أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
أبيه ، عن جده ، عن علي عليهمالسلام أنهم قالوا : يا علي ، صف لنا نبينا صلىاللهعليهوآله كأننا نراه ، فإنا مشتاقون إليه.
قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله أبيض اللون مشربا حمرة ، أدعج العين ، سبط الشعر ، كث اللحية ، ذا وفرة (١) ، دقيق المسربة (٢) ، كأنما عنقه إبريق فضة ، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة ، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره ، شثن الكفين والقدمين ، شثن الكعبين ، إذا مشى كأنما ينقلع من صخر ، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله ، ليس بالقصير المتردد ولا بالطريل الممعط (٣) ، وكان في وجهه تداوير ، إذا كان في الناس غمرهم ، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ ، عرقه أطيب من ريح المسك ، ليس بالعاجز ولا باللئيم ، أكرم الناس عشرة ، وألينهم عريكة ، وأجودهم كفا ، من خالطه بمعرفة أحبه ، ومن رآه بديهة هابه ، غرة بين عينيه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ( صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما )
٦٩٦ / ٣٦ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : حدثنا ابن عقدة ، قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله ابن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : إني لأعرف حجرا كان يسلم علي بمكة قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن.
٦٩٧ / ٣٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهالسلام ، قال : انشق القمر بمكة فلقتين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اشهدوا اشهدوا بهذا.
__________________
(١) الوفرة : ما سال على الأذنين من شعر الرأس.
(٢) المسربة : الشعر وسط الصدر إلى البطن.
(٣) الممعط : المفرط الطول.
٦٩٨ / ٣٨ ـ وبهذا الاسناد : أن النبي صلىاللهعليهوآله قال يوم بدر : لا تأسروا أحد من بني عبد المطلب ، فإنما أخرجوا كرها.
٦٩٩ / ٣٩ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال. أخبرني ابن عقدة ، قال : حدثني الحسن بن القاسم ، قال : حدثنا ثبير بن إبراهيم بن شيبان ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله دفع خيبر إلى أهلها بالشطر ، فلما كان عند الصرام (١) بعث عبد الله بن رواحة فخرصها (٢) عليهم ، ثم قال : إن شئتم أخذتم بخرصنا ، وإن شئتم أخذنا واحتسبنا لكم. فقالوا : هذا الحق ، بهذا قامت السماوات والأرض.
٧٠٠ / ٤٠ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني عبيد الله بن علي ، قال : هذا كتاب جدي عبيد الله بن علي ، فقرأت فيه : أخبرني علي بن موسى أبو الحسن ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام : أن النبي صلىاللهعليهوآله قضى بابنة حمزة لخالتها وقال : الخالة والدة.
٧٠١ / ٤١ ـ أخبرنا ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، قال : حدثنا عبد الملك الطحان قال : حدثنا هارون بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم ، عن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله سار إلى بدر في شهر رمضان ، وافتتح مكة في شهر رمضان.
٧٥٢ / ٤٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني علي بن محمد بن علي قراءة عليه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : خلف في سول الله صلىاللهعليهوآلهعلياعليهالسلامفي غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله ، تخلفني بعدك؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
__________________
(١) الصرام : جني الثمر ، وأوان نضجه.
(٢) خرصها : حزرها وقدرها.
موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
٧٠٣ / ٤٣ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرني ابن عقدة ، قال : أخبرني عبيد الله ابن علي ، قال : هذا كتاب جدي عبيد الله بن علي ، فقرأت فيه : أخبرني علي بن موسى أبو الحسن ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام : أن عليا عليهالسلام أول من سلم.
٧٥٤ / ٤٤ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود بن سليمان ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره.
٧٠٥ / ٤٥ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه ، قال : أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي ، قال : حدثنا غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء ، ثم إلى سدرة المنتهى ، أوقفت بين يدي ربي ( عزوجل ) ، فقال لي : يا محمد. فقلت : لبيك ربي وسعديك. قال : قد بلوت خلقي ، فأيهم وجدت أطوع لك؟ قال : قلت : رب عليا قال : صدقت يا محمد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : اختر لي ، فإن خيرتك خير لي.
