السيّد هاشم الهاشمي
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: نور الولاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-97647-4-7
الصفحات: ٢٠٠
أتظلّ في سيناء لعنته |
|
والتيه والغيلان والضجر |
يا لمح هل يحنو علی شفتي |
|
عمر يلفّ هراءه الخطر |
أيظلّ يبحر في متاهته |
|
ليقيم في أوجاعها العمر |
رفقاً به فالصد ، قافلة |
|
وهواک تحت الجمر مستتر |
يا لمح إنّي راحل هرمت |
|
فيه الخطی والبؤس ينتظر |
فمتی حراب الوحش تندحر |
|
ومتی بقايا الوجد تنتصر |
* * *
يا لمح ليس القفر من شِيَمي |
|
فلعلّ إرث الوحل يغتفر |
بيني وبينک في مخاطره |
|
جمرٌ ، أيذوي وجهه الأشر |
ولقد طرقت الباب من قِدمٍ |
|
أيظلّ يقمع صوتي الحجر |
أتظلّ تجمد لعنةٌ غرقت |
|
في بؤسها الأجيال والعصر |
أيظلّ تاريخ الدمار علی |
|
دهرٍ به الأيّام تنحدر |
کلا ، فخلف الغيب بارقة |
|
ستطلّ في عيني وتنهمر |
سأشدَّ للفجر الفتيّ خطی |
|
روحي ففيه الفوز والظفر |
ستُسدُّ أفواهُ الجحيم فلا |
|
تبدو لنيران الأسی أثر |
يا رحلة التيه الطويل متی |
|
ينهي مسافة عمرها القدر |
* شعبان ١٤١٠
توسّل بالإمام الحجة عجّل الله تعالی فرجه الشريف
سيّدي صاحب الزمان عجّل الله تعالی فرجه الشريف
من زمان بحثتُ عن سرّ ناري |
|
وتوهّمت أنّه أوزاري |
إنّ جمر الذنوب ينهشُ عمري |
|
بنيوب الأسی کوحشٍ ضاري |
وعذاب الضمير يغتال صحوي |
|
فتغيمُ الدروبُ في مضماري |
کلُّ يومٍ وللخطی کبوةٌ عمياء |
|
تذوي بها بقايا نهاري |
وتوجّهت لاهثاً خلف أهوائي |
|
کغيري من القلوب الحجار |
بيد أنّي رأيت في غفوة الأهواء |
|
بؤسي وخيبتي وانتحاري |
* * *
سيّدي قد أتيت والعمر يحيا |
|
أبداً في خناجر الاحتضار |
وتراث السنين يسکن في قلبي |
|
شجونا تبثّها أشعاري |
وسفيني مُحطّمٌ في جنون الموج |
|
يهوي في لعنة الإعصار |
فتلطّف عليَّ واکشف ظلامي |
|
وترحّم علی دموعي الغزار |
* * *
قد طويت القفار أبحث عن لمحٍ |
|
نديٍّ تخضلُّ منه قفاري |
واعتزلت الدنيا بکهفي وأبحرتُ |
|
طويلاً في غربة الأسفار |
واختبرتُ الدروس والکتب بحثاً |
|
عن رجاءٍ لمحنتي وانتظاري |
وتفرّستُ في الحجيج بيت الله |
|
لکن لم ألف غير ستار |
في طوافي في السعي في عرفات |
|
في منی عند مشعر الأبرار |
في ربوع البقيع في طيبة الطهر |
|
وفي ظل « روضة المختار » |
في الغريّين في الطفوف بسامراء |
|
في « سهلة » الرؤی والفخار |
في خراسان في ربی قم في الآفاق |
|
في الأرض في مياه البحار |
قد تغرّبت في البلاد ونقبّتُ طويـ |
|
ـلاً أجوب شتی الصحاري |
لم أجد منيتي أأبقی ببؤسي |
|
وظلامي بلا وميض افترار |
فتلطّف بنظرة ربّما |
|
ألمحُ في غمرة اللظی سرّ ناري |
* * *
إنّ ذكراك صحوةٌ في عيون |
|
