أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
فلا أكشفن فإني قد اغتسلت. قالت : وماتت ، فلما جاء علي عليهالسلام أخبرته فقال : لا تكشف ، فحملها بغسلها عليهالسلام.
٨٩٤ / ٤٢ ـ أخبرنا حمويه ، قال : أخبرنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الوارث ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة ، عن جدته فاطمة عليهالسلام قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا دخل المسجد صلى على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك! وإذا خرج صلى على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك.
٨٩٥ / ٤٣ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال. حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا مكي بن مروك الأهوازي ، قال : حدثنا علي بن بحر ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : دخلنا على جابر بن عبد الله ، فلما انتهينا إليه سأل عن القوم حتى انتهى إلي ، فقلت : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فأهوى بيده إلى رأسي ، فنزع زري الأعلى وزري الأسفل ، ثم وضع كفه بين ثديي ، وقال : مرحبا بك ، وأهلا بابن أخي ، سل عما شئت ، فسألته وهو أعمى وجاء وقت الصلاة ، فقام في نساجة (١) فالتحف بها ، فلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبه على المشجب (٢) ، فصلى بنا ، فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال بيده فعقد تسعا ، وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله حاج فقدم المدينة بشر كثير ، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلىاللهعليهوآله ويعمل ما عمله ، فخرج وخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة ، فذكر الحديث ، وقدم علي عليهالسلام من اليمن ببدن النبي صلىاللهعليهوآله ، فوجد فاطمة عليهاالسلام فيمن أحل ، ولبست
__________________
(١) النساجة : ضرب من الملاحف.
(٢) المشجب : ما تعلق عليه الثياب ونحوها.
ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكرعلي عليهالسلام ذلك عليها ، فقالت : أبي صلىاللهعليهوآله أمرني بهذا؟ وكان علي عليهالسلام يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله محرشا على فاطمة عليهالسلام في الذي صنعت ، مستفتيا رسول الله صلىاللهعليهوآله بالذي ذكرت عنه ، فأنكرت ذلك ، قال : صدقت صدقت.
٨٩٦ / ٤٤ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا الحجبي ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم ببعض جسدي ، فقال : يا عبد الله بن عمر ، كن في الدنيا كأنك غريب وكأنك عابر سبيل ، فاعدد نفسك في الموتى.
قال : قال مجاهد : ثم قال لي ابن عمر : يا مجاهد ، إذا أصبحت فلا تحدثن نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدثن نفسك بالصباح ، وخذ من حيالك لموتك ، وخذ من صحتك لسقمك ، وخذ من فراغك لشغلك ، فإنك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدا.
٨٩٧ / ٤٥ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن سمرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من روى عني حديثا ، وهو يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين.
٨٩٨ / ٤٦ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب ابن عجرة ، قال : معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن ، يكبر أربعا وثلاثين ، ويسبح ثلاثا وثلاثين ، ويحمد ثلاثا وثلاثين.
٨٩٩ / ٤٧ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا أبو الوليد ، عن شعبة ، قال : أخبرنا الحكم ، عن ابن أبي رافع ، عن أبي رافع : أن النبي صلىاللهعليهوآله بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة ، فقال لأبي رافع : اصحبني كيما تصيب منها؟ فقال : حتى آتي النبي صلىاللهعليهوآله فأسأله ، فأتى
النبي صلىاللهعليهوآله فسأله فقال : مولى القوم من أنفسهم ، وانا لا تحل لنا الصدقة.
٩٠٠ / ٤٨ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا أبو الوليد وأبو كثير جميعا ، عن شعبة ، قال : أخبرني الحكم ، عن الحسن بن مسلم ، عن ابن عباس ، قال : ما ظهر البغي في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان ، ولا ظهر البخس في الميزان إلا ظهر فيهم الخسران والفقر ـ قال أبو خليفة : عن أبي كثير : إلا ابتلوا بالسنة ـ ولا ظهر نقض العهد في قوم إلا أديل عليهم عدوهم.
٩٠١ / ٤٩ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا أبو كثير ، قال : أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، عن عبد الله بن نافع : أن أبا موسى عاد الحسن بن علي عليهالسلام ، فقال علي (١) عليهالسلام له : أعائدا جئت أم زائرا؟ فقال : عائدا. فقال : ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح ، وكان له خريف (٢) في الجنة (٣).
