بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢١

* ( باب ) *

* « ( التمحيص والنهى عن التوقيت وحصول البداء في ذلك ) » *

١ ـ غط : جعفر بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن أبي هاشم ، عن فرات بن أحنف قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام وذكر القائم فقال : ليغيبن عنهم حتى يقول الجاهل : مالله في آل محمد حاجة.

٢ ـ غط : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : لتمخضن يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين لان صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ، ولايعلم متى يذهب فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها ، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها.

نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد ابن عيسى مثله (١).

بيان : محص الذهب : أخلصه مما يشوبه ، و « التمحيص » الاختبار والابتلاء ومخض اللبن أخذ زبده فلعله شبه ما يبقى من الكحل في العين باللبن الذي يمخض لانها تقذفه شيئا فشيئا وفي رواية النعماني : تمحيص الكحل.

٣ ـ غط : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن أيوب بن نوح ، عن العباس بن عامر ، عن الربيع بن محمد المسلي قال : قال لي أبوعبدالله : والله لتكسرن كسر الزجاج وإن الزجاج يعاد فيعود كما كان ، والله لتكسرن كسر الفخار وإن الفخار

____________________

(١) راجع غيبة الشيخ ص ٢٢١ ، غيبة النعمانى ص ١١٠.

١٠١

لايعود كما كان ، والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان (١) من القمح.

٤ ـ غط : روي عن علي بن يقطين قال : قال لي أبوالحسن عليه‌السلام : [ ياعلي ] إن الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة ، وقال يقطين لابنه علي : مابالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن ، فقال له علي : إن الذي قيل لكم من مخرج واحد ، غير أن أمركم حضركم فاعطيتم محضه ، وكان كما قيل لكم ، وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني ، ولو قيل لنا : إن هذا الامر لايكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة ، لقست القلوب ، ولرجعت عامة الناس عن الاسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه؟ تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج.

نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري ، عن الحسن بن علي ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه علي بن يقطين مثله (٢).

بيان : قوله : « تربى بالاماني » أي يربيهم ويصلحهم أئمتهم بأن يمنوهم تعجيل الفرج ، وقرب ظهور الحق لئلا يرتدوا وييأسوا.

[ والمائتان مبني على ما هو المقرر عند المنجمين والمحاسبين من إتمام الكسور ـ إن كانت أكثر من النصف ـ وإسقاطها ـ إن كانت أقل منه ـ وإنما قلنا ذلك ، لان صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظم عليه‌السلام كان أنقص من المائتين بكثير إذ وفاته عليه‌السلام كان في سنة ثلاث وثمانين ومائة ، فكيف إذا كان قبل ذلك ، فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف ، كذا خطر بالبال.

وبدالي وجه آخر أيضا وهو أن يكون ابتداؤهما من أول البعثة ، فان من هذا الزمان شرع بالاخبار بالائمة عليهم‌السلام ومدة ظهورهم وخفائهم ، فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين ، ولوكان كسر قليل في العشر الاخير ، يتم على القاعدة السالفة.

____________________

(١) الزؤان ـ مثلثة ـ : ما يخالط البر من الحبوب ، الواحدة زؤانة ، قال في أقرب الموارد : وهو في المشهور يختص بنبات حبه كحب الحنطة الا انه صغير ، اذا اكل يحدث استرخاء يجلب النوم وهو ينبت غالبا بين الحنطة.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٦٩ ، غيبة الشيخ ص ٢٢١ ، غيبة النعمانى ١٥٨

١٠٢

ووجه ثالث وهو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق واللاحق معا ولذا أتى بالمضارع ، ويكون الابتداء من الهجرة ، فينتهي إلى ظهور أمر الرضا عليه‌السلام وولاية عهده ، وضرب الدنانير باسمه ، فانها كانت في سنة المائتين.

ورابع وهو أن يكون « تربى » على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي والآتي ، لكن يكون ابتداء التربية بعد شهادة الحسين عليه‌السلام فانها كانت الطامة الكبرى ، وعندها احتاجت الشيعة إلى أن تربى ، لئلا يزلوا فيها ، وانتهاء المائتين أول إمامة القائم عليه‌السلام وهذا مطابق للمائتين بلا كسر.

وإنما وقتت التربية والتنمية بذلك ، لانهم لايرون بعد ذلك إماما يمنيهم وأيضا بعد علمهم بوجود المهدي عليه‌السلام يقوى رجاؤهم ، فهم مترقبون بظهوره ، لئلا يحتاجون إلى التنمية ، ولعل هذا أحسن الوجوه التي خطر بالبال ، والله أعلم بحقيقة الحال ].

ويقطين كان من أتباع بني العباس ، فقال لابنه علي الذي كان من خواص الكاظم عليه‌السلام : ما بالنا وعدنا دولة بني العباس على لسان الرسول والائمة صلوات الله عليهم ، فظهر ما قالوا ، ووعدوا وأخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل ، والجواب متين ظاهر مأخوذ عن الامام كما سيأتي.

