وهذا الخبر يدل على أنه سيجيء بالواو أيضا ويمكن أن يكون عليه‌السلام تكلم باللغة الشائعة بينهم ، ويظهر من بعض الأخبار أنه كان مروان بن الحكم لعنه الله.

__________________

(١) الظاهر « ذو العوينين » كما في الشرح.

٣٠٥

الحسين عليه‌السلام قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأدخلت عليه بيته من لا يحب قربه وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة.

٢ ـ محمد بن الحسن وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن بعض أصحابنا ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لما حضرت الحسن بن علي عليه‌السلام الوفاة قال يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد عليهم‌السلام فقال الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم به مني قال ادع لي محمد بن علي فأتيته فلما دخلت عليه قال هل حدث إلا خير قلت أجب أبا محمد فعجل على شسع نعله فلم يسوه وخرج معي يعدو فلما قام بين يديه سلم

______________________________________________________

قوله : قديما ، ظرف « هتكت » وهتكت الحجاب لإدخال أبي بكر وأبه بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغير إذنه.

ثم اعلم أن ذكر الخبر في باب النص من جهتين « الأولى » اشتماله على الوصية وقد مر في الأخبار أنها من علامات الإمام « والثانية » أنه عليه‌السلام صلى على أخيه وهي أيضا من علامات الإمامة كما سيأتي ، ولذا ذكره المصنف في هذا الباب ، ثم أن الخبر يدل على مرجوحية ركوب الفروج على السروج.

الحديث الثاني : ضعيف.

قوله : الله ورسوله وابن رسوله أعلم به مني ، أي لا تحتاج إلى أن أذهب وأرى أنت تعلم ذلك بعلومك الربانية ، ويحتمل أن يكون المراد بالنظر النظر الباطني لأنه كان من أصحاب الأسرار ، ولذا قال : أنت أعلم ، أي أنت أحرى بهذا النحو من العلم ومنكم أخذت ما عندي ، ويحتمل أن يكون أراد بقوله : مؤمنا ، ملك الموت ، فإنه كان يقف ويستأذن ، ويمكن أن يكون أتاه الملك بصورة بشر فسأل قنبرا ليعلم أنه يراه أم لا ، أو ليعلم أنه ملك الموت أم لا ، فجوابه أراد به أني لا أرى أحدا وأنت أعلم بما تقول ، وترى ما لا أرى ، وهذا مع بعده أشد انطباقا على ما بعده ، وعلى الأول السؤال كان ليبعثه لطلب محمد بن علي أي أخيه ابن الحنفية ، فلما لم يكن غيره بعثه « فعجل على شسع نعله » وفي بعض النسخ عن شسع أي صار تعجيله مانعا عن عقد شسع نعله ،

٣٠٦

فقال له الحسن بن علي عليه‌السلام اجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيا به الأموات ويموت به الأحياء كونوا أوعية العلم ومصابيح الهدى فإن ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض.

______________________________________________________

بل لم يعقده ، وعدا معي.

قوله عليه‌السلام « كلام » أي الوصية والنص على الخليفة « يحيي به الأموات » أي سبب لحياة الأموات بالجهل والضلالة بحياة العلم والإيمان إن قبلوا « ويموت به الأحياء » بالحياة الظاهرة أو بالحياة المعنوية أيضا إن لم يقبلوه ، وموتهم بكفرهم وجهلهم وضلالتهم ، فإن من لا ينتفع به غيره بل يضل غيره فهو في قوة الأموات بل أخس منهم ، أو المعنى أنه كلام يصير الإقرار به سببا للحياة الأبدي ، فالأموات أيضا أحياء به كما قال تعالى : « وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ » (١) وروى : المؤمن حي في الدارين « ويموت به الأحياء » أي بإنكاره يصير الأحياء بمنزلة الأموات ، وقيل : يحيي به الأموات أي أموات الجهل ويموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة أخروية في دار الدنيا.

« كونوا أوعية العلم » بالإقرار والتعلم منه « ومصابيح الهدى » بهداية غيركم فالأمر لغير الإمام ، ويحتمل شموله له بضبط العلم ومنعه عن غير أهله ، وهداية من يستحقه أو هو تحريص على استماع الوصية وقبولها ونشرها.

