بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

( باب )

( احوال اصحابه واهل زمانه ومناظراتهم )

( ونوادر اخباره ومناظراته عليه‌السلام )

١ ـ ع : أبوسعيد محمد بن الفضل بن محمد المذكر ، عن عبدالرحمن بن محمد ابن محمود قال : سمعت إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول : إنما كانت عداوة أحمد بن حنبل مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن جده ذا الثدية الذي قتله علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم النهروان كان رئيس الخوارج حدثنا أبوسعيد أنه سمع هذه الحكاية من إبراهيم بن محمد بن سفيان بعينها.

٢ ـ ع : محمد بن الفضل ، عن عبدالرحمن بن محمد قال : سمعت محمد بن أحمد ابن يعقوب الجرجاني قاضي هرات يقو ل : سمعت محمد بن عورك الهروي يقول : سمعت علي بن حثرم يقول : كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : لايكون الرجل سنيا حتى يبغض عليا قليلا. قال علي بن حثرم : فقلت : لايكون الرجل سنيا حتى يحب عليا عليه‌السلام كثيرا. وفي غير هذه الحكاية قال علي بن حثرم : فضربوني وطردوني من المجلس.

٣ ـ سر : في جامع البزنطي عن علي بن سليمان ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن محمد بن الفضيل البصري قال : نزل بنا أبوالحسن عليه‌السلام بالبصرة ذات ليلة فصلى المغرب فوق سطح فسمعته يقول في سجوده بعد المغرب «اللهم العن الفاسق بن الفاسق» فلما فرغ من صلاته قلت له : أصلحك الله من هذا الذي لعنته في سجودك؟ فقال : هذا يونس مولى ابن يقطين ، فقلت له : إنه قد أضل خلقا كثيرا من مواليك ، إنه كان يفتيهم عن آبائك عليهم‌السلام أنه لابأس بالصلاة بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وبعد

٢٦١

العصر إلى أن تغيب الشمس فقال : كذب لعنه الله على أبي أو قال على آبائي وما عسى أن يكون قيمة عبد من أهل السواد

٤ ـ قب : كان بابه محمد بن راشد ، ومن ثقاته أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بن الفضل الكوفي الازدي وعبدالله بن جندب البجلي ، وإسماعيل بن سعد الاحوص الاشعري ، وأحمد بن محمد الاشعري ، ومن أصحابه الحسن بن علي الخزاز ويعرف بالوشاء ، ومحمد بن سليمان الديلمي ، وعلي بن الحكم الانباري ، وعبدالله ابن المبارك النهاوندي ، وحماد بن عثمان الناب ، وسعد بن سعد ، والحسن بن سعيد الاهوازي ، ومحمد بن الفضل الرخجي ، وخلف البصري : ومحمد بن سنان ، وبكر بن محمد الازدي ، وإبراهيم بن محمد الهمداني ، ومحمد بن أحمد بن قيس بن غيلان ، وإسحاق بن معاوية الخضيبي (١). وذكر ابن الشهرزوري في مناقب الابرار أن معروف الكرخي كان من موالي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام وكان أبواه نصرانيين ، فسلما معروفا إلى المعلم وهوصبي فكان المعلم يقول له : قل ثالث ثلاثة ، وهو يقول بل هوالواحد ، فضربه المعلم ضربا مبرحا فهرب ، ومضى إلى الرضا عليه‌السلام وأسلم على يده.

ثم إنه أتى داره فدق الباب ، فقال أبوه : من بالباب؟ فقال : معروف ، فقال : على أي دين؟ قال على دين الحنيفي فأسلم أبوه ببركات الرضا عليه‌السلام قال معروف : فعشت زمانا ، ثم تركت كل ما كنت فيه إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام (٢).

٥ ـ ب : معاوية بن حكيم ، عن البزنطي قال : وعدنا أبوالحسن الرضا عليه‌السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم عليه‌السلام فقال : إن الناس قد جهدوا على إطفاء نورالله حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبى الله إلا أن يتم نوره وقد جهد

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٦٨.

(٢) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٦١ و ٣٦٢.

٢٦٢

علي بن أبي حمزة على إطفاء نورالله ، حين مضى أبوالحسن عليه‌السلام فأبى الله إلا أن يتم نوره وقد هداكم الله لامر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به.

إن جعفرا عليه‌السلام كان يقول «فمستقر ومستودع» (١) فالمستقر ما ثبت من الايمان والمستودع المعار ، وقد هداكم الله لامر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به (٢).

٦ ـ ب : الريان بن الصلت قال : قلت للرضا عليه‌السلام إن العباسي (٣) أخبرني أنك رخصت في سماع الغناء؟ فقال : كذب اللزنديق ، ما هكذا كان إنما سألني عن سماع الغناء فأعلمته أن رجلا أتا أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام فسأله عن سماع الغناء فقال له : أخبرني إذا جمع الله تبارك وتعالى بين الحق والباطل مع أيهما يكون الغناء؟ فقال الرجل : مع الباطل فقال له أبوجعفر : حسبك فقد حكمت على نفسك ، فهكذا كان قولي له (٤).

ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان مثله (٥).

