حتى الامام المنتظر أرواحنا له الفداء ، فقد روى زرارة في امامته وغيبته وانتظار أمره روايات ، وسئل عن أبى عبدالله عليهالسلام وظيفته ان ادرك ايام غيبته كما في اصول الكافي ج ١ ص ٣٣٧ خبر ٥ وص ٣٤٢ خبر ٢٩.
كما انه لم يشك في ان الامام منهم في كل عصر ، هو من بينه الله تعالى في كتابه وأوضحه النبي صلىاللهعليهوآله في خطبه وبيانه ، وصرح به على عليهالسلام ومن بعده من أئمة أهل البيه عليهالسلام.
ولم يشك ايضا في ان من اهل للامامة والهداية من الله جل شأنه هو المعصوم المطهر الافضل من غيره ، لانه استند في ذلك بآيات القرآن وفيها قوله عز من قائل (لا ينال عهدي الظالمين). فلا يكون الافطح أهلا للامامة. ولم يشك ايضا في ان أبا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام هو الامام في زمانه لانه الجامع فيه شرائط الامامة وهو أفضل اولاد أبى عبدالله عليهالسلام واعلمهم كما يقتضيه التأمل في أحوال زرارة ومحله من أبى جعفر وأبى عبدالله عليهماالسلام وكونه بطانتهما وموضع سرهما كيف وقد عرفت منزلته وفضله عليهم من هو دون زرارة بمراتب فهذا فضيل شريك زرارة في الرواية روى عن طاهر قال كان أبو عبدالله عليهالسلام يلوم عبدالله ويعاقبه ويعظه ويقول ما منعك ان تكون مثل أخيك ، فو الله انى لا عرف النور في وجهه ، فقال عبدالله : لم؟ أليس ابى وابوه واحدا وامى وامه واحدة؟ فقال له أبو عبدالله عليهالسلام : انه من نفسي وأنت ابني.
رواه الكليني في اصول الكافي ج ١ ص ٣١٠ في الصحيح عن فضيل. وشواهد معرفة زرارة بامامته كثيرة يطول بذكرها.
قال الصدوق في الاكمال ص ٧٣ في رد احتجاج الزيدية على مذهبهم لاثبات
شك الناس وترديدهم في امامة أبى الحسن عليهالسلام بعد وفات أبيه وانه لو كانت دلائل امامته واضحة لما تحقير في ذلك حتى مثل زرارة ما لفظه :
فقلنا لهم ان هذا كله غرور من القول وزخرف ، وذلك انا لم ندع ان جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الائمة الاثنى عشر بأسمائهم ، وانما قلنا ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبر : ان الائمة بعده الاثنى عشر الذين هم خلفائه ، وان علماء الشيعة رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ننكر ان يكون فيهم واحدا واثنان أو اكثر لم يسمعوا بالحديث.
فأما زرارة بن أعين فلقد مات قبل انصراف من كان وفده ليعرف الخبر ولم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر عليهالسلام من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذى هو القرآن على صدره وقال (اللهم انى أئتم بمن يثبت هذا المصحف امامته). وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه الاما فعله زرارة؟ وعلى انه قد قيل ان زرارة قد كان علم بأمر موسى بن جعفر عليهالسلام وبأمامته وانه بعث ابنه عبيدا ليعرف من موسى بن جعفر عليهالسلام : هل يجوز له اظهار ما يعلم عن امامته ، أو يستعمل التقية في كتمانه؟ وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين واليق بمعرفته.
حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضياللهعنه قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن ابراهيم بن محمد الهمداني رضياللهعنه قال قلت للرضا عليهالسلام : أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليهالسلام؟ فقال : نعم ، فقلت له : فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر ، إلى من اوصى الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام؟ فقال عليهالسلام ان زرارة كان يعرف أبى عليهالسلام ونص أبيه عليهماالسلام ، وانما بعث ابنه ليتعرف من ابى عليهالسلام : هل يجوز له ان
يرفع التقية في اظهار امره ، ونص أبيه عليهالسلام ، وانه لما أبطأ عنه طولب باظهار قوله في ابى عليهالسلام ، فلم يحب ان يقدم على ذلك دون أمره ، فرفع المصحف وقال ان امامى من أثبت هذا المصحف امامته من ولد جعفر بن محمد عليهالسلام.
قال الصدوق : والخبر الذى احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف امامة موسى بن جعفر عليهالسلام ، وانما فيه : انه بعث ابنه عبيدا يسأل. الخبر. قلت : ثم ذكر الصدوق حديث محمد بن عبدالله بن زرارة المتقدم وذكر ضعفه سندا ودلاله وان ارسال ابنه لا يدل على عدم معرفته ، ثم ذكر الشواهد والدلائل على معرفة زرارة بأبى الحسن عليهالسلام وبامامته.
وقد تحصل مما تقدم ذكره ـ ويؤيده غيره : ان الذى اتفقت عليه الروايات والاقوال : هو ارسال زرارة ابنه إلى المدينة ليسأل الخبر عن الامام بعد الصادق عليهالسلام ، وعدم تصريحه بامامة ابى الحسن عليهالسلام ، وأخذ المصحف بيديه ووضعه على صدره إلى آخر ما ذكر فيها.