« فإن ضوء النهار ... اه » هذا رفع ودفع لما استقر في نفوس الجهلة من أن المتشعبين عن أصل واحد في الفضل سواء ، ولذا يستنكف بعض الأخوة عن متابعة بعضهم وكان الكفار يقولون للأنبياء إنما أنتم بشر مثلنا ، فأزال تلك الشبهة بالتشبيه بضوء النهار في ساعاته المختلفة ، فإن كله من الشمس لكن بعضه أضوء من بعض ، كأول الفجر ووقت طلوع الشمس ووقت الزوال وهكذا ، فباختلاف الاستعدادات والقابليات تختلف إفاضة الأنوار على المواد ، ولا مدخلية للانشعاب من أصل واحد ،

__________________

(١) سورة آل عمران : ١٦٩.

٣٠٧

أما علمت أن الله جعل ولد إبراهيم عليه‌السلام أئمة وفضل بعضهم على بعض وآتى « داوُدَ زَبُوراً » وقد علمت بما استأثر به محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يا محمد بن علي إني أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين فقال الله عز وجل : « كُفَّاراً حَسَداً

______________________________________________________

كذا خطر بالبال وقيل : أي لا تستنكفوا من التعلم وإن كنتم علماء ، فإن فوق كل ذي علم عليم.

وقيل : هذا بيان لما سبق بتشبيه المصدق للإمام بالظل في النهار ، والإمام بالضحى فإن كليهما ضوء والأول مستضيء بالثاني ، وخارج من الظلمات إلى النور ، والثاني أضوء من الأول.

« أما علمت » تمثيل لما ذكر سابقا وتقرير له ، وتنبيه على أنه كما كان بين أولاد الخليل عليه‌السلام تفاوت في العلم والفضل حتى صار الأفضل مستحقا للخلافة ، وكان بين المستحقين لها أيضا تفاوت في الفضل ، فكذا بين أولاد سيد الأوصياء أيضا تفاوت فيه حتى صار بعضهم مستحقا للإمامة دون بعض.

وقوله : جعل ولد إبراهيم أئمة ، إشارة إلى قوله تعالى : « وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ ، وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا » (١) وقوله : وفضل « إلخ » إشارة إلى قوله سبحانه : « وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً » (٢).

« وقد علمت بما استأثر الله به (٣) » الباء لتقوية التعدية وليس « به » في إعلام الورى وهو أظهر ، والاستئثار التفضيل يعني قد علمت أن الله فضل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على جميع خلقه بوفور علمه وعمله ومكارم أخلاقه ، لا بنسبة وحسبه وأنت تعلم أن الحسين عليه‌السلام أفضل منك بهذه الجهات « إني أخاف » في إعلام الورى إني لا أخاف وهو أظهر وأنسب بحال المخاطب بل المخاطب أيضا « كُفَّاراً حَسَداً » فالآية هكذا : « وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ

__________________

(١) سورة الأنبياء : ٧٣.

(٢) سورة الإسراء : ٥٥.

(٣) وفي المتن « استأثر » به

٣٠٨

مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ » (١) ولم يجعل الله عز وجل للشيطان عليك سلطانا يا محمد بن علي ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك قال بلى قال سمعت أباك عليه‌السلام يقول يوم البصرة من أحب أن يبرني في الدنيا والآخرة فليبر محمدا ولدي يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي عليه‌السلام بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي إمام من بعدي وعند الله جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

______________________________________________________

لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً » لو يردونكم مفعول ود ، ولو بمعنى أن المصدرية أي أن يردوكم « كُفَّاراً » حال عن ضمير المخاطبين « حَسَداً » مفعول له لود « مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ » صفة لقوله : حسدا ، أي حسدا منبعثا من عند أنفسهم ، أو متعلق بود « مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ » بالمعجزات والنعوت المذكورة في كتبهم.

