الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي
المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢
مع أصحابه ، قال : وكان يصيبه الصمات فكان يقوم كما هو يضع خدّه على قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ يرجع ، فعوتب في ذلك فقال : إنَّه ليصيبني خطرة ، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع ، فقيل له في ذلك فقال : إنّي رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا الموضع ـ يعني في النوم (١).
٦ ـ قال العزّ بن جماعة الحموي الشافعي المتوفّى (٨١٩) في كتاب العلل والسؤالات لعبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه رواية أبي عليّ بن الصوف عنه ، قال عبد الله : سألت أبي عن الرجل يمسُّ منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتبرّك بمسِّه ويقبِّله ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى. قال : لا بأس به. وفاء الوفا (٢) (٢ / ٤٤٣).
٧ ـ قال العلاّمة أحمد بن محمد المقري المالكي المتوفّى (١٠٤١) في فتح المتعال بصفة النعال (٣) نقلاً عن وليّ الدين العراقي ، قال : أخبر الحافظ أبو سعيد بن العلا قال : رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خطُّ ابن ناصر (٤) وغيره من الحفّاظ ، أنَّ الإمام أحمد سُئل عن تقبيل قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وتقبيل منبره. فقال : لا بأس بذلك. قال : فأريناه التقيّ ابن تيميّة فصار يتعجّب من ذلك ويقول : عجبت من أحمد عندي جليل ـ هذا كلامه أو معنى كلامه ـ! وقال : وأيّ عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنَّه غسل قميصاً للشافعيّ وشرب الماء الذي غسله به (٥)؟ وإذا كان هذا
__________________
(١) وفاء الوفا : ٢ / ٤٤٤ [٤ / ١٤٠٦]. (المؤلف)
(٢) وفاء الوفا : ٤ / ١٤٠٤.
(٣) فتح المتعال : ص ٣٢٩.
(٤) هو الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل البغدادي ، توفّي سنة (٥٥٠) ، قال ابن الجوزي في المنتظم : ١٠ / ١٦٣ [١٨ / ١٠٣ رقم ٤٢٠١] ، كان حافظاً متقناً ، ثقة لا مغمز فيه. (المؤلف)
(٥) ذكره ابن الجوزي في مناقب أحمد : ص ٤٥٥ [ص ٦٠٩] ، وابن كثير في تاريخه : ١٠ / ٣٣١ [١٠ / ٣٦٥ حوادث سنة ٢٤١ ه]. (المؤلف)
تعظيمه لأهل العلم فما بالك بمقادير الصحابة؟ وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ وما أحسن ما قاله مجنون ليلى :
أمرُّ على الديار ديار ليلى |
|
أقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا |
وما حبُّ الديار شغفنَ قلبي |
|
ولكن حبُّ من سكن الديارا |
٨ ـ ذكر الخطيب ابن حملة : أنَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف (١) ، وأنَّ بلالاً ـ رضي الله تعالى عنه ـ وضع خدّيه عليه أيضاً.
ورأيت في كتاب السؤالات لعبد الله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ثمّ قال ـ : ولا شكّ أنَّ الاستغراق في المحبّة يحمل على الإذن في ذلك ، والمقصود من ذلك كلّه الاحترام والتعظيم ، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته ، فأُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه ، وأُناس فيهم أناة يتأخّرون ، والكلُّ محلُّ خير (٢).
٩ ـ قال شيخ مشايخ الشافعيّة ، الشافعيُّ الصغير محمد بن أحمد الرملي المتوفّى (١٠٠٤) في شرح المنهاج : ويكره أن يجعل على القبر مظلّة ، وأن يُقبَّل التابوت الذي يُجعل فوق القبر واستلامه ، وتقبيل الأعتاب عند الدخول لزيارة الأولياء. نعم ؛ إن قصد التبرّك لا يكره كما أفتى به الوالد ـ رحمهالله تعالى ـ فقد صرّحوا (٣) بأنَّه إذا
__________________
(١) وفي الشفا للقاضي [٢ / ١٩٩] : رؤي ابن عمر واضعاً يده على مقعد رسول الله من المنبر ، ثمّ وضعها على وجهه. (المؤلف)
(٢) وفاء الوفا للسمهودي : ٢ / ٤٤٤ [٤ / ١٤٠٥]. (المؤلف)
(٣) أخرج الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وأبو داود في مسنده [١ / ٧ ح ٢٧] : أنّ رسول صلّي الله عليه واله وسلّم كان يشير إلى الحجر الأسود بمحجنته ، ويقبّل المحجن. (المؤلف)
عجز عن استلام الحجر سنَّ له أن يشير بعصا وأن يقبِّلها (١).
١٠ ـ قال أبو العبّاس أحمد الرملي الكبير الأنصاري ـ شيخ الشيوخ ـ في حاشية روض الطالب المطبوعة في هامش أسنى المطالب (١ / ٣٣١) عند قول المصنِّف في أدب مطلق زيارة القبور ، أن يدنو منه دنوّه منه حيّا ، قال في المجموع : ولا يستلم القبر ولا يقبِّله ، ويستقبل وجهه للسلام ، والقبلة للدعاء ، وذكره أبو موسى الأصبهاني ، قال شيخنا : نعم ؛ إن كان قبر نبيٍّ أو وليٍّ أو عالمٍ واستلمه أو قبّله بقصد التبرّك فلا بأس به.
