شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٥٦
٣٠٩ ـ (عبد الله بن ساعدة) (١) أبو محمد الهذلي المدني.
يروي عن عمر.
قاله ابن سعد ، وقال : توفّي سنة مائة (٢).
٣١٠ ـ (عبد الله بن الصّامت) (٣) ـ م ٤ ـ ابن أخي أبي ذرّ الغفاريّ.
عن : عمّه ، وعمر ، وعثمان ، وعائشة ، وحذيفة ، والحكم ، ورافع ابني عمرو الغفاريّ.
وعنه : أبو عمران الجوني ، وحميد بن هلال ، وأبو العالية البراء ، ومحمد بن واسع ، وعمرو بن مرّة ، وأبو نعامة السّعديّ ، وجماعة.
وقال النّسائي : ثقة.
٣١١ ـ (عبد الله بن عبد الله بن الحارث) (٤) ـ خ م د ن ـ بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أبو يحيى الهاشمي المدني أخو إسحاق ، ومحمد.
روى عن : أبيه ، وابن عبّاس ، وعبد الله بن خبّاب بن الأرتّ ، وعبد الله بن شدّاد.
روى عنه : أخوه عون الزّهري ، وعاصم بن عبيد الله ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب.
وكان من صحابة سليمان بن عبد الملك.
__________________
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٦٠ ، الطبقات لخليفة ٢٣٦.
(٢) ليس في النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد ما يشير إلى تاريخ وفاة ابن ساعدة.
(٣) المعارف ٢٥٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣١٣ رقم ٣٣٣٤ ، الطبقات لخليفة ١٩١ ، التاريخ الكبير ٥ / ١١٨ رقم ٣٥٢ ، الجرح والتعديل ٥ / ٨٤ رقم ٣٨٨ ، الكاشف ٢ / ٨٧ رقم ٢٨١٣ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٧ رقم ٤٣٨٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦٤ رقم ٤٥١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٣ رقم ٣٨٤.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٣١٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٢٦ رقم ٣٧٢ ، الكاشف ٢ / ٩٠ رقم ٢٨٣٧ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٩٥ رقم ٢٤٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٨٤ رقم ٤٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٦ رقم ٤٠٩.
قال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث (١) ، قتلته السّموم بالأبواء سنة سبع وتسعين وهو مع سليمان ، فصلّى عليه.
٣١٢ ـ (عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى) (٢) ـ د ن ـ الخزاعي مولاهم الكوفي.
عن أبيه.
وعنه : أجلح الكنديّ ، وأسلم المنقري ، وسلمة بن كهيل ، ومنصور بن المعتمر ، وجماعة.
٣١٣ ـ (عبد الله بن عبد الملك بن مروان) (٣) بن الحكم الأموي.
ولي الغزو في أيام أبيه ، وبنى المصّيصة ، وكانت داره بمحلّة القباب عند باب الجامع. وولي إمرة مصر بعد عمّه عبد العزيز إلى أن عزل سنة تسعين بقرّة بن شريك.
وعن معن ، عن مالك قال : مات بسر بن سعيد ولم يدع كفنا ، ومات عبد الله بن عبد الملك وترك ثمانين مدى (٤) ذهب.
توفّي سنة مائة.
٣١٤ ـ (عبد الله بن أبي عتبة الأنصاري) (٥) ـ خ م ق ـ مولى أنس بن مالك.
عن : مولاه ، وعائشة ، وأبي سعيد ، وأبي الدرداء ـ وكأنه مرسل ـ وجابر ، وغيرهم.
وعنه : قتادة ، وثابت ، وعليّ بن زيد بن جدعان ، وحميد الطويل.
وثّقه ابن حبّان.
__________________
(١) حتى هنا العبارة في الطبقات لابن سعد ، وما بعدها ليس في النسخة المطبوعة منه.
(٢) كتاب المراسيل لابن أبي حاتم ١١٢ رقم ١٨٠ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ١٣٢ رقم ٣٩٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٩٤ رقم ٤٣٣ ، الكاشف ٢ / ٩٢ رقم ٢٨٤٦ ، جامع التحصيل ٢٦٠ رقم ٣٧٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٩٠ رقم ٤٩٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٧ رقم ٤٢٠.
(٣) نسب قريش ١٦٤ ، الولاة والقضاة للكندي ٥٨ ـ ٦٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ رقم ١٠٠٧ ، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية رقم ٣٣٨٧) ١٥٧ ب ـ ١٥٩ ب ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٠٠ رقم ٢٥٤ ، معجم بني أميّة ٨٣ ـ ٨٥ رقم ١٦٩.
(٤) المدى : مكيال يساوي جريبا أو ١٥ مكّوكا (لسان العرب ـ مادة : مدى).
(٥) التاريخ الكبير ٥ / ١٥٨ رقم ٤٨٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٢٤ رقم ٥٧١ ، الكاشف ٢ / ٩٦ رقم ٢٨٧٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣١٢ رقم ٥٣٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٣٢ رقم ٤٦١.
٣١٥ ـ (عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان) (١) ـ م د ت ن ـ أبو محمد الأموي ، سبط ابن عمر.
مدنيّ ، كان يقال له المطرف (٢) من حسنه وملاحته ، وهو والد محمد الديباج.
روى عن : ابن عبّاس ، ورافع بن خديج ، والحسين بن علي ، وجماعة.
روى عنه : أبو بكر بن حزم ، والزّهري ، وابنه محمد الديباج.
وكان شريفا كبير القدر جوادا ، مدحه الفرزدق ، وموسى شهوات.
توفّي بمصر سنة ستّ وتسعين.
وعن جميل أنه قال لبثينة : ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاط إلّا أخذتني الغيرة عليك وأنت بخبائك.
٣١٦ ـ (عبد الله بن أبي قتادة) (٣) ـ ع ـ الحارث بن ربعيّ الأنصاريّ.
روى عن أبيه فارس رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
روى عنه : يحيى بن أبي كثير ، وأبو حازم الأعرج ، وزيد بن أسلم وحصين بن عبد الرحمن ، وإسماعيل بن أبي خالد.