٥ ـ غط : الغضائري ، عن البزوفري ، عن علي بن محمد ، عن الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمد وعبيس بن هشام ، عن كرام ، عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام هل لهذا الامر وقت؟ فقال : كذب الوقاتون ، كذب الوقاتون كذب الوقاتون.

٦ ـ غط : الفضل بن شاذان ، عن الحسين بن يزيد الصحاف ، عن منذر الجواز عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كذب الموقتون ، ما وقتنا فيما مضى ، ولانوقت فيما يستقبل.

٧ ـ غط : بهذا الاسناد ، عن عبدالرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ دخل عليه مهزم الاسدي فقال : أخبرني جعلت فداك متى هذا الامر



١٠٣

الذي تنتظرونه؟ فقد طال ، فقال : يا مهزم كذب الوقاتون ، وهلك المستعجلون ونجا المسلمون وإلينا يصيرون.

نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن أحمد ابن أبي أحمد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن مثله.

نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن سلمة ، عن علي بن حسان مثله إلى قوله : ونجا المسلمون.

كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنت عنده إذ دخل وذكر مثله.

٨ ـ غط : الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن أن تكذبه ، فلسنا نوقت لاحد وقتا.

٩ ـ غط : الفضل بن شاذان ، عن عمر بن أسلم البجلي ، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود ، عن محمد بن بشر الهمداني ، عن محمد بن الحنفية في حديث اختصرنا منه موضع الحاجة أنه قال : إن لبني فلان ملكا مؤجلا حتى إذا أمنوا واطمأنوا ، وظنوا أن ملكهم لايزول ، صيح فيهم صيحة ، فلم يبق لهم راع يجمعهم ولا داع يسمعهم ، وذلك قول الله عزوجل « حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون » (١) قلت : جعلت فداك ، هل لذلك وقت؟ قال : لا لان علم الله غلب علم الموقتين إن الله وعد موسى ثلاثين ليلة وأتمها بعشر لم يعلمها موسى ، ولم يعلمها بنو إسرائيل ، فلما جاز الوقت قالوا : غرنا موسى فعبدوا العجل ، ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة ، وأنكر في الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا ومساء.

بيان : « الصيحة » كناية عن نزول الامر بهم فجاءة.

____________________

(١) يونس : ٢٤ ، والحديث في غيبة النعمانى ص ٢٧٨ وتمامه في غيبة النعمانى ص ١٥٦



١٠٤

١٠ ـ غط : الفضل بن شاذان. عن محمد بن علي ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قلت له : ألهذا الامر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي إليه؟ قال : بلى ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه.

١١ ـ غط : الفضل ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إن عليا عليه‌السلام كان يقول إلى السبعين بلاء ، وكان يقول بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين ، فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الارض فأخره إلى أربعين ومائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا ، ويمحوالله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.

قال أبوحمزة : وقلت ذلك لابي عبدالله عليه‌السلام فقال : قد كان ذاك.

نى : الكليني ، عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تعالى قد [ كان ] وقت إلى آخر الخبر (١).

[ بيان : قيل : السبعون إشارة إلى خروج الحسين عليه‌السلام والمائة والاربعون إلى خروج الرضا عليه‌السلام إلى خراسان.

أقول : هذا لايستقيم على التواريخ المشهورة ، إذ كانت شهادة الحسين عليه‌السلام في أول سنة إحدى وستين ، وخروج الرضا عليه‌السلام في سنة مائتين من الهجرة.

والذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة ، وكان ابتداء إرادة الحسين عليه‌السلام للخروج ومباديه قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة ـ خذلهم الله ـ كانوا يراسلونه في تلك الايام وكان عليه‌السلام على الناس في المواسم كمامر ، ويكون الثاني إشارة إلى خروج زيد ، فانه كان في سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة ، فاذا انضم ما بين البعثة والهجرة إليها ، يقرب

____________________

(١) المصدر ص ١٥٧ ، الكافى ج ١ ص ٣٦٨.

١٠٥

مما في الخبر أو إلى انقراض دولة بني امية أو ضعفهم ، واستيلاء أبي مسلم إلى خراسان ، وقد كتب إلى الصادق عليه‌السلام كتبا يدعوه إلى الخروج ، ولم يقبله عليه‌السلام لمصالح ، وقد كان خروج أبي مسلم إلى خراسان ، في سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة.

وعلى تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختارفانه كان قتله سنة سبع وستين ، والثاني لظهور أمر الصادق عليه‌السلام في هذا الزمان وانتشار شيعته في الآفاق مع أنه لايحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات ].

١٢ ـ غط : الفضل ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمدبن سنان ، عن أبي يحيى التمتام السلمي ، عن عثمان النوا قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كان هذا الامر في ، فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي مايشاء.