١١ ـ نقل الطيّب الناشري ، عن محبّ الدين الطبري الشافعي : أنَّه يجوِّز تقبيل القبر ومسّه ، قال : وعليه عمل العلماء الصالحين وأنشد :
لو رأينا لسليمى أثراً |
|
لسجدنا ألف ألف للأثر (٢) |
١٢ ـ قال القاضي عياض المالكي في الشفا (٣) ـ بعد كلام طويل في تعظيم قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : وجدير بمواطن عُمِّرت بالوحي والتنزيل ، وتردّد بها جبرئيل وميكائيل ، وعرجت منها الملائكة والروح ، وضجّت عرصاتها بالتقديس والتسبيح ، واشتملت تربتها على جسد سيّد البشر ، وانتشر عنها من دين الله وسنّة نبيّه ما انتشر ، مدارس وآيات ومساجد وصلوات ، ومشاهد الفضائل والخيرات ، ومعاهد البراهين والمعجزات ، ومناسك الدين ، ومشاعر المسلمين ، ومواقف سيّد المرسلين ، ومتبوَّأ خاتم النبيِّين ، حيث انفجرت النبوّة ، وأين فاض عُبابها ، ومواطن مهبط
__________________
(١) حكاه الشبرأملسي عن الشيخ أبي الضياء المتوفّى (١٠٨٧) في حاشية المواهب اللدنيّة ، والحمزاوي في كنز المطالب : ص ١٩ [ص ٢١٩]. (المؤلف)
(٢) وفاء الوفا للسمهودي : ٢ / ٤٤٤ [٤ / ١٤٠٦]. (المؤلف)
(٣) الشفا بتعريف حقوق المصطفى : ٢ / ١٣١ ـ ١٣٤.
الرسالة ، وأوّل أرض مسَّ جلدَ المصطفى ترابها ؛ أن تُعظَّم (١) عرصاتها ، وتنسّم نفحاتها ، وتُقبَّل ربوعها وجدرانها.
يا دارَ خير المرسلين ومن به |
|
هُديَ الأنامُ وخصَّ بالآياتِ |
عندي لأجلِكِ لوعةٌ وصبابةٌ |
|
وتشوّقٌ متوقِّدُ الجمراتِ |
وعليَّ عهدٌ إن ملأت محاجري |
|
من تلكمُ الجدرانِ والعرصاتِ |
لأُعفِّرنَّ مصونَ شيبي بينها |
|
من كثرةِ التقبيلِ والرشفاتِ |
لو لا العوادي والأعادي زرتُها |
|
أبداً ولو سحباً على الوجناتِ |
لكن سأهدي من حفيل تحيّتي |
|
لقطينِ تلك الدارِ والحجراتِ |
١٣ ـ قال قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي الحنفي المتوفّى (١٠٦٩) في شرح الشفا (٢) (٣ / ٥٧٧) عند قول القاضي ـ ونقل من كتاب أحمد بن سعيد الهندي في من وقف بالقبر أن لا يلصق به ولا يمسّه بشيء من جسده ـ : فلا يقبّله ، فيكره مسّه وتقبيله وإلصاق صدره لأنَّه ترك أدب ، وكذا كلّ ضريح يكره فيه ، وهذا أمر غير مجمع عليه ؛ ولذا قال أحمد والطبري : لا بأس بتقبيله والتزامه. وروي أنَّ أبا أيّوب الأنصاري كان يلتزم القبر الشريف ، قيل : وهذا لغير من لم يغلبه الشوق والمحبّة ، وهو كلام حسن.
وقال (٣) في (٣ / ٥٧١) عند قول ابن أبي مليكة : ـ من أحبَّ أن يكون وِجاه النبيّ فيجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه ـ : هو إرشاد لكيفيّة الزيارة وأن يكون بينه وبين القبر فاصل ، فقيل : إنَّه يبعد عنه بمقدار أربعة أذرع ، وقيل : ثلاثة وهذا مبنيٌّ على أنَّ البعد أولى وأليق بالأدب كما كان في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليه الأكثر ،
__________________
(١) أن وما بعدها في تأويل مصدر على أنّه مبتدأ مؤخر للخبر المتقدم : (جدير) في أول الكلام. (المؤلف)
(٢) نسيم الرياض : ٣ / ٥٢٤.
(٣) نسيم الرياض : ص ٥١٧.
وذهب بعض المالكيّة إلى أنَّ القرب أولى ، وقيل : يعامله معاملته في حياته فيختلف ذلك باختلاف الناس ، وهذا باعتبار ما كان في العصر الأوّل ، وأمّا اليوم فعليه مقصورة تمنع من دنوِّ الزائر ، فيقف عند الشبّاك.
١٤ ـ نقل عن ابن أبي الصيف اليماني ـ أحد علماء مكّة من الشافعيّة ـ جواز تقبيل المصحف ، وأجزاء الحديث ، وقبور الصالحين.
١٥ ـ قال الحافظ ابن حجر (١) : استنبط بعضهم من مشروعيّة تقبيل الحجر الأسود جواز تقبيل كلِّ من يستحقُّ التعظيم من آدميٍّ وغيره ، فأمّا تقبيل يد الآدميّ فسبق في الأدب ، وأمّا غيره ، فنقل عن أحمد أنَّه سُئل عن تقبيل منبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقبره ، فلم يرَ به بأساً ، واستبعد (٢) بعض أتباعه صحّته عنه (٣).
١٦ ـ قال الزرقاني المصري المالكي في شرح المواهب (٨ / ٣١٥) : تقبيل القبر الشريف مكروه إلاّ لقصد التبرّك فلا كراهة كما اعتقده الرملي.
