الدكتور عبده الراجحي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠
* وقد مضى في جملة الاستثناء ، أن الجملة التامة غير الموجبة يجوز إعراب الاسم الواقع بعد إلا فيها ، بدل بعض من كل ، مثل :
ما حضر الطلاب إلا زيد.
زيد : بدل بعض من كل مرفوع بالضمة الظاهرة.
٣ ـ بدل اشتمال : وهو ليس جزءا من المبدل منه ، وإنما هو كالجزء منه أو يتصل به اتصالا من نوع ما ، مثل :
أعجبت بزيد خلقه.
خلقه : بدل اشتمال مجرور بالكسرة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسرة في محل جر مضاف إليه. (كلمة خلق ليست جزءا حقيقيا من زيد وإنما هي كالجزء منه).
ومثل :
يعجبني الريف استجمام فيه.
استجمام : بدل اشتمال مرفوع بالضمة الظاهرة. (من الواضح أن كلمة استجمام ليست جزءا من الريف ولا كالجزء منه وإنما هي متصلة به اتصالا مكانيا لأن الاستجمام يحدث فيه.)
٤ ـ بدل المباينة : ويقسمونه إلى بدل غلط ، وبدل نسيان ، وبدل إضراب ، كلها ترجع إلى معنى متقارب ، هو ترك المبدل منه وإرادة البدل وحده ، كأن تقول :
الإسكندرية القاهرة عاصمة مصر.
القاهرة : بدل غلط مرفوع بالضمة الظاهرة.
* يجوز أن يكون البدل اسما ظاهرا والمبدل منه ضميرا غائبا مثل :
الطلاب نجحوا متفوقوهم.
متفوقوهم : بدل بعض من كل مرفوع بالواو ، وهم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. (كلمة متفوقوهم بدل من الواو في نجحوا).
ومثل :
نجحتم أربعتكم.
أربعتكم : بدل كل من كل مرفوع بالضمة الظاهرة ، وكم ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. (أربعة بدل من الضمير المتصل الواقع فاعلا).
* لا يجوز أن يبدل ضمير من ضمير ، ولا ضمير من اسم ظاهر.
* يكثر استعمال البدل في الاستفهام والشرط ، ويسمى بدل تفصيل ، على أن تصحبه الهمزة في الاستفهام ، وإن في الشرط ، مثل :
من حضر اليوم؟ أمحمد أم علي؟
الهمزة : حرف استفهام.
محمد : بدل تفصيل مرفوع بالضمة الظاهرة.
من رأيت اليوم؟ أمحمدا أم عليا؟
محمدا : بدل تفصيل منصوب بالفتحة الظاهرة.
من يجتهد ـ إن طالب وإن موظف ـ يوفّق.
إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب (ويسمونها حرف تفصيل إذ لا عمل لها ، ولا تفيد إلا التفصيل).
طالب : بدل تفصيل مرفوع بالضمة الظاهرة.
* يجوز أن يبدل الفعل من الفعل والجملة من الجملة.
* * *
٤ ـ عطف البيان
وقد جعلنا عطف البيان في هذا الترتيب بعد البدل ، لأنه في الحق يعود إلى بدل الكل من الكل ، وهم يعرفونه بأنه اسم جامد يتبع اسما سابقا عليه يخالفه في لفظه ويوافقه في معناه ، للدلالة على ذاته ، وذلك مثل :
قرأت مدائح الشاعر المتنبي للأمير سيف الدولة.
فكلمة المتنبي عطف بيان من الشاعر ، وكلمة سيف الدولة عطف بيان من الأمير.
ومثل : تلقيت منه كتابا رسالة.
فكلمة رسالة عطف بيان من كتاب.
وعطف البيان يتبع متبوعه في الإعراب ، وفي التعريف والتنكير ، وفي التذكير والتأنيث ، وفي الإفراد والتثنية والجمع.