أطفأتها عواصف الأوضار |
أيقظتْ في قلوبنا رحلة الغيب |
|
عروجاً في عالم الأسرار |
عبر جدبي الطويل واحة خصب |
|
في دجى العمر ومضة استبصار |
وهنيئاً لمن يظلّ وفيّاً |
|
ثابتَ الخطو في هدى « الانتظار » |
* شعبان ١٤١٧
في مولد صاحب الزمان عجّل الله تعالی فرجه الشريف
نصف شعبان مولد العدل والقسط |
|
ووعد الأبرار والأنبياء |
يرث الأرض ـ بعدما حكم الجو ـ |
|
وريث الهدی وحکم السماء |
حجّة الله في البسيطة لولاه |
|
لدبّ الفناء في الأشياء |
وکراماته الخفيّة کم رفّت |
|
علی الظامئين والتعساء |
حينما تغلق الدروب علی المرء |
|
فتهمي الطافة في الخفاء |
تعب الدهر والزمان ولا زال |
|
نديّاً يفيض بالأنداء |
وعيون العشّاق شوقٌ إلی فجرٍ |
|
سينهي کوارث الظلماء |
سيزول الظلام والجور کي تبدأ |
|
دنيا الهدی وعصر الضياء |
ويسود الشعوب عدل وقسط |
|
وسلام يضجّ بالنعماء |
سيدي عجّل الظهور فقد ضاقت |
|
علی المؤمنين دنيا البلاء |
* شعبان ١٤٢٩
التوسل بالمعصومين الأربعة عشر عليهمالسلام
وإذا اُغلقتْ عليكَ دروبُ الأرض |
|
|
|
طرّاً فاقصد لباب السماء |
|
لم أجدْ للفلاح في الحشر والدنيا |
|
|
|
ملاذاً إلا بأهل الكساء |
|
قد توسّلتُ « بالرسولِ » ولولاه |
|
|
|
لكُنّا في ظلمة عمياء |
|
بالبتول « الزهراء » بالبضعة الطهر |
|
|
|
باُمّ الأئمّة الأمناء |
|
وتشفّعتُ « بالوصيّ » ومن كانَ |
|
|
|
لأجل الإسلام خير فدائي |
|
بالإمام الهمام « بالحسن » المظلوم |
|
|
|
من سمّه وريث العداء |
|
وتوسّلت « بالحسين » ومَن يبقى |
|
|
|
مدى الدهر سيّد الشهداء |
|
بالإمام « السجّاد » بالزاهد العابد |
|
|
|
زين العبّاد والأولياء |
|
واقتبستُ الهدى من « الباقر » الزاخر |
|
|
|
بالزهد والعلوم الوضّاء |
|
وعرفتُ الطريق للحقّ « بالصادق » |
|
|
|
نبعِ العلوم والعلماء |
|
ولبابِ الحاجات « موسى » توجّهتُ |
|
|
|
بحبّي وحاجتي ورجائي |
|
وتوسّلتُ « بالرضا » ملجأ الوفّاد |
|
|
|
شوقاً لقبره المعطاء |
|
وتمسّكتُ « بالجواد » فجدْ لي |
|
|
|
يا إمام الهدى ببعض عطاء |
|
ونهلتُ الولاء من منهل « الهادي » |
|
|
|
لدربِ الهدى ونور الولاء |
|
لذتُ « بالعسكري » مستشفعاً لله |
|
|
|
فاشفع يا سيّدي لدعائي |
|
وتوسّلتُ بابنه « القائم المهدي » |
|
|
تهمي ألطافه في الخفاء |
الإمام المهدي عجّل الله تعالی فرجه شريف
يا صاحب الأمر لذنا فيك من نُوَبٍ |
|
|
|
تترى وليس لنا إلاك معتَصم |
|
فاظهر فقد طال ليل الانتظار بنا |
|
|
|
فأنت شمس الضحى تُجلى بها الظُلَم |
|
وتملأ الأرض عدلاً بعدما مُلئت |
|
|
|
ظلماً ومن زمر الأعداء تنتقم |
|
آل الهدى ملجأ دنياً وآخرةً |
|
|
|
فإنّ شيمتهم للسائل الكرم |
|
صلّى الإله عليهم عند ذكرهم |
|
|
|