٧ ـ ب : الريان قال : دخلت على العباسي يوما فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة فقلت : مالك؟ فقال : سمعت من الرضا عليه‌السلام أشياء أحتاج أن أكتبها لا أنساها فكتبها فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحر وذلك بمرو ، فقلت : من أين جئت؟ فقال : من عند هذا ، قلت : من عند المأمون؟ قال : لا ، قلت : من عند الفضل بن سهل؟ قال : لا ، من عند هذا ، فقلت : من تعني؟ قال من عند علي بن موسى.

____________________

(١) الانعام : ٩٨.

(٢) قرب الاسناد ص ٢٠٢.

(٣) في العيون ابراهيم بن هشام العباسى. والصحيح هشام بن ابراهيم العباسى راجع الكشى ص ٤٢١.

(٤) قرب الاسناد ص ١٩٨.

(٥) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ١٤.

٢٦٣

فقلت : وبلك خذلت أيش قصتك؟ فقال دعني من هذا متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا ، فقلت : ويلك استغفر ربك فقال : جاريتي فلانة أعلم منه ، ثم قال لوقلت برأسي هكذا لقالت الشيعة برأسها فقلت : أنت رجل ملبوس عليك إن من عقيدة الشيعة أن لو رأوه عليه‌السلام وعليه إزار مصبوغ وفي عنقه كبر يضرب في هذا العسكر لقالوا : ما كان في وقت من الاوقات أطوع لله عزوجل من هذا الوقت ، وما وسعه غير ذلك ، فسكت.

ثم كان يذكره عندي وقتأ بعد وقت ، فدخلت على الرضا عليه‌السلام فقلت له : إن العباسي يسمعني فيك ، ويذكرك وهو كثيرا ما ينام عندي ويقيل ، فترى أني آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ثم أقول مات ميتة فجاءة؟ فقال ونفض يديه ثلاث مرات فقال : لا ياريان لا ياريان لا ياريان فقلت له : إن الفضل بن سهل هوذا يوجهني إلى العراق في امورله والعباسي خارج بعدي بأيام إلى العراق فترى أن أقول لمواليك القميين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون رجلا كأنهم قاطعو طريق أو صعاليك فاذا اجتاز بهم قتلوه ، فيقال قتله الصعاليك؟ فسكت فلم يقل لي نعم ولا ، لا.

فلما صرت إلى الحوان بعثت فارسا إلى زكريا بن آدم وكتبت إليه أن هيهنا امورالايحتملها الكتاب فان رأيت أن تصير إلى مشكوة في يوم كذا وكذا لا وافيك بها إن شاءالله ، فوافيت وقد سبقني إلى مشكوة فأعلمته الخبر وقصصت عليه القصه وأنه يوافى هذا الموضع يوم كذا وكذا. فقال : دعني والرجل فودعته وخرجت ، ورجع الرجل إلى قم وقد وافاها معمر فاستشاره فيما قلت له فقال معمر : لا ندري سكوته أمر أو نهي ولم يأمرك بشئ فليس الصواب أن تتعرض له فأمسك عن التوجه إليه زكريا واجتاز العباسي بالجادة وسلم منه (١).

بيان : الكبر بالتحريك الطبل.

____________________

(١) قرب الاسناد ص ١٩٩ و ٢٠٠.

٢٦٤

٨ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام أني رجل من أهل الكوفة وأنا وإهل بيتي ندين الله عزوجل بطاعتكم ، وقد أحببت لقاءك لاسألك عن ديني وأشياء جاء بها قوم عنك بحجج يحتجون بها علي فيك ، وهم الذين يزعمون أن أباك صلى الله عليه حي في الدنيا لم يمت ميتتها ومما يحتجون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلاف ماجاء عن آبائه. أقربائه كذاوقد نفى مالتقية عن نفسه فعليه أن يخشى. ثم إن صفوان لقيك فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سألوك عنها فأقررت بذلك ولم تنفه عن نفسك ثم أجبته بخلاف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهم‌السلام وقد أحببت لقاءك لتخبرني لاي شئ أجبت صفوان بما أجبته وأجبت اولئك بخلافه؟ فان في ذلك حياة لي وللناس ، والله تبارك وتعالى يقول : «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» (١) فكتب بسم الله الرحمن الرحيم قداوصل كتابك إلي وفهمت ما ذكرت فيه من حبك لقائي ، وماترجو فيه ، يجب عليك أن اشافهك في أشياء جاء بها قوم عني وزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكم ، ويزعمون أني أجبتهم بخلاف ماجاء عن آبائي ولعمري ما يسمع الصم ولايهدي العمي إلا الله «مت يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون» (٢) «إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهوأعلم بالمهتدين (٣).

قد قال أبوجعفر : لواستطاع الناس لكانوا شيعتنا أجمعين ، ولكن الله تبارك وتعالى وأخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين وقال أبوجعفر عليه‌السلام : إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ومن إذاخفنا خاف ، وإذا أمنا أمن ، فاولئك شيعتنا ، وقال

____________________

(١) المائدة : ٣٢. (٢) الانعام : ١٢٥.

(٣) القصص : ٥٦.

٢٦٥

الله تبارك وتعالى : «فاسالوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون» (١) وقال الله تعالى «وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون» (٢) فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا ، ولم يفرض علينا الجواب ، قال الله عزوجل : «فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله» (٣) يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى.

