أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-331-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٣٠
لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) (١) .
ثمّ من الآيات ما ورد في النساء ـ أعني أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ كقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) (٢) إلى قوله : ( مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ) إلى قوله : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) (٣) ، الآية .
وقوله سبحانه : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا ) إلى قوله : ( عَسَىٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ) (٤) ، الآية .
وقوله عزوجل : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٥) إلى آخر سورة التحريم .
أقول : وإنّما أكثرنا في ذكر هذه الآيات صريحاً مع الإشارة إلى البقيّة أيضاً ؛ ليظهر عياناً أنّ ما ادّعاه المخالفون ـ كما سيأتي في المقالة السادسة من المقصد الثاني ـ من كون الصحابة أجمعين ، بل الأزواج أيضاً مسلّمين في حسن الحال باطل قطعاً ، بل هم أيضاً كانوا كسائر أهل الأعصار من وجود ما ذكرناه سابقاً فيهم من الأشرار والجهّال والأخيار .
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٨٢ .
(٢) من صفحة ٢١٧ هامش (٥) إلى هنا بياض في «ن» .
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٨ ـ ٣٣ .
(٤) سورة التحريم ٦٦ : ٣ ـ ٥ .
(٥) سورة التحريم ٦٦ : ١٠ .
وكفى في هذا أنّ اللّه عزوجل لم يحكم بالجنّة لأحد منهم أبداً إلاّ مع شرط صحّة الإيمان ، والاقتران بالعمل الصالح ؛ وذلك ليُظهر عدم كفاية أحدهما ، وأنّ محض ادّعاء الإيمان والتلبّس بالإسلام غير مفيد .
فتأمّل جدّاً مع الاتّصاف بالإنصاف ؛ حتّى يتبيّن لك أنّه لا يجوز الاعتماد على كلّ صحابيّ ، ولا كلّ معدود من المسلمين في عصر سيّد المرسلين ، ولا على كلّ أفعالهم وأعمالهم ، لا سيّما بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله وانقطاع إرشاده ونصيحته لهم وردعه إيّاهم إلاّ بعد أن يتّضح بالدليل القاطع حسن حال الرجل ، وكون الفعل من أوامر اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله.
وادّعاء اختصاص الذمّ الذي فيها بجماعة معلومين في ذلك العصر عند الأكثر تحكّم ساقط ، خلاف صريح كثير من مضامين هذه الآيات والأخبار الآتية .
نعم ، كان بعض المنافقين معلومين عند الأكثر ، وبعضهم عند النبيّ صلىاللهعليهوآله وبعض خواصّه ، فتدبّر .
المطلب الثاني :
في بيان نبذ من الأخبار النبويّة التي ذكرها المخالفون للشيعة في كتبهم المعتبرة عندهم ، وهي دالّة على ما نحن فيه ممّا ذكرناه في عنوان الفصل (١) .
روى الترمذي (٢) في صحيحه وقال : إنّه حديث حسن ، ورواه الطبراني أيضاً ، كلاهما عن عمرو بن عوف (٣) ، ورواه الطبراني أيضاً عن سهل (٤) ، كلاهما عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ،
__________________
(١) في ص ٢٠٩ .
(٢) هو محمّد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك : يكنّى أبا عيسى ، من أئمّة علماء العامّة في الحديث وحفّاظه ، قيل : إنّه كان أكمه ، وكان يضرب به المثل في الحفظ ، وله كتب ، منها : الجامع الكبير باسم صحيح الترمذي ـ أحد الصحاح الستّة عند الجمهور ـ والتاريخ ، والعلل ، ولد في حدود سنة ٢١٠ ، ومات سنة ٢٧٩ هـ بترمذ .
انظر : وفيات الأعيان ٤ : ٢٧٨ / ٦١٣ ، تهذيب الكمال ٢٦ : ٢٥٠ / ٥٥٣١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٧٠ / ١٣٢ ، شذرات الذهب ٢ : ١٧٤ ، الأعلام ٦ : ٣٢٢ .
(٣) هو عمرو بن عوف بن زيد بن مُلَيْحَة بن عمرو ، وقيل : ملحة بن عمرو ، ويكنّى أبا عبداللّه ، يقال : إنّه قدم مع النبيّ صلىاللهعليهوآله المدينة ، وإنَّ أوّل مشاهده الخندق ، مات بالمدينة آخر أيّام معاوية .
انظر : الاستيعاب ٣ : ١١٩٦ / ١٩٤٢ ، اُسد الغابة ٣ : ٥٧٦ / ٣٩٩٤ ، تهذيب الكمال ٢٢ : ١٧٣ / ٤٤٢١ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٧٤ / ١٢٧ .
(٤) سهل بن سعد بن مالك بن خالد ، يكنّى أبا العباس ، وكان اسمه حزناً ، فسمّاه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله سهلاً ، هو من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام ، كان له
فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنّتي» (١) .
وذكر صاحب الكشاف (٢) في تفسير سورة النصر : عن جابر بن عبداللّه (٣) أنّه بكى ذات يوم فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت
__________________
يوم توفّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ١٥ سنة ، وهو ممّن شهد بحديث الغدير ، ولقي أهل بيت الحسين عليهالسلام في الشام ، طال عمره حتّى أدرك الحجاج بن يوسف ، ولامتناعه من نصرة عثمان ختم في عنقه بأمر الحجّاج ، توفّي سنة ٨٨ ، وقيل : سنة ٩١ هـ .
انظر : رجال الطوسي : ٤٠ /٢٤٩ ، و٦٦ / ٥٩٩ ، تنقيح المقال ٢ : ٧٦ / ٥٣٩٧ ، الاستيعاب ٢ : ٦٦٤ / ١٠٨٩ ، اُسد الغابة ٢ : ٣٢٠ / ٢٢٩٣ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٢٢ / ٧٢ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٢٢١ ـ ٢٢٢ / ٤٤١ .
(١) سنن الترمذي ٥ : ١٨ / ٢٦٣٠ ، المعجم الكبير ٦ : ١٦٤ / ٥٨٦٧ ، المعجم الأوسط ٣ : ٣٦٣ / ٣٠٧٧ ، وفي الأخيرين عن سهل .
