بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الهزء فاني احدثك بما رأيته يعني بعد خروجك من عندنا بسنتين.

كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي ابنتي وأنا بين النائمة واليقظانة إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرايحة ، فقال : يافلانة يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي ففزعت وناديت ابنتي وقلت لها هل شعرت بأحد دخل البيت فقالت : لا فذكرت الله وقرأت ونمت فجاء الرجل بعينه وقال لي مثل قوله ففزعت وصحت بابنتي فقالت : لم يدخل البيت فاذكري الله ولاتفزعي فقرأت ونمت فلما كان في الثالثة جاء الرجل وقال : يافلانة قد جاءك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه وسمعت دق الباب فقمت وراء الباب وقلت : من هذا؟ فقال : افتحي ولا تخافي فعرفت كلامه وفتحت الباب فاذا خادم معه إزار فقال : يحتاج إليك بعض الجيران لحاجة مهمة فادخلي ولف رأسي بالملاءة وأدخلني الدار وأنا أعرفها فاذا بشقاق مشدودة وسط الدار ورجل قاعد بجنب الشقاق فرفع الخادم طرفه فدخلت وإذا امرأة قد أخذها الطلق وامرأة قاعدة خلفها كأنها تقبلها فقالت المرأة : تعيننا فيما نحن فيه فعالجتها بما يعالج به مثلها فما كان إلا قليلا حتى سقط غلام فأخذته على كفي وصحت غلام غلام وأخرجت رأسي من طرف الشقاق ابشر الرجل القاعد فقيل لي : لاتصيحي فلما رددت وجهي إلى الغلام قد كنت فقدته من كفي فقالت لي المرأة القاعدة : لاتصيحي وأخذ الخادم بيدي ولف راسي بالملاءة وأخرجني من الدار وردني إلى داري وناولني صرة وقال لي : لاتخبري بما رأيت أحدا.

فدخلت الدار ورجعت إلى فراشي في هذا البيت وابنتي نائمة بعد فأنبهتها وسألتها هل علمت بخروجي ورجوعي؟ فقالت : لا وفتحت الصرة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير عددا وما أخبرت بهذا أحدا إلا في هذا الوقت لما تكلمت بهذا الكلام على حد الهزء فحدثتك إشفاقا عليك فان لهؤلاء القوم عند الله عزوجل شأنا ومنزلة وكل مايدعونه حتى قال : فعجبت من قولها وصرفته إلى السخرية والهزء ولم أسألها عن الوقت غير أني أعلم يقينا أني غبت عنهم في سنة نيف وخمسين

٢١

ومأتين ورجعت إلى سر من رأى في وقت أخبرتني العجوز بهذا الخبر في سنة إحدى وثمانين ومأتين في وزارة عبيد الله بن سليمان لما قصدته.

قال حنظلة : فدعوت بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتى سمع معي هذا الخبر.

بيان : قوله من طبع الاول : أي كانت من طبع الخلق الاول هكذا أي كان مطبوعا على تلك الخصال في أول عمره ، والشقاق جمع الشقة بالكسر وهي من الثوب ماشق مستطيلا.

٢٩ ـ غط : روي أن بعض أخوات أبي الحسن عليه‌السلام كانت لها جارية ربتها تسمى نرجس فلما كبرت دخل أبومحمد عليه‌السلام فنظر إليها فقالت له : أراك ياسيدي تنظر إليها فقال : إني مانظرت إليها إلا متعجبا أما إن المولود الكريم على الله يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن عليه‌السلام في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك.

٣٠ ـ غط : روى علان بإسناده أن السيد عليه‌السلام ولد في سنة ست وخمسين ومأتين من الهجرة بعد مضي أبي الحسن عليه‌السلام بسنتين.

٣١ ـ غط : روى محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الاوصياء قال : حدثني حمزة بن نصر غلام أبي الحسن عليه‌السلام عن أبيه قال : لما ولد السيد عليه‌السلام تباشر أهل الدار بذلك فلما نشأ خرج إلي الامر أن أتباع في كل يوم مع اللحم قصب مخ وقيل إن هذا لمولانا الصغير عليه‌السلام.

٣٢ ـ غط : الشلمغاني قال : حدثني الثقة ، عن إبراهيم بن إدريس قال : وجه إلي مولاي أبومحمد عليه‌السلام بكبش وقال : عقه عن ابني فلان وكل وأطعم أهلك ففعلت ثم لقيته بعد ذلك فقال لي : المولود الذي ولد لي مات ثم وجه إلي بكبشين وكتب بسم الله الرحمن الرحيم عق هذين الكبشين عن مولاك وكل هنأك الله وأطعم إخوانك ففعلت ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئا.

٣٣ ـ نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك والحميري معا ، عن ابن أبي الخطاب ، ومحمد بن عيسى وعبدالله بن عامر جميعا ، عن ابن أبي نجران ، عن الخشاب عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

٢٢

إنما مثل أهى بيتي في هذه الامة كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا مددتم إليه حواجبكم وأشرتم إليه بالاصابع جاء ملك الموت فذهب به ثم بقيتم سبتا من دهركم لاتدرون أيا من أي واستوى في ذلك بنو عبدالمطلب فبينما أنتم كذلك إذا أطلع الله نجمكم فاحمدوه واقبلوه.

