مرآة العقول

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

مرآة العقول

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: مروي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٤

أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ » (١) قال هم الأئمة عليهم‌السلام.

______________________________________________________

« يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ » قال : اختلف في معناه على وجوه « أحدها » أنهم يتبعونه يعني التوراة أو القرآن حق اتباعه ، ولا يحرفونه ثم يعملون بحلاله ويقفون عند حرامه « وثانيها » أن المراد يصفونه حق صفته في كتبهم لمن يسألهم من الناس ، وعلى هذا يكون الهاء راجعة إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « وثالثها » ما روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام إن حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار ، يسأل في الأول ويستعيذ في الأخرى « ورابعها » أن المراد يقرءونه حق قراءته ، يرتلون ألفاظه ويفهمون معانيه « وخامسها » أن المراد يعملون حق العمل به فيعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه ، « أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ » أي بالكتاب ، وقيل : بالنبي ، انتهى.

وأقول : على تفسيره عليه‌السلام لعل المراد الذين أورثناهم القرآن لفظا ومعنى ، فإن جميع القرآن عندهم وعلم جميعه مختص بهم ، وجملة « يَتْلُونَهُ » خبر المبتدأ و « حَقَّ تِلاوَتِهِ » قراءته كما نزل به جبرئيل بدون زيادة ولا نقصان في اللفظ ، ولا في حركاته وسكناته ، وبدون تغيير في ترتيب نزوله مع فهم جميع معانيه ظهرا وبطنا ، ومعلوم أن قراءته على الوجه المذكور مخصوص بهم عليهم‌السلام ، لما سيأتي أنه لا يجمع القرآن غيرهم ، ولا يعلم معاني القرآن إلا هم ، وهم المؤمنون به حقا إذ من لم يعرف جميع معانيه لا يؤمن به حق الإيمان.

__________________

(١) سورة البقرة : ١٢٠.

٤٤١

باب

أن الأئمة في كتاب الله إمامان إمام يدعو إلى الله

وإمام يدعو إلى النار

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال لما نزلت هذه الآية « يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ » (١) قال المسلمون يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين قال فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء.

______________________________________________________

باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو

إلى النار

الحديث الأول : صحيح.

« يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ » قال الطبرسي (ره) فيه أقوال : « أحدها » أن معناه نبيهم ، وهذا معنى ما رواه ابن جبير عن ابن عباس ، وروي أيضا عن علي عليه‌السلام أن الأئمة إمام هدى وإمام الضلالة ، ورواه الوالبي عنه : بأئمتهم في الخير والشر « وثانيها » معناه بكتابهم الذي أنزل عليهم « وثالثها » بمن كانوا يأتمون به من علمائهم وأئمتهم ، ويجمع هذه الأقوال ما رواه الخاص والعام عن الرضا عليه‌السلام بالأسانيد الصحيحة أنه روي عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : فيه يدعى كل أناس بإمام زمانهم ، وكتاب ربهم وسنة نبيهم « ورابعها » بكتابكم الذي فيه أعمالهم « وخامسها » بأمهاتهم ، انتهى.

« فيكذبون » على بناء التفعيل بصيغة المجهول « فهو مني » أي من حزبي وأعواني ومعي في الآخرة.

__________________

(١) سورة الإسراء : ٧١.

٤٤٢

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال إن الأئمة في كتاب الله عز وجل إمامان قال الله تبارك وتعالى « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا » (١) لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ » (٢) يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل.

______________________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف كالموثق.

« وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً » أي يقتدي بهم في أقوالهم وأفعالهم يهدون الخلق إلى طريق الجنة بأمرنا « لا بأمر الناس » تفسير لقوله تعالى « بِأَمْرِنا » أي ليس هدايتهم للناس وإمامتهم بنصب الناس وأمرهم بل هم منصوبون لذلك من قبل الله تعالى ، ومأمورون بأمره ، أو ليس هدايتهم بعلم مأخوذ من الناس أو بالرأي ، بل بما علم من وحي الله سبحانه وإلهامه كما بينه بقوله : « يقدمون أمر الله قبل أمرهم » والظاهر إرجاع الضمير إلى أنفسهم كما يؤيده الفقرات الآتية ، ويحتمل إرجاعه إلى الناس.

« وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ » قال الطبرسي قدس‌سره : هذا يحتاج إلى تأويل لأن ظاهره يوجب أنه تعالى جعلهم أئمة يدعون إلى النار ، كما جعل الأنبياء أئمة يدعون إلى الجنة ، وهذا ما لا يقول به أحد ، فالمعنى أنه أخبر عن حالهم بذلك وحكم بأنهم كذلك ، وقد تحصل الإضافة على هذا الوجه بالتعارف ، ويجوز أن يكون المراد بذلك أنه لما أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتى عرفوا ، فكأنه جعلهم كذلك ، ومعنى دعائهم إلى النار أنهم يدعون إلى الأفعال التي يستحق بها دخول النار من الكفر والمعاصي ، انتهى.

وقوله : « خلاف » مفعول مطلق بغير اللفظ ، أو مفعول له كأنهم قصدوا الخلاف.

__________________

(١) سورة المزمل : ٢١.

(٢) سورة القصص : ٤١.

٤٤٣

باب

أن القرآن يهدي للإمام (١)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب قال سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن قوله عز وجل : « وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ

______________________________________________________

باب إلى نادر

الحديث الأول : صحيح.

« وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ » فيه وجوه « الأول » أن المعنى لكل شيء « مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ » من المال « جَعَلْنا مَوالِيَ » وراثا يلونه ويحوزونه فمن للتبيين « الثاني » لكل قوم جعلناهم موالي نصيب مما ترك الوالدان والأقربون « الثالث » لكل أحد جعلنا موالي مما ترك أي وارثا ، على أن « من » صلة موالي لأنهم في معنى الوارث ، وفي « ترك » ضمير كل وفسر الموالي بقوله : « الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ » كأنه قيل : من هم؟ فقيل : « الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ » هكذا قرأ الكوفيون وقرأ الباقون « عاقدت » وهو مبتدأ ضمن معنى الشرط ، فقرن خبره وهو « فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ » بالفاء ، ويجوز أن يكون منصوبا على شريطة التفسير ، ويجوز أن يعطف على « الوالدان » ويكون المضمر في « فآتوهم » للموالي.

قال المفسرون : المراد بالذين عقدت مولى الموالاة ، كان الرجل يعاقد الرجل فيقول دمي دمك ، وهدمي هدمك ، وثاري ثارك ، وحربي حربك ، وسلمي سلمك ، وترثني وأرثك ، وتعقل عني وأعقل عنك ، فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف ، فنسخ ذلك بقوله : « وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ » والميراث بالمعاقدة والمعاهدة المسمى بضمان الجريرة منسوخ عند الشافعي مطلقا لا إرث له ، وعندنا ثابت عند عدم الوارث النسبي والسببي ، فلا حاجة إلى القول بنسخ الآية.

__________________

(١) هذا العنوان غير موجود في بعض نسخ الكافي ، ومن تفسير الشارح الباب بالنادر يظهر أيضا أنّ نسخته كذلك.

٤٤٤

وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ » (١) قال إنما عنى بذلك الأئمة عليهم‌السلام بهم عقد الله عز وجل أيمانكم

______________________________________________________

وقال بعضهم : المعاقدة هنا هي المصاهرة ، وما ذكره عليه‌السلام في الخبر هو المتبع ، فيكون إشارة إلى إرث الإمام عليه‌السلام عند فقد سائر الوراث.

« بهم عقد الله عز وجل أيمانكم » لعل المراد بالإيمان العهود الإيمانية ، وعقد الحبل والعهد شده وأحكامه ، أي بولايتهم والإقرار بإمامتهم شد الله عهود أيمانكم ، وحكم بكونكم مؤمنين في الميثاق وفي الدنيا ، فيكون بيانا لحاصل المعنى ، ويكون المراد في الآية عقدت أيمانكم بولايتهم دينكم أو عقدت أيديكم بيعتهم وولايتهم.

قال في النهاية في حديث ابن عباس في قوله : « والذين عاقدت أيمانكم » المعاقدة المعاهدة ، والميثاق والأيمان جمع يمين القسم أو اليد.

وقال الطبرسي رحمه‌الله في حجة القراءتين ، قال أبو علي : الذكر الذي يعود من الصلة إلى الموصول ينبغي أن يكون ضميرا منصوبا ، فالتقدير والذين عاقدتهم أيمانكم ، فجعل الأيمان في اللفظ هي المعاقدة ، والمعنى على الحالفين الذين هم أصحاب الأيمان ، والمعنى الذين عاقدت حلفهم أيمانكم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، فعاقدت أشبه بهذا المعنى ، لأن لكل نفس (٢) من المعاقدين يمينا على المخالفة ، ومن قال عقدت أيمانكم كان المعنى عقدت حلفهم أيمانكم فحذف الحلف وأقام المضاف إليه مقامه ، والذين قالوا « عاقدت » حملوا الكلام على اللفظ ، لأن الفعل لم يسند إلى أصحاب الأيمان في اللفظ وإنما أسند إلى الأيمان.