٩٠٢ / ٥٠ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم أبو عمرو ، عن قرة ، قال : حدثنا عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : كسي أبو ذر بردين ، فاتزر بأحدهما وارتدى بشملة ، وكسا غلامه أحدهما ، ثم خرج إلى القوم فقالوا له : يا أبا ذر لو لبستهما جميعا كان أجمل. قال : أجل ، ولكني سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : أطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون.
٩٠٣ / ٥١ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله : أن عمر بن
__________________
(١) في نسخة : فقال الحسن.
(٢) في حديثي رواه الكليني بالاسناد عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : أيما مؤمن عاد مؤمنا خاض الرحمة خوضا ـ إلى أن قال ـ وكان له ، يا أبا حمزة ، خريف الجنة ، قلت : ما الخريف جعلت فداك؟ قال : زارية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما.
وفي النهاية : ( عائد المريض له خريف في الجنة ) أي مخروف من ثمرها ، فعيل بمعنى مفعول.
(٣) يأتي في الحديث : ١٣١٢.
الخطاب دخل على النبي صلىاللهعليهوآله وهو موقوذ (١) ـ أو قال : محموم ـ فقال له عمر : يا رسول الله ، ما أشد وعكك! فقال : ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال.
فقال عمر : يا رسول الله ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وأنت تجهد هذا الاجتهاد؟ فقال : يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا (٢).
٩٥٤ / ٥٢ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا مسلم ، عن هلال بن مسلم الجحدري ، قال : سمعت جدي جرة ـ أو جوة ـ قال : شهدت علي بن أبي طالب عليهالسلام أتي بمال عند المساء ، فقال : اقسموا هذا المال. فقالوا : قد أمسينا يا أمير المؤمنين فأخره إلى غد. فقال لهم : تقبلون لي أن أعيش إلى غد؟ قالوا : ماذا بأيدينا. قال : فلا تؤخروه حتى تقسموه ، فأتي بشمع ، فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم.
٩٠٥ / ٥٣ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا مكي ، قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا وهب بن حزم ، قال : حدثنا أبي : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أم سلمة : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أوصى عند وفاته : يخرج اليهود من جزيرة العرب ، وقال : الله الله في القبط فإنكم ستظهرون عليهم ، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله.
٩٠٦ / ٥٤ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا شاكر بن العياض ، قال : حدثنا هاشم بن سعيد ، عن كنانة ، عن صفية ، قالت : أعتقني رسول الله صلىاللهعليهوآله وجعل عتقي صداقي.
__________________
(١) الموقوذ والوقيذ : الشديد المرض.
(٢) في هامش النسخة المخطوطة : نظم الأعشى هذا المعنى فقال : وما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غبر
٩٠٧ / ٥٥ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا ابن مقبل ، قال : حدثنا عبد الله بن شبيب ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، عن سعيد بن مسلم ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من رضي من الله بالقليل من الرزق ، رضي الله منه بالقليل من العمل ، وانتظار الفرج عبادة.
٩٠٨ / ٥٦ ـ أخبرنا حمويه ، قال : حدثنا أبو الحسين ، قال : حدثنا ابن مقبل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن النخعي الكوفي ، قال : حدثنا مسعر بن يحيى بن الحجاج النهدي ، قال : حدثنا شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يقول الله ( عزوجل ) : اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري.
انتهت أخبار حمويه
٩٠٩ / ٥٧ ـ قرئ على أبي القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل ، وأنا أسمع ، في منزله ببغداد في الربض بباب المحول ، في صفر سنة عشر وأربع مائة ، حدثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ببادرايا ، في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مائة ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري ، في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند ، في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين ، قال : حدثنا عبد الله بن حفاد الأنصاري ، عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين عليهالسلام قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله ، إني وجدت في كتب أبي أن عليا عليهالسلام قال لأبي ميثم : أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا ، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقول : ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) (١) ثم التفت إلي
__________________
(١) سورة البينة ٩٨ : ٧.
وقال : هم والله أنت وشيعتك يا علي ، وميعادك وميعادهم الحوض غدا ، غرا محجلين ، مكتحلين متوجين.
فقال أبو جعفر : هكذا هو عيانا في كتاب علي عليهالسلام.
