بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٧ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن علي ، عن أبيه وعلي بن محمد القاشاني معا ، عن زكريا بن يحيى بن النعمان البصري (١) قال : سمعت علي بن جعفر ابن محمد يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصرالله أبا الحسن الرضا عليه‌السلام لمابغى إليه إخوته وعمومته ، وذكر حديثا حتى انتهى إلى قوله ، فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام وقلت : أشهد أنك إمامي عندالله ، فبكى الرضا عليه‌السلام ثم قال : يا عم ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأبي ابن خيرة الاماء النوبية الطيبة يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده وصاحب الغيبة فيقال : مات أو هلك أو أي وادسلك؟ فقلت : صدقت جعلت فداك (٢)

٨ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليه‌السلام : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك ، وأقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه‌السلام وهو قائم بين يديه فقلت له : جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين؟ قال : وما يضره من ذلك؟ قدقام عيسى بالحجة ، وهوابن أقل من ثلاث سنين (٣).

٩ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت الرضا عليه‌السلام وذكر شيئا فقال : ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبوجعفر قد أجلسته مجلسي ، وصيرته مكاني ، وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القذة بالقذة (٤).

____________________

(١) في نسخة الكافى « الصيرفى » وفى بعض النسخ « المصرى » والرجل مجهول الحال (٢) الارشاد ص ٢٩٧ وتراه في الكافى ج ١ ص ٣٢٣.

(٣) راجع الكافى ج ١ ص ٣٢١ ، الارشاد ص ٢٩٧ و ٢٩٨

اقول : قد قام عيسى عليه‌السلام بالحجة في مهده وقال « انى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا » الاية ، فالاشارة بقوله « وابن اقل من ثلاث سنين » انما هوالى سن أبى جعفر الجواد ، في ذاك الزمان الذى قال هذا الكلام.

(٤) ارشاد المفيد ص ٢٩٨ ، الكافى ج ١ ص ٣٢٠.

٢١

بيان : وذكر شئيا » أي من علامات الامام وأشباهه وربما يقرء على المجهول من بناء التفعيل « والقذة » إما منصوبة بنيابة المفعول المطلق لفعل محذوف ، أي تتشابهان تشابه القذة ، وقيل هي مفعول يتوارث بحذف المضاف وإقامتها مقامه أو مرفوع على أنه مبتدأ والظرف خبره ، أي القذة يقاس بالقذة ، ويعرف مقداره به قال الجزري : القذذ ريش السهم واحدتها قذة ، ومنه الحديث « لتركبن سنن من كان قبلكم حذو والقذة بالقدة » أي كما يقدر كل واحدة منها على قدر صاحبتها [ وتقطع ] يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.

١٠ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد ابن محمد ، عن جعفر بن يحيى ، عن مالك بن القاسم ، عن الحسين بن يسار قال : كتب ابن قياما الواسطي إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام كتابة يقول فيه : كيف تكون إماما وليس لك ولد؟ فأجابه أبوالحسن : وما علمك أنه لا يكون لي ولد؟ والله لا يمضي الايام والليالي حتي يرزقني ولدا ذكرا يفرق [ به ] بين الحق والباطل (١)

١١ ـ شا : ابن قولويه ، عن الكيني عن بعض أصحابنا ، عن محمد بن علي عن معاوية بن حكيم ، عن البزنطي قال : قال لي ابن النجاشي : من الامام بعد صاحبك؟ فاحب أن تسأله حتى أعلم ، فدخلت على الرضا عليه‌السلام فأخبرته ، قال : فقال لي : الامام ابني ، ثم قال : هل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟ ولم يكن ولد أبوجعفر عليه‌السلام فلم تمض الايام حتى ولد عليه‌السلام (٢)

١٢ ـ شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن ابن قياما الواسطي ، وكان واقفيا قال دخلت على علي بن موسى عليه‌السلام فقلت له : أيكون إمامان؟ قال : لا إلا أن يكون أحدهما صامتا فقلت

____________________

(١) الارشادص ٢٩٨ ، الكافى ج ١ ص ٣٢٠.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٠ ، الارشاد ص ٢٩٨.

٢٢

له : هوذا أنت ليس لك صامت! فقال : بلى ، والله ليجعلن الله لي من يثبت به الحق وأهله ، ويمحق به الباطل وأهله ، ولم يكن في الوقت له ولد ، فولد له أبوجعفر عليه‌السلام بعد سنة (١)

١٣ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني عن أحمد بن مهران عن محمد ابن علي ، عن الحسن بن الجهم قال : كنت مع أبي الحسن عليه‌السلام جالسا فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري ، وقال لي : جرده وانزع قميصه ، فنزعته فقال لي : انظر بين كتفيه قال : فاذا في أحد كتفيه شبه الخاتم داخل اللحم (٢) ثم قال لي : أترى هذا؟ مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه‌السلام (٣) ١٤ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي يحيى الصنعاني قال : كنت عند أبي الحسن عليه‌السلام فجيئ بابنه أبي جعفر عليه‌السلام وهوصغيرفقال : هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه (٤)

١٥ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن الحسين بن محمد ، عن الخيراني عن أبيه قال : كنت اففا عند أبي الحسن الرضا عليه‌السلام بخراسان ، فقال قائل : يا سيدي إن كان كون فالى من؟ قال : إلى أبي جعفر ابني ، وكان القائل

____________________

(١) الارشاد ص ٢٩٨ ، الكافى ج ١ ص ٣٢١.

