علي أصغر شكوهي قوچاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
المطبعة: زيبا نگار
الطبعة: ٣
ISBN: 978-964-444-949-9
الصفحات: ٣٩٢
بسم الله الرّحمٰن الرّحيم
مقدّمة
الحمد الله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين، محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين.
اشتملت مصادر التفسير والحديث والتّاريخ والأدب وغيرها مِن كتب القرون الإسلاميّة المتقدِّمة علىٰ ذكر أسماء وألقاب وكنىٰ كثيرة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، أُطلقت عليه ـ قرآنيّاً وحديثيّاً ـ في مناسبات مشهودة ومواقف مشهورة.
وهذه الأسماء والأقاب والكنىٰ ـ علىٰ كثرتها الكاثرة ـ متنوّعة الجوانب تتحرّك في ميادين عديدة من الحياة الإيمانيّة والمعرفيّة والجهاديّة والإنسانيّة، نقرأ فيها آفاقاً تكاد لا تتناهىٰ لرجل الولاية الإلٰهيّة المتفرّد بمزاياه وخصائصه، فلا يُضاهيه في شيء منها، بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله، أحد من جيل الصّحابة ومَن سواهم منذ البداية إلى الختام. ويمكن في الاعتبار اللفظيّ تقسيم أسمائه وكناه وألقابه المباركة إلىٰ أصناف علىٰ وجه الإجمال :
١ ـ ما بينه وبين الله عزّ وجلّ
٢ ـ ما بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله
٣ ـ ما بينه وبين أسرته الكريمة
٤ ـ مابينه وبين الأمّة المسلمة
٥ ـ ما بينه وبين ذاته المقدّسة
٦ ـ ما بينه وبين أعداء الله تعالىٰ
ولا يخفىٰ أنّ هذه الألفاظ والعبارات العَلَويّة الّتي تزخر بها المصادر إنّما هي بعض ما أفلَت من حملات الإرهاب والمُطَاردة والتّنكيل بأشياع أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ومحبّيه، وبعض ما سلم من حملات الطمس والتزوير والتّحريف التي مارستها السلطات الغاشمة في أزمنة الاضطهاد، وما أكثرها! وقد جاء تصريح محمّد بن إدريس الشافعيّ في فضائل عليّ عليهالسلام وخصائصه الفريدة مُعبِّراً عن هذه الحالة التاريخيّة الخانقة، قال :
«ماذا أقول في رجلٍ أخفَتْ أولياؤه فضائلَه خوفاً، وأخفَت أعداؤه فضائلَه حسداً، وشاع من بين ذَين ما ملأ الخافِقَين».١ والذي يلفت إليه الانتباه لفتاً قويّاً أنّ ما تتّسم به معاني الإمام عليهالسلام من وفرة وفيرة وتنوّع كبير إنّما ينبئ عن جوانب من هذه الشخصيّة العظيمة ذات الأبعاد العميقة والآفاق الوسيعة، وعن توحّد كلّ هذه الأسماء والألقاب والكنىٰ في رجلٍ واحد بلغت فيه حدَّ الإعجاز الذي لا يُضاهىٰ. ومن هنا هزّت ملامحُ هذه الشخصيّة وجدانَ رجال حتّىٰ من غير المسلمين، فخضعوا أمامها طائعين مُكبِرين هذا الإمامَ الذي ملأ الدّنيا وشغلت آفاقُه النّاس، وما يزال شمساً متألّقة هادية علىٰ مرّ الأزمنة والدّهور.٢
ولا غَرو، فإنّ معرفة عليّ صلوات الله عليه معرفةٍ شاملة كاملة ممّا يمتنع على النّاس، وهم إنّما يلحظون ما يتكشّف لهم من أغوار شخصيّته، من خلال العمل والسلوك، أو من خلال تصريحات القرآن وتصريحات النّبيّ صلىاللهعليهوآله في
_______________________
١ ـ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ٤؛ مشارق أنوار اليقين ٢٣٠؛ حلية الأبرار ٢ / ١٦٣؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ١٧ و٣٠.
٢ ـ يقول إبراهيم بن سيّار النّظّام المتكلّم المعروف : «عليّ بن أبي طالب محنه علَى المتكلّم؛ إن وفىٰ حقَّه غلا، وإن بَخَسه حَقَّه أساء» مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٤٨.
المناسبات... وإلّا فإنّ الإحاطة بكنه أمير المؤمنين عليهالسلام لا تتأتّىٰ ؛ لأنّ أوعيتنا في المعرفة والإدراك أصغر كثيراً من وعائه العُلويّ، ونسبتها إليه كنسبة القطرة إلى المحيط، ومَن رام الدّخول في بحر عليّ عليهالسلام غرق في ساحله ولم يستطع أن يخطو نحو لجّته خطوات. إنّ ذلكم «الوجود» المعجزة لا يمكن أن يعرفه إلّا مَن هو فوقه أو من هو في رتبته ومنزلته عند الله.
وقد علَّمَنا هذا المعنىٰ رسولُ الله صلىاللهعليهوآله في قوله «يا عليّ، ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري»١، وتعلّمناه أيضاً من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي رواه ابن عبّاس : «لو أنّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حُسّاب، والإنس كُتّاب، ما أحصَوا فضائل عليّ بن أبي طالب»٢.
