بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

المعاش ، فقال : ياحكم كلنا قائم بأمر الله. قلت : فأنت المهدي؟ قال : كلنا يهدي إلى الله ، قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : كلنا صاحب السيف ووارث السيف ، قلت : فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟ فقال : ياحكم كيف أكون أنا وبلغت خمسا وأربعين ، وإن صاحب هذا أقرب عهدا باللبن مني وأخف على ظهر الدابة (١).

بيان : « علي نذر » أي وجب علي نذر أي منذور وبين الركن والمقام ظرف « علي » والمراد بالمقام إما مقامه الآن فيكون بيانا لطول الحطيم أو مقامه السابق فيكون بيانا لعرضه لكن العرض يزيد على ماهو المشهور أنه إلى الباب ، وإنما اختار هذا الموضع لانه أشرف البقاع فيصير عليه أوجب وكأن « صياما » كان بدون الواو ، ومع وجوده عطف تفسير أو المراد بالنذر شئ آخر لم يفسره ، والظاهر أن نذره كان هكذا : لله عليه إن لقيه عليه‌السلام وخرج من المدينة قبل أن يعلم هذا الامر أن يصوم كذا ويتصدق بكذا « رابطتك » أي لازمتك ولم افارقك قوله : « يهدي إلى الله » على المجرد المعلوم لاستلزام كونهم هادين لكونهم مهديين أو المجهول ، أو على بناء الافتعال المعلوم بادغام التاء في الدال وكسر الهاء كقوله تعالى : « أم من لايهدي إلا أن يهدى » والاول أظهر. « أقرب عهدا باللبن » أي بحسب المراى والمنظر ، أي يحسبه الناس شابا لكمال قوته وعدم ظهور أثر الكهولة والشيخوخة فيه ، وقيل : أي عند إمامته ، فذكر الخمس والاربعين لبيان أنه كان عند الامامة أسن ، لعلم السائل أنه لم يمض من إمامته حينئذ إلا سبع سنين ، فسنه عندها كانت ثمانا وثلاثين ، والاول أوفق بما سيأتي من الاخبار فتفطن].

____________________

(١) الكافى ج ١ ص ٥٣٦.

١٤١

٦

* ( باب ) *

* ( ماروى في ذلك عن الصادق صلوات الله عليه ) *

١ ـ ك ، ع : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي نجران ، عن فضالة ، عن سدير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن في القائم سنة من يوسف قلت : كأنك تذكر حيرة أو غيبة قال لي : وما تنكر من هذا هذه الامة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم ، فلم يعرفوه حتى قال لهم يوسف عليه‌السلام : أنا يوسف. فما تنكر هذه الامة الملعونة أن يكون الله عزوجل في وقت من الاوقات يريد أن يستر حجته ، لقد كان يوسف إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عزوجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر ، وما تنكر هذه الامة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه حتى يأذن الله عزوجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال : « هل علمتم مافعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لانت يوسف قال أنا يوسف و هذا أخي ».

بيان : من بدوهم أي من طريق البادية.

٢ ـ ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي وحيدر بن محمد السمرقندي معا عن العياشي ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن الحسن بن محمد الصيرفي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له : ولم ذاك يابن رسول الله؟ قال إن الله عزوجل أبى إلا أن يجري فيه سنن الانبياء عليهم‌السلام في غيباتهم وأنه لابد له ياسدير من



١٤٢

استيفاء مدد غيباتهم قال الله عزوجل : « لتركبن طبقا عن طبق » أي سننا على سنن من كان قبلكم.

٣ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول :

لكل اناس دولة يرقبونها

ودولتنا في آخر الدهر تظهر

٤ ـ ك : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : من أقر بجميع الائمة عليهم‌السلام وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته. فقيل يابن رسول الله ممن المهدي؟ من ولدك؟ قال : الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.

ك : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور ، عنه عليه‌السلام مثله.

٥ ـ ك : أبي ، وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن الحسن بن علي الزيتوني ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي ، عن أبي الهيثم ابن أبي حية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية محمد وعلي والحسن فالرابع القائم عليه‌السلام.