(٢) هذا من علامات الامامة ولعل المراد بأحد كتفيه كتفه اليسرى كما صرحوا به في خاتم النبوه حيث قالوا : انه عند نا غض كتفه اليسرى ، والناغض من الانسان قيل هو اصل العنق حيث ينغض رأسه ، ونفض الكتف هو العظم الرقيق على طرفيها ، وقيل : هو فرع الكتف سمى ناغضا للحركة.

وقيل هو مارق من الكتف سمى ذلك لنغوضه وحركته ، ومنه قوله تعالى « فسينغضون اليك رؤوسهم » إلى بحركونها استهزاء « صالح »

(٣) الكافى ج ١ ص ٣٢١ ، الارشاد ص ٢٩٨.

(٤) الارشاد ص ٢٩٩ ، الكافى ج ١ ص ٣٢١.

٢٣

استصغر سن أبي جعفر فقال أبوالحسن عليه‌السلام : إن الله سبحانه بعث عيسى رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة (١) في أصغرمن السن الذي فيه أبوجعفرعليه‌السلام (٢).

١٦ ـ عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيات قال : أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فلما نهض القوم قال لهم أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : القوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا. فلما نهض القوم التفت إلي وقال : يرحم الله المفضل (٣) إنه لكان ليقنع بدون ذلك (٤)

كش : حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن عمربن سعيد الزيات ، عن

____________________

(١) المراد رفع الاستبعاد ، واثبات الامكان ، فان القائل الذى استصغر سن أبى جعفر عليه‌السلام ، توهم أن صغرالسن ـ والحال أنه موجب لحجرعليه ـ ينا في الامامة وقيادة الامة ، فذكره عليه‌السلام بنبوة عيسى عليه‌السلام في شريعة مبتدأة ، كما صرح به قوله تعالى « قالوا كيف نكلم من كان في المهدصبيا؟ قال : انى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصاتى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا » فاذا امكن وجاز أن يكون الصبى في المهد صاحب شريعة مبتدأة فكيف لايمكن ولا يجوز أن يكون أبوجعفر اماما تابعا لشريعة جده رسول الله « ص » في أكبر من سنه فانه يقوم بأعباء الامامة وله سبع سنين.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٣ ، الارشاد ص ٢٩٩.

(٣) أى بدون الامربالتسليم واحداث العهد ، بل كان يكفيه في احداثه الارشارة أو كان يحدثه بدونها أيضا كما أن الناس يسلمون على ولد العزيز الشريف ويحدثون به عهدا وملاقاة بدون أمر أبيه بذلك وهم لما لم يفعلوا ذلك الابعد الامر تذكر عليه‌السلام حسن فعل المفضل وكمال اعتقاده ، فترحم عليه.

وفيه لوم لهم لهذا الوجه وكمال مدح للمفضل ، ولكن لم نعلم أن المفضل من هو؟ لا حتماله رجالا كثيرا. وتخصيصه بابن عمرتخصيص بلامخصص ، والاشتهار لوسلم فانما هو عندنا لاعند السلف.

ويحتمل أن يكون سبب لومهم أنهم تركوا التسليم واحداث العهد بهد الامر ، وليس في هذا الحديث دلالة على أنهم فعلوا ذلك بعده « صالح ».

(٤) الارشادص ٢٩٩ ، الكافى ج ١ ص ٣٢٢

٢٤

محمد بن حريز ، عن بعض أصحابنا مثله (١).

بيان : « ليقنع بدون ذلك » أي بأقل مما قلت لكم في العلم بأنه إمام بعدي ونبههم بذلك على أن غرضه النص عليه ولم يصرح به تقية واتقاء.

١٧ ـ عم : الكيني ، عن محمد بن علي ، عن أبي الحكم وروى الصدوق ، عن أبيه وجماعة ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن عبدالله بن محمد ، عن الخشاب ، عن ابن أسباط ، عن الحسين مولى أبي عبدالله ، عن أبي الحكم ، عن عبدالله بن إبراهيم (٢) ابن علي بن عبدالله بن جعفربن أبي طالب ، عن يزيدبن سليط قال : لقيت أبا إبراهيم ونحن نريد العمرة في بعض الطريق ، فقلت : جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟ قال : نعم ، فهل تثبته أنت؟ قلت : نعم إني أنا وأبي لقيناك ههنا مع أبي عبدالله عليه‌السلام ومعه إخوتك فقال له أبي : أنت وامي أنتم كلكم أئمة مطهرون ، الموت لا يعرى منه أحد ، فاحدث إلي شيئا احدث به من يخلفني من بعدى ، فلا يضلوا ، فقال : نعم ، يا أبا عمارة هؤلاء ولدي وهذا سيدهم ـ وأشار إليك ـ وقد علم الحكم والفهم ، وله السخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس ، وما اختلفوا فيه من أمردينهم ودنياهم ، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار (٣) وهوباب

____________________

(١) رجال الكشى ص ٢٧٧ تحت الرقم ١٥٤

(٢) هكذا في النسخ كلها ، وفى كتب الرجال : عبدالله بن ابراهيم بن محمد بن على ابن عبدالله بن جعفربن ابى طالب ، ثقة صدوق.

(٣) في نسخة الكافى « وحسن الجواب واماحسن الخلق فهو اصل عظيم من اصول الرئاسة ، واختلف العلماء في تعريفه فقيل هو بسط الوجه وكف الاذى وبذل الندى ، وقيل هوكيفية تمنع صاحبها من أن يظلم ويمنع ويجفوا أحدا ، وان ظلم غفر ، وان منع شكر ، و ان ابتلى صبر ، وقيل هو صدق التحمل وترك التجمل وحب الاخرة وبغض الدنيا.