مات في خلافة الوليد ، وكان من علماء أهل المدينة وثقاتهم.
قال ابن حبّان (٤) : توفّي سنة خمس وتسعين.
__________________
(١) المعارف ١٩٩ و ٢٨٧ و ٥٩٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ رقم ٤٦٦ ، الأغاني ١ / ٣٨٣ ـ ٤١٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ١١٧ ـ ١١٨ رقم ٥٣٧ ، الشعر والشعراء ٢ / ٤٧٨ ـ ٤٨٠ ، نسب قريش ١١٨ ، سمط اللآلئ لأبي عبيد البكري ٤٢٢. الكاشف ٢ / ١٠١ رقم ٢٩١٤ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٨٤ ـ ٣٨٨ رقم ٣١٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩ رقم ٥٧٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٣٧ رقم ٥٠٤ النجوم الزاهرة ١ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، نزهة الأبصار ١ / ٥٢٦ ـ ٥٢٩.
(٢) المطرف : بكسر الميم.
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٧٤ ، الطبقات لخليفة ٢٥٣ ، تاريخ خليفة ٣٠٩ ، مشاهير علماء الأمصار ٦٨ رقم ٤٦٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٢ رقم ١٣٩ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٥ ـ ١٧٦ رقم ٥٥٥ ، تهذيب الأسماء للنووي ق ١ ج ١ / ٢٨٣ رقم ٣٢٦ ، الكاشف ٢ / ١٠٦ رقم ٢٩٥٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٠٧ رقم ٣٤٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٠ رقم ٦١٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤١ رقم ٥٤٦ ، جامع التحصيل ٢٦٢ رقم ٣٩٠.
(٤) في الثقات ٥ / ٢٠.
٣١٧ ـ (عبد الله بن أبي قيس) (١) ـ م ٤ ـ ويقال ابن قيس ، أبو الأسود ، ويقال عبد الله بن أبي موسى مولى عطيّة ، شاميّ حمصي.
روى عن : أبي الدّرداء ، وأبي ذرّ ، وعائشة ، وابن الزّبير.
روى عنه : عيسى بن راشد ، ويزيد بن خمير ، ومحمد بن زياد الألهاني ، ومعاوية بن صالح.
قال أبو حاتم : صالح الحديث ، ووثّقه النّسائيّ.
* ـ (عبد الله بن قيس) أبو بحرية. في الكنى.
٣١٨ ـ (عبد (٢) الله بن قيس الرّقيّات) (٣) المدني المشهور الّذي يقول في كثيرة زوجة عليّ بن عبد الله بن عبّاس :
عاد له من كثيرة الطّرب |
|
فعينه بالدموع تنسكب |
كوفيّة نازح محلّتها |
|
لا أمم دارها ولا صقب |
والله ما إن صبت إليّ ولا |
|
يعرف بيني وبينها نسب (٤) |
إلّا الّذي أورثت كثيرة في |
|
القلب وللحبّ سورة عجب |
٣١٩ ـ (عبد الله بن كعب بن مالك) (٥) ـ خ م ن ق ـ توفّي سنة سبع أو ثمان وتسعين.
__________________
(١) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٠ رقم ٦٥٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٢ ـ ١٧٣ رقم ٥٤٩ ، الكاشف ٢ / ١٠٧ رقم ٢٩٥٨ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٠٨ رقم ٣٤٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ رقم ٢٣١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٢ رقم ٥٥٧.
(٢) ويقال : «عبيد».
(٣) الأغاني ٥ / ٧٣ ـ ١٠٠ ديوان ابن قيس الرقيّات ، طبعة قيينا ١٩٠٢ ، خزانة الأدب للبغدادي ٣ / ٢٦٧ طبعة بولاق ، وفيات الأعيان ٣ / ٨٨ و ١٩٦ ، نسب قريش (انظر فهرس أسماء الشعراء) ، الكامل في الأدب للمبرّد ١ / ٣٩٩.
(٤) في الديوان ورد الشطر الثاني :
«يعلم بيني وبينها سبب»
وورد في الأغاني ٧٩ :
«إن كان بيني وبينها سبب»
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٧٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٨ ـ ١٨٠ رقم ٥٦٢ ، الثقات لابن =
وقد ذكرناه في الطبقة الماضية فيحوّل.
٣٢٠ ـ (عبد الله بن كعب الحميري) (١) مولى عثمان رضياللهعنه.
عن : عمر ابن أبي سلمة ، وأبي بكر بن عبد الرحمن.
وعنه : عبد ربّه بن سعيد الأنصاري ، وابن إسحاق ، وغيرهما.
يؤخّر.
٣٢١ ـ عبد الله بن محمد بن الحنفيّة (٢) ع
أبو هاشم الهاشميّ العلويّ المدني.
روى عن : أبيه ، وعن صهر له صحابيّ من الأنصار.
روى عنه : الزّهريّ ، وعمرو بن دينار ، وسالم بن أبي الجعد ، وابنه عيسى أبو محمد.
وهو نزر الحديث.
وفد على سليمان بن عبد الملك فأدركه أجله بالبلقاء في رجوعه.
قال مصعب الزّبيري : كان أبو هاشم صاحب الشّيعة ، فأوصى
__________________
= حبّان ١٢٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٢ رقم ٦٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار ٧٠ رقم ٤٨١ ، الكاشف ٢ / ١٠٨ رقم ٢٩٦٢ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤١١ ـ ٤١٢ رقم ٣٤٩ ، البداية والنهاية ٩ / ٤٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٩ رقم ٦٣٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٢ رقم ٥٦٢.
(١) التاريخ الكبير ٥ / ١٨٠ رقم ٥٦٣ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٢ رقم ٦٦٥ ، الكاشف ٢ / ١٠٨ رقم ٢٩٦٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٩ رقم ٦٣٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٣ رقم ٥٦٣.