٩١٠ / ٥٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن عبد الله بن حماد ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت الأشعث بن قيس الكندي وجويبرا الجبلي قالا لعلي : يا أمير المؤمنين ، حدثنا في خلواتك أنت وفاطمة. قال : نعم ، بينا أنا وفاطمة في كساء ، إذ أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله نصف الليل وكان يأتيها بالتمر واللبن ليعينها على الغلامين ، فدخل فوضع رجلا بحيالي ورجلا بحيالها ، ثم إن فاطمة بكت فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما يبكيك يا بنية محمد؟ فقالت : حالنا كما ترى في كساء نصفه تحتنا ونصفه فوقنا. فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة ، أما تعلمين أن الله ( تعالى ) اطلع إطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتخذه صفيا ، وابتعثه برسالته ، وائتمنه على وحيه ، يا فاطمة ، أما تعلمين أن الله اطلع إطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها بعلك وأمرني أن أزوجكه وأن اتخذه وصيا ، يا فاطمة ، أما تعلمين أن العرش شاك ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها بشرا من خلقه ، فزينه بالحسن والحسين ، بركنين من أركان الجنة؟ وروي : ركن من أركان العرش.
٩١١ / ٥٩ ـ إبراهيم الأحمري ، عن عبد الرحمن بن أحمد التميمي ، عن عبد الله ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله الله أن يهبه لنا فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ، ثم قرأ أبو عبد الله عليهالسلام ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) (١).
٩١٢ / ٦٠ ـ إبراهيم الأحمري ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سدير الصيرفي ، قال : جاءت امرأة إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقالت له : جعلت فداك ، إني وأبي وأهل بيتي نتولاكم. فقال لها : صدقت ، فما الذي تريدين؟ قالت له المرأة : جعلت فداك يا بن
__________________
(١) سورة الغاشية ٨٨ : ٢٥ ، ٢٦.
رسول الله ، أصابني وضح (١) في عضدي ، فادع الله أن يذهب به عني. قال أبو عبد الله : اللهم إنك تبرئ الأكمه والأبرص ، وتحيي العظام وهي رميم ، ألبسها من عفوك وعافيتك ما ترى إثر إجابة دعائي. فقالت المرأة : والله لقد قمت وما بي منه قليل ولا كثير.
٩١٣ / ٦١ ـ إبراهيم بن إسحاق الأحمري ، قال : حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغرا العجلي ، قال : حدثنا الحلبي ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله ( عزوجل ) : ( والعاديات ضبحا ) (٢).
قال : وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله عمر بن الخطاب في سرية ، فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه ، فلما انتهى إلى النبي صلىاللهعليهوآله قال لعلي عليهالسلام : أنت صاحب القوم ، فتهيأ أنت ومن تريده من فرسان المهاجرين والأنصار؟ فوجهه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : أكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العبن. قال : فانتهى علي عليهالسلام إلى ما أمره به رسول الله صلىاللهعليهوآله فسار إليهم ، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم ، فأنزل الله على نبيه صلىاللهعليهوآله ( والعاديات ضبحا ) إلى آخرها.
٩١٤ / ٦٢ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثني العباس بن معروف وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : كان علي عليهالسلام محدثا ، وكان سلمان محدثنا.
قال : قلت : فما آية المحدث؟ قال : يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت.
٩١٥ / ٦٣ ـ إبراهيم الأحمري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعبد الله بن الصلت ومحمد بن خالد ، عن علي بن النعمان ، عن يزيد بن إسحاق الملقب بشعر ،
__________________
(١) الوضح : البرص.
(٢) سورة العاديات ١٠٠ : ١.
عن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إن منا لمن ينكت في قلبه ، وإن منا لمن يؤتى في منامه ، وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست وإن منا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل.
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : منا من ينكت في قلبه ، ومنا من يقذف في قلبه ، ومنا من يخاطب.
وقال عليهالسلام : وإن منا لمن يعاين معاينة ، وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت ، وإن منا لمن يسمع كما تقع السلسلة في الطست.
قال : قلت : والذي تعاينون ما هو؟ قال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل.
٩١٦ / ٦٤ ـ إبراهيم ، قال : حدثني إبراهيم بن مهزيار وجماعة من رجاله وغيرهم ، عن داود بن فرقد ، عن الحارث النصري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام.
الذي يسأل عنه الامام ، وليس عنده فيه شئ ، من أين يعلمه؟ قال : ينكت في القلب نكتا ، أو ينقر في الأذن نقرا.