فكتبت إليه : إنه يعرض في قلبي مما يروي هؤلاء في أبيك ، فكتب : قال أبوجعفر : ما أحد أكذب على الله وعلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ممن كذبنا أهل البيت أو كذب علينا لانه إذا كذبنا أو كذب علينا فقد كذب الله ورسوله لانا إنما نحدث عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال أبوجعفر عليه‌السلام : وأتاه رجل فقال : إنكم أهل بيت الرحمة اختصكم الله بها؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : نحن كذلك ، والحمدلله لم ندخل أحدا في ضلالة ولم نخرجه عن هدى وإن الدنيا لاتذهب حتى يبعث الله منا أهل البيت رجلا يعمل بكتاب الله جل عز لايرى منكرا إلا أنكره.

فكتبت إليه : جعلت فداك إنه لم يمنعني من التعزية لك بأبيك إلا أنه كان يعرض في قلبي مما يروي هؤلاء فأما الآن فقد علمت أن أباك قدمضى عليه‌السلام فآجرك الله في أعظم الرزية ، وهناك أفضل العطية ، فاني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم وصفت له (٤) حتى مانتهيت إليه.

فكتب : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لايستكمل عبدالايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لاولهم في الحجة والطاعة ، والحلال والحرام سواء ، ولمحمد

____________________

(١) النحل : ٤٣ والانبياء : ٧.

(٢) براءة : ١٢٢.

(٣) القصص : ٥٠.

(٤) يعنى اماما بعد امام.

٢٦٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله وأميرالمؤمنين فضلهما ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس عليه إمام حي يعرفه مات ميتة جاهلية ، وقال أبوجعفر : إن الحجة لاتقوم لله عزوجل على خلقه إلا بامام حتى يعرفونه.

وقال أبوجعفر عليه‌السلام : من سره أن لايكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر إلى الله وينظرالله إليه فليتول آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ويبرء من عدوهم ويأتم بالامام منهم ، فانه إذا كان كذلك ، نظر الله إليه ونظر إلى الله ، ولولا ما قال أبوجعفر عليه‌السلام حين يقول : لاتعجلوا على شيعتنا إن تزل قدم تثبت اخرى ، وقال : من لك بأخيك كله ، لكان مني من القول في ابن أبي حمزة وابن السراج وأصحاب ابن أبي حمزة.

أما ابن السراج فانما دعاه إلى مخالفتنا والخروج من أمرنا أنه عدا على مال لابي الحسن عليه‌السلام عظيم ، فاقتطعه» في حياة أبي الحسن وكابرني عليه وأبى أن يدفعه ، والناس كلهم مسلمون مجتمعون على تسليمهم الاشياء كلها إلي فلما حدث ماحدث من هلاك أبي الحسن عليه‌السلام اغتنم فراق علي بن أبي حمزة وأصحابه إياي وتعلل ، ولعمري ما به من علة إلا اقتطاعه المال وذها به به.

وأما ابن أبي حمزة فانه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت علمه ، فألقاه إلي الناس فلج فيه ، وكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها ، ولم يحسن تأويلها ولم يؤت علمها ، ورأى أنه إذالم يصدق آبائي بذلك لم يدر لعل ماخبر عنه مثل السفياني وغيره أنه كان لايكون منه شئ ، وقال لهم : ليس يسقط قول آبائه بشئ ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ ولكن قصر علمه عن غايات ذلك وحقائقه ، فصارفتنة له وشبهة عليه ، وفر من أمر فوقع فيه.

وقال أبوجعفر عليه‌السلام : من زعم أنه قد فرغ من الامر فقد كذب لان لله عزوجل المشية في خلقه ، يحدث مايشاء ، ويفعل ما يريد ، وقال : «ذرية بعضها من بعض» فآخرها من أولها وأولها من آخرها ، فاذا خبر عنها بشئ منها بعينه

٢٦٧

أنه كائن فكان في غيره منه ، فقد وقع الخبر على ما أخبروا ، أليس في أيديهم أن أبا عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قيل في المرء شئ فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقد كان فيه (١).

بيان : قوله : «ورأى أنه إذا لم يصدق» أي قال : إنه إن لم اصدق الائمة فيما أخبروا به من كون موسى عليه‌السلام هوالقائم فيرتفع الاعتماد عن أخبارهم فلعل ما أخبروا به من السفياني وغيره لايقع شئ منها ، وحاصل جوابه عليه‌السلام يرجع تارة إلى أنه مما وقع فيه البداء ، وتارة إلى أنه مأول بأنه يكون ذلك في نسله وقد مر تأويل آخر لها حيث قال عليه‌السلام : كلنا قائمون بأمر الله.

وقوله عليه‌السلام : «وفر من أمر فوقع فيه» إشارة إلى أنه بعد هذا القول لزمه طرح كثير من الاخبار المنافية لكون موسى عليه‌السلام هوالقائم.

٩ ـ ب : محمد بن عيسى قال : أتيت أنا ويونس بن عبدالرحمان باب الرضا عليه‌السلام وبالباب قوم قد استأذنوا عليه قبلنا ، واستأذنا بعدهم ، وخرج الآذن فقال : ادخلوا ويتخلف يونس ومن معه من آل يقطين ، فدخل القوم وتخلفنا فما لبثوا أن خرجوا وأذن لنا فدخلنا فسلمنا عليه فرد السلام ثم أمرنا بالجلوس فسأله يونس عن مسائل ماجيب فيها.