غط : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي ، عن سلم بن أبي حية مثله.

٦ ـ ك : الطالقاني ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن مابندار ، عن أحمد ابن هلال ، عن امية بن علي القيسي ، عن أبي الهيثم التميمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم.

٧ ـ ك : الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن المفضل بن عمر قال : دخلت على سيدي جعفر بن محمد عليه‌السلام فقلت : ياسيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي : يامفضل الامام من بعدي ابني موسى والخلف المأمول

١٤٣

المنتظر م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى.

٨ ـ ك : علي بن عبدالله بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن خلف (١) عن محمد ابن سنان وأبي علي الزراد معا عن إبراهيم الكرخي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فاني لجالس عنده إذ دخل أبوالحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وهو غلام فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي أما إنه ليهلكن فيه قوم ويسعد آخرون فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه سمي جده ووارث علمه و أحكامه وفضائله ، معدن الامامة ورأس الحكمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون.

يخرج الله من صلبه تمام اثنا عشر مهديا اختصهم الله بكرامته ، وأحلهم دار قدسه ، المقر بالثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذب عنه قال فدخل رجل من موالي بني امية فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أحد عشر مرة اريد منه أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس فقال : يا إبراهيم المفرج للكرب [عن] شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل ، وجزع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم. فما رجعت بشئ أسر من هذا لقلبي ولا أقر لعيني.

٨ ـ ك : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن زيد ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن سماعة ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن أبيه ، عن المفضل قال : قال الصادق عليه‌السلام إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر؟ فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين عليهم‌السلام آخرهم القائم

____________________

(١) في المصدر المطبوع ج ٢ ص ٣ : علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثنا أبي عن جدي أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه محمد بن خالد الخ وهو الصحيح راجع مستدرك النورى قدس‌سره ج ٣ ص ٦٦٥.

١٤٤

الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم.

٩ ـ ك : الهمداني ، عن ابن عقدة ، عن أبي عبدالله العاصمي ، عن الحسين ابن القاسم بن أيوب ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن ثابت بن الصباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : منا اثنا عشر مهديا مضى ستة وبقي ستة يضع الله في السادس ما أحب.

١٠ ـ ك : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله الصادق عليه‌السلام من أقر بالائمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الانبياء عليهم‌السلام وجحد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته ، فقلت : سيدي ومن المهدي؟ من ولدك؟ قال : الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.

١١ ـ ك : العطار ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن صفوان الجمال قال : قال الصادق عليه‌السلام : أما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم : ما لله في آل محمد حاجة ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

١٢ ـ ك : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن ابن بزيع عن حنان السراج ، عن السيد بن محمد الحميري في حديث طويل يقول فيه : قلت للصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام : يابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم‌السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه‌السلام : ستقع بالسادس من ولدي والثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم القائم بالحق بقية الله في أرضه صاحب الزمان وخليفة الرحمان والله لو بقي في غيبته مابقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

١٣ ـ ك : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن صالح ابن محمد ، عن هانئ التمار قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إن لصاحب هذا الامر

١٤٥

غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.

١٤ ـ ك : الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن ابن البطائني عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن سنن الانبياء عليهم‌السلام ماوقع عليهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال أبوبصير : فقلت له : يابن رسول الله! ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال : يابا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الامآء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عزوجل فيفتح على يديه مشارق الارض ومغاربها وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه‌السلام فيصلي خلفه وتشرق الارض بنور ربها ولا تبقى في الارض بقعة عبد فيها غير الله عزوجل إلا عبدالله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون.

بيان : قال الجزري : القذة ريش السهم ومنه الحديث لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة أي كما يقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها و تقطع ، يصرب مثلا للشيئين يستويان ولايتفاوتان.

١٥ ـ غط : جماعة ، عن البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن قتيبة عن الفضل ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها.

