الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤
سورة الشمس
١ ـ (وَالشَّمسِ وَضُحهَا * وَالقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * والنَّهَارِ إِذَاجَلاَّهَا * وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَاهَا) (١)
عن الإمام الحسين عليهالسلام وقد سئل عن الآية فقال : « (وَالشَّمسِ) محمّد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، (وَالقَمَرِ) أمير المؤمنين عليهالسلام يتلو محمّداً صلىاللهعليهوآله ، (والنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا) ذلك القائم من آل محمّد يملأ الأرض عدلاً وقسطاً» (٢).
ونحوه عن أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام قال : « (الشمس) رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أوضح للنّاس دينهم ، (والقمر) أمير المؤمنين عليهالسلام تلا رسول اللّه (والنّهار إذا جلاّها) ذاك الإمام من ذريّة فاطمة فيجلي ظلام الجور والظلم يعني به القائم عليهالسلام» (٣).
وعن جعفر بن محمّد عليهماالسلام أنّه قال ما ملخّصه : « (وَالشَّمسِ) رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، (وَالقَمَرِ) أمير المؤمنين عليهالسلام (والنَّهَارِ إِذَاجَلاَّهَا) : الأئمّة منّا أهل البيت يملكون الأرض في آخر الزمان فيملئونها عدلاً وقسطاً ، المعين لهم كمعين موسى على فرعون ، والمعين عليهم كمعين فرعون على موسى» (٤).
وعن الصادق عليهالسلام قال : « (والشمس وضحاها) الشمس : أمير المؤمنين عليهالسلام ضحاها قيام القائم عليهالسلام لأنّ اللّه سبحانه قال : (وَأَن يُحشَرَ النَّاسُ ضُحَى) (٥) ، (والقمر إذا تلاها) الحسن والحسين عليهماالسلام ، (والنّهار إذا جلاّها) هو قيام القائم عليهالسلام ، (والليل إذا يغشاها) حبتر ودولته قد غشي عليه الحقّ .. » (٦).
_________________
١ ـ (١ ـ ٤ / الشمس / ٩١).
٢ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ٥٦٣ ح ٧٢١.
٣ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ٥٦٣ ح ٧٢٣ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٨٠٥ ح ٣.
٤ ـ تفسير فرات : ص ٥٦٣ ح ٧٢٢.
٥ ـ ٥٩ / طاها / ٢٠.
٦ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٨٠٣ ح ١.
سورة اللَّيل
١ ـ (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) (١)
عن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول اللّه (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى) قال : «الليل في هذا الموضع فلان ، يغشى أمير المؤمنين عليهالسلام في دولته الَّتي جرت له عليه ، وأمير المؤمنين يصبر في دولتهم حتّى تنقضي ، (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) النَّهَارُ هو القائم منّا ، إذا قام غلبت دولته الباطل والقرآن ضرب فيه الأمثال للنّاس وخاطب اللّه نبيّه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا» (٢).
وعن أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام في قول اللّه عزّوجلّ : (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى) قال : «دولة إبليس إلى يوم القيامة وهو يوم قيام القائم ، (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) وهو القائم عليهالسلام إذا قام» (٣).
٢ ـ (فَأَنذَرتُكُم نَارَاً تَلَظَّى * لَا يَصلاَهَا إِلَّا الأَشقَى * الَّذِي كذَّبَ وَتَوَلَّى *
وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى) (٤)
عن الصادق عليهالسلام قال : « (فَأَنذَرتُكُم نَارَاً تَلَظَّى) هو القائم إذا قام بالغضب فيقتل من كلّ ألفٍ تسعمئة وتسعة وتسعين ، (لَا يَصلاَهَا إِلَّا الأَشقَى) هو عدوّ آل محمّد ، (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى) أمير المؤمنين عليهالسلام وشيعته» (٥).
_________________
١ ـ (١ ـ ٢ / اللَّيل / ٩٢).
٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٤٢٥.
