المطلب الثاني
( في بيان معنى الصلة وما يتعلق بذلك )
قال الجوهرى : الوصل ضد الهجران ، والتواصل ضد التصارم . فالقطيعة تحصل بالهجران وعدم الاحسان وما شاكلهما من وجوه الصلة ، وتحصل أيضاً بنفي النسب الثابت شرعاً .
والمرجع في الصلة الى العرف ، اذ لا حقيقة لها شرعية ولا لغوية . وهو يختلف باختلاف العادات وبعد المنازل وقربها ، فربما تحققت الصلة في عرف قوم بأمر في حالة ولا تتحقق في عرف آخرين في تلك الحالة .
وربما كان بعد المنازل سبباً لسقوط الامر ببعض أنواعها ، كالزيارة فان البعد سبب في سقوط الامر بها مع العسر .
وقد روى الثقة الكليني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أوصى الشاهد من أمتى والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء أن يصل الرحم وان كانت منه على مسيرة سنة ، فان ذلك من الدين .
واعلم أن صلة من يطلب
وصله من الارحام والقرابات ـ ويدخل