١٦ ـ غط : أحمد بن إدريس ، عن علي بن الفضل ، عن أحمد بن عثمان عن أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلاء الرازي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ينتج الله في هذه الامة رجلا مني وأنا منه يسوق الله به بركات السموات والارض فتنزل السماء قطرها ويخرج الارض بذرها وتأمن وحوشها وسباعها ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويقتل حتى يقول الجاهل : لو كان هذا من ذرية محمد لرحم.

١٧ ـ نى : محمد بن همام ، عن أحمد بن مابنداد ، عن محمد بن سنان ، عن الكاهلي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : تواصلوا وتباروا وتراحموا فوالذي فلق الحبة وبرء

١٤٦

النسمة ليأتين عليكم وقت لايجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعا يعني لا يجد له عند ظهور القائم عليه‌السلام موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله وفضل وليه فقلت وأنى يكون ذلك فقال : عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما يطلع الشمس أينما تكونون فاياكم والشك والارتياب انفوا عن نفوسكم الشكوك وقد حذرتم فاحذروا ومن الله أسأل توفيقكم وإرشادكم.

بيان : الظاهر أن يعني كلام النعماني والظاهر أنه ره أخطأ في تفسيره لانه وصف لزمان الغيبة لا لزمان ظهوره عليه‌السلام كما يظهر من آخر الخبر بل المعنى أن الناس يكونون خونة لايوجد من يؤتمن على درهم ولا دينار.

١٨ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن أحمد ابن علي الحميري ، عن الحسين بن أيوب ، عن عبدالكريم الخثعمي ، عن محمد بن عصام ، عن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام في مجلسه ومعي غيري فقال لنا : إياكم والتنويه يعني باسم القائم عليه‌السلام وكنت أراه يريد غيري فقال لي : يابا عبدالله إياكم والتنويه والله ليغيبن سنينا من الدهر وليخملن حتى يقال : مات هلك بأي واد سلك ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر حتى لاينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الايمان في قلبه وأيده بروح منه ولترفعن اثنا عشر رأيه مشتبهة لايعرف أي من أي قال : فبكيت فقال لي : مايبكيك؟ قلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنا عشر رأية مشتبهة لايعرف أي من أي قال : فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال عليه‌السلام : أهذه الشمس مضيئة؟ قلت : نعم ، قال : والله لامرنا أضوء منها.

بيان : [التنوين في قوله « سنينا » على لغة بني عامر قال الازهري في التصريح : وبعضهم يجري بنين وباب سنين وإن لم يكن علما مجرى غسلين في لزوم الياء و الحركات على النون منونة غالبا على لغة بني عامر انتهى].

خمل ذكره وصوته خمولا خفي ويقال : كفأت الاناء أي قلبته وقوله :

١٤٧

وليكفأن أي المؤمنون وفي بعض النسخ بصيغة الخطاب.

١٩ ـ نى : محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن زيد بن قدامة ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن القائم إذا قام يقول الناس : أني ذلك وقد بليت عظامه.

٢٠ ـ نى : علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي ، عن يونس بن يعقوب ، عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام ماعلامة القائم؟ قال : إذا استدار الفلك ، فقيل مات أو هلك في أي واد سلك ، قلت : جعلت فداك ثم يكون ماذا؟ قال : لايظهر إلا بالسيف.

٢١ ـ نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم ، عن عباس ابن هشام الناشري ، عن عبدالله بن جبلة ، عن فضيل الصائغ ، عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إذا فقد الناس الامام مكثوا سبتا لايدرون أيا من أي ثم يظهر الله لهم صاحبهم.

توضيح : السبت الدهر.

٢٢ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبدالله بن موسى ، عن الحسن بن معاوية عن ابن محبوب ، عن خلاد بن قصار قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام هل ولد القائم؟ قال : لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي.

ايضاح : لخدمته أي ربيته وأعنته.