(٢) هو محمود بن عمر بن محمّد بن عمر الخوارزمي الزمخشري ، يكنّى أبا القاسم ، اشتهر بجار اللّه ؛ لمجاورته بمكّة زماناً طويلاً ، من علماء العامّة في التفسير والحديث واللغة ، أخذ النحو عن أبي مضر منصور ، وله كتب منها : الكشاف في تفسير القرآن ، وأساس البلاغة ، والفائق ، ولد سنة ٤٦٧ ، ومات سنة ٥٣٨ هـ بجرجانية خوارزم .
انظر : المنتظم ١٨ : ٣٧ / ٤١٠٤ ، إنباه الرواة ٣ : ٢٦٥ / ٧٥٣ ، وفيات الأعيان ٥ : ١٦٨ / ٧١١ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ : ١٥١ / ٩١ ، لسان الميزان ٦ : ٦٥١ / ٨٣١٣ ، الأعلام ٧ : ١٧٨ .
(٣) هو جابر بن عبداللّه بن عمرو بن حزام الأنصاري الخزرجي ، يكنّى أبا عبداللّه ، كان من أجلاّء أصحاب رسول اللّه وأمير المؤمنين والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ صلوات اللّه عليهم أجمعين ، شهد بدراً وثمانية عشرة غزوة مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وكان مع أمير المؤمنين عليهالسلام في قتال البصرة وحرب صفّين ، ومن النقباء الاثني عشر الذين انتخبهم رسول اللّه بأمر جبرئيل ، وأوّل زائر للحسين عليهالسلام بعد فاجعة كربلاء ، عاش عمراً طويلاً ، وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله له : «إنّك تدرك محمّد ابن عليّ فاقرأه منّي السلام» . ذهب بصره في آخر عمره وهو ابن نيّف وتسعين سنة ، اختلف في سنة وفاته ، فقيل : توفّي سنة ٧٤ ، وقيل : ٧٧ ، وقيل : ٧٨ .
انظر : تنقيح المقال ١٩٩ / ١٦١٠ ، أعيان الشيعة ٤ : ٤٥ ، الاستيعاب ١ :
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «دخل الناس في دين اللّه أفواجاً ، وسيخرجون منه أفواجاً» (١) .
وروى السيوطي من كتاب المستدرك ، ومسند ابن حنبل ، وكتاب ابن حبّان : عن أبي أمامة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لتنقضنّ عُرى الإسلام عروة عروة ، فكلّما انتقضت عروة تشبّث الناس بالتي تليها ، فأوّلهنّ الحكم وآخرهنّ الصلاة» (٢) .
وروى من كتاب ابن عساكر : عن واصل (٣) ، عنه صلىاللهعليهوآله قال : «أوّل ما يذهب من هذا الدين الأمانة ، وآخر ما يبقى منه الصلاة ، وسيصلّي من لا خير فيه» (٤) ، الخبر (٥) .
أقول : سيأتي في المقالة السادسة من المقصد الثاني مثله ، وإذا لوحظ هذا مع سابقه يظهر أنّ المراد بالأمانة هي الحكومة ، وهو أيضاً الذي يظهر ممّا يأتي في المقالة المذكورة ، فافهم .
__________________
٢١٩ / ٢٨٦ ، المنتظم ٦ : ٢٠٢ / ٤٧٣ ، اُسد الغابة ١ : ٣٠٧ / ٦٤٧ ، تهذيب الكمال ٤ : ٤٤٣ / ٨٧١ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٨٩ / ٣٨ .
(١) الكشاف ٦ : ٤٥١ .
(٢) المستدرك للحاكم ٤ : ٩٢ ، مسند أحمد ٦ : ٣٣٤ / ٢١٦٥٦ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٨ : ٢٥٢ / ٦٦٨٠ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٠٣ / ٧٢٣٢ ، الفتح الكبير ٣ : ١٠ .
(٣) هو واصل بن عبداللّه السلامي ، ظنّه ابن عساكر من أهل دمشق ، ولم يذكر في ترجمته شيئاً ، انظر : تاريخ مدينة دمشق ٦٢ : ٣٧٦ / ٧٩٥٣ .
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٦٢ : ٣٧٧ ، جامع الأحاديث ٣ : ٨٤ / ٧٤٣٠ .
(٥) بقية الخبر كذا : «وما استجاز قوم بينهم الزنا إلاّ استوجبوا حرب اللّه ورسوله ، ولا ظهرت فيهم المعازف والغناء إلاّ صمّت قلوبهم ، ولا ركبوا الزهو والبهاء إلاّ عميت أبصارهم ، ولا تكبّروا إلاّ حرموا نفع الرضا ، ولا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ نكست قلوبهم حتّى لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً» . منه رحمهالله .
وأمّا الصلاة فظاهر أنّهم لم يحفظوا صلاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وإلاّ لما اختلفوا في كيفيّتها وأحكامها .
وروى السيوطي من كتاب ابن عساكر : عن رجل ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ليت شعري كيف حال اُمّتي حين يصيرون صنفين : صنفاً ناصبي نحورهم في سبيل اللّه ، وصنفاً عُمّالاً لغير اللّه» (١) .
وروى من الكتاب الكبير للطبراني ، ومن صحيح الترمذي : عن عائشة (٢) ، ومن المستدرك أيضاً ، عن عليّ عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «سبعة لعنتُهم ولعنهم اللّه وكلّ نبيّ مجاب : الزائد في كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمتجبّر بسلطانه ، يذلّ من أعزّه اللّه ويعزّ من أذلّه اللّه ، والمستحلّ حرمة اللّه ـ وفي نسخة : لحرم اللّه ـ والمستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه ، والتارك لسنّتي ، والمستأثر بالفيء» (٣) .
وهذا السابع لم يذكره في المستدرك ولا الترمذي ، بل رَويا ستّة ، فتأمّل فيه .
ومن كتاب الأوسط للطبراني : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال :
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٢٠ : ٤٠١ / ٢٤٢٩ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٤٦ / ٧٥٤٣ .
(٢) هي بنت أبي بكر عبداللّه بن أبي قحافة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، تزوجها نبيّ اللّه صلىاللهعليهوآله بعد وفاة اُمّ المؤمنين خديجة الكبرى بنت خويلد رضوان اللّه تعالى عليها ،كانت من أشدّ المحرّضين ضدّ عثمان ، ثمّ هي التي قادت الجيوش إلى البصرة لحرب أمير المؤمنين عليهالسلام . ماتت في المدينة المنوّرة سنة ٥٨ هـ ودفنت في البقيع .
انظر : المعارف لابن قتيبة : ١٣٤ ، الاستيعاب ٤ : ١٨٨١ / ٤٠٢٩ ، اُسد الغابة ٦ : ١٨٨ / ٧٠٨٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ١٣٥ / ١٩ ، الأعلام ٣ : ٢٤٠ .