بيان : ليس المراد ذهاب ملك الموت به عليه‌السلام بقبض روحه بل كان مع روح القدس عند ما غاب به.

٣٤ ـ نجم : ذكر بعض أصحابنا في كتاب الاوصياء وهو كتاب معتمد رواه الحسن بن جعفر الصيمري ومؤلفه علي بن محمد بن زياد الصيمري وكانت له مكاتبات إلى الهادي والعسكري عليهما‌السلام وجوابها إليه وهو ثقة معتمد عليه فقال ما هذا لفظه : وحدثني أبوجعفر القمي ابن أخي أحمد بن إسحاق بن مصقلة أنه كان بقم منجم يهودي موصوف بالحذق بالحساب فأحضره أحمد بن إسحاق وقال له : قد ولد مولود في وقت كذا وكذا فخذا الطالع واعمل له ميلادا قال : فأخذ الطالع ونظر فيه وعمل عملا له وقال لاحمد بن إسحاق : لست أرى النجوم تدلني فيما يوجبه الحساب أن هذا المولود لك ولا يكون مثل هذا المولود إلا نبيا أو وصي نبي و إن النظر ليدل على أنه يملك الدنيا شرقا وغربا وبرا وبحرا وسهلا وجبلا حتى لايبقى على وجه الارض أحد إلا دان بدينه وقال بولايته.

٣٥ ـ كشف : قال الشيخ كمال الدين بن طلحة : مولد الحجة بن الحسن عليهما‌السلام بسر من رأى في ثالث وعشرين رمضان سنة ثمان وخمسين ومأتين وأبوه أبومحمد الحسن وامه ام ولد تسمى صقيل وقيل حكيمة وقيل غير ذلك وكنيته أبوالقاسم ولقبه الحجة والخلف الصالح وقيل المنتظر.

٣٦ ـ شا : كان مولده عليه‌السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين وامه ام ولد يقال لها : نرجس ، وكان سنه عند وفات أبيه خمس سنين آتاه الله فيه الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيا وجعله إماما كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا وله قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الاخرى جاءت بذلك الاخبار فأما القصرى منها فمنذ وقت مولده إلى

٢٣

انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة وأما الطولى فهي بعد الاولى وفي آخرها يقوم بالسيف.

٣٧ ـ كشف : قال ابن الخشاب : حدثني أبوالقاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال سيدي جعفر بن محمد : الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي اسمه م ح م د وكنيته أبوالقاسم يخرج في آخر الزمان يقال لامه صقيل قال لنا أبوبكر الدارع : وفي رواية اخرى بل امه حكيمة وفي رواية ثالثة : يقال لها نرجس ، ويقال : بل سوسن ، والله أعلم بذلك.

ويكنى بأبي القاسم وهو ذو الاسمين خلف ومحمد يظهر في آخر الزمان وعلى رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادي بصوت فصيح هذا المهدي.

حدثني محمد بن موسى الطوسي قال : حدثنا أبومسكين عن بعض أصحاب التاريخ أن ام المنتظر يقال لها : حكيمة.

اقول : سيأتي بعض الاخبار في باب من رآه.

وقال ابن خلكان في تاريخه : هو ثاني عشر الائمة الاثنى عشر على اعتقاد الامامية المعروف بالحجة وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأى ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين ولما توفي أبوه كان عمره خمس سنين واسم امه خمط وقيل نرجس والشيعة يقولون إنه دخل السرداب في دار أبيه وامه تنظر إليه فلم يعد يخرج إليها وذلك في سنة خمس وستين ومأتين [وعمره يومئذ تسع سنين وذكر ابن الازرق في تاريخ ميافارقين أن الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الاول سنة ثمان وخمسين و مأتين] وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الاصح وإنه لما دخل السرداب كان عمره أربع سنين وقيل خمس سنين وقيل إنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومأتين وعمره [سبع] عشر سنة والله أعلم.

اقول : رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا رواية هذه صورتها قال : حدثني هارون بن مسلم ، عن سعدان البصري ومحمد بن أحمد البغدادي وأحمد بن إسحاق

٢٤

وسهل بن زياد الآدمي وعبدالله بن جعفر ، عن عدة من المشايخ والثقات عن سيدينا أبي الحسن وأبي محمد عليهما‌السلام قالا : إن الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في المزن فتسقط في ثمرة من ثمار الجنة فيأكلها الحجة في الزمان عليه‌السلام فاذا استقرت فيه فيمضي له أربعون يوما سمع الصوت فاذا آنت له أربعة أشهر وقد حمل كتب على عضده الايمن « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لامبدل لكلماته وهو السميع العليم » (١) فاذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه إلى الخلايق وأعمالهم وينزل أمر الله في ذلك العمود والعمود نصب عينه حيث تولى ونظر.