١٧ ـ قال الشيخ إبراهيم الباجوري الشافعي ، في حاشيته على شرح ابن قاسم الغزّي على متن الشيخ أبي شجاع في الفقه الشافعي (١ / ٢٧٦):
يكره تقبيل القبر واستلامه ومثله التابوت الذي يجعل فوقه ، وكذلك تقبيل الأعتاب عند الدخول لزيارة الأولياء ، إلاّ أن قصد به التبرّك بهم فلا يكره ، وإذا عجز عن ذلك لازدحام ونحوه كاختلاط الرجال بالنساء ـ كما يقع في زيارة سيدي أحمد البدوي ـ وقف في مكان يتمكّن فيه من الوقوف بلا مشقّة ، وقرأ ما تيسّر وأشار بيده
__________________
(١) فتح الباري : ٣ / ٤٧٥ ح ١٦٠٩.
(٢) المستبعد هو ابن تيميّة أو من يشاكله من أهل الأهواء المضلّة الذين لا يعتنى بهم وبآرائهم في دين الله. (المؤلف)
(٣) وفاء الوفا للسمهودي : ٢ / ٤٤٤ [٤ / ١٤٠٥]. (المؤلف)
أو نحوها ، ثمّ قبّل ذلك ، فقد صرّحوا بأنَّه إذا عجز عن استلام الحجر الأسود يسنُّ له أن يشير بيده أو عصا ثمّ يقبِّلها.
١٨ ـ قال الشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي في كنز المطالب (ص ٢١٩) ومشارق الأنوار (١) (ص ٦٦) بعد نقل عبارة الرملي المذكور :
ولا مرية حينئذٍ أنَّ تقبيل القبر الشريف لم يكن إلاّ للتبرّك ، فهو أولى من جواز ذلك لقبور الأولياء عند قصد التبرّك ، فيحمل ما قاله العارف على هذا المقصد ، لا سيّما وأنَّ قبره الشريف روضة من رياض الجنّة.
١٩ ـ قال الشيخ سلامة العزّامي الشافعي في فرقان القرآن (ص ١٣٣):
وقال ـ يعني ابن تيميّة ـ : من طاف بقبور الصالحين أو تمسّح بها كان مرتكباً أعظم العظائم. وأتى بكلام ملتبس ؛ فمرّة يجعله من الكبائر ، وأخرى من الشرك إلى مسائل من أشباه ذلك ، قد فرغ العلماء المحقِّقون والفقهاء المدقِّقون من بحثها وتدوينها قبل أن يولد هو بقرون ، فيأبى إلاّ أن يخالفهم ؛ وربّما ادّعى الإجماع على ما يقول ، وكثيراً ما يكون الإجماع قد انعقد قبله على خلاف قوله ، كما يعلم ذلك من أمعن في كلامه وكلام من قبله وكلام من بعده ممّن تعقّبه من أهل الفهم المستقيم والنقد السليم ، وإليك مثالاً :
التمسّح بالقبر أو الطواف به من عوام المسلمين ، فأهل العلم فيه على ثلاثة أقوال : الجواز مطلقاً ، والمنع مطلقاً على وجه كراهة التنزيه الشديدة ، ولكنّها لا تبلغ حدّ التحريم ، والتفصيل بين من غلبه شدّة شوقٍ إلى المزور فتنتفي عنه هذه الكراهة ومن لا فالأدب تركه. وأنت إذا تأمّلت في الأُمور التي كفّر بها المسلمين وجعلها
__________________
(١) مشارق الأنوار : ١ / ١٤٠.
عبادة لغير الله وجدت حجَّته ترجع إلى مقدّمتين صدقت كبراهما وهي : كلّ عبادة لغير الله شرك. وهي معلومة من الدين بالضرورة ، ثمّ يسوق عليه الأدلّة بالآيات الواردة فى المشركين ، وكذبت صغراهما ، وهي قوله : كلّ نداءٍ لميّت أو غائب أو طواف بقبر أو تمسّح به أو ذبح أو نذر لصاحبه ... إلخ ، فهو عبادة لغير الله.
ثمّ يسوق الآيات والأحاديث الصحاح التي لم يفهمها أو تعمّد في تأويلها على غير وجهها ، ثمّ يخرج من هذا القياس الذي فسدت إحدى مقدّمتيه بنتيجة لا محالة كاذبة ، وهي : أنَّ جمهور المسلمين ـ إلاّ إيّاه ومن شايعه ـ مشركون كافرون ، وقد أجاد تلخيص هذا المذهب وأدلّته وتزييفها منطقيّا وأُصوليّا كلّ الإجادة سيّد أهل التحقيق وتاج أهل التدقيق الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد المجيد الفاسي ، المتوفّى سنة تسع وعشرين ومائتين وألف في مؤلّفٍ ردّ به على ذلك المذهب ،ينطق بعلوِّ كعب هذا الإمام.إلى أن قال :
ولقد تعدّى هذا الرجل حتى على الجناب المحمّدي فقال : إنَّ شدّ الرحال إلى زيارته معصية ، وإنّ من ناداه مستغيثاً به ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعد وفاته فقد أشرك ، فتارةً يجعله شركاً أصغر ، وأُخرى يجعله شركاً أكبر ، وإن كان المستغيث ممتلئ القلب بأنَّه لا خالق ولا مؤثِّر إلاّ الله ، وأنَّ النبيَّ ـ صلى الله عليه ـ إنَّما تُرفع إليه الحوائج ويُستغاث به ، على أنَّ الله جعله منبع كلِّ خير ، مقبول الشفاعة ، مستجاب الدعاء صلىاللهعليهوآلهوسلم كما هي عقيدة جميع المسلمة ، مهما كانوا من العامّة. انتهى.
