بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عم (١) شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٢) عن الحسن بن محمد ، عن المعلي مثله (٣).

بيان : « فقد أحدث فيك أمرا » أي جعلك إماما بموت أخيك الا كبر قبلك (٤)

٧ ـ غط : سعد عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن العسكري عليه‌السلام وقت وفاة ابنه : أبي جعفر ، وقد كان أشار إليه ودل عليه ، وإني لافكر في نفسي ، وأقول هذه قصة أبي إبراهيم وقصة إسماعيل فأقبل علي أبوالحسن عليه‌السلام وقال : نعم يا أبا هاشم بدالله في أبي جعفر وصير مكانه أبا محمد كما بداله في إسماعيل بعد مادل عليه أبوعبدالله عليه‌السلام ونصبه ، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون أبومحمد ابني الخلف من بعدي ، عنده ما تحتاجون إليه ، ومعه آلة الامامة والحمدلله (٥).

شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٦) عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن أبي هاشم الجعفري مثله (٧).

____________________

(١) اعلام الورى ص ٣٥٠.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٦.

(٣) الارشادص ٣١٥ و ٣١٦.

(٤) الاصح ان يقال : أحدث فيك أمرا : أى لطفا ونعمة ، وذلك لان المعروف بين شيعتنا بنص الباقر عليه‌السلام أن الامامة في الولد الاكبر ، ولولم يمض ابوجعفر اخوك الاكبر ، لا ختلف فيك الشيعة كما اختلفوا بعد ابى عبدالله الصادق عليه‌السلام.

واما جعل الامامة فهو بارادة الله عزوجل ، وقداخذ ميثاق كل واحد منهم عليهم‌السلام في الذر ، ليس للامام الماضى فيه صنع ، والمراد بالبداء هو ما يرجع إلى نحو ماقلنا ، كما سيجئ بيان ذلك.

(٥) غيبة الشيخ ص ١٣٠.

(٦) الكافى ج ١ ص ٣٢٧.

(٧) الارشاد ص ٣١٧.

٢٤١

٨ ـ غط : سعد ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن سيار بن محمد البصري ، عن علي بن عمرو النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن العسكري عليه‌السلام في داره فمر علينا أبوجعفر فقلت له : هذا صاحبنا؟ فقال : لا صاحبكم الحسن (١).

كشف : من دلائل الحميري عن النوفلي مثله (٢).

٩ ـ غط : سعد عن هارون بن مسلم ، عن أحمد بن رجا صاحب الترك قال : قال أبوالحسن عليهم‌السلام : الحسن ابني القائم من بعدي (٣).

١٠ ـ غط : سعد ، عن أحمد بن عيسى العلوي من ولد علي بن جعفر قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام بصريا فسلمنا عليه ، فاذا نحن بأبي جعفر وأبي محمد قد دخلا ، فقمنا إلى أبي جعفر لنسلم عليه ، فقال أبوالحسن عليه‌السلام ليس هذاصاحبكم عليكم بصاحبكم ، وأشار إلى أبي محمد عليه‌السلام (٤).

١١ ـ غط : سعد ، عن علي بن محمد الكليني (٥) عن إسحاق بن محمد النخعي ، عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال : كنت رويت عن أبي الحسن العسكري عليه‌السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدل عليه ، فلما مضى أبوجعفر قلقت لذلك ، وبقيت متحيرا لا أتقدم ولا أتأخر ، وخفت أن أكتب إليه في ذلك ، فلا أدري ما يكون.

فكتبت إليه أسأله الدعاء أن يفرج الله عنا في أسباب من قبل السلطان كنا نغتم بها في غلماننا فرجع الجواب بالدعاء ورد الغلمان علينا ، وكتب في آخر الكتاب : أردت أن تسأل عن الخلف بعد مضي أبي جعفر ، وقلقت لذلك ، فلا تغتم فان الله لايضل قوما بعد إذهذاهم حتى يتبين لهم ما يتقون.

____________________

(١) غيبة الطوسى ص ١٢٩ و ١٣٠.

(٢) كشف الغمة ج ٣ ص ٣٠١.

(٣) غيبة الشيخ الطوسى ص ١٣٠.

(٤) المصدر نفسه ص ١٣٠.

(٥) هو ابوالحسن على بن محمد بن ابراهيم بن ابان الرازى الكلينى المعروف بعلان ثقة عين من أصحابنا له كتاب أخبار القائم عليه‌السلام.

٢٤٢

صاحبكم بعدي أبومحمد ابني وعنده ما تحتاجون إليه يقدم الله ما يشاء ، و يؤخر ما يشاء « ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها » قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل بقظان (١).

شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٢) عن علي بن محمد عن إسحاق مثله (٣).

١٢ ـ غط : ابن أبي الخطاب ، عن ابن أبي الصهبان قال : لما مات أبوجعفر محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى وضع لابي الحسن علي بن محمد كرسي فجلس عليه وكان أبومحمد الحسن بن علي قائما في ناحية فلما فرغ من غسل أبي جعفر التفت أبوالحسن إلى أبي محمد فقال : يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا (٤).