قال أبومحمد عليه‌السلام : دخلت على عماتي فرأيت جارية من جواريهن قد زينت تسمى نرجس فنظرت إليها نظرا أطلته فقالت لي عمتي حكيمة : أراك ياسيدي تنظر إلى هذه الجارية نظرا شديدا؟ فقلت له : يا عمة مانظري إليها إلا نظر التعجب مما لله فيه من إرادته وخيرته قالت لي : أحسبك ياسيدي تريدها ، فأمرتها أن تستأذن أبي علي بن محمد عليه‌السلام في تسليمها إلي ففعلت فأمرها عليه‌السلام بذلك فجاءتني بها.

قال الحسين بن حمدان : وحدثني من أثق إليه من المشايخ عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليه‌السلام قال : كانت تدخل على أبي محمد عليه‌السلام فتدعو له أن يرزقه الله ولدا وأنها قالت : دخلت عليه فقلت له كما أقول ودعوت كما أدعو ، فقال : ياعمة أما إن الذي تدعين الله أن يرزقنيه يولد في هذه الليلة وكانت ليلة الجمعة لثلاث خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومأتين فاجعلي إفطارك معنا فقلت : ياسيدي ممن يكون هذا الولد العظيم؟ فقال لي عليه‌السلام : من نرجس ياعمة قال : فقالت له (٢) : ياسيدي مافي جواريك أحب إلي منها وقمت ودخلت إليها وكنت إذا دخلت فعلت بي كما تفعل فانكببت على يديها فقبلتهما ومنعتها مما كانت تفعله فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها فقالت لي : فديتك. فقلت لها : أنا فداك وجميع العالمين. فأنكرت ذلك فقلت لها : لاتنكرين مافعلت فان الله سيهب لك في هذه الليلة

____________________

(١) الانعام : ١١٥.

(٢) كذا ، والظاهر : قالت فقلت له.

٢٥

غلاما سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين فاستحيت.

فتأملتها فلم أر فيها أثر الحمل فقلت لسيدي أبي محمد عليه‌السلام : ما أرى بها حملا فتبسم عليه‌السلام ثم قال : إنا معاشر الاوصياء لسنا نحمل في البطون وإنما نحمل في الجنوب ولانخرج من الارحام وإنما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا لاننا نور الله لاتناله الدانسات ، فقلت له : ياسيدي قد أخبرتني أنه يولد في هذه الليلة ففي أي وقت منها؟ قال لي في طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله.

قالت حكيمة : فأقمت فأفطرت ونمت بقرب من نرجس وبات أبومحمد عليه‌السلام في صفة في تلك الدار التي نحن فيها فلما ورد وقت صلاة الليل قمت ونرجس نائمة مابها أثر ولادة فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع ودخل قلبي شئ فصاح أبومحمد عليه‌السلام من الصفة : لم يطلع الفجر ياعمة فأسرعت الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها وضممتها إلي وسميت عليها ثم قلت لها : هل تحسين بشئ قالت : نعم ، فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت ووقع على نرجس مثل ذلك ونامت فلم أنتبه إلا بحس سيدي المهدي وصيحة أبي محمد عليه‌السلام يقول : ياعمة هاتي ابني إلي فقد قبلته فكشفت عن سيدي عليه‌السلام فاذا أنا به ساجدا يبلغ الارض بمساجده وعلى ذراعه الايمن مكتوب « جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا » فضممته إلي فوجدته مفروغا منه ولففته في ثوب و حملته إلى أبي محمد عليه‌السلام فأخذه فأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى على ظهره ثم أدخل لسانه في فيه وأمره بيده على ظهره وسمعه ومفاصله ثم قال له : تكلم يابني فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله ثم لم يزل يعدد السادة الائمة عليهم‌السلام إلى أن بلغ إلى نفسه ودعا لاوليائه بالفرج على يده ثم أحجم. قال أبومحمد عليه‌السلام : ياعمة اذهبي [به] إلى امه ليسلم عليها واتيني به فمضيت فسلم عليها ورددته ثم وقع بيني وبين أبي محمد عليه‌السلام كالحجاب فلم أر سيدي فقلت له : ياسيدي أين مولانا فقال : أخذه من هو أحق به منك فاذا كان اليوم السابع فأتينا.