ومن الواضح ان شيئا منها لا يدل على شكه وترديده في امامته ، وانما هي وساير الشواهد قامت على معرفته بمن اهل للامامة ولا يحتاج مثل زرارة فقيه الامامية وعيبة علوم أبى جعفر وأبى عبدالله عليهماالسلام وأمينهما وبطانة سرهما إلى نص خاص من ابيه على امامته وقد تطابقت الكتاب والسنة على امامته. ولعل ترك النص الخاص لزرارة ، لخوف امور عليه وعلى غيره من الشيعة. على ان الامام الرضا عليهالسلام صرح في صحيح الهمداني المتقدم بانه عرف النص من أبيه ايضا على امامته ، وانما ارسل ابنه لوجود التقية وطلب النص في الاذن في اعلام امامته وذكر نص أبيه عليه. وسيأتى ذكر وجوه في ارساله فانتظر.
السادس الظاهر والله العالم ان اظهار زرارة الشك في الامام بعد ابى عبدالله عليهالسلام لاحد امور :
الاول رفع اختلاف أكابر اصحاب أبى عبدالله عليهالسلام في امامة عبدالله الافطح المفضول من اولاد ، محتجا بانه الاكبر منهم بعده ، وتضعيف حجتهم ، وهى النص على امامة الاكبر من اولاد الامام ، وان اطلاقه يقتضى امامة الاكبر وان كان الاصغر منهم هو الافضل.
ويشهد لذلك جملة من الاخبار المتقدمة ص ٧٦ و ٧٧ مثل خبر هشام بن سالم وخبر على بن يقطين على ما رواهما الكشى.
قال أبو عمرو الكشى عند ذكر الفطحية ص ١٦٤ : والذين قالوا بامامته عامة مشايخ العصابة وفقهائها ، مالوا إلى هذه العقالة ، فدخلت عليهم الشبهة لما روى عنهم عليهالسلام انهم قالوا : (الامامة في الاكبر من ولد الامام إذا مضى). قلت : وتوضيح مقالة فقيه الاسلام زرارة في رفع هذا الاختلاف العظيم الذى نشاء عن الاثر والتعبد به وابتلى به مشايخ العصابة وفقهائهم وزلت به الاقدام ، وزرارة مشغول بنفسه لانه في سكرات الموت ، ولا يقدر على كثير الكلام والجدال مع هؤلاء العظام وليس له ابطال هذه البدعة الا بموجز من البيان بان يقال : ان حجة الفطحية ساقطة واهية لوجوه كثيرة ، وقد أعرض هذا الفقيه العظيم عن تضعيف سند خبر امامة الاكبر من ولد الامام حتى لا يكابر بقول بعضهم بالسماع عن الامام الحجة بلا واسطة.
كما أعرض ايضا عن تضعيف دلالته بأن المراد هو الاكبر شأنا لا الأكبر سناكى لا يناقش بتبادر الكبر في السن عند اطلاقه.
كما اعرض ثالثا عن تقييد اطلاقه بما إذا اجتمعت ونوفرت شرائط الامامة في الجميع فيرجح بكبر السن كما في السبطين عليهماالسلام ، فلا يشمل ما إذا كان الاكبر فاقدا لها ، كى لا ينافس بانه تقييد بلا دليل ، أو بشاهد مطعون ، أو يقال
غلوا وارتفاعا وجهلا : بان الافطح هو الاكبر المثوفر فيه الشروط.
واعرض رابعا عن التضعيف بأن الكبر كساير الشروط تقتضي الامامة إذا كان الولد سالما ، خاليا من العيوب والافطح ليس كذلك ، كى لا يدفع بانه تقييد في الخبر بلا حجة ولا دليل. وأعرض زرارة ايضا عن ساير وجوه تضعيف حجة هؤلاء المشايخ الفقهاء مما يطول بالاشارة إليها لو فرض ان الخبر (الامامة في الاكبر من ولد الامام) صدر عن الامام عليهالسلام وكان حجة للخصام.
ولكن زرارة النحرير الفقيه الخبير المتكلم بعد تسليم حجتهم سندا ودلالة قد اكتفى في ابطال حجتهم بمعارضتها مع الكتاب. وقد ورد عنهم عليهالسلام كما رواه مشايخ الشيعة ان ما خالف قول ربنا ، لم نقله ، زخرف ، باطل ، فاضربوه على الجدار. وايضا بان التعارض بين دليل الامامة في الاكبر وبين آيات شرطية الاهتداء الكامل والعصمة هو العموم من وجه ، وقد ثبت في علم الاصول ان المتعارضين بالعموم من وجه يتساقطان ، الا إذا كان احدهما كتاب الله فيسقط معارضه فقط. وفي المقام كذلك إذ الامامة عهد من الله تبارك وتعالى واعطاه ومنحه ذرية ابراهيم من لم يكن منهم من الظالمين (لا ينال عهدي الظالمين البقرة ١٢٤) وهدى إلى الحق وغنى عن هداية الناس والتعلم منهم.
(أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون. يونس ٣٥.)
وان عبدالله الافطح من اهل الآيتين من الظالمين ، وممن لا يهدى الا ان يهدى كما اعترف به المشايخ وان زرارة اخذ المصحف على صدره حينما يجود بنفسه. وقال : (من اثبت هذا المصحف امامته فهو امامى).