* يعترف النحاة بأن عطف البيان يصح إعرابه بدلا ؛ بدل كل من كل ، لكنهم يقرون أن هناك مواضع لا يصح أن يكون فيها بدلا ، والحق أن هذه المواضع التي قرروها ليست مبنية على أساس الواقع اللغوي ، ومن الأفضل طرح عطف البيان وتوحيده مع البدل (١).
* * *
__________________
(١) انظر ما تفصله كتب النحو في هذا الموضوع.
٥ ـ عطف النسق
وهو العطف بحرف من حروفه المعروفة ، ولعلهم سموه نسقا لأنه ينسق الكلام بعضه على بعض ، بحيث يأخذ المعطوف نسق المعطوف عليه في أحكام معينة ، ونوجز لك الحديث عن حروف العطف فيما يلي :
١ ـ الواو : تفيد «مطلق المشاركة» ؛ أي أن المعطوف يشارك المعطوف عليه في الحكم دون النظر إلى ترتيب زمني أو غيره ، مثل :
حضر زيد وعمرو.
فالعطف هنا يفيد مطلق اشتراك زيد وعمرو في الحضور ؛ دون أن يدل ذلك على أن زيدا حضر قبل عمرو ، أو معه ، أو قبله بفترة وجيزة ، أو طويلة ، أو حضر بعده.
٢ ـ الفاء : وتفيد الترتيب والتعقيب ؛ أي أن الحكم يكون للمعطوف عليه أولا دون أن تكون هناك فترة طويلة للمعطوف ، مثل :
حضر زيد فعمرو.
فالفاء هنا أفادت حضور زيد أولا ثم حضور عمرو «في عقبه» ؛ أي بعده بفترة وجيزة.
٣ ـ ثمّ : وتفيد الترتيب والمهلة أو التراخي ؛ أي أن الحكم يكون للمعطوف عليه أولا ثم يكون للمعطوف مع وجود فترة غير وجيزة ، مثل :
حضر زيد ثمّ عمرو.
أفادت ثم هنا حضور زيد أولا ، وحضور عمرو بعده بفترة أي مع شئ من التراخي.
تنبيه :
الأحرف الثلاثة السابقة قد لا تكون حروف عطف بالضرورة ، بل تدل
ـ بكثرة ـ على «الاستئناف» ، وعليك أن تتأكد أولا من وجود فكرة «الاشتراك» في الحكم حين تدل على العطف ، وإلا فهي حروف استئناف.
* * *
٤ ـ حتى : وأنت تعلم أنها تستعمل على الأغلب حرف جر وتدل على الغاية ؛ لكنها قد تستعمل حرف عطف كذلك فتفيد الاشتراك في الحكم كما تفيد الغاية ؛ أي أن المعطوف غاية في الحكم. على أنها لا تستعمل حرف عطف إلا بشروط ؛ أهمها أن يكون المعطوف اسما ، ظاهرا ، بعضا من المعطوف عليه أو كبعضه ، مثل :
أكلت السمكة حتى ذيلها.
فالذيل هنا مأكول ، وهو اسم ظاهر ، بعض من المعطوف عليه ، ومثل :
الأمّ تحب ابنها حتى أخطاءه.
فالأخطاء معطوف ، وهي كبعض المعطوف عليه.
٥ ـ أم : وهي حرف عطف يفيد التسوية بين شيئين ، أو تعيين واحد منهما :
أ ـ فالتي تفيد التسوية هي التي ترد مع «همزة التسوية» ، وهي همزة لا تفيد الاستفهام ؛ بل تدخل على جملتين خبريتين معطوفتين ب «أم» ، ولا بد أن يصح سبك مصدر من كل منهما ، مثل :
لن أهتم به سواء أنجح أم رسب.
فالهمزة هنا تسمى همزة التسوية ، والجملة بعدها خبرية ، وأم حرف عطف ، ويصح سبك مصدر من الجملتين ، إذ المعنى :
لن أهتم به فنجاحه ورسوبه عندي سيان.