قال : قد اخترت لك عليا ، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ، فإني قد نحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا ، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده.
يا محمد ، علي راية الهدى ، وامام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله. رب فقد بشرته. فقال علي : أنا عبد الله وفي قبضته إن يعذبني فبذنوبي ، لم يظلمني شيئا ، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي. فقال : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك.
قال. قد فعلت ذلك به يا محمد ، غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحد من أوليائي. قال : قلت. رب أخي وصاحبي. قال : إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به ، لولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي (١).
٧٠٦ / ٤٦ ـ قال محمد بن مالك : فلقيت نصر بن مزاحم المنقري ، فحدثني عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى السماء ... وذكر مثله سواء.
٧٠٧ / ٤٧ ـ قال محمد بن مالك : فلقيت علن بن موسى بن جعفر ، فذكرت له هذا الحديث ، فقال : حدثني به أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ، عن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء ، ثم إلى سدرة المنتهى ... وذكر الحديث بطوله.
٧٠٨ / ٤٨ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا بن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد القزويني ، قال : حدثنا داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ابن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله العلي : ياعلي ، إنك أعطيت ثلاثة ما لم أعط أنا. قلت : يا رسول الله ، ما أعطيت؟ فقال. أعطيت صهرا مثلي ولم أعط ، وأعطيت زوجتك فاطمة ولم أعط ، وأعطيت مثل الحسن والحسين ولم أعط.
٧٠٩ / ٤٩ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن
__________________
(١) يأتي في الحديث : ٧٣٣.
محمد بن علي الحسيني ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله ابن علي ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ياعلي ، إن فيك مثلامن عيسى بن مريم ، أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا.
٧١٠ / ٥٠ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثني علي بن محمد القزويني ، قال : حدثني داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي إنك سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين.
٧١١ / ٥١ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة. قال : فقام إليه رجل من الأنصار ، فقال : فداك أبي وأمي ، أنت ومن؟ قال : أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي ابن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة ، وبيده لواء الحمد ، واقف بين يدي العرش ينادي : ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ). قال : فيقول الآدميون ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين؟ قال : فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : معاشر الآدميين ، ما هذا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا الصديق الأكبر ، هذا علي بن أبي طالب (١).
٧١٢ / ٥٢ ـ قال ابن عقدة : أخبرني عبد الله بن أحمد بن عامر في كتابه ، قال :
__________________
(١) تقدم نحوه في الحديث : ٣٥.
حدثني أبي ، قال : حدثني علي بن موسى بهذا.
٧١٣ / ٥٣ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا أبو الحسين القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران المعروف بابن الشامي قراءة ، قال : حدثنا عباد ـ وهو ابن أحمد القزويني ـ ، قال : حدثنا عمي ، عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن أبي رافع ، عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، عن أهل يأجوج ومأجوج ، قال : إن القوم لينقرون بمعاولهم دائبين ، فإذا كان الليل قالوا : غدا نفرغ ، فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس ، حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره ، فيقول المؤمن : غدا نفتحه إن شاء الله؟ فيصبحون ثم يغدون _ عليه _ فيفتحه الله ، فوالذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان وقد شربوه حتى نزحوه ، فيقول : والله لقد رأيت هذا الوادي مرة ، وان الماء ليجري في عرضه.
قيل : يا رسول الله ، ومتى هذا؟ قال : حين لا يبقى من الدنيا إلا مثل صبابة الاناء.
٧١٤ / ٥٤ ـ أخبرنا ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن عباد ، عن عمه ، عن أبيه ، عن أبي المجالد ، عن زيد بن وهب ، عن أبي المنذر الجهني ، قال. قلت : يا نبي الله ، علمني أفضل الكلام. قال. ( لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحبي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير مائة مرة في كل يوم ، فأنت يومئذ أفضل الناس عملا إلا من قال مثل ما قلت ، وأكثر من ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، ولا تنسين الاستغفار في صلاتك ، فإنها ممحاة للخطايا برحمة الله.