٣ ـ تأوبل الآيات : ٢ / ٨٧ ح ١.
٤ ـ (١٤ ـ ١٧ / اللَّيل / ٩٢).
٥ ـ تأوبل الآيات : ٢ / ٨٠٧ ح ١.
سورة القدر
١ ـ (إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ * وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ * لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهر * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ) (١)
قال الإمام الصادق عليهالسلام : «الليلة فاطمة ، والقدر اللّه ، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها ، قوله : (وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ) يعني خيراً من ألف مؤمن ، وهي أمّ المؤمنين ، (تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) والملائكة المؤمنون الَّذين يملكون علم آل محمّد ، والروح القدس هي فاطمة ، (بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ) يعني حتّى يخرج القائم عليهالسلام» (٢).
وعن أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام قال : « (لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهر) يعني فاطمة عليهاالسلام ، وقوله (تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) والملائكة في هذه الموضع الَّذين يملكون علم آل محمّد ، والروح : روح القدس وهو في فاطمة عليهاالسلام و (مِن كُلِّ أَمرٍ * سَلاَمٌ) من كل أمر مسلّمة ، (حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ) حتّى يقوم القائم عليهالسلام» (٣).
_________________
١ ـ سورة القدر / ٩٧.
٢ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ٥٨١.
٣ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٨١٨.
سورة البيّنة
(وَذَلِكَ دِينُ القيِّمَةِ) (١)
عن الصادق عليهالسلام في تفسير الآية ، قال : «ذلك دين القائم عليهالسلام» (٢).
سورة والعصر
(وَالعَصرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ *
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ) (٣)
عن المفضل بن عمر قال : سألت الصادق عليهالسلام عن الآية : فقال عليهالسلام : «العصر عصر خروج القائم عليهالسلام (إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ) يعني أعداءنا ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني بآياتنا ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يعني بمواسات الإخوان ، (وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ) يعني بالإمامة ، (وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ) يعني في الفترة» (٤).
_________________
١ ـ (٥ / البيّنة / ٩٨).
٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٨٣١ : عن تفسير محمّد بن العبّاس.
٣ ـ سورة العصر / ١٠٣.
٤ ـ كمال الدين : ص ٦٥٦ باب : (٥٨) ح ١.
الباب الثالث
الروايات والأحاديث
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وعترته الطاهرين
صلوات اللّه عليهم أجمعين
الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام
في أحاديث النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله
بشارة بالإمام المهديّ عليهالسلام
١ ـ قال في المسند (١) عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «أبشركم بالمهدي ، يبعث في أمّتي على اختلافٍ من النّاس وزلال ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسّم المال صحاحاً».
فقال رجل : وما صحاحاً؟ قال : «بالسويّة بين النّاس» ثمّ قال : « ويملأ اللّه قلوب أمّة محمّد غنىً ، ويسعهم عدله حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول : من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلّا رجل فيقول : أنا ، فيقول : أنت السَدّان ـ يعني الخازن ـ فقل له : إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث ، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمّة محمّد نفساً ، أَوَ عَجَزَ عنّي ما وسعهم؟ قال : فيردّه ، فلا يقبل منه ، فيقال له : إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه .. ».
_________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل : ١٧ / ٤٢٦ ، ح ١١٣٢٦.
خلفاء الرسول صلىاللهعليهوآله اثنا عشر
٢ ـ عن ابن عبّاس (١) قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج اللّه على الخلق بعدي ، الإثنا عشر ، أوّلهم : أخي ، وآخرهم ولدي».
قيل : يا رسول اللّه ومن أخوك؟ قال : «عليّ بن أبي طالب».
قيل : فمن ولدك؟ قال : «المهديّ الَّذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
والَّذي بعثني بالحقّ بشيراً ، لولم يبق من الدنيا إلّا يوم واحدة لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب».
إنّ اوصيائي أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ
٣ ـ عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «أنا سيّد النبيّين ، وعليّ سيّد الوصيّين ، وإنّ أوصيائي بعدي إثنا عشر ، أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ» (٢).