ولا شك ان الذى يثبت المصحف امامته من ولد ابى عبدالله عليهالسلام ، هو أبو الحسن موسى عليهالسلام.
السبب الثاني لاظهار زرارة الشك في امامة ابى الحسن عليهالسلام بعد وضوح الحق عنده : انه شك في وجوب اظهار الحق ، والنص على امامته لشدة التقية ، كما ان الائمة عليهمالسلام كانوا يكتمون امر الامام من بعدهم للتقية ، وقد كان الخوف على الامام من بعده وعلى الشيعة ومن قال بامامة ابى الحسن عليهالسلام ، وأعلامهم ووأعيانهم شديدا ، فارسل ابنه للسؤال عنه عليهالسلام.
فقد امر المنصور العباسي وإلى المدينة بتربص الدوائر واحداق العيون والجواسيس لتعرف الخبر واستعلام من اهل للامامة من بعد ابى عبدالله عليهالسلام فيقتل في الوقت حتى لا يتم للشيعة بعده امر الامامة. قال أبو ايوب الخوزى : بعث إلى أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه وهو جالس على كرسى ، وبين يديه شمعة ، وفي يده كتاب ، فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلى وهو يبكى وقال هذا كتاب محمد بن سليمان يخبر نا ان جعفر بن محمد (عليهالسلام) قد مات ، فانا لله وانا إليه راجعون ، ثلاثا ، وأين مثل جعفر ، ثم قال لى : اكتب ، فكتبت صدر الكتاب ثم قال : اكتب : ان كان اوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه.
قال : فرجع الجواب إليه : انه قد أوصى إلى خمسة : احدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى ابني جعفر ، وحميدة. فقال المنصور : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل.
وقال داود بن كثير الرقى : أتى اعرابي إلى أبى حمزة الثمالى ، فسأله خبرا فقال : توفى جعفر الصادق عليهالسلام فشهق شهقة واغمى عليه ، فلما أفاق قال : هل أوصى
إلى أحد؟ قال نعم اوصى إلى ابنه عبدالله ، وموسى ، وأبى جعفر المنصور ، فضحك أبو حمزة وقال : الحمد لله الذى هدانا إلى الهدى وبين لنا عيوب الكبير ، ودلنا على الصغير واخفى عن أمر عظيم ، فسئل عن قوله ، فقال : بين عيوب الكبير ودلنا على الصغير لاضافته اياه ، وكتم الوصية للمنصور ، لانه أو سأل المنصور عن الوصي لقيل : أنت.
رواه ابن شهر آشوب في مناقبه ج ٣ ـ ٣٩٩.
الثالث ان زرارة قد عرف من أبى عبدالله عليهالسلام ان عبدالله الافطح يدعى الامامة من بعده ويعارض اخاه أبا الحسن عليهالسلام ولكن يموت بعد أيام فيرتفع النزاع والشك ، والتأخير في وضوح الحق إلى وفاته مصلحة للشيعة حفظا لهم ولامامهم حيث ان الخوف من تشديد المنصور عليهم انما هو في بدء الامر ، وكان زرارة يترصد ذلك ويحتاط على الشيعة بارسال ابنه إلى المدينة.
قال أبو عمرو الكشى عند ذكر الفطحية ص ١٦٤. ورجوعهم عن الفول بامامته ، لظهور عدم علمه ، وعدم لياقته في نفسه لذلك. ثم ان عبدالله مات بعد أبيه عليهالسلام بسبعين يوما فرجع الباقون الاشذاذا منهم عن القول بامامته لى القول بامامة ابى الحسن موسى عليهالسلام ، ورجعوا إلى الخبر الذى روى : (ان الامامة لا يكون في الاخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام) ، وبقى شذاذ منهم على القول بامامته ، وبعد ان مات قال بامامة أبى الحسن موسى عليهالسلام.
وروى عن أبى عبدالله عليهالسلام انه قال لموسى عليهالسلام : يا بنى ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعى الامامة بعدى فلا تنازعه بكلمة ، فانه اول لحوقا بى.
اولاد زرارة بن اعين
قال أبو غالب الزرارى في رسالته في آل اعين ص ٢١ : وبالاسناد الاول (حدثنى به أبو طالب الانباري قال حدثنى محمد بن الحسن بن على بن صباح بن سلام
المدائني قال حدثنى ابى وعمى (محمد ـ خ) قالا حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال) : فولد زرارة : الحسين ويحيى ، ورومي ، والحسن ، وعبيدالله ، وعبد الله فذلك ستة انفس (ثمانية انفس ـ خ).
قلت : ذكرنا في الشرح على الرسالة ما يتعلق بهذه الرواية فلاحظ. وقال الشيخ في الفهرست ص ٧٤ : وله عدة اولاد ، منهم الحسن ، والحسين ورومي ، وعبيد ، وكان احول ، وعبد الله ، ويحيى بنو زرارة.
