بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

* ( أبواب ) *

* ( تاريخ الامام التاسع والسيد القانع ، حجة الله ) *

* ( على جميع العباد ، وشافع يوم التنا أبى جعفر ) *

* ( محمد بن على التقى الجواد صلوات الله عليه ) *

* ( وعلى آبائه الطاهرين وأولاده المعصومين ) *

* ( ابد الابدين ) *

١

* ( باب ) *

* ( مولده ووفاته واسمائه ، والقابه ) *

* ( واحوال اولاده صلوات الله عليه ) *

١ ـ كا : ولد عليه‌السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة وقبض عليه‌السلام سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعده وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما ، ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده موسى عليه‌السلام وقد كان المعتصم أشخصه إلى بغداد في أول هذه السنة التي توفي فيها عليه‌السلام.

وامه ام ولد يقال لها سبيكة ، نوبية ، وقيل أيضا : إن اسمها كان خيزران وروي أنها كانت من أهل بيت مارية ام إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

____________________

(١) اصول الكافى ج ١ ص ٤٩٢.

١

٢ ـ ضه : ولد عليه‌السلام بالمدينه ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ، ويقال للنصف من شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة ، وقبض ببغداد قتيلا مسموما في آخر ذي القعدة ، وقيل وفاته يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين.

٣ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن قارن ، عن رجل كان رضيع أبي جعفر عليه‌السلام قال : بينا أبوالحسن (١) جالس مع مؤدب له يكنى أبا زكريا وأبوجعفر عندنا أنه ببغداد وأبوالحسن يقرأ من اللوح على مؤدبه ، إذ بكى بكاء شديدا فسأله المؤدب : ما بكاؤك؟ فلم يجبه ، وقال : ائذن لي بالد خول ، فأذن له فارتفع الصياح والبكاء من منزله.

ثم خرج إلينا فسألناه عن البكاء؟ فقال : إن أبي قد توفي الساعة ، فقلنا : بما علمت؟ قال : قد دخلني من إجلال الله مالم أكن أعرفه قبل ذلك فعلمت أنه قد مضى ، فتعر فنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فاذا هومضى في ذلك الوقت (٢).

٣ ـ يج : روى عن أبي مسافر عن أبي جعفرالثاني عليه‌السلام أن قال في العشية التي توفي فيها : إني ميت الليلة ، ثم قال : نحن معشر إذا لم يرض الله لا حدنا الدنيا نقلنا إليه (٣)

٥ ـ شا : كان مولده عليه‌السلام في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة وقبض في بغداد في ذي القعده سنة عشرين ومائتين ، وله خمس وعشرون سنة ، وكانت مدة خلافته لابيه وإمامته من بعده سبعة عشر سنة ، وامه ام ولد يقال لها سبيكة ، و كانت نوبية.

وقبض عليه‌السلام ببغداد وكان سبب وروده إليها إشخاص المعتصم له من المدينة ، فورد بغداد لليلتين من المحرم سنة عشرين ومائتين وتوفي بها في ذي القعدة من هذه

____________________

(١) يعنى أبا الحسن على بن محمد الهادى عليهما‌السلام.

(٢) بصائر الدرجات ص ٤٦٧ الطبعة الحديثة.

(٣) لم نظفر عليه في مختار الخرائج

٢

السنة ، وقيل إنه مضى مسموما ولم يثبت عندي بذلك خبر فأشهد به ، ودفن بمقابر قريش في ظهر جده أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وكان له يوم قبض خمس وعشرون سنة وأشهر ، وكان منعوتا بالمنتجب والمرتضى ، وخلف من الولد عليا ابنه الامام من بعده ، وموسى ، وفاطمة وأمامة ابنتيه ، ولم يخلف ذكرا غير من سميناه (١).

٦ ـ شا : روى الحسين بن الحسن الحسينى ، عن يعقوب بن ياسر قال : كان المتوكل يقول : ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا ، وجهدت أن يشرب معي و يناد مني فامتنع ، وجهدت أن أجد فرصة في هذا المعنى فلم أجدها ، فقال له بعض من حضر : إن لم تجد من ابن الرضا (٢) ما تريده من هذا الحال ، فهذا أخوه موسى (٣)

____________________

(١) ارشاد المفيدص ٢٩٧ و ٣٠٧.

(٢) كان يطلق « ابن الرضا » على ابى جعفر محمد الجواد خاصة ، ثم اطلق من بعده على احفاد الرضا عليه‌السلام عامة وهما الامام أبوالحسن الهادى ، وموسى المبرقع حتى كان يطلق على أبى محمد الحسن العسكرى عليه‌السلام كما ستعرف ذلك في حديث أحمد ابن عبيدالله بن الخاقان في باب وفاته عليه‌السلام تحت الرقم : ١.

لكن الظاهر بل المقطوع أن المراد بابن الرضا في هذا الحديث هو ابوالحسن الهادى عليه‌السلام ، ولذلك رواه المفيد في الارشاد ص ٣١٢ باب دلائل أبى الحسن على بن محمد الهادى عليه‌السلام ورواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٥٠٢ باب مولده ، وهكذا ابن شهر آشوب في المناقب ج ص ٤٠٩ في معجزات والطبرسى في اعلام الورى.