وأما حسن الجواب ، فهو من دلائل كمال العقل والعلم ، لان لسان العاقل العالم تابع لعقله وعلمه فيجيب اذا سئل بما يقتضيه العقل ويناسب المقام ، ويقول ما يناسب العلم بأحسن العبارة وافصح الكلام « صالح »

٢٥

من أبواب الله عزوجل وفيه آخر خير من هذا كله.

فقال له أبي : وماهي؟ فقال : يخرج الله منه غوث هذه الامة وغياثها وعلمها ونورها خيرمولود وخير ناشئ يحقن الله به الدماء ويصلح به ذات البين ويلم به الشعث به الصدع ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به الخائف ، وينزل الله به القطر ، ويرحم به العباد ، خير كهل وخيرناشئ ، قوله حكم وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه ، ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه فقال له أبي : بأبي أنت وامي ما يكون له ولد بعده؟ فقال : نعم ، ثم قطع الكلام.

قال يزيد : فقلت له : بأبي أنت وامي فأخبرني أنت بمثل ما أخبرنا به أبوك فقال لي : نعم إن أبي عليه‌السلام كان في زمان ليس هذا الزمان مثله ، فقلت له : من يرضى بهذا منك فعليه لعنة الله ، قال : فضحك أبوإبراهيم عليه‌السلام ثم قال : اخبرك يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلا ن ، وأشركت معه بني في الظاهر ، وأوصيته ، في الباطن وأفردته وحده ، ولوكان الامر إلي لجعلته في القاسم لحبى إياه ، ورقتي عليه ولكن ذاك إلى الله يجعله حيث يشاء ، ولقد جاء ني بخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم ارانيه وأراني من يكون بعده ، وكذلك نحن لا نوصي إلى أحد منا حتى يخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ورأيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة فقلت : ماهذا يا رسول الله؟ فقال لي : أما العمامة فسلطان الله ، وأما السيف فعز الله ، وأما الكتاب فنور الله ، وأما العصافقوة الله ، وأما الخاتم فجامع هذه الامور ، ثم قال والامر قد خرج منك إلى غيرك ، فقلت : يا رسول الله أرنيه أيهم هو؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما رأيت من الائمة أحدا أجزع على فراق هذا الامر منك ، ولو كانت بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك ، ولكن ذاك إلى الله عزوجل.

ثم قال أبوإبراهيم عليه‌السلام : ورأيت ولدي جميعا الاحياء منهم والاموات فقال لي أمير المؤمنين عليه‌السلام : هذا سيدهم ، أشار إلى ابني علي فهو مني وأنا منه والله مع المحسنين.

٢٦

قال يزيد : ثم قال أبوإبراهيم عليه‌السلام : يايزيد إنها وديعة عندك ، فلا تخبر بها إلا عاقلا أو عبداتعرفه صادقا وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها ، وهو قول الله عزوجل لنا « إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها » (١) وقال لنا : « ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله » (٢)

قال : وقال أبوإبراهيم عليه‌السلام : فأقبلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : قد اجتمعوا إلي بأبي أنت وامي فأيهم هو؟ فقال : هوالذي ينظر بنور الله ، ويسمع بتفهيمه وينطق بحكمته ، ويصيب فلا يخطئ ، ويعلم فلا يجهل ، هو هذا وأخذ بيد علي ابني ثم قال : ما أقل مقا مك معه ، فاذا رجعت من سفرتك فأوص وأصلح أمرك وافرغ مما أردت ، فانك منتقل عنه ، ومجاور غيرهم ، وإذا أردت فادع عليا فمره فليغسلك وليكفنك ، وليتطهر لك (٣) ولا يصلح إلا ذلك وذلك سنة قد مضت (٤)

ثم قال أبوإبراهيم عليه‌السلام : إني اوخذ في هذه السنة ، والامر إلى ابني علي سمي علي وعلي فأما علي الاول فعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ، واما علي الاخر فعلي بن الحسين ، اعطي فهم الاول وحكمته وبصره ووده ودينه ، ومحنة الاخر وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين ، ثم قال : يا يزيد فاذا مررت بهدا الموضع ، ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك ، وسيعلمك أنك لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون

____________________

(١) النساء : ٥٨.

(٢) البقرة : ١٤٠.

(٣) في الكافى « فانه طهرلك »

(٤) زاد في الكافى بعد ذلك : فاضطجع بين يديه ، وصف اخوته خلفه وعمومته ، ومره فليكبر عليك تسعا ، فانه قد استقامت وصيته ، ووليك وأنت حى ، ثم اجمع له ولدك من بعدهم ، فأشهد عليهم وأشهد الله عزوجل وكفى بالله شهيدا قال يزيد : ثم قال لى : أبوابراهيم الخ.

٢٧

منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية جارية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل ذلك.

قال يزيد : فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم عليا عليهما‌السلام فبد أني فقال لي : يا يزيد ما تقول في في العمره؟ فقلت فداك أبي وامي ذاك إليك ، وما عندي نفقة ، فقال : سبحان الله ما كنا نكلفك ولا نكفيك ، فخرجنا حتى إذا انتهينا إلى ذلك الموضع ابتد أني فقال : يا يزيد إن هذا الموضع الكثيرا ما لقيت فيه خيرا لك (١) من عمرتك فقلت : نعم ثم قصصت عليه الخبر.