ب ـ والتي تفيد التعيين هي التي تأتي مع همزة الاستفهام ، مثل :
أحضر زيد أم عمرو؟
تنبيه :
يفصّل النحاة كثيرا في موضوع «أم» ، ويقسمونها إلى «متصلة»
و «منقطعة» ، والذي نراه أن تلك التي يسمونها «متصلة» هي التي ذكرناها لك هنا مع همزة التسوية وهمزة الاستفهام ، وهي التي نقول عنها إنها حرف عطف. وأما تلك التي يسمونها «منقطعة» فشئ آخر ، والأرجح أنها ليست حرف عطف بل حرف ابتداء.
٦ ـ أو : وتفيد «الإباحة» و «التخيير» ، وقد تفيد معاني أخرى نفهمها من القرائن.
والإباحة معناه اختيار واحد من المعطوف أو المعطوف عليه أو الجمع بينهما ، مثل :
إذا أردت أن تحسن لغتك فأقرأ شعرا أو نثرا.
أي اختر واحدا منهما أو اخترهما معا.
أما «التخيير» فيعني اختيار واحد فقط ، مثل :
اختر الشعبة الأدبية أو العلمية.
٧ ـ لكن : وهي تفيد الاستدراك ، لكنها لا تكون حرف عطف إلا بشروط ١ ـ أن يكون المعطوف بها مفردا.
٢ ـ ألا تسبق بالواو.
٣ ـ ألا تكون مسبوقة بنفي أو نهي ، مثل :
لم الحادثة لكن سمعت بها.
لا تشغل نفسك بأمور الناس لكن اهتم بأمورك.
ـ لا : وهي تفيد نفي الحكم عن المعطوف ، ولا تكون حرف عطف إلا بشروط :
١ ـ أن يكون المعطوف مفردا.
٢ ـ أن يكون الكلام قبلها غير منفي.
٣ ـ ألا تقترن بحرف عطف. مثل :
ينجح المجتهد لا المهمل.
«لا» هنا حرف عطف. والكلام قبلها مثبت ، والمعطوف مفرد.
لم يحضر زيد ولا عمرو.
الواو حرف عطف ، ولا حرف زائد لتأكيد النفي.
٩ ـ بل : وتكون حرف عطف حين يعطف مفردا على مفرد ، وتفيد شيئين :
أ ـ الإضراب : إذا كان ما قبلها كلاما موجبا ، مثل :
الإسكندرية عاصمة مصر بل القاهرة.
بل هنا حرف عطف يفيد الإضراب الذي معناه إلغاء الحكم السابق ونقله إلى ما بعد بل.
ب ـ الإقرار ثم المخالفة ، وذلك إذا كان ما قبلها منفيا ، مثل :
لم ينجح زيد بل عمرو.
بل حرف عطف ، يفيد الإقرار بالحكم السابق ؛ أي بعدم نجاح زيد ، ثم مخالفة هذا الحكم لما بعدها ، أي نجاح عمرو.
تنبيهات :
١ ـ يصح عطف اسم ظاهر على ضمير ؛ فإذا كان ضمير رفع متصل فالأفضل فصله بتوكيد لفظي أو معنوي أو غيرهما ، ويري بعضهم ذلك واجبا ، مثل :
حضرت أنا وزيد.
حضروا كلّهم وزيد.
حضروا اليوم وزيد.
فالمعطوف عليه في هذه ضمير رفع متصل ، وقد صح عطف اسم ظاهر عليه بعد فصله بالتوكيد اللفظي «أنا» ، أو بالتوكيد المعنوي «كلهم» ، أو بغيرهما «اليوم».
٢ ـ وإذا كان ضمير نصب أو جر فلا يجب الفصل ، مثل :
رأيتك وزيدا.
مررت بك وزيد.
٣ ـ من التراكيب الشائعة في الاستعمال المعاصر عطف مضافين قبل المضاف إليه ، وهو مستوى ركيك يراه بعضهم غير صحيح ، مثل :
ناقش المجلس أنواع وأسباب المشكلات.