٧١٥ / ٥٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن عباد ، قال : حدثني عمي ، عن أبيه ، عن موسى الجهني ، عن زيد بن وهب ، عن عطية بن عامر الجهني ، قال : سمعت سلمان الفارسي رضياللهعنه وقد أكره على طعام ، فقال : حسبي ، إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة. يا سلمان ، إنما الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر.
٧١٦ / ٥٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن عباد ، قال : حدثني عمي ، عن أبيه ، عن جابر ،
عن الشعبي ، عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال : سمعت سلمان الفارسي رضياللهعنه يقول لي وللأشعث بن قيس : إن لي عندكما وديعة. فقلنا : ما نعلمها إلا أن قوما قالوا لنا اقرءوا سلمان عنا السلام. قال : فأي شئ أفضل من السلام ، وهي تحية أهل الجنة؟
٧٩٧ / ٥٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن عباد ، قال : حدثني عمي ، عن أبيه ، عن مطرف ، عن الشعبي ، عن صعصعة بن صوحان ، قال : عادني علي أمير المؤمنين عليهالسلام في مرض ، ثم قال : انظر فلا تجعلن عيادتي إياك فخرا على قومك ، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فإنه ليس بالرجل غناء عن قومه ، إذا خلع منهم يدا واحدة يخلعون منه أيديا كثيرة ، فإذا رأيتهم في خير فأعنهم عليه ، لم إذا رأيتهم في شر فلا تخذلنهم ، وليكن تعاونكم على طاعة الله ، فإنكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله ( تعالى ) ، وتناهيتم عن معاصيه.
٧١٨ / ٥٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن عباد ، عن عمه ، عن أبيه ، عن جابر ، عن إبراهيم ابن عبد الاعلى ، عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب وعن أبي بكر وعن علي عليهالسلام وعن عبد الله بن عباس ، قال : كلهم قالوا : إذا كنت مسافرا ثم مررت ببلدة تريد أن تقيم بها عشرا فأتم الصلاة ، وإن كنت إنما تريد أن تقيم بها أقل من عشر فقصر ، فإن قدمت وأنت تقول : أسير غدا أو بعد غد ، حتى تتم على شهر ، فأكمل الصلاة ولا تقصر في أقل من ثلاث.
وقال : سألتهم عن صاحب السفينة ، أيقصر الصلاة كلها؟ قال : نعم ، إذا كنت في سفر ممعن ، وإن سافرت في رمضان فصم إن شئت.
وكلهم قال. إذا صليت في السفينة فأوجب الصلاة إلى القبلة ، فإذا استدارت فأثبت حيث أوجبت. وكلهم صلى العصر والفجاج مسفرة ، فإنها كانت صلاة رسول الله صلىاللهعليهوآله. وكلهم قنت في الفجر ، وعثمان أيضا قنت في الفجر.
٧١٩ / ٥٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن عباد ، عن عمه ، عن أبيه ، عن جابر ، عن إبراهيم ابن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ذكر أن علي بن أبي طالب عليهالسلام وعبد الله بن عباس ذكرا أن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا ، وأول يوم من الآخرة ، مثل له ماله
وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله فيقول : والله إني كنت عليك لحريصا شحيحا ، فما عندك؟ فيقول : خذ مني كفنك. فيقبل إلى ولده فيقول : والله إني كنت لكم لمحبا ، فما لي عندكم؟ فيقولون : أن نؤديك إلى حفرتك فنواريك فيها. فيقبل إلى عمله فيقول : والله إني كنت فيك لزاهدا ، له انك كنت علي لثقيلا ، فما عندك؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك.