(٣) المعجم الكبير ١٧ : ٤٣ / ٨٩ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٥٧ / ٢١٥٤ ، عن عمرو بن سعواء ، المستدرك للحاكم ٢ : ٥٢٥ ، جامع الأحاديث ٤ : ٤٦٩ ، ٤٧٦ / ١٢٨٤٨ ، ١٢٨٨٥ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٦ / ٤٦٦٠ ، بتفاوت .
«المتمسّك بسنّتي عند فساد اُمّتي له أجر شهيد» (١) .
ومن كتاب ابن عساكر : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر لا يبصره منكم إلاّ البصير؟» (٢) .
وفي تاريخ الإسلام : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «سيصيب اُمّتي داء الاُمم» .
فقالوا : يانبيّ اللّه ، وما داء الاُمم ؟
قال : «الأشر ، والبطر ، والتكاثر ، والتنافس في الدنيا ، والتباغض ، والتحاسد ، حتّى يكون البغي ، ثمّ الهرج» (٣) ، يعني : القتل ، كما فسّر في أخبار اُخَر (٤) .
وروى السيوطي من صحيحي مسلم والترمذي ، ومسند ابن حنبل : عن أبي هريرة ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «بادروا بالأعمال (٥) فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع أحدهم دينه بعرضٍ من الدنيا قليل» (٦) .
__________________
(١) المعجم الأوسط ٥ : ٤٧١ / ٥٤١٤ ، جامع الأحاديث ٧ : ٤٣٦ / ٢٣٤٨٣ ، الجامع الصغير ٢ : ٦٦٤ / ٩١٧١ ، الفتح الكبير ٣ : ٢٥٣ .
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٢٤ : ٣٧ / ٢٨٧٢ ، جامع الأحاديث ٦ : ٤٦٨ / ١٦٠٢٠ ، الجامع الصغير ٢ : ٢٩٨ / ٦٤٣٨ ، الفتح الكبير ٢ : ٣٣٥ .
(٣) وجدناه في المعجم الأوسط ٩ : ٨٩ / ٩٠١٦ ، والمستدرك للحاكم ٤ : ١٦٨ ، والجامع الصغير ٢ : ٦١ / ٤٧٦٣ ، وكنز العمّال ٣ : ٥٢٦ / ٧٧٣٨ ، و١١ : ٢٤٩ / ٣١٤١١ ، وفيها بتفاوت يسير .
(٤) صحيح مسلم ٤ : ٢٢١٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة ١٥ : ٦٤ / ١٩١٢٥ و١٩١٢٦ ، المصنّف لعبدالرزاق ١١ : ٣٦٤ / ٢٠٧٥١ .
(٥) في «م» زيادة : فإنّها ستأتيكُم .
(٦) صحيح مسلم ١ : ١١٠ / ١٨٦ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٨٧ / ٢١٩٥ ، مسند أحمد ٣ :
وروى مثله في المستدرك (١) ، وقد مرّ في التبيان (٢) .
وروى من صحيح أبي داود والمستدرك : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب ، أفلح من كفّ يده» (٣) .
ورواه في [صحيح] البخاري : عن زينب (٤) زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وفيه : فقلت له : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : «نعم إذا كثر الخبث» (٥) .
ومن كتاب الكامل لابن عدي (٦) : عن جابر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أخوف ما أخاف على اُمّتي الهوى وطول الأمل» (٧) .
__________________
٦٥ / ٨٦٣١ ، وفيها بتفاوت يسير ، جامع الأحاديث ٤ : ٦ / ٩٨٥٩ ، وانظر كنز العمّال ١٤ : ٢٢٩ / ٣٨٥١٢ و٣٨٥١٣ .
(١) المستدرك للحاكم ٤ : ٤٣٨ .
(٢) تقـدّم في ص ١٢٥ و١٢٧ .
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٩٧ / ٤٢٤٩ ، المستـدرك للحاكم ٤ : ٤٣٩ و٤٨٣ ، جامع الأحاديث ٨ : ١١٣ / ٢٤٧٥٨ .
(٤) هي بنت جَحْش بن رباب ، زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ، اُخت عبداللّه بن جحش ، واُمّها اُميمة بنت عبدالمطلب عمّة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتكنّى اُم الحكم ، وكانت قديمة الإسلام ، ومن المهاجرات ، ولا خلاف أ نّها كانت تحت زيد بن حارثة فلمّا طلّقها زيد وانقضت عدّتها تزوّجها رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ماتت سنة ٢٠ هـ ودفنت بالبقيع .
انظر : الطبقات لابن سعد ٨ : ١٠١ ، الاستيعاب ٤ : ١٨٤٩ / ٣٣٥٥ ، اُسد الغابة ٦ : ١٢٥ / ٦٩٤٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٢١١ / ٢١ .
(٥) صحيح البخاري ٩ : ٦٠ .
(٦) هو عبداللّه بن عديّ بن عبداللّه بن محمّد الجرجاني ، يكنّى أبا أحمد ، كان عالماً بحديث العامّة ورجالهم وهو منهم ، أخذ عن أكثر من ألف شيخ ، وكان يعرف في بلده بابن القطّان ، واشتهر بين علماء الحديث بابن عديّ ، له كتب منها : الكامل ، والانتصار ، وعلل الحديث ، ولد في سنة ٢٧٧ ، ومات سنة ٣٦٥ هـ .
انظر : تاريخ جرجان : ٢٨٧ / ٤٤٣ ، سير أعلام النبلاء ١٦ : ١٥٤ / ١١١ ، شذرات الذهب ٣ : ٥١ ، الأعلام ٤ : ١٠٣ .
(٧) الكامل لابن عدي ٦ : ٣١٦ / ١٣٤٤ ، الجامع الصغير ١ : ٥٠ / ٣٠٦ ، جامع الأحاديث ١ : ١٢٨ / ٧٣٩ .
ومن صحيح ابن ماجة ، وكتاب حلية الأولياء : عن شدّاد بن أوس (١) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ أخوف ما أخاف على اُمّتي الإشراك باللّه ، أما إنّي لست أقول : يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ، ولكن أعمالاً لغير اللّه وشهوة خفيّة» (٢) .