٢٣ ـ قل : باسنادنا إلى أبي جعفر الطوسي ، عن جماعة ، عن التلعكبري عن ابن همام ، عن جميل ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن أحمد بن رباح ، عن أبي الفرج أبان بن محمد المعروف بالسندي نقلناه من أصله قال : كان أبوعبدالله عليه‌السلام في الحج في السنة التي قدم فيها. أبوعبدالله عليه‌السلام تحت الميزاب وهو يدعو وعن يمينه عبدالله بن الحسن ، وعن يساره حسن بن حسن وخلفه جعفر بن حسن قال : فجاءه عباد بن كثير البصري فقال له : يا أبا عبدالله قال : فسكت عنه حتى قالها ثلاثا قال : ثم قال له : ياجعفر! قال : فقال له : قل ماتشاء يا أبا كثير قال : إني وجدت في كتاب

١٤٨

لي علم هذه البنية رجل ينقضها حجرا حجرا قال : فقال له : كذب كتابك يا أبا كثير ولكن كأني والله بأصفر القدمين ، خمش الساقين ، ضخم البطن ، دقيق العنق ، ضخم الرأس على هذا الركن وأشار بيده إلى الركن اليماني يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا منه قال ثم يبعث الله له رجلا مني وأشار بيده إلى صدره فيقتله قتل عاد وثمود وفرعون ذي الاوتاد قال : فقال له عند ذلك عبدالله بن الحسن : صدق والله أبوعبدالله عليه‌السلام حتى صدقوه كلهم جميعا.

نقل من خط الشهيد ره عن أبي الوليد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « قد قامت الصلاة » إنما يعني به قيام القائم عليه‌السلام.

٢٤ ـ كتاب مقتضب الاثر في النص على الاثني عشر ، عن محمد بن جعفر الآدمي وأثنى عليه ابن غالب الحافظ عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن الحسين ابن علوان ، عن همام بن الحارث ، عن وهب بن منبه قال : إن موسى عليه‌السلام نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرة في الطور ، وكل حجر ونبات تنطق بذكر محمد واثني عشر وصيا له من بعده ، فقال موسى : إلهي لا أرى شيئا خلقته إلا وهو ناطق بذكر محمد وأوصيائه الاثني عشر ، فما منزلة هؤلاء عندك؟ قال : يا ابن عمران! إني خلقتهم قبل خلق الانوار ، وجعلتهم في خزانة قدسي يرتعون في رياض مشيتي ويتنسمون من روح جبروتي ، ويشاهدون أقطار ملكوتي ، حتى إذا شئت مشيتي أنفذت قضائي وقدري.

يا ابن عمران! إني سبقت بهم استباقي ، حتى ازخرف بهم جناني ، يابن عمران! تمسك بذكرهم فانهم خزنة علمي وعيبة حكمتي ، ومعدن نوري ، قال حسين بن علوان : فذكرت ذلك لجعفر بن محمد عليه‌السلام فقال : حق ذلك هم اثنا عشر من آل محمد : علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ومن شاء الله قلت : جعلت فداك إنما أسألك لتفتيني بالحق ، قال : أنا وابني هذا وأومأ إلى ابنه موسى والخامس من ولده يغيب شخصه ولا يحل ذكره باسمه.

١٤٩

٧

* ( باب ) *

* ( ماروى عن الكاظم صلوات الله عليه في ذلك ) *

١ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن جده محمد ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لايزيلكم أحد عنها يابني إنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عزوجل امتحن بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه ، فقلت : ياسيدي من الخامس من ولد السابع؟ قال : يابني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه.

ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد مثله.

غط : سعد مثله.

نى : الكليني ، عن علي بن محمد ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن جعفر مثله.

نص : علي بن محمد السندي ، عن محمد بن الحسين ، عن سعد مثله.

بيان : قوله يابني على جهة اللطف والشفقة.

٢ ـ ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة » فقال : النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب فقلت له : ويكون في الائمة من يغيب؟ قال : نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب ويظهر له كنوز الارض ويقرب له كل بعيد ويبير به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ذاك ابن سيدة الاماء الذي يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته

١٥٠

حتى يظهره ( الله ) عزوجل فيملا به الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

قال الصدوق ره : لم أسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عند منصرفي من حج بيت الله الحرام وكان رجلا ثقة دينا فاضلا رحمة الله عليه ورضوانه.