فقال له يونس : يا سيدي إن عمك زيدا قد خرج بالبصرة ، وهو يطلبني ولا آمنه على نفسي فماترى لي؟ أخرج إلى البصرة أوأخرج إلى الكوفة؟ قال بل اخرج إلى الكوفة ، فاذا .. فصر إلى البصرة ، قال : فخرجنا من عنده ولم نعلم معنى «فاذا» حتى وافينا القادسية حتى جاء الناس منهزمين يطلبون يدخلون البدو وهزم أبالسرايا ودخل هرثمة الكوفة واستقبلنا جماعة من الطالبيين بالقادسية متوجهين نحوالحجاز فقال لي يونس : «فاذا ..» هذا معناه ، فصار من الكوفة إلى البصرة ولم يبده (٢) بسوء (٣).

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٢٠٣ ـ ٢٠٦.

(٢) يقال : بدهه أمر وبادهه : بغته و ـ بأمر ـ : استقبله به.

(٣) قرب السناد ص ٢٠١.

٢٦٨

١٠ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : بعث إلي الرضا عليه‌السلام بحمارله فجئت إلى صريا فمكثت عامة الليل معه ثم اتيت بعشاء ثم قال : افرشواله ثم اتيت بوسادة طبرية ومرادع وكساء قياصري وملحفة مروي فلما أصبت من العشاء قال لي : ماتريد أن تنام؟ قلت : بلى جعلت فداك فطرح علي الملحفة أو الكساء ثم قال : بيتك الله في عافية وكنا على سطح.

فلما نزل من عندي قلت في نفسي : قد نلت من هذا الرجل كرامة مانالها أحد قط فاذا هاتف يهتف بي يا أحمد ، ولم أعرف الصوت حتى جائني مولى له فقال : أجب مولاي ، فنزلت فاذا هو مقبل إلي فقال : كفك! فناولته كفي فعصرها ثم قال : إن أميرالمؤمنين صلى الله عليه أتى صعصعة بن صوحان عائدا له فلما أراد أن يقوم من عنده قال : يا صعصعة بن صوحان لاتفتخربعبادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ، ولايلهينك الامل مأستودعك الله وأقرأ عليك السلام كثيرا (١).

١١ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى مثله (٢).

بيان : قال الفيروز آبادي : ثوب مردوع : مزعفر ، ورادع ومردع كمعظم فيه أثر طيب (٣).

١٢ ـ ب : الحسين بن بشار قال : قرأت كتاب الرضا عليه‌السلام إلى داود بن كثير الرقي وهو محبوس وكتب إليه يسأله الدعاء فكتب «بسم الله الرحمن الرحيم» عافانا الله وإياك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته ، كتبت إليك وما بنا من نعمة فمن الله ، له الحمد لا شريك له وصل إلى كتابك يا أباسليمان ولعمري لقد قمت من حاجتك ما لوكنت حاضرا لقصرت ، فثق بالله العلي العظيم الذي به يوثق ، ولاحول ولاقوة إلا بالله (٤).

____________________

(١) المصدر ص ٢٢٢.

(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢١٣.

(٣) القاموس ج ٣ ص ٢٩.

(٤) قرب الاسناد ص ٢٣٢.

٢٦٩

١٣ ـ ن : أبي ، عن محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن عبدالله بن طاهر قال : كنت واقفا على أبي وعنده أبوالصلت الهروى واسحاق بن راهويه وأحمد ابن محمد بن حنبل فقال أبي : ليحد ثني كل رجل منكم بحديث فقال أبوالصلت الهروى حدثني علي بن موسى الرضا عليه‌السلام وكان والله رضا كما سمي ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الايمان قول وعمل ، فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الاسناد؟ فقال له أبي : هذا سعوط المجانين إذاسعط به المجنون أفاق (١).

بيان : قال الفيروز آبادي : قرميسين با الكسر بلد قرب الدينور معرب كرمانشاهان (٢).

١٤ ـ مع ، ن : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن الاشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا قال : دخل ابن أبي سعيد المكاري (٣) على الرضا عليه‌السلام فقال له : أبلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك؟ فقال له : مالك أطفأ الله نورك ، وأدخل الفقر بيتك ، أما علمت أن الله عزوجل أوحى إلى عمران عليه‌السلام أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم ، ووهب لمريم عيسى ، فعيسى من مريم ومريم من عيسى ، و عيسى ومريم عليهما‌السلام شئ واحد ، أنا من أبي مني وأنا وأبي شئ واحد فقال له ابن أبي سعيد : فأسألك عن مسألة؟ فقال : لا إخالك تقبل مني ، ولست من غنمي هلمها.

فقال : رجل قال عند موته : كل مملوك لي قديم ، فهو حر لوجه الله عز

____________________

(١) عيون اخبار الرضا ج ١ ص ٢٢٨.

(٢) القاموس ج ٢ ص ٢٤٠.

(٣) هو أبوعبدالله الحسين بن هاشم أبى سعيد بن حيان كان من وجوه الواقفة لكنه ثقة في حديثه.

٢٧٠

وجل ، فقال : نعم ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه «حتى عاد كالعرجون القديم» (١) فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر. قال : فخرج الرجل فافتقر حتى مات ولم يكن عنده مبيت ليلة لعنه الله (٢).

١٥ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن عون بن محمد ، عن محمد بن أبي عباد قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول يوما : يا غلام آتنا الغداء فكأن أنكرت ذلك فبين الانكار في فقرأ «قال لفتاه آتنا غداءنا» فقلت : الامير أعلم الناس وأفضلهم.