ومن كتاب البغوي (٣) ، وكتب ابن مندة (٤) ، وابن قانع (٥) ،
__________________
(١) شدّاد بن أوس بن ثابت بن المنذر ، ابن أخي حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي شاعر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، يكنّى أبا يعلى ، مات سنة ٥٨ هـ ، ويروى عن بعض أهل بيته أنّه مات في سنة ٦٤ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٧ : ٤٠١ ، الاستيعاب ٢ : ٦٩٤ / ١١٥٨ ، اُسد الغابة ٢ : ٣٥٥ / ٢٣٩٢ ، تهذيب الكمال ١٢ : ٣٨٩ / ٢٧٠٤ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٤٦٠ / ٨٩ .
(٢) سنن ابن ماجة ٤ : ٥١٢ / ٤٢٠٥ ، حلية الأولياء ١ : ٢٦٨ وفيه بتفاوت ، الجامع الصغير ١ : ٣٣٥ / ٢١٩٣ ، جامع الأحاديث ٢ : ٢١١ / ٤٩١٦ .
(٣) هو الحسين بن مسعود بن محمّد البغوي ، يكنّى أبا محمّد ، المعروف بالفرّاء ، ويلقّب بمحيي السنّة ، الفقيه الشافعي المحدّث المفسّر ، أخذ الفقه عن القاضي حسين بن محمّد المروروذي «صاحب التعليقة» ، له كتب ، منها : شرح السنة ، معالم التنزيل ، المصابيح ، وغيرها ، مات سنة ٥١٠ هـ ، وقيل : سنة ٥١٦ .
انظر : وفيات الأعيان ٢ : ١٣٦ / ١٨٥ ، سير أعلام النبلاء ١٩ : ٤٣٩ / ٢٥٨ ، العبر ٢ : ٤٠٦ ، طبقات المفسرين للسيوطي : ٣٨ / ٣٥ .
(٤) هو محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة ، يكنّى أبا عبداللّه ، الحافظ الجوّال ، له كتب ، منها : فتح الباب في الكنى والألقاب ، معرفة الصحابة ، الردّ على الجهميّة ، ولد سنة ٣١٠ هـ ، ومات سنة ٣٩٥ هـ .
انظر : طبقات الحنابلة ٢ : ١٦٧ / ٦٣٠ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٤٧٩ / ٧٢١٣ سير أعلام النبلاء ١٧ : ٢٨ / ١٣ ، تذكرة الحفّاظ ٣ : ١٥٧ / ٩٥٩ ، طبقات الحفّاظ : ٤٠٨ / ٩٢٤ ، شذرات الذهب ٣ : ١٤٦ .
(٥) هو عبدالباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي ، يكنّى أبا الحسن ، قاضٍ ، من أصحاب الرأي ، له كتاب معجم الصحابة ، ولد سنة ٢٦٥ هـ ، ومات سنة ٣٥١ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ١١ : ٨٨ / ٥٧٧٥ ، سير أعلام النبلاء ١٥ : ٥٢٦ / ٣٠٣ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٥٣٢ / ٤٧٣٥ ، لسان الميزان ٤ : ٢٠٧ / ٤٩٣٦ .
وابن شاهين (١) ، وحلية الأولياء : عن أفلح (٢) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: «إنّما أخاف على اُمّتي من بعدي ثلاثاً : ضلالة الأهواء ، واتّباع الشهوات في البطون والفروج ، والغفلة بعد المعرفة» (٣).
ومن الكتاب الكبير للطبراني ، وكتاب الدارقطنى (٤) : عن معاذ (٥) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ أخوف ما أخاف على اُمّتي ثلاث : زلّة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، ودُنيا تفتح عليهم» (٦) .
وفي صحيح البخاري : عن الخُدري (٧) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أكثر
__________________
(١) هو عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي ، يكنّى أبا حفص ، محدّث حافظ صاحب التصانيف ، منها : التفسير الكبير ألف جزء ، المسند ألف وثلاثمائة جزء ، التاريخ مئة وخمسين جزءاً ، ولد سنة ٢٩٧ هـ ، ومات سنة ٣٨٥ هـ ببغداد .
انظر : تاريخ بغداد ١١ : ٢٦٥ / ٦٠٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ : ٤٣١ / ٣٢٠ ، المنتظم ١٤ : ٣٧٨ / ٢٩١٤ ، لسان الميزان ٥ : ١٤٥ / ٦٠٦٦ ، شذرات الذهب ٣ : ١١٧ .
(٢) هو مولى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وهو الذي قال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ترب وجهك» .
انظر : اُسد الغابة ١ : ١٢٧ / ٢٠٥ .
(٣) عن الجميع السيوطي في جامع الأحاديث ١ : ١٢٢ / ٦٩١ ، والجامع الصغير ١ : ٤٧ / ٢٧٨ .
(٤) هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، يكنّى أبا الحسن ، الحافظ، كان عالماً فقيهاً على مذهب الشافعي ، ويحفظ كثيراً من دواوين العرب ، منها ديوان السيد الحميري ، فنسب إلى التشيع لذلك ، نسبته إلى دار القطن وهي محلة في بغداد ، له كتب ، منها : المؤتلف والمختلف ، السنن ، وغيرهما ، ولد سنة ٣٠٦ ، ومات سنة ٣٨٥ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ١٢ : ٣٤ / ٦٤٠٤ ، الأنساب ٢ : ٤٣٨ ، المنتظم ١٤ : ٣٧٨ / ٩١٥ ، وفيات الأعيان ٣ : ٢٩٧ / ٤٣٤ ، العبر ٢ : ١٦٧ ، طبقات الحفّاظ : ٣٩٣ / ٨٩٣ .
(٥) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عديّ الأنصاري الخزرجي ، يكنّى أبا عبدالرحمن ، من الصّحابة ، مات سنة ١٨ هـ ، وله من العمر ٣٨ سنة .
انظر : الاستيعاب ٣ : ١٤٠٢ / ٢٤١٦ ، اُسد الغابة ٤ : ٤١٨ / ٤٩٥٣ ، سير أعلام النبلاء ١ : ٤٤٣ / ٨٦ ، الأعلام ٧ : ٢٥٨ .
(٦) المعجم الكبير ٢٠ : ١٣٨ / ٢٨٢ ، علل الدارقطني ٦ : ٨١ ، جامع الأحاديث ٣ : ٦٧ / ٧٣١٧ .
(٧) هو سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد ، يكنّى أبا سعيد الخُدري ، معروف بكنيته ، من مشهوري الصحابة ، وهو من مكثري الرواية عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأوّل مشاهده الخندق ، وغزا مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله اثنتي عشرة غزوة ، مات سنة ٧٤ هـ ، ودفن بالبقيع .
