آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٨
عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد قال : خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
أخبرنا محمد بن بشار ، قال أنا محمد ، قال أنا شعبة ، عن سعد ابن ابراهيم ، قال : سمعت ابراهيم بن سعد يحدث عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
أخبرنا عمرو بن علي قال : أنا يحيى بن سعيد ، قال أنا موسى الجهني ، قال : دخلت على فاطمة بنت علي ، فقال لها رفيقي : عندك شيء عن والدك مثبت؟ قالت : حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٩٩ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
قال في الخميس : وفي رجب هذه غزوة تبوك أخر غزواته صلىاللهعليهوسلم.
وأخرج النسائي عن سعد قال : خرج رسول الله «ص» في غزوة تبوك وخلف عليا فقال : أتخلفني مع النساء والصبيان. فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي :
ومنهم الشريف السيد عبد الله بن محمد الصديق بن احمد الحسيني الادريسى المؤمنى الغمارى الطنجى المعاصر المولود بثغر طنجة سنة ١٣٢٨ في «الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج» (ص ١٦١ ط بيروت) قال :
وأما الثانية : وهي الزيدية فتقول : لم يصرح النبي عليه وآله الصلاة والسلام باستخلاف علي كرم الله وجهه ، وانما أومأ اليه بالنص الخفي الذي يحتاج الى تأمل في معناه حتى يستنبط منه ذلك : واستدلوابحديث : «يا على أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي» ، رواه الشيخان عن سعد رضياللهعنه ، وله أكثر من عشرين طريقا استوعبها الحافظ ابن عساكر في جزء خاص.
ومنهم الحافظ ابو الفداء اسماعيل بن كثير المتوفى سنة ٧٧٤ في «الفصول في سيرة الرسول» (ص ٩٢ ط بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
شكا علي عليهالسلام الى النبي صلىاللهعليهوسلم حين استخلفه على المدينة فقال : أولا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الحافظ ابو القاسم سليمان احمد الطبرانيّ المتوفى ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٩ ص ٢٩١ ط مطبعة الامة بغداد) قال :
حدثنا عبيد العجلي ، ثنا الحسن بن على الحلواني ، ثنا عمران بن أبان ، ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».
ومنهم العلامة ابو حفص عمر بن محمد بن الخضر الملاء الموصلي المتوفى سنة ٥٧٠ في «الوسيلة» (ص ١٦١ ط حيدرآباد الدكن) قال :
وعن أنس «رض» قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لعلي : يا علي أنت مني وأنا منك ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا يوحى إليك. وفي أخرى : الا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الحافظ المحدث الشيخ ابو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في كتاب «المسند» (ج ١ ص ٣٨ ط عالم الكتب في بيروت) قال :
حدثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا علي بن زيد بن جدعان قال : سمعت سعيد ابن المسيب يقول : بلغني عن سعد بن أبى وقاص الحديث ، ثم لقيت سعدا فحدثني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعلي بن ابى طالب : أما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد ايمن بن عبد الله الشبراويّ القويسنى في «فهرس أحاديث كشف الأستار» (ص ٢٠ و ٢١ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ (علي)
أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ (ابن عباس)
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفى الرحمن المباركفورى الهندي في كتابه «الرحيق المختوم» (ص ٣٩٨ طبع دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
وهكذا تجهر الجيش ، فاستعمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري ، وقيل سباع بن عرفطة ، وخلف على أهله علي بن أبي طالب ، وأمره بالاقامة فيهم ، وغمص عليه المنافقون ، فخرج فلحق برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرده الى المدينة وقال : ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.
ثم تحرك رسول الله صلىاللهعليهوسلم نحو الشمال يريد تبوك ، ولكن الجيش كان كبيرا ـ ثلاثون ألف مقاتل ، لم يخرج المسلمون في مثل هذا الجمع الكبير قبله قط فلم يستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزا كاملا ، بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة الى الزاد والمراكب ، فكان ثمانية عشر رجلا يعتقبون بعيرا واحدا ، وربما أكلوا أوراق الأشجار حتى تورمت شفاههم ، واضطروا الى ذبح العير ـ مع قلتها ـ ليشربوا ما في كروشها من الماء ، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العسرة.