كما أن المصنف ـ قدس‌سره ـ أخرج الحديث من الكافى باب معجزات أبى الحسن الهادى عليه‌السلام تحت الرقم ٤٧ ، فذكر الحديث هنا مقتحم.

(٣) لم يخلف أبوجعفر الجواد عليه‌السلام من الذكور الا أبا الحسن عليا الهادى « ع » وموسى المبرقع ، وهو لام ولد مات بقم وقبره بها واليه ينتهى نسب الرضويين من السادات.

وهو المراد في هذا الحديث كما يصرح بعد ذلك بأنه قد تلقاه أبوالحسن الهادى أخوه عليه‌السلام بقنطرة وصيف.

ولعل تلامذة المصنف ـ قدس‌سره ـ ألحقوا هذا الحديث بالباب توها منهم أن المراد بموسى أخى ابن الرضا هو أخو محمد الجواد ابن على بن مو سى الرضا عليهما‌السلام كما زعمه بعض المورخين على مامر في ج ٤٩ ص ٢٢٢

٣

قصاف عزاف ، يأكل ويشرب ويعشق ويتجالع فأحضره وأشهره فان الخبر يشيع عن « ابن الرضا » بذلك ، ولا يفرق الناس بينه وبين أخيه ، ومن عرفه اتهم أخاه بمثل فعاله.

فقال : اكتبوا بإشخاصه مكرما ، فتقدم المتوكل أن يتلقاه جميع بني هاشم والقواد وسائر الناس وعمل على أنه إذا رآه أقطعه قطيعة وبنى له فيها ، وحول إليه الخمارين والقيان ، وتقدم لصلته وبره ، وأفرد له منزلا سريا أن يصلح أن يزوره هو فيه.

فلما وافى موسى تلقاه أبوالحسن عليه‌السلام في قنطرة وصيف ، وهو موضع يتلقى فيه القادمون ، فسلم عليه ووفاه حقه ، ثم قال له : إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك ، فلا تقرله أنك شربت نبيذا واتق الله يا أخي أن ترتكب محظورا ، فقال له موسى : إنما دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال : ولا تضع من قدرك ولا تعص ربك ، ولا تفعل ما يشينك ، فما غرضه إلا هتكك. فأبى عليه موسى ، وقرر عليه أبوالحسن عليه‌السلام القول والوعظ وهو مقيم على خلافه ، فلما رأى أنه لا يجيب قال عليه‌السلام له : أما إن المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه ، لا تجتمع عليه أنت وهو أبدا.

قال : فأقام موسى ثلاث سنين يبكر كل يوم إلى باب المتوكل فيقال : قد تشاغل اليوم ، فيروح فيبكر فيقال له قد سكر ، فيبكر فيقال له : قد شرب دواء فمازال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ، ولم يجتمع معه على شراب (١).

بيان : « القصف » اللهو واللعب ، والمعازف الملاهي ومرأة جالعة أي قليلة الحياء تتكلم بالفحش ، وكذلك الرجل جلع وجالع ، ومجالعة القوم مجاوبتهم بالفحش ، وتنازعهم عند الشرب والقمار ، وفي بعض النسخ بالخاءالمعجمة وهو أيضا كناية عن قلة الحياء.

____________________

(١) الارشادص ٣١٢.

٤

٧ ـ شى : عن زرقان صاحب ابن أبي دواد (١) وصديقه بشدة قال : رجع ابن أبي دواد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له في ذلك ، فقال وددت اليوم أني قدمت منذ عشرين سنة ، قال قلت له : ولم ذاك؟ قال : لما كان من هذا الاسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين ، قال : قلت له : وكيف كان ذلك؟ قال : إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة ، وسأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال : فقلت : من الكرسوع (٢).

قال : وما الحجة في ذلك؟ قال : قلت : لان اليدهي الاصابع والكف إلى الكرسوع ، لقول الله في التيمم « فامسحوا بوجوهكم وأيديكم » (٣) واتفق معي ذلك قوم.

وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك؟ قالوا : لان الله لما قال : « وأيديكم إلى المرافق » في الغسل دل ذلك على أن حد اليد هو المرفق.

____________________

(١) في نسخة الاصل وهكذا المصدر « ابن أبى دواد » وهو سهو والصحيح ما في الصلب « ابن أبى دواد » كغراب ، والرجل هو أحمد بن أبى داود القاضى.

كان قاضيا ببغداد في عهد المامون والمعتصم والواثق والمتوكل ، وكان بينه وبين محمد بين عبدالملك الزيات وزير المعتصم والواثق عداوة ففلج في سنة ٢٣٣ وسخط عليه المتوكل وعلى ولده أبى الوليد محمد بن أحمد ، وكان على القضاء فأخذ من أبى الوليد محمد بن أحمد مائة وعشرين الف دينار وجوهرا بأربعين ألف دينار مصادرة ، وسيرة إلى بغداد من سامراء وكانت وفاته في سنة ٢٤٠ الهجرية.

وقال الفيروزآبادى : زرقان كعثمان لقب أبى جعفر الزيات المحدث. ووالد عمرو شيخ للاصمعى. ولعل الاول هو الذى كان صاحب ابن أبى دواد.

(٢) الكرسوع : كعصفور : طرف الزند الذى يلى الخنصر الناتئ عند الرسغ. أو عظيم في طرف الوظيف ممايلى الرسغ من وظيف الشاء ونحوها من غير الادميين ، قاله الفيروزآبادى.