فقال عليه‌السلام لي : أما الجارية فلم تجيئ بعد ، فاذا دخلت أبلغتها منك السلام ، فانطلقنا إلى مكة ، واشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام ، قال يزيد : وكان إخوة علي يرجون أن يرثوه فعادوني من غير ذنب فقال لهم إسحاق بن جعفر : والله لقد رأيت وإنه ليقعد من أبي إبراهيم عليه‌السلام المجلس الذي لا أجلس فيه أنا (٢) كتاب الامامة والتبصرة : لعلي بن بابويه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد ابن أحمد ، عن عبدالله بن محمد الشامي مثله (٣).

توضيح : في القاموس « أثبته » عرفه حق المعرفة ، « لا يعرى » أي لا يخلو تشبيها للموت بلباس لابد من ان يلبسه كل أحد « فأحدث إلي » على بناء الافعال أي ألق شيئا حديثا أو حدث « من يخلفني » من باب نصر أي يبقى بعدي ، وفيه رعاية الادب باظهار أني لا أتوقع البقاء بعدك ولكن أسأل ذلك لا ولادي وغيرهم ممن يكون بعدي.

« يا أبا عمارة » في الكافي « يا أبا عبدالله » وهو أصوب لان أبا عمارة كنية ولده

____________________

(١) في الكافى : لقيت فيه جيرتك وعمومتك.

(٢) راجع الكافى ج ١ ص ٢١٥ و ٢١٦.

(٣) راجع عيون أخبار الرضاج ١ ص ٢٣ ـ ٢٦.

٢٨

يزيد « وقد علم » على بناء المجهول من التفعيل أو بناء المعلوم من المجرد « والحكم » بالضم القضاء أو الحكمة « وحسن الجوار » أي المجاورة والمخالطة أو الامان « وهو باب » أي لابد لمن أراد دين الله وطاعته والدخول في دار قربة ورضاه ، من الاتيان إليه « وفيه آخر » أي أمر آخر ، وفي الكافي « اخرى » أي خصلة اخرى « من هذا » أي مما ذكرته.

« والغوث » العون للمضطر ، والغياث أبلغ منه ، وهو اسم من الاغاية ، والمراد بالامة الامامية أو الاعم « والعلم بالتحريك سيد القوم والراية ، ومايهتدى به في الطريق أو بالكسر على المبالغة. » والنور « ما يصير سببا لظهور الاشياء عند الحس أو العقل وفي الكافي « ونورها وفضلها وحكمتها ».

« خير مولود » أي في تلك الازمان أو من غير المعصومين عليهم‌السلام و « الناشئ » الحدث الذي جاز حد الصغر أي هو خير في الحالتين « به الدماء » أي من الشيعة وأوالاعم ، فان بمسالمته حقنت دماء كلهم ، ولعل إصلاح ذات البين ، عباره عن إصلاح ما كان بين ولد علي عليه‌السلام وولد العباس جهره « ويلم » بضم اللام أي يجمع به « الشعث » بالتحريك أي المتفرق من امور الدين والدنيا « يشعب » أي يصلح « به الصدع » أي الشق ، وكسوة العاري وإشباع الجائع وإيمان الخائف مستمر إلى الان في جوار روضته المقدسة صلوات الله عليه.

وفي النهاية « الكهل » من زاد على ثلاثين سنة إلى أربعين وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين انتهى ولعل تكرار خبر ناشئ تأكيدا لغرابة الخيرية في هذا السن دون سن الكهولة ، وعدم ذكر سن الشيب لعدم وصوله عليه‌السلام إليه لانه كان له عند شهادته عليه‌السلام أقل من خمسين سنة.

« قوله حكم أي حكمة أو قضاء بين الخلق ، والاول أظهر » وصمته علم أي مسبب عن العلم لانه يصمت للتقية والمصلحة لا للجهل بالكلام ، وقيل سبب العلم لانه يتفكر والاول أنسب « يسود » كيقول أي يصير سيدهم ومولاهم وأشرفهم

٢٩

و « العشيرة » الاقارب القريبة « قبل أوان حمله » بضم اللام أي احتلامه ، والمراد هنابلوغ السن الذي يكون للناس فيها ذلك لان الامام لا يحتلم أو بالكسر وهو العقل وهو أيضا كناية عن البلوغ للناس وإلا فهم كاملون عند الولادة أيضا.

« ما يكون له ولد » المناسب في الجواب بلى ، وقد يستعمل « نعم » مكانه ، و في العيون « فيكون له ولد بعده » وهو أصوب ، وفي الكافي « وهل ولد ، فقال : نعم ومرت به سنون قال يزيد : فجاء نا من لم يستطع معه كلاما ، قال يزيد فقلت إلى آخره » وفيه إشكال إذ ولاده الرضا عليه‌السلام إما في سنة وفاة الصادق عليه‌السلام ، أو بعدها بخمس سنين كما عرفت ، إلا أن يقال إن سليطا سأل أبا إبراهيم عليه‌السلام بعد ذلك بسنين.

« ليس هذا الزمان مثله » لشدة التقية ، في الكافي « زمان ليس هذا زمانه أي زمان حسن ، وليس هذا زمانه ، استيناف أي زمان الاخبار وماهنا أظهر.