وقيل لأبي عبد الله عليهالسلام : إذا سئلت كيف تجيب؟ قال : إلهام وسماع ، وربما كانا جميعا.
٩١٧ / ٦٥ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثني محمد بن عبد الحميد وعبد الله بن الصلت ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه. قال إبراهيم : وحدثني عبد الله بن حماد ، عن سدير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو في نفر من أصحابه : إن مقامي بين أظهركم خير لكم ، وان مفارقتي إياكم خير لكم. فقام إليه جابر ابن عبد الله الأنصاري ، وقال : يا رسول الله ، أما مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا ، فكيف تكون مفارقتك إيانا خيرا لنا؟
فقال صلىاللهعليهوآله أما مقامي بين أظهركم خير لكم ، لأن الله ( عزوجل ) يقول : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) (١) يعني
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٣٣.
يعذبهم بالسيف ، فأما مفارقتي إياكم فهو خير لكم ، لأن أعمالكم تعرض على كل اثنين وخميس ، فما كان من حسن حمدت الله ( تعالى ) عليه ، وما كان من سيئ استغفرت لكم.
٩١٨ / ٦٦ ـ إبراهيم الأحمري ، عن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد وعبد الله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد وغيرهم ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ، فقلت له : جعلت فداك ، أخبرني عن قول الله ( عزوجل ) : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) (١) قال : إيانا عنى.
٩١٩ / ٦٧ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثني عبد الله بن حماد ، عن عبد الله بن بكير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخبرني أبو بصير أنه سمعك تقول : لولا أنا نزاد لأنفدنا؟ قال : نعم.
قال : قلت : تزدادون شيئا ليس عند رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال : لا ، إذا كان ذلك كان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وحيا ، وإلينا حديثا.
٩٢٠ / ٦٨ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثنا جماعة ، عن ابن فضال ، عن محمد ابن الربيع ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لولا أنا نزاد لأنفدنا.
قال : قلت : جعلت فداك ، تزدادون شيئا ليس عند رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : إنه إذا كان ذلك أتى النبي صلىاللهعليهوآله فأخبر ، ثم إلى علي عليهالسلام ، ثم إلى واحد بعد واحد ، حتى ينتهي إلى صاحب هذا الامر.
٩٢١ / ٦٩ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثني أبو جعفر الطالبي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد التميمي الخراساني ، عن علي بن أبان ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليهالسلام فأتاه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية. قال : فنكت أمير المؤمنين عليهالسلام الأرض
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠٥.
بعود كان في يده ساعة ، ثم رفع رأسه ، فقال : كذبت والله ، ما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء.
قال الأصبغ : فعجبت من ذلك عجبا شديدا ، فلم أبرح حتى أتاه رجل آخر ، فقال : والله يا أمير المؤمنين ، إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية. قال : فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلا ، ثم رفع رأسه ، فقال : صدقت ، إن طينتنا طينة مرحومة ، أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق ، فلا يشذ منها شاذ ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة ، أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الفاقة إلى محبيك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله.
٩٢٢ / ٧٠ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، عن الأصم ، عن زرعة بن محمد الحضرمي ، عن المفضل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن الله ( تعالى ) جعل عليا عليهالسلام علما بينه وبين خلقه ، ليس بينهم علم غيره ، فمن أقر بولايته كان مؤمنا ، ومن جحده كان كافرا ، ومن جهله كان ضالا ، ومن نصب معه كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنة ، ومن أنكرها دخل النار.
٩٢٣ / ٧١ ـ إبراهيم الأحمري ، قال : حدثني محمد بن سليمان ، عن أبيه ، قال : كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر عليهالسلام ، وكان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفر عليهالسلام يقول له : يا محمد ، ألا ترى أني إنما أغشى مجلسك حياء مني لك ، ولا أقول إن في الأرض أحدا أبغض إلي منكم أهل البيت ، واعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم ، ولكن أراك رجلا فصيحا ، لك أدب وحسن لفظ وإنما الاختلاف إليك لحسن أدبك ، وكان أبو جعفر عليهالسلام يقول له خيرا ، ويقول : لن تخفى على الله خافيه.
فلم يلبث الشامي إلا قليلا حتى مرض واشتد وجعه ، فلما ثقل دعا وليه ، وقال له : إذا أنت مددت علي الثوب في النعش ، فأت محمد بن علي وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك.