(٣) المائدة : ٥.

٥

قال : فالتفت إلى محمد بن علي عليه‌السلام فقال : ماتقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال : قد تكلم القول فيه يا أميرالمؤمنين ، قال : دعني مما تكلموا به! أي شي ء عندك؟ قال اعفني عن هذا يا أميرالمؤمنين قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.

فقال : أما إذ أقسمت علي بالله إني أقول إنهم أخطأوا فيه السنة ، فان القطع يجب أن يكون من مفصل اصول الاصابع ، فيترك الكف ، قال : وما الحجة في ذلك؟ قال : قول رسول الله : السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين ، فاذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يديسجد عليها وقال الله تبارك وتعالى : « وأن المساجد لله » (١) يعني به هذه الاعضاء السبعة التي يسجد عليها « فلا تدعوا مع الله أحدا » وماكان لله لم يقطع.

قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الاصابع دون الكف.

قال ابن أبي دواد : قامت قيامتي وتمنيت أني لم أك حيا قال زرقان : قال ابن أبى دواد صرت إلى المعتصم بعد ثالثة فقلت : إن نصيحة أمير المؤمنين علي واجبة وأنا اكلمه بما أعلم أني أدخل به النار ، قال : وما هو؟ قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلماء هم لا مرواقع من امور الدين ، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر مجلسه أهل بيته وقواده ووزراؤه وكتابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطرهذه الامة بامامته ، ويدعون أنه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!

قال : فتغير لونه وانتبه لما نبهته له ، وقال : جزاك الله عن نصيحتك خيرا قال فأمر اليوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله فدعاه فأبى أن يجيبه وقال : قد علمت أني لا أحضر مجالسكم ، فقال : إني إنما أدعوك إلى الطعام

____________________

(١) الجن : ١٨.

٦

واحب أن تطأ ثياتي ، وتدخل منزلي فأتبرك بذلك ، فقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك فصار إليه فلما طعم منها أحس السم فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم قال : خروجي من دارك خيرلك ، فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفة (١) حتى قبض عليه‌السلام (٢).

٨ ـ قب : ولد عليه‌السلام بالمدينة ليلة الجمعة للتاسع عشر من شهر رمضان ، و يقال : للنصف منه ، وقال ابن عياش (٣) : يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة خمس وتسعين ومائة وقبض ببغداد مسموما في آخر ذي القعدة ، وقيل يوم السبت لست خلون من ذي الحجة ، سنة عشرين ومائتين ودفن في مقابر قريش إلى جنب موسى بن جعفر عليهما‌السلام وعمره خمس وعشرون سنة ، وقالوا وثلاثة أشهر واثنان وعشرون يوما.

وامه ام ولد تدعى درة وكانت مريسية (٤) ثم سماها الرضا عليه‌السلام خيزران وكانت من أهل بيت مارية القبطية ، ويقال : إنها سبيكة ، وكانت نوبية ويقال : ريحانة وتكنى ام الحسن ومدة ولايته سبع عشر سنة ، ويقال أقام مع أبيه سبع سنين ، وأربعة أشهر ويومين ، وبعده ثمانية عشر سنة إلا عشرين يوما ، فكان في سني إمامته بقية ملك

____________________

(١) في نسخة الاصل « حلقه » وفى المصدر « خلفه » والصحيح ما في الصلب ، والخلفة ـ بالكسر ـ : الهيضة وهى انطلاق البطن والقياء والقيام جميعا.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٣١٩ و ٣٢٠.

(٣) هو احمد بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن عياش الجوهرى المعاصر للشيخ الصدوق ، كان من اهل العلم والادب ، صاحب كتاب مقتضب الاثر في النص على الائمة الاثنى عشر عليهم‌السلام ، وكتاب اخبار ابى هاشم الجعفرى وغير ذلك.

(٤) مريسة بتشديد الراء على وزن سكينة قرية بمصر وولاية من ناحيه الصعيد ينسب اليها بشربن غياب المريسى ، وفى بعض النسخ « مرسية ن » ومرسية بالضم مخففة كان اسم بلد اسلامى بالمغرب كثير المنارة والبساتين كما في القاموس ج ٢ ص ٢٥١.

٧

المأمون ثم ملك المعتصم والواثق ، وفي ملك الواثق استشهد (١).

قال ابن بابويه : سم المعتصم محمد بن علي عليهما‌السلام وأولاده علي الامام وموسى وحكيمة وخديجة وام كلثوم ، وقال أبوعبدالله الحارثي : خلف فاطمة وأمامة فقط ، وقد كان زوجه المأمون [ ابنته ] ولم يكن له منها ولد ، وبسبب وروده بغداد إشخاص المعتصم له من المدينة ، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين وأقام بها حتى توفي في هذه السنة (٢).

