الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة - ج ١٣

الشيخ آقا بزرك الطهراني

١

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين الى قيام يوم الدين.

وبعد : فهذا هو الجزء الثالث عشر من كتابنا ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ) فيما أوله الشين بعدها الالف ، ثم سائر الحروف على الترتيب المالوف ، وكان قد طبع منه لحد الان في النجف وطهران احد عشر جزءا ، ولايزال الجزء الثاني عشر تحت الطبع في طهران ، ولحرصنا على الاسراع في نشر باقي الاجزاء اقدمنا على طبع هذا الجزء في النجف الاشرف ، ونرجوان تساعدنا الطروف على الاستمرار في الطبع في طهران والنجف ان شاالله.

ونقدم هذا الجزء الى القراء الكرام راجين منهم اصلاح ما فيه من السهو والاشتباه وتنبينها على الزالات والهفوات التي هي من لوازم البشر ، ونسال الله التوفيق وحسن الختام.

شهر رمضان المبارك سنة ١٣٧٨ هـ

٢

باب ما أوله الشين ثم الألف

( ١ : شاپور وشهناز ) مثنوي أخلاقي للمير زين الدين الجزي الأصفهاني المعروف بـ ( شيخ جنتي ) ، من شعراء المائة الحادية عشرة ، ترجمه النصرآبادي في تذكرته ص ٣١٤ ونقل عنه مثلا في القناعة آخره قوله :

قناعت ( جنتي ) با تلخ وبا شور

بود نيش عسل با نيش زنبور

( ٢ : شاخ نبات ) رسالة فارسية في أصول الدين للعلامة المولى محمد جعفر شريعتمدار الأسترآبادي المتوفى سنة ١٢٦٣ ه‍ طبعت في سنة ١٢٩٦ في هوامش ( الرسائل العملية ) وهي ترجمه لكتابه ( أصل الأصول ) المذكور في ج ٢ ص ١٦٧ كما ذكره ولده الشيخ علي أوله : ( الحمد لله على نواله. إلخ ).

( ٣ : شاخه طوبى ) فارسي فيما يناسب الأعياد وأيام الفرح والسرور ، وفيه قصة الشيخ والمجرم ، والجامعة السهامية ، يقرب من ثمانية آلاف بيت ، وهو من تأليف شيخنا العلامة الميرزا حسين النوري المتوفى سنة ١٣٢٠ ه‍ ، ولم يطبع لحد الآن ، رأيت نسخه الأصل منه وكان أكثرها بخط المؤلف ، وبعضها بخط صهره العلامة الشهيد الشيخ فضل الله النوري ، وبعضها بخط الميرزا علي أكبر دبير الهمداني صاحب ( الدعوة الحسني ) وغيره ، كانت هذه النسخة عند الميرزا محمد ابن المؤلف ، ولم يستنسخها ، إلى أن استكتبها السيد علم الهدى النقوي الكابلي ، واستكتبها أيضا الحجة الميرزا محمد الطهراني العسكري ، وهي اليوم بمكتبته في سامراء.

( ٤ : شاد بخت ) للشاعر أبي القاسم حسن بن أحمد البلخي المعروف بالعنصري ، المتوفى سنة ٤٣١ هـ. ومر له في ج ٧ ص ٢٦٦ ( خنك بت ).

٣

( ٥ : شارحة الصدور ورافعة المحذور ) منظومة في أصول الدين للعلامة الشيخ حسين بن محمد بن أحمد آل عصفور البحراني ابن أخي صاحب ( الحدائق ) والمجاز منه في ( لؤلؤة البحرين والمتوفى في شاخور ليلة الأحد ( ٢١ شوال سنة ١٢١٦ ) أولها :

حمدا لربي واجب الوجود

العالم القدير والمريد

إلى قوله :

سميتها : ( شارحة الصدور )

رافعة العذاب والمحذور

إلى قوله :

رتبتها على فصول جمة

أودعتها مقالة الأئمة

وآخرها :

تم الختام ثامن العشرينا

من شهر شعبان من السنينا

تاسعة ومائة ومرة

من بعد ألف من سنين الهجرة

يعني سنة ١٢٠٩ هـ. لأن المائة إذا كررت مرة أخرى تصير مائتين ، رأيتها عند السيد حسين الهمداني الأصفهاني في النجف ، وقد شرحها ولد الناظم الشيخ حسن إمام الجمعة في بوشهر.

( ٦ : شارع الطريقين ) إجازة مبسوطة في عدة كراريس ، من طرق الخاصة والعامة ، للسيد مهدي بن علي البحراني النجفي المتوفى سنة ١٣٤٣ هـ. قال في فهرس تصانيفه : كتبتها لبعض إخواني.

( ٧ : شارع النجاة ) رسالة فتوائية فارسية في أصول الدين وفروعه ، للمحقق الداماد السيد المير محمد باقر بن محمد الحسيني الأسترآبادي الفيلسوف المعروف المتوفى سنة ١٠٤١ هـ. كتبها بالتماس المؤمنين ولا سيما محمد رضا الجلبي التبريزي الإسطنبولي الأصفهاني ، ورتبها على مقدمه وخمسة كتب وخاتمة ، وحكى عن فهرس تصانيفه : إنها في أبواب العبادات إلى النهي عن المنكر. لكن الذي رأيته منها في ( مكتبة السيد جلال الدين المحدث ) بطهران إلى آداب الحمام من كتاب الطهارة ، أوله : ( الحمد لله رب

٤

العالمين حمدا تاما فوق حمد الحامدين ، كما ينبغي لبهاء وجهه ، وجبروت عزه ، وكبرياء جلاله .. إلخ ).

وقد نقل عنه الميرزا كمالا في مجموعته : كلامه في عدم الاعتداد بفتوى الميت. ومن فتاويه في هذا الكتاب : القول بكراهة حلق اللحية وحرمة طولها على ما حكى ، وقال في ( الرياض ) : إن المير الداماد نقل في حواشي ( شارع النجاة ) له عن ( شرح الإرشاد ) لخاله ـ يعني الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي ـ فيظهر أن له حواشي على كتابه هذا.