انظر : المعارف لابن قتيبة : ٢٦٨ ، الاستيعاب ٢ : ٦٠٢ / ٩٥٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٠ : ٣٧٣ / ٢٤٢٧ ، اُسد الغابة ٢ : ٢١٣ / ٢٠٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٦٨ / ٢٨ .
ما أخاف عليكم زهرة الدنيا» (١) .
وسيأتي أمثاله في المقالة السادسة من المقصد الثاني .
وروى السيوطي أيضاً من الكتاب الكبير ، وكتاب الإبانة للسجزي عن أبي الأعور السلمي (٢) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّما أخاف على اُمّتي ثلاثاً : شحّاً مطاعاً ، وهوىً متّبعاً ، وإماماً ضالاًّ» (٣) .
ومن كتب كثيرة منها : مسند ابن حنبل ، وكتاب شعب الإيمان ، وكتاب المختارة للضياء المقدسي (٤) ، وكتاب الكامل لابن عدي وغيرها ،
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ : ١١٣ .
(٢) هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف ، يكنّى أبا الأعور ، من أعيان أصحاب معاوية ، وعليه كان مدار الحرب بصفين ، وكان من أشدّ مَن عند معاوية على عليّ عليهالسلام.
انظر : الاستيعاب ٣ : ١١٧٨ / ١٩٢٠ ، و٤ : ١٦٠٠ / ٢٨٤٩ ، اُسد الغابة ٣ : ٧٢٩ / ٣٩٤٠ ، و٥ : ١٥ / ٥٦٨٥ ، الجرح والتعديل ٦ : ٢٣٤ / ١٢٩٦ .
(٣) أورده ابن عبدالبرّ في الاستيعاب ٣ : ١١٧٨ / ١٩٢ ، وابن الأثير في اُسد الغابة ٣ : ٧٢٩ / ٣٩٤٠ ، وأبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل ٦ : ٢٣٤ / ١٢٩٦ ، جامع الأحاديث ٣ : ٢٠١ / ٨١٥٢ .
(٤) هو محمّد بن عبدالواحد بن أحمد بن عبدالرحمن ، يكنّى أبا عبداللّه ، صاحب التصانيف ، من كتبه فضائل الأعمال ، الأحكام ، الأحاديث المختارة ، ولد سنة ٥٦٩ هـ ، ومات سنة ٦٤٣ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ٢٣ : ١٢٦ / ٩٧ ، الوافي بالوفيات ٤ : ٦٥ / ١٥١٥ ، طبقات الحفّاظ : ٤٩٧ / ١٠٩٥ ، شذرات الذهب ٥ : ٢٢٤ .
كلّهم ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ أخوف ما أخاف على اُمّتي كلّ منافق عليم اللسان» (١) .
ومن كتاب الأوسط للطبراني : عن عليّ عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّي لا أتخوّف على اُمّتي مؤمناً ولا مشركاً ؛ أمّا المؤمن فيحجزه إيمانه ، وأمّا المشرك فيعميه كفره ، ولكن أتخوّف عليهم منافقاً عليم اللسان يقول ما يعرفون ، ويعمل ما ينكرون» (٢) .
ومن كتاب المستدرك ، ومسند ابن حنبل : عن عبادة بن الصامت (٣) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «سيلي اُموركم بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى اللّه ، فلا تضلّوا برأيكم» ، وفي نسخة : «بربّكم» (٤) .
وفي كتاب الطبراني بهذا السند هكذا : «ستكون عليكم اُمراء من بعدي ، يأمرونكم بما لا تعرفون ، ويعملون بما تنكرون ، فليس اُولئك بأئمّة» (٥) .
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ٣٨ / ١٤٤ و٧٣ / ٣١٢ ، شعب الإيمان ٢ : ٢٨٤ / ١٧٧٧ ، الكامل لابن عدي ٣ : ٥٨٠ / ٦٤٠ ، جامع الأحاديث ١ : ١٢٨ / ٧٤٠ ، و٢ : ٢١١ / ٤٩١٩ عن الكامل ومسند أحمد . وفيها : عن عمر .
(٢) المعجم الأوسط ٧ : ١٦٩ / ٧٠٦٥ ، جامع الأحاديث ٣ : ٢٤٦ / ٨٤٢٥ .
(٣) هو عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر الأنصاري، يكنّى أبا الوليد، من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، مات سنة ٣٤ هـ بالرملة .
انظر: الطبقات لابن سعد ٣ : ٥٤٦ ، الاستيعاب ٢ : ٨٠٧ / ١٣٧٢ ، اُسد الغابة ٣ : ٥٦ / ٢٧٨٩، سير أعلام النبلاء ٢ : ٥ / ١ .
(٤) المستدرك للحاكم ٣ : ٣٥٧ ، مسند أحمد ٦ : ٤٤٤ / ٢٢٢٦٣ و٤٤٩ / ٢٢٢٨٠ ، جامع الأحاديث ٦ : ١٧ / ١٣٠٨٩ عن المستدرك ، وفيها بتفاوت .
(٥) حكاه السيوطي عنه في جامع الأحاديث ٤ : ٤٧٩ / ١٢٩٠٧ ، وفي الجامع الصغير ٢ : ٤٩ / ٤٦٧٥ بتفاوت .
وفي صحيح الترمذي مصرّحاً بأنّه حديث حسن صحيح : عن ثوبان (١) ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّما أخاف على اُمّتي الأئمّة المضلّين» (٢) .
وقد روى مثله بأسانيد مستفيضة في كتب عديدة صحاح ، كصحيحي مسلم وأبي داود (٣) ، حتّى في بعضها : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «غير الدجّال (٤) أخوف على اُمّتي من الدجّال الأئمّة المضلّين» (٥) .
ومن أكثرها إسناداً ما رواه أحمد في مسنده ، وكذا رواه مسلم ، وأبو داود (٦) ، وابن ماجة ، والترمذي كلٌّ في صحيحه ، وقال الترمذي : إنّه حديث حسن صحيح ، ورواه ابن حبّان (٧) وغيره أيضاً عن ثوبان ، قال :
__________________
(١) هو ثوبان بن بجدد ، وقيل : ابن جحدر ، مولى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وله ١٢٨ حديثاً ، مات سنة ٥٤ هـ في خلافة معاوية .