ومنهم علامة التاريخ صارم الدين ابراهيم بن محمد بن ايدمر بن دقماق القاهرى المتولد سنة ٧٥٠ والمتوفى سنة ٨٠٩ في «الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين» (ج ١ ص ٥٩ ط عالم الكتب في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :
وروي عن سعد بن أبي وقاص ، وابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وأم سلمة ، واسماء بنت عميس ، وجابر بن عبد الله ، وجماعة يطول ذكرهم ان النبي
صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى».
وهو احد العشرة المشهود لهم بالجنة. زوجه النبي صلىاللهعليهوسلم بابنته فاطمة الزهراء.
ومنهم العلامة الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة ٧٣٩ في «الإحسان بترتب صحيح ابن حبان» (ج ٨ ص ٢٢١ ط بيروت) قال :
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا داود بن عمرو الضبي ، قال حدثنا حسان بن ابراهيم ، عن محمد بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن المنهال بن عمرو ، عن عمارة بن سعد ابن أبي وقاص ، عن أبيه ، وعن أم سلمة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
ذكر العلة التي من أجلها قال صلىاللهعليهوسلم هذا القول
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا ابو ربيعة ، حدثنا ابو عوانة ، عن الأعمش ، عن ابى صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابا بكر رضياللهعنه ، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضياللهعنه ، فأتاه فقال : ما شأني؟ قال خيران النبي صلىاللهعليهوسلم بعثني ببراءة ، فلما رجعنا انطلق ابو بكر رضياللهعنه فقال : يا رسول الله مالي؟ قال : خير أنت صاحبي في النار الا أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني ـ يعني عليا.
وقال أيضا في ج ٩ ص ٤١
أخبرنا أبو خليفة ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا يوسف بن الماجشون حدثنا محمد بن المثكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن سعد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى. قال فأجبت أن اسأله سعدا ، فنلت له : أنت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؟ قال : نعم.
أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن الحكم بن مصعب بن سعد ، عن سعد بن ابى وقاص قال : خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب رضياللهعنه في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم العلامة الشيخ احمد بن محمد الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٣٩ نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :
عن سعد بن ابى وقاص : ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الحافظ الشيخ جمال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «الزبرجد على مسند احمد» (ج ٢ ص ١٦٧ ط بيروت) قال :
حديث : أنت مني بمنزلة «هارون» من «موسى».
قال «الرضي» : قد تقدم مع آلة الشبه قرينة تدل على الحديث المعين ، فيتعلق بها حالان ، وذلك قوله صلىاللهعليهوسلم «أنت مني بمنزلة هارون من موسى».
قال :
ولقد نزلت فلا تظني غيره |
|
مني بمنزلة الصحب المكرم |
وتقول : ما مولي مني بمنزلة الثريا من المتناول. أي : بعيد منى بعدها.
ومنهم العلامة ابو بكر احمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى في سنة ٣٣٠ في كتابه «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٤٧٤ طبع معهد العلوم العربية في فرانكفورت) قال:
حدثنا ابو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل الأسدي ، نا يزيد بن مهران الجنار ابو خالد ، نا ابو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن ابى صالح ، عن ابى سعيد الخدري ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي بن ابى طالب رضياللهعنه أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
ومنهم العلامة الشيخ ابو بكر جابر الجزائرى في «العلم والعلماء» (ص ١٦٧ ط القاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
وبعد فان أول فضائل أمير المؤمنين علي رضياللهعنه ما تضمنته رواية احمد رحمهالله تعالى والتي جاء فيها أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي رضياللهعنه يوم خلفه وراءه بالمدينة وخرج بالناس الى غزوة تبوك، وقال له علي : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ قال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟ فهذه حقا فضيلة لعلي رضياللهعنه من اسمى الفضائل وأعظمها.
ومنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن على بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «الحدائق» (ج ١ ص ٣٨٧ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
حدثنا احمد ، قال حدثنا محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد بن ابى وقاص ، [عن سعد بن ابى وقاص] قال : خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي بن ابى طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان : قال : أو ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
أخرجه البخاري عن مسدد عن يحيى.
وأخرجه مسلم عن بندار عن غندر كلاهما عن شعبة.
وفي افراد مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد بن الشيخ البشير بن عبد الله المشهور بولد الاحيمر في «التبيين المفيد في شرح عقيدة التوحيد» (للمكاشفى ص ٩٧ ط القاهرة) قال :
ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله صلىاللهعليهوسلم منذ قدم المدينة الا تبوك ، فانه خلفه رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المدينة وعلى عياله وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدي.
مستدرك
قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا يودى عنى الا أنا أو على»
تقدم ما يدل عليه في ج ٥ ص ٢٧٤ الى ٢٨٦ وج ٦ ص ٥٨٩ الى ص ٥٩١ ، ونستدرك هاهنا عمن لم نرو عنه هناك :
رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم :
منهم الفاصل الأمير احمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ١٠٠ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :
وفي حديث آخر رواه النسائي والترمذي عن حبشي بن جنادة السلولي قال رسول الله «ص» : لا يؤدي عني الا أنا أو علي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في «تهذيب خصائص النسائي» (ص ٤٨ ط بيروت قال :
أخبرنا احمد بن سليمان قال حدثنا إسماعيل ، عن ابى اسحق ، عن حبشي بن جنادة السلولي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : علي مني وأنا منه فلا يؤدي
عني الا أنا وعلي.
ومنهم العلامة ابو حفص عمر بن محمد الخضر الملا الموصلي في «الوسيلة» (ص ١٧٠ ط حيدرآباد الدكن) قال :
وعن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : علي مني ولا يبلغ عني الا أنا أو هو.
مستدرك
قول رسول الله صلىاللهعليهوآله «أمرت ان لا يبلغ عنى غيرى أو رجل منى قاله في إبلاغ سورة براءة»
قد تقدم ما يدل عليه من الأخبار عن كتب أعلام العامة في ج ٣ ص ٣٢٧ الى ص ٣٣٠ وج ١٤ ص ٤٩٩ وص ٥٠٠ وج ٢٠ ص ٦٢ الى ص ٦٣ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى :
فمنهم العلامة الثعلبي في «الكشف والبيان» (ص ٢١٢) قال :
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج ، وبعث بأربع آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم ، فلما سار دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا فقال : أخرج بهذه القصة من صدر براءة فأذن بذلك الناس إذا اجتمعوا. فخرج علي رضياللهعنه على ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهي العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه ، فرجع ابو بكر الى النبي «ص» فقال. يا رسول الله بأبى أنت وأمي أنزل في شأني شيء؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.
ومنهم العلامة الشيخ ابو العباس احمد بن الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطينى المتوفى سنة ٨١٠ في «وسيلة الإسلام بالنبي» (ص ١١٣ ط بيروت) قال :
وفي السنة أمر النبي صلىاللهعليهوسلم ابا بكر أن يقيم الحج بالناس ، وهي أول حجة كانت في الإسلام ، وكل فرض فبالمدينة نزل الا فرض الصلاة فبمكة. والسبب في حجه على ما أخرجه السهيلي وغيره أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما خرج الى تبوك نقض المشركون العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين في الطواف ، وذكر مخالفة المشركين للمسلمين في الطواف وكونهم عراة في طوافهم ، فأمسك صلىاللهعليهوسلم وبعث ابا بكر رضياللهعنه ونزلت بعده سورة براءة بنقض العهد وانكشف سرائر المشركين ، ولذلك تسمى الفاضحة. فأمر صلىاللهعليهوسلم عليا بن ابى طالب رضياللهعنه أن يخرج بها ويقرأها على الناس يوم النحر. فرجع ابو بكر فقال : يا رسول الله ما هذا؟ فقال : أردت أن يبلغ عني من هو من اهل بيتي ، فمضى وأقام ابو بكر الحج بالناس ، وفعل علي ما أمره به وجعل المشركون أربعة أشهر من يوم النحر ليرجع كل واحد الى مأمنه ولا عهد له بعد ذلك.