صلّوا عليهم ففيهم تفخر الاُمم |
|
* * *
في أهل البيت عليهمالسلام
إن رمتم درباً يفوز به الورى |
|
|
|
دنياً واُخرى بالسعادة مفعم |
|
سيروا على نهج النبي وآله |
|
|
|
فبه الجنان يطيب فيها المسلم |
|
فهُم هم سبل السعادة والهدى |
|
|
|
صلّوا على سفن النجاة وسلّموا |
|
* * *
درب العبد
وعلمتُ خلف مداي يشمخ عالم |
|
يزهو الهدی فيه ، ويخبو المنكرُ |
وبأنّني الإنسان ألف خطيئةٍ |
|
سوداء ، تسحب ناظريه وتسحر |
وبأنَّ دربَ العبد دربٌ موحل |
|
وعواصفٌ فيها الخطى تتعثّر |
والشرُّ يصرخُ بالمفاتن وجهه |
|
تختالُ في أبد القلوب فتمكر |
وحبائل الشيطان ، لعنةُ خاطئ |
|
سوداء ، أو دفءٌ جميلٌ نيّر |
فاحذرْ .. فإنّ الدربَ دربٌ موحلٌ |
|
في ظلّه شتّی المهاوي تفغر |
فلمحتُ دربي ، بعد طول مسيرتي |
|
ومشيتُ في ركبي الطهارة تحذر |
* عام ١٣٩٢
الشاعر
إنّ اُفقي هو كونٌ واسعُ |
|
أتحدّى فيه أغلال الحدود |
إنّ اُفقي يحضن النجم علاً |
|
وعلى كفَّي أسرار الوجود |
ورؤاي الخضر لن تحفرَ في |
|
وجهها الوهّاج أكداس قيود |
لعنة الغربة لن تقذفني |
|
في مدار الليل أجترُّ جمودي |
أنا حيٌّ فإذا طال المدى |
|
وتسمّرتُ على دربٍ وحيد |
سوف تمتدُّ إلى الفجر خطى |
|
خاطري تُلهب أحشاء وقودي |
وعلى إثري سيمتدّ السنا |
|
وتهدُّ الموتَ ألحان نشيدي |
* صفر ١٣٨٩
يا ربّ
أتاكَ يلهثُ هذا المتعب الواني |
|
فافتحْ لفيض رؤاه صدركَ الحاني |
أتيتُ نحوكَ جسماً ذابلاً هرمتْ |
|
به الطيوب سوى أصداء ألحان |
يا من إليه يؤمُّ الركبُ ، إن خفتتْ |
|
أضواؤه في متاهٍ عاصفٍ جاني |
وإن تثورَ عليه الريح قاسيةً |
|
وأنْ تلوكَ حشاه نارٌ أشجان |
أتيتُ نحوكَ أستجدي وملؤ يدي |
|
ذلّ ، وملؤ طريقي ليلُ حيران |
أدور .. أبحثُ عن ضوءٍ أسير به |
|
إلى مدى في رباه الخضر إيماني |
لكنّها اللعنة السوداء تنهشني |
|
طعناً لتلبسني بالطعن أكفاني |
إنّي لأعلم أنَّ الموجَ يلعب في |
|
قلبي ليقذفني في نار كفراني |
وإنَّ شرّي عنيف الريح ، صاخبةً |
|
أمواجه ، وقويٌّ سيف شيطاني |
وإنَّ شري عريق الجذر قد ثبتتْ |
|
أقدامه منذ أجيال بوجداني |
أمّا صمودي وإيماني فقد ذبلت |
|
قواه من طول كفرانٍ وهجران |
فكيف يصرع تيّار الشرور ولي |
|
قلبٌ تمرّغَ في أوحال أدران |
يا ربِّ .. فارحم فؤادي إنَّ عاصفةً |
|
تغتاله من غوايات وأحزان |
فأنتَ وحدكَ من يهدي الغريق إلى |
|
مرافئٍ في مداها دفُّ إيماني |
* شهر رمضان ١٣٩١
توبة
أنا تائبٌ يا سيدي أنا تائب |
|
أنا خائفٌ من هول يوم حسابي |
خيّرتُ نفسي بين عمر غارق |
|
في الوحل يعبث في حضيض رغاب |
أو ذروةٍ شمّاء تسمو بالتقى |
|
والعلم تنهل من هدى وكتاب |
خيّرتُ نفسي بين تيه مترف |
|
أبداً يقيم بسكرةٍ وغياب |
أو أن أجاهد كل أوحال الهوى |
