المعجم الجغرافي للبلاد العربيّة السعوديّة - ج ٣

حمد الجاسر

المعجم الجغرافي للبلاد العربيّة السعوديّة - ج ٣

المؤلف:

حمد الجاسر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦١٥

١
٢

باب العين

٣
٤

عادية : بكسر الدال المهملة وفتح المثناة التحتية ـ

قال في «معجم البلدان» : عادية موضع من ديار كلب بن وبرة.

قال المسيّب يمدحهم :

ولو أنّي دعوت بجنب قوّ

أجابتني بعادية جناب

مصاليت لدى الهيجاء صيد

لهم عدد له لجب وناب

كذا قال ولم يضبطه ، ويظهر أنه في جهات تيماء بقرب قوّ.

العاذريّة : ـ والعاذر نوع من النبات مثل الثمام إلا أنه لا ورق له لشجرته أصل واحد ـ أرض تقع شمال خط الأنابيب ، في المنتصف بين رفحا والدّويد ، وفيها آبار بهذا الاسم ، وواد أيضا ومرتفعات تدعى جال العاذرية ، وتقع غرب الظّفيريّ.

عاسم : مكسور السين ـ في «معجم البلدان» : عاسم اسم ماء لكلب ، بأرض الشام ، بقرب الخرّ. وقال نصر : عاسم رمل لبنى سعد. وقال الطّرمّاح لنافذ بن سعد المعنيّ:

وإنّ بمعن إن فخرت لمفخرا

وفى غيرها (؟) تبنى بيوت المكارم

متى قدت يابن العنبريّة عصبة

من النّاس تهديها فجاج المخارم؟

إذا ما ابن جدّ كان ناهز طيء

فإنّ الذّري قد صرن تحت المناسم

فقد بزمام (...) أمّك واحتفر

ب (...) أبيك الفسل كرّاث عاسم

قيل : كان أحد جدّيه جمّالا والأخر حرّاثا فلذلك قال : فقد بزمام (...) أمك ، واحتفر الكراث .. انتهى (١)

وقوله : (بأرض الشام) تجوّز ، لأن ما شمال رمال عالج كانوا

__________________

(١) حذفنا اسم السوءتين من الشعر ومن شرحه.

٥

يضيفونه إلى الشام ، وكذا أكثر بلاد كلب لصلتهم بالشام ، وإلا فوادي الخرّ تنحدر فروعه من شرقي بلاد الجوف ، مخترقا شرق الدهناء حتى يفيض في سهول العراق ، وهو بعيد عن الشام.

والظاهر أن عاسما بين وادي الخرّ وبين النفود ، أو في طرف النفود إذ أورد ياقوت قول الجوهريّ : عاشم بالشين المعجمة ـ نقا في رمل عالج.

وأرى الاسمين لمسمى واحد.

وأورد في «معجم البلدان» للقتال الكلابىّ :

عبد السّلام تأمّل هل ترى ظعنا؟!

إنّى كبرت وأنت اليوم ذو بصر

لا يبعد الله فتيانا أقول لهم

بالأبرق الفرد لمّا فاتهم نظري

يا هل تراآى بأعلى عاسم ظعن

نكّبن فحلين واستقبلن ذا بقر

صلّى على عمرة الرّحمن ، وابنتها

ليلى ، وصلّى على جاراتها الأخر

هنّ الحرائر ، لا ربّات أخمرة

سود المحاجر ، لا يقرأن بالسّور

وأورد البكريّ الشاهد هكذا : الأنبط نقا صغير من رمل فرد ، من الرملة التى يقال لها جراد .. قاله أبو حاتم عن الاصمعيّ ، وأنشد للراعي :

لا نعم أعين أقوام أقول لهم

بالأنبط الفرد لمّا بدّهم بصري

هل تؤنسون بأعلى عاسم ظعنا

ورّكن فحلين واستقبلن ذا بقر

فحلان : جبلان صغيران هناك ، وذو بقر : قاع هناك يقرى فيه الماء. انتهى. وقال (١) : ذات رمح موضع من عاسم. قال الراعي :

__________________

(١) «معجم ما استعجم» ٦٧٢ وهو فى «معجم البلدان» ـ عاسمين ـ.