نص : محمد بن عبدالله بن حمزة ، عن عمه الحسن ، عن علي ، عن أبيه مثله.

٣ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن الخشاب ، عن العباس بن عامر قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يقول صاحب هذا الامر يقول الناس لم يولد بعد.

٤ ـ ك : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن خالد ، عن علي بن حسان ، عن داود بن كثير قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام عن صاحب هذا الامر قال : هو الطريد الوحيد الغريب الغائب عن أهله الموتور بأبيه.

٥ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البجلي ، عن معاوية بن وهب وأبي قتادة علي بن محمد ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : ما تأويل قول الله عزوجل « قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين »؟ فقال : إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون.

٦ ـ ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن يونس ابن عبدالرحمان قال : دخلت على موسى بن جعفر عليه‌السلام فقلت له : يابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال : أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الارض من أعداء الله ويملاها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ثم قال عليه‌السلام : طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا اولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة وطوبى لهم ، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة.

نص : محمد بن عبدالله بن حمزة ، عن عمه الحسن ، عن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي مثله.

١٥١

٨

* ( باب ) *

* ( ماجاء عن الرضا عليه‌السلام في ذلك ) *

١ ـ ع ، ن : الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه قلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله؟ قال : لان إمامهم يغيب عنهم فقلت : ولم؟ قال لئلا يكون في عنقه لاحد بيعة إذا قام بالسيف.

٢ ـ ن : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قال لي : لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض وكل حرى وحران (١) وكل حزين لهفان ثم قال : بأبي وامي سمي جدي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه‌السلام عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين كأني بهم آيس ما كانوا ، نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين.

٣ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن جعفر الفزاري ، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت ، عن الرضا عليه‌السلام مثله (٢) وفيه : تتوقد من شعاع ضياء القدس

____________________

(١) الحرة العطش فالرجل : حران ، والمرءة : حرى.

(٢) كذا في النسخة المطبوعة وفى المصدر هكذا :

حدثنا أبي [ومحمد بن الحسن رضي‌الله‌عنهما قالا حدثنا سعد بن عبدالله] قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الريان بن الصلت قال : سمعته يقول : سئل أبوالحسن الرضا عليه‌السلام عن القائم عليه‌السلام فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه.

ثم قال : حدثنا أبي رحمه‌الله قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال

١٥٢

يحزن لموته أهل الارض والسماء كم من حرى.

بيان : قال الجزري : الفتنة الصماء هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها لان الاصم لايسمع الاستغاثة ولا يقلع عما يفعله وقيل هي كالحية الصماء التي لاتقبل الرقى انتهى.

اقول : لايبعد أن يكون مأخوذا من قولهم صخرة صماء أي الصلبة المصمتة كناية عن نهاية اشتباه الامر فيها حتى لايمكن النفوذ فيها والنظر في باطنها وتحير أكثر الخلق فيها أو عن صلابتها وثباتها واستمرارها والصيلم الداهية والامر الشديد ووقعة صيلمة أي مستأصلة و « بطانة الرجل » صاحب سره الذي يشاوره في أحواله و « وليجة الرجل » دخلاؤه وخاصته أي يزل فيها خواص الشيعة والمراد بالثالث الحسن العسكري والظاهر رجوع الضمير في « عليه » إليه ويحتمل رجوعه إلى إمام الزمان المعلوم بقرينة المقام وعلى التقديرين المراد بقوله سمي جدي القائم عليه‌السلام.