قال : فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوه ، فلما أن أصبح الناس
خرج وليه إلى المسجد ، فلما أن صلى محمد بن علي عليهالسلام وتورك ـ وكان إذا صلى عقب في مجلسه ـ قال له : يا أبا جعفر ، إن فلانا الشامي قد هلك ، وهو يسألك أن تصلي عليه. فقال أبو جعفر : كلا ، إن بلاد الشام بلاد صر (١) وبلاد الحجاز بلاد حر ولحمها شديد ، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم ، ثم قام من مجلسه ، فأخذ وضوءا ، ثم عاد فصلى ركعتين ، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس.
ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي ، فدخل عليه ، فدعاه فأجابه ، ثم أجلسه فسنده ، ودعا له بسويق فسقاه ، فقال لأهله : املأوا جوفه ، وبردوا صدره بالطعام البارد؟ ثم انصرف ، فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي ، فأتى أبا جعفر عليهالسلام فقال : أخلني ، فأخلاه ، فقال : أشهد أنك حجة الله على خلقه ، وبابه الذي يؤتى منه ، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا.
قال له أبو جعفر عليهالسلام : وما بدا لك؟ قال : أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني ، فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي ، أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم : ردوا عليه روحه ، فقد سألنا ذلك محمد بن علي.
فقال له أبو جعفر عليهالسلام : أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ويبغض العبد ويحب عمله؟ قال : فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام.
انتهت أخبار الأحمري.
٩٢٤ / ٧٢ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إني لألقى الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فأحبه حبا شديدا ، فإذا كلمته وجدته لي على مثل ما أنا عليه له
__________________
(١) الصبر : البرد الشديد.
ويخبرني أنه يجد لي مثل الذي أجد له؟
فقال : صدقت يا سدير ، إن ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا ، وإن لم يظهروا التودد بألسنتهم ، كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار ، وإن بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا ، وإن أظهروا التودد بألسنتهم ، كبعد البهائم من التعاطف ، وإن طال اعتلافها على مذود (١) واحد.
٩٢٥ / ٧٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى ابن طلحة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام يقول : إن في الليلة التي يولد فيها الإمام لا يولد مولود إلا كان مؤمنا ، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الايمان ببركة الامام.
٩٢٦ / ٧٤ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني الشريف أبو محمد أحمد بن محمد بن عيسى العلوي الزاهد ، قال : حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر الكشي ، قال : حدثنا حمدويه بن نصر ، عن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن خالد ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إن عبد الله ابن بكير كان يروي حديثا ويتأوله ، وأنا أحب أن أعرضه عليك.
فقال : ما ذلك الحديث؟
قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام أيام خروج محمد بن عبد الله بن الحسن ، إذ دخل عليه رجل من أصحابنا ، فقال له : جعلت فداك ، إن محمد بن عبد الله قد خرج ، وأجابه الناس ، فما تقول في الخروج معه؟ فقال أبو عبد الله عليهالسلام : أسكن ما سكنت السماء والأرض. فقال عبد الله بن بكير : فإذا كان الامر هكذا ، ولم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض ، فما من قائم ولا من خروج.
__________________
(١) المذود : معتلف الدابة.
فقال أبو الحسن عليهالسلام : صدق أبو عبد الله عليهالسلام ، وليس الامر على ما تأوله ابن بكير ، إنما قال أبو عبد الله عليهالسلام اسكنوا ما سكنت السماء من النداء ، والأرض من الخسف بالجيش.
٩٢٧ / ٧٥ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، قال : حدثنا علي بن سليمان ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد الجهني ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال لي : من صحبك؟ قلت له : رجل من إخواني. قال : فما فعل؟ فقلت : منذ دخلت لم أعرف مكانه. فقال لي : أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة ، سأله الله عنه يوم القيامة.
٩٢٨ / ٧٦ ـ قال محمد بن محمد بن النعمان رحمهالله : قرأت في بعض الأصول حديثا لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام ، قال : من صحب أخاه المؤمن في طريق فتقدمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره قد أشاط بدمه وأعان عليه.
٩٢٩ / ٧٧ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، قال : حدثنا علي بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن القاسم الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد السياري ، قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا سعيد بن مسلم ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : كنت جالسا عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ قال مبتدئا من قبل نفسه : يا داود ، لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس ، فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك ، إني علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله.
