آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٤
__________________
وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل جبرائيل عليهالسلام وقال : خذها يا محمد هنأك الله في اهل بيتك ، فأقرأه السورة.
قالوا : هذا بيت الوصي كما يراه الله والنبي ، ولا إخال ان بيتا في الإسلام حوى من المجد والعظمة ما حواه بيت الامام ، وحسبه عزا وفخرا أن يكون آل هذا البيت أهلا للرسول ليس له آل غيرهم ، فقد كانت زوجاته في بيته ولكن لم يكن من أهله كما عرفت ، ولذلك كان صلىاللهعليهوسلم وآله إذا غزا أو سافر بدأ بالمسجد أولا ثم أتى بيت علي ثانيا ثم انقلب بعد الى زوجاته.
فسلام على محمد في الليل والنهار ، وسلام على آل البيت الأطهار.
الآية الحادي عشرة
قوله تعالى سلام على آل ياسين (سورة الصافات : ١٣٠)
قد تقدم نقل الأحاديث الواردة في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن جماعة من أعلام القوم في ج ٣ ص ٤٤٩ وج ١٤ ص ٣٦٠ ، ونستدرك هاهنا عن لم نرو عنهم هناك :
فمنهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري في «الأمالي» (ج ١ ص ١٤٨ ط القاهرة) قال :
أخبرنا محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، قال حدثنا موسى ابن هارون ، قال حدثنا عباد بن يعقوب ، قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله تعالى سلام على آل ياسين
قال : على آل محمد.
ومنهم العلامة الشيخ ابو حفص عمر بن بدير بن سعيد الموصلي الشافعي المعروف بابن معين في «الجمع بين الصحيحين» (ص ١٣ والنسخة مصورة من مخطوطة جستربيتى بايرلندة) قال :
عن ابن عباس قال : آل ابراهيم وآل عمران وآل يس آل محمد صلىاللهعليهوسلم ، يقول الله (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) أخرجه البخاري.
ومنهم العلامة المولوى ولى الله اللكنهوئى في «مرآة المؤمنين» (ص ١٦) قال :
قال الله تعالى سلام على آل ياسين فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس رضياللهعنه أن المراد بذلك سلام على آل محمد.
ومنهم العلامة الحافظ ابو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد بن اسحق ابن موسى الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في على عليهالسلام» خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ٢٠٠ ط وزارة الإرشاد الإسلامي في طهران) قال :
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، قال حدثنا الهيثم بن خلف ، قال حدثنا عباد ابن يعقوب. وحدثنا صباح بن محمد النهدي قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص ، قال حدثنا عباد بن يعقوب ، قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن
الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضياللهعنه في قوله تعالى سلام على آل ياسين قال : آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في «الامام المهاجر» (ص ٢١٦ ط دار الشروق بجدة) قال :
ومنها قوله تعالى سلام على آل ياسين نقل جمع من المفسرين عن ابن عباس أن المراد آل محمد.
ومنهم العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسى المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٨ ط المطبعة الفاسية) قال :
وقال جل من قائل «سلام على آل ياسين» نقل جماعة عن ابن عباس أن المراد سلام على آل محمد. وكذا قاله الكلبي.
ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى سنة ٥٨١ في «التعريف والاعلام فيما أبهم من الأسماء والاعلام في القرآن الكريم» (ص ١٤٨ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٧) قال :
وقوله تعالى سلام على إل ياسين قال بعض المتكلمين في معاني القرآن : آل ياسين آل محمد صلىاللهعليهوسلم ، ونزع الى قول من قال في تفسير ياسين يا محمد.
ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١١ ص ٦٧ ط مطبعة الامة ببغداد) قال :
حدثنا عبد الرحمن بن الحسن الصابوني التستري ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا موسى بن عمير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس «سلام على إل ياسين» قال : نحن آل محمد صلىاللهعليهوسلم.