( ٨ : شاعر العقيدة ) دراسة تحليلية لحياة السيد الحميري إسماعيل بن محمد ، للسيد محمد تقي بن السيد سعيد الحكيم النجفي ، طبع سنة ١٣٦٩ هـ. وهو الحلقة الحادية عشرة من سلسلة : حديث الشهر. التي كان يصدرها في بغداد عبد الأمير السبيتي.

( ٩ : شاعري ومطبوعات ايران جديد ) للأديب الإيراني رشيد الياسمي في عدة مجلدات ، أحال المؤلف إلى جزئه السابع في كتابه ( ترجمه تاريخ أدبيات ايران ) في هامش ص ٢٩٦.

( ١٠ : شافع حشر ) تفسير فارسي لسورة الحشر من القرآن الشريف ، للسيد صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني الدشتكي الشيرازي المشهور بصدر الدين الثاني ، صاحب ( الخمرية ) و ( سفير العرشي في تفسير آية الكرسي ) رأيته في ( مكتبة السيد نصر الله الأخوي ) في طهران.

( ١١ : الشاف الكاف من كتاب الكشاف ) لأمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المتوفى سنة ٥٣٣ هـ. كذا في ( كشف الحجب ) لكن الظاهر من مواضع أخرى أن اسمه : الكاف الشاف. ولذا نذكره في حرف الكاف أيضا. أما التاريخ فخطأ قطعا لأنه فرغ من تأليف كتابه ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) في سنة ٥٣٤ هـ. مع أن ما قيل في وفاته أما سنة ٥٤٨ أو ٥٥٣.

( ١٢ : الشافي في شرح الكافي ) تأليف ثقة الإسلام الكليني ، للعالم الجليل

٥

المولى خليل بن الغازي القزويني المتوفى سنة ١٠٨٩ هـ. ألفه باسم سلطان العلماء الحسين بن محمد الآملي المعروف بخليفة سلطان الحسيني ، وشرع فيه في بيت الله الحرام بمكة المكرمة في سنة ١٠٥٧ هـ. وأهداه إلى حجة الله في بلاده صاحب الزمان ( ع ) ، أوله : ( الحمد لله على ما وفقنا للتمسك بالثقلين ، ولم يجعلنا من الذين نسوا عترة نبيهم في أفكارهم في الفروع وأحد الأصوليين ... ).

خرج منه إلى آخر أبواب الطهارة ، ولم يتم شرحه لسائر الأبواب ، يوجد منه في ( مكتبة الإمام الرضا ـ ع ـ ) في خراسان مجلد في شرح كتاب التوحيد ، ومجلد في شرح الإيمان والكفر ، ويوجد في ( مكتبة السيد محمد المشكاة ) في طهران المجلد الأول منه وهي نسخه الأصل بخط المؤلف فرغ منها في سنة ١٠٥٨ هـ. وهي من أوله إلى آخر كتاب التوحيد ، وفي مكتبة المشكاة أيضا تمام مجلدات شرحه الفارسي الموسوم بـ ( الصافي ) وخصوص مجلده الذي هو من أول كتاب العقل إلى آخر كتاب العشرة بخطه أيضا ، وتوجد نسخه أخرى من ( الشافي ) في النجف ، من أول كتاب العقل إلى آخر كتاب التوحيد في مجلد كبير بخط السيد حبيب الله بن السيد فاضل الحسيني الطالقاني النجفي فرغ منها سنة ١٠٨٦ هـ. وصححها وقابلها مع نسخه الأصل التي هي بخط المؤلف ، رأيتها عند الفاضل الميرزا حسين بن الميرزا علي أكبر صدر الفضلاء الأرومي. وللمولى محمد مهدي بن علي أصغر القزويني معاصر الشيخ الحر العاملي صاحب ( الوسائل ) حاشية على الشافي كما مر في ج ٦ ص ١٠٥ وشرحه بالفارسية سماه بـ ( الصافي ) وهو تام طبع في الهند. وجاء في ( الرياض ) في ترجمه المولى خليل أنه ولد في قزوين سنة ١٠٠١ هـ. وعمر ثمان وثمانين سنة وكان شريك الدرس مع سلطان العلماء عند المولى محمود الزياني ، والمولى حسين اليزدي ، في مراتب الحكمة والكلام وغيرهما.

( ١٣ : الشافي في شرح الكافي ) تعليقات عليه في الطبع الجديد للشيخ عبد الحسين بن الشيخ عبد الله المظفر النجفي ، طبع جزؤه الأول في النجف سنة ١٣٧٦ هـ. وهو في شرح كتاب العقل والجهل ، وطبع الثاني في نفس السنة أيضا وهو في

٦

شرح كتاب فضل العلم ، وناشر طبع الثالث الذي هو في شرح كتاب التوحيد وفقه الله لا كماله

( الشافي الجامع بين البحار والوافي ) للمولى محمد رضا بن عبد المطلب التبريزي قاضي عسكر السلطان ، ذكره الشيخ عبد النبي القزويني في ( تتميم أمل الآمل ) بهذا العنوان ، وكأنه أراد وصفه بذلك لا أنه اسمه الحقيقي ، فقد كتب القزويني بخطه على ظهر المجلد الأول منه تقريظا مبسوطا يقرب من ستين بيتا ، وبظهر خطه في الصفحة الأولى من الكتاب صرح المؤلف باسم الكتاب الحقيقي ، وإنه ( الشفاء في أخبار آل المصطفى ) كما يأتي.