المهديّ عليهالسلام وإمداد الملائكة له
٤ ـ عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهديّ وعلى رأسه ملك ينادي : هذا المهديّ خليفة اللّه فاتّبعوه» (٣).
_________________
١ ـ كمال الدين : ص ٢٨٠ باب : (٢٤) ح ٢٧.
٢ ـ كمال الدين : ص ٢٨٠ باب : (٢٤) ح ٢٨.
٣ ـ مسند الشاميّين للطبراني : ٣ / ٧٢ ح ٩٧٣.
الشاكّ في المهديّ عليهالسلام كافر
٥ ـ عن ابن عبّاس قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «إنّ عليّاً وصيّي ، ومن ولده القائم المنتظر المهديّ الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، والَّذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً ، إنّ الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لا عزّ من الكبريت الأحمر».
فقام إليه جابر بن عبداللّه ، فقال : يا رسول اللّه وللقائم من ولدك ، قال صلىاللهعليهوآله : «إي وربّي ليمحّص اللّه الَّذين آمنوا ويمحق الكافرين» ثمّ قال :
«يا جابر إنّ هذا أمرٌ من أمر اللّه وسرّ من أسرار اللّه ، فإيّاك والشكّ ، فإنّ الشكّ في أمر اللّه عزّوجلّ كفرٌ» (١).
_________________
١ ـ كشف الغمّة : ٢ / ٥٢١ ، وفرائد السمطين : ٢ / ٣٣٥.
الإمام المهديّ عليهالسلام شفيع الأمّة
٦ ـ قال الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «أنا واردكم على الحوض ، وأنت يا عليّ الساقي ، والحسن الرائد ، والحسين الآمر ، وعليّ بن الحسين الفارط ، ومحمّد بن عليّ الناشر ، وجعفر بن محمّد السائق ، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين ، وعليّ بن موسى معين المؤمنين ، ومحمّد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم ، وعليّ بن محمّد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين ، والحسن بن عليّ سراج أهل الجنّة يستضيئون به ، والمهديّ شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلّا لمن يشاء ويرضى» (١).
٧ ـ وفي كتاب الفتن (٢) عن الحسن البصري : أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله «ذكر بلاءً حتّى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء ، من نصرها ينصره اللّه ومن خذلها خذله اللّه حتّى يأتي رجلاً اسمه كاسمي فيولّوه أمرهم فيؤيّده اللّه وينصره».
_________________
١ ـ مقتل الحسين للخوارزمي : ج ١ فصل : (٦) ، مئة منقبة لابن شاذان : ص ٢٣ ـ ٢٤ من المنقبة الخامسة ، الإستنصار للكراجكي : ص ٢٣ ، الطرائف لابن طاووس : ص ١٧٤ ، كتاب الأربعين لمحمّد طاهر القمي الشيرازي : ص ٣٥٤ ، العدد القويّة : ص ٨٩ ح ١٥٣ ، فرائد السمطين : ج ٢ ص ٣٢١ ح ٥٧٢.
٢ ـ الفتن لابن حمّاد : ١ / ٣١٣ ح ٩٤.
الأئمّة الإثنى عشر عليهمالسلام مختارون من قبل اللّه
٨ ـ عن الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام قال : «دخلت أنا وأخي على جدّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ثمّ قبّلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين صالحين ، اختاركما اللّه منّي ومن أبيكما وأمّكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة ، تاسعهم قائمهم ، وكلّكم في الفضل والمنزلة عند اللّه تعالى سواء» (١).
حتميّة الظهور
٩ ـ وعن الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام قال : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه عزّ وجلّ ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كذلك سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول» (٢).
وقريب منه في كتاب الغيبة (٣).
_________________
١ ـ كمال الدين للصدوق : ص ٢٦٩ باب : (٢٤) ح ١٢ ، والهداية الكبرى : ص ٣٧٤.