« في الظاهر » أي فيما يتعلق بظاهر الامر من الاموال ونفقة العيال ، و نحوهما « في الباطن أي فيما يتعلق بالامامة من الوصية بالخلافة ، وإيداع الكتب والا سلحة وغيرها أو في الظاهر عند عامة الخلق ، وفي الباطن عند الخواص ، أو المراد بالظاهر بادي الفهم وبالباطن ما يظهر للخواص بعد التأمل ، فانه عليه‌السلام في الوصية (١) وإن أشرك بعض الاولاد معه ، لكن قرنه بشرائط يظهر فيها أن اختيار الكل إليه عليه‌السلام ، أو المراد بالظاهر الوصية الغوقانيه ، وبالباطن التحتانية.

« ولقد جاءني » المجيئ والارائة إما في المنام كما يظهر من رواية العيون أو في اليقظة بأجسادهم المثالية أو بأجسادهم الاصلية على قول بعضهم « وأراني من يكون معه » أي في زمانه من خلفاء الجور أو من شيعته ومواليه أو الاعم ، ولما كان في المنام وما يشبهه من العوالم ترى الاشياء بصورها المناسبة لها أعطاه العمامة فانها بمنزلة تاج الملك والسلطنة.

وقد ورد أن العمائم تيجان العرب ، وكذا السيف للعز والغلبة صورة لها

____________________

(١) في نسخة الكمبانى « فاعلانه عليه‌السلام بالوصية » وهو سهو وتصحيف.

٣٠

والكتاب نور الله وسبب لظهور الاشياء على العقل ، والمراد به جميع ما أنزل الله على الانبياء و « العصا » سبب للقوة وصورة لها ، إذ به يدفع شر العدى ، يحتمل أن يكون كناية عن اجتماع الامة عليه من المؤالف والمخالف ، ولذا يكنى عن افتراق الكلمة بشق العصا ، والخاتم جامع هذه الامور ، لانه علامة الملك و الخلافة الكبرى في الدين والدنيا.

« قد خرج منك » أى قرب انتقال الامامة منك إلى غيرك ، أو خرج اختيار تعيين الامام من يدك ، ولعل جزعه عليه‌السلام لعلمه بمنازعة إخوته له ، واختلاف شيعته فيه ، وقيل : لانه كان يحب أن يجعله في القاسم ، ولعل حبه للقاسم كناية عن اجتماع أسباب الحب ظاهرا فيه ككون امه محبوبة له ، وغيرذلك ، أوكان الحب واقعا بسبب الدواعي البشرية أو من قبل الله تعالى ليعلم الناس أن الامامة ليست تابعة لمحبة الوالد أو يظهر ذلك لتلك المصلحة

« فهو مني » كلام أبي إبراهيم أو أميرالمؤمنين عليهما‌السلام وهذه العبارة تستعمل لا ظهار غاية المحبة والاتحاد والشركة في الكمالات « إنها وديعة » أي الشهادة أو الكلمات المذكورة (١) « وأعبدا تعرفه صادقا » أي في دعواه التصديق بامامتي بأن يكون فعله موافقا لقوله ، والمراد بالعاقل من يكون ضابطا حصينا وإن لم يكن كامل الايمان ، فان المانع منءفشاء السرإما كمال العقل والنظر في العواقب أو الديانة والخوف من الله تعالى ، وكون الترديد من الراوي بعيد.

وقوله « وإن سئلت » كأنه استثناء عن عدم الاخبار أي لابد من الاخبار عند الضرورة ، وإن لم يكن المستشهد عاقلاوصادقا ، ويحتمل أن يكون المراد أداء الشهاده عندهما لقوله تعالى : « إلى أهلها »

« فاشهدبها » أي بالامامة أو بالشهادة بناء على أن المراد بالشهادة شهادة الامام ، « وهو قول الله » أي أداء هذه الشهادة داخل في المأمور به في الاية « وقال لنا » أي جلناوإثبات إمامتنا « من الله » صفة شهادة.

____________________

(١) في نسخة الكمبانى : الكمالات المذكورة « وهو تصحيف.

٣١

« فأيهم هو » لعل هذا السؤال لزيادة الاطمئنان أولان يخبر الناس بتعيينه صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا إياه.

« بنورالله » الباء للالة أي بالنور الخاص الذي جعله الله في عينه وفي قلبه وهو إشارة إلى ما يظهرله بالالهام ، وبتوسط روح القدس وقوله : « ويسمع بفهمه » إلى ماسمعه من آبائه عليهم‌السلام « فلا يجهل » أي شيئا مما تحتاج الامة إليه « معلما » بتشديد اللام المفتوحة إيماء إلى قوله تعالى « وكلا آتينا حكما وعلما » (١) « فاذا رجعت » أي إلى المدينة « من سفرتك » أي التي تريدها أو أنت فيها هو السفر إلى مكة ، وفي الكافي « سفرك » « فاذا أردت » يعني الوصية أو على بناء المجهول أي أرادك الرشيد ليأخذك « وليتطهرلك » أي ليغتسل قبل تطهيرك وفي الكافي فانه طهرلك وهوأظهر أي تغسيله لك في حياتك طهرلك وقائم مقام غسلك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك ولايصلح إلا ذلك وفي الكافي : ولا يستقيم إلا ذلك أي لا يستقيم تطهيرك إلا بهذا النحو ، وذلك لان المعصوم لا يجوز أن يغسله إلا معصوم ولم يكن غير الرضا عليه‌السلام وهو غير شاهد إذ حضره الموت ، ويرد عليه أنه ينافي ما مر من أن الرضا عليه‌السلام حضر غسل والده صلوات الله عليهما في بغداد ، ويمكن الجواب بأن هذا كان لرفع شبهة من لم يطلع على حضوره عليه‌السلام أو يقال يلزم الامران جميعا في الامام الذي يعلم أنه يموت في غير بلد ولده.