وكان المولى محمد رضا مجازا من السيد عبد العزيز بن أحمد النجفي جد ( آل الصافي ) ومن الشيخ شرف الدين محمد مكي من ذراري الشيخ محمد مكي كما ذكره الشيخ عبد النبي المذكور ، وقد لخص في كتابه هذا ( البحار ) و ( الوافي ) بحذف بعض الاخبار ، وإسقاط المكررات ، وقد خرج منه سبع مجلدات ضخام ، وكان يريد ختمه بالثامن كما ذكره القزويني ، رأيت منه جزءا في ( مكتبة السيد حسن الصدر ) في الكاظمية فرغ منه في سنة ١١٧٨ هـ. والجميع عند أحفاده في تبريز.

وكيفية ترتيبه أنه يذكر في أول كل حديث أنه صحيح ، أو حسن ، أو ضعيف ، أو مرسل ، ثم يذكر بعد اسم كل رجل وقع في السند أنه ثقة ، أو مجهول ، أو ضعيف وكل ذلك بعلائم من الحمرة ، وقد أوقف من مؤلفاته ( كتاب المصابيح ) على طلاب العلم في النجف سنة ١٢٠١ هـ. ويظهر من تقريظ الشيخ عبد النبي لكتابه أنه كان شابا في سنة ١١٨٢ ه‍ وتوفي سنة ١٢٠٨ ه‍ كما فصلناه في ترجمته في ( الكرام البررة ص ٥٥٨.

( ١٤ : الشافي في علم الدين ) لأبي طالب عبد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب الأنباري المتوفى بواسط سنة ٣٥٦ هـ. ذكره شيخ الطائفة في ( الفهرست ).

( ١٥ : الشافي ) للمنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان الحسيني المتوفى سنة ٦١٤ هـ. من أحفاد القاسم الرسي ، ومن أئمة الزيدية ، قال في ( رياض الفكر ) : إنه في أربع مجلدات (١) في القائمين من أهل البيت (٢) من صلح للقيام ولم يقم (٣) من عارضهم من الأمويين وو العباسيين من أيام أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أيام المؤلف.

٧

وينقل عنه كثيرا في رياض الفكر.

( ١٦ : الشافي ) لأبي المحاسن عبد الواحد الروياني الشهيد ، ذكره ياقوت الحموي في ( معجم البلدان ) عند ذكر مؤلفه في من تخرج من علماء رويان.

( ١٧ : الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة ) للشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، المولود سنة ٣٥٥ والمتوفى ٤٣٦ هـ. أوله : ( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين. ) وقد انتهى فيه من الاحتجاج على من سوى الإمامية ، وتصدى فيه للرد على كتاب المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي (١) فنقضه بابا بابا ، حتى عاد وهما وسرابا ، طبع في إيران سنة ١٣٠١ هـ.

وقد لخصه تلميذه شيخ الطائفة الطوسي وسماه ( تلخيص الشافي ) وطبع أيضا منضما إلى الشافي كما ذكرناه في ج ٤ ص ٤٢٣ ، ومر أيضا في الصفحة نفسها تلخيص آخر له اسمه ( ارتشاف الصافي من سلاف الشافي ) ويأتي ثالث باسم ( صفوة الصافي من رغوة الشافي ).

__________________

(١) هو قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الهمداني الأسدآبادي المعتزلي قاضي الري ، والمتوفى في سنة ٤١٥ هـ. كان أستاذ الشريف الرضي كما صرح به الشريف في كتابه المجازات النبوية وترجم له عدد كثير وعدوه من الشافعية ، منهم أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى سنة ٧٧٤ هو أحمد بن شهبة الدمشقي المتوفى سنة ٨٥١ وغيرهما ، وذكر الجميع أنه كان شيخ المعتزلة في عصره ، وله تصانيف كثيره على طريقتهم وفي أصول الفقه ، قال أبو الفداء : إن أجل مصنفاته وأعظمها كتاب ( دلائل النبوة ) في مجلدين أبان فيه عن علم وبصيرة.

أقول : أما كتابه المغني في الإمامة فلم يذكره أحد من مترجميه أصلا ، ولم ينقل عنه مؤلف في كتاب غير السيد المرتضى إلى اليوم. مما يدل على ضياعه حتما ، وما ذكره بعض المعاصرين من وجود نسخه منه في اليمن في ثمانية عشر مجلدا فممتنع نهائيا لأن أبا الفداء عد أعظم مؤلفاته في مجلدين.

٨

( ١٨ : الشافي في الأنساب ) لأبي الحسن نجم الدين علي بن أبي الغنائم محمد العلوي العمري المعروف بابن الصوفي ، ذكره الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب في ( معالم العلماء ).

أقول : هو السيد الشريف نجم الدين أبو الحسن علي بن أبي الغنائم محمد بن علي العلوي العمري ، من ولد عمر بن علي صاحب ( أنساب الطالبيين ) و ( المجدي ) و ( المبسوط ) و ( المشجر ) وكلها في الأنساب ، وقد اجتمع بالسيد المرتضى ببغداد سنة ٤٢٥ هـ. وكان حيا بعد سنة ٤٤٣ هـ. وقد نقل السيد ابن طاوس في كتابه ( فرج المهموم ) في الباب الخامس عن كتاب الشافي هذا ترجمه أبي القاسم علي بن أبي الحسن بن محمد بن الأعلم صاحب ( الزيج ) المولود في سنة ٣٢٤ هـ. وتراجم أخرى غيرها مما يدل على بقاء الكتاب إلى عصر ابن طاوس المتوفى في سنة ٦٦٤ هـ. وقد ضاعت كلها بعد ذلك ولم يبق منها اليوم غير ( المجدي ) كما يأتي في محله.

( ١٩ : الشافي في علوم الزيدية ) لأبي المفضل الشيباني محمد بن عبد الله بن محمد الكوفي ، من بني شيبان ، أدركه الشيخ أبو العباس النجاشي المتوفى في سنة ٤٥٠ هـ. وسمع منه كثيرا.