١٣ ـ عم (٥) شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٦) عن علي بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفي عن يسار بن أحمد البصري ، عن علي بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن عليه‌السلام في صحن داره فمر بنا ابنه محمد فقلت : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : لا صاحبكم بعدي الحسن (٧).

١٤ ـ عم (٨) شا : بالاسناد ، عن يسار بن أحمد (٩) عن عبدالله بن محمد.

____________________

(١) غيبة الشيخ ص ١٣١.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٨

(٣) الارشاد ص ٣١٧. ورواه الطبرسى في اعلام الورى ملخصا ص ٣٥١.

(٤) كتاب الغيبة ص ١٣١ و ١٣٢.

(٥) اعلام الورى ص ٣٥٠.

(٦) الكافى ج ١ ص ٣٢٥ و ٣٢٦.

(٧) الارشاد ص ٣١٥.

(٨) اعلام الورى ص ٣٥٠.

(٩) في الكافى « بشار بن احمد ، في المواضع ، وفى اعلام الورى المطبوع هكذا « بشاربن احمد » وفى هامش نسخة الاصل « سنان بن احمد » نقلا عن نسخة اعلام الورى وقد كان نسخة الاصل منه عنده قدس‌سره فتحرر.

٢٤٣

الاصفهاني قال : قال لي أبوالحسن عليه‌السلام : صاحبكم بعدي الذي يصلي علي قال : ولم نعرف أبا محمد قبل ذلك قال : فخرج أبومحمد بعد وفاته فصلى عليه (١).

١٥ ـ عم (٢) شا : بالاسناد عن يسار بن أحمد ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن علي بن جعفر قال : كنت حاضرا أبا الحسن عليه‌السلام لما توفي ابنه محمد فقال للحسن : يا بني أحدث شكرا فقد أحدث فيك أمرا (٣).

١٦ ـ عم (٤) شا : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن أحمد القلانسي ، عن علي بن الحسين بن عمر ، عن علي بن مهزيار قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : إن كان كون ـ وأعوذ بالله ـ فالى من؟ قال : عهدي إلى الاكبر من ولدي يعني الحسن عليه‌السلام (٥).

١٧ ـ عم (٦) قب (٧) شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٨) عن علي بن محمد ، عن أبي محمد الاسترابادي ، عن علي بن عمرو والعطار قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام وابنه أبوجعفر في الاحياء وأنا أظن أنه الخلف من بعده فقلت : جعلت فداك من أخص من ولدك؟ فقال : لاتخصوا أحدا من ولدي حتى يخرج إليكم أمري قال : فكتبت إليه بعد : فيمن يكون هذا الامر؟ قال : فكتب إلي : الاكبر من ولدي وكان أبومحمد عليه‌السلام أكبر من جعفر (٩).

____________________

(١) الارشادص ٣١٥.

(٢) اعلام الورى ص ٣٥٠.

(٣) الارشاد ص ٣١٥.

(٤) اعلام الورى ص ٣٥٠.

(٥) الارشاد ص ٣١٦.

(٦) اعلام الورى ص ٣٥٠ و ٣٥١.

(٧) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٢٢ و ٤٢٣

(٨) الكافى ج ١ ص ٣٢٦.

(٩) الارشادص ٣١٦ والمراد بجعفر هذا هو المشهور بالكذاب.

٢٤٤

بيان : قوله « فكتبت إليه بعد ، أي بعد فوت أبي جعفر.

١٨ ـ عم (١) شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٢) عن محمد بن يحيى وغيره عن سعيد بن عبدالله ، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الافطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد دار أبي الحسن عليه‌السلام وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني العباس وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس إذ نظر إلى الحسن بن علي وقد جاء مشقوق الجيب حتى جاء عن يمينه ، ونحن لانعرفه.

فنظر إليه أبوالحسن عليه‌السلام بعد ساعة من قيامه ، ثم قال : يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا : فبكى الحسن عليه‌السلام واسترجع ، وقال : الحمد لله رب العالمين وإياه أشكرتمام نعمه علينا ، وإنا لله وإنا راجعون فسألنا عنه فقيل لنا : هذا الحسن ابنه ، وقد رناله في ذلك الوقت عشرين سنة ونحوها فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إليه بالامامة ، وأقامه مقامه (٣).

١٩ ـ عم (٤) شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٥) عن علي بن محمد ، عن إسحاق ابن محمد بن يحيى بن رئاب ، عن أبي بكر الفهفكي قال : كتب إلي أبوالحسن عليه‌السلام » أبومحمد ابني أصح آل محمد غريزة ، وأو ثقهم حجة ، وهو الاكبر من ولدي ، وهو الخلف ، وإليه ينتهي عرى الامامة وأحكامها ، فماكنت سائلي منه فاسأله عنه ، وعنده ما تحتاج إليه » (٦).

____________________

(١) اعلام الورى ص ٣٥١.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٦ و ٣٢٧.

(٣) الارشاد ص ٣١٦.

(٤) اعلام الورى ص ٣٥١. وزاد بعده ومعه آلة الامامة.