فإن كان لله وليا أتاه أطيب خلق الله ريحا ، وأحسنه منطقا ، وأحسنه رياشا ، فيقول : ابشر بروح وريحان وجنة نعيم. فيقول : من أنت؟ قال. أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة؟ فإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله ، فإذا دخل قبره أتاه اثنان : يقال لأحدهما منكر ، وللآخر نكير ، يجران أشعارهما ، ويحكان بأنيابهما ، أصواتهما كالرعد العاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، ثم يقولان : يا هذا من ربك ، وما دينك ، ومن نبيك؟ فيقول : الله ربي وديني الاسلام ونبيي محمد فيقولان : ثبتك الله لما تحب وترضى ، فهو قول الله ( تعالى ) : ( ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) (١). ثم يقولان : نم ولي الله قرير العين نومة الآمن الشاب الناعم ، فأنت لقول الله ( عزوجل ) : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) (٢).
وأما عدو الله فإنه يأتيه أقبح خلق الله وجها ، وأخبثه ثيابا ، وأنتنه ريحا ، فيقول له : ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم قدمت شر مقدم. فيقول : من أنت؟ فيقول أنا عملك الخبيث ، فإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه ، فإذا دخل في قبره أتاه ممتحنا القبر ، فألقيا أكفانه في حفرته ، ثم قالا : من ربك ، وما دينك ، ومن نبتك؟ فيقول : لا أدري. فيقولان : لا دريت ولا هديت ، فيضربان يأفوخه بمرزبة (٣) ضربة ما خلق الله
__________________
(١) سورة إبراهيم ١٤ : ٢٧.
(٢) سورة الفرقان ٢٥ : ٢٤.
(٣) المرزبة : مطرقة أو عصا من حديد.
من دابة إلا تذعر لها ما خلا الثقلين ، ثم يفتحان له بابا إلى النار ويقولان له : نم على شر الحال ، فإنه لمن الضيق لفي مثل قبة القناة من الزج (١) ، حتى إن دماغه ليخرج من بين أظفاره ولحمه ، ويسلط الله عليه حياة الأرض وعقاربها وهوامها وشياطينها فتتناهشه حتى يبعثه الله ، وإنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر.
٧٢٠ / ٦٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن عباد ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، قال : حدثنا حسان بن عطية ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، قال : كنت مع معاذ بالشام ، فلما قبض أتيت عبد الله بن مسعود بالكوفة وكنت معه ، فأبكر بعض الوقت في زمانه فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، كيف ترى في الصلاة معهم؟ فقال : صل الصلاة لوقتها ، واجعل صلاتك معهم سبحة.
فقلت : أبا عبد الرحمن ـ يرحمك الله ـ ندع الصلاة في الجماعة؟ فقال : ويحك يا بن ميمون ، إن جمهور الناس الأعظم قد فارقوا الجماعة ، إن الجماعة من كان على الحق وإن كنت وحدك.
فقلت : أبا عبد الرحمن ، وكيف أكون جماعة وأنا وحدي؟ فقال : إن معك من ملائكة الله وجنوده المطيعين لله أكثر من بني آدم أولهم وآخرهم.
انتهت أحاديث ابن الصلت.
٧٢١ / ٦١ ـ أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، قال : حدثني أبو سليمان محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : أخبرنا علي بن محمد البزاز ، قال : حدثنا إبراهيم ابن إسحاق بن أبي العنبس القاضي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن السلولي ، قال : حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن أبان بن تغلب ، عن حنش بن المعتمر ، عن أبي ذر ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليهالسلام ، من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.
__________________
(١) الزج : الحديدة في أسفل القناة.
٧٢٢ / ٦٢ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثني أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد ابن المتوكل على الله ، قال : حدثني أبو بكر بن المرزبان ، قال : حدثني محمد بن موسى القرشي ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجعفي ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد الله البجلي ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، عن عمران ابن حصين ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة.