١٣ ـ شى : أبولبيد المخزومي قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يابا لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر تقتل بعد الثامن منهم أربعة ، تصيب أحدهم الذبحة ، فيذبحه هم فئة قصيرة أعمارهم قليلة مدتهم ، خبيثة سيرتهم ، منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي.

يابا لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما إن الله تعالى أنزل « الم ذلك الكتاب » فقام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ظهر نوره ، وثبتت كلمته ، وولد يوم ولد وقدمضى من الالف السابع مائة سنة وثلاث سنين.

ثم قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي إلا وقيام قائم من بني هاشم عند انقضائه ثم قال : الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فذلك مائة وإحدى وستون ، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليهما‌السلام « الم الله » فلما بلغت مدته ، قام قائم ولد العباس عند « المص » ويقوم قائمنا عند انقضائها ب « الر » فافهم ذلك وعه واكتمه.

بيان : « الذبحة » كهمزة وجع في الحلق.

١٠٦

أقول : الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الاخبار ومخبيات الاسرار ، هو أنه عليه‌السلام بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق ، وجماعة من أهل الباطل ، فاستخرج عليه‌السلام ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من عدد أسماء الحروف المسبوطة بزبرها وبيناتها ، كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات ، كأن تعد ألف لام ميم ، تسعة ، ولا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور ، فاذا عددتها كذلك تصير مائة وثلاثة أحرف وهذا يوافق تاريخ ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لانه كان قد مضى من الالف السابع من ابتداء خلق آدم عليه‌السلام مائة سنة وثلاث سنين وإليه أشار بقوله : « وتبيانه » أي تبيان تاريخ ولادته عليه‌السلام.

ثم بين عليه‌السلام أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها ، فـ « الم » الذي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت في دولة عبدالمطلب فهو مبدأ التاريخ ومن ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعثته كان قريبا من أحد وسبعين الذي هو عدد « الم » فـ « الم ذلك » إشارة إلى ذلك.

وبعدد ذلك في نظم القرآن « الم » الذي في آل عمران ، فهو إشارة إلى خروج الحسين عليه‌السلام إذ كان خروجه عليه‌السلام في أواخر سنة ستين من الهجرة ، وكان بعثته صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الهجرة نحوا من ثلاث عشر سنة وإنما كان شيوع أمره صلى‌الله‌عليه‌وآله وظهوره بعد سنتين منم البعثة.

ثم بعد ذلك في نظم القرآن « المص » وقد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها ، ويشكل هذا بأن ظهور دولتهم وابتداء بيعتهم كان في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وقد مضى من البعثة مائة وخمس وأربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ويمكن التفصي عنه بوجوه :

الاول أن يكون مبدأ هذا التاريخ غير مبدأ « الم » بأن يكون مبدؤه ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثلا ، فان بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة ، وظهور

١٠٧

بعض أمرهم في خراسان كان في سنة سبع أوثمان ومائة ، ومن ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك الزمان كان مائة وإحدى وستين سنة.

الثاني أن يكون المراد بقيام قائم ولد العباس استقرار دولتهم وتمكنهم ، وذلك كان في أواخر زمان المنصور ، وهو يوافق هذا التاريخ من البعثة.

الثالث أن يكون هذا الحساب مبنيا على حساب الابجد القديم ، الذي ينسب إلى المغاربة ، وفيه « صعفض ، قرست ، ثخذ ، ظغش » فالصاد في حسابهم ستون فيكون مائة وإحدى وثلاثين ، وسيأتي التصريح بأن حساب « المص » مبني على ذلك في خبر رحمة بن صدقة في كتاب القرآن (١) فيوافق تاريخه « الم » إذ في سنة مائة وسبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان فاخذوا وقتل بعضهم.

ويحتمل أن يكون مبدأ هذا التاريخ زمان نزول الآية وهي إن كانت مكية كما هو المشهور ، فيحتمل أن يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة ، فيقرب من بيعتهم الظاهرة ، وإن كانت مدنية فيمكن أن يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت.

وإذا رجعت إلى ما حققناه في كتاب القرآن في خبر رحمة بن صدقة ظهر لك أن الوجه الثالث أظهر الوجوه ، ومؤيد بالخبر ، ومثل هذا التصحيف كثيرا ما يصدر من النساخ ، لعدم معرفتهم بما عليه بناء الخبر ، فيزعمون أن ستين غلط لعدم مطابقته لما عندهم من الحساب ، فيصحفونها على ما يوافق زعمهم.

قوله « فلما بلغت مدته » أي كملت المدة المتعلقة بخروج الحسين عليه‌السلام فان ما بين شهادته صلوات الله عليه إلى خروج بني العباس كان من توابع خروجه ، وقدانتقم الله من بني امية في تلك المدة إلى أن أستأصلهم.

