غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

السيد ثامر هاشم العميدي

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

المؤلف:

السيد ثامر هاشم العميدي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-447-7
الصفحات: ٣٢٧

قسطاًً وعدلاً كما ملئت ظلماًً وجوراًً ، وانه يقتل الدجال وينزل عيسى بن مريم عليه‌السلام لنصرته ، ومأتم بصلاته. ويدلّ عليه :

١ ـ عن معمر بن راشد ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام في حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جاء فيه : « ومن ذرّيتي المهدي ، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته ، فقدّمه وصلى خلفه » (١).

وفي هذا الحديث تثبيت واضح لأصل القضية المهدوية ، وإشارة مجملة إلى هوية الإمام المهدي بأنّه من ذريّة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع التنبيه على مقامه ، بأن عيسى عليه‌السلام سيكون ـ بأمر الله ـ وزيراً للمهدي وناصراً له فيه آخر الزمان وأنّه يأتم بصلاته.

وحديث نزول عيسى لنصرة الإمام المهدي عليه‌السلام أخرجه البخاري في صحيحه ، عن أبي هريرة (٢) ، وأخرجه مسلم في صحيحه من طرق شتّى عن أبي هريرة أيضاًً (٣) وجابر الأنصاري (٤) ، والترمذي عن أنس (٥) ، وأبو نعيم عن عبد الله بن عمرو (٦) وحذيفة (٧) ، وابن المنذر ، عن شهر

__________________

١ ـ أمالى الشيخ الصدوق : ٢٨٧ / ٣٢٠ / ٤ مجلس / ٣٩.

٢ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢٠٤ باب نزول عيسى عليه‌السلام.

٣ ـ صحيح مسلم ١ : ١٣٥ / ٢٤٤ و ٢٤٥ و ٢٤٦ باب نوزل عيسى عليه‌السلام حاكما بشريعة نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ ـ صحيح مسلم ١ : ١٣٥ / ٢٤٧ من الباب السابق.

٥ ـ سنن الترمذي ٥ : ١٥٢ / ٢٨٩٦.

٦ ـ الحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٧٨.

٧ ـ الحاوي للفتاوى ٢ : ٨١.

٢١

ابن حوشب ، عن أُم سلمة (١) ، وابن أبي شيبة ، عن ابن سيرين مرسلاً (٢).

ولايقال هنا إنّ تحديد هوية الإمام المهدي عليه‌السلام من بين الذرية الطاهرة غير معلوم في حديث الإمام الصادق عليه‌السلام ، لأّنا لا زلنا في صدد تثبيت أصل القضية المهدوية على لسان الإمام الصادق عليه‌السلام ، وإثبات هذا الأصل لا يمكن اغفاله ، خصوصاًً ومن في المسلمين من شكّك فيه أنكره جملة وتفصيلاًً ، ومع هذا فإن في مثبتات الأصل المذكور تشخيصا أعلى لموضوع الهوية كما سيأتي.

جدير ذكره أن كون المهدي من ذرية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله يعني كونه من ذرية أمير المؤمنين عليه‌السلام من فاطمة عليها‌السلام ، بمعنى أنه لابدّ وأن يكون إما من ذرية الإمام الحسن السبط ، أو من ذرية الإمام الحسين السبط عليهما‌السلام لانحصار ذرية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بهما وبأولاًًدهما. ومن هنا جاءت الأحاديث الأخرى المثبتة لأصل القضية مصرّحة بهذا المعنى.

٢ ـ عن أبان بن عثمان ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث قاله لعلي عليه‌السلام : « ... كان جبريل عليه‌السلام عندي آنفاً ، و أخبرني أنّ القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً ، من ذريتك ، من ولد الحسين » (٣).

٣ ـ وعن معاوية بن عمار ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

١ ـ تفسير القمي ١ : ١٥٨ ، وانظر : الدر المنثور / السيوطي ٢ : ٧٣٤.

٢ ـ المصنّف / ابن أبي شيبة ١٥ : ١٩٨ / ١٩٤٩.

٣ ـ كتاب الغيبة / النعماني : ٢٤٧ ـ ٢٤٨ / ١ باب ١٤.

٢٢

في حديث آخر : « ... إن جبريل عليه‌السلام أتاني فأقرأني من ربي السّلام ، وقال يا محمد ... ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه ، إذا أهبطه الله إلى الأرض ، من ذرية علي وفاطمة ، من وُلد الحسين عليه‌السلام » (١).