( ٢٠ : الشافي المنتخب من الوافي ) استخرج منه ما هو بمنزلة الأصول والأركان بحذف المعارضات والمكررات وأسانيد الرواة ومكتفيا بذكر المحكمات ، وهو كأصله المستخرج منه ، كلاهما للمحدث محمد بن مرتضى المدعو بمحسن والشهير بالفيض الكاشاني المتوفى في سنة ١٠٩١ ه‍ وهو في جزءين في كل واحد منهما اثنا عشر كتابا ، وكل منهما ذو أبواب ، أحد الجزءين في العقائد والأخلاق ، والآخر في الشرائع والأحكام ، يقرب مجموعهما من سبع وعشرين ألف بيت ، فرغ منه في سنة ١٠٨٢ ه‍ رأيته في ( مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء ) في النجف ، وكتب بعد ذلك تكملة له كتابا سماه ( النوادر ) فجمع فيه الأصول والأركان الموجودة في غير الكتب الأربعة المطوية في الوافي والشافي ، كما يأتي في حرف النون.

٩

وأول كتابه الشافي قوله : ( نحمدك اللهم يا من شرح صدورنا بنور الإسلام إلى أن قال : فهذا ما اصطفيناه من كتابنا الوافي أوردنا فيه ما كان بمنزلة الأصول إلى أن قال : وسميناه بالشافي وجعلناه في جزءين ) وأرخه نظما بقوله في آخره ... ).

قد حاز كتاب الشافي

أنوار كتاب الكافي

أرخت لذاك الشافي

شمس لسماء الوافي

توجد نسخه منه في ( المكتبة الجعفرية بمدرسة الهندي ) في كربلاء تاريخ كتابتها سنة ١٢٤٨ ه‍ ولم يزد الكاتب في آخرها على قوله : أقل الطلبة زين العابدين بن محمد حسين.

( ٢١ : الشافي للمثبت والنافي والواسطة بينهما ) للشيخ الأجل ظهير الإسلام نصير الدين أبي طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة بن الحسن بن علي النصير الطوسي الشارحي المشهدي المعروف بنصير الدين الطوسي ، كان يروي عن الشيخ المفسر أبي الفتوح الرازي ، وعن القطب الكيدري ، وكان حيا في سنة ٥٧٨ ه‍ كما ذكره صاحب ( الرياض ) وقال : إنه رأى الكتاب وتاريخ كتابته سنة ٦٧٩ ه‍ وإنه رأى صورة إجازة بخط المصنف ابن حمزة المذكور على ظهر ( صحيفة الرضا ـ ع ـ ) واستظهر منها اتحاد هذا الكتاب مع كتاب الوافي بكلام المثبت والنافي في تحقيق مسألة حكمية مشهورة لابن حمزة المذكور ، كما يأتي في حرف الواو ، وتاريخ تلك الإجازة سنة ٥٧٨ هـ.

( ٢٢ : شافي الأمراض والعلل ) في الطب للشيخ داود بن عمر الضرير الأنطاكي نزيل القاهرة والمتوفى بمكة في سنة ١٠٠٩ ه‍ ، ذكره السيد علي خان المدني في ( السلافة ).

( ٢٣ : شافي السقيم ) للسيد محمد رضا بن محمد علي الموسوي الدزفولي الشفيعي المولود في سنة ١٣٢٧ ه‍ الذي ذكرناه في ( نقباء البشر ) ص ٧٦٣ ذكره في

١٠

فهرس تصانيفه ، وهو في عدة مجلدات ، أولها في منتخب من خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما أوحي إليه في ليلة المعراج ووصاياه ، والثاني في ألف حديث نبوي مرتبة على الحروف ، والثالث في منتخب من خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام ووصاياه وعهده وغيرها

( ٢٤ : الشافية ) في الفقه ، للشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي المتوفى في سنة ١١٥١ ه‍ مرتب على مقدمه وكتب ، وفي المقدمة أبحاث أولها في وجوب طلب العلم ، لكنه لم يكمله كسائر كتبه ، وانما خرج منه إلى آخر صلاة المسافر ، ولذا يقال له :

( الشافية الصلاتية )( أو الشافية في الصلاة ) ، رأيته في ( مكتبة الشيخ محمد صالح الجزائري ) في النجف ، أوله : ( الحمد لله الذي يهدي بلطفه من يشاء فكان من هداه من الصلحاء إلى قوله : سميته بالشافية لطيف رآه بعض الصالحين ) وقال الشيخ حسين بن محمد بن عبد النبي السنبسي في إجازته الكبيرة إنه ذكر فيه مع كل حكم دليله وينقل عنه صاحب ( الجواهر ) في مبحث الصلاة على الميت بعد دفنه ، وقال السيد مهدي القزويني في ( فلك النجاة ) في الفصل السابع من كتاب مزاره في استحباب زيارة قبور العلماء ، بعد عد جماعة منهم ، والشيخ أحمد الجزائري صاحب ( الشافية ) و ( آيات الأحكام ).

أقول : اسم آيات الأحكام ( قلائد الدرر ) كما يأتي في حرف القاف ، وقد طبع في سنة ١٣٢٧ ه‍ وقد شرح ( الشافية ) ابن المؤلف والمجاز منه كما يأتي ، وكذا شرحها تلميذه السيد عبد العزيز النجفي جد ( آل الصافي ) ، وللشيخ أحمد أيضا ( تبصرة المبتدئين ) في فقه الطهارة والصلاة كما مر في ج ٣ ص ٣٢٠ :

( ٢٥ : الشافية ) في الرد على من أنكر كفاية النظر في تحصيل المعرفة بالله تعالى ويعبر عنها بالرسالة الشافية أو المسألة الشافية للسيد عز الدين أبي المكارم حمزة ابن أبي المحاسن زهرة الحلبي الحسيني صاحب ( غنية النزوع ) ذكر في ترجمته وذكر له

١١

أيضا ( رسالة في كفاية النظر بانفراده للكامل ) وكان أحدا أنكر كفاية النظر فكتب هذا الرد عليه.