٢ ـ كمال الدين ص ٣١٧ باب : (٣٠) ح ٤.
٣ ـ الغيبة للطوسي : ص ٤٢٥ ح ٤١٠.
أحاديث الإمام أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
العلائم قبل الظهور
١ ـ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إذا أراد اللّه أن يظهر آل محمّد ، بدأ الحرب من صفر إلى صفر ، وذلك أوان خروج المهديّ عليهالسلام».
قال ابن عبّاس : يا أمير المؤمنين ، ما أقرب الحوادث الدالّة على ظهوره؟ فدمعت عيناه وقال : «إذا فتق بثق في الفرات ، فبلغ أزقة الكوفة ، فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم» (١).
الحيّ والميّت يفرح بظهور الإمام المهديّ عليهالسلام
٢ ـ قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
«يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون مشرب بالحمرة ، مُبدّح البطن ، عريض الفخذين ، عظيم مشاش المنكبين ، بظهره شامتان ، شامة على لون جلده ، وشامة على شبَه شامة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، له اسمان : اسم يخفى واسم يعلَن فأمّا الَّذي يخفى فأحمد ، وأمّا الَّذي يعلَن ف ـ «محمّد» إذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدّ من زبر الحديد ، وأعطاه اللّه تعالى قوّة أربعين رجلاً ، ولا يبقى ميّت إلّا دخلت عليه
_________________
١ ـ الصراط المستقيم : ٢ / ٢٥٨ باب (١١).
تلك الفرحة في قلبه وهو في قبره ، وهم يتزاورون في قبورهم ، ويتباشرون بقيام القائم صلوات اللّه عليه» (١).
لم يكن في أمّة مهديّ ينتظر غيره
٣ ـ قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
«ألا أخبركم بأفضل خلق اللّه عند اللّه يوم يجمع الرسل؟»
قلنا : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : «أفضل الرسل محمّد ، وإنّ أفضل الخلق بعدهم الأوصياء ، وأفضل الأوصياء أنا ، وأفضل النّاس بعد الرسل والأوصياء الأسباط ، وإنّ خير الأسباط سبطا نبيّكم ـ الحسن والحسين ـ وإنّ أفضل الخلق بعل الأسباط الشهداء ، وإنّ أفضل الشهداء حمزة بن عبدالمطّلب ، قال ذلك النبيّ ، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين مخضّبان ، بكرامة خص اللّه عزّ وجلّ بها نبيّكم ، والمهديّ منّا في آخر الزمان ، لم يكن في أمّة من الأمم مهديّ ينتظر غيره» (٢).
غلبة الحقّ وحتميّة الظهور
٤ ـ وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال في خطبة له يذكر فيها غلبة بني أميّة والباطل على المسلمين ، ثمّ يقول :
«وأيم اللّه لو فرّ قومكم تحت كلّ حجر لجمعكم لشرّ يومٍ لهم ، والَّذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يملك الأرض
_________________
١ ـ كمال الدين للصدوق : ٢ / ٦٥٣ باب : (٥٧) ح ١٧.
٢ ـ دلائل الإمامة : ص ٤٧٩ ح ٤٧٠ ، وشرح الأخبار : ١ / ١٢٤ ح ٥٤.
رجلٌ منّي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً» (١).
النداء من السّماء بأحقّيّة آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
٥ ـ وفي الفتن (٢) وبيان (٣) بسنده إلى الطبراني ثمّ إلى ابن حمّاد عن عليّ عليهالسلام قال : «إذا نادى منادٍ من السماء : إنّ الحقّ في آل محمّد ، فعند ذلك يظهر المهديّ على أفواه النّاس ، ويشربون حبّه ، ولا يكون لهم ذكرٌ غيره».
_________________
١ ـ أمالي الشجري : ٢ / ٨٤.
٢ ـ الفتن لابن حماد : ١ / ٣٣٤ ح ٩٦٥.