قوله عليه‌السلام « عليه جيوب النور » لعل المعنى أن جيوب الاشخاص النورانية من كمل المؤمنين والملائكة المقربين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن على غيبته وحيرة الناس فيه وإنما ذلك لنور إيمانهم الساطع من شموس عوالم القدس ويحتمل أن يكون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة إلى النور والتي يسطع منها أنوار فيضه وفضله تعالى والحاصل أن عليه صلوات الله عليه أثواب قدسية وخلع ربانية تتقد من جيوبها أنوار فضله وهدايته تعالى ويؤيده ما مر في رواية محمد بن الحنفية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « جلابيب النور » ويحتمل أن يكون على تعليلية أي ببركة هدايته وفيضه عليه‌السلام يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم

____________________

العبرتائى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : قال لي : لابد من قتنة صماء صيلم الحديث وفيه « ويتوقد من سناء ضياء القدس ».

والظاهر أن نسخة المصنف من كتاب كمال الدين قد كانت ناقصة اتصل سند الحديث الاول بالمتن من حديث الثاني راجع كمال الدين ج ٢ ص ٤١ وص ٣٦١.

١٥٣

والمعارف الربانية.

قوله : « يسمع » على بناء المجهول أو المعلوم وعلى الاول « من » حرف الجر وعلى الثاني اسم موصول وكذا الفقرة الثانية يحتمل الوجهين.

٤ ـ ك ، ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام قصيدتي التي أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه‌السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي : ياخزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الامام؟ ومتى يقوم؟ فقلت : لا يامولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا كما ملئت جورا فقال : يا دعبل الامام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملاها عدلا كما ملئت جورا وأما متى؟ فاخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي ، عن أبيه عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قيل له : يارسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال : مثله مثل الساعة لايجلبها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والارض لايأتيكم إلا بغتة.

نص : محمد بن عبدالله بن حمزة ، عن عمه الحسن ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي مثله.

٥ ـ ك ابن الوليد : عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن أيوب بن نوح قال : قلت للرضا عليه‌السلام : إنا لنرجو أن تكون صاحب هذا الامر وأن يسديه الله عزوجل إليك من غير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك فقال : ما منا أحد اختلفت

١٥٤

إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت إليه الاصابع وحملت إليه الاموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله عزوجل لهذا الامر رجلا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه.

[بيان : في الكافي واشير إليه بالاصابع كناية عن الشهرة ، والاغتيال الاخذ بغتة والتقل خديعة والمراد هنا القتل بالآلة وبالموت القتل بالسم والاول يصحبهما والمراد بالثاني الموت غيظا بلا ظفر].

٦ ـ ك : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن محمد بن حمدان ، عن خاله أحمد بن زكريا قال : قال لي الرضا عليه‌السلام أين منزلك ببغداد؟ قلت : الكرخ قال : أما إنه أسلم موضع ولابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك بعد فقدان الشيعة الثالث من ولدي.

٧ ـ نى : محمد بن همام ، عن عبدالله بن جعفر ، عن اليقطيني ، عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : إنه سيبتلون بما هو أشد وأكبر يبتلون بالجنين في بطن امه والرضيع حتى يقال غاب ومات ويقولون لا إمام وقد غاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وغاب وغاب وها أنا ذا أموت حتف أنفي.

بيان : قوله عليه‌السلام « وغاب وغاب » أي كان له غيبات كثيرة كغيبته في حرى وفي الشعب وفي الغار وبعد ذلك إلى أن دخل المدينة ويحتمل أن يكون فاعل الفعلين محذوفا بقرينة المقام أي غاب غيره من الانبياء ويحتمل أن يكون عليه‌السلام ذكرهم وعبر الراوي هكذا اختصارا.

٨ ـ نى : الكليني ، عن علي بن محمد ، عن بعض رجاله ، عن أيوب بن نوح عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال : إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم.

١٥٥

٩

* ( باب ) *

* ( ماروى في ذلك عن الجواد صلوات الله عليه ) *

١ ـ ك : الدقاق ، عن محمد بن هارون الرؤياني ، عن عبدالعظيم الحسني قال : دخلت على سيدي محمد بن علي عليهما‌السلام وأنا اريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره؟ فابتدأني فقال : يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالامامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وإن الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة أصلح أمر كليمه موسى عليه‌السلام ليقتبس لاهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال عليه‌السلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.