« ولم يجعل الله » جملة دعائية إنشائية أو خبرية ، والغرض قطع عذره أي ليس للشيطان عليك سلطان واستيلاء يجبرك على إنكار الحق ، فإن أنكرت فمن نفسك ، ولا ينافي ذلك قوله سبحانه : « إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ » (٢) لأن ذلك بجعل أنفسهم لا بجعل الله ، أو السلطان في الآية بمعنى لا يتحقق معه الجبر ، أو المعنى أنك من عباد الله الصالحين ، وقد قال الله تعالى : « إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ » (٣).

« فليبر محمدا » أي يحسن إليه ويكرمه ولا يدل على الطاعة حتى يتكلف بأن المراد الطاعة في هذا اليوم حيث أعطاه الراية وبعث معه جماعة من عسكره فكان عليهم أن يطيعوه.

« وعند الله جل اسمه » لعله عطف على قوله : من بعدي ، أي وإمام عند الله في الكتاب أي في اللوح أو في القرآن أو في الوصية المنزلة من السماء كما مر ، والعطف في قوله : ومفارقة روحي ، للتفسير وقوله : من بعدي تأكيد وتصريح باتصال الإمامة

__________________

(١) سورة البقرة : ١٠٩.

(٢) سورة النحل : ١٠٠.

(٣) سورة الحجر : ٤٢.

٣٠٩

أضافها الله عز وجل له في وراثة أبيه وأمه فعلم الله أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله واختار محمد عليا عليه‌السلام واختارني علي عليه‌السلام بالإمامة واخترت أنا الحسين عليه‌السلام فقال له محمد بن علي أنت إمام وأنت وسيلتي إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه

______________________________________________________

بالوفاة ، وفيه تذكير لما سمعه من أبيه عليه‌السلام حين أحضره وسائر إخوته عند الوصية إلى الحسنين عليهما‌السلام ، وأشهدهم على ذلك وقد روي أنه نظر بعد الوصية إلى محمد بن الحنفية وقال له : هل حفظت ما أوصيت به إخوتك؟ قال : نعم ، قال : فإني أوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك.

وضمير « أضافها » للوراثة و « في » بمعنى إلى ، والحاصل أنه إمام مثبت إمامته في الكتاب ، وقد ذكر الله تعالى وراثته مع وراثة أبيه وأمه كما سبق في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويحتمل أن تكون « في » للسببية أي أضاف الله تعالى الوراثة له بسبب وراثة أمه وأبيه وبتوسطهما أو بمعنى « مع » أي وراثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أضيفت إلى وراثة أبيه وأمه ، إشارة إلى حضوره عند وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوصية إليه على الخصوص ، وفي إعلام الورى وعند الله في الكتاب الماضي وراثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصابها في وراثة أبيه وأمه.

« علم الله أنكم خيرة خلقه ... اه » والخيرة بالكسر وكعنبة المختار والاختيار للإمامة بأمر الله سبحانه.

« هذا الكلام » أي الكلام الدال على وفاتك أو المشعر بحسدي « ألا » بفتح الهمزة حرف استفتاح « وإن في رأسي كلاما » النسبة إلى الرأس إما إشارة إلى أنه حصل بالسماع أو إلى أن القوة الحافظة في الدماغ أو لأن الإبداء باللسان وتنوين « كلاما » للتعظيم وهو عبارة عما يدل على فضل الحسنين عليهما‌السلام ومناقبهما ، وشبهه بالماء لكثرته وغزارته ، وكونه سببا لحياة الأرواح كما أن الماء سبب لحياة الأبدان ، ونسبة النزف تخييلية ، والنزف : النزح ، تقول : نزفت ماء البئر نزفا إذا نزحت كله ، فهو كناية عن كثرته.