٢٦

فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت ثم جلست فقال عليه‌السلام : هلمي ابني فجئت بسيدي وهو في ثياب صفر ففعل به كفعاله الاول وجعل لسانه عليه‌السلام في فيه ثم قال له : تكلم يابني فقال عليه‌السلام : أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والائمة حتى وقف على أبيه عليه‌السلام ثم قرأ « بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون » (١) ثم قال له اقرأ يابني مما أنزل الله على أنبيائه ورسله فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانية ، و كتاب إدريس ، وكتاب نوح ، وكتاب هود ، وكتاب صالح ، وصحف إبراهيم ، وتوراة موسى ، وزبور داود ، وإنجيل عيسى ، وفرقان جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قص قصص الانبياء والمرسلين إلى عهده فلما كان بعد أربعين يوما دخلت دار أبي محمد عليه‌السلام فاذا مولانا صاحب الزمان يمشي في الدار فلم أر وجها أحسن من وجهه عليه‌السلام ولا لغة أفصح من لغته فقال لي أبومحمد عليه‌السلام : هذا المولود الكريم على الله عزوجل ، قلت له : ياسيدي له أربعون يوما وأنا أرى من أمره ما أرى؟ فقال عليه‌السلام : ياعمتي أما علمت أنا معشر الاوصياء ننشؤ في اليوم ماينشؤ غيرنا في الجمعة وننشؤ في الجمعة ماينشؤ غيرنا في السنة؟ فقمت فقبلت رأسه فانصرفت فعدت وتفقدته فلم أره فقلت لسيدي أبي محمد عليه‌السلام : مافعل مولانا؟ فقال : ياعمة استودعناه الذي استودعته ام موسى عليه‌السلام ثم قال عليه‌السلام : لما وهب لي ربي مهدي هذه الامة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقفا [به] بين يدي الله عزوجل فقال له : مرحبا بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي آليت أني بك آخذ وبك اعطي وبك أغفر وبك اعذب ، اردداه أيها الملكان رداه رداه على أبيه ردا رفيقا وأبلغاه فانه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن احق به الحق وازق به الباطل ، ويكون الدين لي واصبا.

ثم قالت : لما سقط من بطن امه إلى الارض وجد جاثيا على ركبتيه رافعا

____________________

(١) القصص : ٦.

٢٧

بسبابتيه ثم عطس فقال : « الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا داخرا غير مستنكف ولامستكبر » ثم قال عليه‌السلام : زعمت الظلمة أن حجة لله داحضة لو اذن لي لزال الشك.

وعن إبراهيم صاحب أبي محمد عليه‌السلام أنه قال : وجه إلي مولاي أبوالحسن عليه‌السلام بأربعة أكبش وكتب إلي : بسم الله الرحمن الرحيم [عق] هذه عن ابني محمد المهدي وكل هناك وأطعم من وجدت من شيعتنا.

اقول : وقال الشهيد رحمه‌الله في الدروس : ولد عليه‌السلام بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين وامه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.

اقول : وعين الشيخ في المصباحين والسيد ابن طاوس في كتاب الاقبال وسائر مؤلفي كتب الدعوات ولادته عليه‌السلام في النصف من شعبان وقال : في الفصول المهمة : ولد عليه‌السلام بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين [نقل من خط الشهيد عن الصادق عليه‌السلام قال : إن الليلة التي يولد فيها القائم عليه‌السلام لايولد فيها مولود إلا كان مؤمنا ، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الايمان ببركة الامام عليه‌السلام].

٢

* ( باب ) *

* « ( أسمائه عليه‌السلام وألقابه وكناه وعللها ) » *

١ ـ ع : الدقاق وابن عصام معا ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل الفزاري ، عن محمد بن جمهور العمي ، عن ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : سألت الباقر صلوات الله عليه يا ابن رسول الله ألستم كلكم قائمين بالحق قال : بلى ، قلت : فلم سمي القائم قائما؟ قال : لما قتل جدي الحسين صلى الله عليه ضجت الملائكة إلى الله عزوجل بالبكاء والنحيب ، وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل

٢٨

عمن قتل صفوتك وابن صفوتك ، وخيرتك من خلقك ، فأوحى الله عزوجل إليهم قروا ملائكتي فو عزتي وجلالي لانتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين عليه‌السلام للملائكة فسرت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي فقال الله عزوجل : بذلك القائم أنتقم منهم.

٢ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن سفيان بن عبدالمؤمن الانصاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : أقبل رجل إلى أبي جعفر عليه‌السلام وأنا حاضر فقال : رحمك الله اقبض هذه الخمسمائة درهم ، فضعها في مواضعها فانها زكاة مالي ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : بل خذها أنت فضعها في جيرانك والايتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فانه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمان البر منهم والفاجر فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله فانما سمي المهدي لانه يهدي لامر خفي يستخرج التوراة وساير كتب الله من غار بأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الانجيل بالانجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان ، وتجمع إليه أموال الدنيا كلها مافي بطن الارض وظهرها فيقول للناس : تعالوا إلى ماقطعتم فيه الارحام ، وسفكتم فيه الدماء ، و ركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئا لم يعط أحد كان قبله قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو رجل مني اسمه كاسمي يحفظني الله فيه ويعمل بسنتي يملا الارض قسطا وعدلا ونورا بعد ما تمتلئ ظلما وجورا وسوءا.

بيان : قوله عليه‌السلام « إنما يكون هذا » أي وجوب رفع الزكاة إلى الامام و قوله « يحكم بين أهل التوراة بالتوراة » لاينافي ماسيأتي من الاخبار في أنه عليه‌السلام لايقبل من أحد إلا الاسلام لان هذا محمول على أنه يقيم الحجة عليهم بكتبهم أو يفعل ذلك في بدو الامر قبل أن يعلو أمره ويتم حجته قوله عليه‌السلام « يحفظني الله فيه » أي يحفظ حقي وحرمتي في شأنه فيعينه وينصره أو يجعله بحيث يعلم الناس حقه وحرمته لجده.