٢ ـ نى : محمد بن همام ، عن أحمد بن مابنداد ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن (١) علي القيسي قال : قلت لابي جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام : من الخلف بعدك؟ قال : ابني علي ابني علي ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه ثم قال : إنها ستكون حيرة قلت : فإذا كان ذلك فإلى من؟ (٢) فسكت ثم قال : لا أين حتى قالها ثلاثا فأعدت فقال إلى المدينة فقلت : أي المدن فقال : مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها.

وقال أحمد بن هلال : أخبرني ابن بزيع أنه حضر امية بن علي القيسي وهو يسأل أبا جعفر عليه‌السلام عن ذلك فأجابه بهذا الجواب.

____________________

(١) في النسخة المطبوعة : عن أحمد بن هلال ، عن أبيه ، عن على القيسي والصحيح ما أثبتناه. وكذا فيما يأتى.

(٢) في المصدر : فالى أين؟ وهو المناسب لما في الجواب من قوله عليه‌السلام : « لا أين ». راجع ص ٩٧ و ٩٨.

١٥٦

نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن هلال عن امية بن علي القيسي وذكر مثله.

بيان : « فقال لا أين » أي لايهتدى إليه وأين يوجد ويظفر به ثم أشار عليه‌السلام إلى أنه يكون في بعض الاوقات في المدينة أو يراه بعض الناس فيها.

٣ ـ نى : محمد بن همام. عن أبي عبدالله محمد بن هشام ، عن أبي سعد سهل بن زياد عن عبدالعظيم بن عبدالله ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام أنه سمعه يقول : إذا مات ابني علي بدا سراج بعده ثم خفي فويل للمرتاب وطوبى للعرب الفار بدينه ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي ى ويسير الصم الصلاب.

بيان : سير الصم الصلاب كناية عن شدة الامر وتغير الزمان حتى كأن الجبال زالت عن مواضعها أو عن تزلزل الثابتين في الدين عنه.

٤ ـ نص : أبوعبدالله الخزاعي ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : إني لارجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فقال : يا أبا القاسم مامنا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ولست القائم الذي يطهر الله به الارض من أهل الكفر والجحود ويملاها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله وكنيه وهو الذي يطوى له الارض ويذل له كل صعب يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الارض وذلك قول الله عزوجل : « أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير » فاذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الارض أظهر أمره فاذا أكمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج باذن الله فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى قال عبدالعظيم : قلت له : ياسيدي وكيف يعلم أن الله قد رضي؟ قال يلقى في قلبه الرحمة.

٥ ـ نص : محمد بن علي ، عن ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام يقول :

١٥٧

الامام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ثم سكت فقلت له : يابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى عليه‌السلام بكاء شديدا ثم قال : إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر فقلت له : يابن رسول الله ولم سمي القائم قال : لانه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته فقلت له : ولم سمي المنتظر قال : إن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.

٦ ـ نص : علي بن محمد بن السندي ، عن محمد بن الحسن ، عن الحميري عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي القيسي قال : قلت لابي جعفر الثاني عليه‌السلام : من الخلف من بعدك قال : ابني علي ثم قال أما إنها ستكون حيرة ، قال : قلت : إلى أين؟ فسكت ثم قال إلى المدينة قال : قلت : وإلى أي مدينة قال : مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها.

٧ ـ قال أحمد بن هلال : فأخبرني محمد بن إسماعيل بن بزيع أنه حضر امية ابن علي وهو يسأل أبا جعفر الثاني عن ذلك فأجابه بمثل ذلك الجواب.

٨ ـ وبهذا الاسناد عن امية بن علي القيسي ، عن أبي الهيثم التميمي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا توالت ثلاثة أسماء كان رابعهم قائمهم محمد وعلي والحسن.