٣١٠

الدلاء ولا تغيره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمنم أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت به الرسل وإنه لكلام يكل به لسان

______________________________________________________

« ولا تغيره نغمة الرياح » كناية عن ثباته أو عذوبته ترشيحا للتشبيه السابق ، والنغمة : الصوت الخفي ، عبر بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحق ، كما قال تعالى : « يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ » (١) والمقصود أنه على كلام يقيني لا يتطرق إليه الشبه والشكوك « كالكتاب المعجم » اسم مفعول من باب الأفعال أي المختوم ، كناية عن أنه من الأسرار ، في القاموس : باب معجم كمكرم مقفل ، أو من قولهم : أعجمت الكتاب فهو معجم أي أزلت عجمته وهي عدم الإفصاح ، والتعجيم أيضا بهذا المعنى ، أي كالكتاب الذي أزيلت عجمته وعدم إفصاحه بالنقط والإعراب ، بحيث يكون المقصود منه واضحا عكس المعنى الأول ، أو من قولهم أعجمه إذا لم يفصحه لا لقصور فيه بل للطف معانيه وقصور أكثر العقول عن إدراكه فيرجع إلى الأول ، والرق بالفتح ويكسر : جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء ، ويقال : نمنمه أي زخرفه ورقشة ، والنبت المنمنم : الملتف المجتمع ، أي الرق المزين بولاء الأئمة وسائر المعارف ، أو المشتمل على العلوم الجمة ، وفي بعض النسخ المنهم بالهاء إما بفتح النون وتشديد الهاء المفتوحة من النهمة أي بلوغ الهمة في الشيء كناية عن كونه ممتلئا بحيث لم يبق شيء غير مكتوب ، أو سكون النون وفتح الهاء وتشديد الميم من قولهم إنهم البرد والشحم أي ذابا كناية عن إغلاقه وبعده عن الأفهام كأنه قد ذاب ومحي ، فلا يمكن قراءته إلا بعسر.

« أهم بأدائه » الضمير للكلام « بأدائه » بالفتح والتخفيف ، أي بأداء حقوق هذا الكلام ، قال الجوهري : أدى دينه تأدية أي قضاه ، والاسم الأداء ، وفي بعض النسخ بإبدائه أي إظهاره « فأجدني » من أفعال القلوب ، ومن خواصها جواز كون فاعلها ومفعولها واحدا « سبقت » على بناء المجهول « سبق » على صيغة الماضي والجملة استئنافية و « الكتاب المنزل » القرآن.

__________________

(١) سورة الصفّ : ٨.

٣١١

الناطق ويد الكاتب حتى لا يجد قلما ويؤتوا بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك وكذلك يجزي الله المحسنين و « لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ » الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلما وأقربنا

______________________________________________________

وما خلت (١) أي مضت به الرسل سائر الكتب أو المراد بالكتاب الجنس ليشملها وما خلت به الرسل ما ذكره الأنبياء عليهم‌السلام ويمكن أن يقرأ « سبق » بصيغة المصدر مضافا إلى الكتاب ليكون مفعولا مطلقا للتشبيه ، والحاصل أني كلما أقصد أن أذكر شيئا مما في رأسي من فضائلك أو فضائلك ومناقب أخيك أجده مذكورا في كتاب الله وكتب الأنبياء وقيل : أي سبقني إليه أنت وأخوك لذكره في كتاب الله وكتب الأنبياء عليهم‌السلام و « أنه » أي ما في رأسي « حتى لا يجد » أي الكاتب « قلما ».

ويؤتى (٢) « على بناء المجهول والضمير للكاتب أيضا أو للذي يكتب له الكتاب ليقرأه وهو معطوف على لا يجد ، والحمم بضم الحاء وفتح الميم : جمع الحمة أي الفحمة يشبه بها الشيء الكثير السواد ، وضمير » يبلغ « للكاتب » ويحتمل القرطاس والأول أظهر.

والحاصل أنه كلام من كثرته يكل به يد الكاتب لكثرة الحركة حتى تفنى الأقلام فلا توجد لصرف كلها في الكتابة ، وحتى يؤتي أي الكاتب أو من يؤتي من جانب الكتاب بالقراطيس كلها مسودة مملوءة بفضائلك ، فلا يبلغ الكاتب الدرجة التي تستحقها من الفضائل والمناقب ، بل المكتوب قليل من كثير كما قال تعالى : « قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي » (٣) الآية وقد ورد أنهم كلمات الله.