١ ـ الحسن بن زرارة بن اعين الشيباني الكوفى
ذكره في اصحاب الصادق عليهالسلام البرقى في رجاله ص ٢٦ ، والشيخ الطوسى ايضا في اصحابه ص ١٦٦ ـ ١٠. وقال ابن النديم في الفهرست ص ٣٢٢ في عداد فقهاء الشيعة وعلمائهم ومحدثيهم ، وآل زرارة بن أعين : ومن ولده : الحسين بن زرارة والحسن بن زرارة من أصحاب جعفر بن محمد عليهماالسلام. وروى الكشى في ترجمة زرارة باسانيد صحاح ص ٩١ ـ خبر ١٤ عن عبدالله بن زرارة عن ابى عبدالله عليهالسلام في حديث طويل في رسالته إلى زرارة تقدم ص ٦٧ قال عليهالسلام : ولقد ادى إلى ابنيك الحسن والحسين رسالتك ، احاطهما الله وكلاءهما ، وحفظهما بصلاح ابيهما كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك الحديث قلت : واشار عليهالسلام إلى الغلامين الذين اقام الخضر عليهالسلام جدارهما ، وقال موسى عليهالسلام له : (لو شئت لا تخذت عليه اجرا) فقال له الخضر :
(واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما .. الكهف ـ ٨٢) وروى الحسن بن زرارة عن ابيه عن ابى جعفر الباقر عليهالسلام كما ذكرناه
في طبقات اصحابه ، روى عنه هشام بن سالم ، كما في الكافي ج ٢ ـ ٢١ ، والتهذيب ج ٧ ـ ٣٦٥.
٢ ـ الحسين بن زرارة
ذكره البرقى ، وابن النديم ، والشيخ في أصحاب ابى عبدالله عليهالسلام. وتقدم عن الكشى مدح أبى عبدالله عليهالسلام له ولاخيه. وكان هو الرسول من ابيه إلى أبى عبدالله عليهالسلام كما في الكشى في ترجمة زرارة ص ٩٣ ـ ١٥ وتقدم ص ٦٦ ، وروى عن الحسين بن زرارة عن ابى عبدالله عليهالسلام ، اكابر الشيعة وثقاتهم ومن كان يروى عن الثقات مثل صفوان بن يحيى ، وجعفر بن بشير البجلى ، وعبد الله بن بكير ، ذكرناهم في طبقات أصحابه.
وفي التهذيب ج ١٠ ـ ٦٤ ـ ٢٣٤ : احمد بن محمد عن البرقى عن ثعلبة بن ميمون ، وحسين بن زرارة قالا : سألت ابا جعفر عليهالسلام عن الرجل ، يعبث بيده حتى ينزل الحديث.
وروى الحسين عن جماعة من اصحابنا عن ابى جعفر وأبى عبدالله عليهماالسلام منهم ابوه زرارة كما في علل الشرايع ٥١٣ ومحمد بن مسلم. ٣ ـ رومى بن زرارة بن اعين الشيباني الكوفى روى عن ابى عبدالله ، وأبى الحسن عليهماالسلام) ثقة ، قليل الحديث ، له كتاب .. هكذا ذكره النجاشي في المصنفين من الشيعة ص ١٢٦ وروى كتابه باسناده عن محمد بن بكر بياع القطن عنه وذكره في اصحاب الصادق عليهالسلام البرقى ص ٤٦ ، والشيخ ص ١٩٥ ـ ٥٧ وقال : مولاهم ، كوفى.
وروى عن ابيه ، وعن أخيه عبيد بن زرارة عنهما عليهماالسلام ، ذكرناه في طبقات اصحابهما. وروى عن رومى بن زرارة جماعة منهم : محمد بن أبى عمير
كما في مشيخة الصدوق إليه رقم ٣٠١ ، والقاسم بن محمد الجوهرى ، وأبو محمد الميثمى.
٤ ـ عبدالله بن زرارة بن اعين الشيباني
ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص ٢٦٤ وقال : روى عن أبى عبدالله عليهالسلام ، ثقة ، له كتاب ، يرويه عنه على بن النعمان ، أخبرنا الخ.
وذكره البرقى ص ٢٢ والشيخ في أصحاب الصادق عليهالسلام من رجاله ص ٢٦٤ ـ ٦٧٦ وروى عنه أبو عمرو الكشى باسانيد صحاح عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، وأبنيه الحسن والحسين عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليهالسلام : اقرأ على والدك السلام الحديث كما تقدم ص ٦٧. وروى ابن قولويه في كامل الزيارات ص ١٣٧ باب ٥٢ باسناده عن عبدالله بن بكير عن عبدالله بن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليهالسلام يقول : ان لزوار الحسين بن على عليهماالسلام يوم القيامة فضلا على الناس الحديث. وروى عن الحلبي عنه عليهالسلام ايضا كما في باب الرضاع من الفقيه ج ٣ ـ ٣٠٧ ـ ١٥.
٥ ـ عبيد بن زرارة بن اعين الشيباني
هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليهالسلام من رجاله ص ٢٤٠ ـ ٢٦٦ وقال : مولى ، كوفى ، وروى الكليني في اصول الكافي ج ١ ـ ٢٧٠ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن القاسم بن محمد عن عبيد بن زرارة قال : ارسل أبو جعفر عليهالسلام إلى زرارة ان يعلم الحكم بن عتيبة ان اوصياء محمد عليه وعليهمالسلام محدثون.
وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص ١٧٤ ـ ٦١٦ وقال : روى عن أبى عبدالله عليهالسلام ، ثقة ، ثقة ، عين. لا لبس فيه ، ولا شك ، له كتاب يرويه جماعة عنه ، أخبرنا الخ ورواه باسناده عن حماد بن عثمان عنه.
وذكره الشيخ في الفهرست ص ١٠٧ بكتابه ورواه باسناده عن القاسم بن
اسماعيل القرشى عنه.
وعده الشيخ المفيد رحمهالله في رسالته العددية من الرؤساء الاعلام المأخوذ منهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم.
وذكره أبو غالب في الرسالة ص ٤ من اولاد بنى اعين الذين لقوا ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام ، ورووا عنه ثم قال ص ٥ : وكان عبيد وافدا للشيعة إلى المدينة عند وقوع الشبهة في أمر عبدالله بن جعفر ، وله في ذلك احاديث كثيرة قد ذكرت في الكتب .. ولقى عبيدالله بن زرارة (عبدالله ـ خ) وغيره من بنى أعين ابا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام.
روى عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله عليهالسلام كثيرا ، وروى عنه عنه عليهالسلام جماعة ، منهم من آل أعين : رومى بن زرارة وحمزة بن حمران ، ومن غيرهم جميل بن دراج وحريز ، وعبد الله بن بكير ، وجعفر بن بشير ، والحسن بن على بن فضال ، والحكم بن مسكين الثقفى ، والقاسم بن عروة البغدادي ، والقاسم مولى ابى ايوب ، والضحاك بن زيد ، ومروان بن مسلم ، وحماد بن عيسى ، وحماد بن عثمان ، ويونس ، وزيد النرسى ، وأبان بن عثمان ، واسحاق بن عمار ، وثعلبة بن ميمون ، ومعاوية بن وهب ، وسليمان مولى طربال ، وعبد العزيز العبدى ، وأبو بدر ، وعلى بن اسماعيل بن عمار ، وبريد بن محمد الغافرى ، وداود بن الحصين ، وعلى بن اسباط ، والحسين بن مختار ، والحسين بن موسى ، وهارون بن مسلم ، وابو المعزا ، وعلى بن الحسن بن رباط ، وعلى بن شبرة.
اخبار في عبيد بن زرارة تشهد بعلو منزلته
١ ـ الكافي ج ٢ ـ ١٦٤ ـ ١٧ باب التسمية على الطعام ـ محمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال : اكلت مع أبى عبدالله عليهالسلام طعاما فما أحصى كم مرة قال : الحمد لله الذى جعلني اشتهيه.
٢ ـ معاني الاخبار ص ٢٦٦ ـ حدثنا أبى رحمهالله قال حدثنا احمد بن ادريس قال حدثنا سهل بن زياد قال حدثنى على بن الريان قال حدثنا عبيدالله بن عبدالله الدهقان الواسطي عن الحسين بن خالد الكوفى عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام قال قلت : جعلت فداك حديث كان يرويه عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة ، قال فقال لى : وما هو؟ قال قلت : روى عن عبيد بن زرارة انه لقى أبا عبدالله عليهالسلام في السنة التى خرج فيها ابراهيم بن عبدالله بن الحسن ، فقال له : جعلت فداك ان هذا قد الف الكلام وسارع الناس إليه فما الذى تأمر به؟ قال فقال : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض. قال : وكان عبدالله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم. قال فقال لى أبو الحسن عليهالسلام : الحديث على ما رواه عبيد وليس على ما تأوله عبدالله بن بكير ، انما عنى أبو عبدالله عليهالسلام بقوله : (ما سكنت السماء) من النداء باسم صاحبك و (ما سكنت الارض) من الخسف بالجيش.
ورواه ايضا في كتابه عيون اخبار الرضا عليهالسلام ج ١ ـ ٣١٠ ـ ٧٥ ـ نحوه مع تفاوت يسير سندا ومتنا. قلت : وكان خروج عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابي طالب عليهماالسلام الهاشمي المدنى قتيل باخمرى سنة خمس واربعين ومائة ذكره الشيخ وغيره ، وذكرنا مقتله وبعض احواله في كتابنا (أخبار الزمان ووفيات الاعيان وقائع سنة ١٤٥) وفي كتابنا الطبقات الكبرى في أصحاب الصادق عليهالسلام ، وذكرنا جميع ما ورد فيه مفصلة في كتابنا (اخبار الرواة).
٣ ـ اصول الكافي ج ١ ـ ٢٧٤ ـ ٢ باب وقت ما يعلم الامام : محمد عن محمد بن الحسين عن على بن اسباط عن الحكم بن مسكين عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا ابا عبدالله عليهالسلام يقول : يعرف الذى بعد الامام عليهالسلام علم ما كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه.
٤ ـ اصول الكافي ج ١ ـ ٣٣٩ ـ ١٢ باب في الغيبة ـ الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن اسماعيل الانباري عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة عن ابى عبدالله عليهالسلام قال : للقائم (عليهالسلام) غيبتان ، يشهد في احديهما المواسم ، يرى الناس ولا يرونه.