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، مشاهير علماء الأمصار ١٢٧ رقم ٩٩٤ ، الملل والنّحل للشهرستاني ٢٩٠ ـ ٢٩٤ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٨٧ رقم ٥٨٢ ، مقالات الإسلاميين للأشعري (تحقيق ريتر ـ طبعة المعهد الألماني) ٢٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٥٥ رقم ٧١١ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٨٧ رقم ٥٨٢ ، الطبقات لخليفة ٢٣٩ ، تاريخ خليفة ٣١٦ ـ ٣٢٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٢٩ رقم ٣٦٤ ، مقاتل الطالبيين ١٥٩ ، المعارف ٢١٦ ـ ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٢٩ رقم ٣٧ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٨٣ رقم ٤٥٣٣ ، العبر ١ / ١١٦ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٢٤ ـ ٤٢٥ رقم ٣٦٣ ، الكاشف ٢ / ١١٣ رقم ٣٠٠٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٦٦ رقم ٢٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٨ رقم ٦٠٨ ، شذرات الذهب ١ / ١١٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣١٣.
إلى محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس والد السّفّاح ، ودفع إليه كتبه وصرف الشيعة إليه.
وقال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث وكان الشيعة يلقونه وينتحلونه ، فلما احتضر أوصى إلى محمد بن عليّ ، وقال : أنت صاحب هذا الأمر ، وهو في ولدك ، وصرف الشيعة إليه ودفع إليه كتبه.
وقال الزّهري مرّة أخرى : ثنا الحسن ، وعبد الله ابنا محمد بن عليّ. وكان عبد الله يجمع أحاديث السّبائيّة (١).
وقال أبو أسامة : أحدهما مرجئ ـ يعني الحسن ـ والآخر شيعيّ.
قال يعقوب بن شيبة : ثنا سليمان بن منصور ثنا حجر بن عبد الجبّار : سمعت عيسى بن عليّ وذكر أبا هاشم فقال : كان قبيح الخلق ، قبيح الهيئة ، قبيح الدّابّة ، فما ترك شيئا من القبح إلّا نسبه إليه ، قال : وكان لا يذكر أبي عنده ـ أبوه هو عليّ بن عبد الله ـ إلّا عابه ، فبعث إلى ابنه محمد بن عليّ إلى باب الوليد بن عبد الملك ، فأتى أبا هاشم ، فكتب عنه العلم ، وكان يأخذ بركابه ، فكفّه ذلك عن أبينا ، وكان أبي يلطّف محمدا بالشيء يبعث به إليه من دمشق ، فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وأعطاه مرّة بغلة فكبرت عنده ، قال : وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم ، فمرض واحتضر ، فقال له الخراسانية : من تأمرنا نأتي بعدك؟ قال : هذا ، قالوا : ومن هذا؟ قال : هذا محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، قالوا : وما لنا ولهذا؟ قال : لا أعلم أحدا أعلم منه ولا خيرا منه ، فاختلفوا إليه.
قال عيسى : فذاك سببنا بخراسان.
وروي عن جويرية بن أسماء ، وعن غيره أنّ سليمان بن عبد الملك دسّ على عبد الله من سمّه لمّا انصرف من عنده ، فهيّأ أناسا ، وجعل عندهم لبنا
__________________
(١) هم أصحاب عبد الله بن سبإ رأس الطائفة السبئيّة التي تقول بألوهيّة عليّ ورجعته ، وتقول بتناسخ الجزء الإلهيّ في الأئمّة بعد عليّ. (راجع : الملل والنّحل للشهرستاني ١ / ١٧٤ ، لسان الميزان لابن حجر ٣ / ٢٨٩).
مسموما ، فتعرّضوا له في الطّريق ، فاشتهى اللّبن وطلبه منهم ، فشربه ، فهلك ، وذلك بالحميمة (١) في سنة ثمان وتسعين ، وقيل في سنة تسع وتسعين.
حديثه بعلو في جزء البانياسي.
٣٢٢ ـ عبد الله بن محيريز (٢) ع
ابن جنادة بن وهب القرشيّ الجمحيّ المكّي أبو محيريز ، نزيل بيت المقدس.
لا أعلم أحدا ذكر أباه في الصحابة ، والظاهر أنه من مسلمة الفتح.
روى عن : عبادة بن الصّامت ، وأبي محذورة المؤذّن الجمحيّ ، وكان زوج أمّه ، ومعاوية ، وأبي سعيد ، والصّنابحيّ (٣) وغيرهم.
واسم أبي محذورة سلمة بن معير.
روى عنه : خالد بن معدان ، ومكحول ، وحسّان بن عطيّة ، والزّهري ، ويحيى الشّيبانيّ أبو زرعة ، وإسماعيل بن عبيد الله ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وجماعة.
__________________
(١) بلفظ تصغير الحمّة. بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام. (معجم البلدان ٢ / ٣٠٧).
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٤٤٧ ، الطبقات لخليفة ٢٩٤ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠٧ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ١٩٣ ـ ١٩٤ رقم ٦١٣ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٣٥ و ٣٦٤ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٦٨ رقم ٧٧٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١١٧ رقم ٩٠٤ ، الثقات لابن حبّان ١٢٦ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٢٥ ، حلية الأولياء ٥ / ١٣٨ ـ ١٤٩ رقم ٣٠٦ ، أسد الغابة ٣ / ٢٥٢ ، صفة الصفوة ٤ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ رقم ٣٣٢ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٦٤ رقم ١١٤٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ رقم ١٩٤ ، الكاشف ٢ / ١١٥ رقم ٣٠١٠ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٦٤ ، العبر ١ / ١١٧ ـ ١١٨ ، البداية والنهاية ٩ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، العقد الثمين للفاسي ٥ / ٢٤٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٢ ـ ٢٣ رقم ٣١ ، الإصابة ، رقم ٦٦٣٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٩ رقم ٦٢٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٥٩٩ ـ ٦٠٠ رقم ٥٠٨ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢١٤ ، شذرات الذهب ١ / ١١٦.
(٣) بضم الصاد وفتح النون. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر بن عوثبان .. (اللباب ٢ / ٢٤٧).
وكان كبير القدر عالما عابدا قانتا لله.
قال الأوزاعيّ : كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين فيلقى ابن محيريز فتتقاصر إليه نفسه لما يرى من فضل ابن محيريز.
وقال عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز : كان جدّي يختم في كلّ جمعة ، وربّما فرشنا له فراشا ، فيصبح على حاله لم ينم عليه.