« أعلمنا علما » قوله علما تميز للنسبة على المبالغة والتأكيد ، والحلم العقل أو الرزانة وعدم السرعة أي الطيش « قبل أن يخلق » أي بدنه الشريف كما روي أن أرواحهم المقدسة قبل تعلقها بأبدانهم المطهرة كانت عالمة بالعلوم اللدنية معلمة للملائكة ، وقيل : المعنى أنه كان في علم الله أنه يكون فقيها ولا يخفى بعده.

__________________

(١) سورة وفي المتن « ما جائت ».

(٢) وفي المتن « ويؤتوا » بصيغة الجمع.

(٣) سورة الكهف : ١٠٩.

٣١٢

من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رحما كان فقيها قبل أن يخلق وقرأ الوحي قبل أن ينطق ولو علم الله في أحد خيرا ما اصطفى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما اختار الله محمدا واختار محمد عليا واختارك علي إماما واخترت الحسين سلمنا ورضينا من هو بغيره يرضى ومن غيره كنا نسلم به من مشكلات أمرنا.

٣ ـ وبهذا الإسناد ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول لما احتضر الحسن بن علي عليه‌السلام قال للحسين يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها‌السلام ثم ردني فادفني بالبقيع واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعداوتها لنا أهل البيت فلما قبض الحسن عليه‌السلام ووضع على سريره فانطلقوا به إلى مصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى

______________________________________________________

« قبل أن ينطق » أي بين الناس كما ورد أنه أبطأ عن الكلام أو مطلقا إشارة إلى علمه في عالم الأرواح وفي الرحم ، كالفقرة السابقة « من بغيره يرضى » الاستفهام للإنكار والظرف متعلق بما بعده ، وضمير يرضى راجع إلى من ، وفي بعض النسخ بالنون وهو لا يستقيم إلا بتقدير الباء في أول الكلام ، أي بمن بغيره ترضى ، وفي بعض النسخ من بعزة ترضى أي هو من بعزة وغلبته ترضى ، أو الموصول مفعول رضينا « ومن كنا نسلم به » هذا أيضا إما استفهام إنكار بتقدير غيره ، ونسلم إما بالتشديد فكلمة من تعليلية أو بالتخفيف أي نصير به سالما من الابتلاء بالمشكلات ، وعلى الاحتمال الأخير في الفقرة السابقة معطوف على الخبر أو على مفعول رضينا ويؤيد الأخير فيهما أن في إعلام الورى هكذا : رضينا بمن هو الرضا وبمن نسلم به من المشكلات.

الحديث الثالث : ضعيف.

« لما احتضر » على بناء المجهول أي أحضره الموت والحميراء تصغير الحمراء لقب عائشة « فصلي » على بناء المجهول ويحتمل المعلوم فالمرفوع راجع إلى الحسين

٣١٣

على الحسن عليه‌السلام فلما أن صلى عليه حمل فأدخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بلغ عائشة الخبر وقيل لها إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فوقفت وقالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله حجابه فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليحدث به عهدا واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول

______________________________________________________

عليه‌السلام ، وكذا قوله : فلما أن صلى ، يحتمل الوجهين وأن زائدة لتأكيد الاتصال.

« وأعلم بتأويل كتابه » قيل : أفعل ليس هنا للتفضيل بل للتبعيد ، وقيل : المراد أعلم الناس بتأويل كتابه مكرها أن يهتك ، والحاصل أن وفور علمه مانع من ذلك ، وظاهره أنه لم يكن ذلك جائزا بالنسبة إلى الحسن عليه‌السلام أيضا ، ولعله على سبيل المصلحة إلزاما عليها لبيان سوء صنيعها في دفن الملعونين غير المأذونين ، وإشكال إثبات الفرق بين الفعلين ، وإلا فهو عليه‌السلام كان مأذونا في ذلك في حياته وبعد وفاته.