٥ ـ وايضا ص ٣٣٧ ـ ٦ ـ محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن اسحاق بن محمد عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : يفقد الناس امامهم ، يشهد المواسم ، فيراهم ولا يرونه. اقول : هذه الروايات تدل على ان عبيدا كان ممن يعرف ائمة آل محمد حتى الامام المنتظر ارواحنا له الفداء وليس له ولابيه زرارة مع روايتهما في غيبته وفي وظايف الشيعة عند ذلك شك في امامة ابى الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام من بعد ابيه دون الافطح ، وانما ارسال زرارة عبيدا إلى المدينة لامر آخر ذكرناه هناك فلاحظ.
٦ ـ روى الصدوق في علل الشرايع ص ٣٠٤ باب ٢٤٧ باسناده عن على بن اسباط عن عبيد بن زرارة قال مات لبعض اصحاب أبى عبدالله عليهالسلام ولد ، فحضر أبو عبدالله عليهالسلام جنازته ، فلما الحد تقدم ابوه ليطرح عليه التراب ، فأخذ أبو عبدالله عليهالسلام بكتفه ، وقال : لا تطرح عليه من التراب ، ومن كان منه ذارحم
فلا يطرح عليه التراب فقلنا يابن رسول الله أتنهى عن هذا وحده؟ فقال : انهاكم ان تطرحوا التراب على ذوى الارحام ، فان ذلك يورث القسوة في القلب ومن قسا قلبه بعد من ربه عزوجل.
٧ ـ في التهذيب ج ١٠ ـ ٢٠٨ صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليهالسلام يقول : اطلع رجل على النبي صلىاللهعليهوآله من الجريد ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : لو اعلم انك تثبت لقمت اليك بالمشقص حتى أفقأ عينك ، قال فقلت : اذاك لنا؟ فقال ويحك أو ويلك اقول لك : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله فعل ، تقول : أذاك لنا!
قلت ان وجه سؤال عبيد بن زرارة في الخبرين ونظائرهما مما يطول بذكره هو الاستفسار عن عموم الحكم وعدمه لخصوصية في مورده ، ففى الاول توهم اختصاص الحكم بالاب للميت ، أو بذاك الميت لكل ذى رحم منه ، وفي الثاني توهم عموم الحكم لكل من اطلع على بيت غيره وحصنه وان كان غير النبي ، وايضا عموم حكم اجراء الحد المذكور لغير النبي صلىاللهعليهوآله أو من يقوم مقامه. وعلى كل تقدير فأمثال ذلك يدل على نبوغ عبيد بن زرارة وحذاقته وفطانته وتدبره عند سماع الحديث. ويظهر من رواياته ومن ارسال زرارة اياه إلى المدينة وافدا للشيعة لرفع الشبهة في امر الامامة ، موضعه في الشيعة ورعا وثقة وحذاقة ونبوغا وعلوا ومنزلة كما اشرنا إليه سابقا في زرارة والفطحية ص ٧٧ وتحقيق ذلك في كتابنا (اخبار الرواة).
٦ ـ عبيدالله بن زرارة بن اعين ذكره البرقى في رجاله من اصحاب الصادق عليهالسلام ممن لم يرو عن أبى جعفر عليهالسلام ص ٢٣ وقال : وكان عبيد أحول. وعن نسخة من رجال الشيخ ايضا ذكره في أصحابه (ع).
وروى أبو غالب الزرارى في رسالته ص ٢٢ باسناده عن ابن فضال اسماء اولاد زرارة وعد منهم : عبيدالله وعبد الله. وفي موضع آخر منها (٨) عند ذكر من لقى من آل اعين الائمة عليهمالسلام قال : ولقى عبدالله (عبيدالله) بن زرارة وغيره من بنى اعين ابا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام.
قلت : ولكنه لا يبعد اتحاد عبيدالله مع عبيد ، اما لزيادة اسم الجلالة واما لسقوطه للوضوح فيما لم يذكر ، فكل عبيد في الاسلام هو عبيد الله وذلك بقرينة ما ذكره ابن النديم والبرقي والشيخ ففى فهرست الاول ص ٣٢٣ عند ذكرهم قال : روى عن زرارة عبيد بن زرارة ، وكان أحول ، وقال البرقى بعد ذكر عبيدالله : وكان عبيد أحول. وقال الشيخ في الفهرست ص ٧٤ : وعبيد وكان أحول وعبد الله .. وايضا ان كل من ذكره عبيد بن زرارة ترك عبيد الله وكذا العكس الا ما عن نسخة من رجال الشيخ. وروى ابن الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص ٩٨ ان لزرارة اربع بنين : عبيدا ، وعبد الله والحسن والحسين.
٧ ـ محمد بن زرارة بن أعين الشيباني
هكذا ذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليهالسلام من رجاله ص ٢٨٨ ـ ١١٧ ثم قال : روى عنه على بن عقبة.
وقال أبو عبدالله الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب عند ذكر اولاد زرارة ص ٩٩ : وقد وجدت ايضا لزرارة ابنا اسمه محمد. حدثنى محمد بن موسى القزويني قال اخبرني اسماعيل بن على الدعبلي قال حدثنى أبو جعفر البجلى الكوفى قال حدثنى يحيى بن العلا قال حدثنى سلامة بن نوح الكوفى قال حدثنى محمد بن زرارة بن اعين عن أبيه زرارة بن أعين
عن أبى عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : خطب أمير المؤمنين عليهالسلام الناس وقال في خطبته : أنا الجانب والجنب والآخر والاول ، والحافظ والرادع.