ومنهم العلامة عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي في «تتمه المختصر» (ص ١٧٩)
وفيها بعث ابا بكر ليحج بالناس ومعه عشرون بدنة لرسول الله (ص) وثلاثمائة رجل ، فلما كان بذي الحليفة أرسل عليا رضياللهعنه في أثره وأمره بقراءة آيات من أول سورة البقرة على الناس : وأن ينادي : أن لا يطوف بالبيت بعد السنة
عريان ولا يحج مشرك. فعاد ابو بكر وقال : يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني الا انا أو رجل مني.
ومنهم العلامة السيد عبد القادر الحسيني الشافعي في «عيون المسائل» (ص ٨٣) قال :
وروي الترمذي انه صلىاللهعليهوسلم بعث بسورة التوبة مع أبي بكر رضى الله عنه ، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ عني الا رجل من أهلي. فدعا عليا رضياللهعنه فأعطاه إياها.
ومنهم العلامة الشيخ محمد مهدى عامر في «القصة الكبيرة في تاريخ السيرة النبوية» (ص ٣٣٢ ط مصر) قال :
نزلت براءة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد أن بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج ، فقيل : يا رسول الله لو بعثت الى أبي بكر ليبلغها الناس. فقال : لا يؤدي عني الا رجل من أهل بيتي. ثم دعا علي بن أبى طالب كرم الله وجهه فقال له : أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى : انه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو له الى مدته.
ومنهم العلامة ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في كتاب «دلائل النبوة» (ج ٦ ص ٢٩٦ ط بيروت) قال :
وأخبرنا ابو عبد الله لحافظ ، أخبرنا ابو بكر محمد بن احمد بن أيوب ،
أخبرنا الحسن بن علي المعمري ، حدثنا ابراهيم بن زياد سبلان ، قالا : حدثنا عباد بن العوام ، عن سفيان بن الحسين ، عن مقسم ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث ابا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات واتبعه عليا ، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم القصواء ، فخرج أبو بكر فزعا ، فظن أنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا علي ، فدفع اليه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأمره على الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، فقام علي في أيام التشريق «ان الله بريء من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» لا يحجن بعد اليوم مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ولا يدخلن الجنة الا مؤمن ، وكان علي ينادي بها فإذا أبح قام أبو هريرة فنادى بها.
وأخبرنا ابو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر : احمد بن إسحاق الفقيه ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو إسحاق الهمداني ، عن زيد بن يثيع. قال : سألنا عليا بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا ، ومن كان بينه وبين النبي صلىاللهعليهوسلم عهد فعهده الى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
أخبرنا الفقيه ابو بكر احمد بن محمد بن احمد بن الحارث الأصبهاني ، أخبرنا ابو الشيخ الأصبهاني ، حدثنا محمد بن صالح الطبري ، حدثنا أبو حمة ، حدثنا أبو قرة ، عن ابن جريح ، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم حين رجع بعث ابا بكر على الحج ، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح ، فلما استوى بالتكبير سمع الدعوة خلف ظهره ، فوقف عن التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه
وسلم الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم [في الحج] فلعله أن يكون عليها ، فإذا علي عليها ، فقال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ قال بل رسول أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج ، فقدمنا مكة ، فلما كان قبل التروية بيوم قام ابو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ، ثم ذكر خطبته يوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم النفر الأول ، وقراءة علي على الناس براءة عقيب كل خطبة من خطبه.