٧٢٣ / ٦٣ ـ أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد ، قال : حدثني أبو الفضل عيسى بن المتوكل على الله ، قال : أخبرني أبو عبد الله بن نصير ، قال. حدثني محمد بن عيسى المقرئ ، قال : حدثنا سعيد بن أحمد بن محمد البزاز ، قال : حدثنا المنذر بن محمد بن محمد : أن أباه أخبره عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من هدهد إلا وفي جناحه مكتوب بالسريانية ( آل محمد خير البرية ).
٧٢٤ / ٦٤ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثني أبو الفضل ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سهل القرشي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البلوى الأنصاري ، قال : حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء ، عن أبيه ، عن زيد ابن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهمالسلام قال : ما زلت مظلوما مذ كنت ، إن كان عقيل ليرمد فيقول : لا تذروني (١) حتى تذروا أخي عليا ، فأضجع فأذر وما بي رمد.
٧٢٥ / ٦٥ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثني أبو الفضل ، قال : حدثنا علي بن عبيد قال : حدثنا محمد بن سهل ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء ، عن أبيه ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ابن أبي طالب عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : الحسن والحسين يوم القيامة
__________________
(١) ذر الدواء في العين : ألقاه فيها ، والذرور : ما يذر في العين من الأدوية.
عن جنبي عرش الرحمن ( تبارك وتعالى ) بمنزلة الشقين من الوجه.
٧٢٦ / ٦٦ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه ، قال. حدثنا الحسن بن علي الهاشمي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا أبو مريم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال أبي : دفع النبي صلىاللهعليهوآله الراية يوم خيبر إلى علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، ففتح الله عليه ، وأوقفه يوم غدير خم ، فاعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال له : ( أنت مني ، وأنا منك ). وقال له : ( تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ). وقال له : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ). وقال له : ( أنا سلم لمن سالمت ، وحرب لمن حاربت ). وقال له : ( أنت العروة الوثقى ). وقال له : ( أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي ). وقال له : ( أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة ، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي ) وقال له : ( أنت الذي أنزل فيه : ( وأذان من آلله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) (١). وقال له : ( أنت الآخذ بسنتي والذب عن ملتي وقال له : ( أنا أول من تنشق عنه الأرض ، وأنت معي ). وقال له : ( أنا عند الحوض ، وأنت معي ). وقال له : ( أنا أول من يدخل الجنة ، وأنت بعدي تدخلها ، والحسن والحسين وفاطمة ). وقال له : ( إن الله أوحى إلي بأن أقوم بفضلك ، فقمت به في الناس ، وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه ) وقال له : ( اتق الضغائن التي لك في صدر من لا يظهرها إلا بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ).
ثم بكى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقيل. مم بكاؤك ، يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبرئيل عليهالسلام أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ، ويقاتلونه ويقتلون ولده ، ويظلمونهم بعده ، وأخبرني جبرئيل ، عليهالسلام عن الله ( عزوجل ) أن ذلك يزول إذا قام قائمهم ، وعلت كلمتهم ، واجتمعت الأمة على محبتهم ، وكان الشانئ لهم قليلا ، والكاره لهم ذليلا ، وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغير البلاد ، وضعف العباد ، والإياس من الفرج ، وعند
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٣.
ذلك يظهر القائم منهم.
فقيل له : ما اسمه؟ قال النبي صلىاللهعليهوآله : اسمه كاسمي ، واسم أبيه كاسم أبي ، هو من ولد ابنتي ، يظهر الله الحق بهم ، ويخمد الباطل بأسيافهم ، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم.
قال : وسكن البكاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : معاشر المؤمنين ، أبشروا بالفرج ، فإن وعد الله لا يخلف ، وقضاءه لا يرد ، وهو الحكيم الخبير ، فإن فتح الله قريب. اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم (١) وارعهم وكن لهم ، وانصرهم وأعنهم ، وأعزهم ولا تذلهم ، واخلفني فيهم ، إنك على كل شئ قدير.