هذا ، وأما ما قد يقال من في بعض الأحاديث ما يثبت كون المهدي حسنياً لا حسينياً ، فالجواب باختصار أنه لا يوجد حديث صحيح البتة يثبت هذا المعنى من طرق العامة ، وإنما وُجِد ذلك في حديثين فقط ، أرسل الطبري أحدهما (٢) ولا حجة في المرسل ، والآخر رواه أبو داود في سننه ، قال : « حُدِّثْتُ عن هارون بن المغيرة ، قال : حدّثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق ، قال : قال على رضي الله عنه ـ ونظر إلى ابنه الحسن ـ : ( إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وسيخرج من صلبه رجلٌ يُسمّى باسم نبيّكم ، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق ) ثمّ ذكر قصّه : يملأ الأرض عدلاً » (٣) ، انتهى.

وسند الحديث مجهول ومنقطع ؛ لأنّه قال : « حُدِّثْتُ » ولم يذكر اسم مَن حدّثه ، فهو مجهول إذن ، وهو منقطع أيضاًً ؛ لأنّ أبا إسحاق ـ والمراد به : السبيعي ـ لم تثبت له رواية واحدة سماعاً عن أمير المؤمنين على عليه‌السلام كما صرّح بهذا المنذري في شرح حديث أبي داود (٤) ، وقد كان عمره يوم

__________________

١ ـ روضة الكافي / الكليني ٨ : ٤٢ / ١٠.

٢ ـ تهذيب الآثار / الطبري ـ كما في الحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٦٦.

٣ ـ سنن أبي داود ٤ : ١٠٨ / ٤٢٩٠.

٤ ـ مختصر سنن أبي داود / المنذري ٦ : ١٦٢ / ٤١٢١.

٢٣

شهادة أمير المؤمنين علي عليه‌السلام نحو سبع سنين ؛ لمنه وُلد لسنتين بقيتا من زمان عثمان (١) ، هذا فضلاًً عن اختلاف النقل عن أبي داود ، فمنهم من نقله من كتاب السنن وفيه لفظ ( الحسين ) بدلاً من لفظ ( الحسن ) ، وكذلك وجود أحاديث كثيرة اُخرى من طرق العامّة تثبت أنه من ولد الحسين عليه‌السلام (٢).

وأما الشيعة الإمامية فليس في تراثها المهدوي الزاخر بهوية المهدي عليه‌السلام ما يشير ـ بأدنى عبارة من حديث أو أثر ـ إلى كون المهدي من ولد الإمام الحسن السبط عليه‌السلام.

الأمر الثاني ـ بيان حكم من أنكر أصل العقيدة المهدوية :

من خلال ما تبيّن في الأمر الأول يتّضح جدّا من إنكار أصل العقيدة المهدوية جملةً وتفصيلاً هو من قبيل الردّ على الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن قبيل الازدراء باجماع هذه الأُمة بكل فصائلها وتياراتها على قبول أصل العقيدة المهدوية وإن اختلفوا في تفاصيلها.

وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يبين حكم من أنكر الإمام المهدي عليه‌السلام.

فعن جابر بن عبد الله الانصاري رضي‌الله‌عنه قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كذّب بالدجّال فقد كفر ، ومن كذّب بالمهدي فقد كفر » (٣).

__________________

١ ـ تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ٨ : ٥٦ / ١٠٠.

٢ ـ اُنظر كتابنا : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي : ٦٢ ففيه بطلان حديث أبي داود من سبعة وجوه.

٣ ـ الروض الاُنُف / السهيلي ٢ : ٤٣١ ، وعقد الدرر / المقدسي الشافعي : ٢٠٩ ،

٢٤

وهذا ما أكدّه علماء المذاهب الأربعة فيما حكاه لنا علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي الحنفي ( ت / ٩٧٥ هـ ) ، إذ قال تحت عنوان : « فتاوى علماء العرب من أهل مكة المشرفة في شأن المهدي الموعود في آخر الزمان » إذ ورد عليهم سؤال بهذا الموضوع ، قال المتقي : « وهذه صورة السئوال : اللهم أرنا الحقَّ حقاًً وارزقنا اتباعه ، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

ما يقول السادة العلماء أئمة الدين وهداة المسلمين ـ أيدّهم الله بروح القدس ـ في طائفة اعتقدوا شخصاًً من بلاد الهند مات سنة عشر وتسعمائة (١) ببلد من بلاد العجم ، يسمى : ( فره ) أَنه المهدي الموعود به في آخر الزمان ، وأنّ من أنكر هذا المهدي فقد كفر؟ ثم حكم من أنكر المهدي الموعود؟ افتونا ـ رضي الله تعالى عنكم ».

قال : « وكان هذا الاستفتاء في سنة اثنتين وخمسين وتسعمّائة » (٢).

وقد نقل المتّقي الهندي رحمه‌الله ما أفتى به فقهاء مكّة بشأن السوال المذكور ، مبيناً اسم كل فقيه منهم ، واسم مذهبه ،

__________________

والحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٢٤٤ ، قال : « وأخرج أبوبكر الاسكاف في فوائد الأخبار ، عن جابر بن عبد الله ... ثم ساق الخبر!! ».