٩ ـ قب : لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله فكتب إلى عبدالملك الزيات أن ينفذ إليه التقي وام الفضل ، فأنفذ الزيات علي بن يقطين إليه ، فتجهز خرج إلى بغداد ، فأكرمه وعظمه ، وأنفذ أشناس بالتحف إليه وإلى ام الفضل ثم أنفذ إليه شراب حماض الاترج (٣) تحت ختمه على يدي أشناس ، فقال : إن أميرالمؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دواد (٤) وسعيد بن الخضيب وجماعة من المعروفين ويأمرك أن تشرب منها بماء الثلج ، وصنع في الحال ، وقال : اشربها بالليل ، قال : إنها تنفع باردا وقد ذاب الثلج ، وأصرعلى ذلك ، فشربها عالما بفعلهم (٥)

وكان عليه‌السلام شديد الادمة فشك فيه المرتابون ، وهو بمكة ، فعرضوه على القافة (٦) فلما نظروا إليه خروا لوجوههم سجدا ثم قاموا فقالوا : يا ويحكم

____________________

(١) سيجيئ من المصنف رحمه‌الله تحت الرقم ١١ بيان في ان شهادته في زمن الواثق مخالف للتواريخ المشهورة فراجع.

(٢) المناقب ج ٤ ص ٣٧٩.

(٣) الحماض كرمان : ما في جوف الاترج ، ذكره الفيروزآبادى.

(٤) في النسخ : احمد بن ابى داود ، وقد مرانه سهو ، والصحيح ما في الصلب.

(٥) المصدرص ٣٨٤.

(٦) القافة : جمع قائف. وهو الذى يعرف النسب بفراسته ونظره إلى اعضاء المو لود وسيجى في اعتباره وعدم ذلك بحث مستوفى.

٨

أمثل هذا الكوكب الدري والنور الزاهر ، تعرضون على مثلنا؟ وهذا والله الحسب الزكي والنسب المهذب الطاهر ، ولدته النجوم الزواهر والارحام الطواهر والله ما هو إلا من ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام وهو في ذلك الوقت ابن خمس وعشرين شهرا.

فنطق بلسان أرهف من السيف ، يقول : الحمد لله الذي خلقنا من نوره ، و اصطفانا من بريته ، وجعلنا امناء على خلقه ووحيه أيها الناس أنا محمد بن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفرالصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى عليهم‌السلام أجمعين ، أفي مثلي يشك ، وعلى الله تبارك وتعالى وعلى جدي يفترى واعرض على القافة؟ إني والله لا علم ما في سرائر هم وخواطرهم ، وإني والله لاعلم الناس أجمعين بماهم إليه صائرون ، أقول حقا واظهر صدقا علما قدنبأه الله تبارك وتعالى قبل الخلق أجمعين ، وبعد (١) بناء السماوات والارضين.

وأيم الله لولا تظاهر الباطل علينا ، وغواية ذرية الكفر ، وتوثب أهل الشرك والشك والشقاق علينا ، لقلت قولا يعجب منه الاولون والاخرون ، ثم وضع يده على فيه ، ثم قال : يامحمد اصمت كما صمت آباؤك ، واصبر اولوالعزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون.

ثم أتى إلى رجل بجانبه فقبض على يده ، فما زال يمشي يتخطا رقاب الناس وهم يفرجون له ، قال : فرأيت مشيخة أجلائهم ينظرون إليه ويقولون : « الله أعلم حيث يجعل رسالته » ، فسألت عنهم فقيل هؤلاء قوم من بني هاشم من أولاد عبد المطلب.

فبلغ الرضا عليه‌السلام وهو في خراسان ما صنع ابنه فقال : الحمدلله ثم ذكرما

____________________

(١) في المصدر : وقبل بناء ..

٩

قذفت به مارية القبطية ، ثم قال : الحمد لله الذي جعل في ابني محمد اسوة برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وابنه إبراهيم عليهما‌السلام (١)

٩ ـ قب : روي أن امرأته ام الفضل بنت المأمون سمته في فرجه بمنديل فلما أحس بذلك قال لها : أبلاك الله بداء لادواءله ، فوقعت الا كلة في فرجهاو كانت ترجع إلى الاطباء ويشيرون بالدواء عليها ، فلا ينفع ذلك حتى ماتت من علتها (٢)

١٠ ـ قب : حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قالت : لما حضرت ولادة الخيزران ام أبي جعفر عليه‌السلام دعاني الرضا عليه‌السلام فقال : ياحكيمة احضري ولادتها وادخلي وإياها والقابلة بيتا ووضع لنا مصباحا وأغلق الباب علينا فلما أخذها الطلق طفئ المصباح وبين يديها طست ، فاغتممت بطفئ المصباح ، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبوجعفر عليه‌السلام في الطست وإذا على شئ رقيق كهيئه الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت ، فأبصرناه ، فأخذته فوضعته في حجري ، نزعت عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا عليه‌السلام وفتح الباب وقد فرعنا من أمره ، فأخذه ووضعه في المهد وقال لي : ياحكيمة الزمي مهده.

قالت : فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله أن محمدا رسول الله فقمت ذعرة فزعة فأتيت أبا الحسن عليه‌السلام فقلت له : لقد سمعت من هذا الصبي عجبا؟ فقال : ومازاك؟ فأخبرته الخبر فقال : يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر (٣).

ابن همداني الفقيه في تتمة تاريخ أبي شجاع الوزير (٤) أنه لما خرقوا

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٨٧.

(٢) المصدرص ٣٩١.

(٣) المصدرص ٣٩٤.