٧٢٧ / ٦٧ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا ابن الجعابي ، قال : حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن عجب الأنباري ، قال : حدثنا خلف بن درست ، قال : حدثنا القاسم ابن هارون ، قال : حدثنا سهل بن صفين ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي ( عزوجل ) حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ، فقال : يا محمد ، من تحب من الخلق؟ قلت : يا رب عليا قال : التفت يا محمد؟ فالتفت عن يساري ، فإذا علي بن أبي طالب عليهالسلام.
٧٢٨ / ٦٨ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا ابن الجعابي ، قال : حدثني محمد بن أحمد الكاتب ، قال : حدثني أحمد بن يحيى الأودي ، قال : حدثنا حسن بن حسين الأنصاري ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى ، عن عبيد الله بن موسى ، عن أبي هاشم الرماني ، عن أبي البختري ، عن زاذان ، قال : قال لي سلمان : يا زاذان ، أحب عليا ، فإني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ضرب فخذه ، وقال : محبك محبي ومحبي محب الله ، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله ( عزوجل ) (٢).
__________________
(١) كلا الله فلانا : حفظه.
(٢) تقدم نحوه في الحديث : ٢١٣.
٧٢٩ / ٦٩ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر الكوفي بواسط ، قال : حدثنا أحمد بن المعافى بقصر صبيح ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل (صلوات الله عليهم) ، عن القلم ، عن اللوح ، عن الله ( تعالى ) : علي حصني ، من دخله أمن ناري.
٧٣٠ / ٧٠ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن علي بن يونس اللؤلؤي بالكوفة ، قال : حدثنا جدي هشام بن يونس ، قال : حدثنا حسين بن سليمان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أنس ، قال : نظر النبي صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام ، فقال : كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني.
٧٣١ / ٧١ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله ابن زيدان البجلي بالكوفة ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا يحيى بن بشار مولى لكندة ، عن محمد بن إسماعيل الهمداني ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي عليهالسلام ، وعن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : مثلي مثل شجرة أنا أصلها ، وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرها ، والشيعة ورقها ، فأبى أن يخرج من الطيب إلا الطيب.
٧٣٢ / ٧٢ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد؟ قال : حدثنا محمد بن أبي بكر الواسطي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد ، قال : حدثنا حسين بن حسن ، قال. حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم الرماني ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : علي مني بمنزلة رأسي من بدني.
٧٣٣ / ٧٣ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا ابن الجعابي ، قال : حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن زياد الثقفي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، قال : حدثنا غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ،
عن جده عليهمالسلام ، قال : قال علي (صلوات الله عليه) : قال النبي صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء إلى سدرة المنتهى ، وقفت بين يدي ربي ( عزوجل ) فقال لي : يا محمد. قلت : لبيك وسعديك. قال : قد بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟ قال : قلت : ربي عليا. قال : صدقت يا محمد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : اختر لي ، فإن خيرتك خير لي.
قال : قد اخترت لك عليا ، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ، فإني قد نحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقا ، لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده.
يا محمد ، علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : قلت رب فقد بشرته. فقال علي : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا ، وإن يتمم لي وعدي فالله مولاي. قال : أجل ، واجعل ربيعه الايمان بك.
قال : قد فعلت ذلك به يا محمد ، غير أني مختصه بشئ من البلاء لم اختص به أحدا من أوليائي. قال : قلت : رب أخي وصاحبي. قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، لولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي (١).
٧٣٤ / ٧٤ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثني ابن الجعابي ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العجلي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام ، قال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات ليلة يطلبني ، فقال : أين أخي ، يا أم أيمن؟ قالت : ومن أخوك؟ قال : علي. قالت : يا رسول الله ، تزوجه ابنتك وهو أخوك؟ قال : نعم ، أما
__________________
(١) تقدم في الحديث : ٧٠٥.
والله يا أم أيمن ، زوجتها كفؤا شريفا وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
٧٣٥ / ٧٥ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا ابن الجعابي ، قال : حدثنا علي بن أحمد ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : علي يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين.
٧٣٦ / ٧٦ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن سلمة ، قال : حدثنا زيد بن عبد الغفار الطيالسي ، قال : حدثنا حسين بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن عمه علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن أخيه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة ، فلم يكافئه عليها ، فأنا المكافئ له عليها.