(٥) الكافى ج ١ ص ٣٢٦ و ٣٢٧

(٦) الارشاد ص ٣١٧.

٢٤٥

٢٠ ـ عم (١) شا : ابن قولويه ، عن الكليني (٢) ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن محمد بن يحيى قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام بعد مضي أبي جعفر ابنه فعزيته عنه ، وأبومحمد جالس ، فبكى أبومحمد فأقبل عليه أبوالحسن عليه‌السلام فقال : إن الله قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله (٣)

٢١ ـ عم : الكليني ، عن علي بن محمد بن أحمد النهدي ، عن يحيى بن يسار القنبري قال : أوصى أبوالحسن عليه‌السلام إلى ابنه الحسن عليه‌السلام قبل مضيه بأربعة أشهر وأشار إليه بالامر من بعده ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي (٤).

شا (٥) : ابن قولويه ، عن الكليني مثله (٦).

غط : يحيى بن بشار العنبري مثله (٧)

____________________

(١) لم نجده في مظانه من اعلام الورى.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٢٧.

(٣) الارشاد ص ٣١٦ و ٣١٧.

(٤) اعلام الورى ص ٣٥١.

(٥) الارشادص ٣٥١.

(٦) الكافى ج ١ ص ٣٢٥.

(٧) غيبة الشيخ ص ١٣٠.

٢٤٦

٢

* ( باب ) *

* ( معجزاته ومعالى اموره ) *

* ( صلوات الله عليه ) *

١ ـ ك : حدثنا أبوجعفر محمد بن عيسى بن أحمد الزرجي قال : رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيد ، في شارع السوق ، و ذكر أنه هاشمي من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبوجعفر اسمه ، وكنت اصلي فلما سلمت قال لي : أنت قمي أوزائر؟ (١) قلت : أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال لي : تعرف دار موسى بن عيسى التي بالكوفة؟ فقلت : نعم؟ فقال : أنا من ولده.

قال : كان لي أب وله أخوان ، وكان أكبر الاخوين ذامال ، ولم يكن للصغير مال ، فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ست مائة دينار فقال الاخ الكبير : أدخل على الحسن بن علي بن محمد الرضا عليهم‌السلام وأسأله أن يلطف للصغير لعله أن يرد مالي فانه حلو الكلام فلما كان وقت السحر بدالي عن الدخول على الحسن ابن علي عليهما‌السلام وقلت : أدخل على أسباس التركي صاحب السلطان و أشكو إليه.

قال : فدخلت على أسباس التركي وبين يديه نرد يلعب به ، فجلست أنتظر فراغه ، فجاءني رسول الحسن بن علي عليهما‌السلام فقال : أجب! فقام معه فلما دخل على

____________________

(١) في المصدر المطبوع : أنت قمى أورازى؟

٢٤٧

الحسن قال له : كان لك إلينا أول الليل حاجة ثم بدالك عنها وقت السحر ، اذهب فان الكيس الذي اخذ من مالك رد ، ولا تشك أخاك وأحسن إليه وأعطه ، فان لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلما خرج تلقاه غلامه يخبره بوجود الكيس.

قال أبوجعفر الزرجي : فلما كان من الغد ، حملني الهاشمي إلى منزله و أضافني ثم صاح بجارية وقال : يا غزال أو يازلال ، فاذا أنا بجارية مسنة فقال لها : يا جارية حدثي مولاك بحديث الميل والمولود ، فقالت : كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي : ادخلي إلى دار الحسن بن علي عليهما‌السلام فقولي لحكيمة تعطينا شيئا يستشفي به مولودنا.

فدخلت عليها فسألتها ذلك : فقالت حكيمة : ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة يعني ابن الحسن بن علي عليه‌السلام فاتيت بالميل فدفعته إلي وحملته إلى مولاتي وكحلت به المولود ، فعوفي وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه.

قال أبوجعفر الزرجي : فلقيت في مسجد الكوفة أبا الحسن بن يرهون البرسي فحدثته بهذا الحديث عن الهاشمي فقال : قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولا نقصان (١).

بيان : قوله « أوزائر » لعل الهمزة للاستفهام دخلت على واو العاطفة أي أو أنت جئت للزيارة أو كلمة « أو » للاضراب بمعنى بل ، قوله « فلما كان وقت السحر بدالي » هذا كلام الرواي ، وقوله « فقام » رجوع إلى سياق أول الكلام.

٢ ـ قب (٢) يج (٣) غط : عمرو بن محمد بن ريان (٤) الصيمري قال :

____________________

(١) كمال الدين ج ٢ ص ١٩٤ و ١٩٥.

(٢) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٣٠

(٣) مختار الخرائج والجرائح ص ٢١٤.

(٤) في بعض النسخ كما في المناقب ـ عمرو بن محمد بن زياد الصميرى.