وفي الكافي بعد ذلك : « وذلك سنة قدمضت ، فاضطجع بين يديه وصف إخوته خلفه وعمومته ، ومره فليكبر عليك تسعا فانه قد استقامت وصيته ووليك وأنت حي ثم أجمع له ولدك من تعدهم فأشهد عليهم وأشهد الله عزوجل عليهم وكفى بالله وكيلا قال يزيد » إلى آخره.

وصف إخوته : أي أقمهم خلفه صفا ولعل التسع تكبيرات من خصائصهم عليهم‌السلام كما يظهر من غيره من الاخبار أيضا ، وقيل إنه عليه‌السلام أمره بأن يكبر أربعا

____________________

(١) الانبياء : ٧٩.

٣٢

ظاهرا للتقية وخمسا سرا ولا يخفى وهنه إذ إظهار مثل هذه الصلاة في حال الحياة كيف يمكن إظهارها عند المخالفين.

« ووليك » معلوم باب رضي أي قام بامورك من التغسيل والتكفين والصلاة والواو للحال « من تعدهم » بدل من ولدك ، بدل كل ، أي جميعهم أو بدل بعض أي من تعتني بشأنهم كأن غيرهم لاتعدهم من الاولاد ، وفي بعض النسخ بالباء الموحدة إما بالفتح أي من بعد جميع العمومة ، أو بالضم أي أحضرهم وإن كانوا بعداء عنك.

« فاشهد عليهم » أي اجعل غيرهم من الاقارب شاهدين عليهم بأنهم أقروا بامامة أخيهم « أني اؤخذ » على بناء المجهول « سمي علي » أي مثله في الكمالات كما قبل في قوله تعالى « لم نجعل له من قبل سميا » (١) أي نظيرا يستحق مثل اسمه « اعطي فهم الاول » أي أمير المؤمنين عليه‌السلام « ووده » أي الحب الذي جعل الله في قلوب المؤمنين كمامر في تفسير قوله تعالى « إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا » أنه نزل في أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢) « ومحنته » أي امتحانه وابتلاءه بأذى المخالفين له ، وخذلان أصحابه له.

« وليس له أن يتكلم » أي بالحجج ودعوى الامامة جهارا « وستلقاه » فيه إعجاز وتصريح بما فهم من « إذا الدالة على وقوع الشرط بحسب الوضع » فلقيت « أي في المدينة » ولانكفيك « الواو عاطفة أو حالية » خير الك من عمرتك « وفي الكافي : جيرتك وعمومتك » جيرتك « أي مجاور يك في الدار أو المعاشرة و » عمومتك « أراد بهم أبا عبدالله وأبا الحسن عليهما‌السلام وأولادهما وسماهم عمومته لان يزيد كان من أولاد زيد ابن علي ولذا وصفه في الكافي بالزيدي وولدا العم بحكم العم ، أبلغتها منك وفي

____________________

(١) مريم : ٧.

(٢) راجع ج ٣٥ الباب ١٤ ص ٣٦٠ ـ ٣٥٣ من تاريخ أمير المؤمنين « ع » ، والاية في سورة مريم : ٩٦

٣٣

الكافي بلغتها منه ، فيحتمل التكلم والخطاب ، ومعاداة الاخوة إما لزعمهم أن التبشير كان سببا لشراء الجارية ، أو الزعمهم أنه كان متوسطا في الشراء ، وعدم الذنب على الاول لكونه مأمورا وعلى الثاني لكذب زعمهم » فقال لهم إسحاق « : أي عم الرضا عليه‌السلام » وإنه « الواو للحال : والحاصل أن موسى كان يكرمه ، و يجلسه قريبا منه في مجلس لم أكن أجلس منه بذلك القرب مع أني كنت أخاه و إنما قال ذلك إصلاحا بينه وبينهم ، حثا لهم على بره وإكرامه.

١٨ ـ كش : حمدويه وإبراهيم عن محمد بن عيسى ، عن مسافر قال : أمرني أبوالحسن عليه‌السلام بخراسان فقال : الحق بأبي جعفر فانه صاحبك (١)

١٩ ـ كش : حمدويه بن نصير ، عن الحسن بن موسى ، عن ابن أبي نجران عن الحسين بن يسار قال : استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا عليه‌السلام في صريا فأذن لنا ، فقال : أفرغوا من حاجتكم فقال له الحسين : تخلو الارض من أن يكون فيها إمام؟ فقال : لاقال : فيكون فيها اثنان؟ قال : لا إلا وأحد هما صامت لا يتكلم قال : فقد علمت أنك لست بامام ، قال : ومن أين علمت؟ قال : إنه ليس لك ولد وإنما هي في العقب قال : فقال له : فوالله لا تمضي الايام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي ، يقوم مثل مقامي ، يحق الحق ويمحق الباطل (٢).

٢٠ ـ نص : علي بن محمد الدقان ، عن محمد بن الحسن ، عن عبدالله بن جعفر عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن المحمودي ، عن إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت عن إبراهيم بن أبي محمود قال : كنت واقفا عند رأس أبي الحسن علي بن موسى عليه‌السلام بطوس قال له بعض من كان عنده : إن حدث حدث فالى من؟ قال : إلى ابني محمد وكأن السائل استصغر سن أبي جعفر عليه‌السلام فقال له أبوالحسن علي بن موسى عليه‌السلام إن الله بعث عيسى بن مريم عليه‌السلام نبيا [ ثابتا ] باقامة شريعته في دون السن الذي

____________________

(١) رجال الكشى تحت الرقم ٣٦٧

(٢) رجال الكشى تحت الرقم ٤٢٧.