|
لأنال في الدارين خير جناب |
لا لن ينال المجد خطو عابث |
|
برؤى الوحول وسكرة الأكواب |
إنّ الذي يسمو إلى هام الذُری |
|
يطوي المتاهَ بعزمه الوثّاب |
فاخترتُ درب المتّقين بعزمةٍ |
|
تمشي على جمر المدى اللهاب |
يا ربّ ثبّتني على نهج التقى |
|
واعطف على كدحي ببعض ثواب |
* رجب ١٣١١
لوعُدت للصبا
أنا لوعدتُ للصبا لطويت العمر |
|
كدحاً وفي يدي مصباحي |
بعد تاريخ لعنةٍ وضبابٍ |
|
وضياعٍ في غربة الأتراح |
قد عرفت الأشواك يسقط فيها |
|
الخطو يعنو مغفّلاً للرياح |
هو أعمى يسير في التيه يهوي |
|
كلّ آن في محنة وجراح |
أنا لوعدت للصبا لنذرت العمر |
|
للدرس والتقى والصلاح |
وهجرتُ الوحول تهوى بها الخطو |
|
ليبقي دوماً كسير جناح |
سوف لن تسقط الخطى في جحيمٍ |
|
يطعن القلب مثخناً بالجراح |
أنا لوعدتُ للصبا بيد لن يرجع |
|
عهد الصبا بُعيد رواح |
فتصبرّ على التقى .. ربما تلمح |
|
يوم المعاد بعض فلاح |
* ذي القعدة ١٤١٠
أتيتك
أتيتك بعدما كبرت جراحي |
|
وجنّت من تجذَرها رياحي |
بكيت على الشباب مضى جحيما |
|
تهاوت فيه أحلام الفلاح |
ومنذ صباي قد عرفت حياتي |
|
خلاصي بالتقى ورؤى نجاحي |
وفي عبث الضياع نذير قبرٍ |
|
تموت ببؤسه بقيا الطماح |
متى بلغ الذری خطؤٌ غبيٌّ |
|
تفلّت عن معاناة الصلاح |
فإنّ المجد دربٌ مستقيمٌ |
|
وعزمٌ قاهرٌ رغم الرياح |
إذا عثرتْ بك الأيام يوماً |
|
فيهوي الخطو مكسور الجناح |
فلا تيأس من العثرات وانهض |
|
لتعبر بالتقى درب الكفاح |
* ايران مجهولة الزمن
صحيفة رحلة
ربّي أخافُ من الحساب ، أخاف من |
|
يوم تُعرّي كفُّه أسراري |
وأخاف من هول الجحيم ، ومن مدیً |
|
غمرتْ مقابرَه رياحُ النار |
وأخاف إن برزتْ صحيفةُ رحلتي |
|
سوداء ما فيها سوى أوزاري |
وأخاف من جسر الصراط ورجفةٍ |
|
تنتابُ قسوتُها خطى الأشرار |
يا ربِّ .. إنِّي خائفٌ ، هل رحمةٌ |
|
تهمي ، ليحتضن اليقين مداري |
هي صرخةُ الأعماق ، آخر صرخةٍ |
|
فارحم لدمع موجعٍ مدرار |
* عام ١٣٩١
مناجاة ليلة حول ليلة القدر
عبثاً لن يفرَّ منك الذهولُ |
|
أنتَ تبكي ، والكون صمت ثقيلُ |
ومناخ الشجون حجّره الوعي |
|
حياة يجنُّ فيها النزيل |
أومأ الموتُ للرؤى ، فترامتْ |
|
تمخر الأرض ، والمسير طويل |
زعمتْ إنّها ستخرق درباً |
|
عبقريّاً ، يلوح منه الوصول |
فترامتْ في خاطر الكون روحاً |
|
ماج في وعيها خيالٌ جميل |
أبحرتْ في المدى ، تشقُّ مدار الوهم |
|
تخطو ، يطيب فيه السبيل |
خطوةٌ في الحياة ، وانشقَّ للروح |
|
ضبابٌ ممزّق مجهول |
جفلتْ ، تكبر الخطايا بعينيها |
|
وينحلُّ حلمُها المعسول |
لعنةٌ ، تصدأ القوى في مداها |
|
ويُعرّى من زهوه التأميل |
وتهاوتْ تشكو السماءَ من العتـ |
|
ـمة فامتدّ من سناها دليل |
* * *