قال داود : وكان لي ابن عم معاندا ناصبا خبيثا ، بلغني عنه وعن عياله سوء حال ، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة ، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبد الله عليهالسلام بذلك.
٩٣٠ / ٧٨ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمهالله ، قال :
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن دعاء يوسف عليهالسلام ما كان؟
فقال : إن دعاء يوسف عليهالسلام كان كثيرا ، لكن لما اشتد عليه الحبس خر لله ساجدا وقال : ( اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي عندك ، فلن ترفع لي إليك صوتا ، فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب ). قال : ثم بكى أبو عبد الله عليهالسلام وقال : صلى الله على يعقوب وعلى يوسف ، وأنا أقول : ( اللهم بالله وبرسوله عليهالسلام.
٩٣١ / ٧٩ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن بشر ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن عبيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا أبو مريم ، قال : حدثني حمران بن أعين رحمهالله ، قال : زرت قبر الحسين بن علي عليهماالسلام ، فلما قدمت جاءني أبو جعفر محمد بن علي عليهالسلام وعمر بن علي بن عبد الله بن علي ، فقال لي أبو جعفر عليهالسلام : أبشر يا حمران ، فمن زار قبور شهداء آل محمد عليهمالسلام يريد الله بذلك وصلة نبيه ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
٩٣٢ / ٨٠ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصوفي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثني سعيد بن عمرو ، قال : حدثني الحسن بن ضوء ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام : قال الله ( عزوجل ) : ما من شئ أتردد فيه مثل ترددي عند قبض روح المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ، فإذا حضره أجله الذي لا تأخير فيه بعثنا إليه بريحانتين من الجنة تسمى إحداهما المسخية والأخرى المنسية ، فأما المسخية فتسخيه عن ماله ، وأما المنسية فتنسيه أمر الدنيا.
٩٣٣ / ٨١ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن
قولويه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن فيمن ينتحل هذا الأمر لمن يكذب حتى يحتاج الشيطان إلى كذبه.
٩٣٤ / ٨٢ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد النحوي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي في داره بسوق العطر ، قال : حدثنا جعفر بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد الفزاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، قال : كان من دعاء علي بن الحسين عليهالسلام : ( اللهم إن كنت عصيتك بارتكاب شئ مما نهيتني ، فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك الايمان بك ، منا منك به علي لا منا مني به عليك ، وتركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك أن أجعل لك شريكا ، أو أجعل لك ولدا أو ندا ، وعصيتك على غير مكابرة ولا معاندة ولا استخفاف مني بربوبيتك ، ولا جحود لحقك ، ولكن استزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان ، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي ، وإن تغفر لي فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين ).
٩٣٥ / ٨٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : من قال بعد صلاة الصبح قبل أن يتكلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) يعيدها سبع مرات ، دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء ، أهونها الجذام والبرص.
٩٣٦ / ٨٤ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقرئ ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، قال : حدثني شيخ من أصحابنا يعرف
بعبد الرحمن بن إبراهيم ، قال : حدثني صباح الحذاء ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : من كانت له إلى الله ( تعالى ) حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة ، وليسبغ وضوءه ويصلي في المسجد ركعتين ، يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب وسبع سور معها ، وهن ( المعوذتان ) و ( قل هو الله أحد ) و ( قل يا أيها الكافرون ) و ( إذا جاء نصر الله ) و ( سبح اسم ربك الاعلى ) و ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ، فإذا فرغ من الركعتين وتشهد وسلم ، سأل الله حاجته ، فإنها تقضى بعون الله ، إن شاء الله.
قال علي بن الحسن فضال : وقال لي هذا الشيخ : إني فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسع علي في رزقي ، فأنا من الله ( تعالى ) بكل نعمة ، ثم دعوته أن يرزقني الحج فرزقنيه ، وعلمته رجلا من أصحابنا كان مقترا عليه في رزقه فرزقه الله ( تعالى ) ووسع عليه.
٩٣٧ / ٨٥ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا داود بن سليمان أبو محمد المروزي ، قال : حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي ، قال : حدثنا نوح بن أبي مريم ، عن إبراهيم الصائغ ، عن سلمة بن كهيل ، عن عيسى ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا يكون العبد مؤمنا حتى أكون أحب إليه من نفسه ومن ولده وماله وأهله.
قال : فقال بعض القوم : يا رسول الله ، إنا لنجد ذلك بأنفسنا. فقال عليهالسلام : بل أنا أحب إلى المؤمنين من أنفسهم.