قلت : العول على الشيخ في رجاله والا فالوجادة على ما في التكملة لا اعتبار بها وسند الرواية ضعيف برجاله فسلامة مهمل في الرجال ، ويحيى وأبو جعفر غير متميزين ، واسماعيل بن على الدعبلي ان كان هو ابن اخى دعبل الخزاعى فهو مطعون ، ومحمد بن موسى القزويني مهمل ، بل لا يبعد التصحيف في سند الرواية ، واتحاده مع محمد بن عبدالله بن زرارة الآتى ذكره.
٨ ـ يحيى بن زرارة بن اعين الشيباني
هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليهالسلام من رجاله ص ٣٣٣ ـ ١١ وذكره ايضا في الفهرست ص ٧٤ في اولاد زرارة وقال بعد ذكر اولاده واخوته : ولهم روايات كثيرة واصول وتصانيف سنذكرها في ابوابها ان شاء الله ، ولهم ايضا روايات عن على بن الحسين والباقر والصادق عليهمالسلام نذكر هم في كتاب الرجال ان شاء الله. وروى أبو غالب في الرسالة ص ٢١ باسناده عن ابن فضال اولاد زرارة وعد منهم يحيى. تنبيه روى البرقى في باب البدع من المحاسن ص ٢٠٩ ـ ٧٥ عن عدة من اصحابنا عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن زرارة عن أبى جعفر عليهالسلام قال من اجترى على الله في المعصية وارتكاب الكبائر فهو كافر. الحديث.
قتل : ولا يبعد كون (بن زرارة) مصحفا فلم اقف على من ذكر لزرارة ابنا يسمى : يعقوب ولم اقف ايضا عاجلا على رواية يعقوب عم ابن اسباط عن زرارة فلاحظ.
محمد بن عبدالله بن زرارة
قال أبو غالب في الرسالة ص ٢٥ : ومن ولد زرارة : محمد بن عبدالله بن زرارة ، وكان كثير الحديث ، وروى عنه على بن الحسن بن فضال حديثا كثيرا. قلت :
وذكرنا في شرح الرسالة جملا في ترجمته فلاحظ.
وقال النجاشي في ابراهيم بن عبدالحميد الاسدي : وهو أخو محمد بن عبدالله بن زرارة لامه روى عن أبى عبدالله عليهالسلام. قلت : وذكرنا ما يتعلق بالمقام في تهذيب المقال ج ١ ـ ٢٩٦.
وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ـ ٧٥ في ترجمته ايضا : أخو محمد بن عبدالله بن زرارة لامه وروى عن الصادق عليهالسلام ... ذكره الطوسى أبو جعفر في رجال الشيعة.
وقد وثقه ومدحه أبو الحسن محمد بن احمد بن داود شيخ هذه الطائفة وعالمها وشيخ القميين وفقيههم في وقته الذى قال الحسين بن عبيدالله الغضائري فيه : لم أر أحدا احفظ منه ولا أفقه ولا اعرف بالحديث. رواه النجاشي والكشى في رجوع الحسن بن فضال عن القول بالفطحية.
قال النجاشي في ترجمته : أخبرنا محمد بن محمد قال حدثنا أبو الحسن بن داود قال حدثنا أبى عن جعفر بن محمد المؤدب عن محمد بن احمد بن يحيى عن على بن الريان قال كنا في جنازة الحسن فالتفت محمد بن عبدالله بن زرارة بن اعين إلى الحديث وقال الكشى في ترجمة الحسن بن فضال ص ٣٤٩ ـ حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنا سعد بن عبدالله القمى عن عبدالله بن الريان عن محمد بن عبدالله بن زرارة بن أعين قال كنا في جنازة الحسن بن على بن فضال ، فالتفت إلى والى محمد الهيثم التميمي فقال لنا ، لا ابش كما؟ فقلنا له : وما ذاك؟ قال : حضرت الحسن بن على بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات ، وعنده محمد بن الحسن بن الجهم ، فسمعته يقول يا با محمد لتشهد ، فتشهد الله فسكت عنه فقال الثانية تشهد فصار إلى أبى
الحسن عليهالسلام ، فقال له محمد بن الحسن : فأين عبدالله؟ فقال له الحسن بن على : قد نظرنا في الكتب فلم نجد لعبدالله شيئا (قال أبو عمرو والكشى) : وكان الحسن بن على بن فضال يقول (بامامة عبدالله كذا فى النجاشي) بعبدالله بن جعفر قبل أبى الحسن عليهالسلام ، فرجع فيما حكى عنه في هذا الحديث ان شاء الله تعالى.)
وقال النجاشي بعد ذكر الحديث نحو ما في الكشى مع تفاوت يسير : قال ابن داود في تمام الحديث : فدخل على بن اسباط فاخبره محمد بن الحسن بن الجهم قال : فأقبل على بن اسباط يلومه قال فاخبرت أحمد بن الحسن بن على بن فضال بقول محمد بن عبدالله ، فقال : حرف محمد بن عبدالله على أبى.