١ ـ ذكره في أول كتاب البرهان فقال في ص ٦٧ منه : « وطائفة من بلاد الهند يعتقدون شخصاًً شريفاً ولد في الهند اسمه : السيد محمد بن سيد خان الجونفوري ـ رحمه‌الله وله نحو أربعين سنة ـ أنّه هو المهدي الموعود به في آخر الزمان » وكتاب البرهان أّلفه كردّ على ضلالة هذه الطائفة.

٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان / المتّقي الهندي : ١٧٧.

٢٥

كالآتي :

١ ـ فتوى ابن حجر الهيتمي الشافعي.

٢ ـ فتوى الشيخ أحمد أبي السرور بن الصبا الحنفي.

٣ ـ فتوى الشيخ محمد بن محمد الخطابي المالكي.

٤ ـ فتوى الشيخ يحيى بن محمد الحنبلي.

وسنذكر خلاصة ما ذكر كل واحد منهم.

أما الفقيه الشافعي :

فقد نصّ على تواتر أحاديث المهدي ذاكراً علامات خروجة المتواترة ومحيلاً في ذلك إلى كتابه ( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ).

وقد وضّح أنَّ إنكار هذه الطائفة ظهور المهدي عليه‌السلام ، إن كان إنكاراً للسُّنّة رأسا فهم كفار ، ويجب قتلهم ، وإن كان محضَ عنادٍ لأئمة الإسلام لا للسُّنّة. قال : « فهو يقتضي تعزيرهم البليغ ، وإهانتهم بما يراه الحاكم لائقاً بعظيم جريمتهم وقبح طريقتهم ، وفساد عقيدتهم من حبسٍ ، وضرب ، وصفع وغيرها ، ممّا يزجرهم عن هذه القبائح ، ويكفّهم عن تلك الفضايح ، ويرجعهم إلى الحق رغما على أُنوفهم ، ويردّهم إلى اعتقاد ما ورد به الشرع ردعاً عن كفرهم وإكفارهم .. » (١).

__________________

١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٧٨ ـ ١٧٩.

٢٦
وأما الفقيه الحنفي :

فقد أفتى ببطلان هذه الدعوى ، وقال بحق أصحابها : « ويجب قمعهم أشدَّ القمع ، وردعهم أشدُّ الردع ؛ لمخالفة اعتقادهم ما وردت به النصوص الصحيحة والسُّنن الصربحة التي تواترت الأخبار بها ، واستفاضت بكثرة رواتها من أنّ المهدي رضي‌الله‌عنه الموعود بظهوره في آخر الزمان يخرج مع سيدنا عيسى على نبينا وعليه‌السلام » (١) ، ثمّ حكم عليهم بالكفر أيضاًً.

وأما الفقيه المالكي :

فقد أفتى ببطلان دعوى هذه الطائفة أيضاًً ، فقال : « اعتقاد هؤلاء الطائفة في الرجل الميت أنَّه المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان باطل ، للأحاديث الصحيحة الدالّة على صحّة صفة المهدي ، وصفة خروجه ، وما يتقدم بين يدي ذلك من الفتن ... » (٢) ثم بيّن أنَّ اعتقادهم بهذا الرجل بأنّه هو المهدي وتكفير من خافهم ، هو الكفر بعينه ، وأفتى بوجوب استتابتهم ورجوعهم إلى الاعتقاد الحق ، وإلاّ قتلوا.

وأما الفقيه الحنبلي :

فقد قال : « لا ريب في فساد هذا الاعتقاد ، لما اشتمل عليه من مخالفة الأحاديث الصحيحة بالعناد. فقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسّلام كما

__________________

١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٠.

٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨١.

٢٧

رواه الثقات ، عن الرواة الأثبات ، أنَّه أخبر بخروج المهدي في آخر الزمان ، وذكر مقدمات لظهوره ، وصفات في ذاته ، وأُمور تقع في زمانه ... » (١).

وأخيراً طالب حاكم المسلمين « أن يخرج عليهم أحكام المرتدين باستتابتهم ثلاثاً ، فإن تابوا وإلاّ يَضرِبُ أعناقهم بالسيف كي يرتدع أمثالهم من المبتدعين [ و ] يريح الله المسلمين منهم أجمعين » (٢).

ومما يؤيد صحة تلك الفتاوى على لسان إمامنا الصادق عليه‌السلام الأحاديث الآتيه :

١ ـ عن صفوان بن مهران الجمال ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : « من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته ... » (٣).

وقد مرّ عن الإمام الصادق عليه‌السلام في الإشارة إلى حديث الثقلين ما يوضّح المراد بالأئمة عليهم‌السلام ، وسيأتي ذلك أيضاًً.

٢ ـ وعن غياث بن إبراهيم ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : « من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني » (٤).

____________

١ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٢.

٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ١٨٣.

٣ ـ اكمال الدين / الصدوق ٢ : ٣٣٣ / ١ باب ٣٣.