٣ ـ بيان الكنجي : ص ٥١٢ باب : (١٦).
أحاديث الإمام الحسن عليهالسلام
يظهر الإمام المهديّ عليهالسلام شاباً دون الأربعين
١ ـ لمّا صالح الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام معاوية ، دخل النّاس عليه ولامه بعض الشيعة على بيعته ، فقال عليهالسلام :
«ويحكم ما تدرون ما عملت ، واللّه الَّذي عملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنّي إمامكم ومفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلَيَّ؟».
قالوا بلى.
قال عليهالسلام : «أما علمتم أنّ الخضر عليهالسلام لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار وكان ذلك سخطاً لموسى بن عمران عليهالسلام إذ خفى عليه وجه الحكمة في ذلك وكان عند اللّه حكمة وصواباً؟ أما علمتم أنّه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية في زمانه إلّا القائم الَّذي يصلّي روح اللّه عيسى بن مريم خلفه؟ وأنّ اللّه عزّ وجلّ يُخفي ولادته ويغيّب شخصه لئلاّ يكون في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيّدة الإماء ، يطيل اللّه عمره في غيبته ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابّ دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قدير» (١).
_________________
١ ـ كمال الدين : ١ / ٣١٥ باب : (٢٩) ح ٢.
الدنيا تسع البرّ والفاجر حتّى يظهر إمام الحقّ
٢ ـ قال في مقائل الطالبيّين (١) ونحوه في مناقب الكوفي (٢) وغيره ، عن الإمام الحسن عليهالسلام في كلام له بعد ما قال له سفيان بن أبي ليلي (أو الليل) بعد صلح الحسن عليهالسلام : أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلّمت الأمر إلى اللعين ابن اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مئة ألف كلّهم يموت دونك ...
فقال عليهالسلام : «إنّا أهل بيت إذا علمنا الحقّ تمسكنا به» وذكر كلاماً في غلبة الباطل عاجلاً على المسلمين ، ثمّ ذكر كلاماً في حبّ أهل البيت وقال بعده :
«أبشر يا سفيان فإنّ الدنيا تسع البرّ والفاجر حتّى يبعث اللّه إمام الحقّ من آل محمّد صلىاللهعليهوآله».
المهديّ من الأئمّة الإثنى عشر
٣ ـ قال الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام : «الأئمّة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر ، تسعة من صلب أخي الحسين ، ومنهم مهديّ هذه الأمّة» (٣).
_________________
١ ـ مقاتل الطالبيّين : ص ٤٣.
٢ ـ مناقب محمّد بن سليمان الكوفي : ج ٢ ص ١٢٨.
٣ ـ كفاية الأثر ص ٢٢٣.
منّا مهديّ هذه الأمّة
٤ ـ وعن الإمام الحسن عليهالسلام قال : «الأئمّة عدد نقباء بني إسرائيل ، ومنّا مهديّ هذه الأمّة» (١).
ما منّا إلّا مسموم أو مقتول
٥ ـ وفي قصّة : سمّ معاوية للإمام الحسن ، قال عليهالسلام عند ما كان يتقيأ دماً على أثر السمّ : «واللّه إنّه لعهدٌ عهده إلينا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، ما منّا إلّا مسموم أو مقتول» (٢).
_________________
١ ـ كفاية الأثر : ص ٢٢٤.
٢ ـ كفاية الأثر : ص ٢٢٦.
أحاديث الإمام الحسين عليهالسلام
المهديّ عليهالسلام وارث الأنبياء عليهمالسلام
١ ـ قال الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام : «في التاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنّة من موسى بن عمران ، وهو قائمنا أهل البيت ، يصلح اللّه تبارك وتعالى أمره في ليلةواحدة» (١).
الخير كلّه في ذلك الزمان
٢ ـ قال الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام : «لا يكون الأمر الَّذي تنتظرونه حتّى يبرأ بعضكم من بعض» فقال اله الراوي : ما في ذلك الزمان من خير؟ فقال الحسين عليهالسلام : «الخير كلّه في ذلك الزمان يقوم قائمنا ويدفع ذلك كلّه» (٢).
