وقالت بنو أسد: أبا خالد إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك، والخروج من رأيك.
وقالت بنو عامر: نحن بنو أبيك، وحلفاؤك لا نرضى إنّ غضبت، ولا نوطن إن ظعنت، فادعنا نجبك، وامرنا نطعك.
ثم كتب إلى الحسين عليه السلام:
أما بعد: فقد وصل إلى كتابك وفهمت ما ندبتني إليه، ودعوتني له من الأخذ بحظّي من طاعتك، والفوز بنصيبي من نصرتك، وان الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير، ودليل على سبيل نجاة، وأنتم حجة الله على خلقه، ووديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية، وهو أصلها، وأنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم، وتركتهم أشد تتابعاً في طاعتك من الأبل الظماء لورود الماء يوم خمسها، وقد ذللت لك بني سعد وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهل برقها فلمع.
ثم أرسل الكتاب مع الحجاج بن بدر السعدي وكان متهيئاً للمسير إلى الحسين عليه السلام بعدما سار إليه جماعة من العبديين.
وعندما أرسل الحسين عليه السلام كتابه إلى البصرة، صعد عبيد الله بن زياد المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة على الخلاف وأثارة الأرجاف (١).
وأمر عبيد الله بن زياد فأخذ مابين واقصة إلى طريق الشام، وإلى طريق البصرة فلا يدعون أحداً يلج ولا أحداً يخرج (٢).
ولم تستطع شيعة البصرة الوصول إلى نصرة الحسين عليه السلام كما
______________________
(١) بحار الأنوار: ج ٤٤ ص٣٣٧.
(٢) المصدر السابق: ص٣٧٠.