وأخبر جمال الدين عبد الله بن محمد الأنصاري المحدِّث ، قال : رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني (١) إلى دمشق ، فقصد زيارة نعل سيّدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التي بدار الحديث الأشرفيّة بدمشق وكنت معه ، فلمّا رأى النعل المكرّمة حسر عن رأسه
__________________
(١) الفقيه المالكي المتضلّع في الفقه وأصوله والأدب ، له تآليف قيّمة ، توفّي (٧٣٤). (المؤلف)
وجعل يقبّله ويمرّغ وجهه عليه ودموعه تسيل ، وأنشد :
فلو قيل للمجنون ليلى ووصلَها |
|
تريدُ أم الدنيا وما في طواياها |
لقال غبارٌ من ترابِ نعالِها |
|
أحبُّ إلى نفسي وأشفى لبلواها (١) |
٢٠ ـ أخرج محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة (٢) (٢ / ٥٤) حديثاً طويلاً فيما اتّفق بالأبواء بين عمر بن الخطّاب ، لمّا خرج حاجّا في نفر من أصحابه ، وبين شيخ استغاث به ، وفيه : لمّا انصرف عمر ونزل ذلك المنزل واستخبر عن الشيخ وعرف موته ، فكأنّي أنظر إلى عمر وقد وثب مباعداً ما بين خطاه ، حتى وقف على القبر ـ قبر الشيخ ـ فصلّى عليه ثمّ اعتنقه وبكى.
فلو جاز لمثل عمر الوقوف على قبر رجل عاديّ واعتناقه والبكاء عليه ، فما وازع الأُمّة عن الوقوف على قبر رسولها الكريم واعتناقه والبكاء عليه ، أو قبور عترته الطاهرة.
(أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) (٣).
زيارة أبي بكر بن أبي قحافة :
لفظ الفقه على المذاهب الأربعة (٤) (١ / ٥٥١).
٢٧ ـ ثمّ يقف حيث يحاذي رأس الصدّيق رضى الله عنه ويقول :
السلام عليك يا خليفة رسول الله ، السلام عليك يا صاحب رسول الله في
__________________
(١) الديباج المذهَّب : ص ١٨٧ [٢ / ٨١]. (المؤلف)
(٢) الرياض النضرة : ٢ / ٣٣٠.
(٣) الأنعام : ٩٠.
(٤) الفقه على المذاهب الأربعة : ١ / ٧١٣.
الغار ، السلام عليك يا رفيقه في الأسفار ، السلام عليك يا أمينه في الأسرار ، جزاك الله عنّا أفضل ما جزى إماماً عن أُمّة نبيّه ، ولقد خلفته بأحسن خلف ، وسلكت طريقه ومنهاجه خير سلك ، وقاتلت أهل الردّة والبدع ، ومهّدت الإسلام ، ووصلت الأرحام ، ولم تزل قائماً للحقّ ناصراً لأهله حتى أتاك اليقين ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، اللهمّ أَمتنا على حبّه ، ولا تخيِّب سعينا في زيارته برحمتك يا كريم.
زيارة عمر بن الخطّاب :
٢٨ ـ ثمّ يتحوّل حتى يحاذي قبر عمر رضى الله عنه ويقول :
السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مظهر الإسلام ، السلام عليك يا مكسِّر الأصنام ، جزاك الله عنّا أفضل الجزاء ، ورضي الله عمّن استخلفك ، فقد نصرت الإسلام والمسلمين حيّا وميّتاً ؛ فكفلت الأيتام ، ووصلت الأرحام ، وقوي بك الإسلام ، وكنت للمسلمين إماماً مرضيّا وهادياً ومهديّا ، جمعت شملهم ، وأغنيت فقيرهم ، وجبرت كسرهم ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
قال الأميني : هذه الزيارة هي التي ذكرها الشرنبلالي الفقيه الحنفي في مراقي الفلاح (١) وغير واحد من السلف ، غير أنَّ أعلام اليوم زادوا فيها ما راقهم من فضائل الشيخين ، وليس هناك أيّ وازع من ذلك. إذ في وسع الزائر سرد جمل الثناء على المزور بكلّ ما يعلم من مناقبه ، وقد أطبقت الأُمّة الإسلاميّة على هذا في قرونها الخالية حتى اليوم.
زيارة أُخرى :
رواية القسطلاني (٢) :
__________________
(١) مراقي الفلاح : ص ١٥١.
(٢) المواهب اللدنيّة : ٤ / ٥٨٤.
ينتقل عن يمينه قدر ذراع فيسلّم على أبي بكر رضى الله عنه ؛ لأنَّ رأسه بحذاء منكب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقول :
السلام عليك يا خليفة سيّد المرسلين ، السلام عليك يا من أيّد الله به يوم الردّة الدين ، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، اللهمّ ارض عنه وارض عنّا به.
ثمّ ينتقل عن يمينه قدر ذراع فيسلّم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فيقول :
السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا من أيّد الله به الدين ، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، اللهمّ ارض عنه وارض عنّا به.
ثم يرجع إلى موقفه الأوّل قبالة وجه سيِّدنا محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
زيارة أُخرى :
لفظ الباجوري :
يتأخّر صوب يمينه قدر ذراع فيسلّم على أبي بكر رضى الله عنه فيقول :
السلام عليك يا أبا بكر يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، جزاك الله عن أُمّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم خيراً.
ثمّ يتأخّر أيضاً قدر ذراع فيسلّم على عمر رضى الله عنه فيقول مثل ما تقدّم ، ثمَّ يرجع إلى موقفه الأوّل قبالة وجهه صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتوسّل به إلى ربِّه.
زيارة الشيخين بلفظ واحد :
ثمّ يرجع نصف ذراع فيقول :
السلام عليكما يا ضجيعي رسول الله ورفيقيه ووزيريه ومشيريه والمعاونين له على القيام في الدين ، القائمين بعده بمصالح المسلمين ، وجزاكما الله أحسن الجزاء.