وقال أيضا في ص ٢٩٨ :
أخبرنا ابو عبد الله الحافظ ، أخبرنا ابو جعفر البغدادي ، حدثنا محمد بن عمرو بن خالد ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : فلما أنشأ الناس الحج تمام سنة تسع ، بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابا بكر أميرا على الناس ، وكتب له سنن الحج ، وبعث معه علي بن ابى طالب بآيات من براءة ، وأمره أن يؤذن بمكة وبمنى وبعرفة وبالمشاعر كلها بأنه : برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك حج بعد العام او طاف بالبيت عريانا ، وأجل من كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد أربعة أشهر ، وسار علي على راحلته في الناس كلهم يقرأ عليهم القرآن (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) وقرأ عليهم (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) الآية.
وبمعناه ذكره أيضا موسى بن عقبة.
ومنهم العلامة الشيخ محمد نووى الجاوى في «مراح لبيد» (ج ١ ص ٣٣٠ ط دار الفكر سنة ١٣٩٨) قال :
روى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أراد ان يحج سنة تسع فقيل له المشركون يحضرون ويطوفون بالبيت عراة فقال : لا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك فبعث أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم.
ثم بعث بعده عليا على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة ، وأمره ان يؤذن بمكة ومنى وعرفة أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله صلىاللهعليهوسلم من كل شرك ، ولا يطوف بالبيت عريان فسار ابو بكر أميرا على الحاج وعلي بن أبي طالب يؤذن ببراءة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام ابو بكر رضياللهعنه فخطب الناس وحدثهم عن مناسكهم وأقام للناس الحج ، والعرب في تلك السنة على معاهدهم التي كانوا عليها في الجاهلية من أمر الحج حتى إذا كان يوم النحر قام على ابن أبي طالب رضياللهعنه فأذن في الناس بالذي أمر به وقرأ عليهم أول سورة براءة وقال علي بعثت بأربع : لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي صلىاللهعليهوسلم عهد فهو الى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا في الحج فقال المشركون لعلي عند ذلك أبلغ ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا وأنه ليس بيننا وبينه عهد إلا طعن بالرماح وضرب بالسيوف.
ومنهم العلامة الشيخ ابن احمد الواحدي في «الوجيز في تفسير القرآن العزيز» (ص ٣٣٠ ط بهامش «مراح لبيد» المذكور) قال :
امر الله تعالى رسوله ان يعلم مشركي العرب في يوم الحج الأكبر ببراءته من عهودهم ، فبعث عليا رضياللهعنه حتى قرأ صدر «براءة» عليهم يوم النحر ، ثم خاطب المشركين فقال : «فان تبتم» اى رجعتم عن الشرك (فهو خير لكم) من الاقامة عليه. إلخ
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ عبد الله بن نوح الجيانجوري المتولد سنة ١٣٢٤ في «الامام المهاجر» (ط جدة ص ١٥٦) قال :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابا بكر رضياللهعنه بالعشر الأولى من سورة براءة اذانا من الله ورسوله ألا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا ، ليحج ويقرأ الآيات ، فلما غادر المدينة بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه بأمر الله تعالى فركب ولحق أبا بكر وأخذ منه البراءة ، وسأل أبو بكر رضياللهعنه عن السبب ، قال صلىاللهعليهوسلم : «وانه لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني».
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور فوزي جعفر في كتابه «على ومناوئوه» ص ٤٠ ط دار العلم للطباعة بالقاهرة) قال :
وبعثه يقرأ براءة على قريش وقال : لا يذهب الا رجل مني وأنا منه ..
ومنهم العلامة ابو نعيم عبيد الله بن الحسن الاصبهانى في «الجامع بين الصحيحين» (ص ٧٣١) قال :
روى بإسناده عن حميد بن عبد الرحمن ، ان ابا هريرة قال : ابو بكر بعثني في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى ، ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
ثم حدث [ان] رسول الله صلىاللهعليهوسلم [وجه] لعلي بن ابى طالب فأمره ان يؤذن ببراءة قال ابو هريرة : فأذن معنا في اهل منى ببراءة ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس احمد صقر والشيخ احمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ١ ص ٢٤٦ ط دمشق) قالا :
عن أبي بكر رضياللهعنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعثه ببراءة الى أهل مكة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا تدخل الجنة الا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد فأجله الى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، فسار بها ثلاثا ، ثم قال لعلي الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت ، ففعل ، فلما قدم أبو بكر بكى فقال : يا رسول الله! حدث في شيء؟ قال : ما حدث فيك الا خير ، ولكني أمرت أن لا يبلغه الا أنا أو رجل منى).«حم وابن خزيمة وأبو عوانة قط في الأفراد).