انظر : الطبقات لابن سعد ٧ : ٤٠٠ ، اُسد الغابة ١ : ٢٩٦ / ٦٢٤ ، الاستيعاب ١ : ٢١٨ / ٢٨٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٥ / ٥ ، الأعلام ٢ : ١٠٢ .
(٢) سنن الترمذي ٤ : ٥٠٤ / ٢٢٢٩ .
(٣) سنن أبي داود ٤ : ٩٧ / ٤٢٥٢ ، مسند أحمد ٦ : ٣٧٤ / ٢١٨٨٨ و٢١٨٨٩ ، ولم نعثر عليه في صحيح مسلم ، وحكاه عنه ابن الأثير في جامع الاُصول ١٠ : ٣٦ / ٧٤٩٦ .
(٤) في «ن» زيادة : إنّما .
(٥) المصنّف لابن أبي شيبة ١٥ : ١٤٢ / ١٩٣٣٢ ، مسند أحمد ٦ : ١٧٨ / ٢٠٧٨٩ و٢٠٧٩٠ ، مسند أبي يعلى الموصلي ١ : ٣٥٩ / ٤٦٦ بتفاوت .
(٦) هو سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر السجستاني ، يكنّى أبا داود ، إمام أهل الحديث من العامّة في زمانه ، وجمع كتاب السنن قديماً وعرضه على أحمد بن حنبل ، له كتب ، منها : المراسيل ، وكتاب الزهد ، والبعث ، ولد سنة ٢٠٢ ، ومات سنة ٢٧٥ هـ .
انظر : المنتظم ١٢ : ٢٦٨ / ١٨١١ ، وفيات الأعيان ٢ : ٤٠٤ / ٢٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٠٣ / ١١٧ ، شذرات الذهب ٢ : ١٦٧ ، الأعلام ٣ : ١٢٢ .
(٧) هو محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ ، يكنّى أبا حاتم ، كان عالماً
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ ربّي عزوجل قال : يا محمّد ، إنّي أعطيت لاُمّتك أن لا اُهلكهم بسنة عامّة ، وأن لا اُسلّط عليهم عدّواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم ما بين أقطارها حتّى يكون بعضهم يفني بعضاً ، وإنّما أخاف على اُمّتي الأئمّة المضلّين ، وإذا وضع في اُمّتي السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتّى تلتحق قبائل من اُمّتي بالمشركين ، وحتّى تعبد قبائل من اُمّتي الأوثان ، وإنّه سيكون في اُمّتي كذّابون ثلاثون (وفي بعض الروايات : سبعون كذّاباً) (١) كلّهم يزعم أنّه نبيّ ، وأنا خاتم النبيّين لا نبيّ بعدي ، ولا تزال طائفة من اُمّتي على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه» (٢) .
أقول : ملاحظة هذه الأخبار بعضها مع بعض تدلّ على كون هؤلاء الاُمراء والأئمّة منافقين ، وأنّ علامتهم العمل بالرأي وخلاف ما في الكتاب وما كان من سنن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، سواء كانوا سلاطين أو العلماء التابعين لهم ، كما في تاريخ الحاكم : عن أنس ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ويل لاُمّتي من
__________________
بالطبّ والنجوم ، ولي قضاء سمرقند زماناً . وله كتب ، منها : تفسير القرآن ، وصحيح ابن حبّان ، والثقات . ولد سنة ٢٧٠ ، ومات سنة ٣٥٤ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ١٦ : ٩٢ / ٧٠ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٥٠٦ / ٧٣٤٦ ، لسان الميزان ٦ : ٩ / ٧٢٣٣ ، شذرات الذهب ٣ : ١٦ ، هدية العارفين ٢ : ٤٤ ـ ٤٥ .
(١) انظر : كنز العمّال ١٤ : ١٩٧ / ٣٨٣٦٣.
(٢) مسند أحمد ٦ : ٣٧٤ / ٢١٨٨٩ ، وفي صحيح مسلم ٤ : ٢٢١٥ / ٢٨٨٩ ، وسنن الترمذي ٤ : ٤٧٢ / ٢١٧٩ ورد إلى قوله : (يفني بعضاً) ، سنن أبي داود ٤ : ٩٧ / ٤٢٥٢ ، سنن ابن ماجة ٤ : ٣٦٨ / ٣٩٥٢ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ : ١٨٠ / ٧١٩٤ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٤٤٩ ، السنن الكبرى ٩ : ١٨١ ، جامع الأحاديث ٢ : ٢٧٦ / ٥٣٦٩ ، كنز العمّال ١١ : ٣٦٦ / ٣١٧٦١ .
علماء السوء» (١) .
وفي كتاب أبي يعلى : عن أنس أيضاً ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ويل للعالم من الجاهل ، وويل للجاهل من العالم» (٢) .
وفي روايات عديدة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «العلماء اُمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا» ، قيل : وما دخولهم في الدنيا ؟ قال : «الركون إلى السلاطين ، فإذا رأيتم ذلك فاتّهموهم» (٣) .
وفي رواية : «اتّباع السلاطين» (٤) .
وفي المستدرك : عن ابن عباس ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقّاً فقد برئت منه ذمّة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله » (٥) .
وفي كتاب حلية الأولياء : عن الحسن (بن عليّ عليهماالسلام) (٦) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على اُمّتي ، ألا وعمّالها في النار إلاّ من اتّقى اللّه وأدّى الأمانة» (٧) .
__________________
(١) تاريخ الحاكم غير متوفّر لدينا ، وحكاه عنه السيوطي في جامع الأحاديث ٨ : ١١٣ / ٢٤٧٥٢ ، والجامع الصغير ٢ : ٧٢٠ / ٩٦٥٤ ، والمتقي الهندي في كنز العمّال ١٠ : ٢٠٥ / ٢٩٠٨٤ .
(٢) حكاه عنه السيوطي في جامع الأحاديث ٨ : ١١٣ / ٢٤٧٥٦ ، والجامع الصغير ٢ : ٧١٩ / ٩٦٤٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمّال ١٠ : ١٩٧ / ٢٩٠٣٧ .
(٣) لم نعثر على صـريح ألفاظه ، وورد ما بمضمونه في جامع بيان العلم ١ : ٦٤٣ / ١١١٣ وفردوس الأخبار ٣ : ١٠٠ / ٤٠٢٩ ، وكنز العمّال ١٠ : ١٨٣ / ٢٨٩٥٢ ، و٢٠٤ / ٢٩٠٨٣ .