٢٤٨

دخلت على أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله بن طاهر وبين يديه رقعة أبي محمد عليه‌السلام فيها « إني نازلت الله في هذا الطاغي يعني المستعين (١) وهو آخذه بعد ثلاث » فلما كان

____________________

(١) بويع المستعين أحمد بن محمد بن المعتصم في اليوم الذى توفى فيه المنثصر يوم الاحد لخمس خلون من ربيع الاخر سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وكان بغا ووصيف من الاتراك متوليين لامر الخلافة في زمانه وأنزلاه في دار السلام ، دار محمد بن عبدالله ابن طاهر.

فاضطربت الاتراك والفراعنة وغيرهم من نظرائهم من الموالى بسامراء ، فأجمعوا على بعث جماعة منهم اليهم يسألونه الرجوع إلى دار ملكه ، واعترفوا بذنوبهم ، وتضمنوا أن لا يعودوا ولا غيرهم من نظرائهم إلى شئ مما أنكر عليهم ، وتذللوا له فأجينوا بما يكرهون.

فانصرفوا إلى سرمن رأى فأعلموا أصحابهم وآيسوهم من رجوع الخليفة ، وقد كان المستعين أغفل أمر المعتز والمؤيد حين انحدر إلى بغداد ، ادلم يأخذهما معه ، وقد كان حذر من محمد بن الواثق فأحدره معه ، ثم انه هرب منه في حال الحرب.

فأجمع الموالى على اخراج المعتز والمبايعة له فأنزلوه مع أخيه المؤيد من الحبس وبايعوه في يوم الاربعاء لاحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة احدى وخمسين ومائتين وركب في غد ذلك اليوم إلى دار العامة ، فأخذ البيعة على الناس ، وخلع على أخيه المؤيد وعقد له عقد ين أسود وأبيض ، وأحدر أخاه أبا أحمد مع عدة من الموالى لحرب المستعين فسار إلى بغداد فلم تزل الحرب بينهم وأمور المعتز تقوى وحال المستعين تضعف.

فلما راى محمد بن عبدالله بن طاهر ذلك كاتب المعتز إلى الصلح على خلع المستعين فجرى بينهم العهود ، فخلع المستعين نفسه من الخلافة في ليلة الخميس لثلاث خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين وأحدر هو وعياله إلى واسط بمقتضى الشرط ، ثم بعث المعتزفى شهر رمضان من هذه السنة سعيد بن صالح حتى أعرض المستعين قرب سامرا فاجتز رأسه وحمله إلى المعتز بالله وكان ابن خمس وثلاثين سنة.

٢٤٩

اليوم الثالث خلع ، وكان من أمره ماكان إلى أن قتل (١).

توضيح قال الجزري : فيه نازلت ربي في كذا أي راجعته وسألته مرة بعد مرة ، وهو مفاعلة من النزول عن الامر ، أو من النزال في الحرب ، وهو تقابل القرنين.

٣ ـ قب (٢) غط : سعد ، عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي محمد عليه‌السلام فقال : إذا قام القائم أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد فقلت في نفسي : لاي معنى هذا؟ فأقبل علي فقال : معنى هذا أنها محدثة مبتدعة ، لم يبنها نبي ولا حجة (٣).

كشف : من دلائل الحميري ، عن أبي هاشم مثله (٤).

عم : من كتاب أحمد بن محمد بن عياش ، عن العطار ، عن سعد والحميري معا عن الجعفري مثله (٥).

٤ ـ قب (٦) غط : سعد عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا محمد عليه‌السلام يقول : من الذنوب التي لاتغفر قول الرجل ليتني لا اؤ اخذ إلا بهذا ، فقلت في نفسي : إن هذا لهوالدفيق ، ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شئ فأقبل علي أبومحمد عليه‌السلام فقال : يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسك فان الاشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا ، في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الاسود (٧)

____________________

(١) غيبة الشيخ ص ١٣٢ وأخرجه الاربلى في كشف الغمة عن دلائل الحميرى ج ٣ ص ٢٩٥.

(٢) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٣٧.

(٣) غيبة الشيخ ص ١٣٣

(٤) كشف الغمة ج ٣ ص ٢٩٦.

(٥) اعلام الورى ص ٣٥٥.

(٦) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٣٩.

(٧) غيبة الشيخ ص ١٣٣.

٢٥٠

كشف : من دلائل الحميري ، عن الجعفري مثله (١).

عم : من كتاب ابن عياش بالاسناد المتقدم مثله (٢).

٥ ـ غط : سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد قال : أخبرني أبوالهيثم بن سبانه أنه كتب إليه لما أمر المعتز بدفعه إلى سعيد الحاجب عند مضيه إلى الكوفة وأن يحدث فيه ما يحدث به الناس بقصر ابن هبيرة « جعلني » الله فداك ، بلغنا خبر قد أقلقنا وأبلغ منا « فكتب إليه عليه‌السلام بعد ثالث يأتيكم الفرج فخلع المعتز اليوم الثالث (٣).

٦ ـ غط : جماعة ، عن التلعكبري رحمه‌الله قال : كنت في دهليز أبي علي محمد بن همام رحمه‌الله على دكة إذمر بناشيخ كبير عليه دارعة ، فسلم على أبي علي ابن همام فرد عليه‌السلام ومضى ، فقال لي : أتدري من هو هذا؟ فقلت : لافقال لي : هذا شاكرى لسيدنا أبي محمد عليه‌السلام أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا؟ قلت : نعم ، فقال لي : معك شئ تعطيه؟ فقلت له : معي درهمان صحيحان ، فقال : هما يكفيانه.