٦

يقلن بعاسمين وذات رمح

إذا حان المقيل ويرتعينا

وأورد لامرئ القيس (١) :

فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم

تمشى النّعاج به مع الأرام

وقال : عاسم بالشام. قال ابن الرّقاع :

وكأنّها بين النّساء أعارها

عينيه أحور من جآذر عاسم

وأورد لامرئ القيس (٢) :

أفلا ترى أظعانهنّ بعاسم

كالنّخل من شوكان حين صرام

وفي «معجم البلدان» خرّ : ماء في ديار كلب بالشام ، قريب من عاسم ماء آخر لكلب. وقال أبو العدّاء الأجداريّ ثم الكلبيّ :

وقد يكون لنا بالخرّ مرتبع

والرّوض حيث تناهى مرتع البقر

وأورد لمضرّس بن ربعيّ من أبيات في (وبال) :

لحقنا ببيض مثل غزلان عاسم

يجرّفن أرطّى كالنّعام وصالا

وفي شعر جرير (٣) :

ستخبر يا بن القين أنّ رماحنا

أباحت لنا ما بين فلج وعاسم

وفي «النقائض» (٤) في شرحه : عاسم في أقصى بلاد بنى سعد من البصرة على ليلتين إلى المجازة. انتهى.

وهذا تحديد واضح لعاسم. ومنه يتضح أنه واقع جنوب الخرّ ، في الطرف الشرقي من الدهناء من المجازة شرقا إلى جهة البصرة ، وانظر المجازة ـ وليس من المستبعد أن يكون اسم عاسم يطلق على موضعين ـ إن

__________________

(١) منه ٧٢٦ وبيت امرئ القيس فى «معجم البلدان» ـ أطيط : فعاشم ، ولكنه في (صاحتين) كما هنا : فعاسم : تمشى النعام .. وكذا فى (صفا).

(٢) منه : ٨١٧.

(٣) شرح ديوانه : ١٠٠٥.

(٤) ٤١٩.

٧

لم يكن يطلق على أكثر ـ كما يتضح من الشواهد ومن بينها قول امرئ القيس الذي قرن ذكره بصاحتين ، وبمواضع تقع غرب الدهناء بعيدة عنها.

ويظهر أن عاسما من المواضع التى كانت لكلب ثم احتلتها بنو تميم الذين احتلت بنو يربوع منهم كثيرا من بلادهم الواقعة شرق الدهناء ، فيما بينها وبين البصرة.

العاقر : جبل دقيق مرتفع يقع شمال جبل لسّ ، شرقى حرة وادي السرحان ، غرب زلاقة ، جنوب خبراء الحنو ، في الجنوب الغربي من بلدة طريف.

العاقولة : بئر تقع في شعيب أبا الرّواث (١) جنوب الحفيرة ، شرق بركة زبالة من المياه التابعة لإمارة رفحا.

عالج : بفتح العين المهملة بعدها الف فلام مكسورة وآخره جيم : موضع كثير الرمال بحيث يضرب المثل بكثرتها. كما جاء في الحديث الشريف : «كرمل عالج».

قال أبو عبيد البكريّ في «معجم ما استعجم» : (عالج : بالجيم ـ وهو الذي ينسب إليه رمل عالج ، وهو في دبار كلب ، قال الأخنس بن شهاب (٢) :

وكلب لها خبت ، فرملة عالج

إلى الحرّة الرّجلاء ، حين تحارب

وخالف هذا أبو عمرو فقال : رملة عالج لبني بحتر من طيء ، ولفزارة أدانيه وأقاصيه ، وأنشد لعديّ بن الرّقاع :

__________________

(١) كذا ينطق الاسم والقاعدة (أبى الرواث) مادام مضافا إليه.

(٢) من «المفضليات» من قصيدة طويلة.