_________________
١ ـ كمال الدين : ص ٣١٧ باب : (٣٠) ح ١.
٢ ـ الغيبة للنعماني : باب : (١٢) ح ٩ ، والغيبة للطوسي : ص ٤٣٧ ح ٤٢٩.
هو التاسع من ولدي
٣ ـ عن الحسين عليهالسلام قال : «قائم هذه الأمّة هو التاسع من ولدي ، وهو صاحب الغيبة ، وهو الَّذي يقسم ميراثه وهو حيّ» (١).
مدّة حروبه ثمانية أشهر
٤ ـ قال عيسى الخشاب للحسين عليهالسلام : أنت صاحب الأمر؟ قال : «لا ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، المكنّى بعمّه ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر» (٢).
يسع عدله البرّ والفاجر
٥ ـ عن الحسين عليهالسلام قال : «من أحبّنا .. للّه جئنا نحن وهو كهاتين .. ومن أحبّنا .. للدنيا فإنّه إذا قام قائم العدل وسع عدله البرّ والفاجر» (٣).
_________________
١ ـ كمال الدين : ١ / ٣١٧ باب : (٣٠) ح ٢.
٢ ـ كمال الدين : ١ / ٣١٨ باب : (٣٠) ح ٥.
٣ ـ المحاسن : ص ٦١ باب : (٨٠) ح ١٠٤.
أحاديث الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام
من بركات ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام
١ ـ عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال : «إذا قام قائمنا أذهب اللّه عزّوجلّ عن شيعتنا العاهة ، وجعل قلوبهم كزبر الحديد ، وجعل قوّة الرجل منهم قوّة أربعين رجلاً ، ويكونون من حكّام الأرض وسنامها» (١).
في قائم آل محمّد عليهمالسلام سنن الأنبياء
٢ ـ قال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام : «في القائم منّا سنن من سنن الأنبياء عليهمالسلام سنّة من آدم ، وسنّة من نوح ، وسنّة من إبراهيم ، وسنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة أيّوب ، وسنّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمّا من آدم ومن نوح فطول العمر ، وأمّا من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال النّاس ، وأمّا موسى فالخوف والغيبة ، وأمّا من عيسى فاختلاف النّاس فيه ، وأمّا من أيّوب فالفرج بعد البلوى ، وأمّا من محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فالخروج بالسيف» (٢).
_________________
١ ـ الخصال : ص ٥٤١ ح ١٤.
٢ ـ كمال الدين للصدوق : ص ٣٢٢ باب : (٣١) ح ٣.
أجر الثابت على ولايت آل محمّد عليهمالسلام في الغيبة
٣ ـ قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : «من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا ، أعطاه اللّه أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد» (١).
يظهر المهديّ عليهالسلام وحوله الملائكة المقرّبين
٤ ـ قال الامام زين العابدين عليهالسلام لأبي خالد الكابلي : «يا أبا خالد ، لتأتين فتن كقطع الليل المظلم ، لا ينجو إلّا من أخذ اللّه ميثاقه أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ، ينجيهم اللّه من كلّ فتنة مظلمة ، كأنّي بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، وإسرافيل أمامه ، معه راية رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نشرها ، لا يهوي بها إلى قوم إلّا أهلكهم اللّه عزّ وجلّ».
خفاء ولادته وخروجه وليس لأحد في عنقه بيعة
٥ ـ عن زين العابدين عليهالسلام قال : «القائم منّا تخفى ولادته على النّاس حتّى يقولوا لم يولد بعد ، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة» (٢).
_________________
١ ـ كمال الدين : ٢ / ٣٢٣ باب : (٣١) ح ٧.
٢ ـ كمال الدين : ١ / ٣٢٢ باب : (٣١) ح ٦.