قوله عليه‌السلام « ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر » هذا يحتمل وجوها : الاول أن يكون من الاخبار المشروطة البدائية ولم يتحقق لعدم تحقق

____________________

(١) أخرجه المصنف مع الحديث السابق في ج ١٩ ص ٦٩ من طبعة الكمبانى من تفسير العياشى فراجع ج ٢ ص ٢.

١٠٨

شرطه كما تدل عليه أخبار هذا الباب.

الثاني أن يكون تصحيف « المر » ويكون مبدء التاريخ ظهور أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قريبا من البعثة كـ « ـالم » ويكون المراد بقيام القائم قيامه بالامامة تورية ، فان إمامته عليه‌السلام كانت في سنة ستين ومائتين ، فاذا ضيف إليه أحد عشر سنة قبل البعثة يوافق ذلك.

الثالث : أن يكون المراد جميع أعداد كل « الر » يكون في القرآن وهي خمس مجموعها ألف ومائة وخمسة وخمسون ، ويؤيده أنه عليه‌السلام عند ذكر « الم » لتكرره ، ذكر ما بعده ، ليتعين السورة المقصودة ، ويتبين أن المراد واحد منها بخلاف « الر » لكون المراد جميعا فتفطن.

الرابع : أن يكون المراد انقضاء جميع الحروف مبتدئا بـ « الر » بأن يكون الغرض سقوط « المص » من العدد ، أو « الم » أيضا ، وعلى الاول يكون ألفا وستمائة وستة وتسعين ، وعلى الثاني يكون ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين ، وعلى حساب المغاربة يكون على الاول ألفين وثلاثمائة وخمسة وعشرين ، وعلى الثاني ألفين و مائة وأربعة وتسعين ، وهذه أنسب بتلك القاعدة الكلية ، وهي قوله « وليس من حرف ينقضي » إذ دولتهم عليهم‌السلام آخر الدول ، لكنه بعيد لفظا ، ولا نرضى به ، رزقنا الله تعجيل فرجه عليه‌السلام.

هذا ما سمحت به قريحتي بفضل ربي في حل هذا الخبر المعضل وشرحه فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وأستغفرالله من الخطاء والخطل ، في القول و العمل ، إنه أرحم الراحمين.

١٤ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن بعض أصحابنا ، عن بي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله « أتى أمر الله فلا تستعجلوه » (١) قال : إذا أخبرالله النبي بشئ إلى وقت فهو قوله « أتى أمرالله فلا تستعجلوه » حتى يأتي ذلك الوقت ، وقال : إن الله إذا أخبر أن شيئا كائن فكأنه قد كان.

____________________

(١) النحل : ١. راجع المصدر ج ٢ ص ٢٥٤.

١٠٩

١٥ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر ، عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه سمعه يقول : لا تزالون تنظرون حتى تكونوا كالمعز المهولة التي لايبالي الجازر أين يضع يده منها ، ليس لكم شرف تشرفونه ، ولا سند تسندون إليه اموركم (١).

بيان : « المهولة » أي المفزعة المخوفة ، فانها تكون أقل امتناعا و « الجازر » القصاب.

١٦ ـ ب : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن مسألة للرؤيا فأمسك ثم قال : إنا لو أعطيناكم ماتريدون ، لكان شرا لكم واخذ برقبة صاحب هذا الامر قال : وقال : وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما امهل لهم ، فعليكم بتقوى الله ولا تغرنكم الدنيا ، ولا تغتروا بمن امهل له فكأن الامر قد وصل إليكم.

١٧ ـ ب : بهذا الاسناد قال : قلت للرضا عليه‌السلام جعلت فداك إن أصحابنا رووا عن شهاب ، عن جدك عليه‌السلام أنه قال : أبى الله تبارك وتعالى أن يملك أحدا ما ملك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا وعشرين سنة ، قال : إن كان أبوعبدالله عليه‌السلام قاله جاء كما قال ، فقلت له : جعلت فداك فأي شئ تقول أنت؟ فقال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح « فارتقبوا إني معكم رقيب ، و انتظروا إني معكم من المنتظرين » فعليكم بالصبر فانه إنما يجئ الفرج على اليأس وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.

وقد قال أبوجعفر عليه‌السلام هي والله السنن القذة بالقذة ، ومشكاة بمشكاة ولابد أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم ولو كنت على أمر واحد كنتم على غير سنة الذين من قبلكم ولو أن العلماء وجدوا من يحدثونهم ، ويكتم سرهم لحدثوا ولبثوا الحكمة ، ولكن قد ابتلاكم الله عزوجل بالاذاعة وأنتم قوم تحبونا بقلوبكم ويخالف ذلك فعلكم ، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ، ولهذا اسر على صاحبكم ليقال مختلفين. مالكم تملكون أنفسكم ، وتصبرون حتى يجيئ الله تبارك

____________________

(١) المصدر ص ١٠١ ، ومثله في روضة الكافى ص ٢٦٣ ولم يخرجوه.