( ٢٦ : الشافية ) أو ( المذهبة ) قصيدة ميمية طويلة في نصرة الأئمة الأطهار ردا على ابن المعتز العباسي ، فيها مناقب لآل الرسول ( ص ) ومثالب لبني العباس ، للشاعر المتكلم أبي فراس الحمداني المستشهد في طريق حمص في سنة ٣٥٧ ه‍ وهي مثبتة في ديوانه المطبوع ببيروت ، أولها :

الحق مهتضم والدين مخترم

و فيء آل رسول الله مقتسم

ويأتي شرحها الموجود بعنوان : شرح الشافية.

( ٢٧ : الشافية ) منظومة في الطب ، للطبيب الأديب الشيخ محمد الخليلي بن صادق بن باقر بن خليل الطهراني النجفي ، صاحب ( معجم أدباء الأطباء ) المطبوع ، أولها :

حمدا لمن أبدع في خلق البشر

أودع فيه حكما لمن فطر

وهي في أكثر من ألف بيت فرغ منها في ٢٠ شهر رمضان سنة ١٣٤٢ هـ.

( ٢٨ : الشافية ) مختصر ( معالم الشفاء ) في الطب ، للسيد الأجل الأمير غياث الدين منصور ابن الأمير صدر الدين الحسيني الدشتكي الشيرازي ، صاحب ( المدرسة المنصورية ) في شيراز ، ومن أجداد السيد علي خان المدني ، والمتوفى في سنة ٩٤٨ ه‍ ذكر القاضي في ( مجالس المؤمنين ) أنه قرأه في مبادئ اشتغاله على الشيخ عماد الدين محمود بن مسعود الشيرازي ، وله أيضا ( رسالة چوب چيني ) المذكورة في ج ١١ ص ١٦٨.

( ٢٩ : الشافية عن الشك في الخطوط المتوازية ) ويقال لها ( الرسالة الشافية ) تأليف الخواجة نصير الدين محمد الطوسي المتوفى في سنة ٦٧٣ ه‍ طبعت بحيدرآباد الدكن ضمن مجموعة من رسائل الخواجة نصير الدين في سنة ١٣٥٩ هـ.

( ٣٠ : الشافية في الغسلة الثانية ) ويقال لها ( المسألة الشافية ) لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي المتوفى في سنة ٥٧٣ ه‍ ذكر في ترجمته ، وفي بعض النسخ ( الكافية ) أو ( الرسالة الكافية ) أو ( المسألة الكافية ) ولذا نشير إليه بجميع

١٢

تلك العناوين.

( ٣١ : شافية الأمراض ) منظومة في الطب وتجارب الأوائل والأواخر ، للسيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني المعاصر ، ذكر لي أنه خرج منها أكثر من مائة بيت ولا أدري أنه أتمها أم لا ، وقال في تسميتها :

سميتها شافية الأمراض

وافية الأبحاث بالأغراض

( الشامل ) لأبي عبد الله أحمد بن محمد الجوهري صاحب ( مقتضب الأثر ) والمتوفى في سنة ٤٠١ ه‍ ويقال له ( الاشتمال على معرفة الرجال ) ولذلك ذكرناه بهذا العنوان في ج ٢ ص ١٠١

( الشامل ) يقال له ( مؤيد الفضلاء ) في الغالب ، ولذلك نذكره في حرف الميم.

( ٣٢ : الشامل ) للشيخ الأديب اللغوي النحوي الشاعر جمال الدين سعد ( سعيد خ ل ) ابن الفرخان نزيل قاسان ، من مشايخ الشيخ منتجب الدين المتوفى بعد سنة ٥٨٥ ه‍ ذكره التلميذ في فهرسه.

( ٣٣ : الشامل في علم القرآن ) لأبي بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي الذي كان حيا إلى سنة ٣٣٠ ه‍ وهو ناقص لم يتم ، ذكره ابن النديم.

( ٣٤ : الشامل لحقائق الأدلة العقلية والمسائل ) للإمام يحيى الزيدي ابن حمزة ابن علي بن الحسين ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما هو مكتوب على ظهر مجلداته الثلاثة ، التي كانت موجودة في ( مكتبة شيخ الإسلام الزنجاني ) وهو مرتب على أربعة أسفار كل سفر في مجلد ، والموجود السفر الثاني والثالث والرابع ، وأول الثاني القول في الرد على الملاحدة الثنوية ، وأول الثالث القول في إثبات الوحدانية للقديم تعالى ، وأول الرابع في بيان حقائق المعجز وذكر شروطه ، وقال في آخر الكتاب : وكان مبدؤنا في تأليفه من شهر محرم سنة ٧١١ ه‍ واستتم فراغه بعون الله تعالى وتسهيله في اليوم العاشر من شعبان سنة ٧١٢ ه‍ وتاريخ كتابة هذه النسخة سنة ١٠٢٦ ه‍ وله كتاب ( الطراز عن وجوه الإعجاز ) كما يأتي.

١٣

وبقية نسب المؤلف وأحواله مذكورة في ( بغية الخواطر ) لمحمد بن مصطفى الكاني الذي ألفه في سنة ١٠٣٣ ه‍ قال هناك : ثم قام المؤيد يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس ابن جعفر بن علي بن محمد بن علي ابن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام ، ولد في سنة ٦٦٩ ه‍ وقام في سنة ٧٣٩ وتوفي في سنة ٧٤٩ ودفن بذمار ، وكان قيامه بالدعوة بعد الإمام يحيى السراجي في اليمن وطبع من تصانيفه ( الوازعة ) وهو أول الرسائل الست اليمانية المطبوعة في سنة ١٣٤٨ ه‍ وأحال في الوازعة إلى تصانيفه الآخر ، ومنها الشامل هذا و ( التمهيد ) و ( النهاية ) و ( المعالم ) وقد تعرض في الجميع إلى أفضلية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وتقدمه على سائر الصحابة ، واستخرج منها عشرين فضيلة له وأوردها في ( الوازعة ) وظهر أن نسبه ينتهي إلى جعفر التواب أخي الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ، وقال إن فيمن خالف أمير المؤمنين أقوال الكفر والفسق ، قال وطريق السلامة عدم التكفير والتفسيق فإن إسلام المخالفين له كان صحيحا.