(٤) الكافي ١ : ٣٧ /٥ (باب المستأكل بعلمه والمباهي به ) بتفاوت يسير .
(٥) المستدرك للحاكم ٤ : ١٠٠ بتفاوت يسير .
(٦) ما بين القوسين لم يرد في المصادر .
(٧) حلية الأولياء ٦ : ١٩٩ .
وفي كتاب الطبراني : عن عبداللّه بن الحارث (١) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ستكون بعدي سلاطين ، الفتن على أبوابهم كمَبارك الإبل ، لا يعطون أحداً شيئاً إلاّ أخذوا من دينه مثله» (٢) .
وفي الكتاب المذكور ، وكتاب أبي يعلى : عن أبي برزة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ بعدي أئمّة إن أطعتموهم أكفروكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم ، أئمّة الكُفر ورؤوس الضلالة» (٣) .
(وفي الكتاب المذكور : عن أبي أمامة ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «صنفان من اُمّتي لن تنالهما شفاعتي : إمام ظلوم غشوم ، وكلّ غال مارق» (٤) ) (٥) .
وفي الكتاب المذكور : عن معاوية ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «يكون اُمراء يقولون ولا يردّ عليهم ، يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضاً» (٦) .
وفي رواية اُخرى : «يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة» (٧) .
وفي الكتاب المذكور (٨) : عن أبي سلالة (٩) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال :
__________________
(١) هو عبداللّه بن الحارث بن جَزء بن عبداللّه بن معدي كرب يكنّى أبا الحارث ، الصحابيّ ، شهد بدراً ، وكان آخر الصحابة موتاً في مصر ، مات سنة ٨٦ ، وقيل : ٨٧ هـ .
انظر : الاستيعاب ٣ : ٨٨٣ / ١٤٩١ ، اُسد الغابة ٣ : ١٠٠١٣ / ٢٨٧١ وسير أعلام النبلاء ٣ : ٣٨٧ / ٥٨ .
(٢) حكاه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ : ٢٤٦ ، والسيوطي في جامع الأحاديث ٦ : ١٥ / ١٣٠٧٢ ، والمتقي الهندي في كنز العمّال ١١ : ١٢٩ / ٣٠٩٠٧ .
(٣) مسند أبي يعلى ١٣ : ٤٣٦ / ٧٤٤٠ ، وحكاه الهيثمي في الزوائد ٥ : ٢٣٨ ، والمتقي الهندي في كنز العمّال ١١ : ١١٨ / ٣٠٨٤٩ عن الطبراني .
(٤) المعجم الكبير ٨ : ٣٣٧ / ٨٠٧٩ .
(٥) ما بين القوسين لم يرد في «ن» .
(٦) المعجم الكبير ١٩ : ٣٤١ / ٧٩٠ .
(٧) المعجم الكبير ١٩ : ٣٩٣ / ٩٢٥ .
(٨) في «م» زيادة : أيضاً .
(٩) بضمّ أوّله ولامين ، الاُولى خفيفة ، الأسلمي ، ويقال : أبو سلافة ، بالفاء بدل
«سيكون عليكم أئمّة يملكون (١) أرزاقكم ، يحدّثونكم فيكذبونكم ، ويعملون فيسيئون العمل ، لا يرضون منكم حتّى تحسّنوا قبيحهم ، وتصدّقوا كذبهم ، فأعطوهم الحقّ ما رضوا به ، وإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد» (٢) .
وفي الكتاب المذكور أيضاً ، وكتابي مسند ابن حنبل ، والمختارة للضياء المقدسي ، وغيرهما : عن حذيفة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «سيكون عليكم اُمراء يكذبون ويظلمون ، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولست منه ، ولا يرد عليّ الحوض ، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولا يعينهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه ، وسيرد عليّ الحوض» (٣).
وقد نقل الطبراني أيضاً هذا الخبر مرّة اُخرى عن كعب بن عجرة (٤) ، عنه صلىاللهعليهوآله ، وفيه زيادة قوله صلىاللهعليهوآله : «قلوبهم أنتن من الجيف ، يعظون بالحكمة على منابر ، فإذا نزلوا اختلست منهم» (٥) .
__________________
اللام ، وقيل : بالميم بدلها ، لم نعثر على ترجمة له أكثر من هذا .
انظر : الإصابة ٧ : ٨٨ /٥٥٠ .
(١) في «م» زيادة : عليكم .
(٢) المعجم الكبير ٢٢ : ٣٦٢ / ٩١٠ ، وحكاه عنه السيوطي في جامع الأحاديث ٤ : ٤٧٩ / ١٢٩٠٦ ، والجامع الصغير ٢ : ٤٩ / ٤٦٨٠ .
(٣) المعجم الكبير ٣ : ١٨٥ / ٣٠١٩ ، المعجم الأوسط ٨ : ٢٧٨ / ٨٤٩١ ، مسند أحمد ٦ : ٥٣٠ / ٢٢٧٤٩ ، مجمع الزوائد ٥ : ٢٤٧ ـ ٢٤٨ .
(٤) هو كعب بن عُجرة بن أُميّة بن عديّ البلويّ ، يكنّى أبا محمّد ، وقيل : أبا إسحاق ، حليف الأنصار ، صحابيّ شهد عمرة الحديبيّة ، وفيه نزلت قصة الفدية ، مات سنة ٥١ ، وقيل : سنة ٥٢ .
انظر : اُسد الغابة ٤ : ١٨١ / ٤٤٦٥ ، الإصابة ٣ : ٢٩٧ / ٧٤١٩ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٥٢ / ١٤ ، شذرات الذهب ١ : ٥٨ ، الأعلام ٥ : ٢٢٧ .
(٥) المعجم الكبير ١٩ :١٦٠ / ٣٥٦ .
وفي صحيحي مسلم وأبي داود : عن اُمّ سلمة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ستكون اُمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن كره برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع» (١) .
وفي كتاب ابن أبي شيبة : عن ابن عباس ، عنه صلىاللهعليهوآله مثله لكن فيه : «فمن نابذهم نجا ، ومن اعتزلهم سلم ، ومن خالطهم هلك» (٢) .
والأخبار من هذا القبيل كثيرة .
وروى السيوطي من مسند أحمد عن سعد وغيره ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قريش وُلاة هذا الأمر ، فبَرّ الناس تبع لِبَرّهم ، وفاجرهم تبع لفاجرهم» (٣) .