١١٠

وتعالى بالذي تريدون؟ إن هذا الامر ليس يجيئ على ماتريد الناس إنما هو أمر الله تبارك وتعالى وقضاؤه والصبر ، وإنما يعجل من يخاف الفوت.

إن أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ عاد صعصعة بن صوحان فقال له : يا صعصعة لاتفخر على إخوانك بعيادتي إياك ، وانظر لنفسك ، وكأن الامر قد وصل إليك ، ولا يلهينك الامل ، وقد رأيت ما كان من مولى آل يقطين ، وما وقع من عند الفراعنة من أمركم ، ولولا دفاع الله عن صاحبكم ، وحسن تقديره له ولكم ، هو والله من الله ودفاعه عن أوليائه ، أما كان لكم في أبي الحسن صلوات الله عليه عظة؟ ماترى حال هشام؟ هو الذي صنع بأبي الحسن عليه‌السلام ما صنع ، وقال لهم و أخبرهم ، أترى الله يغفر له ما ركب منا؟ وقال : لو اعطيناكم ما تريدون ، لكان شرا لكم ولكن العالم يعمل بما يعلم.

١٨ ـ ع : أبي ، عن الحميري باسناده يرفعه إلى علي بن يقطين قال : قلت لابي الحسن موسى عليه‌السلام : مابال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي ، و ما روي في أعاديكم قد صح؟ فقال صلى الله عليه : إن الذي خرج في اعدائنا كان من الحق فكان كما قيل ، وأنتم عللتم بالاماني فخرج اليكم كما خرج.

١٩ ـ ج : الكليني ، عن اسحاق بن يعقوب ، أنه خرج إليه على يد محمد ابن عثمان العمري : أما ظهور الفرج ، فإنه إلى الله وكذب الوقاتون.

٢٠ ـ ك : أبي ، عن علي ، عن أبيه عن محمد بن الفضل ، عن أبيه ، عن منصور قال : قال ابوعبدالله عليه‌السلام : يا منصور إن هذا الامر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا والله حتى تميزوا ، لا والله حتى تمحصوا ، لا والله حتى يشقى من يشقى ، ويسعد من يسعد.

٢١ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن الحميري ، عن اليقطيني ، عن صالح ابن محمد ، عن هانئ التمار ، قال : قال ابوعبدالله عليه‌السلام : إن لصاحب هذا الامر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ثم قال هكذا بيده ثم قال : إن لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.

١١١

غط : سعد ، عن اليقطيني مثله.

بيان : « القتاد » شجر عظيم له شوك مثل الابر و « خرط القتاد » يضرب مثلا للامور الصعبة.

٢٢ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن ابي الخطاب ، عن ابن بزيع ، عن عبدالله الاصم ، عن الحسين بن مختار القلنسي ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : كيف انتم اذا بقيتم بلا امام هدى ، ولا علم ، يبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السنين وإمارة من أول النهار ، وقتل وقطع في آخر النهار.

بيان « اختلاف السنين » أي السنين المجدبة والقحط ، أو كناية عن نزول الحوادث في كل سنة.

٢٣ ـ غط : الغضائري ، عن البزوفري ، عن أحمد بن ادريس ، عن ابن قتيبة ، عن ابن شاذان ، عن ابن ابي نجران ، عن محمد بن منصور عن أبيه قال : كنا عند ابي عبدالله جماعة نتحدث ، فالتفت إلينا فقال : في أي شئ انتم؟ أيهات أيهات لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا ، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا ، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس ، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ، ويسعد من سعد.

نى : أحمد بن محمد بن سعيد ، عن ابي عبدالله جعفر بن محمد المحمدي من كتابه في سنة ثمان وستين ومائتين ، عن محمد بن منصور الصيقل ، عن أبيه ، عن الباقر عليه‌السلام مثله (١).

نى : الكليني عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد ابن سنان ، عن محمد بن منصور ، عن أبيه قال : كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا عن ابي جعفر عليه‌السلام يسمع كلامنا قال : وذكر مثله إلا أنه

____________________

(١) تراه في غيبة الشيخ ص ٢١٨ وغيبة النعماني ص ١١١ واللفظ متقارب و المعنى واحد وهكذا في الكافي ج ١ ص ٣٧٠ وفيه : وأبوعبدالله يسمع كلامنا.

١١٢

يقول في كل مرة : لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعناقكم بيمين.

٢٤ ـ غط : أحمد ين ادريس ، عن ابن قتيبة ، عن ابن شاذان ، عن البزنطي قال : قال ابوالحسن عليه‌السلام : أما والله لا يكون الذي تمدون اليه أعينكم حتى تميزوا وتمحصوا. وحتى لا يبقى منكم إلا الاندر ثم تلا « أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (١).

٢٥ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي مثله وزاد فيه وتمحصوا ثم يذهب من كل عشرة شئ ولا يبقى.