فمضيت خلفه فلحقته فقلت له : أبوعلي يقول لك تنشط للمصير إلينا؟ فقال : نعم ، فجئنا إلى أبي علي بن همام فجلس إليه فغمزني أبوعلي أن أسلم إليه الدرهمين فقال لي : ما يحتاج إلى هذا ، ثم أخذهما فقال له أبوعلي بن همام يا باعبدالله محمد! حدثنا عن أبي محمد بما رأيت.

فقال : كان استاذي صالحا من بين العلويين لم أرقط مثله ، وكان يركب بسرج صفته بزيون مسكي وأزرق ، قال : وكان يركب إلى دار الخلافه بسر من رأى في كل اثنين وخميس قال : وكان يوم النوبة يحضر من الناس شئ عظيم ، و يغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة ، فلا يكون لاحد موضع يمشي

____________________

(١) كشف الغمه ج ٣ ص ٢٩٨.

(٢) اعلام الورى ص ٣٥٥ و ٣٥٦.

(٣) غيبة الشيخ ص ١٣٤.

٢٥١

ولا يدخل بينهم.

قال : فاذا جاء استاذي سكنت الضجة ، وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير قال : وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لايحتاج أن يتوقى من الدواب نحفه ليز حمها ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له ، فاذا أراد الخروج و صاح البوابون : هاتوا دابة أبي محمد ، سكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.

وقال الشاكري : واستدعاه يوما الخليفة وشق ذلك عليه وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده على مرتبته ، من العلويين والهاشميين ، فركب ومضى إليه ، فلما حصل في الدار قيل له : إن الخليفة قد قام ولكن اجلس في مرتبتك أو انصرف قال : فانصرف وجاء إلى سوق الدواب وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير.

فلما دخل إليها سكن الناس ، وهدأت الدواب قال : وجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب قال : فجئ له بفرس كبوس لايقدر أحد أن يدنومنه قال : فباعوه إياه بوكس ، فقال لي : يا محمد قم فأطرح السرج عليه قال : فقلت : إنه لايقول لي ما يؤذيني ، فحللت الحزام ، وطرحت السرج فهدأ ولم يتحرك وجئت به لامضي به فجاء النخاس فقال لي : ليس يباع ، فقال لي : سلمه إليهم ، قال : فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتة ذهب منه منهمزما.

قال : وركب ومضينا فلحقنا النخاس فقال : صاحبه يقول أشفقت أن يرد فان كان علم ما فيه من الكبس فليشتره فقال له استاذي قد علمت ، فقال : قد بعتك فقال لي : خذه فأخذته فجئت به إلى الاصطبل فما تحرك ولا آذاني ببركة استاذي.

فلما نزل جاء إليه وأخذ اذنه اليمنى فرقاه ثم أخذ اذنه اليسرى فرقاه فوالله لقد كنت أطرح الشعير له فأفرقه بين يديه ، فلا يتحرك ، هذا ببركة استاذي.

قال أبومحمد : قال أبوعلي بن همام : هذا الفرس يقال له الصؤل (١) قال :

____________________

(١) قال في الصحاح ص ١٧٤٧ قال أبو زيد : صؤل البعير ـ بالهمز ـ يصؤل صآلة : اذا صار يقتل الناس ويعدو عليهم ، فهوجمل صؤول.

٢٥٢

يرجم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ويقوم على رجليه ويلطم صاحبه.

قال محمد الشاكري : كان استاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ما كان يشرب هذا النبيذ ، كان يجلس في المحراب ويسجد فأنام وأنتبه وأنام وهو ساجد ، وكان قليل الاكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وماشا كله ، فيأكل منه الواحدة والثنتين ويقول : شل هذا يا محمد إلى صبيانك ، فأقول هذاكله؟ فيقول خذه ما رأيت قط أسدى منه (١).

بيان : قال الفيروز آبادي صفة الدار والسرج معروف (٢) وقال البزيون كجرد حل وعصفور السندس ، وقوله « نحفه ليزحمها » لعله بيان للتوقي أي كان لا يحتاج إلى ذلك ، والاحتمال الاخر ظاهر « والكبوس » لعله معرب جموش ولم أظفرله في اللغة على معنى يناسب المقام (٣) ويحتمل أن يكون كيوس بالياء المثناة من الكيس خلاف الحمق فان الصعوبة وقلة الانقياد يكون غالبا في الانسان مع الكياسة ، وأبومحمد كنية للتلعكبري قوله « شل هذا » أي ارفعه ويقال : أسدى إليه أي أحسن.

٧ ـ غط : الفزاري عن محمد بن جعفر بن عبدالله ، عن محمد بن أحمد الانصاري قال : وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبرهيم المدني إلى أبي محمد عليه‌السلام قال كامل : فقلت في نفسي أسأله لايدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي؟ قال : فلما دخلت على سيدي أبي محمد ، نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي : ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب؟ ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله ، فقال متبسما : يا كامل وحسر ذراعيه فاذا مسح أسود خشن على جلده ، فقال : هذا لله وهذا لكم ، تمام الخبر.