(٤) في المصدر : ذيله على تجارب الامم. والرجل أبوشجاع الروذ راوى : محمد بن الحسين بن محمد بن عبدالله كان من وزراء العباسيين ، وكان عالما بالعربية وصنف كتبا منها ذيل تجارب الامم.

١٠

القبور بمقابر قريش ، حاولوا ضريح أبي جعفر محمد بن علي عليها‌السلام وإخراج رمته وتحويلها إلى مقابر أحمد فحال تراب الهدم ورماد الحريق بينهم وبين معرفة قبره (١)

١١ ـ كشف : قال محمد بم طلحة : وأما ولادته ففي ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة مائة وخمس وتسعين للهجرة ، وقيل عاشر رجب منها وأما نسبه أبا واما فأبوه أبوالحسن علي الرضا وامه ام ولد يقال لها سكينة المريسية ، وقيل الخيزران.

وأما عمره فانه مات في ذي الحجة من سنة مائتين وعشرين للهجرة في خلافة المعتصم ، فيكون عمره خمسا وعشرين سنة ، وقبره ببغداد في مقابر قريش (٢).

وقال الحافظ عبدالعزيز : امه ريحانة وقيل الخيزران ، ولد سنة خمس وتسعين ومائة ويقال ولد بالمدينة في شهررمضان من سنة خمس وتسعين ومائة وقبض ببغداد في آخرذي الحجة سنة عشرين ومائتين وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وامه ام ولد يقال لها خيزران ، وكانت من أهل مارية القبطقية ، وقبره ببغداد في مقابر قريش في ظهر جده موسى عليهما‌السلام.

قال محمد بن سعيد : سنة عشرين ومائتين فيها توفي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد عليهم‌السلام ببغداد وكان قدمها فتوفي بها يوم الثلثا لخمس خلون من ذي الحجة.

مولده سنة خمس وتسعين ومائة فيكون عمره خمسا وعشرين سنة ، قتل في زمن الواثق بالله قبره عند جده موسى بن جعفر عليه‌السلام وركب هارون بن إسحاق فصلى عليه عند منزلة أول رحبة أسوار بن ميمون من ناحية قنطرة البردان ، وحمل ودفن في مقابر قريش ، يلقب بالجواد.

حدثنا أحمد بن علي ثابت قال : محمد بن علي بن موسى أبوجعفر ابن

____________________

(١) المصدرص ٣٩٧.

(٢) كشف الغمة ج ٣ ص ١٨٦ و ١٨٧.

١١

الرضا ، قدم من المدينة إلى بغداد وافدا إلى أبي إسحاق المعتصم ومعه امرأته ام الفضل بنت المأمون ، وتوفي ببغداد ، ودفن في مقابر قريش عند جده موسى بن جعفر ، ودخلت امرأته ام الفضل إلى قصر المعتصم فجعلت مع الحرم (١).

وقال ابن الخشاب (٢) بالاسناد عن محمد بن سنان قال : مضى المرتضى أبوجعفر الثاني محمد بن علي عليهما‌السلام وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وثلاثة أشهر واثني عشر يوما في سنة مائتين وعشرين من الهجرة ، وكان مولده سنة مائة وخمس وتسعين من الهجرة وكان مقامه مع أبيه سبع سنين وثلاثة أشهر وقبض في يوم الثلثا لست ليال خلون من ذي الحجة سنة مائتين وعشرين ، وفي رواية اخرى أقام مع أبيه تسع سنين وأشهرا ولد في رمضان ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت منه سنة خمس وتسعين ومائة وقبض يوم الثلثا لخمس خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين ، امه ام ولد يقال لها سكينة مريسية ويقال لها حريان ، والله أعلم.

لقبه المرتضى والقانع ، قبره في بغدادبمقابر قريش ، يكنى بأبي جعفر عليه‌السلام (٣).

بيان : كون شهادته عليه‌السلام في أيام خلافة الواثق مخالف للتواريخ المشهورة لانهم اتفقوا على أن الواثق بويع في شهر ربيع الاول سنة سبع وعشرين ومائتين ولم يقل أحد ببقائه عليه‌السلام إلى ذلك الوقت ، لكن ذكر هذا القول المسعودي في مروج الذهب حيث قال أولا في سنة تسع عشرة ومائتين :

قبض محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام لخمس خلون من ذي الحجة وصلى عليه الواثق وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وقبض أبوه عليه‌السلام ومحمد ابن سبع سنين وثمانية

____________________

(١) كشف الغمة ج ٣ ص ١٨٩ و ١٩٠.

(٢) هو أبومحمد عبدالله بن أحمد البغدادى الغوى الاديب الشاعر ، صاحب تاريخ مواليد ووفيات اهل بيت النبى « ص » كان من تلامذة الجوا ليقى وابن الشجرى توفى ببغداد سنة ٥٦٧.

(٣) كشف الغمة ج ٣ ص ٢١٥

١٢

أشهر وقيل غير ذلك ، وقيل : إن ام الفضل بنت المأمون لما قدمت معه من المدينة سمته ، وإنما ذكرنا من أمره ما وصفنا لان أهل الامامة قد تنازعوا في سنه عند وفاة أبيه عليهما‌السلام ثم قال في ذكرو قايع أيام الواثق : وقيل إن أبا جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام توفي في خلافه الواثق بالله ، وقد بلغ من السن ما قدمناه في خلافة المعتصم انتهى.