٢٦ ـ غط : سعد بن عبدالله ، عن الحسين بن عيسى العلوي ، عن ابيه ، عن جده ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، قال : إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة ، حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله امتحن الله بها خلقه.

٢٧ ـ غط : الاسدي ، عن سهل ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير عن أبي ايوب ، عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا : سمعنا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لا يكون هذا الامر حتى يذهب ثلثا الناس فقلنا : إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال : أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي.

٢٨ ـ غط : روي عن جابر الجعفي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : متى يكون فرجكم؟ فقال : هيهات هيهات لايكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا يقولها ثلاثا حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو.

٢٩ ـ نى : على بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن محمد ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن إبراهيم بن هليل قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : جعلت فداك مات أبي على هذا الامر وقد بلغت من السنين ما قد ترى ، أموت ولا تخبرني بشئ؟ فقال : يا أبا إسحاق أنت تعجل ، فقلت : إي والله أعجل. ومالي لا أعجل

____________________

(١) براءة : ١٧ ، راجع المصدر ص ٢١٩ ، قرب الاسناد ص ٢١٦.

١١٣

وقد بلغت من السن ما تري؟ فقال : أما والله يابا إسحاق ما يكون ذلك ، حتى تميزوا وتمحصوا ، وحتى لايبقى منكم إلا الاقل ثم صعر كفه (١)

٣٠ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى قال : قال أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : والله مايكون ما تمدون أعينكم إليه حتى تمحصوا وتميزوا ، وحتى لايبقى منكم إلا الاندر فالاندر.

٣١ ـ نى : علي بن الحسين ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن ابن محبوب ، عن أبي المغرا ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه سمعه يقول : ويل لطغاة العرب ، من شر قد اقترب ، قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال : شئ يسير. فقلت : والله إن من يصف هذا الامر منهم لكثير. فقال : لابد للناس من أن يمحصوا ، ويميزوا ، ويغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير.

نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، والحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن القاسم بن إسماعيل الانباري ، عن الحسن بن علي ، عن أبي المغرا ، عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : وذكر مثله.

دلائل الامامة للطبرى : عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبيه ، عن محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد الحميري ، عن الانباري مثله.

٣٢ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن علي بن زياد ، عن البطائني ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر محمد بن على عليهما‌السلام يقول : والله لتميزن و [ الله ] لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح.

٣٣ ـ نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين ، عن عبيس بن هشام عن ابن جبلة ، عن مسكين الرحال ، عن علي بن المغيرة ، عن عميرة بنت نفيل

____________________

(١) وفي المصدر ص ١١١ « صعر » « صفر » خ ل ، ومعنى صعر كفه : أى أمالها تهاونا بالناس



١١٤

قالت : سمعت الحسن بن علي عليهما‌السلام يقول : لايكون الامر الذي ينتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يلعن بعضكم بعضا وحتى يسمى بعضكم بعضا كذابين.

٣٤ ـ نى : (١) محمد وأحمد ابنا الحسن ، عن أبيهما ، عن ثعلبة ، عن أبي كهمس عن عمران بن ميثم ، عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يامالك ابن ضمرة! كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ، وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير؟ قال : الخير كله عند ذلك يامالك ، عند ذلك يقوم قائما فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد.

٣٥ ـ نى : الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام سقول : « الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون » ثم قال لي : ما الفتنة؟ فقلت : جعلت فداك الذي عندنا أن الفتنة في الدين ، ثم قال : يفتنون كما يفتن الذهب ، ثم قال : يخلصون كما يخلص الذهب.

٣٦ ـ نى : الكليني ، عن على بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه إلى أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : قال لي : إن حديثكم هذا لتشمئز منه القلوب قلوب الرجال ، فانبذوا إليهم نبذا فمن أقر به فزيدوه ، ومن أنكره فذروه ، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا.

٣٧ ـ نى : أحمد بن هوذة ، عن أبي هراسة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن ابن نباته ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : كونوا كالنحل في الطير ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها ، ولو علمت الطيرما في

____________________

(١) في المصدر ص ١٠٩ : أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا على بن الحسن التميلى قال : حدثنا محمد وأحمد الخ وهو الصحيح كما في السند الاتى ص ١١٦.

١١٥

أجوافها من البركة ، لم يفعل بها ذلك ، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم ، فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ، وحتى لايبقى منكم ـ أو قال : من شيعتي ـ كالكحل في العين والملح في الطعام وسأضرب لكم مثلا ، وهو مثل رجل كان له طعام ، فنقاه وطيبه ، ثم أدخله بيتا وتركه فيه ما شاء الله ثم عاد إليه فاذا هو قد [ أصابه السوس فأخرجه ونقاه وطيبه ثم أعاده إلى البيت فتركه ماشاءالله ثم عاد إليه فاذا هو قد ] (١) أصاب طائفة منه السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده ، ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الاندر لايضره السوس شيئا ، وكذلك أنتك تميزون حتى لايبقى منكم إلا عصابة لاتضرها الفتنة شيئا.