وقال مروان الطّاطريّ : ثنا رباح بن الوليد ـ قلت : وقد وثّقه أبو زرعة ـ النّصريّ ، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة قال : قال رجاء بن حيوة : إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر رضياللهعنهما فإنّا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.
وقال محمد بن حمير ، عن ابن أبي عبلة ، عن رجاء قال : إن كان أهل المدينة يرون ابن عمر فيهم إماما فإنّا نرى ابن محيريز فينا إماما ، وكان صموتا معتزلا في بيته.
روى رجاء بن أبي سلمة ، عن خالد بن دريك قال : كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممّن أدركت ، كان أبعد النّاس أن يسكت عن حقّ في الله من غضب ورضا ، وكان من أحرص النّاس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وقال ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن مقبل بن عبد الله الكنانيّ قال : ما رأيت أحدا أحرى أن يستر خيرا من نفسه ، ولا أقول لحقّ إذا رآه من ابن محيريز. ولقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبّة خزّ ، فقال : أتلبس الخزّ؟ فقال : إنّما ألبسها لهؤلاء ـ وأشار إلى عبد الملك ـ فغضب ابن محيريز وقال له : ما ينبغي أن تعدل خوفك من الله بأحد من الناس.
وعن الأوزاعيّ قال : من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز ، فإنّ الله لم يكن ليضلّ أمّة فيها ابن محيريز.
وقال يحيى بن أبي عمرو السيباني : قال لنا ابن محيريز إنّي أحدّثكم فلا تقولوا حدّثنا ابن محيريز ، فإنّي أخشى أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعا يسوؤني.
وقال عبد الواحد بن موسى : سمعت ابن محيريز يقول : اللهمّ إنّي أسألك ذكرا خاملا.
وقال رجاء بن أبي سلمة : كان ابن محيريز يجيء إلى عبد الملك بالصّحيفة فيها النّصيحة فيقرئه إيّاها ، فإذا فرغ منها أخذ الصّحيفة.
وعن رجاء بن حيوة قال : بقاء ابن محيريز أمان للنّاس.
وقال ضمرة : مات في ولاية الوليد.
وقال خليفة : مات في زمن عمر بن عبد العزيز.
٣٢٣ ـ و (عبد الله بن مرّة الهمدانيّ الكوفي) (١).
يروي عن : البراء بن عازب ، وابن عمر ، ومسروق.
روى عنه : منصور ، والأعمش.
وثّقه ابن معين (٢).
توفّي سنة مائة.
٣٢٤ ـ (عبد الله بن مسافع) (٣) ـ د ن ـ بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي (٤) المكّي.
__________________
(١) الطبقات لخليفة ١٥٧ ، تاريخ خليفة ٣٢٥ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٢٩٠ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٩٢ رقم ٦٠٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٦٥ ـ ١٦٦ رقم ٧٦٣ ، الكاشف ٢ / ١١٥ رقم ٣٠١٣ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٠٣ رقم ٥١٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٤ ـ ٢٥ رقم ٣٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٩ رقم ٦٢٤.
(٢) التاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٠.
(٣) تاريخ أبي زرعة ١ / ٥١٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٧٦ رقم ٨٢٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢١٠ ـ ٢١١. رقم ٦٧٤ ، الكاشف ٢ / ١١٦ رقم ٣٠١٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٦ ـ ٢٧ رقم ٤٠ تقريب التهذيب ١ / ٤٥٠ رقم ٦٢٨.
(٤) في الأصل «الحجيبي» والتصحيح من (اللباب ١ / ٣٤٢).
سمع من : عمّته صفيّة ، وابن عمّته مصعب بن عثمان.
وعنه : منصور بن صفيّة ، وابن جريج.
ومات مرابطا مع سليمان بن عبد الملك.
له حديث في سجود السّهو في السّنن.
٣٢٥ ـ (عبد الله بن وهب) (١) ـ ت ق ـ بن زمعة بن الأسود الأسديّ الزّمعيّ المدني الأصغر ، لأنّ أخاه عبد الله الأكبر قتل يوم الدار.
عن : أمّ سلمة ، وابن عمر ، ومعاوية.
وعنه : هاشم بن هاشم بن عتبة (٢) ، والزّهري ، وسالم أبو النّضر ، وحفيده يعقوب بن عبد الله بن عبد الله.
ذكره ابن حبّان في الثّقات (٣).
٣٢٦ ـ (عبد الله بن يزيد الحبليّ) أبو عبد الرحمن.
يذكر في الكنى.
٣٢٧ ـ عبد الرحمن بن أبي بكرة الثّقفي (٤).
أبو بحر ، ويقال أبو حاتم.
سمع : أباه ، وعليّا.
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢١٨ رقم ٧٠٩ ، الطبقات لخليفة ٢٤١ ، الطبقات الكبرى ١٨٩ ، المعارف ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٨٨ ـ ١٨٩ رقم ٨٧٧ ، أسد الغابة ٣ / ٢٧٣ ، تاريخ دمشق (مخطوط الأزهرية ١٠١٧٠) ١٥٠ أ ـ ١٥١ أ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٦٤ ـ ٦٦٥ رقم ٥٦٢ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٧٠ ـ ٧١ رقم ١٣٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٥٩ رقم ٧٢٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٩٨ رقم ٧٢٣ ، تهذيب الأسماء ق ١ ج ١ / ٢٩٥.
(٢) مهمل في الأصل.
(٣) ج ٥ / ٤٨.
(٤) التاريخ لابن معين ٢ / ٣٤٥ ، تاريخ خليفة ١٢٩ و ١٦٥ و ٣٠٣ ، الطبقات لخليفة ٢٠٣ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢٦٠ رقم ٧٣٨ ، الكاشف ٢ / ١٤٠ رقم ٣١٩٥ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٨ ـ ١٤٩ رقم ٣٠٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٤ رقم ٨٨٢ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٥٥.
روى عنه : محمد بن سيرين ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة ، وخالد الحذّاء ، وآخرون.
وهو أوّل مولود ولد بالبصرة ، وكان ثقة جليل القدر ، قد وفد مع أبيه على معاوية.