وقالا أيضا في ص ٢٤٧ :
عن علي رضياللهعنه قال : (لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلىاللهعليهوسلم ، دعا النبي صلىاللهعليهوسلم أبا بكر ، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أدرك ابا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فأذهب الى أهل مكة ، فاقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع ابو بكر الى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله نزل في شيء؟ قال : لا ولكن جبريل جاءني ، فقال : لن يؤدى عنك الا أنت او رجل منك). (عم وابو الشيخ وابن مردويه).
عن أنس رضياللهعنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث ببراءة مع أبي بكر الى مكة ، فدعاه فبعث عليا ، فقال : (لا يبلغها الا رجل من أهل بيتي). (ش).
وقالا ايضا في ج ٣ ص ٤٨٥
عن أبي بكر رضياللهعنه : (أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعثه ببراءة الى أهل مكة ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا تدخل الجنة الا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد فأجله الى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، فسار بها ثلاثا ، ثم قال لعلي : الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت ، ففعل ، فلما قدم أبو بكر بكى ، فقال : يا رسول الله! حدث في شيء؟ قال : ما حدث فيك الا خير ، ولكني أمرت ان لا يبلغه الا أنا أو رجل مني). (حم ، وابن خزيمة وأبو عوانة قط في الأفراد).
وقالا أيضا في ص ٤٨٦ :
عن علي رضياللهعنه قال : (لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلىاللهعليهوسلم ، دعا النبي صلىاللهعليهوسلم ابا بكر رضياللهعنه ، فبعثه بها ليقرأها على اهل مكة ، ثم دعاني النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أدرك ابا بكر فحيثما
لحقته فخذ الكتاب منه ، فاذهب الى اهل مكة ، فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع ابو بكر الى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله! نزل في شيء؟ قال : لا ، ولكن جبريل جاءني ، فقال : لن يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك).(عم وابو الشيخ وابن مردويه).
وقالا أيضا في ص ٤٨٧ :
عن علي رضياللهعنه : (أن النبي صلىاللهعليهوسلم ، حين بعثه ببراءة قال : يا رسول الله! انى لست باللسن ولا بالخطيب ، قال : لا بد لي أن أذهب بها أنا ، او تذهب بها أنت ، قال : فان كان ولا بد فسأذهب أنا ، قال : انطلق فان الله يثبت لسانك ، ويهدى قلبك ، ثم وضع يده على في ، وقال : انطلق واقرأها على الناس ، وقال : ان الناس سيتقاضون إليك ، فإذا أتاك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى تسمع كلام الآخر ، فانه أجدر أن تعلم لمن الحق).(عم وابن جرير).
عن زيد بن أثيع قال : (سألنا عليا صلىاللهعليهوسلم بأى شيء بعثت في الحجة؟ قال بعثت بأربع : لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يجتمع مسلم ومشرك في المسجد الحرام بعد عامهم هذا ، ومن كان بينه وبين النبي صلىاللهعليهوسلم عهد فعهده الى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر).(الحميدي ص ، ش ، حم ، والعدني والدارمي ت ، ك ، وقال حسن صحيح ع ، وابن المنذر قط ، في الأفراد ورسته في الايمان د ، ت ، وابن مردويه ك ، ق).
وقالا أيضا في ص ٤٨٩ :
عن انس (ان النبي صلىاللهعليهوسلم بعث ببراءة مع ابى بكر رضياللهعنه الى مكة ، فدعاه فبعث عليا رضياللهعنه ، فقال : لا يبلغها الا رجل من أهل