١٦ ـ ختص : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، وأحمد بن إدريس ، عن الاشعري عن ابن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن المرزبان بن عمران القمي الاشعري قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : أسألك عن أهم الاشياء والامور إلي أمن شيعتكم أنا؟ فقال : نعم ، قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام : اسمي مكتوب عندك؟ قال : نعم (٣).

١٧ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن أحمد بن محمد بن الفرات والحسين بن على الباقطاني قالا : كان إبراهيم بن العباس صديقا لاسحاق بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب المعروف بالزمن فنسخ له شعره في الرضا عليه‌السلام وقت منصرفه من خراسان وفيه شئ بخطه ، وكانت النسخة عنده إلى أن ولي إبراهيم بن العباس ديوان الضياع للمتوكل ، وكان قد تباعد مابينه وبين أخي زيدان الكاتب ، فعزله عن ضياع كانت في يده ، وطالبه بمال وشدد عليه ، فدعا إسحاق بعض من يثق به وقال له : امض إلى إبراهيم بن العباس فأعلمه أن شعره في الرضا بخطه عندي وغير خطه ولئن لم يزل المطالبة عني لاوصلته إلى مالمتوكل ، فصار الرجل إلى إبراهيم برسالته فضاقت به الدنيا حتى أسقط عنه المطالبة ، وأخذ جميع ما عنده من شعرء بعد أن

____________________

(١) يس : ٣٩.

(٢) معانى اخبار ص ٢١٨. عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٣٠٨.

(٣) الاختصاص : ص ٨٨ وتراه في الكشى ص ٤٢٦.

٢٧١

حلف كل واحد منها لصاحبه.

قال الصولي : فحدثني يحيى بن علي المنجم ، قال : قال لي : أنا كنت السفير بينهما حتى أخذت الشعر فأحرقه إبراهيم بن العباس بحضرتي قال الصولي : وحدثني أحمد بن ملحان قال : كان لابراهيم بن العباس ابنان اسمهما الحسن والحسين يكنيان بأبي محمد وأبي عبدالله فلما ولي المتوكل سمى الاكبر إسحاق وكناه بأبي محمد ، وسمى الاصغر عباسا وكناه بأبي الفضل فزعا.

قال الصولي : حدثني أحمد بن إسماعيل بن الخصيب قال : ما شرب إبراهيم ابن العباس ولا موسى بن عبدالملك النبيذ قط حتى ولي المتوكل ، فشرباه ، وكانا يتعمدان أن يجمعا الكراعات والمخنثين ، ويشربات بين أيديهم في كل يوم ثلاثا لتشيع الخبر بشربهما ، وله أخبار كثيرة في توقيه ليس هذا موضع ذكرها (١).

١٨ ـ ن : حمزة العلوي ، عن ليقطيني ، عن ابن أبي نجران وصفوان قالا : حدثنا لاحسين بن قياما وكان من رؤساء الواقفة فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه‌السلام ففعلنا ، فلما صاربين يديه قال له : أنت إمام؟ قال : نعم ، قال : فاني اشهد الله أنك لست بامام.

قال : فنكت في الارض طويلا منكس الرأس ، ثم رفع عليه‌السلام رأسه إليه فقال له : ما علمك أني لست بامام؟ قال له : إنا روينا عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن الامام لايكون عقيما وأنت قد بلغت هذا السن ، وليس لك ولد؟ قال فنكس رأسه أطول من المرة الاولى ثم رفع رأسه ، فقال إني اشهدالله أنه لايمضي الايام والليالي حتى يرزقني الله ولدا مني ، قال عبدلرحمان بن أبي نجران : فعددنا الشهور من الوقت الذي قال ، فوهب الله له أباجعفر عليه‌السلام في أقل من سنة.

وقال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف فنظر إليه أبوالحسن الاول عليه‌السلام فقال له : مالك حيرك الله تعالى فوقف عليه بعد الدعوة (٢).

____________________

(١) عيون اخبارالرضا ج ٢ ص ١٤٨ و ١٤٩.

(٢) عيون أخبارالرضا ج ٢ ص ٢٠٩.

٢٧٢

١٩ ـ ع : ابن الوليد ، عن علي ، عن أبيه قال : كان ابن أبي عمير رجلا بزازا وكان له على رجل عشرة آلاف درهم ، فذهب ماله ، وافتقر فجاء الرجل فباع داراله بعشرة آلاف درهم وحملها أليه فدق عليه الباب ، فخرج إليه محمد بن أبي عمير رحمه‌الله فقال له الرجل : هذا مالك الذي لك علي فخذه ، فقال ابن أبي عمير : فمن أين لك هذا المال؟ ورثته؟ قال : لا ، قال : وهب لك؟ قال : لا ولكني بعت داري الفلاني لاقضي ديني ، فقال ابن أبي عمير رحمه‌الله : حدثني ذريح المحاربي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : لايخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين. ارفعها فلاحاجة لي فيها والله إني محتاج في وقتي هذا إلى درهم ، وما يدخل ملكي منها درهم (١).