٨

ركبت به من عالج متجبّرا

وحشا تربّب وحشه أولادها

متجبّر : أي صعب المرتقى ، قال أبو زياد الكلابيّ : رمل عالج يصل إلى الدهناء ، والدهناء فيما بين اليمامة والبصرة ، وهى حبال ، والحبل منها يكون ميلا وأكثر من ذلك ، وبين كل حبلين شقّة (١) ، وربما كانت فرسخا عرضا. والشّقّة بين الحبلين : أرض ليس بها من الرمل شيء ، هجول وصحار تنبت البقل ، وأكثر شجرها العرفج ، فعالج يصل إلى الدهناء ، وينقطع طرفه من دون الحجاز ، حجاز وادي القرى وتيماء ، فأما حيث تواصل هو والدهناء فبرزرود ، وأكثر أهل عالج طيّء وغطفان ، فأما طيّء فهم أهله من عن يمين زرود ، الذي يلي مهبّ الجنوب ، حتى يجاوز جبلي طيّء مسيرة ليال ، ثم تلقاك فزارة ومرة وثعلبة أولاد ذبيان ، في طرف رمل الغربي (٢) ، ولقضاعة ما يلي الشام ومهب الشمال من رمل عالج ، وكل شيء إذا صعد الناس إلى مكة حين يريدون زرود. بينهم وبين مهب الجنوب من رمل الدهناء ورمل عالج يحيط بأكثر أرض العرب). انتهى.

وفى «معجم البلدان» : قال أبو عبيد الله السكونىّ : عالج رمال بين فيد والقريّات ، ينزلها بنو بحتر من طيّء وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة ، لاماء بها ، ولا يقدر أحد عليهم فيه ، وهو مسيرة أربع ليال. وفيه برك إذا سالت الأودية امتلأت.

وذهب بعضهم إلى أن رمل عالج متّصل بوبار.

قال عبيد بن أيوب اللّصّ :

__________________

(١) كذا (شقة) والمعروف شقيقة.

(٢) كذا فى الأصل (رمل الغربى) ولم يذكر أى رمل ، ولعل الصواب (طرف رمله الغربى).

٩

انظر فرنّق ـ جزاك الله صالحة

رأد الضّحى اليوم هل ترتاد أظعانا؟

يعلون من عالج رملا وبعسفه

أخو رمال بها ، قد طال ما كانا

إذا حبى عقد نكّبن أصعبه

واجتين منه جماهيرا وغيطانا

وقال أعرابيّ :

ألا يا بغاث الوحش هيّجت ساكنا

من الوجد فى قلبى ، أصمّك صائد

رميت سليم القلب بالحزن فى الحشا

وما قلب من أشجيت بالموت طارد

أفي كلّ نجد من تلاد وعابر

بغام مهاة الوحش للقلب قاصد؟

أتيحت لنا من كلّ (؟) منعرج اللّوى

ومنتابها يوم العذيبين ناهد

يراشق أكباد المحبّين باللّوى

من الوحش مرتاد المذانب فارد

فيا راشقات العين من رمل عالج

متى منكم يشرب إلى الماء وارد؟

فما القلب من ذكرى أميمة نازع

ولا الدّمع ممّا أضمر القلب جامد

انتهى كلام ياقوت.

وذكر ياقوت أيضا أن الدهناء تمتدّ من يبرين إلى زرود ، ثم يبدا رمل عالج ويطلق على عالج الآن اسم النفود الكبير ، وهو امتداد من الدهناء من قرب طريق الحج القديم الواقع بين فيد وزبالة ، من جهة الجنوب حيث زرود. ثم يغلظ وينعطف نحو الشمال الغربيّ حتى يفصل بين بلاد طىّء ـ الجبلين أجا وسلمى ، منطقة حايل ـ وبين بلاد الجوف ، وهذا معظمه ، ثم يمتد نحو الغرب حتى يتصل بأطراف الحرة الشرقية الشمالية حرة ليلى ، حيث بلاد فزارة من غطفان قديما ، وما شرقها من الجبال ، كجبال المسمى ، (محجّر قديما) وما شرق

١٠

هذه الجبال حتى يكون غير بعيد من سلسلة جبال أجا. وما جنوبها من الجبال ، وفي أطرافه آبار ، وفي وسطه أيضا ، وتقع قرية جبة في وسطه أي إنه يشمل من خط الطول ٠٠؟ ـ ٣٩؟ إلى ٠٠؟ ـ ٤٣؟ ومن خط العرض ٠٠؟ ـ ٢٧؟ إلى ٠٠؟ ـ ٣٠؟ ـ على وجه التقريب.

عامق : (أنظر مقنتير).

