إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ٥ ]

248/304
*

الرضيّ والمرتضى كوكبان

الشيخ جعفر السبحاني

إن الرضيّ والمرتضى من دوح السيادة ثمرتان ، وفي فلك العلم قمران ، وأدب الرضيّ إذا قرن بعلم المرتضى ، كان كالفرند في متن الصارم المنتضى (١).

وقد وصف أبو العلاء المعرّي الشريفين في قصيدة يرثي بها والدهما بقوله :

أبقيتَ فينا كوكبين سناهُما

في الصبح والظلماء ليس بخافِ

الى أن قال :

ساوى الرضيُّ المرتضى وتَقاسَما

خُطط العُلى بتناصفٍ وتصافِ (٢)

وروى أهل السير والتواريخ ان المفيد ، أبا عبدالله محمّد بن النعمان نابغة العراق ، ومفخرة الآفاق ، رأى في منامه ان فاطمة بنت رسول الله (صلّى ‌الله‌ عليه ‌وآله) دخلت عليه وهو في مسجده في الكرخ ، ومعها ولداها : الحسن والحسين ـ عليهما السّلام ـ صغيرين ، فسلّمتهما اليه ، وقالت له : علمهما الفقه ، فانتبه متعجبا من ذلك ، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا ، دخلت إليه في المسجد فاطمة بنت الناصر ، وحولها جواريها وبين يديها ابناها : محمّد الرضيّ ، وعليّ المرتضى صغيرين ، فقام اليها وسلم عليها ، فقالت له : ايها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلّمهما الفقه ، فبكى أبوعبدالله ، وقصّ عليها المنام ، وتولّى تعليمهما الفقه ، وأنعم الله عليهما ، وفتح لهما من

________________________________

(١) دمية القصر : ٧٥.

(٢) ديوان السقط ، لشاعر المعرة ، طبعة القاهرة.