٢٩

٣ ـ مع : سمي القائم عليه‌السلام قائما لانه يقوم بعد موته ذكره.

٤ ـ ك : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن الصقر ابن دلف ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام يقول : إن الامام بعدي ابني علي أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والامامة بعده في ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه ، وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت فقلت له : يابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن فبكى عليه‌السلام بكاء شديدا ثم قال : إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر فقلت له : يابن رسول الله ولم سمي القائم قال : لانه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بامامته ، فقلت له : ولم سمي المنتظر قال : لان له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكثر فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.

٥ ـ غط : الكليني رفعه قال : قال أبوعبدالله (١) عليه‌السلام حين ولد الحجة : زعم الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل فكيف رأوا قدرة الله وسماه المؤمل.

٦ ـ غط : الفضل ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي عن أبي سعيد الخراساني ، قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : المهدي والقائم واحد؟ فقال : نعم ، فقلت : لاي شئ سمي المهدي ، قال : لانه يهدي إلى كل أمر خفي وسمي القائم لانه يقوم بعدما يموت إنه يقوم بأمر عظيم.

بيان : قوله عليه‌السلام « بعدما يموت » أي ذكره أو يزعم الناس.

٧ ـ شا : روى محمد بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قام القائم عليه‌السلام دعا الناس إلى الاسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لانه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق.

٨ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري ، معنعنا عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا » (٢) قال : الحسين « فلا يسرف في القتل إنه

____________________

(١) كذا. والظاهر : أبومحمد عليه‌السلام.

(٢) أسرى : ٣٣.

٣٠

كان منصورا » قال : سمى الله المهدي المنصور كما سمى أحمد ومحمد ومحمود وكما سمى عيسى المسيح عليه‌السلام.

٩ ـ كشف : قال ابن الخشاب : حدثني محمد بن موسى الطوسي ، عن عبدالله ابن محمد ، عن القاسم بن عدي ، قال : يقال كنية الخلف الصالح أبوالقاسم وهو ذو الاسمين.

اقول : قد سبق أسماؤه عليه‌السلام في الباب السابق وسيأتي في باب من رآه عليه‌السلام وغيره.

٣

* ( باب ) *

* « ( النهي عن التسمية ) » *

١ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر ، عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن الضريس ، عن أبي خالد الكابلي قال : لما مضي علي بن الحسين دخلت على محمد بن علي الباقر عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك ، قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وانسي به ووحشتي من الناس ، قال : صدقت يابا خالد تريد ماذا؟ قلت : جعلت فداك قد وصف لي أبوك صاحب هذا الامر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لاخذت بيده قال : فتريد ماذا يابا خالد؟ قال : اريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه ، فقال : سألتني والله يابا خالد عن سؤال مجهد ولقد سألتني عن أمر مالو كنت محدثا به أحدا لحدثتك ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة.

٢ ـ نى : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن العسكري عليه‌السلام يقول : الخلف من بعد الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ، قلت : ولم جعلني الله فداك؟ فقال : لانكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره؟ فقال : قولوا : الحجة

٣١

من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه.

ك : ابن الوليد عن سعد مثله.

غط : سعد مثله.

نص : علي بن محمد السندي ، عن محمد بن الحسن ، عن سعد مثله.

اقول : قد مر في بعض أخبار اللوح التصريح باسمه عليه‌السلام فقال الصدوق رحمه‌الله : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه‌السلام والذي أذهب إليه النهي عن تسميته عليه‌السلام.

٣ ـ يد : الدقاق والوراق معا ، عن محمد بن هارون الصوفي ، عن الرؤياني عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام أنه قال في القائم عليه‌السلام : لايحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما و جورا. الخبر.

٤ ـ ك : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : المهدي من ولدي الخامس ومن ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.

ك : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله.

٥ ـ ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام أنه قال عند ذكر القائم عليه‌السلام : يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عزوجل فيملا به الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

بيان : هذه التحديدات مصرحة في نفي قول من خص ذلك بزمان الغيبة الصغرى تعويلا على بعض العلل المستنبطة والاستبعادات الوهمية.

٦ ـ ك : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن محمد بن علي عليه‌السلام قال : القائم هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه



٣٢

ويحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله وكنيه ، الخبر.

نص : أبوعبدالله الخزاعي ، عن الاسدي ، مثله.

٧ ـ ك : أبي ، وابن الوليد معا ، عن الحميري ، قال : كنت مع أحمد بن إسحاق عند العمري رضي‌الله‌عنه فقلت للعمري : إني أسئلك عن مسألة كما قال الله عزوجل في قصة إبراهيم « أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » هل رأيت صاحبي؟ قال : نعم ، وله عنق مثل ذي وأشار بيديه جميعا إلى عنقه قال : قلت : فالاسم قال : إياك أن تبحث عن هذا فان عند القوم أن هذا النسل قد انقطع.