٢٠ ـ ختص : ذكر محمد بن جعفرالمؤدب أن صفوان بن يحيى يكنى بأبي محمد مولى بجيلة بياع السابري أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم كان يصلي في كل يوم خمسين ومائة ركعة ، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات ، وذلك أنه اشترك هو وعبدالله بن جندب وعلي بن النعمان في بيت الله الحرام تعاقدوا جميعا إن مات واحد منهم صلى من بقي منهم صلاته ، ويصوم عنه ويحج عنه ويزكي عنه مادام حيا ، فمات صاحباه وبقي صفوان بعدهما فكان يفي لهما بذلك يصلي عنهما ويزكي عنهما ، ويحج عنهما ، وكل شئ من البر والاصلاح يفعله لنفسه كذلك يفعله لصاحبيه ، وقال بعض جيرانه من أهل الكوفة بمكة : يا أبا محمد تحمل لي إلى المنزل دينارين ، فقال له : إن جمالي يكري حتي ى أستامر فيه جمالي (٢).

٢١ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي القمي قال : بعث إلي أبوجعفر ومعه كتابه فأمرني أن أصير إليه ، فأتيته وهو بالمدينة نازل في دار

____________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢١٦.

(٢) الاختصاص ص ٨٨.

٢٧٣

«خان» (١) بزيع فدخلت عليه وسلمت ، وذكر صوان وابن سنان وغيرهما ما قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي : أستعطفه على زكريا بن آدم لعله يسلم مما قال في هؤلاء ثم رجعت إلى نفسي فقلت : من أنا حتى أتعرض في هذا وشبهه لمولى هو أعلم بما يصنع فقال لي : يا أباعلي «ليس على» (٢) مثل أبي يحيى يعجل ، وقد كان لابي من خدمته صلى الله عليه. (٣)

٢٢ ـ ير : موسى بن عمران ، عن أحمد بن عمر الحلال قال : سمعت الاخرس بمكة يذكرالرضا عليه‌السلام فنال منه قال : دخلت مكة فاشتريت سكينا فرأيته فقلت : والله لاقتلنه إذا خرج من المسجد ، فأقمت على ذلك فما شعرت إلابرقهة أبي الحسن عليه‌السلام «بسم الله الرحمن الرحيم بحقي عليك لما كففت عن الاخرس ، فان الله ثقتي وهوحسبي» (٤).

٢٣ ـ غط : ومن المحمودين عبدالله بن جندب البجلي وكان وكيلا لابي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليها‌السلام وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما ، على ماروي في الاخبار.

ومنهم على مارواه أبوطالب القمي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني في آخر عمره فسمعته يقول : جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وسعد ابن سعد عني خيرا ، فقد وفوا لي ، وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم.

وخرج عن أبي جعفر عليه‌السلام «ذكرت ماجرى من قضاء الله في الرجل المتوفى رحمه‌الله يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا للحق قائما بما يجب لله ولرسوله عليه ومضى رحمه‌الله غير

____________________

(١) كذا في الاختصاص كما سيأتى تحت الرقم ٣٤.

(٢) مابين العلامتين ساقط عن نسخة البصاير ، أضفناها من كتاب الاختصاص.

(٣) بصائر الدرجات ص ٢٣٧ وسيجئ تحت الرقم ٣٤ عن الاختصاص وله تتمة.

(٤) بصائر الدرجات ص ٢٥٢.

٢٧٤

ناكث ولامبدل ، فجزاه الله أجرنيته وأعطاه جزاء سعيه.

وأما محمد بن سنان فانه روى عن علي بن الحسين بن داود قال : سمعت أبا جعفر الثاني يذكر محمد بن سنان بخير ويقول : رضي‌الله‌عنه برضائي عنه فما خالفني وما خالف أبي قط (١).

٢٤ ـ شا : ممن روى النص على الرضا عليه‌السلام من أبيه عليه‌السلام من خاصته وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته : داود بن كثير الرقي ، ومحمد بن إسحاق بن عمار ، وعلي بن يقطين ، ونعيم القابوسي ، والحسين بن المختار ، وزياد بن مروان المخزومي ، وداود بن سليمان ، ونصر بن قابوس ، وداود بن زربي ، ويزيد بن سليط ومحمد بن سنان (٢).

٢٥ ـ شى : عن صفوان قال : استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا أبي الحسن عليه‌السلام وأخبرته أنه ليس يقول بهذا القول وأنه قال : والله لا اريد بلقائه إلا لانتهي إلى قوله ، فقال : أدخله ، فدخل فقال له : جعلت فداك إنه كان فرط مني شئ وأسرفت على نفسي ـ وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبه ـ فقا ل : وأنا أستغفر الله مما كان مني فأحب أن تقبل عذري وتغفرلي ما كان مني ، فقال : نعم. أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه ـ وأشار إلي بيده ـ ومصداق مايقول الآخرون يعني المخالفين ، قال الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوامن حولك فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الامر» (٣) ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قدمضى واستغفرله (٤).

٢٦ ـ كشف : قال الآبي في كتاب نثر الدر : دخل على الرضا بخراسان قوم من الصوفية فقالوا له : إن أميرالمؤمنين المأمون نظر فيما ولاه الله تعالى من

____________________

(١) غيبة الشيخ الطوسى ص ٢٢٥.

(٢) ارشاد المفيد ص ٢٨٥.

(٣) آل عمران : ١٥٩.

(٤) تفسيرالعياشى ج ١ ص ٢٠٣.