العاه : قال البكرىّ (١) ـ بالهاء التي لا تندرج تاء ـ موضع قبل أرل. قال أرطاة ابن سهيّة :

ولم تقف الرّياح وهنّ هوج

بذي أرل وبالعاه القبورا

ولم أر هذا الموضع إلا في شعر أرطاة. انتهى

وقال ياقوت (٢) : العاه ـ بهاء خالصة ، والعاه والعاهة : الآفة ـ : جبل بأرض فزارة ، ويوم العاه من أيام العرب. انتهى. وذكره نصر أيضا (٣) وفى العاه حدثت وقعة بين كلب وبني فزارة ، ففى «معجم ما استعجم» و «معجم البلدان» : بنات قين : موضع في السّماوة في بادية كلب.

قال الراعي :

فسيرى واشربى ببنات قين

ومالك بالسّماوة من معاد

وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء ، في أيام عبد الملك بن مروان ، وقعة مشهورة ، فأصابت فيهم على غرّة ، وذلك بعد وقعة أوقعتها بهم كلب يوم العاه ، كان حميد بن حريث بن بحدل الكلبي اختلق سجلّا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة ، فقدم عليهم بالعاه ، فقتل منهم نحو خمسين رجلا ، فأعطاهم

__________________

(١) «معجم ما استعجم».

(٢) «معجم البلدان».

(٣) كتاب نصر ، الورقة : ١٠٣

١١

عبد الملك الديات ، وسكّن نائرتهم ، فدسّ بشر بن مروان إلى بني فزازة مالا وكانوا أخواله ، ليشتروا السلاح والكراع ويغزوا كلبا ، فغزوهم في بنات قين ، فتعدوا عليهم في القتل ، فغضب عبد الملك لإخفار ذمّته ، وكتب إلى الحجاج إذا فرغ من أمر ابن الزّبير أن يوقع ببني فزارة ، فلما فرغ نزل بهم فأتاه حلحلة بن قيس بن أشيم بن يسار (١) أحد بني العشراء ، وسعيد بن أبان بن عيينة بن حصن ، رئيسا فزارة ، فأوثقهما ، وبعث بهما إلى عبد الملك ، فقتلا صبرا ، وقال بشر بن مروان لما قدم ليضرب عنقه : صبرا حلحل!! فقال :

اصبر من عود بدفّيه الجلب

قد أثّر البطان فيه والحقب

ثم لما قدم سعيد ، قال : صبرا يا سعيد!! فقال :

أصبر من ذي ضاغط عركرك

ألقى بوانى زوره للمبرك

وقال حلحلة لما قدّم للقتل :

لئن كنت مقتولا أقاد برمّتى

فمن قبل قتلى ما شفى نفسي القتل

وقد تركت حربي رفيدة كلّها

محالفها في دارها الجوع والذّلّ

وقال القتّال :

سقى الله حيّا من فزارة دارهم

بسبّى كراما حيث أمسوا وأصبحوا

هم أدركوا فى عبد ودّ دماءهم

غداة بنات القين والخيل جنّح

كأنّ الرّجال الطّالبين تراتهم

أسود على ألبادها فهي تمتح

__________________

(١) كذا ولعه (سيار) فآل سيارهم رؤساء فزارة.

١٢

وجبل العاه لا يزال معروفا ، وهو الطرف الجنوبي من سلسلة جبال المسمى (محجّر قديما). وبقربه منهل يدعى العاه أيضا ، ويتخلل الجبل طريق يدعى ممرّ العاه ، متّصل بجبال المسمى جنوبها في الطريق إلى تيماء من بلاد الجبلين ، على مقربة من الطرف الشرقي الشمالى من حرّة ليلى (حرة اثنان) وقد ذكره موزل فى كتاب «شمال نجد (١)».

(جانبان من جبل العاه)

عبا : أورد الاستاذ سليمان الدخيل هذا الاسم على أنه اسم قرية خارجة عن أجا ، ذات نخل قدره بستة آلاف نخلة. ولكنني لم أجد من يعرف هذا.

العبّاسيّة : كأنها منسوبة إلى العبّاس ـ قال في كتاب «المناسك» (٢) في وصف الطريق من الخزيمية إلى الأجفر ـ :

(على ميل من بطن الأغر بئر تعرف بالعباسية ثم تنحدر على

__________________

(١) «العرب» جزء جمادى سنة ١٣٩٦ ـ السنة التاسعة.

(٢) ص ٣٠١.

١٣

الرصيف ، وهي حجارة فرش بها الطريق لكثرة الوحل ، إلى المنزل من عمل خالصة انتهى. ويفهم من كلامه أنها شرق الأجفر بنحو خمسة عشر كيلا.