٨ ـ كا : علي بن محمد ، عن أبي عبدالله الصالحي قال : سألني أصحابنا بعد مضي أبومحمد عليه‌السلام أن أسأل عن الاسم والمكان ، فخرج الجواب : إن دللتهم على الاسم أذاعوه ، وإن عرفوا المكان دلوا عليه.

٩ ـ ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، وحيدر بن محمد ، عن العياشي عن آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسين الدقاق ، وإبراهيم بن محمد معا ، عن علي بن عاصم الكوفي ، قال : خرج في توقيعات صاحب الزمان عليه‌السلام : ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس.

١٠ ـ ك : محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : سمعت أبا علي محمد بن همام يقول : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : خرج توقيع بخط أعرفه : من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله.

١١ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب عن أبي عبدالله عليه‌السلام : قال صاحب هذا الامر رجل لايسميه باسمه إلا كافر.

١٢ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن ابن فضال ، عن الريان بن الصلت ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن القائم فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه.

١٣ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سأل عمر أمير المؤمنين



٣٣

عليه‌السلام عن المهدي قال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال : أما اسمه فلا إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا احدث باسمه حتى يبعثه الله عزوجل وهو مما استودع الله عزوجل رسوله في علمه.

غط : سعد مثله.

٤

* ( باب ) *

* ( صفاته صلوات الله عليه وعلاماته ونسبه ) *

١ ـ ن : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ، عن أحمد بن الفضل ، عن بكر ابن أحمد القصري ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال : لا يكون القائم إلا إمام بن إمام ووصي بن وصي.

٢ ـ ك : أحمد بن هارون ، وابن شاذويه ، وابن مسرور وجعفر بن الحسين جميعا ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن أيوب بن نوح ، عن العباس بن عامر.

وحدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن عبدالله بن المغيرة ، عن جده الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن موسى بن هلال الضبي ، عن عبدالله بن عطا قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إن شيعتك بالعراق كثير ، ووالله مافي أهل البيت مثلك كيف لاتخرج؟ فقال : يا عبدالله بن عطا ، قد أمكنت الحشوة من اذنيك والله ما أنا بصاحبكم قلت : فمن صاحبنا؟ قال : انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم.

بيان : قال الجوهري : فلان من حشوة بني فلان بالكسر أي من رذالهم.

أقول أي تسمع كلام أراذل الشيعة وتقبل منهم في توهمهم أن لنا أنصارا كثيرة وأنه لابد لنا من الخروج وأني القائم الموعود.

٣ ـ غط : جماعة ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن إسحاق المقري ، عن علي بن العباس ، عن بكار بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين عن سفيان الجريري قال : سمعت محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى يقول : والله



٣٤

لا يكون المهدي أبدا إلا من ولد الحسين عليه‌السلام.

٣ ـ غط : بهذا الاسناد ، عن الجريري ، عن الفضيل بن الزبير ، قال : سمعت زيد بن علي عليه‌السلام يقول : المنتظر من ولد الحسين بن علي ، في ذرية الحسين و في عقب الحسين ، وهو المظلوم الذي قال الله : « ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه قال : وليه رجل من ذريته من عقبه ثم قرأ » وجعلها كلمة باقية في عقبه « (١) سلطانا فلا يسرف في القتل » (٢) قال : سلطانه في حجته على جميع من خلق الله حتى يكون له الحجة على الناس ولا يكون لاحد عليه حجة.

٤ ـ غط : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن إسماعيل بن مالك عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب حمرة مبدح البطن ، عريض الفخذين ، عظيم مشاش المنكبين ، بظهره شامتان : شامة على لون جلده ، وشامة على شبه شامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، له اسمان : اسم يخفى ، و اسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد ، فاذا هز رأيته أضاء لها مابين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رؤس العباد ، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد وأعطاه الله قوة أربعين رجلا ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وفي قبره وهم يتزاورون في قبورهم ، ويتباشرون بقيام القائم عليه‌السلام.

بيان : « مبدح البطن » أي واسعه وعريضه ، قال الفيروزآبادي : البداح كسحاب المتسع من الارض أو اللينة الواسعة ، والبدح بالكسر الفضاء الواسع وامرأة بيدح : بادن والابدح : الرجل الطويل [السمين] والعريض الجنبين من الدواب وقال : المشاشة بالضم رأس العظم الممكن المضغ والجمع مشاش والشامة علامة تخالف البدن الذى هي فيه وهي هنا إما بأن تكون أرفع من سائر الاجزاء أو أخفض وإن لم تخالف

____________________

(١) الزخرف : ٢٨.

(٢) الانعام : ١١٥.

٣٥

في اللون.

٥ ـ ك : بهذا الاسناد ، عن محمد بن سنان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن العلم بكتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع عن أحسن نباته ، فمن بقي منكم حتى يلقاه فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ، ومعدن العلم وموضع الرسالة وروي أن التسليم على القائم عليه‌السلام أن يقال : السلام عليك يابقية الله في أرضه.

٦ ـ غط : سعد ، عن اليقطيني ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ساير عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال : أما اسمه فان حبيبي عهد إلي أن لا احدث باسمه حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الامآء.