٢٧٥

الامر فرآكم أهل البيت أولى الناس بأن تؤموا الناس ، ونظرفيكم أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس ، فرأى أن يرد هذا الامرإليك والامة تحتاج إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ، ويركب الحمار ، ويعود المريض ، قال : وكان الرضا عليه‌السلام متكئا فاستوى جالسا ثم قال : كان يوسف عليه‌السلام نبيا يلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب ويجلس على متكئات آل فرعون ويحكم ، إنما يراد من الامام قسطه وعدله : إذا قال صدق ، إذا حكم عدل ، وإذاوعد أنجز ، إن الله لم يحرم لبوسا ولامطعما ، وتلا «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق» (١).

٢٧ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن أبي علي المحمودي ، عن واصل قال طليت إبا الحسن عليه‌السلام بالنورة ، فسددت مخرج الماء من الحمام إلى البئر ، ثم جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كله (٢).

٢٨ ـ تم : سمعت من يذكر طعنا على محمد بن سنان ولعله لم يقف إلا على الطعن عليه ولم يقف على تزكيته والثناء عليه وكذلك يحتمل أكثر الطعون ، فقال شيخنا المعظم المأمون المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب كمال شهر رمضان لما ذكر محمد بن سنان ماهذالفظه :

على أن المشهور عن السادة عليهم‌السلام من الوصف لهذا الرجل خلاف مابه شخينا أتاه ووصفه ، والظاهر من القول ضد ماله به ذكر ، كقول أبي جعفر عليه‌السلام فيما رواه عبدالله بن الصلت القمي قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام في آخر عمره فسمعته يقول : جزى الله محمد بن سنان عني خيرا فقد وفالي.

وكقوله عليه‌السلام فيما رواه علي بن الحسين بن داود قال : سمعنا أباجعفر عليه‌السلام يذكر محمد بن سنان بخير ويقول : رضي‌الله‌عنه برضاي عنه ، فما خالفني ولاخالف أبي قط. هذا مع جلالته في الشيعة ، وعلو شأنه ، ورئاسته ، وعظم قدره ولقائه من الائمة عليهم‌السلام ثلاثة ، وروايته عنهم ، وكونه بالمحل الرفيع منهم : أبوإبراهيم

____________________

(١) الاعراف : ٣٢. راجع كشف الغمة ج ٣ ص ١٤٧.

(٢) رجال الكشى ص ٥١١ تحت الرقم ٥١٤.

٢٧٦

موسى بن جعفر وأبوالحسن علي بن موسى وأبوجعفر محمد بن علي عليهم أفضل السلام ومع معجز أبي جعفر عليه‌السلام الذى أظهره الله فيه وآيته التي أكرمه بها فيما رواه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أن محمد بن سنان كان ضرير البصر ، فتمسح بأبي جعفرالثاني فعاد إليه بصره ، بعد ما كان افتقده.

أقول : فمن جملة أخطارالطعون على الاخبار ، أن يقف الانسان على طعن ولم يستوف النظر في أخبارالمطعون عليه كما ذكرناه عن محمد بن سنان رحمة الله عليه فلايعجل طاعن في شئ مما أشرنا إليه ، أو يقف من كتبنا عليه ، فلعل لنا عذرا ما اطلع الطاعن عليه.

أقول : ورويت باسنادي إلى هارون بن موسى التلعكبري رحمه‌الله باسناده الذي ذكره في أواخرالجزء السادس من كتاب عبدالله بن حماد الانصاري ما هذا لفظه :

أبومحمد هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن الحسين بن أحمد المالكي قال : قلت لاحمد بن مليك الكرخي : إحبرني عما يقال في محمد بن سنان من أمر الغلو ، فقال : معاذالله هووالله علمني الطهور ، وحبس العيال وكان متقشفا متعبدا.

٢٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن الحسن بن الحسين الانباري ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كتبت إليه أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكرأني أخاف على خيط عنقي (١) وإن السلطان يقول : إنك رافضي ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض. فكتب إلي أبوالحسن عليه‌السلام : قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك ، فان كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يصير أعوانك وكتابك أهل ملتك ، فاذا صارإليك شئ واسيت به فقراء

____________________

(١) في بعض نسخ المصدر ( خبط عنقى ) والخبط : الضرب الشديد.

٢٧٧

المؤمنين ، حتى تكون واحدامنهم كان ذابذا ، وإلا فلا (١).

٢٩ ـ ختص : أبوغالب الزراري ، عن محمدبن المحسن السجاد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : كان ابن أبي عمير حبس سبع عشر «سنة» فذهب ماله وكان له على رجل عشرة آلاف درهم قال : فباع داره وحمل إليه حقه ، فقال له : ابن أبي عمير من أين لك هذا المال؟ وجدت كنزا أو ورثت عن إنسان؟ لابد من أن تخبرني ، قال : بعت داري ، فقال : حدثني ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لايخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين ، أنا محتاج إلى درهم وليس ملكي (٢) ٣٠ ـ ختص : أبوأحمد محمد بن أبي عمير واسم أبي عمير زياد من مولى الازد أوثق الناس عند الشيعة والعامة ، وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم ، وكان واحدا في زمانه في الاشياء ، كلها أدرك أبا إبراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام ولم يرو عنه وروى عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام (٣).