( ٣٥ : شامل التواريخ ) في تواريخ چنگيز خان الذي هو أول المغول ، لعباس قلي خان سپهر في عشرين ألف بيت ، ذكره في أحوال السجاد عليه‌السلام.

( ٣٦ : شأن علي ع ) في مناقب الإمام وأحواله بلغة أردو ، طبع في الهند وهو تأليف بعض علمائها.

( ٣٧ : شانه بيني ) في علم الكف ، وهو فارسي مختصر في أربع عشرة صفحة ، ينقل فيه عن ( يواقيت العلوم ) للفخر الرازي ، رأيته ضمن مجموعة في ( مكتبة السيد محمد المشكاة ) في طهران.

( ٣٨ : شاه إسماعيل نامه ) مثنوي في تاريخ وقائع الشاه إسماعيل الفاتح المتوفى في سنة ٩٣٠ ه‍ نظمه القاضي السنجاني المتوفى في سنة ٩٤١ ، ذكرها سام ميرزا في ( التحفة السامية ) ص ٨٠ وأورد بعض أبياته.

( ٣٩ : شاه جهان نامه ) تاريخ فارسي يوجد في ( مكتبة راجه فيض آباد )

١٤

في الهند ، لا يعرف مؤلفه كما ذكر في فهرس المكتبة ، فلعله للشيخ عبد الحميد اللاهوري الذي ينقل عنه في ( خزانة عامرة ) ص ١١١ فراجعه.

( ٤٠ : شاهد صادق ) فارسي كبير في أنواع من العلوم ، للمولى صادق بن صالح الأصفهاني الذي هاجر إلى بلاد الهند في عصر الصفوية ، ألفه هناك ، ومنه قوله في ذكر اسمه واسم أبيه شعرا :

گو چه گردد يار نادانى

صادق صالح سباهاني

رأيت النسخة عند المنشي محمد رضا الهندي بالكاظمية ، أحال فيه إلى كتابه الفارسي الآخر ( صبح صادق ) في الرجال ، وهو كبير في مجلدات.

( ٤١ : شاهد غم ) منظوم في رثاء الحسين عليه‌السلام باللغة الأردوية ، للسيد بن الحسنين الملقب بزائر ، طبع في الهند.

( ٤٢ : شاهد غيب ) بالأردوية وهو لبعض فضلاء الهند وقد طبع بها.

( ٤٣ : شاهد المشاهد ) يعني مراقد الأئمة عليهم‌السلام في ذكر شرفها وتفاصيل زياراتها الصحيحة وتواريخها المعتبرة ، للسيد هبة الدين الشهرستاني المعاصر ، ذكره في فهرس تصانيفه.

( ٤٤ : شاهد نامه ) للشيخ محمود الشبستري ناظم ( گلشن راز ) ذكره في ( دانشمندان آذربايجان ) ص ٣٤٥.

( ٤٥ : شاه راه نجات ) مثنوي أخلاقي للعالم المدرس الأديب الميرزا محمد بن محمد رضا التبريزي الملقب في شعره بمجذوب ، تاريخ فراغه منه سنة ١٠٦٨ هـ. وقد أرخه بقوله :

بهر تاريخش آن كه درها سفت

شاه راه نجاه دلها كفت

ذكر النصرآبادي في تذكرته ص ١٩٣ قطعة منها فيها ذكر ولادة الأمير ( ع ) في الكعبة ، وكان فراغه من جمع ديوانه في سنة ١٠٦٣ هـ. كما في ( دانشمندان ) ص ٣٢٦ ، وفيه أن له ( التأييدات ) وهو منظوم في أربعة عشر بندا ، فرغ منه

١٥

في سنة ١٠٨٨ هـ. وقد فاتنا ذكره في محله.

( ٤٦ : شاه راه هدايت ) في ترجمه ( مصباح الهداية ) إلى ( الفارسية ) ، للسيد محمد رضا الموسوي الشفيعي المولود في سنة ١٣٢٧ هـ. ترجمه بإشارة أستاذه السيد علي البهبهاني مؤلف الأصل ، وقد طبع في سنة ١٣٧٦ هـ.

( ٤٧ : شاه رخ نامه ) فارسي منظوم للميرزا قاسم من شعراء العجم نظمه للشاه إسماعيل وصدره باسمه. كذا قال في ( كشف الظنون ) ، أقول : هو العالم العارف الأديب السيد الميرزا محمد قاسم الگنابادي الجنابذي من أحفاد الأمير السيد الجنابذي ، ترجمه سام ميرزا في ( تحفه سامي ) الذي ألفه في سنة ٩٥٧ هـ. وذكر أربعة من مثنوياته منها ما نظمه باسم سام ميرزا نفسه ، وهو ( خسرو وشيرين ) وترجمه أيضا معاصره علاء الدين القزويني في ( نفائس المآثر ) ونقل مكتوبه الذي ذكر فيه سائر مثنوياته ، منها ( شاهنامه ) في دفترين وهو تسعة آلاف بيت ، و ( شاه رخ نامه ) هذا ، وهو في خمسة آلاف بيت ، إلى آخر ما ذكره ابن يوسف الشيرازي عن نفائس المآثر في ( فهرس مكتبة المجلس ) ص ٤٨١.