وزاد الشرنبلالي الحنفي في مراقي الفلاح (١) :
جئناكما نتوسّل بكما إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليشفع لنا ، ويسأل ربّنا أن يتقبّل سعينا ، ويحيينا على ملّته ، ويميتنا عليها ويحشرنا في زمرته.
زيارة الشيخين بلفظ آخر :
ذكرها ابن حبيب في ذيل زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
السلام عليكما يا صاحبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يا أبا بكر ويا عمر جزاكما الله عن الإسلام وأهله أفضل ما جزى وزيري نبيٍّ على وزارته في حياته ، وعلى حسن خلافته إيّاه في أُمّته بعد وفاته ، فقد كنتما لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وزيرَي صدقٍ في حياته ، وخلفتماه بالعدل والإحسان في أُمّته بعد وفاته ، فجزاكما الله على ذلك مرافقته في جنّته ، وإيّانا معكم برحمته.
زيارة الشيخين بلفظ ثالث :
رواية الغزالي (٢) :
السلام عليكما يا وزيري رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمعاونين له على القيام بالدين ما دام حيّا ، والقائمين في أُمّته بعده بأمور الدين ، تتبعان في ذلك آثاره ، وتعملان بسنّته ، فجزاكما الله خير ما جزى وزيري نبيّ عن دينه.
وهناك ألفاظ أُخرى في مجمع الأنهر وغيره ، وفي المذكور غنىً وكفاية ، قال ابن الحاجّ في المدخل (١ / ٢٦٥) : يثني عليهما بما حضره ، ويتوسّل بهما إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويقدّمهما بين يديه شفيعين في حوائجه.
__________________
(١) مراقي الفلاح : ص ١٥١.
(٢) إحياء علوم الدين : ١ / ٢٣٢.
٢٩ ـ ولا يقف في الحرم الأقدس طويلاً بل بمقدار الصلاة والدعاء تأدّباً منه ، فهذا مستحبٌّ عنده.
وداع الحرم الأقدس :
٣٠ ـ ثمّ إذا فرغ الزائر من أشغاله وعزم على الخروج من المدينة ، فالمستحبُّ أن يأتي القبر الشريف ويعيد دعاء الزيارة ما سبق ، ويودّع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويسأل الله أن يرزقه العودة إليه ، ويسأل السلامة في سفره ، ثمّ يصلّي ركعتين في الروضة الصغيرة ـ وهي موضع مقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أن زيدت المقصورة في المسجد ـ فإذا خرج فليخرج رجله اليسرى أوّلاً ثمّ اليمنى ، وليقل :
اللهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، ولا تجعله آخر العهد بنبيّك ، وحطَّ أوزاري بزيارته ، وأصحبني في سفري السلامة ويسِّر رجوعي إلى أهلي ووطني سالماً يا أرحم الراحمين ، ويقول :
اللهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى ومن العمل ما تحبُّ وترضى ، اللهمّ كن لنا صاحباً في سفرنا وخليفةً على أهلنا ، اللهمّ ذلِّل لنا صعوبة سفرنا واطوِ عنّا بعده ، اللهمّ إنّا نعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في الأهل والمال ، اللهمّ اصحبنا بنصح واقلبنا بذمّة ، اكفنا ما أهمّنا وما لا نهتمُّ له ، ورجِّعنا سالمين مع القبول والمغفرة والرضوان ، ولا تجعله آخر العهد بهذا المحلِّ الشريف.
ويعيد السلام والدعاء المتقدّم في الزيارة ، ويقول بعده :
اللهمّ لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك صلىاللهعليهوآلهوسلم وحضرته الشريفة ، ويسِّر لي العود إلى الحرمين سبيلاً سهلةً ، وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
وزاد الشربيني في المغني (١) : وردّنا إلى أهلنا سالمين غانمين.
__________________
(١) مغني المحتاج : ١ / ٥١٣.
وقال الكرماني من الحنفيّة : إذا اختار الرجوع يستحبُّ له أن يأتي القبر الشريف ويقول بعد السلام والدعاء :
ودّعناك يا رسول الله غير مودّع ولا سامحين بفرقتك ، نسألك أن تسأل الله تعالى أن لا يقطع آثارنا من زيارة حرمك ، وأن يعيدنا سالمين غانمين إلى أوطاننا ، وأن يبارك لنا فيما وهب لنا ، وأن يرزقنا الشكر على ذلك ، اللهمّ لا تجعل هذا آخر العهد من زيارة قبر نبيّك صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ يتوجّه إلى الروضة ويصلّي ركعتين عند الخروج ، ويسأل الله العود.
زيارة أئمّة البقيع وبقيّة المزارات فيها
٣١ ـ ويستحبُّ بعد زيارته عليهالسلام أن يخرج الزائر إلى البقيع كلّ يوم ، ويوم الجمعة آكد كما قال الفاكهي (١). وفي إحياء العلوم (٢) : يستحبّ أن يخرج كلّ يوم إلى البقيع. وكذا قال النووي والفاخوري وزاد الأخير : ويخصُّ يوم الجمعة ، يأتي المشاهد والمزارات فيزور العبّاس ومعه الحسن بن عليّ ، وزين العابدين ، وابنه محمد الباقر ، وابنه جعفر الصادق ، ويزور أمير المؤمنين سيّدنا عثمان ، وقبر إبراهيم ابن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجماعة من أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعمّته صفيّة ، وكثيراً من الصحابة والتابعين خصوصاً سيّدنا مالكاً وسيّدنا نافعاً ، ويقول :
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدار ، سلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون. ويقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص.
وقال النووي (٣) : يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنّا إن
__________________
(١) حسن الأدب : ص ٨٣.
(٢) إحياء علوم الدين : ١ / ٢٣٢.
(٣) المنهاج المطبوع ضمن مغني المحتاج : ١ / ٣٦٥.