٣٤

اقيم فيه أبوجعفر ثابتا على شريعته (١)

٢١ ـ نص : محمد بن علي ، عن أبيه عن سعد بن عبدالله ، عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه سئل أو قيل له أتكون الامامة في عم أو خال؟ فقال : لا فقال : في أخ؟ قال : لا ، قال : ففي من؟ قال : في ولدي وهويومئذ لاولد له (٢)

٢٢ ـ نص : علي بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن الحميري ، عن ابن عيسى عن البزنطي ، عن عقبة بن جعفر قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد ، فقال : يا عقبة إن صاحب هذا الامر لايموت حتى يرى خلفه من بعده (٣).

٢٣ ـ نص : بهذا الاسناد ، عن عبدالله بن جعفر قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام أنا وصفوان بن يحيى وأبوجعفر عليه‌السلام قائم قد أتى له ثلاث سنين ، فقلنا له : جعلنا الله فداك إن ـ وأعوذ بالله ـ حدث حدث فمن يكون بعدك؟ قال : ابني هذا وأومأ إليه ، قال : فقلنا له : وهو في هذا السن؟ قال : نعم ، وهو في هذا السن إن الله تبارك وتعالى احتج بعيسى عليه‌السلام وهو ابن سنتين (٤).

٢٤ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن يحيى الصنعاني قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وهو بمكة وهو يقشر موزا ويطعم أبا جعفرعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك هو المولودالمبارك؟ قال : نعم ، يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه (٥)

____________________

(١ ـ ٤) كفاية الاثرص ٣٢٤.

(٥) الكافى ج ٦ ص ٣٦٠ وفيه حديث آخر هكذا :

عدة من اصحابنا ، عن أحمد بن أبى عبدالله ، عن أبيه ، عن محمد بن أبى عمير عن يحيى بن موسى الصنعانى قال : دخلت على أبى الحسن الرضا عليه‌السلام بمنى وأبوجعفر الثانى عليه‌السلام على فخذه ، وهو يقشرله موزا ويطعمه.

ثم انه قد مضى تحت الرقم ١٤ من الباب الذى نحن فيه عن الارشاد والكافى حديث وفيه « أبويحيى الصنعانى ».

٣٥

٢٥ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن جمهور ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا عليه‌السلام : إن ابني في لسانه ثقل فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه وتدعو له فإنه مولاك ، فقال : هو مولى أبي جعفر ، فابعث به غدا إليه (١)

٢٦ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدى ، عن محمد بن خلاد الصيقل ، عن محمد بن الحسن بن عمار قال : كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة ، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبوجعفر محمد بن علي الرضا المسجد مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوثب علي ابن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظمه ، فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : يا عم اجلس رحمك الله؟ فقال : يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم.

فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه ، جعل أصحابه يوبخونه ، ويقولون : أنت عم ، أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال : اسكتوا! إذا كان الله عزوجل ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه انكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون بل أناله عبد (٢).

____________________

(١) الكافى ج ١ ص ٣٢١.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٢

٣٦

٣

* ( باب ) *

* ( معجزاته صلوات الله عليه ) *

١ ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمر ، عن علي بن أسباط قال : رأيت أبا جعفر عليه‌السلام قد خرج علي فأحددت النظر إليه وإلى رأسه وإلى رجله لاصف فامته لاصحابنا بمصر فخر ساجدا وقال : إن الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة ، قال الله تعالى : « وآتيناه الحكم صبيا » (١) ، وقال الله : « فلما بلغ أشده (٢) » وبلغ أربعين سنة » (٣) فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبي ، ويجوز أن يؤتى وهو ابن أربعين سنة (٤).

قب : عن معلى بن محمد ، عن ابن أسباط مثله (٥).

يج : عن ابن أسباط مثله.

شا : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن ابن أسباط مثله (٦)

٢ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن محمد قال : كان أبوجعفر محمد بن علي كتب إلي كتابا وأمرني أن لا أفكه حتى يموت يحيى بن أبي عمران قال :

____________________

(١) مريم : ١٣.

(٢) يوسف : ٢٢.

(٣) الاحقاف : ١٥.

(٤) بصائر الدرجات ص ٢٣٨.

(٥) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٨٩

(٦) الارشاد ص ٣٤٠ ، الكافى ج ١ ص ٤٩٤.

٣٧

فمكث الكتاب عندي سنين فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن أبي عمران فككت الكتاب فاذافيه : قم بما كان يقوم به أو نحو هذا من الامر.

قال : وحدثني يحيى وإسحاق ابنا سليمان بن داود أن إبراهيم أقرء هذا الكتاب في المقبرة يوما مات يحيى وكان إبراهيم يقول كنت لا أخاف الموت ماكان يحيى بن أبي عمران حيا (١) وأخبرني بذلك الحسن بن عبدالله بن سليمان (٢)

قب : عن إبراهيم مثله (٣)

٣ ـ ير : محمد بن حسان ، عن علي بن خالد وكان زيديا قال : كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا ، وقالوا : إنه تنبأ قال : علي فداريت القوادين (٤) والحجبة ، حتى وصلت إليه فاذا رجل له فهم.