أقول : لعل صلاة الواثق في زمن أبيه عليه صلى الله عليه صار سببا لهذا الاستباه.

١٢ ـ عم : ولد عليه‌السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشرة ليلة مضت من الشهر وقيل للنصف منه ليلة الجمعة ، في رواية ابن عياش : ولد يوم الجمعة لعشر خلون من رجب ، وقبض عليه‌السلام ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين وله يومئذ خمس وعشرون سنة ، وكانت مدة خلافته لابيه سبع عشرة سنة وكانت في أيام إمامته بقية ملك المإمون ، وقبض في أول ملك المعتصم وامه ام ولد يقال لها سبيكة ، ويقال درة ، ثم سماها الرضا عليه‌السلام خيزران ، وكانت نوبية ولقبه التقي ، والمنتجب ، والجواد ، والمرتضى ، ويقال له : أبوجعفر الثاني ، وأشخصه المعتصم إلى بغداد في أول سنة خمس وعشرين ومائتين فأقام بها حتى توفي في آخرذي القعدة من هذه السنة ، وقيل : إنه مضى عليه‌السلام مسموما ، وخلف من الولد عليا ابنه الامام ، وموسى ، ومن البنات حكيمة ، وخديجة ، وام كلثوم ، ويقال : إنه خلف فاطمة ، وأمامة ابنتيه ولم يخلف غيرهم.

١٣ ـ كشف : من دلائل الحميري عن محمد بن سنان قال : قبض أبوجعفر محمد بن علي وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وثلاثة أشهرو اثني عشر يوما في يوم الثلثالست خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة إلا خمسة وعشرين يوما (١).

كا : سعد والحميري معا عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن

____________________

(١) كشف الغمه ج ٣ ص ٢١٧.

١٣

الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان مثله (١)

١٤ ـ مصبا : قال ابن عياش : خرج على يد الشيخ الكبير أبي القاسم رضي الله عنه « اللهم إني إسألك بالمولودين في رجب : محمد بن علي الثاني ، وابنه علي بن محمد المنتجب » الدعاء ، وذكر ابن عياش أنه كان يوم العاشر من رجب مولد أبي جعفر الثاني عليه‌السلام.

بيان : ذكر الكفعمي في حواشي البلد الامين ، بعد ذكر كلام الشيخ : وبعض أصحابنا كأنهم لم يقفوا على هذه الرواية ، فأوردوا هنا سؤالا وأجابوا عنه وصفتها : إن قلت : إن الجواد والهادي عليهما‌السلام لم يلدا في شهر رجب فكيف يقول الامام الحجة عليه‌السلام « بالمولودين في رجب »؟ قلت : إنه أراد التوسل بهما في هذا الشهر لاكونهما ولدا فيه.

قلت : وما ذكروه غير صحيح هنا أما إولا فلانه إنما يتأتى قولهم على بطلان رواية ابن عياش وقد ذكرها الشيخ وأما ثانيا فلان تخصيص التوسل بهما في رجب ترجيح من غير مرجح لولا الولادة ، وأما ثالثا فلانه لو كان كما ذكره ، لقال عليه‌السلام : الامامين ، ولم يقل المولودين انتهى ملخص كلامه رحمه‌الله.

١٥ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي الفضل الشهباني عن هارون بن الفضل ، قال : رأيت أبا الحسن علي بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوجعفر عليه‌السلام فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون مضى أبوجعفر ، فقيل له : وكيف عرفت؟ قال : لانه تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها (٢)

١٦ ـ الدروس : ولد عليه‌السلام بالمدينة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة

____________________

(١) الكافى ج ١ ص ٤٩٧ وفى السند حذف والصحيح : عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن ابى بصير ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام بقرينة سائر الروايات وقد روى الكلينى رحمه‌الله عنه في باب مواليد الائمة عليهم‌السلام في كل باب حديثا واحدا بهذا السند فراجع.

(٢) اصول الكافى ج ١ ص ٣٨١.

١٤

وقبض ببغداد في آخر ذي القعدة ، وقيل يوم الثلثا حادي عشرذي القعدة ، سنة عشرين ومائتين.

١٧ ـ تاريخ الغفارى : ولد عليه‌السلام ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان.

١٨ ـ قل : في دعاء كل يوم من شهر رمضان « اللهم صل على محمد بن علي إمام المسلمين ـ إلى قوله ـ وضاعف العذاب على من شرك في دمه » وهو المعتصم.

١٩ ـ عيون المعجزات : عبدالرحمن بن محمد ، عن كليم بن عمران قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ادع الله أن يرزقك ولدا ، فقال : إنما ارزق ولدا واحدا وهو يرثني فلما ولد أبوجعفر عليه‌السلام قال الرضا عليه‌السلام لا صحابه : قدولد لي شبيه موسى بن عمران ، فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم قدست ام ولدته ، قد خلقت طاهرة مطهرة ، ثم قال الرضا عليه‌السلام : يقتل غصبا فيبكي له وعليه أهل السماء ، ويغضب الله تعالى على عدوه وظالمه ، فلا يلبث إلا يسيرا حتى يعجل الله به إلى عذابه الاليم وعقابه الشديد ، وكان طول ليلته يناغيه في مهده.