شاء الله بكم لاحقون ، اللهمّ اغفر لأهل بقيع الغرقد (١) ، اللهمّ لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنّا بعدهم ، واغفر لنا ولهم.
وزاد القاضي حسين : اللهمّ ربّ هذه الأجساد البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة ، أدخل عليها روحاً منك وسلاماً منّي ، اللهمّ برِّد مضاجعهم عليهم واغفر لهم (٢).
وقال ابن الحاج في المدخل (١ / ٢٦٥) : هو بالخيار إن شاء أن يخرج إلى البقيع ليزور من فيه اقتداءً بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا أتى إلى البقيع بدأ بثالث الخلفاء عثمان بن عفان رضى الله عنه ، ثمّ يأتي قبر العبّاس عمِّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ يأتي من بعده من الأكابر ، وينوي امتثال السنّة في كونه ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يزور أهل بقيع الغرقد ، وهذا نصٌّ في الزيارة ، فدلّ على أنَّها قربة بنفسها مستحبّة ، معمول بها في الدين ، ظاهرة بركتها عند السلف والخلف.
قال الأميني : إنَّ المشاهد المقصودة ببقيع الغرقد كانت مشهودةً قبل استيلاء يد العيث والفساد الأثيمة عليها ، وهي كثيرة جمعها وبسط القول فيها السمهودي في وفاء الوفا (٣) (٢ / ١٠١ ـ ١٠٥) ، وهناك فوائد هامّة.
زيارة شهداء أُحد
٣٢ ـ يستحبّ للحاجّ أن يزور شهداء أُحد ، قال النووي والشرنبلالي (٤) وغيرهما : أفضلها وأحسنها يوم الخميس خصوصاً قبر سيّدنا حمزة.
وقال الفاخوري في الكفاية : ويخصُّ بها يوم الإثنين. وقال ابن حجر : ويسنُ
__________________
(١) نوع من الشجر ، سميت به مقبرة بالمدينة لكثرته فيها.
(٢) وفاء الوفا للسمهودي : ٢ / ٤٤٨ [٤ / ١٤١٠]. (المؤلف)
(٣) وفاء الوفا للسمهودي : ٣ / ٨٩١ ـ ٩٢٤.
(٤) مراقي الفلاح : ص ١٥١.
له أن يأتي متطهِّراً قبور الشهداء بأُحد ، ويبدأ بسيّد الشهداء حمزة رضى الله عنه. وقال الفاكهي في حسن الأدب (ص ٨٣) : وقد ورد : زوروهم وسلِّموا عليهم ، والذي نفسي بيده لا يسلِّم عليهم أحد إلاّ ردّوا عليه إلى يوم القيامة. ولا يخفى أنَّ ردّهم السلام دعاء بالسلامة ، ودعاؤهم مستجاب.
زيارة حمزة عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
فيقول وهو في غاية الأدب والإجلال :
السلام عليك يا عمَّ المصطفى ، السلام عليك يا سيّد الشهداء ، السلام عليك يا أسد الله ، السلام عليك يا أسد رسول الله ، رضي الله عنك وأرضاك وجعل الجنّة منقلبك ومثواك ، السلام عليكم أيّها الشهداء ورحمة الله وبركاته.
قال ابن جبير في رحلته (١) (ص ١٥٣) : وحول الشهداء ـ بجبل أُحد ـ تربة حمراء ، هي التربة التي تنسب إلى حمزة ، ويتبرّك الناس بها.
زيارة بقيّة الشهداء :
ثمّ يتوجّه إلى قبور الشهداء الباقين ـ والمشهور من الشهداء المكرّمين الذين استشهدوا يوم أُحد وهم سبعون رجلاً ـ فيقول :
السلام عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدار ، السلام عليكم يا شهداء ، السلام عليكم يا سعداء ، رضي الله عنكم وأرضاكم.
قال الحمزاوي في كنز المطالب (ص ٢٣٠) : ويتوسّل بهم إلى الله في بلوغ آماله ؛ لأنّ هذا المكان محلّ مهبط الرحمات الربّانيّة ، وقد قال خير البريّة عليه الصلاة وأزكى
__________________
(١) رحلة ابن جبير : ص ١٧٣.
التحيّة : إنَّ لربّكم في دهركم نفحات ، ألا فتعرّضوا لنفحات ربِّكم. ولا شكَّ ولا ريب أنَّ هذا المكان محلُّ هبوط الرحمات الإلهيّة ، فينبغي للزائر أن يتعرّض لهاتيك النفحات الإحسانيّة ، كيف لا؟ وهم الأحبّة والوسيلة العظمى إلى الله ورسوله ، فجدير لمن توسّل بهم أن يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى ، فإنّهم الكرام لا يخيب قاصدهم وهم الأحياء ، ولا يُردُّ من غير إكرام زائرهم.
وقال السمهودي في وفاء الوفا (١) (٢ / ١١٣) : وقد سرد ابن النجّار أسماءهم ، فتبعته ليسلّم عليهم من شاء بأسمائهم :
حمزة بن عبد المطّلب |
عبد الله بن جحش |
مصعب بن عمير |
عمارة بن زياد |
شماس بن عثمان |
عمرو بن معاذ |
الحارث بن أنس |
سلمة بن ثابت |
عمرو بن ثابت (٢) |
ثابت بن وقش |
رفاعة بن وقش |
حسيل بن جابر |
صيفي بن قبطي (٣) |
الحُباب بن قبطي (٤) |
عباد بن سهل |
الحارث بن أوس |
إياس بن أوس |
عبيد بن التيّهان |
حبيب بن زيد |
يزيد بن حاطب |
أبو سفيان بن الحارث |
أنيس بن قتادة |
حنظلة بن أبي عامر |
أبو حبّة بن عمرو |
عبيد الله بن جبير (٥) |
أبو سعد بن خيثمة |
عبد الله بن مسلمة (٦) |
سُبيع بن حاطب |
عمرو بن قيس |
قيس بن عمرو |
ثابت بن عمرو |
عامر بن مخلد |
أبو هبيرة بن الحارث |
عمرو بن مطرّف |
أوس بن ثبت (٧) |
أنس بن النضر |
قيس بن مخلّد |
عمرو بن إياس |
سليم بن الحارث |
نعمان بن عبد [عمرو] (٨) |
__________________
(١) وفاء الوفا : ٣ / ٩٣٣.