( ٤٨ : شاهنامه ) (١) للمولى بمان علي الكرماني المتخلص براجي ، نقل عنه المولى محمد تقي الگلپايگاني المتوفى في سنة ١٢٩٢ هـ. كثيرا في مجموعة له رأيتها في ( مكتبة المولى محمد علي الخوانساري ) في النجف.

( ٤٩ : شاهنامه ) فارسي منظوم في ستين ألف بيت للشاعر الحكيم أبي القاسم الحسن بن إسحاق ابن شرف شاه الوزاني الطوسي الشهير بالفردوسي ، من أشهر

__________________

(١) الشاهنامه : اسم للكتاب الذي يؤلف في ترجمه السلطان وأحواله وغزواته وفتوحاته وسائر ما يتعلق به ، وقد ألفت كتب كثيره في هذا الموضوع ، وشذ وإن لم يكتب لأحد من سلاطين إيران ذلك قديما وحديثا ، وكثيرا ما ألف باسم سلطان واحد أكثر من كتاب ، ومعظم هذه الكتب نظم ، وقد وقع في يدنا قليل من ذلك فذكرناه ، ولا شك أن الذي فاتنا أضعافه.

١٦

شعراء الفرس وأخلدهم ، ولد سنة ٣٢٣ هـ. وتوفي سنة ٤١١ هـ. وهو من قرية وزان من قرى طوس ، وكان من تلاميذ الشاعر الحكيم أبي منصور ( أبي نصير خ ل ) علي بن أحمد الأسدي الطوسي ، والشاهنامه نظم لطيف تضمن تواريخ سلاطين الفرس من أول زمان كيومرث إلى زمان يزدجرد بن شهريار ، ولم تقتصر على ذلك بل احتوت على كثير من الحكم والمواعظ والنصائح والترغيب والفلسفة والأخلاق والغزل والأمثال ، وغير ذلك من فنون الشعر وأبوابه.

وهي عند الفرس كالالياذة عند اليونان ، فهم يعتبرونها من كنوز اللغة الفارسية وذخائرها ، وقد جاء في كتاب ( سخن وسخنوران ) الفارسي ما ترجمته : إن ربعها من الشعر العالي ، وربعها من الشعر الجيد ، ونصفها من الشعر المتوسط ، وإنها من خزائن الفصاحة واللغة ، وهي دليل قوي على سعة معرفة الفردوسي وقوة تفكيره ، وقدرته العجيبة على النظم وتمكنه من إخضاع أصعب القوافي ، فإن استقامته في النظم دليل ثابت على قدرته البيانية وتمكنه من التعبير عما يخالجه ، فقد ضمن العبارات السهلة معان صعبة ومادة غزيرة.

والحقيقة أن هذه الملحمة الكبيرة والسفر التاريخي الخالد من جلائل الآثار ومهامها فهي كتاب تاريخ اشتمل على ذكر ملوك إيران وإبطالها وحوادثها وحروبها وقصصها وقضاياها وآدابها وأخلاقها وما هنالك ، وديوان أدب احتوى على أغلب الفنون وأظرفها وجمع أطراف معظم المواضيع والعلوم والمعارف ، وقد أجمعت آراء علماء الشرق والغرب من النقاد على إنها من الأدب العالي والشعر السامي ، ولم يتعرض لها بالنقد أحد غير ( المستر براون ) فقد قال في كتابه ( تاريخ أدبيات ايران ) ما ترجمته :

إنها ليست في المستوي العظيم من الشعر. مع أنه لم يجحد مكانتها في اللغة والتاريخ والأدب ، ويعتبر هذا الرأي شذوذا وخروجا على إجماع النقاد على تباين أذواقهم ونزعاتهم ، فقد أسلفنا أنهم أجمعوا على تقديرها والثناء عليها.

إنه ليس من السهل على شاعر لا يكتفي بسرد الحوادث بل يحرص على الإشارة

١٧

إلى عوامل الطبيعة في القضايا ، ويربط الآثار بمؤثراتها والعلل بمعلولاتها ، ويتحدث عن الخصائص الاجتماعية التي لها بموضوعه أدنى علاقة ، بل يصعب على مثل هذا الشاعر الفخم الذي يسلسل القصص المهمة والأحداث الرائعة ويربط أفكاره كالسلسلة أن يعتني برصف الألفاظ وزخرفة الكلمات وأن يأتي بالأبيات المنظومة قريبة الشبه بعضها من بعض ، لا سيما إذا علمنا أن الفردوسي نظم الشاهنامه في مدة ثلاثين سنة كما يأتي تفصيله ، فهل يمكنه أن يساوي بين ما نظمه في ساعته وما نظمه قبلها بعشرين سنة ، لذلك فلا غرابة إذا ما وجدنا الشاعر يعلو ويهبط في بعض المواضع ، ويسمو نظمه في موضع ويكون متوسطا أو عاديا في موضع آخر ، فإن اختلاف المواضيع والقضايا التي يطرقها بالنظم من جهة ، والحوادث الزمنية المحيطة به من جهة أخرى لها الأثر التام في هذا المقام ، وإن الكتاب الجامع الذي يحوي حوادث وقصص واسعة الأطراف لا بد وأن يكون بعض أشعاره خيرا من بعض لذلك فإننا لا نعتبر رأي براون لما تجلى لنا من عظمة الشاعر ودرجة نبوغه ، فالشعب أعرف بأدبه وشعره وخصائصه ومميزاته ، وقد حاول شعراء عديدون من الفرس تقليد الفردوسي ونظموا الملاحم فلم يبلغوا شاوه ولم يظفروا بطائل.