ويؤيده ما رواه الشيخ في مجالسه بأسانيد جمة عن ابن عباس قال : دخل الحسين بن علي عليهما‌السلام على أخيه الحسن بن علي عليه‌السلام في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف تجدك يا أخي؟ قال : أجدني في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، واعلم أنه لا أسبق أجلي وإني وارد على أبي وجدي عليهما‌السلام على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبة وأستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه ، بل على محبة مني للقاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمي فاطمة عليها‌السلام ، وحمزة وجعفر عليهما‌السلام ، وفي الله عز وجل خلف من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، ودرك من كل ما فات ، رأيت يا أخي كبدي في الطشت ، ولقد عرفت من دهاني ومن أين أتيت فما أنت صانع به يا أخي؟ فقال الحسين عليه‌السلام أقتله والله ، قال : فلا

٣١٤

_______________________________________________________

أخبرك به أبدا حتى تلقى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكن أكتب يا أخي : هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن علي ، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك ، ولا ولي له من الذل وأنه خلق كل شيء فقدرة تقديرا ، وأنه أولى من عبد وأحق من حمد ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه غوى ، ومن تاب إليه اهتدى ، فإني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفا ووالدا وأن تدفنني مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإني أحق به وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله فيما أنزله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كتابه : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ » (١) فو الله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه ، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده فإن أبت عليك الامرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده ثم قبض عليه‌السلام.

قال ابن عباس : فدعاني الحسين بن علي عليهما‌السلام وعبد الله بن جعفر وعلي بن عبد الله بن العباس فقال : اغسلوا ابن عمكم فغسلناه وحنطناه وألبسناه أكفانه ثم خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد ، وإن الحسين عليه‌السلام أمر أن يفتح البيت فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان ، وقالوا : يدفن أمير المؤمنين الشهيد ظلما بالبقيع بشر مكان ، ويدفن الحسن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يكون ذلك أبدا حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح (٢) وينفذ النبل ، فقال الحسين عليه‌السلام أم والله الذي حرم مكة ، للحسن بن علي بن فاطمة أحق برسول الله وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ، وهو والله أحق به من حمال الخطايا ،

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٥٣.

(٢) انقصف : انكسر.

٣١٥

الله ستره لأن الله تبارك وتعالى يقول : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ

______________________________________________________

مسير أبي ذر (ره) الفاعل بعمار ما فعل ، وبعبد الله ما صنع ، الحامي الحمى المؤوي لطريد رسول الله ، لكنكم صرتم بعده الأمراء وتابعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء ، قال : فحملناه فأتينا به قبر أمه فاطمة عليها‌السلام فدفناه إلى جنبها رضي‌الله‌عنه وأرضاه.

قال ابن عباس : وكنت أول من انصرف فسمعت اللفظ وخفت أن يعجل الحسين على من قد أقبل ، ورأيت شخصا علمت الشر فيه فأقبلت مبادرا فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل (١) تقدمهم وتأمرهم بالقتال ، فلما رأتني قالت : إلى إلى يا ابن عباس لقد اجترأتم علي في الدنيا ، تؤذونني مرة بعد أخرى ، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب ، فقلت : وا سوءتا! يوم على بغل ويوم على جمل ، تريدين أن تطفئ نور الله وتقاتلي أولياء الله وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه؟ ارجعي فقد كفى الله عز وجل المؤنة ودفن الحسن عليه‌السلام إلى جنب أمه ، فلم يزدد من الله تعالى إلا قربا وما ازددتم منه والله إلا بعدا ، يا سوءتاه انصرفي فقد رأيت ما سرك! قال : فقطبت في وجهي (٢) ونادت بأعلى صوتها : أما نسيتم الجمل يا ابن عباس إنكم لذوو أحقاد ، فقلت : أم والله ما نسيت أهل السماء فكيف ينساه أهل الأرض؟ فانصرفت وهي تقول :

فألقت عصاها واستقر بها النوى

كما قر عينا بالأياب المسافر (٣)

أقول : وقد أوردت أمثاله في كتاب بحار الأنوار فهذه الأخبار تدل على أن في هذه الكلمات مصلحة وتورية بأن يكون المراد بهتك الستر المحاربة التي كانت

__________________

(١) أي بغل شدّ عليه الرحل.

(٢) قطب : زوّى ما بين عينيه وكلح ، والقطب ما يقال بالفارسية « أخم ».