٧٣٧ / ٧٧ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ ، قال : حدثنا علي بن حماد الخشاب ، قال : حدثنا علي بن المديني ، قال : حدثنا وكيع بن الجراح ، قال : حدثنا سليمان بن مهران ، قال : حدثنا جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضهم لعنة الله ).
٧٣٨ / ٧٨ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا علي بن أحمد الحلواني ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المقرئ ، قال : حدثنا الفضل بن حباب الجمحي ، قال : حدثنا
مسلم بن إبراهيم ، عن أبان ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، عن ابن عباس ، قال : كنا جلوسا مع النبي صلىاللهعليهوآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل عليهالسلام ومعه جام (١) من البلور الأحمر مملوءة مسكا وعنبرا ، وكان إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب عليهالسلام وولداه الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال له : السلام عليك ، الله يقرأ عليك السلام ، ويحييك بهذه التحية ، ويأمرك أن تحيي بها عليا وولديه.
قال ابن عباس : فلما صارت في كف رسول الله صلىاللهعليهوآله هلل ثلاثا ، وكبر ثلاثا ، ثم قالت بلسان ذرب طلق : بسم الله الرحمن الرحيم ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (٢) ، فاشتمها النبي صلىاللهعليهوآله وحيى بها عليا عليهالسلام ، فلما صارت في كف علي عليهالسلام قالت : بسم الله الرحمن الرحيم ( إنما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (٣) ، فاشتمها علي عليهالسلام وحيى بها الحسن عليهالسلام ، فلما صارت في كف الحسن قالت : بسم الله الرحمن الرحيم ( عم يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون ) (٤) فاشتمها الحسن عليهالسلام وحيى بها الحسين عليهالسلام ، فلما صارت في كف الحسين عليهالسلام قالت : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) (٥) ، ثم ردت إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : بسم الله الرحمن الرحيم ( الله نور السماوات والأرض ) (٦).
قال ابن عباس : فلا أدري إلى السماء صعدت ، أم في الأرض توارت بقدرة
__________________
(١) الجام : إناء للشراب والطعام ، يتخذ من الفضة ونحوها ، وهي مؤنثة.
(٢) سورة طه ٢٠ : ١ ، ٢.
(٣) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
(٤) سورة النبأ ٧٨ : ١ ـ ٣.
(٥) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.
(٦) سورة النور ٢٤ : ٣٥.
الله ( عزوجل ).
٧٣٩ / ٧٩ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الوراق المعروف بابن السماك ، قال : حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي ، قال : حدثني أبي ومعلى بن أسد ، قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي عليهالسلام : أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : خياركم من تعلم القرآن وعلمه.
٧٤٠ / ٨٠ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة الرقاشي ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحارث بن نبهان ، عن عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : خياركم من تعلم القرآن وعلمه.
٧٤١ / ٨١ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة الرقاشي ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا موسى بن علي بن رباح ، قال : سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أيكم يحب أن يغدو إلى العقيق أو إلى بطحاء مكة فيؤتى بناقتين كوماوين (١) حسنتين ، فيدعى بهما إلى أهله من غير مأثم ولا قطيعة رحم؟ قالوا : كلنا نحب ذلك يا رسول الله. قال : لأن يأتي أحدكم المسجد فيتعلم آية خير له من ناقة ، وآيتين خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث.
٧٤٢ / ٨٢ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، عن معارك بن عباد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : تعلموا القرآن ، وتعلموا غرائبه ، وغرائبه فرائضه وحدوده ، فإن القرآن نزل على خمسة وجوه : حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فاعملوا بالحلال ، ودعوا الحرام ،
__________________
(١) الناقة الكوماء : العظيمة السنام.
واعملوا بالمحكم ، ودعوا المتشابه ، واعتبروا بالأمثال.