قال أبو عمرو الدّانيّ : قال شعبة : كان عبد الرحمن أقرأ أهل البصرة.
قال هدبة بن خالد : ثنا عبد الواحد بن صفوان : سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يقول : أنا أنعم الناس ، أنا أبو أربعين ، وعمّ أربعين ، وخال أربعين ، وأبي أبو بكرة (١) وعمّي زياد ، وأنا أوّل مولود ولد بالبصرة ، فنحرت عليّ جزور.
وقال مخلد بن الحسين ، عن هشام ، عن ابن سيرين قال : اشتكى رجل فوصف له لبن الجواميس ، فبعث إلى عبد الرحمن بن أبي بكرة : ابعث إلينا بجاموسة ، قال : فبعث إلى قيّمه : كم حلوب لنا؟ قال : تسعمائة. قال : ابعث بها إليه. وقد رويت هذه الحكاية لعبيد الله بن أبي بكرة ، وهي به أشبه.
قال المدائني ، وابن معين : توفّي سنة ستّ وتسعين.
٣٢٨ ـ (عبد الرحمن بن أذينة العبديّ) (٢) ـ ق ـ قاضي البصرة.
يروي عن : أبيه أذينة بن سلمة ، وأبي هريرة.
وعنه : الشّعبيّ ، وقتادة ، وأبو إسحاق ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرميّ.
وثّقه أبو داود.
وولّاه الحجّاج قضاء البصرة سنة ثلاث وثمانين ، وبقي إلى حدود سنة خمس وتسعين ومات.
__________________
(١) اسمه : نفيع. (الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨).
(٢) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢٥٥ رقم ٨٢٢ ، الطبقات لخليفة ١٩٨ ، تاريخ خليفة ٢٢٧ و ٢٥٦ و ٢٩٦ و ٣٠٠ و ٣٠٢ ، مشاهير علماء الأمصار ٩٦ رقم ٧٠٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٤٤ رقم ١٩٧٢ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢١٠ رقم ٩٩٢ ، الكاشف ٢ / ١٣٨ رقم ٣١٧٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٣٤ ـ ١٣٥ رقم ٢٧٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٦١ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ١١٤ ـ ١١٥.
٣٢٩ ـ عبد الرحمن بن الأسود (١) ع
ابن يزيد بن قيس أبو حفص النّخعيّ الكوفي.
يروي عن : أبيه ، وعمّه علقمة بن قيس ، وعائشة ، وابن الزّبير.
وأدرك عمر.
روى عنه : الأعمش ، وإسماعيل بن خالد ، ومحمد بن إسحاق ، وحجّاج بن أرطاة ، ومالك بن مغول ، وزبيد (٢) اليامي (٣) ، وأبو إسرائيل الملائي ، وعبد الرحمن المسعودي ، وأبو بكر النّهشلي ، وآخرون.
وكان فقيها عابدا ثقة فاضلا.
قال حمّاد بن زيد : ثنا الصّقعب بن زهير ، عن عبد الرحمن بن الأسود قال : كان أبي يبعثني إلى عائشة رضياللهعنها ، فلما احتلمت أتيتها ، فناديت من وراء الحجاب : يا أمّ المؤمنين ، ما يوجب الغسل؟ فقالت : أفعلتها يا لكع؟ إذا التقت المواسي (٤).
وقال إسماعيل بن أبي خالد : قلت لعبد الرحمن بن الأسود : ما منعك أن تسأل كما سأل إبراهيم؟ قال : إنه كان يقال : جرّدوا القرآن.
وقال زبيد ، عن عبد الرحمن بن الأسود إنّه كان يصلّي بقومه في رمضان اثنتي عشرة ترويحة ، ويصلّي لنفسه بين كلّ ترويحتين اثنتي عشرة ركعة ، ويقرأ بهم ثلث القرآن كلّ ليلة ، وكان يقوم بهم ليلة الفطر.
__________________
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٢٨٩ ، الطبقات لخليفة ١٥٧ ، تاريخ خليفة ٣٢٠ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ رقم ٨١٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩ رقم ٩٨٦ ، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم ١٢٩ رقم ٢٢٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٢ رقم ٧٥١ ، المعارف لابن قتيبة ٤٣١ ـ ٤٣٢ و ٤٦٤ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ١١ ـ ١٢ رقم ٨ ، الكاشف ٢ / ١٣٩ رقم ٣١٨٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٠ ـ ١٤١ رقم ٢٨٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٣ رقم ٨٦٨ ، جامع التحصيل ٢٦٩ رقم ٤٢٢.
(٢) مهمل في الأصل.
(٣) في اللباب ١ / ٩٦ «الإيامي» بكسر الهمزة.
(٤) الخبر في الطبقات لابن سعد ، والمواسي ، تعني العانات لأنّ المواسي تجري عليها.
وروى مالك بن مغول ، عن رجل قال : دخلت المسجد يوم جمعة ، فإذا عبد الرحمن بن الأسود قائم يصلّي ، فعددت له ستّا وخمسين ركعة ، ثم صلّى الجمعة ، ثم قام ، فعددت له مثلها حتى سهوت أو ترك.
وقال حفص بن غياث ، عن ابن إسحاق قال : قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجّا فاعتلّت رجله ، فقام يصلّي على قدم حتى أصبح.
وقال موسى بن إسماعيل : ثنا ثابت بن يزيد ، ثنا هلال بن خبّاب قال : كان عبد الرحمن بن الأسود ، وعقبة مولى رويم ، وسعد أبو هشام ، يحرمون من الكوفة ، ويصومون يوما ويفطرون يوما حتى يرجعوا.
ويروى أنّ عبد الرحمن بن الأسود صام حتى أحرق الصّوم لسانه.
وقال الشّعبيّ : أهل بيت خلقوا للجنّة : علقمة ، والأسود ، وعبد الرحمن.
وعن الحكم قال : لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى ، فقيل : ما يبكيك؟
قال : أسفا على الصّلاة والصّوم ، ولم يزل يقرأ القرآن حتى مات. ورئي له أنّه من أهل الجنّة.