والصواب : ناقش المجلس أنواع المشكلات وأسبابها.
* * *
الممنوع من الصرف
وهو اسم معرب لا يدخله تنوين التمكين ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، إلا إذا أضيف أو دخلته أل فإنه يجر بالكسرة.
والأسماء التي تمنع من الصرف يمكن ترتيبها على النحو التالي :
أولا : أسماء يكفي سبب واحد من عدة أسباب لمنعها من الصرف ، وهذه الأسباب هي :
١ ـ ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة ، مثل :
حضرت ليلى.
ليلى : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
رأيت ليلى.
ليلى : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
مررت بليلى.
ليلى : مجرور بالباء وعلامة جره فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
هذه فتاة شقراء.
شقراء : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة.
رأيت فتاة شقراء.
شقراء : نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.
مررت بفتاة شقراء.
شقراء : نعت مجرور بالفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة.
٢ ـ صيغة منتهى الجموع ، وهي أن يكون الاسم على وزن : مفاعل أو مفاعيل أو ما يشبهها ، أي ليس شرطا أن يكون الاسم على هذا الوزن
الصرفي ؛ فكلمة «سواعد» مثلا ليست على وزن «مفاعل» وإنما هي على وزن يشبهها وهو «فواعل» ولذلك قالوا عن صيغة منتهى الجموع إنها : كل جمع تكسير بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أحرف ، بشرط أن يكون الحرف الأوسط من هذه الثلاثة ساكنا ، فنقول :
هذه مساجد.
دخلت مساجد.
مررت بمساجد.
أجرى العالم تجارب ممتازة.
* إذا كانت صيغة منتهى الجموع اسما منقوصا ـ أي آخره ياء لازمة غير مشددة قبلها كسرة ـ فإنه يعرب إعراب الممنوع من الصرف ، مع ملاحظة حذف الياء مع الرفع والجر ووجود تنوين على الحرف الذي قبلها ، لكن هذا التنوين ليس تنوين التمكين وإنما هو تنوين العوض ، فنقول مثلا في كلمة «مساع».
له مساع طيبة من الخير.
مساع : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة.
يبذل جهده في مساع طيبة.
مساع : مجرور بفي وعلامة جره فتحة مقدرة على الياء المحذوفة.
يبذل مساعي طيبة.
مساعي : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
وإذا اقترن هذا الاسم بأل بقيت الياء ، وقدرت الضمة والكسرة في الرفع والجر ، وبقيت الفتحة :
نجحت المساعي الحميدة.
المساعي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء ، منع من ظهورها الثقل.
هو يبذل جهده في المساعي الحميدة.
المساعي : مجرور مبني وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
هو يبذل المساعي الحميدة.
المساعي : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
ثانيا : أسماء لا بد أن يجتمع فيها سببان لمنعها من الصرف ، وهذه الأسماء قسمان :
أ ـ قسم لا بد أن يكون الاسم فيه علما بجانب سبب آخر.
ب ـ قسم لا بد أن يكون الاسم فيه صفة بجانب سبب آخر.
* * *
أ ـ العلم الممنوع من الصرف ؛ وذلك للأسباب الآتية :
١ ـ إذا كان مركبا تركيبا مزجيا مثل : بعلبك ، حضر موت ، مثل :
هذه بعلبكّ.
زرت بعلبكّ.
مررت ببعلبكّ.
٢ ـ إذا كان مختوما بألف ونون مزيدتين مثل : شعبان ، رمضان ، قحطان. مثل :
رمضان شهر القرآن.
صمت رمضان.
أنزل القرآن في شهر رمضان.
٣ ـ إذا كان العلم مؤنثا ، وذلك على النحو التالي :
أ ـ يمنع من الصرف وجوبا إذا كان مختوما بتاء التأنيث سواء أكان مؤنثا أم مذكرا ، مثل : معاوية ، فاطمة.