فقلت له : يا هذا ما قصتك وما أمرك؟ فقال لي : كنت رجلا بالشام أعبدالله في الموضع الذي يقال له : (٥) موضع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فبينا

____________________

(١) عنونه في نقد الرجل وقال : يحيى بن أبى عمران تلميذ يونس بن عبدالرحمان روى عنه ابراهيم بن هاشم ، قاله الصدوق في مشيخة الفقيه.

(٢) بصائر الدرجات ص ٢٦٣ الجزء ٦ ب ١ ح ٢ و ٣

(٣) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٩٧

(٤) البوابين خ ل.

(٥) يقال انه نصب فيه رأس الحسين عليه‌السلام. فبينا أناذات ليلة في موضعى مقبل على المحراب : أذكر الله تعالى ، اذ رأيت شخصا بين يدى ، فنظرت اليه فقال لي : قم فقمت فمشى بى قليلا فاذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي : أتعرف هذا المسجد؟ فقلت : نعم ، هذا مسجد الكوفة ، قال : فصلى وصليت معه ، ثم انصرف وانصرفت معه ، فمشى قليلا فاذا نحن بمسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم على الرسول وصليت معه ثم خرج وخرجت معه ، فمشى قليلا فاذا أنا بمكة فطاف بالبيت وطفت معه ، ثم خرج ومشى قليلا فاذا أنا في موضعى الذى أعبدالله فيه بالشام وغاب الشخص عن عينى.

٣٨

أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال : قم بنا قال : فقمت معه قال : فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة ، فقال لي : تعرف هذا المسجد؟ قلت : نعم ، هذا مسجد الكوفة قال : فصلى وصليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد المدينة قال : فصلى وصليت معه وصلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعا له فبينا أنا معه إذا أنا بمكة ، فلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه قال : فبينا أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أعبدالله فيه بالشام قال : ومضى الرجل.

قال : فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا أنا به وفعل بي مثل فعلته الاولى فلما فرغنا من مناسكنا وردني إلى الشام وهم بمفار قتي قلت له : سألتك بحق الذي

____________________

(١) فبقيت متعجبا حولا مما رأيت ، فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعانى فأجبته ، ففعل كما فعل في العام الماضى ، فلما أراد مفارقتى بالشام قلت له : سألتك بالذى أقدرك على ما رأيت منك الا أخبرتنى من أنت؟ قال : أنا محمد بن على بن موسى ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب.

فحدثت من كان يصير إلى بخبره ، فرقى ذلك إلى محمد بن عبدالملك الزيات فبعث إلى من أخذنى وكبلنى في الحديد ، وحملنى إلى العراق ، وحبست كما ترى ، وادعى على المحال.

فقلت له : أرفع القصة إلى محمد بن عبدالملك؟ قال : افعل! فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها ، ورفعتها إلى محمد بن عبدالملك : فوقع في ظهرها : قل للذى اخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة. ، وردك من مكة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.

قال على بن خالد : فغمنى ذلك من أمره ، وانصرفت محزونا عليه ، فلما كان من الغد ، باكرت إلى الحبس لاعلم الحال ، وآمره بالصبرو العزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وخلقا عظيما من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لى : المتنبى المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس ، إلى آخر الخبر.

كذا في الارشاد والاعلام نقلا عن الكلينى ، مع أن روايته في الكافى موافق لما في البصائر الاشاذا. منه عفى عنه.

اقول : هذا نص ماذكره ـ رضوان الله عليه ـ بخط يده في هامش نسخة الاصل.

٣٩

أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت؟ قال : فأطرق طويلا ثم نظر إلي فقال : أنا محمد بن علي بن موسى.

فتراقى الخبر حتى انتهى الخبر إلى محمد بن عبدالملك الزيات ، قال : فبعث إلى فأخذني وكبلني في الحديد ، وحملني إلى العراق وحبسني ماترى.

قال : قلت له : أرفع قصتك إلى محمد بن عبدالملك؟ فقال : ومن لي يأتيه بالقصة قال : فأتيته بقرطاس ودواة فكتب قصته إلى محمد بن عبدالملك فذكر في قصته ما كان قال : فوقع في القصة : قال للذي أخرجك في ليلة من الشام الكوفة ، و من الكوفة ، إلى المدينة ، ومن المدينة إلى المكان أن يخرجك من حبسك قال علي : فغمني أمره ورققت له ، وأمرته بالعزاء ، قال : ثم بكرت عليه يوما فاذا الجند ، وصاحب الحرس ، وصاحب السجن ، وخلق عظيم ، يتفحصون حاله قال : فقلت : ماهذا؟ قالوا : المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الارض ، أو اختطفه الطير في الهواء؟ وكان علي بن خالد هذا زيديا فقال بالامامة بعد ذلك ، وحسن اعتقاده (١).

عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٢) عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن حسان مثله (٣).

بيان : « العسكر » اسم سر من رأى ، والكبل القيد الضخم « فتراقى الخبر » أي تصاعد وارتفع « محمد بن عبدالملك » كان وزير المعتصم وبعد وزيرا لابنه الواثق هارون ابن المعتصم وكان أبوه يبيع دهن الزيت في بغداد « والحرس » بالتحريك جمع الحارس ويقال « اختطفه » إذا استلبه بسرعة.

____________________

(١) بصائر الدرجات ص ٤٠٢ ورواه في الخرائج ص ٢٠٨ وفى كشف الغمة ج ٣ ص ٢١٠ أيضا فراجعه.

(٢) الكافى ج ١ ص ٤٩٢ و ٤٩٣.

(٣) ارشاد المفيد ص ٢٠٥.

٤٠