٣١ ـ ختص : أحمد بن محمد ، عن أبيه وسعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن حمرة بن اليسع ، عن زكريا بن آدم ، قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام من أول اليل في حدثان مامات أبوجوير رحمه‌الله فسألني عنه وترحم عليه ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر ، ثم قام صلى الله عليه وسلم وصلى صلاة الفجر (٤).

٣٢ ـ ختص : بالاسنادالمتقدم عن زكريا بن آدم قال : قلت للرضا عليه‌السلام إني اريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثرالسفهاء فقال : لاتفعل ، فان أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن عليه‌السلام (٥).

٣٣ ـ ختص : بالاسناد ، عن ابن عيسى ، عن أحمد بن الوليد ، عن علي بن المسيب قال : قلت للرضا عليه‌السلام : شقتي بعيدة ، ولست ، أصل إليك في كل وقت

____________________

(١) الكافى ج ٥ ص ١١١.

(٢ ـ ٤) الاختصاص : ٨٦.

(٥) المصدر ص ٧٨.

٢٧٨

فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال : عن زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا ، قال ابن المسيب : فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه (١).

٣٤ ـ ختص : وبالاسناد عن ابن عيسى قال : بعث إلي أبوجعفر عليه‌السلام غلامه معه كتابه فأمرني أن إصيرإليه فأتيته وهو بالمدينة نازل في دارخان بزيع ، فدخلت فسلمت فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما ماقد سمعه غير واحد ، فقلت في نفسي : أستعطفه على زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء القوم ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : من أنا أن أتعرض في هذا وشبهه لمولاي وهو أعلم بما صنع.

فقال لي : يا أبا علي! ليس على مثل أبي يحيى يعجل ، وقد كان من خدمته لابي صلى الله عليه ومنزلته عنده وعندي من بعده غير أني قداحتجت إلى المال الذي عنده ، فقلت : جعلت فداك هوباعث إليك بالمال ، وقال : إن وصلت إليه فأعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر ، قال : احمل كتابي إليه ومره أن يبعث إلي بالمال ، فحملت كتابه إلى زكريا بن آدم فوجه إليه بالمال (٢).

٣٥ ـ ج : حكي عن أبي الهذيل العلاف أنه قال : دخلت الرقة فذكرلي أن بدير زكى «رجلا» مجنونا حسن الكلام ، فأتيته فاذا أنا بشيخ حسن الهيئة جالسا على وسادة يسرح رأسه ولحيته ، فسلمت عليه فرد السلام ، وقال : ممن يكون الرجل؟ قال : قلت : من أهل العراق قال : نعم ، أهل الظرف والآداب ، قال : من أيها أنت؟ قلت : من أهل البصرة ، قال : أهل التجارب والعلم ، قال : «فمن» أيهم أنت؟ قلت : أبوالهذيل العلاف قال : المتكلم؟ قلت : بلى ، فوثب عن وسادته وأجلسني عليها.

ثم قال بعد كلام جرى بيننا : ما تقول في الامامة؟ قلت : أي ألامامة تريد؟ قال : من تقدمون بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قلت : من قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن

____________________

(١ و ٢) المصدر ص ٨٧.

٢٧٩

هو؟ قلت : أبوبكر ، قال لي : يا أبا الهذيل ولم قد متموه؟ قلت : لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قد موا خيركم ، وولوا أفضلكم ، وتراضى الناس به جميعا.

قال ، يا أبا الهذيل ههنا وقعت ، أما قولك إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قد موا خيركم ، وولوا كمأفضلكم ، فاني اوجدك أن أبابكر صعد المنبر ، وقال وليتكم ولست بخيركم ، فان كانوا كذبوا عليه ، فقد خالفوا أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن كان هوالكاذب على نفسه فمنبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لايصعده الكاذبون ، وأما قولك إن الناس تراضوا به فان أكثر الانصار قالوا : منا أميرومنكم مأميرو أما المهاجرون فان زبير العوام قال : لا أبايع إلا عليا فأمر به فكسر سيفه ، وجاء أبوسفيان بن حرب فقال : يا أبا الحسن إن شئت لاملانها خيلا ورجالا يعني المدينة وخرج سلمان فقال : «كردند ونكردند وندانند كه جه كردند» والمقداد وأبوذر فهؤلاء المهاجرون.

أخبرني يا أبا الهذيل عن قيام أبي بكر على المنبر ، وقوله إن لي شيطانا يعتريني فاذا رأيتنوني مفضبا فاحذروني لا أقع في أشعاركم وأبشاركم ، فهو يخبركم على المنبر أني مجنون ، وكيف يحل لكم أن تولوا مجمونا.

وأخبرني يا أبا الهذيل عن قيام عمر على المنبر وقوله وددت أني شعرة في صدر أبي بكر ثم قام بعدها بجمعة ، فقال : أن بيعة أبى بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، فبينا هو يود أن يكون شعرة في صدر أبي بكر يأمر بقتل من بايع مثله.

فأخبرني يا أبا الهذيل بالذي زعم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستخلف وأن أبابكر استخلف عمر ، وأن عمر لم يستلف ، فأرى أمركم بينكم متناقضا.

وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر حين صيرها شورى في ستة وزعم أنهم من أهل الجنة ، فقال : إن خالف اثنان لاربعة فاقتلوا الاثنين ، وإن خالف ثلاثة لثلاثة فاقتلوا الثلاثة الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف ، فهذه ديانة أن يأمر بقتل أهل الجنة.

٢٨٠