٤ ـ إكمال الدين ٢ : ٤١٢ / ٨ باب ٣٩.

٢٨

جدير بالذكر من لفظ « القائم » وإن كان وصفاً لجميع الأئمة عليهم‌السلام ، إلاّ أنه ينصرف عند الاطلاق إلى الإمام المهدي عليه‌السلام كما هو صريح جميع الروايات.

ومما يؤيّد ذلك وعلى لسان الإمام الصادق عليه‌السلام :

ـ حديث عبد الله بن سنان ، قال : « قلت لأبي عبد الله : ( يوم نَدعوا كلَ أناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (١)؟ قال : إمامهم الذي بين أظهرهم ، وهو قائم أهل زمانه » (٢).

ـ وحديث أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وقد سُئل عن القائم عليه‌السلام ، فقال : « كلنا قائم بأمر الله ، واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان » (٣).

ـ وحديث محمد بن عجلان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : « إذا قام القائم عليه‌السلام دعا الناس إلى الإسلام جديداً ، وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ ، فضلّ عنه الجمهور ، وإنّما سُمّي القائم مهدياًً ؛ لأنه يهدي إلى أمر قد ضلّوا عنه ، وسُمّي بالقائم ؛ لقيامه بالحق » (٤).

__________________

١ ـ سورة الإسراء : ١٧ / ٧١.

٢ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣٦ ـ ٥٣٧ / ٣ باب إن الائمة عليهم‌السلام كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه.

٣ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣٦ / ٢ ، والإرشاد ٢ : ٣٨٤.

٤ ـ الإرشاد ٢ : ٣٨٣ ، وكشف الغمة ٣ : ٢٥٤ ـ ٢٥٥.

٢٩

ـ هذا ، وفي حديث الحكم بن أبي نعيم ، عن الإمام الباقر عليه‌السلام ما يشير بكل وضوح إلى اشتهار وصف الإمام المهدي عليه‌السلام بالقائم صفوف أصحاب الأئمة عليهم‌السلام (١).

٣ ـ وفي الصحيح عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزّوجلّ : ( يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربّكَ لا ينفعُ نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبلُ ) (٢) ، قال عليه‌السلام : « الآيات : هم الأئمة ، والآية المنتظرة : هو القائم عليه‌السلام ، فيومئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم‌السلام (٣).

وهذا الحديث الصحيح صريح بهلاك منكري الإمام المهدي عليه‌السلام في غيبة ، ما لم يتداركوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله عزّوجلّ قبل انسداد باب التوبة بظهور الإمام المنتظر عليه‌السلام. ومنه يعلم وهن اعتذار بعض من اتّبعوا أهواءهم بأنهم لو أدركوا ظهور الإمام المهدي عليه‌السلام لآمنوا به وأسرعوا إلى مبايعته وتصديقه. الأمر الذي يشير إلى ضرورة التصدي إلى تلك الأعذار الواهية والذرائع الخاوية ، واجتثاث جذورها من الأعماق ( ولئنِ اتّبعتَ أهواءهمْ من بعدِ ما جاءكَ من العلمِ إنكَّ إذاً لّمنَ

__________________

١ ـ أنظر الحديث في أصول الكافي ١ : ٥٣٦ / ١ من الباب السابق.

٢ ـ سورة الأنعام : ٦ / ١٥٨.

٣ ـ إكمال الدين : ١٨ ، من المقدمة. وأخرجه الشيخ الصدوق من طريق صحيح آخر ، عن علي بن رئاب ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام في إكمال الدين : ٣٠ ، من المقدمة أيضاًً.

٣٠

الظّالمين ) (١)

٤ ـ وعن غياث أيضاًً ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية » (٢).

ويلحظ هنا ذكر الغيبة في تثبيت أصل القضية وفي حكم من أنكرها معاً ، ومنه يكتشف عمق مفهوم الغيبة المواكب لأصل القضية.

ومن هنا كان الخطر الذي يكمن وراء إنكار الإمام المهدي عليه‌السلام عظيماً ، والنتحجة التي تضمّنتها الأحاديث الثلاثة تتماشى مع روح القرآن الكريم تماماً ، قال تعالى : ( أفتؤمنون ببعض الكتابِ وتكفرونَ ببعضٍ ) (٣) فما دام الكلّ من الله عزّوجلّ فلا معنى للتبعيض فيه أصلاً ، ولهذا فمن آمن بالقرآن الكريم وأنكر سورة واحدة من سورة القصار فقد كفر وخرج عن ملة الإسلام ، فكذلك الحال هنا.

وقد يقال : بأن هذا قياس مع الفارق ؛ إذ ليس في القرآن الكريم صحيح وضعيف ، بل هو كله من كلام الله عزّوجلّ المنقول إلينا بالتواتر ، والحديث ليس كذلك إذ فيه الصحيح والضعيف والموضوع الذي لا أصل له ، ومن ثَمَّ فإن الوعيد الشديد المذكور واقع على من أنكر أصل القضية

__________________

١ ـ سورة البقرة : ٢ / ١٤٥.