وفي «معجم البلدان» : العباسية حبل من الرمل غربيّ الخزيمية إلى بطن الأغر.

وذكر في كتاب «المناسك» (١) : أن خالصة اشترت مائة عبد وقالت : انقلوا الحجارة حتى تجعلوها من الأجفر رصيفين ، فإذا فرغتم فأنتم أحرار ، ففعلوا ذلك ، وكان الناس يتأذون فى المطر ، لأنه كان طينا أخضر .. انتهى.

والعباسيّة هذه لا تزال معروفة ، تردها البادية في تلك الجهة.

العبّاسيّة ـ أيضا ـ فى كتاب «المناسك» : وبعد الحسنة للمصعد بثلاثة أميال بركة تسمى العباسية مدورة خمسون ذراعا في عمق عشرة أذرع ، ويقال : احتفرها رجل من بني أسد يقال له العباس تنسب إليه. انتهى .. وهذه غير العباسية الواقعة شرق الأجفر بقرب الأغر.

وفي «معجم البلدان» نقلا عن السكونيّ : بين سميراء والحاجر الحسينية (لعلها الحسنة) ثم العباسية على ثلاثة أميال من الحسينية ، قصران وبركة.

العباسية : ـ كأنها منسوبة لعباس أيضا ـ : منهل يقع بين حائل وتيما بقرب جبل عرنان في سفح جبل المليحية والخنزيرة شرقهما ،

__________________

(١) ص ٣٠٥.

١٤

وهي من مياه قبيلة عنزة ، وتبعد عن مدينة حايل بنحو ٢٥٠ كيلا غربا. وهي واقعة جنوب سلسلة جبال المسمى (محجرّ قديما) غرب جبل العرقوب وشرق جبال المليحية ، ويمر بها الطريق المتجه إلى تيما من الجبلين ، ولكنها بعيدة عن الجبلين (بقرب خطى الطول ٤٥؟ ـ ٣٩؟ و ٠٠؟ ـ ٤٠؟ وخط العرض ١٥؟ ـ ٢٧؟ تقريبا) (١)

عباقر ـ بالموحدة بعد العين المهملة ثم الف فقاف مكسورة فراء ـ قال الصغانىّ (٢) : عباقر ماء لبنى فزارة. قال ابن عنمة الضّبّيّ :

أهلى بنجد ورحلي في بيوتكم

على عباقر من غوريّة العلم

ويفهم من كونه غور العلم وقوعه في أطراف حرة فدك (وانظر العلم). ولا أستبعد أن يكون عباقل الآتي ذكره ، فبلاد فزارة كانت متصلة في الرمال التي كانت طيّء تحلّها ، وتتشارك القبيلتان فيها.

عباقل : ـ بعد العين باء موحدة وآخره لام ـ موطن لبنى فرير من طىء بالرمل. قاله نصر في كتابه. ولا أستبعد أن يكون عباقر المتقدم وأنه يقع في طرف الرمل الغربي المتصل ببلاد فزارة ، في شرقي طرف حرة ليلى. ولكن هذا لا يقع غورا عن العلم الواقع شرق حرّة فدك الحائط عبال ـ مضموم العين والموحدة مفتوحة بعدها الف فلام ـ

عدّه الهجريّ من جبال خيبر (٣)

العبد ـ بإسكان الموحدة وآخره دال مهملة

ـ قال ابن دريد : العبد واد لطيّء في جبلها معروف. أما صاحب «القاموس» فذكر أنه موضع في بلاد طيّء ، وزاد شارحه : بالسّبعان.

__________________

(١) كتبت؟؟؟ في إحدى الخرائط (العبسية) خطأ.

(٢) «الزلة؟؟؟» و «معجم البلدان».

(٣) «العرب» : ١٠٨٣ س ٥.

١٥

وسيأتي أن الاسم يطلق على جبل لا يزال معروفا. والتوسع في اطلاق اسم الموضع على ما بقربه من الأمكنة جار فى كلام المتقدمين.

وقال البكريّ : العبد : واد ، وقال أبو بكر (١) : واد في جبال طيّء ، قال الشاعر :

محالف أسود الرّنقاء عبد

يسير المخفرون ، ولا يسير (٢)

وقال آخر :

فما من قلى سلمى ، ولا بغضى الملا

ولا العبد من وادى الغمار تمار

وقال يعقوب فى كتاب «الابيات» : العبد جبيل أسود ، فى ديار طيّء ، يكتنفه جبيلان أصغر منه ، يسميان الثّديّين (٣).