قال خليفة : مات سنة ثمان أو تسع وتسعين.
وذكر ابن عساكر أنّه وفد على عمر بن عبد العزيز.
٣٣٠ ـ (عبد الرحمن بن بشر) (١) ـ م د ن ـ بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق.
عن : أبي مسعود الأنصاري ، وخبّاب ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد.
وعنه : إبراهيم النّخعيّ ، ومحمد بن سيرين ، وأبو حصين الأسدي ، وأبو بشر جعفر بن إياس ، وآخرون.
__________________
(١) الجرح والتعديل ٥ / ٢١٥ رقم ١٠١٢ وفيه : «عبد الرحمن بن بشير بن أبي مسعود» ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ رقم ٨٤٤ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٤٥ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ رقم ١١٦٢ ، الكاشف ٢ / ١٤٠ رقم ٣١٩٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٥ رقم ٢٩٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٣ رقم ٨٧٧.
٣٣١ ـ (عبد الرحمن بن البيلمانيّ الشاعر) (١) ـ ع ـ.
روى عن : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وابن عبّاس ، وعمرو بن عبسة (٢) ، وابن عمر ، وغيرهم.
روى عنه : حبيب بن أبي ثابت ، وزيد بن أسلم ، وربيعة الرأي ، ومحمد ابنه.
ليّنه أبو حاتم.
توفّي في خلافة الوليد ، وقيل كان أشعر شعراء اليمن.
٣٣٢ ـ (عبد الرحمن بن جبير) (٣) ـ م د ت ق ـ المصري المؤذّن.
يروي عن : عقبة بن عامر الجهنيّ ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهما.
روى عنه : بكر بن سوادة ، وكعب بن علقمة ، وعبد الله بن هبيرة ، ويزيد بن أبي حبيب المصريّون.
قال ابن لهيعة : كان عالما بالفرائض ، وكان عبد الله بن عمرو معجبا به يقول إنّه لمن المخبتين.
وقال النّسائي : ثقة.
وقال أبو سعيد بن يونس : هو مولى نافع بن عبد عمرو القرشيّ العامريّ شهد فتح مصر.
توفّي سنة سبع أو ثمان وتسعين.
__________________
(١) الجرح والتعديل ٥ / ٢١٦ رقم ١٠١٨ و ٢٣٦ رقم ١١١٨ وانظر الحاشية ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ رقم ٨٤٨ و ٢٨٥ رقم ٩٢٣ وانظر الحاشية ، الطبقات لخليفة ٢٤٩ و ٢٨٧ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٧٠ رقم ١١٦٣ ، الكاشف للذهبي ٢ / ١٤١ رقم ٣١٩٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٩ ـ ١٥٠ رقم ٣٠٣ و ١٨٠ رقم ٣٦٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٤ رقم ٨٨٥.
والبيلماني : بفتح فسكون ففتح ، نسبة إلى موضع باليمن يدعى بيلمان.
(٢) في الأصل «عنبسة» وهو تحريف.
(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٢١ رقم ١٠٣٩ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٦٧ رقم ٨٦٣ ، الكاشف ٢ / ١٤٢ رقم ٣٢٠٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٥٤ ـ ١٥٥ رقم ٣١٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٥ رقم ٨٩٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥١٥ ، حسن المحاضرة ١ / ١٠٦.
٣٣٣ ـ عبد الرحمن بن عائذ الأزدي (١) ع
الثّمالي الحمصي ، أبو عبد الله ، يقال له صحبة ولا يصحّ.
روى عن : عمر ، ومعاذ ، وأبي ذرّ ، وعلي ، وعمرو بن عبسة ، وعوف بن مالك الأشجعيّ ، والعرباض ، وغيرهم.
روى عنه : محفوظ بن علقمة ، وراشد بن سعد ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليم بن عامر ، ويحيى بن جابر ، وثور بن يزيد ، وصفوان بن عمرو.
وقال يحيى بن جابر : كان من حملة العلم ويتطلّبه من الصّحابة وغيرهم.
وقال غيره : لما مات خلّف كتبا وصحفا من علمه ، وخرج مع ابن الأشعث فأسر يوم الجماجم (٢) وأدخل على الحجّاج فعفا عنه.
وثّقه النّسائي.
قال بقيّة : حدّثني ثور بن يزيد قال : كان أهل حمص يأخذون كتب ابن عائذ ، فما وجدوا فيها من الأحكام ، عمدوا بها على باب المسجد قناعة بها ورضا بحديثه.
وحدّثني أرطاة بن المنذر قال : اقتسم رجال من الجند كتب ابن عائذ بينهم بالميزان لقناعته فيهم (٣).
__________________
(١) الطبقات لخليفة ٣١٠ و ٣١٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ رقم ١٠٢٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٧٠ رقم ١٢٧٨ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٦٠ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٩ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، كتاب المراسيل ١٢٤ رقم ٢١٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١١٣ رقم ٨٦١ ، أسد الغابة ٣ / ٣٠٣ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٨٧ ـ ٤٨٩ رقم ١٨٧ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٧١ رقم ٤٨٩٨ ، الكاشف ٢ / ١٥١ رقم ٣٢٧٤ ، الإصابة رقم ٥١٤٧ و ٦٦٩٤ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ رقم ٤١٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٨٦ رقم ٩٩٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٩ ، جامع التحصيل ٢٧١ رقم ٤٣٤.
(٢) وقعة بين الحجّاج وابن الأشعث بظاهر الكوفة ، تمّت فيها كسرة ابن الأشعث ووقع القتل في القرّاء. (انظر : تاريخ الرسل للطبري ٦ / ٣٥٧).
(٣) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٨٣.
روى جنادة بن مروان عن أبيه قال : لمّا أتي الحجّاج بعبد الرحمن بن عائذ يوم الجماجم ، وكان به عارفا ، قال : كيف أصبحت؟ قال : كما لا يريد الله ، ولا يريد الشيطان ، ولا أريد ، قال : ويحك ما تقول! قال : نعم يريد الله أن أكون عابدا زاهدا ، وما أنا كذلك ، ويريد الشيطان أن أكون فاسقا مارقا ، وما أنا كذلك ، وأريد أن أكون مخلى في سربي آمنا في أهلي ، وما أنا كذلك. فقال الحجّاج : أدب عراقيّ ومولد شاميّ وجيراننا إذ كنّا بالطّائف ، خلّوا عنه.