٢ ـ إكمال الدين ٢ : ٤١٢ ـ ٤١٣ / ١٢ باب ٣٩.

٣ ـ سورة البقرة : ٢ / ٨٥.

٣١

المهدوية ، كمن يقول مثلاًً : ( لا مهدي في آخر الزمان )! وحينئذٍ لا يضرّ الوعيد المذكور بمن آمن بمهدي مجهول يخلقه الله في آخر الزمان ؛ لأنه إيمان بالأصل المتّفق عليه بين جميع فئات المسلمين وطوائفهم ومذاهبهم.

والجواب : إن معرفة مقام أهل البيت عليهم‌السلام بأنهم الامتداد الطبيعي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنهم خلفاؤه ، وأوصياؤه ، وطاعتهم طاعته ، ومعصيتهم معصيته ، وحديثهم حديثه ، وقول أيٍّ منهم حجة ، وأنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه منهم مات ميتة جاهليّة ، كميتة أبي سفيان على الكفر والنفاق ، كل ذلك يدّلُ على أنهم عليهم‌السلام كالقرآن الكريم لا يجوز تبعيض الإيمان بهم مطلقاً ، ويؤيد هذا ، من نجاة المسلمين من الضلالة مرهونة باتباع القرآن والعترة معاً ؛ لأنهما صنوان لا يفترقان عمر الدنيا كما في حديث الثقلين الشريف ، وهو حديث متواتر بلا أدنى شبهة ، هذا فضلاًًً عن الأحاديث الكثيرة المتواترة في وجوب التمسّك بهم والرّد إليهم ، والكون معهم ، فإنّ ظاهرها إنّ من لم يأخذ منهم أو عمن أخذ منهم ، لا يعدّ في العرف طائعاً لهم ، ولا راداً إليهم ، ولا متمسّكاً بهم ، ولا كائناً معهم ، وإذا لم يصدق عليه ذلك ، لم تصدق عيه صفة الإيمان وإن نطق بالشهادتين وصام وصلّى وأدّى فرائض الله كلها ، بل في أسلامه خدش عظيم.

وأما عن دعوى التحقيق في تلك الأحاديث لاحتمال أن تكون موضوعة أو ضعيفة ، وبالتالى فلا يلزم منها الوعيد المذكور. فهي دعوى غير صحيحة أصلاًً ؛ إذ لا تحتاج المسألة إلى تحقيق ما ورد فيها من أحاديث ، بل لو لم يوجد أيّ حديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام في مثل

٣٢

هذا الموضوع أصلاًً ، لكان الاعتقاد بهلاك منكر الإمام المهدي عليه‌السلام هو المتعين ، لثبوت كونه خاتم الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام ثبوتاًً متواتراًً.

علماًً من في هذا الكتاب وحده من الأحاديث المروية عن الإمام الصادق عليه‌السلام وحده ، ما يكفي لإثبات هذه الحقيقة ، فكيف الحال إذن لو أُضيف لها ما روي عن أهل البيت عليهم‌السلام كافة ، لا شكّ أنها ستفوق الحدَّ المطلوب في تحقّق التواتر بدرجات.

ومن شاء فليرجع إلى أُمّهات الكتب المعتمدة المعدّة في هذا الغرض كإكمال الدين للشيخ الصدوق ، وكتّاب الغيبة للشيخ النعماني ، وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي ، وغيرها من الكتب المعتبرة الأخرى ، التي اشتملت على مئات الأحاديث الواردة في هذاالموضوع.

٣٣

الفصل الثاني

ترسيخ الإمام الصادق عليه‌السلام للقواعد

الكاشفة عن هوية الإمام الغائب

هناك جملة وافرة من الأحاديث النبويّة الشريفة ، التي يمكن عدها ـ وبكل اطمئنان ـ من القواعد الأساسية التي أصّلتها الشريعة الإسلامية في مقام بيان منزلة ومعرفة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام ، ابتداءً من أمير المؤمنين الإمام على بن أبي طالب ، وانتهاء بالإمام الحجة ابن الحسن العسكري عليهم‌السلام ، بحيث لو ضمّ بعضها إلى بعض لتكشّفت من خلالها هوية الإمام الغائب ، وبصورة لا تحتاج معها إلى أي دليل آخر في مسالة ولادته ، وإمامته وغيبته وطول عمره وظهوره في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطاًًً بعد ما ملئت ظلماًًً وجوراًًً ، وهو ما اتّضح لطلائع التشيّع ، وآمنوا به قبل ولادة الإمام المهدي عليه‌السلام بعشرات السنين ، نتيجة لتلك الأخبار التي أفصحت عن كل هذا قبل زمان تحقّقه.