٩

* ( باب ) *

* ( نص العسكريين صلوات الله عليهما على القائم عليه‌السلام ) *

١ ـ ن ، ك : أبي وابن الوليد ، عن سعد ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن صاحب العسكر عليه‌السلام يقول : الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت : ولم جعلني الله فداك؟ فقال : لانكم لاترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره؟

١٥٨

قال : قولوا الحجة من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

نص : علي بن محمد [بن] السندي ، عن محمد بن الحسن ، عن سعد مثله.

٢ ـ ك : أبي ، عن الحميري ، عن محمد بن عمر [ان] الكاتب ، عن علي بن محمد الصيمري ، عن علي بن مهزيار قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام أسأله [عن] الفرج فكتب : إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين ، فتوقعوا الفرج.

٣ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن الخشاب ، عن إسحاق بن أيوب قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد عليهما‌السلام يقول : صاحب هذا الامر من يقول الناس : لم يولد بعد.

وحدثنا بهذا الحديث محمد بن إبراهيم ، عن إسحاق بن أيوب (١).

٤ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي غانم ، عن إبراهيم بن محمد ابن فارس قال : كنت أنا وأيوب بن نوح في طريق مكة فنزلنا على وادي زبالة فجلسنا نتحدث فجرى ذكر مانحن فيه وبعد الامر علينا فقال أيوب بن نوح : كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا فكتب [إلي] : إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم.

[بيان : « علمكم » بالتحريك أي من يعلم به سبيل الحق ، وهو الامام عليه‌السلام أو بالكسر أي صاحب علمكم ، فرجع إلى الاول أو أصل العلم ، بأن تشيع الضلالة والجهالة في الخلق ، وتوقع الفرج من تحت الاقدام كناية عن قربه وتيسير حصوله ، فان من كانت قدماه على شئ فهو أقرب الاشياء به ، ويأخذه إذا رفعهما ، فعلى الاولين المعنى أنه لابد أن تكونوا في ذلك الازمان متوقعين للفرج كذلك ، غير آيسين منه ، ويحتمل أن يكون المراد ماهو أعم من ظهور الامام أي يحصل لكم فرج إما بالموت والوصول إلى رحمة الله ، أو ظهور الامام ، أو رفع شر الاعادي بفضل الله وعلى الوجه الثالث ، الكلام محمول على ظاهره ، فانه إذا

____________________

(١) في المصدر : وحدثنا بهذا الحديث محمد بن ابراهيم عن محمد بن معقل ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن اسحاق بن محمد بن أيوب ، عن أبي الحسن علي بن محمد عليهما‌السلام الحديث راجع ج ٢ ص ٥٣.

١٥٩

تمت جهالة الخلق وضلالتهم لابد من ظهور الامام عليه‌السلام كما دلت الاخبار وعادة الله في الامم الماضية عليه ).

٥ ـ ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن صدقة ، عن علي بن عبدالغفار قال : لما مات أبوجعفر الثاني عليه‌السلام كتبت الشيعة إلى أبي الحسن عليه‌السلام يسألونه عن الامر فكتب عليه‌السلام إليهم : الامر لي مادمت حيا فإذا نزلت بي مقادير الله تبارك وتعالى أتاكم الخلف مني وأنى لكم بالخلف من بعد الخلف.

٦ ـ ك : العطار ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما إن المقر بالائمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمنكر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كمن أنكر جميع الانبياء لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لاولنا أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عزوجل.

نص : الحسين بن علي ، عن العطار مثله.

٧ ـ ك : الطالقاني ، عن أبي علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبومحمد الحسن بن علي عليه‌السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم‌السلام أن الارض لاتخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية [فقال عليه‌السلام : إن هذا حق كما أن النهار حق. فقيل له : يابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك؟ فقال : ابني محمد وهو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية] (١).

أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاعلام البيض تخقق فوق رأسه بنجف الكوفة.

نص : أبوالمفضل ، عن أبي علي بن همام مثله.

٨ ـ ك : علي بن عبدالله الوراق ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر البغدادي

____________________

(١) ماجعلناه بين العلامتين ساقط من النسخة المطبوعة راجع المصدر ج ٢ ص ٨١.

١٦٠