(٣) قال ابن منظور : وألقى المسافر عصاه إذا بلغ موضعه وأقام ، لأنّه إذا بلغ ذلك ألقى عصاه فخيّم أو أقام وترك السفر ، ثمّ قال :

قال معقر بن حمار البارقي يصف امرأة كانت لا تستقرّ على زوج ، كلّما تزوجت رجلا فارقته واستبدلت آخر به ، وقال ابن سيدة : كلّما تزوّجها رجل لم تواته ولم تكشف عن رأسها ولم تلق خمارها ، كان ذلك علامة إبائها وأنّها لا تريد الزوج ثم تزوّجها رجل فرضيت به

٣١٦

إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ » (١) وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الرجال بغير إذنه وقد قال الله عز وجل « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ » (٢) ولعمري

______________________________________________________

تتوقع في ذلك عند ضريحه المقدس وعدم الإذن وعدم الجواز للاشتمال على المفسدة ، ومخالفة التقية التي أمر الرسول بها وأمثال ذلك من التورية والتأويل ، ويدل على عدم جواز دخول بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي دفن فيه لمن لا يعلم الإذن بل غيره من الأئمة المدفونين في بيوتهم إلا أن يقال : إذنهم في الزيارة من قرب بالهيئات المنقولة إذن في الدخول ، مع أنهم عليهم‌السلام رخصوا لشيعتهم في التصرف في أموالهم في حال غيبتهم ، ويدل على أن الآية شاملة لما بعد الوفاة أيضا أو يثبت ذلك بقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حرمة المؤمن ميتا كحرمته حيا كما يومئ عليه‌السلام إليه آخرا.

والمراد بالرجال أبو بكر وعمر والحفارون والذين حملوهما ودفنوهما فيه ، وتسمية عمر فاروقا على التهكم ونسبته إلى أبي بكر للاتحاد الذي كان بينهما في الشقاوة والمعاونة في غصب حقوق أهل بيت العصمة ، وأنه كان وزيره ومشيرة أو لتسمية أبي بكر إياه فاروقا ونسبة الفعل إليهما ، لأن دفنهما كان بوصيتهما ورضاهما والاستدلال لقبح ضرب المعاول بالنهي عن رفع الصوت بالقياس بالطريق الأولى ، أو منصوص العلة ، إذ يظهر من الآية أن العلة في ذلك رعاية الأدب والإكرام والاحترام الذي يجب رعايته له ، فيدل على قبح رفع الصوت عند ضريحه المقدس بغير ضرورة بل رفع الصوت في الزيارة عنده وعند ضرائح الأئمة من أهل بيته بحيث يخرج عن الآداب ، لما ورد من أن حرمتهم واحدة وحقهم واحد.

__________________

وألقت خمارها وكشفت قناعها :

فألقت عصاها واستقر بها النوى

كما قرّ عينا بالإياب المسافر

وقال ابن برى : هذا البيت لعبد ربه السلمي ويقال لسليم بن ثمامة الحنفي وكان هذا الشاعر سبر امرأة من اليمامة إلى كوفة ... ـ إلى أن قال ـ .... وقوله : فألقت عصاها واستقرّ بها النوى يضرب هذا مثلا لكلّ من وافقه شىء فأقام عليه.

(١) سورة الأحزاب : ٥٣.

(٢) سورة الحجرات : ٣.

٣١٧

لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول وقال الله عز وجل « إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى » (١) ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك.

______________________________________________________

قوله : عند إذن رسول الله ، أي ظاهرا وبحسب ما يراه الناس ورفعهم إلى السماء بعد ثلاثة أيام لا ينافي وجوب احترام مراقدهم ، مع أنه ذهب جماعة إلى أنهم بعد الرفع يرجعون أيضا إلى ضرائحهم المطهرة ، وسيأتي القول فيه مفصلا إنشاء الله تعالى.

« يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ » أي يحفظونها ولا يرفعونها بالصياح « امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى » أي جربها لها أو جربها بأنواع التكاليف لأجل التقوى ، فإنها لا تظهر إلا بالاصطبار عليها أو أخلصها للتقوى من امتحن الذهب إذا أذابه وميز جيده من رديئه ، وسيأتي معاني التقوى ومراتبها في كتاب الإيمان والكفر إن شاء الله.