ومن الطبيعي من لا يتّفق هذا المنهج القائم على الإيمان بالغيب مع معطيات الفلسفة المادية التي لا تؤمن بالغيب أصلاًً ، ومن هنا أصبح الدليل

٣٤

المادي في تلك الفلسفة هو الحاكم في مجال العقيدة عند من تأثر بتلك الفلسفة وروّج لها من المستشرفين وغيرهم.

وأما في المنظور الإسلامي فيكفي الاعتقاد بالغيب ثبوت الإخبار عنه بالطريق الشرعي ، كوجوده في القرآن الكريم ، أو في الصحيح من الحديث النبوي الشريف ، أو من حديث أهل البيت عليه‌السلام الذين زكّاهم الله تعالى ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراًً.

والحديث عن دور الإمام الصادق عليه‌السلام في موضوع الثقافة المهدوية بوجه عام ، والغيبة والغائب بوجه خاص ، ينبغي أن لا تغيب عنه المقدمات التي اعتمدها الإمام الصادق عليه‌السلام في بناء تلك الثقافة بناء محكماً ، وذلك من خلال القيام بترسيخ القواعد اللازمة في ذهنية الأمة ، والعمل الدؤوب على نشرها ، حتى استطاع عليه‌السلام من خلال التأكيد عليها ، وبيان مصداقها الخارجي أن يجعل العقيدة بالإمام المهدي وغيبته عليه‌السلام ـ قبل أن يولد بأكثر من مائة عام ـ من القلاع الشامخة الحصينة التي لايمكن لأحد تسلّق أسوارها ، فضلاًً عن السطو عليها بهدف النيل منها أو تشويهها ، ومن تلك القواعد :

القاعدة الاولى :

قاعدة العصمة والمرجعية العلميّة والسياسية لأهل البيت عليهم‌السلام

وهذه القاعدة كغيرها من القواعد الأخرى الآتية كانت معروفته من قبل ، بفضل ما ورد بشأنها في القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل البيت من آباء الإمام الصادق عليهم‌السلام ، ولكنها لم تصل مداها الأرحب

٣٥

كما ينبغي ، بسبب الظرف السياسي الخانق الذي حال دون وصول أهل البيت عليهم‌السلام إلى الخلافة بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرةً ، وبالتالى حال دون أن تأخذ مفعولها في الوسط الإسلامي.

ومن هنا يبرز دور الإمام الصادق عليه‌السلام في ترسيخ تلك القواعد بناء على ما ذكرناه سلفاً من توفر الانفراج السياسي النسبي الذي حصل له عليه‌السلام بعد انهيار دولة البغاة ونشأة امبراطورية الطغاة.

ولسعة ما اعتمده الإمام في التأكيد على هذه القاعدة ، فسوف نكتفي بحدود اهتمامه عليه‌السلام بحديث الثقلين الشريف ، الذي اعتنى به الإمام للغرض المذكور ، بعد أن رأى محأولاًًت الالتفاف على هذا الحديث الشريف من قبل السلطات الحاكمة حيث سخّرت له من يصرفه عن مؤدّاه من فقهاء ورواة السلطةٍ وقضاتهم وولاتهم. الأمر الذي يكشف عن ادراكهم خطورة هذا الحديث على المستويين الثقافي والسياسي معاً. وسوف نتحدث عنه تحت عنوان :

حديث الثقلين وأثره في بلورة القاعدة :

أولاًًً ـ صحة الحديث وبيان تواتره :

جرى الاستدلال على صحّة هذه القاعدة ببيان اُصولها من القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة والسيرة الذاتية لأهل البيت عليهم‌السلام مع الدليل العقلي ، وسنقتصر ـ كما ذكرنا ـ على دليل واحد من السنة النبوية وهو حديث الثقلين الشريف ، فنقول :

٣٦

إنّ النيل من صحّة حديث الثقلين الشريف لا يجدي نفعاً بعد وروده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من طرق كثيرة جداًً وبألفاظ واحدة ومتقاربة ، توجب تواتره بأبهى صورة.

فقد أخرج الترمذي ، عن أبي سعيد الخذري ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله الشريف : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما » (١).

وأخرجه عن أبي سعيد ـ من العامّة ـ : أحمد بن حنبل ، وابن أبي عاصم ، وأبو يعلى الموصلي ، وابن الجعد ، وابن سعد ، وابن أبي شيبة ، والطبراني في معاجمه الثلاثة ، والحمويني (٢).