نى : ابن عقدة ، عن على بن التيملي ، عن محمد وأحمد ابني الحسن ، عن أبيهما عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي كهمس وغيره رفع الحديث إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام وذكر مثله.

بيان : قوله عليه‌السلام : كالنحل في الطير أمر بالتقية أي لا تظهروا لهم ما في أجوافكم من دين الحق كما أن النحل لايظهر ما في بطنها على الطيور ، وإلا لافنوها و « الرزمة » باكسر ما شد في ثوب واحد و « الاندر » البيدر (٢).

٣٨ ـ نى : عبد الواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن محمد بن العباس ابن عيسى ، عن البطائني ، عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر إنما مثل شيعتنا مثل أندر يعني به بيتا فيه طعام (٣) فأصابه آكل فنقي ثم أصابه

____________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع راجع المصدر ص ١١٢.

(٢) في النهاية الاندر : البيدر ، وهو الموضع الذى يداس فيه الطعام بلغة الشام و الاندر أيضا صبرة من الطعام ، انتهى ، أقول : لعل المعنى الاخير هنا أنسب فتذكر. منه رحمه‌الله.

(٣) في المصدر المطبوع ص ١١٢ : « يعنى بيدرا فيه طعام » والمعنى واحد فان من معانى الاندر : كدس القمح ، قاله الفيروزآبادى ، وقال الشرتونى في أقرب الموارد « الكدس هو الحب المحصود المجموع ، أو هوما يجمع من الطعام في البيدر ، فاذا ديس ـ

١١٦

آكل فنقي حتى بقي منه ما لايضره الآكل ، وكذلك شيعتنا يميزون يمحصون حتى يبقى منهم عصابة لاتضرها الفتنة.

٣٩ ـ نى : ابن عقدة ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي عن التفليسى ، عن السمندي عن جعفربن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام أنه قال : المؤمنون يبتلون ثم يميزهم الله عنده ، إن الله لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا ومرائرها ، ولكنه آمنهم من العمى والشقا في الآخرة ، ثم قال : كان الحسين بن علي عليهما‌السلام يضع قتلاه بعضهم على بعض ثم يقول : قتلانا قتلى النبيين وآل النبيين.

٤٠ ـ نى : ابن عقدة ، عن على بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن يوسف ومحمد ابن علي ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : ما لهذا الامر أمد ينتهى إليه نريح أبداننا؟ قال : بلى ولكنكم أذعتم فأخره الله.

٤١ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى العباسي ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا محمد من أخبرك عنا توقيتا فلا تها به (١) أن تكذبه فانا لانوقت وقتا.

٤٢ ـ نى : ابن عقدة ، عن محمد بن الفضل بن إبراهيم وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسن بن عبدالملك [ ومحمد بن الحسين القطواني ] (٢) جميعا عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قد كان لهذا الامر وقت وكان في سنة أربعين ومائة فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عزوجل.

٤٣ ـ نى : وبهذا الاسناد ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : يا إسحاق إن هذا الامر قداخر مرتين.

٤٤ ـ نى : الكليني ، عن عدة من شيوخه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن القاسم

____________________

ـ ودق فهو العرمة » ويظهر من ذلك أن المراد بالطعام هنا ، مالم يدس ولم يدق ، بل الطعام الذى هو في سنبله بعد ولا يسوس الطعام في سنبله الا قليلا بعد مدة طويلة ، فيناسب معنى الخبر.

(١) في المصدر ص ١٥٥ « فلا تهابن » خ.

(٢) ما جعلناه بين العلامتين ساقط من النسخة المطبوعة ، راجع المصدر ص ١٥٧.

١١٧

ابن محمد ، عن البطائني : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته القائم فقال : كذب الوقاتون ، إنا أهل البيت لا نوقت ، ثم قال : أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين.

٤٥ ـ نى : الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن عبدالكريم الخثعمي ، عن الفضل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : إن لهذا الامر وقتا؟ فقال : كذب الوقاتون إن موسى عليه‌السلام لما خرج واقدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله تعالى على الثلاثين عشرا قال له قومه : قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا [ قال ] (١) فاذا حدثناكم بحديث فجاء على ماحدثناكم به فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين.

٤٦ ـ نى : الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن القاسم بن إسماعيل عن الحسن بن على : عن إبراهيم بن مهزم (٢) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ذكرنا عنده ملوك بني فلان ، فقال : إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الامر إن الله لايجعل لعجلة العباد ، إن لهذا الامر غاية ينتهى إليها ، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا.