نى : عن عمرو بن شمر مثله.

٧ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى العلوي ، عن محمد بن أحمد القلانسي ، عن علي بن الحسين ، عن العباس بن عامر ، عن موسى بن هلال ، عن عبدالله بن عطا قال : خرجت حاجا من واسط ، فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام فسألني عن الناس والاسعار فقلت : تركت الناس مادين أعناقهم إليك لو خرجت لاتبعك الخلق ، فقال : يابن عطا أخذت تفرش اذنيك للنوكى ، لا والله ما أنا بصاحبكم ولا يشار إلى رجل منا بالاصابع ويمط إليه بالحواجب إلا مات قتيلا أو حتف أنفه ، قلت : وما حتف أنفه؟ قال : يموت بغيظه على فراشه ، حتى يبعث الله من لايؤبه لولادته ، قلت : ومن لايؤبه لولادته؟ قال : انظر من لايدري الناس أنه ولد أم لا؟ فذاك صاحبكم.

بيان : النوكى الحمقى ، وقال الجوهري : مط حاجبيه أي مدهما (١) قوله :

____________________

(١) يعنى اذا كان يخاطب بهما.

٣٦

قلت : ومن لايؤبه : أي ما معناه ويحتمل أن يكون سقط لفظة « من » من النساخ لتوهم التكرار (١).

٨ ـ نى : الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن سعد بن عبدالله ، عن أيوب ابن نوح ، قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : إنا نرجو أن تكون صاحب هذا الامر وأن يسوقه الله إليك عفوا بغير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك فقال : ما منا أحد اختلف الكتب إليه واشير إليه بالاصابع وسئل عن المسائل و حملت إليه الاموال إلا اغتيل أو مات على فراشه ، حتى يبعث الله لهذا الامر غلاما منا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نفسه.

بيان : قال الجوهري : يقال : أعطيته عفو المال يعني بغير مسألة وعفا الماء إذا لم يطأه شي ء يكدره.

٩ ـ نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن أحمد بن ميثم ، عن عبدالله بن موسى ، عن عبدالاعلى بن حصين الثعلبي ، عن أبيه قال : لقيت أبا جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام في حج أو عمرة فقلت له : كبرت سني ودق عظمي فلست أدري يقضى لي لقاؤك أم لا؟ فاعهد إلي عهدا وأخبرني متى الفرج؟ فقال : إن الشريد الطريد الفريد الوحيد ، الفرد من أهله الموتور بوالده المكنى بعمه هو صاحب الرايات واسمه اسم نبي ، فقلت : أعد علي فدعا بكتاب أديم أو صحيفة فكتب فيها.

بيان : الموتور بوالده أي قتل والده ولم يطلب بدمه والمراد بالوالد إما العسكري عليه‌السلام أو الحسين أو جنس الوالد ليشمل جميع الائمة عليهم‌السلام قوله المكنى بعمه لعل كنية بعض أعمامه أبوالقاسم أو هو عليه‌السلام مكنى بأبي جعفر أو أبي الحسين أو أبي محمد أيضا ولا يبعد أن يكون المعنى لا يصرح باسمه بل يعبر عنه بالكناية خوفا من عمه جعفر والاوسط أظهر كما مر في خبر حمزة بن أبي الفتح وخبر عقيد تكنيته عليه‌السلام بأبي جعفر ، وسيأتي أيضا ولا تنافي التكنية بأبي القاسم أيضا. قوله عليه‌السلام :

____________________

(١) بل التكرار غلط ، والمعنى : من الذى لايؤبه لولادته؟

٣٧

« اسم نبي » يعني نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٠ ـ نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن يونس بن كليب ، عن معاوية ابن هشام ، عن صباح ، عن سالم الاشل ، عن حصين التغلبي ، قال : لقيت أبا جعفر عليه‌السلام وذكر مثل الحديث الاول إلا أنه قال : ثم نظر إلي أبوجعفر عليه‌السلام عند فراغه من كلامه فقال : أحفظت [أم] أكتبها لك فقلت : إن شئت ، فدعا بكراع من أديم أو صحيفة فكتبها ثم دفعها إلي وأخرجها حصين إلينا فقرأها علينا ثم قال : هذا كتاب أبي جعفر عليه‌السلام.

١١ ـ نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسن ابن حماد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : صاحب هذا الامر هو الطريد الفريد الموتور بأبيه المكنى بعمه المفرد من أهله اسمه اسم نبي.

١٢ ـ نى : ابن عقدة ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الحضرمي عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، وعن يونس بن يعقوب ، عن سالم المكي ، عن أبي الطفيل عن عامر بن واثلة أن الذي تطلبون وترجون إنما يخرج من مكة وما يخرج من مكة حتى يرى الذي يحب ولو صار أن يأكل الاعضاء أعضاء الشجرة (١).

١٣ ـ نى : محمد بن همام ، عن أحمد بن مابنداد ، عن أحمد بن هلال ، عن أحمد بن علي القيسي ، عن أبي الهيثم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : إذا توالت ثلاثة أسماء : محمد وعلي والحسن كان رابعهم القائم عليه‌السلام.