(٢) الزيادة من سيرة ابن هشام ، وأُسد الغابة : ٤ / ٢٠٢ رقم ٣٨٧٥ وهو أخو سلمة بن ثابت.
(٣) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٢٩ ، وأُسد الغابة : ١ / ٤٣٦ رقم ١٠٢٢ و ٣ / ٤١ رقم ٢٥٤٤ ، والأنساب : ٤ / ٥٧٩ : قَيظي.
(٤) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٢٩ ، وأُسد الغابة : ١ / ٤٣٦ رقم ١٠٢٢ و ٣ / ٤١ رقم ٢٥٤٤ ، والأنساب : ٤ / ٥٧٩ : قَيظي.
(٥) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣٠ ، وأُسد الغابة : ٣ / ١٩٤ رقم ٢٨٥٥ عبد الله بن جبير.
(٦) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣١ ، وأُسد الغابة : ٣ / ٢٦٦ رقم ٢٩٨٦ : عبد الله سلمة.
(٧) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣١ ، وأُسد الغابة : ١ / ١٦٥ رقم ٢٩٠ : أوس بن ثابت وهو أخو حسان ابن ثابت الشاعر.
(٨) الزيادة من سيرة ابن هشام ، وأُسد الغابة : ٥ / ٣٣٣ رقم ٥٢٤٦.
خارجة بن زيد |
سعد بن الربيع |
أوس بن الأرقم |
مالك بن سنان |
سعد بن سويد (١) |
عليّة بن الربيع (٢) |
ثعلبة بن سعد |
نقيب بن فروة (٣) |
عبد الله بن عمرو |
ضمرة الجهني |
نوفل بن عبد الله |
عبّاس بن عبادة |
نعمان بن مالك |
المحذر بن زياد (٤) |
عبادة بن الحسحاس |
رفاعة بن عمرو |
عبد الله بن عمرو |
عمرو بن الجموح |
خلاّد بن عمرو |
أبو أيمن ، مولى عمرو [بن الجَمُوح] |
عبيدة بن عمرو (٥) |
عنترة مولى عبيدة (٦) |
سهل بن قيس |
ذكوان بن عبد قيس |
عبيد بن المعلّى |
مالك بن نميلة |
الحارث بن عدي |
مالك بن إياس |
إياس بن عدي |
كيسان مولى بني النجّار |
|
|
ومن أراد الوقوف على تفصيل أسماء هؤلاء الشهداء السعداء وعرفان أُسرهم ، فعليه بسيرة ابن هشام (٧) (٣ / ٧٥ ـ ٨١) ؛ وللسمهودي في وفاء الوفا (٨) (٢ / ١١٤ ـ ١١٩) حول قبور شهداء أُحد كلمة ضافية ، فيها فوائد جمّة.
٣٣ ـ قال الكمال بن الهمام ـ محقِّق الحنفيّة ـ : ويزور جبل أُحد نفسه ، ففي الصحيح : أُحد جبل يحبّنا ونحبّه.
قال الأميني : جعل البخاري في صحيحه (٩) في آخر غزوة أُحد باباً في حديث : أُحد يحبّنا ونحبّه.
__________________
(١) المذكور في سيرة ابن هشام : سعيد بن سويد.
(٢) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣٢ ، وأُسد الغابة : ٣ / ٥٥٩ رقم ٣٥٣٧ : عتبة بن الربيع.
(٣) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣٢ : ثقف بن فروة.
(٤) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣٢ ، وأُسد الغابة : ٥ / ٦٤ رقم ٤٦٧٠ : المُجذَّر بن ذياد.
(٥) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣٣ وأُسد الغابة : ٢ / ٤٤٧ رقم ٢٢٢٢ و ٤ / ٣٠٥ رقم ٤١٠٣ : سُليم بن عمرو بن حديدة ، ومولاه عنترة السلمي.
(٦) في سيرة ابن هشام : ٣ / ١٣٣ وأُسد الغابة : ٢ / ٤٤٧ رقم ٢٢٢٢ و ٤ / ٣٠٥ رقم ٤١٠٣ : سُليم بن عمرو بن حديدة ، ومولاه عنترة السلمي.
(٧) السيرة النبويّة : ٣ / ١٢٩ ـ ١٣٣.
(٨) وفاء الوفا : ٣ / ٩٣٥ ـ ٩٤١.
(٩) صحيح البخاري : ٤ / ١٤٩٨ ح ٣٨٥٥ ـ ٣٨٥٦.
٣٤ ـ ويستحبُّ استحباباً مؤكّداً ـ كما قال النووي ـ أن يأتي مسجد قباء ، وفي يوم السبت أولى. وقال الفاكهي : في السبت فالإثنين فالخميس أولى سيّما صبيحة سابع عشر رمضان لحديث في ذلك ، فيصلّي فيه ويقول بعد دعائه بما أحبّ : يا صريخ المستصرخين ، يا غياث المستغيثين ، يا مفرِّج كرب المكروبين ، يا مجيب دعوة المضطرّين ، صلِّ على سيّدنا محمد وآله ، واكشف كربي وحزني كما كشفت عن رسولك حزنه وكربه في هذا المقام ، يا حنّان يا منّان ، يا كثير المعروف والإحسان ، يا دائم النعم ، يا أرحم الراحمين ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
وقد صحَّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من خرج حتى يأتي هذا المسجد ـ يعني مسجد قباء ـ فيصلّي فيه ، كان كعدل عمرة» مستدرك الحاكم (١) (٣ / ١٢) صحّحه الحاكم والذهبي.