« إن الله حرم. اه » دفع بذلك ما ربما يتوهم من أن حرمة الدخول في بيته بغير إذنه أو رفع الصوت عنده لعلهما كانا في حال حياته ولا يشمل ما بعد موته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

« كرهتيه » الياء لإشباع الكسرة « وإن رغم معطسك » المعطس : الأنف ، وربما جاء بفتح الطاء والرغام بالفتح التراب ، يقال : رغم أنفه من باب علم أي ذل رغما بحركات الراء ورغم الله أنفه وأرغمه أي ألصقه بالرغام ، هذا هو الأصل ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف من الخصم والانقياد على كره « يوما على بغل » نصب يوما بالجار والمجرور والظرف خبر مبتدإ محذوف بتقدير أنت ، أو نصبه بفعل محذوف بتقدير تركبين.

وروي أنه أنشد يومئذ ابن الحنفية أو ابن عباس هذا البيت

__________________

(١) سورة الحجرات : ٣.

٣١٨

قال ثم تكلم محمد بن الحنفية وقال يا عائشة يوما على بغل ويوما على جمل فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم قال فأقبلت عليه فقالت يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك فقال لها الحسين عليه‌السلام وأنى تبعدين محمدا من الفواطم فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم وفاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت زائدة بن الأصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر قال فقالت عائشة للحسين عليه‌السلام نحوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون.

______________________________________________________

تجملت تبغلت

وإن عشت تفيلت

لك التسع من الثمن

وللكل تملكت

أو : وفي الكل تصرفت.

« فما تمليكن نفسك » إشارة إلى قوله تعالى : « إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي » (١) « وملك الأرض » عبارة عن الاستقرار في البيت المأمورة به في قوله تعالى : « وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ » (٢).

« عداوة » مفعول له « هؤلاء الفواطم » أي المنسوبون إلى فاطمة فالجمعية باعتبار المنسوب لا باعتبار المنسوب إليه ، فإنه يقال : للقرشي قريش فالفاطم بمنزلة الفاطمي جمع على الفواطم ، والمراد الفاطميون ، كذا خطر بالبال.

وقيل : المراد المنسوبون إلى الفواطم : فاطمة البتول والفواطم الآتية وهو أظهر لفظا ، لكنه بعيد عن السياق « يتكلمون » أي لهم أن يتكلموا لانتسابهم إليها « فما كلامك » أي أي شيء كلامك ولا وقع له « وأنى تبعدين » من الإبعاد أو التبعيد ، والاستفهام للإنكار ، وفاطمة الأولى زوجة عبد المطلب أم عبد الله وأبي طالب والزبير ، والثانية زوجة أبي طالب ، والثالثة زوجة هاشم أم عبد المطلب.

وفي القاموس : معيص كأمير : بطن من قريش « قَوْمٌ خَصِمُونَ » أي شديد

__________________

(١) سورة يوسف : ٥٣.

(٢) سورة الأحزاب : ٣٣.

٣١٩

قال فمضى الحسين عليه‌السلام إلى قبر أمه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع.

باب

الإشارة والنص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما

١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين وأحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال إن الحسين بن علي عليه‌السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين عليه‌السلام مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليه‌السلام ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد قال قلت ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك قال فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا والله إن فيه الحدود حتى إن فيه أرش الخدش.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال لما حضر الحسين عليه‌السلام ما حضره دفع وصيته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرج فلما أن كان من أمر الحسين عليه‌السلام

______________________________________________________

الخصومة واللجاج « إلى قبر أمه » أي للزيارة وتجديد العهد كما مر.

باب الإشارة والنص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما

الحديث الأول : ضعيف ، وهو جزء من خبر طويل مضى في باب ما نص الله ورسوله على الأئمة عليهم‌السلام ، يقال : خدش الجلد أي قشره بعود ونحوه ، والأرش : الدية.

الحديث الثاني : ضعيف.

« ما حضره » أي الشهادة « وصيته » إضافة إلى الفاعل ، أي ما أوصى إلى علي بن الحسين عليه‌السلام « ظاهرة » أي أعطاها بمحضر الناس ليشهدوا بكون السجاد وصيا وإماما

٣٢٠