٣٣٤ ـ (عبد الرحمن بن محيريز) (١) ـ ع ـ أخو عبد الله بن محيريز الجمحيّ الشامي ، وهو الصغير.
وروى عن : فضالة بن عبيد ، وزيد بن أرقم ، وغيرهما.
وعنه : إبراهيم بن محمد بن حاطب ، ومكحول ، وأبو قلابة الجرمي (٢).
صدوق.
٣٣٥ ـ (عبد الرحمن بن معاوية بن حديج) (٣) الكندي التّجيبي المصري. قاضي مصر لعبد العزيز بن مروان وصاحب شرطته ونائبة على مصر إذا غاب ، ولهذا قال شعبة بن عفير : جمع له القضاء وخلافة السلطان.
روى عن : أبيه ، وأبي بصرة الغفاريّ ، وعبد الله بن عمر.
وروى عنه : يزيد بن أبي حبيب ، وعقبة بن مسلم ، وواهب المعافري ، وسويد بن قيس.
ووفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر له.
توفّي سنة خمس وتسعين. كنيته أبو معاوية ، ولم يخرّجوا له شيئا.
__________________
(١) الطبقات لخليفة ٣٠٧ ، الكاشف ٢ / ١٦٣ رقم ٣٣٥٢ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٦٨ رقم ٥٢٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٧ رقم ١١٠٦ ، جامع التحصيل ٢٧٦ رقم ٤٥٥.
(٢) هو عبد الله بن زيد الجرمي ، بفتح الجيم وسكون الراء ، نسبة إلى جرم ، وهي قبيلة جرم بن ريان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. (اللباب ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤).
(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٤ رقم ١٣٥٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٥٠ رقم ١١٠٦ ، كتاب الولاة والقضاة للكندي ٥٣ و ٥٨ و ٦٤ و ٣٢٤ ـ ٣٢٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ رقم ٥٣٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٨ رقم ١١١٥ ، حسن المحاضرة ١ / ٩١.
٣٣٦ ـ (عبد الرحمن بن يزيد بن جارية (١) الأنصاري) ـ خ ٤ ـ المدني ، أخو مجمّع ، وابن أخي مجمّع.
ولد على عهد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وحدّث عن : عمّه ، وأبي لبابة بن عبد المنذر ، وخنساء بنت خذام (٢).
روى عنه : القاسم بن محمد ، والزّهري ، وعبد الله بن محمد بن عقيل.
وروي عن الأعرج قال : ما رأيت بعد الصّحابة أفضل منه.
وقال ابن سعد (٣) : كان ثقة ، ولي قضاء المدينة في خلافة الوليد ، وهو قليل الحديث.
توفّي عبد الرحمن سنة ثلاث وتسعين.
٣٣٧ ـ (عبد الرحمن بن وعلة) (٤) ـ م ٤ ـ ويقال ابن أسميفع (٥) ـ السّبائي (٦) المصري.
عن : ابن عبّاس ، وابن عمر.
وعنه : أبو الخير مرثد اليزني ، وزيد بن أسلم ، وجعفر بن ربيعة ، وآخرون.
__________________
(١) الطبقات لخليفة ٨٢ ، تاريخ خليفة ٣١٢ و ٣١٦ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦٣ ـ ٥٦٤ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٧٣ رقم ٥١٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٦٣ رقم ١١٥١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٩ رقم ١٤١٧ ، الكاشف ٢ / ١٦٨ رقم ٣٣٨٩ ، جامع التحصيل ٢٧٧ رقم ٤٥٨ تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ رقم ٥٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٠٢ رقم ١١٥٤.
(٢) مهمل في الأصل.
(٣) الطبقات الكبرى ٥ / ٨٤.
(٤) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٣٥٩ رقم ١١٤١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٦ رقم ١٤٠٢ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٦١ ، مشاهير علماء الأمصار ١٢٠ رقم ٩٣٧ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٩٨ و ٤٨٤ و ٥٣٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٩٦ رقم ٤٩٩٨ ، الكاشف ٢ / ١٦٨ رقم ٣٣٨٥ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ رقم ٥٧٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٠٢ رقم ١١٥٠ ، حسن المحاضرة ١ / ١٠٦.
(٥) في الأصل «السميفع» ، والتصحيح من اللباب ٢ / ٩٨ ومن الخلاصة حيث ضبطه بضمّ أوّله.
(٦) بفتح السين المهملة والباء الموحّدة. بعدها همزة مكسورة ، نسبة إلى سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى عبد الله بن سبإ رأس الغلاة من الرافضة. (اللباب ٢ / ٩٨).
وثّقه ابن معين وغيره ، وكان أحد الأشراف بمصر.
٣٣٨ ـ عبد الملك الشّابّ الناسك العابد (١)
ولد عمر بن عبد العزيز.
قال عبد الله بن يونس الثقفي ، عن سيّار أبي الحكم قال : قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك : يا أبه أقم الحقّ ولو ساعة من نهار. وكان يفضّل على عمر.
وقال يحيى بن يعلى المحاربيّ : ثنا بعض المشيخة قال : كنّا نرى أنّ عمر بن عبد العزيز إنّما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك (٢).
وقال أبو المليح ، عن ميمون بن مهران قال : قال لي عمر بن عبد العزيز : الق عبد الملك ، فأتيته فقلت لغلامه : استأذن لي ، فسمعت صوته : أدخل ، فدخلت ، فإذا خوان بين يديه ، عليه ثلاثة أقرصة وقصعة فيها ثريد ، فقال : كل فما منعني من الأكل إلّا الإبقاء عليه ، فاعتللت بشيء ، فلما فرغ دعا غلامه وأعطاه فلوسا ، فقال : جئنا بعنب ، فجاء بشيء صالح ، وكان عمر منع من العصير ، فرخّص العنب ، فقال : الله كان منعك الإبقاء علينا فكل من هذا فإنّه رخيص ، قلت : من أين معاشك؟ قال : أرض لي أستدين عليها ، قلت : فلعلّك تستدين من رجل يشقّ عليه وهو يحتمل ذلك لمكانك؟ قال : لا إنّما هي دراهم لصاحبتي استقرضتها ، قلت : أفلا أكلّم أمير المؤمنين يجري عليك رزقا ، فأبى ذلك وقال : والله ما يسرّني أنّ أمير المؤمنين أجرى عليّ شيئا من صلب ماله دون إخوتي الصّغار ، فكيف يجري عليّ من فيء المسلمين.