وفي «معجم البلدان» : العبد : موضع بالسّبعان في بلاد طيّء ،.

وقال نصر : العبد : جبل يقال له عبد سلمى للجبل المعروف ، وهو في شماليّ سلمى ، وفي غربيه ماء يقال له مليحة (٤)

وقال نصر أيضا (٥) : السبعان واد شمالي سلمى ، عنده جبل يقال له العبد ، أسود وليس له أركان).

وفي كتاب «بلاد العرب» (٦) : (العبد أيضا بالسبعان ببلاد طيء.

(وانظر وادى العدوة).

__________________

(١) هو ابن دريد المتقدم ذكره.

(٢) هذا البيت أورده صاحب كتاب «بلاد العرب» ص ٤٢ ـ شاهدا على جبل بقرب الداث. يقال له عبد ، والداث يقع جنوب وادى الرمة ، بعيدا عن بلاد طىء.

(٣) «معجم ما استعجم».

(٤) كتاب نصر : ٧٩.

(٥) «معجم البلدان».

(٦) ص ٤٢.

١٦

ويطلق اسم العبد على عدد من الجبال الصغيرة ، يكون لونها غالبا أسود ، وكثيرا ما تضاف إلى ما بقربها من الاعلام للتمييز بينها. ومن الاعبدة :

١ ـ عبد الجوف ، ويقع غرب دومة الجندل ، ويشاهد منها رأى العين.

٢ ـ عبد المعيّ ـ جبيل يقع بين جبال الطويل ، وبين نفود الغويطة الواقع جنوب منهل ميقوع وهو غرب عبد الجوف ، بقرب وادي السرحان.

٣ ـ عبد سلمى وهو أشهرها وهو عبد السّبعان ،وهو الذي وردت فيه الاقوال المتقدمة.

٤ ـ عبد موقق ، ويقع غرب جبل أجا بقرب قرية موقق.

٥ ـ وهناك جبيل خامس يسمى العبد أيضا ،

يقع غرب بلدة البعايث ، الواقعة فى وادي الرّمة ، شمال النّقرة على خط مستقيم ، وفي الجنوب الغربي من جبل حبشي (بقرب الدرجة ٣؟ ـ ٤١؟ طولا و ١٠؟ ـ ٢٦؟ عرضا).

٦ ـ وعبد الحفيّرة حفيّرة الأيدا

شمالها يمر به الطريق من خيبر إلى تيماء. وأعبدة أخرى لا يتسع المقام لسردها.

العبيد : بفتح العين ، كأنه جمع عبد ـ : جبيل يقع جنوب شرق جبال قنوات (القنوين) غير بعيد ، ويجزعه الطريق المتجه من السّليمى إلى النّقرة. وهو في طرف قصايرة في الجنوب. ويدعى جبل العبيد أيضا.

١٧

العبسيّة : ـ بفتح العين وإسكان الباء وكسر السين كأنها منسوبة إلى عبس ـ قال ياقوت : ماء بالعريمة ، بين جبلي طيّء. وكذا قال الصغانيّ قبله (١). والعريمة من مياه الأمرار ، غرب الجبلين ، وليست بينهما.

والعبسيّة لا تزال معروفة يمر بها الطريق من الجبلين إلى تيماء. وبعضهم يسميها العبيسيّة والعباسية ، وهي أرض ومنهل ، وتقع في الطرف الغربي من جبل متالع ، ولها أبرق فى شمالها يعرف بأبرق العبسية يقع شمالها ، وهي شرق الأمرار بما يقارب عشرة أكيال.

(تقع العبسية بقرب خط الطول ٤٠؟ ـ ٤٠؟ وخط العرض ٢٩؟ ـ ٢٧؟).

والعبسية من مياه قبيلة شمّر ، تقع غرب حايل بما يقرب من مئتي كيل.

عتّاب : (ATTAB) كذا ورد مكتوبا في الخريطة.

جبل يقع في طرف حرة خيبر الشمالي ، شمال جبل جرث وشرق جبل المسيلخة الواقع شرق جبال حجر.