١٤ ـ نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن محمد بن أحمد المديني ، عن ابن أسباط ، عن محمد بن سنان ، عن داود الرقي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك قد طال هذا الامر علينا حتى ضاقت قلوبنا ومتنا كمدا! فقال : إن هذا الامر آيس ما يكون وأشد غما : ينادي مناد من السمآء باسم القائم واسم أبيه فقلت : جعلت فداك ما اسمه؟ قال : اسمه اسم نبي واسم أبيه اسم وصي.

١٥ ـ نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن عباد بن يعقوب ، عن يحيى بن سالم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : صاحب هذا الامر أصغرنا سنا وأخملنا شخصا.

____________________

(١) كذا وفى المصدر : يأكل الاغصان أغصان الشجر. وهو الصحيح راجع ص ٩٤.

٣٨

قلت : متى يكون؟ قال : إذا سارت الركبان ببيعة الغلام ، فعند ذلك يرفع كل ذى صيصية لواء.

بيان : « أصغرنا سنا » أي عند الامامة ، قوله : « سارت الركبان » أي انتشر الخبر في الآفاق بأن بويع الغلام أي القائم عليه‌السلام « والصيصية » شوكة الديك ، و قرن البقر والظباء ، والحصن ، وكل ما امتنع به ، وهنا كناية عن القوة والصولة.

١٦ ـ نى : علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عمر اليماني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لاحد.

١٧ ـ نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يقوم القائم وليس لاحد في عنقه عقد ولا بيعة.

١٨ ـ نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن جعفر بن القاسم ، عن محمد بن الوليد ، عن الوليد بن عقبة ، عن الحارث بن زياد ، عن شعيب بن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت له : أنت صاحب هذا الامر؟ فقال : لا ، قلت : [فولدك؟ قال : لا ، قلت] (١) فولد ولدك؟ قال : لا ، قلت : فولد ولد ولدك؟ قال : لا ، قلت : فمن هو؟ قال : الذي يملها عدلا كما ملئت جورا لعلى فترة من الائمة يأتي كما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث على فترة.

١٩ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن بعض رجاله ، عن إبراهيم بن الحسين بن ظهير ، عن إسماعيل بن عياش ، عن الاعمش ، عن أبي وابل قال : نظر أمير المؤمنين علي إلى الحسين عليه‌السلام فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيدا وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق و الخلق ، يخرج على حين غفلة من الناس وإماتة للحق ، وإظهار للجور والله لو

____________________

(١) مابين المعقوفتين أضفناه من نسخة الكافى راجع ج ١ ص ٣٤١ والمصدر ص ٩٨.

٣٩

لم يخرج لضربت عنقه يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها وهو رجل أجلى الجبين ، أقنى الانف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين (١) لفخذه اليمنى شامة أفلج الثنايا يملا الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.

بيان : القنا في الانف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه قوله عليه‌السلام : أزيل الفخذين من الزيل كناية عن كونهما عريضتين كما مر في خبر آخر وفي بعض النسخ بالباء الموحدة من الزبول فينافي ما سبق ظاهرا وفي بعضها أربل بالراء المهملة والباء الموحدة من قولهم رجل ربل كثير اللحم وهذا أظهر وفلج الثنايا انفراجها وعدم التصاقها.

٢٠ ـ نى : أحمد بن هوذه ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن ابن بكير ، عن حمران قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك إني قد دخلت المدينة وفي حقوي هميان فيه ألف دينار وقد أعطيت الله عهدا أنني انفقها ببابك دينارا دينارا أو تجيبني فيما أسئلك عنه فقال : يا حمران سل تجب ، ولا تبعض (٢) دنانيرك فقلت : سألتك بقرابتك من رسول الله أنت صاحب هذا الامر والقائم به؟ قال : لا ، قلت : فمن هو بأبي أنت وامي؟ فقال : ذاك المشرب حمرة ، الغائر العينين المشرف الحاجبين ، عريض مابين المنكبين ، برأسه حزاز ، وبوجهه أثر رحم الله موسى.

بيان : المشرف الحاجبين أي في وسطهما ارتفاع من الشرفة والحزاز ما يكون في الشعر مثل النخالة ، وقوله عليه‌السلام : رحم الله موسى ، لعله إشارة إلى أنه سيظن بعض الناس أنه القائم وليس كذلك أو أنه قال : « فلانا » كما سيأتي فعبر عنه الواقفية بموسى.

* ٢١ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن أحمد بن

____________________

(١) في النسخة المطبوعة في المواضع وكذا المصدر أذيل وهو سهو.

(٢) لاتنفق ظ.

(*) في النسخة المطبوعة شا وهو سهو لان الحديث لا يوجد في الارشاد والصحيح ما أثبتناه راجع كتاب الغيبة للنعمانى ص ١١٥ ، مع ما يظهر من قوله بعد ذلك : نى وبهذا الاسناد وهكذا في صدر الاسناد الاتية مصدرا بعبد الواحد بن عبدالله وهو من مشايخ النعمانى.

٤٠