وقال فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، أنّ عمر بن عبد العزيز قال له : إنّ ابني عبد الملك آثر ولدي عندي ، وقد زيّن عليّ علمي بفضله ،
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٣ ـ ٥٧٤ ، صفة الصفوة ٢ / ١٢٧ ـ ١٣٠ رقم ١٧٣ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٦٤ رقم ٣٢٤ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٦٤ ـ ٦٥ ، الأخبار الموفقيات ٦٢٣.
(٢) صفة الصفوة ٢ / ١٢٧ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤.
فاستثره لي ثم ائتني بعلمه وعقله ، فأتيته ، فجاء غلامه فقال : قد أخلينا الحمّام ، فقلت : الحمّام لك؟ قال : لا ، قلت : فما دعاك إلى أن تطرد عنه غاشيته وتدخل وحدك فتكسر على الحمّاميّ غلّته ، ويرجع من جاءه متعنّيا! قال : أمّا صاحب الحمّام فإنّي أرضيته ، قلت : هذه نفقة سرف يخالطها كبر. قال : يمنعني أنّ الرّعاع يدخلون بغير إزار وكرهت أدبهم على الإزار فقد وعظتني موعظة انتفعت بها فاجعل لي من هذا فرجا ، فقلت : ادخل ليلا ، فقال : لا جرم لا أدخله نهارا ولو لا شدّة برد بلادنا ما دخلته ، فأقسمت عليك لتكتمنّ هذه عن أبي فإنّي معتبك ، قلت : فإن سألني : هل رأيت منه شيئا ، أتأمرني أن أكذب وإنّما أبغي عقله مع ورعه؟ فقال : معاذ الله ، ولكن قل : رأيت عيبا ففطّنته ، له ، فأسرع إلى ما أحببت ، فإنّه لن يسألك عن التفسير ، لأنّ الله قد أعاذه من بحث ما ستر الله.
وقال يعلى بن الحارث المحاربي : سمعت سليمان بن حبيب المحاربي قال : جلست مع عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ، فقلت : هل خصّك أمير المؤمنين أو جعل لك مطبخا أو كذا؟ فقال : إنّي في كفاية ، ويحك يا سليمان إنّ الله قد أحسن إلى أمير المؤمنين ، وتولّاه فأحسن معونته منذ ولّاه ، والله لأن تخرج نفس أمير المؤمنين أحبّ إليّ من أن تخرج نفس هذا الذّباب ، قلت : سبحان الله ، فقال : هو في نعم الله في عنايته بالخاصّة والعامّة ، ولست آمن عليه أن يجيئه بعض ما يصرفه عن دينه.
وقال عبد الله بن صالح : حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو لا أن أكون زيّن لي من أمر عبد الملك ما يزيّن في عين الوالد لرأيته أهلا للخلافة.
وقال جويرية : ثنا نافع قال : قال عبد الملك بن عمر لأبيه : ما يمنعك أن تمضي للّذي تريد؟ والّذي نفسي بيده ما أبالي لو غلت بي وبك القدور ، فقال : الحمد لله الّذي جعل لي من ذرّيتي من يعينني على هذا الأمر ، يا بنيّ لو تأهّب النّاس بالذي تقول لم آمن أن ينكروها فإذا أنكروها لم أجد بدّا من
السيف ، ولا خير في خير لا يجيء إلّا بالسيف ، إني أروض النّاس رياضة الصّعب ، فإن يطل بي عمر ، فإنّي أرجو أن ينفّذ الله مشيئتي ، وإن تغدو عليّ منيّة فقد علم الله الّذي أريد (١).
وقال حسين الجعفي ، عن محمد بن أبان قال : جمع عمر بن عبد العزيز قرّاء أهل الشام ، فيهم ابن أبي زكريّا الخزاعيّ فقال : إنّي جمعتكم لأمر قد أهمّني ، هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي ما ترون فيها؟ فقالوا : ما نرى وزرها إلّا على من اغتصبها ، فقال لابنه عبد الملك : ما ترى؟ قال : ما أرى من قدر على ردّها فلم يردّها والّذي اغتصبها إلّا سواء ، فقال : صدقت أي بنيّ الحمد لله الّذي جعل لي وزيرا من أهل عبد الملك ابني.
وقال سفيان الثّوري : قال عمر بن عبد العزيز لابنه : كيف تجدك؟ قال : في الموت. قال : لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك ، فقال : والله يا أبه ، لأن يكون ما تحبّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحبّ (٢).
قيل إنّه عاش تسع عشرة سنة ، ومات سنة مائة أو نحوها ، وله حكايات في زهده وخوفه.
٣٣٩ ـ (عبد الملك بن يعلى اللّيثي) (٣) قاضي البصر.
عن أبيه ، وعن رجل صحابيّ من قومه ، وعن عمران بن حصين ، وعن محمد بن عمران بن حصين.
وعنه : قتادة ، وأيوب السّختياني ، وحميد الطّويل ، وجماعة آخرهم
__________________
(١) انظر : سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ٧٠ ـ ٧١ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٣ ـ ٥٧٤ ، و ٦١٧ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٤.
(٢) قارن بالحلية ٥ / ٣٥٤ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٦٥ ، التذكرة الحمدونية ١ / ١٤٩.
(٣) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٤٣٧ رقم ١٤٢٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٧٥ رقم ١٧٥٣ ، تاريخ خليفة ٣٣٤ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٢١٧ ، الكاشف ٢ / ١٩٠ رقم ٣٥٤٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ رقم ٨٩٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٢٤ رقم ١٣٦٦.