بيان : قال الجوهري : المرأة تناغي الصبي أي تلكمه بما يعجبه ويسره (١).

٢٠ ـ عمدة الطالب : امه عليه‌السلام ام ولد ، وأعقب منه علي الهادي وموسى المبرقع وكان موسى لام ولد مات بقم وقبره بها.

٢١ ـ عيون المعجزات : عن الحسن بن محمد بن المعلى ، عن الحسن بن علي الوشاقال : جآء المولى أبوالحسن علي بن محمد عليه‌السلام مذعورا حتى جلس في حجر ام موسى عمة أبيه ، فقالت له : مالك؟ فقال لها : مات أبي والله الساعة ، فقالت : لا تقل هذا ، فقال : هووالله كما أقول لك ، فكتب الوقت واليوم ، فجآء بعد أيام خبر وفاته عليه‌السلام وكان كما قال.

٢٢ ـ الفصول المهمة : صفته أبيض معتدل ، نقش خاتمه « نعم القادرالله »

____________________

(١) الصحاح ص ٢٥١٣.

١٥

٢٣ ـ مع : سمي محمد بن علي الثاني التقي لانه اتقى الله عزوجل فوقاه شر المأمون لما دخل عليه باليل سكران ، فضربه بسيفه حتى ظن أنه قد قتله فوقاه الله شره (١)

٢٤ ـ قب : اسمه محمد ، وكنية أبوجعفر ، والخاص أبوعلي ، وألقابه : المختار ووالمرتضى ، والمتوكل ، والمتقي ، والزكي والتقي ، والمنتجب ، والمرتضى والقانع والجواد ، والعالم (٢)

٢٥ ـ كشف : قال محمد بن طلحة : كنية أبوجعفر ، وله لقبان : القانع والمرتضى وقال الحافظ عبدالعزيز : ويلقب بالجواد (٣)

٢٦ ـ عيون المعجزات : لما خرج أبوجعفر عليه‌السلام وزوجته ابنة المأمون حاجا وخرج أبوالحسن علي ابنه عليه‌السلام وهو صغير فخلفه في المدينة ، وسلم إليه المواريث والسلاح ، ونص عليه بمشهد ثقاته وأصحابه ، وانصرف إلى العراق و معه زوجته ابنة المأمون ، وكان خرج المأمون إلى بلاد الروم ، فمات بالبديرون (٤) في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين ، وذلك في ستة عشرة سنة (٥) من إمامة أبي جعفر عليه‌السلام وبويع المعتصم أبوإسحاق محمد بن هارون في شعبان من سنة ثمان عشرة ومائتين.

____________________

(١) معانى الاخبارص ٦٥.

(٢) مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٣٧٩ ، وفيه : والعالم الربانى ، ظاهر المعانى قليل التوانى ، المعروف بأبى جعفر الثانى ، المنتجب المرتضى ، المتوشح بالرضا ، المستسلم للقضاء ، له من الله أكثر الرضا ، ابن الرضا ، توارث الشرف كابرا عن كابر ، وشهد له بذا الصوامع ، استسقى عروقه من منبع النبوة ، ورضعت شجرته ثدى الرسالة ، وتهدلت أعصانه ثمر الامامة.

(٣) كشف الغمة ج ٣ ص ١٨٦.

(٤) بالبدندون خ ل صح بخطه قدس‌سره في الهامش

(٥) في نسخة الكمبانى : سنة ثمان عشرة

١٦

ثم إن المعتصم جعل يعمل الحيله في قتل أبي جعفر عليه‌السلام وأشار على ابنة المأمون زوجته بأن تسمه لانه وقف على انحرافها عن أبي جعفر عليه‌السلام وشدة غيرتها عليه لتفضيله ام أبي الحسن ابنه عليها ، ولانه لم يرزق منها ولد ، فأجابته إلى ذلك وجعلت سما في عنب رازقي ووضعته بين يديه ، فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي فقال : ما بكاؤك؟ والله ليضر بنك الله بعقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر ، فما تت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها ، صارت ناصورا ، فأنفقت ما لها وجميع ما ملكته على تلك العلة ، حتى احتاجت إلى الاسترفاد ، وروي أن الناصور كان في فرجها.

وقبض عليه‌السلام في سنة عشرين ومائتين من الهجرة في يوم الثلثا لخمس خلون من ذي الحجة ، وله أربع وعشرون سنة وشهور لان مولده كان في سنة خمس وتسعين ومائة.

١٧

٢

* ( باب ) *

* ( النصوص عليه صلوات الله عليه ) *

١ ـ ن : الوراق ، عن الاسدي ، عن الحسن بن عيسى الخراط ، عن جعفر ابن محمد النوفلي قال : أتيت الرضا عليه‌السلام وهو بقنطرة إبريق (١) فسلمت عليه ، ثم جلست وقلت : جعلت فداك إن اناسا يزعمون أن أباك حي فقال : كذبوا لعنهم الله لوكان حيا ما قسم ميراثه ، ولا نكح نساؤه ، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : فقلت له : ما تأمرني؟ قال : عليك بابني محمد من بعدي ، وأما أنا فاني ذاهب في وجه لا أرجع. الخبر (٢).