____________________

(١) غيبة الشيخ ص ١٣٩ و ١٤٠.

(٢) راجع القاموس ج ٣ ص ١٦٣ ، وقال غيره : هى ما غشى به بين القربوسين وهما مقدمه ومؤخره.

(٣) ولعله فعول من الكبس بمعنى الاقتحام على الشئ.

٢٥٣

٨ ـ قب ، يج : قال أبوهاشم : ما دخلت قط على أبي الحسن وأبي محمد عليهما‌السلام إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا ، فدخلت على أبي محمد وأنا اريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به ، فجلست وأنسيت ما جئت له ، فلما أردت النهوض رمى إلي بخاتم ، وقال : أردت فضة فأعطيناك خاتما وربحت الفص والكرى ، هناك الله (١).

عم : من كتاب ابن عياش بالاسناد المتقدم مثله (٢).

٩ ـ يج : قال أبوهاشم قلت في نفسي : أشتهي أن أعلم مايقول أبومحمد في القرآن أهو مخلوق أم غير مخلوق؟ فأقبل علي فقال : أما بلغك ما روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام لما نزلت قل هوالله أحد خلق لها أربعة ألف جناح ، فما كانت تمر بملاء من الملائكة إلا خشعوا لها ، وقال : هذه نسبة الرب تبارك وتعالى (٢).

١٠ ـ قب ، يج : عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت في الحبس مع جماعة فحبس أبومحمد عليه‌السلام وأخوه جعفر فخففنا له وقبلت وجه الحسن ، وأجلسته على مضربة كات عندي ، وجلس جعفر قريبا منه فقال جعفر : واشيطناه ، بأعلى صوته يعني جارية له ، فضجره أبومحمد وقال له : اسكت وإنهم رأوا فيه أثر السكر (٤) وكان المتولي حبسه صالح بن وصيف وكان معنا في الحبس رجل جمحي يدعي أنه علوي فالتفت أبومحمد وقال : لولا أن فيكم من ليس منكم لا علمتكم متى يفرج الله عنكم وأومأ إلى الجمحي فخرج ، فقال أبومحمد هذا الرجل ليس منكم فاحذروه فان في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بماتقولون فيه ، فقام بعضهم ففتش ثيابه ، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة ، ويعلمه أنا نريد أن ننقب الحبس ونهرب (٥).

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٣٧.

(٢) اعلام الورى ص ٣٥٦.

(٣) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

(٤) المصدرص ٢٣٨.

(٥) نفس المصدرص ٢٣٨.

٢٥٤

وقال أبوهاشم : كان الحسن يصوم فاذا أفطر أكلنا معه وما كان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة ، فضعفت يوما عن الصوم فأفطرت في بيت آخر على كعكة ، وما شعربي أحد ، ثم جئت فجلست معه ، فقال لغلامه : أطعم أباهاشم شيئا فانه مفطر فتبسمت ، فقال : مماتضحك يا أبا هاشم إذا أردت القوة فكل اللحم فان الكعك لاقوة فيه ، فقلت : صدق الله ورسوله وأنتم عليكم السلام فأكلت فقال : أفطر ثلاثا فان له المنة لاترجع لمن أنهكه الصوم في أقل من ثلاث.

فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال : ياسيدي أحمل فطورك ، قال : احمل وما أحسبنا نأكل منه ، فحمل الطعام الظهر ، وأطلق عنه العصر ، وهوصائم ، فقالوا : كلوا هداكم (١) الله (٢).

عم : من كتاب أحمد بن محمد بن عياش ، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم ، عن أبي هاشم الجعفري مثله (٣).

بيان : « فخففناله » أي أسرعنا إلى خدمته ، وفي بعض النسخ » فحففنا به » بالحاء المهملة من قولهم حفه أي أطاف به ، « والجونة » الخابية مطلية بالقار ، و « المنة » بالضم القوة.

١١ ـ قب (٤) يج : قال أبوهاشم سأله الفهفكي ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخد الرجل سهمين؟ قال : لان المرأة ليس لها جهاد ولانفقة.

____________________

(١) هناكم الله خ ل.

(٢) مختارالخرائج ص ٢٣٨ و ٢٣٩ وقد رواه ابن شهر آشوب في المناقب ج ٤ ص ٤٣٠ و ٤٣٩ ملخصا فراجع.

(٣) اعلام الورى ص ٣٥٤ ـ ٣٥٥.

(٤) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٣٧ ورواه الكلينى في الكافى ج ٧ ص ٨٥ عن على بن محمد ، عن محمد بن أبى عبدالله ، عن اسحاق بن محمد النخعى.

٢٥٥

ولاعليها معقلة (١) إنما ذلك على الرجال فقلت في نفسي : قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجا سأل أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب.