قال (أي ابن وداود) : وكان والله محمد بن عبدالله بن زرارة أصدق عندي لهجة من أحمد بن الحسن فانه رجل فاضل ، ودين. قلت : وذكرنا ما يتعلق بذلك في تهذيب المقال ج ٢ ـ ١٠
وفي التهذيب ج ٩ ـ ١٩٥ ـ ١٧ والاستبصار ج ٤ ـ ١٢٣ في الوصية بالثلث باسناده عن على بن الحسن بن فضال قال : ومات محمد بن عبدالله بن زرارة ، فأوصى إلى أخى احمد ، وخلف دارا ، وكان اوصى في جميع تركته ان تباع ويحمل ثمنها إلى أبى الحسن عليهالسلام ، فباعها ... وكتب إليه احمد بن الحسن ، ودفع الشيئ بحضرتي إلى ايوب بن نوح ، واخبره انه جميع ما خلف .. فكتب عليهالسلام : قد وصل ذلك ، وترحم على الميت ، وقرأت الجواب.
قلت : لم احضر لمحمد بن عبدالله بن زرارة رواية عن الائمة عليهمالسلام غير انه روى عن اصحاب ابى جعفر الباقر ، والصادق ، والكاظم ، والرضا عليهمالسلام مثل عبدالله بن ميمون القداح ، وعبد الله بن بكير ، ومحمد بن ابى عمير ، وأحمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى ، ومحمد بن على الحلبي وغيرهم.
وروى عنه اجلاء الطائفة واصحاب الاجماع ومن عرف بروايته عن الثقات مثل الحسن بن محبوب ، وابن فضال ، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع ، ومحمد بن الفضيل ، وعلى بن اسباط ، ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب ، ومحمد بن على بن محبوب. وقد ذكرنا ما ورد في ذلك في كتبنا الموضوعة لذلك.
أخوة زرارة بن أعين
ان من علو منزلة زرارة عند الائمة عليهمالسلام وشيعتهم وشهرته بين الناس ان آل اعين قد عرفوا ونسبوا إلى زرارة كما تقدم في ذكر نسبتهم ص ٣٠ ، بل قد عرف بنو أعين ايضا باخوتهم لزرارة.
ففى الكشى ص ١٠٧ في اخوة زرارة ـ حدثنى حمدويه بن نصير قال حدثنى يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله قال قال ربيعة الرأى لابي عبدالله عليهالسلام : ما هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في اصحابك خيرا منهم ، ولا أهيأ؟ قال : اولئك اصحابي ، يعنى ولد اعين. حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنا محمد بن نصر قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد وحدثني حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على بن يقطين قال حدثنى المشايخ ان حمران وزرارة ، وعبد الملك وبكيرا ، وعبد الرحمن بنى اعين كانوا مستقيمين ، ومات منهم اربعة في زمان ابى عبدالله عليهالسلام ، وكانوا من أصحاب أبى جعفر عليهالسلام ، وبقى زرراة إلى عهد ابى الحسن عليهالسلام ، فلقى ما لقى.
وفي ص ١٢٠ ـ حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على بن يقطين قال : كان لهم غير زرارة واخوته ـ اخوان ليسا في شيئ من هذا الامر : مالك ، وقعنب.
وقد عرف هؤلاء الاخوة بزرارة من ذكرهم من اصحاب الفهرستات والرجال منهم الشيخ في الفهرست ص ٧٤.
قلت : قد ورد في اولاد اعين وعددهم روايات ذكرناها عند ذكرهم ص ٣١ إلى ٣٥ ، وفي عددهم اقوال وروايات وذكرهم ابن عقدة الحافظ رحمهالله ستة عشر أو سبعة عشر اخوة على ما في الرواية ، وتقدمت ص ٣٣.
١ ـ بكير بن اعين بن سنسن أبو عبدالله الشيباني الكوفى
ويكنى ايضا بأبى الجهم بولديه : عبدالله والجهم. ذكر ذلك الشيخ في أصحاب الباقر عليهالسلام ص ١٠٩ ـ ١٠ ، وكناه الصدوق رحمهالله في طريقه إليه في المشيخة رقم ٧١ بأبى الجهم وزاد : الكوفى من موالى بنى شيبان.
وكان بكير مستقيما كما في روايات تقدمت آنفا وفي ذكر آل اعين وكان مكرما يعد ويشار إلى رواياته ورأيه كما يظهر من الروايات.
روى الكشى في ترجمة اخيه حمران ص ١١٩ عن يوسف بن الخست عن محمد بن جمهور عن فضالة بن ايوب عن بكير بن اعين قال : حججت اول حجة ، فصرت إلى منى فسألت عن فسطاط أبى عبدالله عليهالسلام ، فدخلت عليه ، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوههم فلم أره فيهم ، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم ، فقال : هلم إلى ، ثم قال : يا غلام من بنى أعين أنت؟ قلت نعم جعلني الله فداك ، قال : ايهم أنت؟ قلت : أنا بكير بن أعين : الحديث.
وروى الشيخ في التهذيب ج ٩ ـ ٣١٩ ، والكليني في الكافي ج ٢ ـ ٢٦٥ في ميراث الاخوة والاخوات باسناديهما عن موسى بن بكر قال قلت لزرارة ان بكيرا حدثنى عن أبى جعفر عليهالسلام ان الاخوة للاب والاخوات للاب والام يزدادون وينقصون