وأخرج الطبراني (٢) مرفوعاً : «من توضّأ فأسبغ الوضوء ، ثمّ عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولا يحمله على الغدو إلاّ الصلاة في مسجد قباء ، فصلّى فيه أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة بأمّ القرآن ، كان له كأجر المعتمر إلى بيت الله». مجمع الزوائد (٤ / ١١)
٣٥ ـ التبرّك بما بقي من الآثار النبويّة والأماكن الشريفة ، كما في مراقي الفلاح (٣) وغيرها ، قال الخطيب الشربيني في المغني (٤) (١ / ٤٩٥):
يسنُّ أن يأتي سائر المشاهد بالمدينة وهي نحو ثلاثين موضعاً ـ يعرفها أهل المدينة ـ ، ويسنُّ زيارة البقيع وقباء ، وأن يأتي بئر أريس فيشرب منها ويتوضّأ
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٣ ح ٤٢٧٩ ، وكذا في تلخيصه.
(٢) المعجم الكبير : ١٩ / ١٤٦ ح ٣١٩.
(٣) مراقي الفلاح : ص ١٥٢.
(٤) مغني المحتاج : ١ / ٥١٢.
وكذلك بقيّة الآبار السبعة ، وقد نظمها بعضهم في بيت فقال :
أريسٌ وغرسُ رومةٍ وبُضاعة |
|
كذا بُصّة قل بيرحاء مع العهنِ |
قال الأميني : هذا البيت لأبي الفرج ناصر الدين المراغي ، وقبله قوله :
إذا رمت آبار النبيِّ بطيبةٍ |
|
فعدّتها سبعٌ مقالاً بلا وهنِ (١) |
٣٦ ـ قال الفاخوري في الكفاية لذوي العناية (ص ١٣٠) : ويستحبُّ أن يستصحب معه هديّة من تمر المدينة وماء آبارها من غير تكلّف ولا مفاخرة ، وإذا قفل منصرفاً قاصداً وطنه كبّر في طريقه على كلّ مرتفع ثلاثاً ، ثمّ يقول :
لا إله إلاّ الله وحدَهُ لا شريك له ، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلّ شيءٍ قدير ، آئبون تائبون عابدون ساجدون لربّنا حامدون ، صدق الله وعدَهُ ونَصَرَ عبده وأعزَّ جنده وهزمَ الأحزاب وحده.
وقال الشيخ زاده في مجمع الأنهر (١ / ١٥٨) : ثمّ ينصرف باكياً حزيناً على فراق الحضرة النبويّة ، ومن السنن أن يكبِّر على كلّ شرف من الأرض ويقول : آئبون تائبون عابدون. إلخ.
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) (٢).
المصادر :
أخذنا ما مرَّ من الآداب والزيارات من مناسك أعلام المذاهب الأربعة ، وكتبهم
__________________
(١) يوجد تفصيل الكلام حول هذه الآبار في وفاء الوفا : ٢ / ١١٩ ـ ١٤٩ [٣ / ٩٤٢ ـ ٩٨٣]. (المؤلف)
(٢) فاطر : ٤٣.
الفقهيّة ، فمن ابتغى الوقوف على تفصيل ما لم نذكر مصدره ممّا ذكر فعليه بما يلي من الكتب :
التأليف |
المؤلّف |
إحياء العلوم (١ / ٢٤٦) |
حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي |
التذكرة |
أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي |
المستوعب |
ابن أبي سنينة السامري الحنبلي |
المدخل (الجزء الأول) |
أبو عبد الله العبدري المالكي |
شفاء السقام (ص ٥٢ ـ ١١٩) |
تقيّ الدين السبكي الشافعي |
وفاء الوفا (٢ / ٤٣١ ـ ٤٥٥) |
نور الدين السمهودي الشافعي |
المواهب اللدنيّة |
أبو العبّاس القسطلاني الشافعي |
أسنى المطالب (١ / ٥٠١) |
أبو يحيى الأنصاري الشافعي |
الجوهر المنظّم |
ابن حجر الهيثمي الشافعي |
مغني المحتاج (١ / ٤٩٤) |
الخطيب الشربيني الشافعي |
حسن التوسّل ، مؤلَّف في الآداب |
جمال الدين الفاكهي الشافعي |
الشفا |
القاضي عياض المالكي |
مراقي الفلاح في خاتمته ، مخطوط |
أبو البركات الشرنبلالي الحنفي |
شرح الشفا (١) |
القاضي الخفاجي الحنفي |
مجمع الأنهر (٢) (١ / ١٥٦) |
عبد الرحمن شيخ زاده |
مفتاح السعادة (٣ / ٧٣) |
المولى أحمد طاش كبرى زاده |
شرح المواهب (٨ / ٢٩٧ ـ ٣٣٥) |
أبو عبد الله الزرقاني المالكي |
الحاشية (٣) (١ / ٣٤٨) |
الشيخ إبراهيم الباجوري الشافعي |
__________________
(١) اسمه نسيم الرياض في شرح الشفا.
(٢) في شرح ملتقى الأبحر للشيخ إبراهيم الحلبي ، المتوفّى (٩٥٦). (المؤلف)
(٣) على شرح ابن الغزّي في الفقه الشافعي. (المؤلف)