فأقبل عليه‌السلام علي فقال : نعم هذه مسألة ابن أبي العوجا (٢) والجواب منا واحد إذا كان معنى المسألة واحدا ، جرى لاخرنا ما جرى لاولنا ، وأولنا وآخرنا في العلم والامر سواء ، ولرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما (٣).

كشف : من دلائل الحميري ، عن الجعفري مثله (٤)

عم : من كتاب ابن عياش بالاسناد المذكور مثله (٥).

١٢ ـ يج : قال أبوهاشم : سمعت أبا محمد يقول : إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا [ لا ] يحيط على العباد حتى يقول أهل الشرك « والله ربنا ما كنا مشركين » (٦) فذكرت في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله

____________________

(١) المعقلة ـ بضم القاف ـ الغرم ، يقال : صاردمه معقلة على قومه اى صاروا يدونه يؤدون من أموالهم ، وأصل العقل الامساك والاستمساك كعقل البعير بالعقال ، وعقل الدواء البطن ، كما قيل للحصن معقل ، وباعتبار عقل البعير قيل عقلت المقتول : اعطيت ديته.

وقيل أصله أن تعقل الابل بفناء ولى الدم ، وقيل بل بعقل الدم أن يسفك ثم سميت الدية باى شئ كان عقلا ، وسمى الملتزمون له عاقلة ، وهم قرابة الرجل من قبل الاب الذى يعطون دية من قتله خطأ.

(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٧ ص ٨٥ ، باسناده عن الاحول قال : قال لى ابن أبى العوجاء : ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين؟ قال : فذكره بعض أصحابنا لابى عبدالله عليه‌السلام فقال : ابن المرأة ليس عليها جهاد ، ولا نفقة ولامعقلة وانما ذلك على الرجال ، ولذلك جعل للمرأة سهما واحدا وللرجل سهمين.

(٣) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

(٤) كشف الغمة ج ٣ ص ٢٩٩.

(٥) اعلام الورى ص ٣٥٥.

(٦) الانعام : ٢٣.

٢٥٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله قرأ « إن الله يغفر الذنوب جميعا » (١) فقال الرجل ومن أشرك ، فأنكرت ذلك ، وتنمرت للرجل ، فأنا أقول في نفسي إذا أقبل علي عليه‌السلام فقال : « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفرما دون ذلك لمن يشاء » (٢) بئسما قال هذا ، وبئسما روى (٣)

١٣ ـ قب (٤) يج : قال أبوهاشم : سأل محمد بن صالح أبا محمد عليه‌السلام عن قوله تعالى : « لله الامر من قبل ومن بعد » (٥) فقال عليه‌السلام : له الامر من قبل أن يأمربه ، وله الامر من بعد أن يأمر به بما يشاء ، فقلت في نفسي : هذا قول الله « ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين » (٦) فأقبل علي فقال : هوكما أسررت في نفسك « ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين » قلت : أشهد أنك حجة الله وابن حجته في خلقه (٧)

١٤ ـ يج : قال أبوهاشم : سأله محمد بن صالح عن قوله تعالى « يمحوالله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب » (٨) فقال : هل يمحو إلا ماكان؟ وهل يثبت إلا مالم يكن؟ فقلت في نفسي هذاخلاف قول هشام بن الحكم إنه لايعلم بالشئ حتى يكون ، فنظر إلي فقال : تعالى الجبار الحاكم العالم بالاشياء قبل كونها قلت : أشهد أنك حجة الله (٩).

____________________

(١) الزمر : ٥٣.

(٢) النساء : ٤٨.

(٣) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

(٤) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٤٣٦.

(٥) الروم : ٤.

(٦) الاعراف : ٥٤.

(٧) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

(٨) الرعد : ٣٩.

(٩) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

٢٥٧

١٥ ـ قب : قال أبوهاشم : خطر ببالي أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال أبومحمد عليه‌السلام : يا أبا هاشم الله خالق كل شي ء وما سواه مخلوق (١).

١٦ ـ قب (٢) يج : قال أبوهاشم رحمه‌الله : سمعته يقول إن في الجنة بابا يقال له المعروف ، لايدخله إلا أهل المعروف ، فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس ، فنظر إلي وقال : نعم ، فدم على ما أنت عليه ، فان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الاخرة ، جعلك الله منهم يا أبا هاشم و رحمك (٣).

كشف : من دلائل الحميري عن الجعفري مثله (٤).

عم : من كتاب ابن عياش بالاسناد المتقدم مثله (٥).

١٧ ـ يج : قال أبوهاشم : أدخلت الحجاج بن سفيان العبدي على أبي محمد عليه‌السلام فسأله المبايعة ، قال : ربما بايعت الناس فتواضعتهم المواضعة إلى الاصل ، قال : لابأس ، الدينار بالد ينارين ، معها خرزة ، فقلت في نفسي : هذا شبه ما يفعله المربيون فالتفت إلي فقال : إنما الربا الحرام ما قصدته ، فاذا جاوز حدود الربا وزوي عنه فلا بأس ، الدينار بالد ينارين ، يدا بيد ، ويكره أن لايكون بينهما شئ يوقع عليه البيع (٦)

١٨ ـ يج : روي عن أبي هاشم أنه سأله عن قوله تعالى : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ، ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات

____________________

(١) مناقب آل ابى طالب ج ٤ ص ٤٣٦.