نظم الفردوسي الشاهنامه باسم السلطان محمود سبكتكين الغزنوي ولذلك سماها بالشاهنامه ، وفي ( سخن وسخنوران ) أنه نظمها بأمره في سنة ٣٨٩ ـ ٤٢١ وبقي في نظمها زيادة على ثلاثين سنة. لكن هذا القول بعيد عن الصواب كما يبدو لأنها تمت في سنة ٤٠٠ ه‍ كما صرح به الفردوسي نفسه بقوله :

ز هجرت شده پنج هشتاد بار

كه گفتم من اين نامه شاهوار

ومعناه أنه بضرب خمسة في ثمانين من الهجرة أي ٤٠٠ وهذه السنة هي الثانية عشرة من سلطنة محمود ، أما كونه بقي مشغولا في نظمها ثلاثين سنة فهو ثابت بنص الفردوسي أيضا ، وعليه فلم يكن نظمه بأمر محمود ، بل كان نظم القسم الأول منه في زمن السامانيين ، والمظنون قويا أنه بدأ بنظمها مختصرة إلى سنة ٣٨٤ ه‍ وفي

١٨

هذه السنة سافر إلى العراق والتقى بموفق الدين أبي علي الحسن بن محمد بن إسماعيل الإسكافي وزير بهاء الدولة الديلمي ونظم له ( يوسف وزليخا ) ثم عاد إلى خراسان واشتغل جديدا بنظمه وجعله باسم محمود الغزنوي ، وكان محبا للعلم والأدب وقد وعد الفردوسي بأن يكافئه بستين ألف دينار ، وكان الفردوسي يأمل أن يحظي بتلك الجائزة لتكون عونا له في شيخوخته ، ولما أتم الشاهنامه قصد السلطان محمود للحصول على الجائزة ، ولما ظهر للسلطان تشيعه لم يف له بوعده ثم أبدل الدنانير بالدراهم ، فغضب الفردوسي ولم يأخذها بل قسمها على حاملها وحمامي وبائع شراب ، وهجا السلطان هجاء مرا وهرب من غزنة إلى هراة فبقي فيها ستة أشهر مختفيا في دكان إسماعيل الوراق والد الأزرقي الشاعر ، ويقال إنه ذهب إلى طوس ووضع نسخه الشاهنامه عند إسپهبد طبرستان وأراد أن يجعلها باسمه ، وهجا محمودا بمائة بيت اشتراها منه إسپهبد بمائة ألف درهم ، وبقي مختفيا إلى أن توفي في سنة ٤١١ هـ.

ويقال إن السلطان محمود ندم بعد ذلك على خلفه للوعد على أثر رسالة كتبها له ( ناصر الملك ـ ظ ـ ) أحد حكام عصره ، وكان وعظه فيها ونصحه ، وذكره بفناء الدنيا بقاء الذكر الحسن ، وبتعب الفردوسي وما كان يؤمله منه. فأمر السلطان له بستين ألف دينار فحملت إليه ، ووصل الرسول إلى باب داره فرأى الناس يخرجون منها وهم يحملون جنازة الفردوسي رحمه‌الله.

توجد نسخ من الشاهنامه في مكتبات الآستانة كمكتبة حالت أفندي وغيرها كما في فهارسها ، وطبعت في بمبئي وغيرها ، وطبعت خلاصتها في سنة ١٣١٣ ش في المهرجان الألفي الذي أقيم للفردوسي ، والاختصار للميرزا محمد علي خان ابن الميرزا محمد حسين خان ذكاء الملك الفروغي ، وترجمها إلى العربية نثرا الأديب المصري عبد الوهاب عزام ، وطبعت الترجمة في مجلدين بمصر في سنة ١٣٥١ هـ. وترجمت إلى ( الإفرنجية ) سنة ١٩٠٣ م وطبعت الترجمة أيضا ، وكتب المستشرق الألماني ( وولف ) المولود عام ١٩٠٠ م ( كشف كلمات الشاهنامه ) في ألفي صفحة بقطع ( معجم المطبوعات ) وطبع ، وترجم مؤلفه

١٩

في ( خاورشناسان ) ص ٣٣٢ وحكى فيه في ص ٤٩ عند ترجمه ( أردمان ) عن فهرس الكتب الفارسية المخطوطة في برلن تأليف ( ويلهلم پرج ) أن أردمان هذا حقق أن النسخة العتيقة من الشاهنامه الموجودة في ( مكتبة موسكو ) مأخوذة من النسخة الأصلية منه. وكتب الأديب المؤرخ المعروف سعيد النفيسي الأستاذ بجامعة طهران مقالة مبسوطة في شرح أحوال الفردوسي وما يتعلق بكتابه ( الشاهنامه ) ، ونقل هذه المقالة الأمير مجاهد في المجلد العاشر من ( سال نامه بارس ) ويقال إن أستاذه الحكيم الشاعر أبا منصور الأسدي الطوسي نظم أربعة آلاف بيت من آخر ( الشاهنامه ) من أول استيلاء العرب على العجم ومجيء المغيرة إلى يزدجرد ، وحرب سعد بن أبي وقاص.

وللفردوسي قصائد في مدح أمير المؤمنين علي عليه‌السلام يظهر منها إخلاصه في التشيع ، منها قوله في قصيدة :

شهى كه زد به دو انگشت مره را به دو نيم

ز بهر قتل عدو ساخت ذو الفقار انگشت

شهى كه تا به دو انگشت در زخيبر كند

بر آمد از پى إسلام صد هزار انگشت

إلى أن يقول :

غلام وچاكر ومداح تو است ( فردوسي )

هميشه با قلمش گشته دست يار انگشت

( شاهنامه ) للسيد الميرزا قاسم الگنابادي ، اسمه الصحيح ( شاهنشاه نامه ) كما يأتي.

( ٥٠ : شاهنامه ) في فتوحات الشاه إسماعيل الصفوي المتوفى سنة ٩٣٠ ه‍ للمولى عبد الله الهاتفي المتوفى سنة ٩٢٧ هـ. نظم قرب ألف بيت منه ثم أدركه الأجل ، وقد نقل بعضها سام ميرزا في كتابه ( تحفه سامي في ص ٩٧ ) وهو غير

٢٠