ب ـ يمنع من الصرف وجوبا إذا كان غير مختوم بالتاء ، ولكن يزيد على ثلاثة أحرف مثل : زينب ، سعاد.
ج ـ يمنع وجوبا إذا كان غير مختوم بالتاء ، وكان ثلاثيا محرك الوسط مثل :
أمل ، وقمر ، سحر ؛ أسماء أعلام لنساء.
د ـ يمنع جوازا إذا كان ثلاثيا ساكن الوسط مثل : هند ، ميّ ، دعد فنقول :
حضرت هند أو هند.
رأيت هند أو هندا.
مررت بهند أو بهند.
٤ ـ إذا كان العلم أعجميا بشرط ألا يكون ثلاثيا ، مثل إبراهيم ، إسماعيل ، ديجول. فإذا كان ثلاثيا صرف مثل نوح ولوط.
٥ ـ إذا كان العلم على وزن الفعل مثل يزيد ، تعز ، مثل :
لابن يعيش كتاب مشهور في النحو.
٦ ـ إذا كان العلم معدولا. ويقول النحاة إن العدل معناه تحويل الاسم من وزن إلى وزن آخر ، والأغلب أن يكون على وزن «فعل» مثل : عمر ، زفر ، زحل ؛ فهم يقولون إن أصلها : عامر ، زافر ، زاحل. وكذلك ألفاظ التوكيد التي على وزن «فعل» والتي ذكرناها آنفا مثل : جمع ، كتع.
* * *
ب ـ أما الصفة التي تمنع من الصرف فتكون للأسباب الآتية :
١ ـ الصفة المختومة بألف ونون زائدتين مثل : سهران ـ نعبان.
٢ ـ أن تكون الصفة على وزن الفعل ، وذلك بأن تكون على وزن «أفعل» الذي مؤنثه «فعلاء» ، مثل : أزرق وأحمر ..
٣ ـ أن تكون الصفة معدولة ، أي محولة من وزن آخر ، وذلك إذا كانت الصفة أحد الأعداد العشرة الأول ـ على الأغلب ـ وكان على وزن «فعال» أو «مفعل» ، وهي :
أحاد وموحد ـ ثناء ومثني ـ ثلاث ومثلث ـ رباع ومربع ـ خماس ومخمس ـ سداس ومسدس ـ سباع ومسبع ـ ثمان ومثمن ، تساع ومتسع ، عشار ومعشر.
وهم يقولون إن هذا الوزن محول عن العدد المكرر مرتين ، مثل :
دخل التلاميذ رباع
أصلها : دخل التلاميذ أربعة أربعة.
والصفة المعدولة أيضا كلمة «أخر» التي هي وصف لجمع مؤنث ، مفرده «أخرى» ومذكره «آخر» بفتح الخاء ـ مثل :
الخنساء شاعرة ، وهناك شاعرات عربيات أخر.
* قد ينون الممنوع من الصرف ، في الشعر ، وهو ما يعرف بالضرورة الشعرية ، وهنك لهجة عربية فصيحة تصرف الاسم دائما.
* * *
ملحق رقم ٢
متفرقات تطبيقية
١ ـ العدد
يخطئ كثير من الطلاب والكتّاب في استعمال العدد ، وفيما يلي بيان موجز به وبطريقة إعرابه.
أ ـ العدد ١. ٢ :
لا يستعمل العرب هذين العددين ، إذ يكتفي بالمفرد وبالمثني للدلالة عليهما ؛ فلا يقال : * جاء واحد رجل ، أو* جاء اثنا رجل. ولكنهما يستعملان عددا مؤخرا للوصف ، كما يستعملان مع العدد المركب (١١ ـ ١٢) ، ومعطوفا عليه (٢١ ـ ٢٢ .. الخ) كما سيأتي.