كما أخرجه عن أبي سعيد ـ من الإمامية ـ : محمد بن

__________________

١ ـ سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦

٢ ـ مسند أحمد ٣ : ١٧ و ٢٦ و ٥٩ ، وفضائل الصحابة له أيضاًًً ٢ : ٥٨٥ / ٩٩٠ و ٢ : ٧٧٩ / ١٣٨٢ ، والسنة لابن أبي عاصم ٢ : ١٠٢٣ ـ ١٠٢٤ / ١٥٩٧ و ١٥٩٨ ، ومسند أبي يعلى الموصلي ٢ : ٦ / ١٠١٧ ، و ٢ : ٨ ـ ٩ / ١٠٢٣ ، ومسند ابن الجعد ١ : ٣٩٧ / ٢٧١١ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ٢ : ١٩٤ ، والمصنف لابن أبي شيبة ٧ : ١٧٦ / ٢٧ ، ومعاجم الطبراني الثلاثة : الكبير ٣ : ٦٥ ـ ٦٦ / ٢٦٧٨ و ٢٦٧٩ و ٢٦٧٩ ، الصغير ١ : ١٣١ و ١٣٥ ، والأوسط ٤ : ٢٦٢ ـ ٢٦٣ / ٣٤٦٣ و ٤ : ٣٢٨ / ٣٥٦٦ ، وفرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ـ ١٤٦ / ٤٣٨ و ٤٣٩ و ٤٤٠ باب ٣٣.

٣٧

العباس المفسّر ، والشيخ الصدوق ، والشيخ المفيد ، والشيخ الطوسي (١).

ولم تقتصر رواية حديث الثقلين على أبي سعيد الخدري فحسب ، بل رواه آباء الإمام الصادق عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢) ، والإمام الحسن السبط عليه‌السلام (٣) ، والإمام الباقر عليه‌السلام (٤). كما ورد ـ فيما بعد ـ عن الإمامين :

__________________

١ ـ تأويل الآيات الظاهرة للإسترابادي : ٦١٦ ، وإكمال الدين ١ : ٢٣٥ / ٤٦ ، و ١ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨ / ٥٤ و ٥٧ ، و ١ : ٢٤٠ / ٦١ باب ٢٢ ، ومعاني الأخبار : ٩٠ / ١ و ٢ باب معنى الثقلين ، والخصال : ٦٥ / ٩٧ ، وأمالي الشيخ المفيد : ١٣٤ / ٣ مجلس / ١٣٦ ، وأمالي الشيخ الطوسي : ٢٥٥ / ٤٦٠ ( ٥٢٩ ) مجلس / ٩.

٢ ـ أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ٢ : ١٠٢٦ ، والبزار في مسنده ٣ : ٨٩ / ٨٦٤ ، والطحاوي في مشكل الآثار ٢ : ٢١١ ـ ٢١٢ / ١٩٠٠ ، والحمويني الشافعي في فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ / ٤٣٧ باب ٣٣.

ورواه من الإمامّية : الكليني في اُصول الكافي ٢ : ٤١٤ / ١ ، والصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٥ / ١٩ و ١ : ٢٣٧ / ٥٤ و ١ : ٢٣٩ / ٥٨ و ١ : ٢٤٠ / ٢٤ باب ٢٢ وكذلك في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٥٧ / ٢٥ باب ٦ و ٢ : ٣٤ / ٤٠ باب ٣١ ، و ٢ : ٦٨ / ٢٥٩ ، ومعاني الأخبار : ٩ ـ ٩١ / ٤ و ٥ ، والشيخ النعماني في كتاب الغيبة : ٤٢.

٣ ـ أخرجه الشيخ المفيد في أماليه : ٣٤٨ / ٤ مجلس / ٤١ ، والشيخ الطوسي في أماليه : ١٢١ / ١٨٨ مجلس / ٥ ، و : ٦٩١ / ٤٦٩ مجلس / ٣٩ ، والخزاز في كفاية الأثر : ١٦٢ ، والطبري في بشارة المصطفى : ١٠٦.

٤ ـ أخرجه الصفّار في بصائر الدرجات : ٤١٣ ـ ٤١٤ / ٣ و ٦ باب ١٧ ، وثقة

٣٨

الكاظم (١) ، والرضا عليهما‌السلام (٢).

وأما حديث الإمام الصادق عليه‌السلام فسيأتي في ترسيخ هذه القاعدة.

كما روى حديث الثقلين الشريف عدد من الصحابة ، وهم : جابر بن عبد الله الأنصاري (٣) ، وحذيفة ابن أسيد (٤) ، وزيد بن أرقم (٥) ،

__________________

الإسلام الكليني في فروع الكافي ٣ : ٤٢٢ / ٦ باب تهيئة الإمام للجمعة ، والكشي في رجاله ١ : ٢١٩ / ٢١٨ في ترجمة ثوير بن أبي فاختة ، والشيخ الصدوق في معاني الأخبار : ٥٨ / ٥٩ ، وعمّاد الدين الطبري في بشارة المصطفى : ١٢.

١ ـ أخرجه الشريف الرضي في خصائص الأئمة : ٧٢.

٢ ـ أخرجه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٢٨ / ١ باب ٢٣ ، والأمالي : ٥٢٢ / ١ مجلس / ٧٩.