٧٤٣ / ٨٣ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة قال : حدثنا وهب بن جرير وأبو زيد ـ يعني الهروي ـ ، قالا : حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : من حلف يمينا يقتطع بها مال أخيه لقي الله ( عزوجل ) وهو عليه غضبان ، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) (١). قال : فبرز الأشعت بن قيس فقال : في نزلت ، خاصمت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقضى علي باليمين.
٧٤٤ / ٨٤ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حياة والعرس بن عميرة ، قال : حدثناه عن عدي بن عدي ، عن أبيه قال : اختصم امرؤ القيس ورجل من حضرموت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله في أرض ، قال : ألك بينة؟ قال : لا. قال : فيمينه؟ قال : إذن والله يذهب بأرضي. قال : إن ذهب بأرضك بيمينه ، كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ، ولا يزكيه ، وله عذاب أليم. قال : ففزع الرجل ، وردها إليه.
٧٤٥ / ٨٥ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال. حدثنا أبو قلابة قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن علقمة بن وائل ، عن أبيه ، قال : اختصم رجل من أهل حضرموت وامرؤ القيس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله في أرض ، فقال : إن هذا أبتز علي أرضي في الجاهلية. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألك بينة؟ فقال : لا. قال : فيمينه؟ قال : يذهب والله يا رسول الله بأرضي. فقال : إن ذهب بأرضك كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ، ولا يزكيه ، وله عذاب أليم.
٧٤٦ / ٨٦ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة ،
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٧٧.
قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يزيد بن بزيع ، قال : حدثنا حميد بن ثابت ، عن أنس : أن النبي صلىاللهعليهوآله رأى رجلا يهادى بين ابنيه أو بين رجلين ، فقال : ما هذا؟ فقال : نذر أن يحج ماشيا. فقال : إن الله ( عزوجل ) غني عن تعذيب نفسه ، مروه فليركب وليهد.
٧٤٧ / ٨٧ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا صالح بن رستم ، عن كثير بن شنظير ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : ما خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله خطبة أبدا إلا أمرنا فيها بالصدقة ونهانا عن المثلة. قال : ألا وإن من المثلة أن ينذر الرجل أن يخرم أنفه ، ومن المثلة أن ينذر الرجل أن يحج ماشيا ، فمن نذر أن يحج ماشيا فليركب وليهد بدنة.
٧٤٨ / ٨٨ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو قلابة قال : حدثنا بشر بن عمر ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ليسلم الراكب على الماشي ، وإذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم.
٧٤٩ / ٨٩ ـ أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي ، قال : حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي ابن بديل بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد بن ورقاء ، أخو دعبل ابن علي الخزاعي رضياللهعنه ببغداد سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، قال : حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة ، وفيها رحلنا إليه على طريق البصرة ، وصادفنا عبد الرحمن بن مهدي عليلا فأقمنا عليه أياما ، ومات عبد الرحمن بن مهدي وحضرنا جنازته ، وصلى عليه إسماعيل بن جعفر ، ورحلنا إلى سيدي أنا وأخي دعبل ، فأقمنا عنده إلى آخر سنة مائتين ، وخرجنا إلى قم بعد أن خلع سيدي أبو الحسن الرضا عليهالسلام على أخي دعبل قميصا خزا أخضر وخاتما فصه عقيق ، ودفع إليه دراهم رضوية ، وقال له : يا دعبل ، صر إلى قم فإنك تفيد بها. فقال له : احتفظ بهذا القميص ، فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة ، وختمت فيه
القرآن ألف ختمة.
فحدثنا إملاء في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ، قال : حدثنا أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال. حدثنا أبي محمد بن علي ، قال : حدثنا أبي علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي الحسين بن علي ، قال : حدثنا أبي علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، قال : من أدام أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق ، لم يمرض إلا مرض الموت.
تم المجلس الثاني عشر ، ويتلوه المجلس الثالث عشر من أمالي
الشيخ الطوسي قدس الله سره وروحه ونور ضريحه
آمين رب العالمين.