ب ـ العدد من ٣ ـ ١٠ :
يستعمل هذا العدد مخالفا للمعدود ، فإن كان المعدود مذكرا كان العدد مؤنثا وإن كان المعدود مؤنثا كان العدد مذكرا ، ولا بد أن يكون المعدود جمعا مجرورا يعرب مضافا إليه لا تمييزا خلافا لما هو مشهور : لأن التمييز مصطلح نحوي يكون اسما منصوبا فقط ، فنقول :
جاء ثلاثة رجال.
ثلاثة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
رجال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
رأيت أربع بنات.
أربع : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
بنات : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
مررت بستة رجال وبست بنات.
الباء : حرف جر.
ستة : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
رجال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
تنبيه : نلفت نظر الدارس إلى استعمال العدد (٨) :
* إذا كان مضافا بقيت ياؤه :
جاء ثمانية رجال. |
رأيت ثماني بنات. |
* إذا كان غير مضاف وأنت تقصد معدودا مذكرا بقيت ياؤه مع تأنيثه.
جاء من الرجال ثمانية. ورأيت من الرجال ثمانية.
* إذا كان غير مضاف وأنت تقصد معدودا مؤنثا عومل معاملة الاسم المنقوص ؛ أي بحذف يائه في الرفع والجر : مثل :
جاءت من البنات ثمان. ومررت بثمان. ورأيت ثمانيا.
ويجوز في النصب منعه من الصرف فتقول :
رأيت من البنات ثماني.
* يلتحق بهذا النوع كلمة «بضع» وهي تدل على عدد لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد على تسعة ، وتستعمل الاستعمال نفسه :
جاءت بضعة رجال.
جاءت بضع بنات.
هذا العدد ـ كما قلنا ـ يخالف المعدود ، واعتبار التذكير والتأنيث مرده دائما إلى المفرد ، فتقول :
هذه خمسة حمّامات.
(كلمة «حمّامات» جمع مؤنث سالم ، ولكن المفرد هو «حمّام» وهو مذكر ولذلك أنثنا العدد.)
وهكذا تقول : سبع ليال. خمسة أودية ـ أربعة فتية.
ج ـ العدد ١١ ، ١٢ :
هذا العدد مركب من جزئين : العدد واحد واثنان ثم العدد عشرة.
والجزءان لا بد أن يتوافقا مع المعدود تذكيرا وتأنيثا ، ويعرب «أحد عشر» بالبناء على فتح الجزئين ، أما اثنا عشر فيعرب الجزء الأول إعراب المثنى على النحو التالي :
جاء أحد عشر رجلا.
أحد عشر : فاعل مبني على فتح الجزئين في محل رفع.
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
رأيت أحد عشر رجلا.
أحد عشر : مفعول به مبني على فتح الجزئين في محل نصب.
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
مررت بأحد عشر رجلا.
الباء : حرف جر.
أحد عشر : مبني على فتح الجزئين في محل جر بالباء.
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
جاءت إحدى عشرة بنتا.
إحدى عشرة : فاعل مبني على فتح الجزئين في محل رفع (إحدى مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.)
وهكذا في : رأيت إحدى عشرة بنتا.
مررت بإحدى عشرة بنتا.
جاء اثنا عشر رجلا.
اثنا عشر : فاعل مرفوع بالألف في جزئه الأول مبني على الفتح في جزئه الثاني.
(ملحوظة : يشيع عند المعربين إعراب عشر : بدل نون المثنى مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.)
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
رأيت اثني عشر رجلا.
اثني عشر : مفعول به منصوب بالياء في جزئه الأول ، مبني على الفتح في جزئه الثاني.
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
مررت باثني عشر رجلا.
الباء : حرف جر.
اثنى عشر : مجرور بالباء وعلامة جره الياء في جزئه الأول ، مبني على الفتح في جزئه الثاني.
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
جاءت اثنتا عشرة بنتا.
أثنتا عشرة : فاعل مرفوع بالألف في جزئه الأول ، مبني على الفتح في جزئه الثاني.