عتان ـ بالكسر والمثناة الفوقية مفتوحة بعدها ألف فنون ـ أنشد الهجرىّ (٢) لعمرو بن عون الصارديّ :

يهيج عليّ الشّوق أن شطّت النّوى

بسهميّة ما شملها بمداني

تحلّ جثا والظّهر ، رابعة به

ومحضرها بالصّيف جوّعتان

قال : سهميّة من سهم بن مرّة ، عتان : من أعراض خيبر مما يلى عيينات. وأقول : يظهر أن هذا الموضع يقع فى سفح الحرة الشرقي ،

__________________

(١) «التكملة» : ٣ ـ ٣٨٢.

(٢) ص ٣٣٧.

١٨

في الضغن. وفي «تاج العروس» : عتان ـ ككتاب ، ماء حذاء خيبر.

عتائد : ـ بضم العين وفتح المثناة الفوقية فألف فياء مهموزة فهاء ـ ـ نقل ياقوت عن العمرانيّ : عتائد : هضبات أسفل من إير لبني مرّة ـ وأنظر شاهده في (أمرّ).

وأورد البكريّ (١) للنابغة :

إذا نزلوا ذا ضرغد فعتائدا

يغنّيهم فيها نقيق الضّفادع

وقال : فعتائد من ضرعد وهي كثيرة الماء.

وقال فى رسم إير : وعتائد : هضاب أسفل من إيرلبي مرّة.

وقد ذكر سنان بن حارثة عتائدا في مقام الافتخار بحصانة بلاد قومه ، وعزّتهم ، وأن الأعداء لا يستطيعون نيل شىء منهم ، مما يفهم منه أن هذا الموضع في مستحرز تلك البلاد بقرب ضرغد في الحرة. وهناك توجد العيون التي تكثر فيها الضفادع.

عتيق : قرية يبلغ عدد سكانها ١٥٠ نسمة على ما في أحد التقارير.

الرسمية ، ولم أجد من يعرفها.

العتيقة : ذكر البكريّ (٢) ـ فى موارد الطريق من فيد إلى تيماء العتيقة ، قائلا : (من الشّطنية يسرة حتى ترد العتيقة ثم الغمر ، ثم سقف) فهي على ما يظهر من كلامه بقرب رمّان. وقد يكون الاسم مصحفا ، وما أكثر الأسماء المصحفة في كتاب البكريّ رحمه‌الله.

__________________

(١) «معجم ما استعجم».

(٢) «معجم ما استعجم» ٣٣٠.

١٩

عثامين ـ بعد العين المهملة ثاء مثلثة فألف فميم مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فنون ـ

منهل على طريق زبيدة في المنتصف بين العقبة وواقصة ، يقع غرب منهل الجلّ الواقع في الحجرة ، داخل الحدود العراقية (بقرب الدرجة ٤٠؟ ـ ٤٣؟ طولا و ٢٨؟ ـ ٣٠؟ عرضا).

وأورد في «معجم البلدان» قول جرير :

فكيف رأيت من عثمان نارا

يشب لها بواقصة الوقود

 ـ عثمان بفتح العين) انتهى. وغير بعيد أن يكون هذا الموضع ، فهو بقرب واقصة وإن فهم من كلام جرير البعد بين الموضعين. والعامّة تغيّر الاسم فتورده مجموعا بما حوله مثل (قنوات) وهما قنوان وهكذا

العثانة ـ بالضم وفتح الثاء المثلثة بعدها ألف فنون فهاء ـ جاء في كتاب «بلاد العرب» : وفى شعبة من الثّلبوت ماء يقال له العثانة لبني جذيمة بن مالك بن نصر (من بني أسد) قال الشاعر :

ما منع العثانة وسط حزم

وحيّى مازن غير الهرار

وضرب بالرّدينيّات شزر

وورد الموت من دون انتظار

قال الاستاذ محمد العبودىّ (١) : لا تزال العثانة معروفة وهى فى أعلى وادي الشعبة (الثلبوت قديما) بئر واحدة إلى جنب ضلع أسود. انتهى.

وكلمة (وسط حزم) كذا وردت في مخطوطة «بلاد العرب» ولكنها في كتاب «الجبال والمياه» للزمخشريّ (٢) جاءت : (وسط جرم)

__________________

(١) «العرب» ص ١٨٧ س ٧.

(٢) ص ١٥٦ تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائى.

٢٠