١٠٠ ـ أبو بكر بن محمّد بن عليّ بن شاهويه :
جاء أبو بكر بن محمّد بن عليّ بن شاهويه (صاحب القرامطة) إلى الكوفة في شهر شوال سنة (٣٦٦) (١) للهجرة ، ومعه ألف رجل وأقام الدعوة بها و (بسورا) (٢) و (النيّل) (٣) و (الجامعين) (٤) لعضد الدولة.
وقيل إنّه قام يدعو (للطائع لله) ولعضد الدولة معا (٥).
وقد حدثت معركة بين (عضد الدولة) و (معزّ الدولة) (٦) وأسر خلال هذه المعركة غلام تركي لمعز الدولة اسمه (تكين الجامدار) وكان هذا أمردا ، جميل الوجه مدمنا على الشراب ، لا يصحو من سكره ليل نهار ، وكان كثير اللهو واللعب.
ولشدة حبّ (معزّ الدولة) وإعجابه بهذا الغلام فقد عيّنه رئيس سرية لحرب بعض بني حمدان ، فقال فيه المهلبي (٧) :
ضبي يرق الماء فيه |
|
وجناته وبرق عوده |
ويكاد من شبه العذا |
|
رى فيه أن يبدو نهوده |
ناطوا بمقعد خصره |
|
سيفا ومنطقه تؤوده (٨) |
جعلوه قائد عسكر |
|
ضاع الرعيل (٩) ومن يقوده |
__________________
(١) الهمذاني ـ تكملة تاريخ الطبري. ص ٤٥٤.
(٢) سورا : أسم مكان من أرض بابل.
(٣) النيّل : بلدة صغيرة في سواد الكوفة ، قرب الحلة.
(٤) الجامعين : الحلة حلة بني مزيد) وهي ما بين بغداد والكوفة (بابل).
(٥) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٧ / ٨٣.
(٦) عضد الدولة ومعزّ الدولة : من أمراء آل بويه.
(٧) الثعالبي ـ يتيمة الدهر. ج ٢ / ٢٦٧.
(٨) تؤوده : تشغله ، وتتعبه.
(٩) الرعيل : أحد تشكيلات الجيش.