بنتا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
وهكذا في :
رأيت اثنتي عشرة بنتا.
مررت باثنتي عشرة بنتا.
العدد من ١٣ ـ ١٩ :
هذا العدد مركب من جزئين (ثلاثة إلى تسعة مع عشرة) الجزء الأول يكون مخالفا للمعدود كأصله ، والجزء الثاني يكون موافقا له ويبني على فتح الجزئين :
جاء ثلاثة عشر رجلا.
ثلاثة عشر : فاعل مبني على فتح الجزئين في محل رفع.
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
رأيت أربع عشرة بنتا.
أربع عشرة : مفعول به مبني على فتح الجزئين في محل نصب.
مررت بتسعة عشر رجلا.
الباء : حرف جر.
تسعة عشر : مبني على فتح الجزئين في محل جر بالباء.
* تركب كلمة «بضع» مع «عشرة» هذا التركيب أيضا ، وتستعمل الاستعمال نفسه :
جاء بضعة عشر رجلا.
بضعة عشر : فاعل مبني على فتح الجزئين في محل رفع فاعل.
رأيت بضع عشرة بنتا.
بضع عشرة : مفعول به مبني على فتح الجزئين في محل نصب.
ج ـ العدد من ٢٠ ـ ٩٠ :
هذا العدد يسمى ألفاظ العقود ، لأن العقد عشرة في العربية ، وهو لا يتغير تذكيرا وتأنيثا ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ويعرب إعرابه :
جاء عشرون رجلا.
عشرون : فاعل مرفوع بالواو.
رأيت ثلاثين بنتا.
ثلاثين : مفعول به منصوب بالياء.
مررت بخمسين رجلا.
الباء : حرف جر.
خمسين : مجرور بالباء وعلامة جره الياء.
* قد يعطف هذا العدد بالواو على العدد من ثلاثة إلى تسعة فيأخذ كل منها حكمه المذكور :
جاء ثلاثة وعشرون رجلا.
ثلاثة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
الواو : حرف عطف.
عشرون : معطوف مرفوع بالواو.
رأيت خمسا وثلاثين بنتا.
خمسا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
الواو : حرف عطف.
ثلاثين : معطوف منصوب بالياء.
مررت بست وستين بنتا.
الباء : حرف جر.
ست : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
الواو : حرف عطف.
ستين : معطوف مجرور بالياء.
* يعطف هذا العدد على كلمة «بضع» بالأحكام السابقة :
جاء بضعة وعشرون رجلا.
بضعة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
الواو : حرف عطف.
عشرون : معطوف مرفوع بالواو.
رأيت بضعا وأربعين بنتا.
بضعا : مفعول به منصوب بالفتحة.
الواو : حرف عطف.
أربعين : معطوف منصوب بالياء.
* يعطف على هذا العدد كلمة «نيّف» وهو عدد مبهم يدل على عدد من «١ ـ ٩» ، وهو مذكر دائما :
جاء ثلاثون ونيّف.
ثلاثون : فاعل مرفوع بالواو.
الواو : حرف عطف.
نيف : معطوف مرفوع بالضمة الظاهرة.
رأيت ثلاثين ونيفا.
ثلاثين : مفعول به منصوب بالياء.
الواو : حرف عطف.
نيفا : معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة.
مررت بثلاثين ونيّف.
الباء : حرف جر.
ثلاثين : مجرور بالباء وعلامة جره الباء.
الواو : حرف عطف.
نيف : معطوف مجرور بالكسرة الظاهرة.
* واضح من الأمثلة السابقة أن العدد (١١ ـ ٩٩) لابد أن يكون المعدود بعده مفردا منصوبا ويعرب تمييزا.
د ـ العدد : ١٠٠ ـ ١٠٠٠
هذا العدد لا يتغير ، ومعدوده مفرد مجرور دائما ويعرب مضافا إليه لا تمييزا :
جاء مائة رجل.
مائة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
رجل : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.