__________________

(١) سورة النساء : ٣٣.

(٢) وفي المصدر « لكل نفر .... ».

٤٤٥

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن موسى بن أكيل النميري ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » قال يهدي إلى الإمام.

باب

أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة عليهم‌السلام

١ ـ الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسين العبدي ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية : « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ » (١) ثم قال نحن النعمة التي

______________________________________________________

الحديث الثاني : مجهول.

« لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » أي للملة التي هي أقوم الملل ، والطريقة التي هي أقوم الطرائق ، وفسر في الخبر بالإمام ، لأنه الهادي إلى تلك الملة وولايته الجزء الأخير بل الأعظم منها ، وهو المبين لتلك الطريقة والداعي إليها ، والقرآن يهدي إليه في آيات كثيرة كما عرفت.

باب أن النعمة التي ذكرها الله في كتابه عز وجل هم الأئمة عليهم‌السلام

الحديث الأول : ضعيف.

« بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً » قال الطبرسي (ره) : يحتمل أن يكون المراد ألم تر إلى هؤلاء الكفار عرفوا نعمة الله بمحمد ، أي عرفوا محمدا ثم كفروا به ، فبدلوا مكان الشكر كفرا ، وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز ، ويحتمل أن يكون المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٣٤.

٤٤٦

أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد رفعه في قول الله عز وجل : « فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ » :

______________________________________________________

أقبح التبديل ، واختلف في المعنى بالآية فروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وابن عباس وابن جبير وغيرهم أن المراد بهم كفار قريش كذبوا نبيهم ، ونصبوا له الحرب والعداوة ، وسأل رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن هذه الآية؟ فقال : هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، وأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر « وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ » أي أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر ، وقيل : أنزلوهم دار الهلاك أي النار بدعائهم إلى الكفر ، وقال الزمخشري : أي بدلوا نعمة الله كفرا لأن شكرها الذي وجب عليهم وضعوا مكانه كفرا ، أو أنهم بدلوا نفس النعمة كفرا ، على أنهم لما كفروها سلبوها فبقوا مسلوب النعمة موصوفين بالكفر ، ثم ذكر حديث الأفجرين عن عمر كما مر ، وقال « جَهَنَّمَ » عطف بيان لدار البوار ، انتهى.

أقول : فيمكن حمل الأخبار على أن نعمة الله أهل البيت عليهم‌السلام ، والإقرار بولايتهم شكر تلك النعمة ، فبدلوا هذا الشكر بالكفران وإنكار الولاية ، أو بدلوا النعمة بالكفر أي بقوم هم أصول الكفر وهم أعداء أهل البيت ، فتركوا ولايتهم ، وقالوا بولاية أعدائهم.

الحديث الثاني : ضعيف.

« فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ » فإن قيل : الآيات السابقة على تلك الآية مشتملة على نعم مخصوصة ليس فيها ذكر النبي والوصي ، فكيف تحمل هذه الآية عليهما.

قلت : ذكر بعض النعم لا ينافي شمول الآلاء جميع النعم التي أعظمها النبي والوصي ، مع أنه قد ورد في الآيات السابقة بحسب بطونها بهم عليهم‌السلام أيضا كما روي

٤٤٧

أبالنبي أم بالوصي تكذبان نزلت في الرحمن.

٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن الهيثم بن واقد ، عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله عليه‌السلام هذه الآية « فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ » قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.

______________________________________________________

عن الرضا عليه‌السلام في قوله تعالى : « الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ » قال : ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام قال الراوي : قلت : « عَلَّمَهُ الْبَيانَ »؟ قال : علمه بيان كل شيء يحتاج الناس إليه ، وفسر عليه‌السلام « النَّجْمُ » بالرسول « وَالشَّجَرُ » بالأئمة عليهم‌السلام وقال عليه‌السلام : « السماء » رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « والميزان » أمير المؤمنين نصبه لخلقه ، قلت : « أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ » قال : لا تعصوا الإمام « وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ » قال : أقيموا الإمام العدل « وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ » قال : لا تبخسوا الإمام حقه ولا تظلموه.

وقد ورد في روايات كثيرة تأويل الشمس والقمر بالرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، فحمل الآلاء في تلك الآية على النبي والوصي غير بعيد.

« نزلت في الرحمن » لعله من كلام الراوي.

الحديث الثالث : ضعيف.