ومن المسند ، والمستدرك : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ليتمنّينّ أقـوام ولّوا هذا الأمر أنّهم خـرّوا من الثريّا ، وأنّهم لم يلـوا شيئاً» (٤) .
أقول : من تأمّل في هذه الأخبار واعتبر حقّ الاعتبار عرف دلالتها على بطلان خلافة عامّة الخلفاء ، لاسيّما بني اُميّة وبني العبّاس ، وذلك يستلزم بطلان ما هو أساس الخلافة عندهم ؛ إذ ظاهر أنّ مبنى خلافة هؤلاء كلّهم كان على ما بُني عليه يوم السقيفة من ادّعاء صحّة الخلافة بالاختيار ، وجواز تعيين غير اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وعلى هذا يلزم : إمّا صحّة خلافة
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٤٨٠ / ١٨٥٤ ، سنن أبي داود ٤ : ٢٤٢ / ٤٧٦٠ .
(٢) المصنّف لابن أبي شيبة ١٥ : ٢٤٣ / ١٩٥٨٩ بتفاوت يسير .
(٣) مسند أحمد ١ : ١١ / ١٩ ، جامع الأحاديث ٦ : ٣٥٣ / ١٥٢٩٥ ، الجامع الصغير ٢ : ٢٥٥ / ٦١٢٤ .
(٤) مسند أحمد ٣ : ٣٢٧ / ١٠٣٥٩ ، المستدرك ٤ : ٩١ ، وفيه : نحوه ، جامع الأحاديث ٥ : ١٧٢ / ١٧٩٤٩ .
هؤلاء ، وهو خلاف هذه الأخبار وغيرها ، وإمّا عدم صحّة الخلافة بالاختيار ، وهو موجب لبطلان مذاهب ما عدا الشيعة الإماميّة .
نعم ، يستفاد من كلام جمع منهم : أنّه ينعزل إذا ظهر فسقه ، ولم يصحّ ابتداءً إذا كان فاسقاً عندهم حين التعيين (١) ، وبناءً عليه يلزم :
أوّلاً : أن لا يكون حرج حينئذٍ على قادحي عثمان ، بل قتلته أيضاً .
وثانياً : خيانة عامّة علمائهم ، وسائر أتباع اُولئك الاُمراء ، بل عامّة فِرَق المخالفين ، كما هو ظاهر ، كما في كتاب الطبراني : عن عبداللّه بن بسر (٢) ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «من وقّر صاحب بدعة ، فقد أعان على هدم الإسلام» (٣) ، فافهم .
بل لنا أن نقول : ترتّب هذه المفاسد (٤) ، بل غيرها أيضاً على هذا الأصل ـ الذي هو مدخليّة الناس في اختيار الإمام ـ موجب للتزلزل فيه ، فإن أمكن إثبات حقّيّته بدليل موجب للقطع ، حتّى نرتكب تأويل ما يترتّب عليه ، وإلاّ فلا يمكن الاعتماد عليه ، ودون إثباته خرط القتاد ، كما سيظهر في محلّه ، لاسيّما مع قيام الأدلّة القاطعة على خلافه ، كما سيأتي أيضاً في المقصد الثاني ، فتأمّل .
__________________
(١) انظر : تمهيد الأوائل للباقلاني : ٤٧٩ ، الإرشاد للجويني : ٣٥٨ ، اليواقيت والجواهر ٢ : ٥٣٧ .
(٢) هو عبداللّه بن بسر المازني يكنّى أبا بسر ، وقيل : أبا صفوان ، صلّى القبلتين ، وصحب النبيّ صلىاللهعليهوآله هو وأبوه واُمّه وأخوه عطيّة ، مات سنة ٨٨ هـ ، وقيل : سنة ٩٦ في أيّام سليمان بن عبدالملك .
انظر الاستيعاب ٣ : ٨٧٤ / ١٤٨٢ ، اُسد الغابة ٣ : ٨٢ / ٢٨٣٧ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٣٠ / ٧٧.
(٣) المعجم الأوسط ٧ : ٦٧ / ٦٧٧٢ عن عائشة ، جامع الأحاديث ٧ : ١١٥ / ٢١٢٦٧ .
(٤) في «م» زيادة : كلّها .
ولا تغفل عن شمول بعض هذه الأخبار خلافة ما عدا عليّ عليهالسلام ، لاسيّما بعد ملاحظة أنّ الأمر لو ترك مع عليّ عليهالسلام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يكن شيء من تلك المفاسد والتغلّبات ، كما هو ظاهر .
وقد ذكر السيوطي من كتاب الطبراني : عن عمر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أكثر ما أتخوّف على أُمّتي من بعدي رجل يتأوّل القرآن يضعه على غير مواضعه ، ورجل يرى أنّه أحقّ بهذا الأمر من غيره» (١) ، فافهم .
وفي صحيح البخاري : عن ابن عمر ، وأبي موسى (٢) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «من حمل علينا السلاح فليس منّا» (٣) .
وفيه : عن أنس ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: «لا يأتي عليكم زمان إلاّ الذي بعده أشرّ منه» (٤) .
وفي الحلية ، وكتاب الطبراني : عن حذيفة ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعزّ من ثلاثة : درهم حلال ، أو أخ يستأنس به ، أو سنّة يعمل بها» (٥) .
والأخبار من هذا القبيل كثيرة ، ويأتي جمّة منها في مواضع ، سوى ما مرّ منها سابقاً ، بل تأتي في المقالة السادسة من المقصد الثاني أخبار
__________________
(١) المعجم الأوسط ٢ : ٢٨٥ / ١٨٨٦ ، جامع الأحاديث ٢ : ٥٥ / ٣٨٤٢ .
(٢) هو عبداللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب ، يكنّى أبا موسى ، من بني الأشعر ، صحابيّ معروف ، مات سنة ٤٢ هـ بالكوفة ، وقيل : بمكّة ، وقيل : مات سنة ٤٤ هـ .
انظر : الاستيعاب ٣ : ٩٧٩ / ١٦٣٩ ، اُسد الغابة ٣ : ٢٦٣ / ٣١٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٣٨٠ / ٨٢ ، تهذيب التهذيب ٥ : ٣١٧ / ٦٢٥ ، شذرات الذهب ١ : ٥٣ .
(٣) صحيح البخاري ٩ : ٦٢ .
(٤) صحيح البخاري ٩ : ٦١ ـ ٦٢ .
(٥) حلية الأولياء ٧ : ١٢٧ ، المعجم الأوسط ١ : ٧١ ـ ٧٢ / ٨٨ .