(٢) كتاب المناقب ج ٤ ص ٤٣٢

(٣) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

(٤) كشف الغمة ج ٣ ص ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٢٩٩ وهكذا سائر ما رواه عن أبى هاشم الجعفرى.

(٥) اعلام الورى ص ٣٥٦.

(٦) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

٢٥٨

باذن الله » (١) قال : كلهم من آل محمد ، الظالم لنفسه الذين لايقر بالامام ، المقتصد العارف بالامام ، والسابق بالخيرات الامام ، فجعلت افكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكيت فنظر إلى وقال : الامر أعظم مما حدثت به نفسك ، من عظم شأن آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذ ادعى كل اناس بامامهم إنك على خير (٢).

كشف : من دلائل الحميري عن الجعفري مثله (٣).

١٩ ـ يج : عن أبي هاشم الجعفري قال : لمامضى أبوالحسن عليه‌السلام صاحب العسكر اشتغل أبو محمد ابنه بغسله وشأنه وأسرع بعض الخدم إلى أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرهما ، فلما فرغ أبومحمد من شأنه صار إلى مجلسه ، فجلس ، ثم دعا اولئك الخدم ، فقال : إن صدقتموني فيما أسألكم عنه ، فأنتم آمنون من عقوبتي وإن أصررتم على الجحود دللت على كل ما أخذه كل واحد منكم و عاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه مني.

ثم قال : يافلان أخذت كذاوكذا وأنت يافلان أخذت كذاوكذا ، قالوا : نعم ، قالوا فردوه ، فذكر لكل واحد منهم ما أخذه وصار إليه ، حتى رد واجميع ما أخذوه (٤).

٢٠ ـ يج : روى أبوهاشم أنه ركب أبومحمد عليه‌السلام يوما إلى الصحراء فركبت معه ، فبينما يسير قدامي ، وأنا خلفه ، إذ عرض لي فكر في دين كان علي قد حان أجله فجعلت افكر في أي وجه قضاؤه ، فالتفت إلي وقال : الله يقضيه ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الارض فقال : يا أبا هاشم انزل فخذ واكتم فنزلت وإذا سبيكة ذهب ، قال : فوضعتها في خفي وسرنا.

____________________

(١) فاطر : ٣٢

(٢) مختار الخرائج ص ٢٣٩.

(٣) كشف الغمة ج ٣ ص ٢٩٦ و ٢٩٧.

(٤) لم نجده في مختار الخرائج.

٢٥٩

فعرض لي الفكر فقلت : إن كان فيها تمام الدين وإلا فاني ارضي صاحبه بها ، ويجب أن ننظر في وجه نفقة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها فالتفت إلي ثم انحنى ثانية فخط بسوطه مثل الاولى ثم قال : انزل وخذ واكتم قال : فنزلت فاذا بسبيكة (١) فجعلتها في الخف الاخر وسرنا يسيرا ثم انصرف إلى منزله وانصرف إلى منزلي.

فجلست وحسبت ذلك الدين ، وعرفت مبلغه ، ثم وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت ثم نظرت مانحتاج إليه لشتوتي من كل وجه فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدمنه على الاقتصاد بالانقتير ولا إسراف ثم وزنت سبيكة الفضة فخرجت على ما قدرته ما زادت ولانقصت.

٢١ ـ يج : حدث بطريق متطبب بالري (٢) قد أتى عليه مائة سنة ونيف وقال : كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل ، وكان يصطفيني فبعث إليه الحسن ابن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم‌السلام أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده

____________________

(١) يعنى سبيكة من الفضة ، لما سيأتى بعد ذلك.

(٢) أخرج هذا الحديث من الخرايج لان فيه تفصيلا ، وما نقله الكلينى في الكافى يخالف ذلك في كثير من المواضع قال حدثنى على بن محمد ، عن الحسن بن الحسين قال حدثنى محمد بن الحسن بن المكفوف قال : حدثنى بعض أصحابنا ، عن بعض فصادى العسكر من النصارى أن أبا محمد عليه‌السلام بعث إلى يوما في وقت صلاة الطهر ، فقال لى : افصد هذا العرق؟ قال : وناولنى عرقا لم أفهمه من العرق التى تفصد.

فقلت في نفسى : ما رأيت أمرا أعجب من هذا ، يأمرنى أن أفصد في وقت الظهر وليس بوقت فصد ، والثانية عرق لا أفهمه ، ثم قال لى : انتظر وكن في الدار ، فلما أمسى دعانى وقال لى : سرح الدم ، فسرحت ثم قال لى : أمسك فأمسكت ثم قال لى : كن في الدار فلما كان نصف الليل أرسل إلى وقال لى : سرح الدم! قال : فتعجب أكثر من عجبى الاول ، وكرهت أن أسأله ، قال : فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح ، قال : ثم قال لى : احبس قال فحبست قال : ثم قال : كن في الدار.

٢٦٠