٣ ـ أخرجه الترمذي في سننه ٥ : ٦٦٢ ـ ٦٦٣ / ٣٧٨٦ ، والطبراني في المعجم الكبير ٣ : ٦٦ / ٢٦٨٠ و ٥ : ٣٨٠ / ٤٧٥٤ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ : ١٧٥ / ٢٧ ، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة ١ : ٨١ / ٩٥.

وأخرجه من الإمامية : الصفار في بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٥ باب ١٧ ، والصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٦ / ٥٣ باب ٢٢ ، والشيخ الطوسي في أماليه : ٥١٦ / ١١٣١ ( ٣٨ ) مجلس / ١٨.

٤ ـ أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ : ١٨٠ ـ ١٨١ / ٣٠٥٢ ، والخطيب البغددي في تاريخ بغداد ٨ : ٤٤٢ / ٤٥٥١ في ترجمة زيد بن الحسن الأنماطي ، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ١ : ٣٥٥ / ٥٧ في ترجمة حذيفة بن أسيد. وأخرجه من الإمامية : الخزاز في كفاية الأثر : ١٢٧ ، والصدوق في الخصال : ٦٥ / ٩٨ من أربعة طرق.

٥ ـ أخرجه مسلم في صحيحة ٤ : ١٤٩٢ ـ ١٤٩٣ / ٢٤٠٨ ( ٣٦ ) و ( ٣٧ ) ، وابن

٣٩

وزيد بن ثابت الأنصاري (١) ، وجندب بن جنادة أبو ذرّالغفاري (٢) ،

__________________

خزيمة في صحيحة ٤ : ٦٢ ـ ٦٣ / ٢٣٥٧ ، و النسائي في خصائص الإمام علي عليه‌السلام ١١٧ ـ ١٢٠ / ٧٩ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٤ : ٣٦٦ و ٣٧١ ، وفي فضائل الصحابة أيضاًًً ٢ : ٥٧٢ / ٩٦٨ ، والدارمي في سننه ٢ : ٥٢٤ / ٣٣١٦ ، وابن أبي عاصم في السنة ٢ : ١٠٢٢ ـ ١٠٢٣ / ١٥٩٥ و ١٥٩٦ ، و ٢ : ١٠٢٥ ـ ١٠٢٦ / ١٥٩٩ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ : ١٧٦ / ٢٧ ، والطبراني في المعجم الكبير ٥ : ١٦٦ ـ ١٦٧ / ٤٩٦٩ و ٤٩٧١ ، و ٥ : ١٦٩ ـ ١٧٠ / ٤٩٨٠ و ٤٩٨١ ، و ٥ : ١٨٢ ـ ١٨٤ / ٥٠٢٥ و ٥٠٢٧ و ٥٠٢٨ ، ٥ : ١٨٦ / ٥٠٤٠ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ : ١١٨ / ٤٥٧٦ ، و ٣ : ١٦٠ ـ ١٦١ / ٤٧١١ ، والطحاوي في مشكل الآثار ٤ : ٢٥٠ ـ ٢٥٤ / ٣٧٩٦ و ٣٧٩٧ باب ٥٤٨ ، والبيهقي في كتاب الاعتقاد ١ : ٣٢٥ ، والسنن الكبرى أيضاًًً ١٠ : ١١٣ ـ ١١٤ ، والخوارزمي الحنفي في المناقب : ١٥٤ و ١٨٢ ، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين ٣ : ٤٦٥ / ٥٢.وأخرجه من الإمامية : الصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٤ / ٤٤ و ٤٥ ، و ١ : ٢٣٧ ـ ٢٤٠ / ٥٤ و ٥٥ و ٥٦ و ٦٢ باب ٢٢ من ستة طرق.

١ ـ أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ٥ : ١٩٠ ، وفي فضائل الصحابة له أيضاًًً ٢ : ٧٨٦ ، وابن أبي عاصم في السنة ١ : ٥٠٩ / ٧٧٢ ، و ٢ : ١٠٢١ / ١٥٩٣ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ : ٤١٨ / ٤١ ، والطبراني في المعجم الكبير ٥ : ١٥٣ ـ ١٥٤ / ٤٩٢١ و ٤٩٢٢ و ٤٩٢٣ ، والحمويني في فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ / ٤٣٧ باب ٣٣.

وأخرجه من الإمامية : ابن شاذان في مائة منقبة : ١٦١ / ٨٦ ، والصدوق في إكمال الدين ١ : ٢٣٦ / ٥٢ باب ٢٢ ، و ١ : ٢٣٩ / ٦٠ باب ٢٢ ، والأمالي : ٥٠٠ / ٦٨٦ ( ١٥ ) مجلس / ٦٤.

٢ ـ أخرجه علي بن إبراهيم في تفسيره ١ : ١٠٩ في تفسير سورة آل عمران ،

٤٠