ثم قال : أرأيتم لو أن رجلا سطا على واحد منكم فنال منه باللسان واليد ، كان العفو عنه أفضل أم السطوة عليه والانتقام منه؟ قالوا : بل العفو ، يا رسول الله.
قال : أفرأيتم لو أن رجلا ذكرني عند أحد منكم بسوء وتناولني بيده كان الانتقام منه والسطوة عليه أفضل أم العفو عنه؟ قالوا : بل الانتقام منه أفضل. قال : فأنا إذن أحب إليكم من أنفسكم.
٩٣٨ / ٨٦ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن
عمر ، قال : حدثني أحمد بن عيسى أبو جعفر العجلي ، قال : حدثنا مسعر بن يحيى المهلبي ، قال : حدثنا شريك ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
٩٣٩ / ٨٧ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عباد بن موسى الساباطي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت : لا يضر مع الايمان عمل ، ولا ينفع مع الكفر عمل؟
فقال عليهالسلام : إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها ، إنما عنيت بهذا أنه من عرف الامام من آل محمد عليهالسلام وتولاه ، ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك ، وضوعف له أضعافا كثيرة ، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة ، فهذا ما عنيت بذلك ، وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الامام الجائر الذي ليس من الله ( تعالى ).
فقال له عبد الله بن أبي يعفور : أليس الله ( تعالى ) قال : ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ) (١) فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن تولى أئمة الجور؟
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : وهل تدري ما الحسنة التي عناها الله ( تعالى ) في هذه الآية ، هي والله معرفة الامام وطاعته ، وقال ( عزوجل ) : ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ) (٢) وإنما أراد بالسيئة إنكار الامام الذي هو من الله ( تعالى ).
__________________
(١) سورة النمل ٢٧ : ٨٩ ، ٩٠.
ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا بولايتنا ، أكبه الله ( تعالى ) يوم القيامة في النار.
٩٤٠ / ٨٨ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال : حدثني أبو القاسم نصر بن أحمد الرازي ، قال : حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي ، قال : حدثنا محمد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا الركين بن الربيع الفزاري ، عن الحسين بن قبيصة ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا النبي صلىاللهعليهوآله فقال في خطبته : من آمن بي وصدقني فليتول عليا من بعدي ، فإن ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله ، أمر عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه ، ألا هل بلغت؟ فقالوا : نشهد أنك قد بلغت. قال صلىاللهعليهوآله : أما إنكم تقولون : نشهد أنك قد بلغت ، وإن منكم لمن ينازعه حقه ، ويحمل الناس على كتفه.
قالوا : يا رسول الله ، سمهم لنا. قال صلىاللهعليهوآله : أمرت بالاعراض عنهم ، وكفى بالمرء منكم ما يجد لعلي في نفسه.
٩٤١ / ٨٩ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن محمد بن حمران ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لما كان من أمر الحسين بن علي ما كان ، ضجت الملائكة إلى الله ( تعالى ) وقالت : يا رب يفعل هذا بالحسين صفيك وابن نبيك؟! قال : فأقام الله لهم ظل القائم عليهالسلام وقال : بهذا أنتقم له من ظالميه.
٩٤٢ / ٩٠ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم؟ قلت : يقولون : في حواصل طيور خضر.
فقال : سبحان الله! المؤمن أكرم على الله من ذلك ، إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ومعهم ملائكة من ملائكة الله ( عزوجل ) المقربين ، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد وللنبي صلىاللهعليهوآله بالنبوة والولاية لأهل البيت عليهمالسلام شهد على ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام والملائكة المقربون معهم ، وإن اعتقل لسانه فإن نبيه عليهالسلام يعلم ما في قلبه من ذلك فشهد به ، وشهد على شهادة النبي صلىاللهعليهوآله علي وفاطمة والحسن والحسين. ( على جماعتهم من الله أفضل الصلاة والسلام ). ومن حضر معهم من الملائكة ، فإذا قبض الله روحه إليه صير تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته في الدنيا فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.
٩٤٣ / ٩١ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن موسى بن عبد الله ابن مهران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي بكر الحضرمي ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لو أن كافرا وصف ما تصفون عند خروج نفسه ، ما طعمت النار من جسده شيئا.
تم المجلس الرابع عشر ، ويتلوه المجلس الخامس عشر.