الآية الثانية والعشرة
قوله تعالى (لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة الأنفال : ٢٧)
قد تقدم نقل ما ورد في شأن نزولها في أهل البيت عليهمالسلام عن جماعة من أعلام القوم في ج ١٤ ص ٥٦٤ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :
فمنهم العلامة الشيخ محمد ابو الهدى الرفاعي الصيادى في «ضوء الشمس» (ج ١ ص ٢٨٦ ط حلب) قال :
ما أحسن ما قاله الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين العربي قدسسره في فتوحاته عند ذكر قوله تعالى (لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) الآية : ان من خيانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عدم مودة قرابته وآله الذين سئلنا مودتهم بقوله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
وذكر أيضا بعد ذلك : ان ثقة من أصحابه أخبره أنه كان مدة إقامته بمكة يكره ما يفعلونه الشرفاء بالناس ، فرأى ليلة فاطمة رضي الله تعالى عنها ، فأعرضت عنه ،
فسألها عن ذلك فقالت : انك تقع في الشرفاء ، فقال : يا بنت رسول الله ألا ترين ما يفعلونه بالناس. فقالت : أوليس هم بني؟ فقال الرجل : من الآن تبت ، فأقبلت عليه وذكر هذين البيتين :
فلا تعدل بأهل البيت خلقا |
|
فأهل البيت هم أهل السيادة |
وبغضهم لأهل العقل خسر |
|
حقيقي وحبهم عبادة |
الآية الثالثة بعد العشرة
قوله تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (سورة طه : ٨٢)
قد تقدمت الأحاديث الواردة في نزولها في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن كتب العامة في ج ٣ ص ٥٥٠ وج ١٤ ص ٤٠٥ وص ٥٥٨ وص ٥٥٩ وج ١٨ ص ٥١٠ وج ٢٠ ص ٢١٢ الى ص ٢١٥ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسى المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٩ ط المطبعة الفاسية) قال :
وقال تعالى : (إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال ثابت البناني : اهتدى الى ولاية أهل بيته صلىاللهعليهوسلم ، وجاء عن أبي جعفر الباقر أيضا مرفوعا.
الآية الرابعة بعد العشرة
قوله تعالى (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (سورة الأعراف : ٤٦)
قد تقدم ما ورد في شأن نزولها في أهل البيت عليهمالسلام عن كتب أعلام العامة في ج ٣ ص ٥٤٣ وج ١٤ ص ٣٩٦ و ٣٩٨ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسى المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٣٤ ط المطبعة الفاسية) قال :
وأخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ) الآية ، عن ابن عباس أنه قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.
الآية الخامسة بعد العشرة
قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (سورة الضحى : ٥)
قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن اهل البيت عليهمالسلام في ج ٣ ص ٥٨٦ وفي ج ١٤ ص ٤٦٣ عن جماعة من أعلام القوم ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :
فمنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في «الامام المهاجر» (ص ٢١٦ ط دار الشروق بجدة) قال :
ومنها قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس قال : رضا محمد صلىاللهعليهوسلم أن لا يدخل أحدا من أهل بيته النار. قاله السدي.
الآية السادسة بعد العشرة
قوله تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) (سورة البقرة : ٣٧)
تقدم نقل ما ورد في نزولها في شأنهم عليهمالسلام في ج ٣ ص ٧٦ وج ١٤ ص ١٤٨ ، وننقل هاهنا عمن لم نرو عنه هناك :
فمنهم العلامة شيرويه بن شهردار الديلمي في «فردوس الاخبار» (ج ٣ ص ١٦٣ ط بيروت) قال :
علي بن أبي طالب : «فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه» : ان الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان ، وكان للحية قوائم كقوائم البعير ، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله اليه جبريل وقال : يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال : بلى. قال : فما هذا البكاء؟ قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن؟ قال : فعليك بهؤلاء الكلمات فان الله قابل توبتك وغافر ذنبك ،
قل اللهم اني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا اله الا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت الغفور الرحيم ، اللهم اني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا اله الا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي انك أنت التواب الرحيم» فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.
الآية السابعة بعد العشرة
قوله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (سورة النمل : ٨٩ ، ٩٠)
قد تقدم ما ورد من الأخبار في نزولها في شأن اهل البيت عليهمالسلام عن كتب العامة في ج ٣ ص ٢٩١ وج ١٤ ص ٦٣٥ وج ٢٠ ص ٩٨ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة ابو نعيم احمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي في «ما نزل من القرآن في على عليهالسلام» تخريج العالم الفاضل الشيخ المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ١٦٠ ط طهران) قال :
حدثنا ابن شريك ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس ابن عقدة ، قال حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي ، قال حدثنا أرطاة بن حبيب ، قال حدثنا فضيل بن الزبير ، عن عبد الملك ـ يعني ابن زاذان ـ وأبي داود ، عن أبي عبد الله
الجدلي [عبد بن عبد أو عبد الرحمن] ، قال : قال لي علي عليهالسلام : ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة وبالسيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار ولم يقبل له معها عملا؟ قلت : بلي ، ثم قرأ [أمير المؤمنين] (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ* وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ثم قال : يا أبا عبد الله الحسنة حبنا والسيئة بغضنا.
ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الحسيني الشافعي في كتابه «توضيح الدلائل» (ص ١٦٤ والنسخة مصورة من مكتبة الملي بفارس) قال :
قوله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ* وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) وبالاسناد المذكور عن ابى عبد الله الجدلي قال : قال علي عليهالسلام : أتدري ما معنى هذه الآية يا ابا عبد الله؟ الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. رواه الامام الصالحاني.
ومنهم العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسى المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ٢٠ ط المطبعة الفاسية) قال :
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) المراد بالحسنة هاهنا حب أهل البيت والمراد بالسيئة بغضهم.
وقال بعضهم أخذا من هذا التفسير : ألا أنبئكم بحسنة لا تضر معها معصية؟ فقيل : وما هي يرحمك الله؟ قال : حب أهل البيت. قال : ألا أنبئكم بسيئة لا تنفع معها طاعة؟ قيل : وما هي؟ قال : هي بغض اهل البيت.
قلت : وهذا الكلام يفسر كلام جابر المتقدم ويحل مشكله.
وقال أيضا : أخرج الثعلبي في تفسيره عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابين الى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات بحب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات لم يشم رائحة الجنة.
قلت : زاد العلامة المنجر [كذا] ، في هذا الحديث : ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا.
وزاد الزمخشري في تفسيره كما في «الدرر المكنونة» : ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف الى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها.
وزاد في «روح البيان» بعد «بالجنة» ثم منكر ونكير ـ وبعد «مؤمنا» : مستكمل الايمان. وذكر المنجر [كذا] بدل «مات كافرا» : جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب «آيس من رحمة الله». ومثله في «المعيار» و «روح البيان» ثم قال فيه : وآل محمد هم الذين يؤول أمرهم اليه عليهالسلام ، فكل من كان مآل أمرهم اليه أكمل وأشد ، كانوا هم الال. ولا شك ان فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم أشد التعلقات بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الال.
وقال أيضا في ص ١٩ :
واخرج الثعلبي من حديث جرير : «من مات على حب آل محمد مات شهيدا».
الآية الثامنة بعد العشرة
قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (سورة فاتحة الكتاب)
قد تقدم نقل ما يدل على نزولها في شأن أهل البيت عليهمالسلام عن كتب أعلام العامة في ج ١٣ ص ٨٣ وص ٨٤ ، ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما سبق :
فمنهم العلامة صلاح بن ابراهيم الهادي في «الكواكب الدرية» (ص ١٩٣ نسخة ايرلندة) قال :
(ومنها) ما ذكر الثعلبي في قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : قال مسلم بن حبان : أنا بريدة يقول : صراط محمد وآله.
الآية التاسعة بعد العشرة
قوله تعالى (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (سورة آل عمران : ٣٤)
قد تقدم نقل ما ورد من الأخبار في شأن نزولها في ج ١٤ ص ٣٨٣ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :
فمنهم العلامة شهاب الدين محمد بن احمد الحنفي المصري في «تفسير آية المودة» (ص ٣٦) قال :
الثاني : انه صلىاللهعليهوسلم من جمله آل ابراهيم عليهالسلام كما ثبت عن ابن عباس في تفسير قوله (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) قال ابن عباس : محمد من آل ابراهيم ، فإذا تحقق أن تلك الأمور أعطاها ابراهيم وآله وهو من آله فقد ثبت إعطاء تلك الأمور له فيما مضى وآل نبينا صلىاللهعليهوسلم كما قال منه وهو منهم فهم من آل ابراهيم أيضا كما صرح به الحليمي.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(وبه نستعين)
مستدرك
الأحاديث الشريفة الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في شأن أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. والذين جعلهم الله تعالى كسفينة نوح من تمسك بهم نجى ومن تخلف عنهم فقد غرق ، وهم بمنزلة باب حطة في بنى إسرائيل ، وهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، وحبهم أساس الإسلام ، من مات على حبهم مات شهيدا ، ومن مات على حبهم مات مغفورا له ، ومن مات على حبهم يفتح في قبره بابان من الجنة ، ومن مات على حبهم بشره ملك الموت بالجنة ، ومن مات على حبهم يزف الى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها ، ومن مات على حبهم زاره ملائكة الرحمة في قبره ، والويل ثم الويل على من أبغضهم ، فانه لم يشم رائحة الجنة ويموت كافرا ، ويجيء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : «آيس من رحمة الله». فعليهم لعنة الله ولعنة ملائكته
والناس أجمعين.
وقد ذكرنا في المجلدات السابقة من هذه الموسوعة الكبرى نبذة من تلك الأحاديث عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا ـ وهو المجلد الرابع والعشرون من «ملحقات احقاق الحق» ـ عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق.
ونسأل الله التوفيق وعليه التكلان.