« واذكروا آلاء الله » هذا غير موافق لما عندنا من القرآن ، إذ فيه في موضع من الأعراف « فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (١) وفي موضع آخر « فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ » (٢) وفي آل عمران وغيرها « وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ » والظاهر أنه كان بالفاء فصحفه النساخ « هي أعظم نعم الله » أي هي المقصودة بالذات فيها ، إذ الولاية أعظمها.

__________________

(١) سورة الأعراف : ٦٨.

(٢) سورة الأعراف : ٧.

٤٤٨

٤ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن أورمة ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً » الآية قال عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه.

______________________________________________________

الحديث الرابع : ضعيف « قاطبة » أي جميعا ولا يستعمل إلا حالا.

٤٤٩

إلى هنا انتهى الجزء الثاني حسب تجزئتنا ويتلوه الجزء الثالث إن شاء الله وأوّله : « باب أن الأئمة عليهم‌السلام ولاة الأمر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عزّ وجلّ »

والحمد لله أولا وآخرا

٤٥٠

الفهرست

رقم الصفحة

عناوين الأبواب

عدد الأحاديث

١

باب النهي عن الجسم والصورة

٨

٩

باب صفات الذات

٦

١٣

باب آخر وهو من الباب الأول

٢

١٥

باب الإرادة أنها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل

٧

٢٤

باب حدوث الأسماء

٤

٣٧

باب معاني الأسماء واشتقاقها

١٢

٥٠

باب آخر وهو من الباب الأول إلا أن فيه زيادة وهو الفرق ما بين المعاني التي تحت أسماء الله وأسماء المخلوقين

٢

٦٠

باب تأويل الصمد

٢

باب الحركة والانتقال

٩٠

٦٧

في قوله تعالى : مايكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم

٦٨

في قوله تعالى : هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله

٧١

في قوله تعالى : هو الذي في السماء اله وفي الارض اله

٧٢

باب العرش والكرسي

٧

٨٢

باب الروح

٤

٨٤

باب جوامع التوحيد

٧

١١١

باب النوادر

١١

٤٥١

رقم الصفحة

عناوين الأبواب

عدد الأحاديث

١٢٢

باب البداء

١٧

١٤٩

باب في أنه لا يكون شيء في السماء والأرض إلا بسبعة

٢

١٥٥

باب المشيئة والإرادة

٦

١٦٤

باب الابتلاء والاختبار

٢

١٦٥

باب السعادة والشقاء

٣

١٧١

باب الخير والشر

٣

١٧٣

باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين

١٤

٢١٣

باب الاستطاعة

٤

٢٢١

باب البيان والتعريف ولزوم الحجة

٦

٢٢٧

باب اختلاف الحجة على عباده

١

٢٣٤

باب حجج الله على خلقه

٤

٢٤٣

باب الهداية أنها من الله عز وجل

٤

كتاب الحجة

٢٥٦

باب الاضطرار إلى الحجة

٥

٢٨٠

باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة عليهم‌السلام

٤

٢٨٧

باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث

٤

٢٩٣

باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام

٤

٢٩٤

باب أن الأرض لا تخلو من حجة

١٣

٢٩٨

باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة

٥

٣٠٠

باب معرفة الإمام والرد إليه

١٤

٣٢٣

باب فرض طاعة الأئمة عليهم‌السلام

١٧

٤٥٢

رقم الصفحة

عناوين الأبواب

عدد الأحاديث

٣٣٧

باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه

٥

٣٤٤

باب أن الأئمة عليهم‌السلام هم الهداة

٤

٣٤٦

باب أن الأئمة عليهم‌السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه

٦

٣٥٠

باب أن الأئمة عليهم‌السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى

٣

٣٥٢

باب أن الأئمة عليهم‌السلام نور الله عز وجل

٦

٣٦٦

باب أن الأئمة هم أركان الأرض

٣

٣٧٦

باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته

٢

٤٠٧

باب أن الأئمة عليهم‌السلام ولاة الأمر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل

٥

٤١٢

باب أن الأئمة عليهم‌السلام هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه

٣

٤١٤

باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة عليهم‌السلام

٣

٤١٦

باب ما فرض الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله من الكون مع الأئمة عليهم‌السلام

٧

٤٢٦

باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة عليهم‌السلام

٩

٤٣٢

باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة عليهم‌السلام

٢

٤٣٣

باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة عليهم‌السلام

٣

٤٣٦

باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم

٥

٤٥٣

رقم الصفحة

عناوين الأبواب

عدد الأحاديث

٤٣٨

باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهم‌السلام

٤٤٢

باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار

٢

٤٤٤

باب أن القرآن يهدي للإمام

٢

٤٤٦

باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة عليهم‌السلام

٤

٤٥٤