٤٧ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن أحمد القلانسي عن محمدبن علي ، عن أبي جميلة ، عن الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول :

____________________

(١) كذا في المصدر ص ١٥٨ ـ وأما الكافى المطبوع ج ١ ص ٣٦٩ فمطابق لما نقله في الصلب.

(٢) هذا هو الصحيح ، راجع الكافى ج ١ ص ٣٦٩ والمصدر المطبوع ص ١٥٨ وفيه : عن ابراهيم بن مهزم عن أبيه ، وابراهيم بن مهزم الاسدى المعروف بابن أبى بردة له كتاب عنونه النجاشى ـ ص ١٧ ـ وقال : ثقة ثقة ، روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما‌السلام وعمر عمرا طويلا ، وروى مهزم أيضا عن أبى عبدالله ، وفى النسخة المطبوعة : عن الحسن ابن على بن ابراهيم ، عن أخيه ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام وهو تصحيف.

١١٨

إنا لانوقت هذا الامر.

٤٨ ـ نى : علي بن الحسين ، عن محمد العطار ، عن محمدبن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي ، عن ابن جبلة ، عن علي بن أبي حازم عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك متى خروج القائم عليه‌السلام؟ فقال : يابا محمد إنا أهل بيت لانوقت ، وقد قال محمد عليه‌السلام كذب الوقاتون ، يابامحمد إن قدام هذا الامر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية ، وخسف بالبيداء.

ثم قال : يابا محمد إنه لابد أن يكون قدام ذلك الطاعونان : الطاعون الابيض والطاعون الاحمر ، قلت : جعلت فداك أي شئ الطاعون الابيض؟ وأي شئ الطاعون الاحمر؟ قال : الطاعون الابيض الموت الجاذف والطاعون الاحمر السيف ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين [ في شهر رمضان ] ليلة جمعة ، قلت : بم ينادى؟ قال : باسمه واسم أبيه : ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة فتوقظ النائم ، ويخرج إلى صحن داره ، وتخرج العذراء من خدرها ، ويخرج القائم مما يسمع ، وهي صيحة جبرئيل عليه‌السلام.

بيان : « الجاذف » السريع (١). ٤٩ ـ (كا:محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،وعلي بن إبراهيم،عن أبيه جميعا عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى بإذن الله وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي ام مريم.

فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام فلما وضعتها قالت : رب إني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى أي لاتكون البنت رسولا يقول الله عزوجل « والله أعلم بما وضعت » فلما وهب الله لمريم عيسى كان هوالذي بشر به عمران

____________________

(١) والصحيح : « الجارف » كما في المصدر ص ١٥٦ وهو الموت العام.

١١٩

ووعده إياه ، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك.

بيان : حاصل هذا الحديث وأضرابه أنه قد يحمل المصالح العظيمة الانبياء والاوصياء عليهم‌السلام على أن يتكلموا في بعض الامور على وجه المجاز والتورية وبالامور البدائية على ما سطر في كتاب المحو والاثبات ثم يظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الاول فيجب عليهم أن لايحملوه على الكذب ويعلموا أن المراد منه غيرما فهموه كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يتحقق.

ومن جملة ذلك زمان قيام القائم عليه‌السلام وتعيينه من بينهم عليهم‌السلام لئلا ييأس الشيعة ويسلوا أنفسهم من ظلم الظالمين بتوقع قرب الفرج فربما قالوا : فلان القائم ومرادهم القائم بأمر الامامة كما قالوا : كلنا قائمون بأمرالله ، وربما فهمت الشيعة أنه القائم بأمر الجهاد والخارج بالسيف ، أو أرادوا أنه إن أذن الله له في ذلك يقوم به أو إن عملت الشيعة بما يجب عليهم من الصبر وكتمان السر وطاعة الامام يقوم به أو كما روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : ولدي هو القائم والمراد به السابع من ولده لا ولده بلا واسطة.

ثم مثل ذلك بما أوحى الله سبحانه إلى عمران أني واهب لك ذكرا ، وكان المراد ولد الولد ، وفهمت حنة أنه الولد بلا واسطة فالمراد بقوله عليه‌السلام « فاذا قلنا » إلى آخره ـ أي بحسب فهم الناس أو ظاهر اللفظ أو المراد أنه قيل فيه حقيقة ولكن كان مشروطا بأمرلم يقع فوقع فيه البداء بالمعنى الذي حققناه في بابه ووقع في ولده.

وعلى هذا ما ذكر في أمر عيسى عليه‌السلام إنما ذكر على التنظير وإن لم تكن بينهما مطابقه تامة أو كان أمرعيسى أيضا كذلك بأنه كان قدر في الولد بلا واسطة واخبربه ثم وقع فيه البداء وصار في ولد الولد.

ويحتمل المثل ومضربه معا وجها آخر وهو أن يكون المراد فيهما معنى مجازيا على وجه آخر ، ففي المثل أطلق الذكر السوي على مريم عليها‌السلام لانها سبب



١٢٠