٢ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن عون بن محمد ، عن محمد بن أبي عبادو كان يكتب للرضا عليه‌السلام صمه إليه الفضل بن سهل ، قال : ماكان عليه‌السلام يذكر محمدا ابنه عليه‌السلام إلا بكنيته يقول كتب إلي أبوجعفر ، وكنت أكتب إلى أبي جعفر هو صبي بالمدينة ، فيخاطبه بالتعظيم ، وترد كتب أبي جعفر عليه‌السلام في نهاية البلاعة والحسن ، فسمعته يقول : أبوجعفر وصيي وخليفتي في أهلي من بعدى (٣)

٣ ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات عن ابن قياما قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وقد ولد له أبوجعفر عليه‌السلام فقال : إن الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل دواد (٤).

____________________

(١) في المصدر : اربق وهوبضم الباء بلدة برامهر مز ذكره الفيروز آبادى.

(٢) عيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٢١٦.

(٣) عيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٢٤٠.

(٤) بصائر الدرجات ص ١٣٨.

١٨

٤ ـ عط : الكليني عن الصفار ، عن سهل ، عن محمد بن علي بن عبدالله ، عن ابن سنان ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه‌السلام من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه ، فنظر إلي وقال : يا محمد ستكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك قال : قلت : وما يكون جعلني الله فداك فقد أقلقتني؟ قال : أصير إلى هذه الطاغية (١) أما إنه لا يبدأني منه سوء ، ومن الذي يكون بعده قال : قلت : وما يكون جعلني الله فداك؟ قال : يضل الله الظالمين ، ويفعل الله مايشاء (٢)

قال : قلت : وما ذلك جعلني الله فداك؟ قال : من ظلم ابني هذا حقه وجحده إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه‌السلام إمامته وجحده حقه بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قلت : والله لئن مد الله لي في العمر لا سلمن له حقه ، وتقر له بامامته وإمامة من يكون من بعده ، قال : قلت : ومن ذاك؟ قال : ابنه محمد ، قال : قلت له : الرضا والتسليم (٣).

____________________

(١) هو المهدى العباسى ، والتاءللمبالغة في طغيانه وتجاوزه عن الحد. وقوله لا يبد أنى منه سوء ، أى لا يصلنى ابتداء منه شروسوء ، أى القتل أو الحبس ، ولا من الذى بعده وهو موسى بن المهدى ، وقد قتله بعده هارون الرشيد بالسم ، وهذا من دلائل امامته اذ اخبر بما يكون وقد وقع كما اخبر عليه‌السلام « صالح » (٢) سأل السائل عن مآل حاله مع الطواغيت فأشار عليه‌السلام إلى انه القتل بقوله « يقتل الله الظالمين » اى يتركهم مع انفسهم الطاغية ، حتى يقتلوا نفسا معصومة ، ولم يمنعهم جبرا ، وهذا معنى اضلالهم ، والى انه ينصب مقامه اماما آخر بقوله يفعل الله ما يشاء » ولما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة والخصوصية سأل السائل بقوله « ما ويفعل الله ما يشاء ولما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة والخصوصية سأل السائل عنه بقوله » ما ذاك يعنى وما ذاك الفعل؟ فأجاب عليه‌السلام بأنه نصب ابنى عليه للامامة والخلافة ، ومن ظلم ابنى هذا حقه ، وجحده امامته ، كان كمن ظلم على بن أبى طالب حقه وجحده امامته ، وذلك لان من انكر الامام الاخر ، لم يؤمن بالامام الاول « صالح »

(٣) غيبة الشيخ ص ٢٦ و ٢٧.

١٩

كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن محمد بن سنان مثله (١)

٥ ـ غط : جعفر بن محمد بن مالك ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : قال ابن النجاشي : من الامام بعد صاحبكم؟ فدخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فأخبرته فقال : الامام بعد ي ابني ، ثم قال : هل يتجرى أحد أن يقول : ابني ، وليس له ولد؟ (٢)

قب : عن البزنطي مثله (٣)

عم : عن الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن محمد بن علي ، عن معاوية بن حكيم ، عن البزنطي مثله (٤)

٦ ـ يج : روى أبوسلمان ، عن ابن أسباط قال : خرج علي أبوجعفر عليه‌السلام فجعلت أنظر إليه وإلى رأسه ورجليه لا صف قامته بمصر ، فلما جلس قال : يا على إن الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة قال الله تعالى : « وآتيناه الحكم صبيا ، ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة » (٥) فقد يجوز أن يعطى الحكم صبيا ويجوز أن يعطى وهو ابن أربعين سنة.

قال ابن أسباط وعباد بن إسماعيل : إنا لعند الرضا عليه‌السلام بمنى إذ جبئ بأبي جعفر عليه‌السلام قلنا : هذا المولود المبارك؟ (٦) قال : نعم ، هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام أعظم بركة منه (٧).

____________________

(١) رجال الكشى ص ٤٢٩.

(٢) غيبة الشيخ ص ٥٢.

(٣) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٣٦.

(٤) الكافى ج ١ ص ٣٢٠

(٥) الاية الاولى في مريم : ١٢ ، وهى في شأن يحيى عليه‌السلام والثانية في الاحقاف ١٥. وفى عام في الانبياء.

(٦) قيل : لان الشيعة كانوا في زمانه عليه‌السلام على رفاهية.

(٧) لم نظفر عليه في مختار الخرائج المطبوع.

٢٠