عن سعيد بن جبير قال : أتيت عبد الله بن عبّاس فقلت له : يا ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام واختلاف النّاس فيه. فقال ابن عبّاس : يا ابن جبير، جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمّة بعد محمّد نبيّ الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة. يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ووزيره، وخليفته، وصاحب حوضه، ولوائه وشفاعته. والّذي نفس ابن عبّاس بيده لو كانت بحار الدّنيا مداداً، وأشجارها أقلاماً، وأهلها كتّاباً، فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وفضائله من يوم خلق الله عزّ وجلّ الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى.٣
_______________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣١٠.
٢ ـ فضائل عليّ بن أبي طالب ٤؛ المناقب للخوارزميّ ١٣٢؛ كفاية الطالب ٢٢٠؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم ٢ / ١٠٧.
٣ ـ أمالي الصدوق ٤٩٩.
إنّ هذه الخصائص العظيمة الّتي تشعّ بها شخصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام هي ـ بالقياس إلى المسلمين ـ مثال أعلىٰ وأفق مبين نتطلّع إلىٰ علوّه وجماله وجلاله إلالٰهيّ، ليكون لنا مناراً، وإماماً وهادياً إلى الله سبحانه، وإلى القول الثابت في الدّنيا والآخرة، يأمن مَن قصده، ويهلك مَن غفل عنه، ويضلّ مَن أعرض عنه وعاداه.
وقد حداني ما وجدته في القرآن الكريم وفي حديث النّبيّ صلىاللهعليهوآله وفي التاريخ من جميل أوصاف أمير المؤمنين عليهالسلام علىٰ محاولة التقاط عدد من هذه الأوصاف من المصادر المختلفة، مُوثَّقةً بمصادرها التفسيريّة والحديثيّة وغيرها، مرتّبة وفق الترتيب الهجائيّ. وقد لجأت إلىٰ أسلوب الإحالة والإرجاع في عدد غير قليل من المواضع ؛ ابتغاء للاختصار، بقدر ما تُسعفني به الطاقة، وحسبي في هذا أنّي قصدت أن أشارك مشاركة ـ ولو يسيرة ـ في تعظيم مَن عظّمه الله ورسوله، وفي تقديم من قدّمه الله ورسوله، سائلاً الله تعالىٰ أن يتجاوز عنّي، فمنه ما يليق بجوده وكرمه، ومنّي ما يليق بضعفي وعجزي.
وفي الختام أرىٰ من الواجب أن أتقدّم بالشكر لسماحة الأستاذ عليّ البصريّ الذي عاضدني في مراجعة الكتاب وتقويم منهجه، وأشكر كذلك للأخ الفاضل عبد الرحيم مبارك مساعيه في ملاحظة قسم منه من قبل. وللإخوان الأعزّاء السيّد نعمةالله الطباطبائيّ، وعلاء بصيري مهر، ومحمّد عليّ چنارانيّ والسيّد رضا سيادت، شكري وتقديري لقيامهم ـ كلّ من موقعه ـ بأعباء تنضيد الحروف وملاحظة تجارب الطبع وتنظيم الصفحات، ولهم جميعاً منّي خالص الدّعاء.
|
علي أصغر شكوهي قوچاني ٢٢ / ٨ / ١٣٨٣ |
آصف هذه الأمّة
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : معاشر النّاس، إنّ عليّاً منّي، ولده ولدي، وهو زوج حبيبتي، أمره أمري، ونهيه نهيي، معاشر النّاس، إنّ عليّاً صدّيق هذه الأمّة، وفاروقها، ومحدّثها، إنّه هارونها، ويوشعها، وآصفها، وشمعونها، إنّه باب حطّتها وسفينة نجاتها، إنّه طالوتها، وذو قرنيها.١
ينظر : باب حطّة، سفينة نجاة الأمّة.
أبصر المؤمنين في القضيّة
ينظر : أقسمكم بالسويّة.
ابن عمّ الرسول
ينظر : شيخ المهاجرين والأنصار، سيف الله.
أبو الأئمّة البررة
ينظر : سيف الله.
_______________________
١ ـ غاية المرام ١ / ١٩٤؛ أمالي الصدوق ٣٥، ٤٨؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٠٩؛ مناقب أهل البيت للشرواني ١٧٤.
أبو الأئمّة الطاهرين
عن جابر بن عبد الله : كنتُ يوماً مع النّبيّ صلىاللهعليهوآله في بعض حيطان المدينة ويدُ عليّ عليهالسلام في يده، فمَرَرنا بنخل، فصاح النّخل : هذا محمّد سيّد الأنبياء، وهذا عليّ سيد الأوصياء وأبو الأئمّة الطّاهرين.١
أبو تراب٢
كنّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله : أبا تراب. وكان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : هي أحَبّ كنيتي إليّ.٣
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : أحبّ أسمائك أبو تراب، أنت أبو تراب.٤
وهذا التّكنّي أنّما كان في غزوة العشَيرة الواقعة في جمادى الأولى أو الثانية أو فيهما من السنة الثانية الهجريّة حين وجد رسول الله صلىاللهعليهوآله عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام وعمّار نائمَين في دَقْعاء من التراب، فأيقظهما وحرّك عليّاً، فقال : قُم يا أبا تراب.٥
وأوّل مّن كُنّي بأبي تراب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، كنّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله حين وجده راقداً وعلى جنبه التّراب، فقال له ملاطفاً : «قُم يا أبا تراب» وما كان اسم أحبّ إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام منه.٦
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ٣١٣؛ فرائد السمطين ١ / ١٣٨، ينابيع المودّة ١ / ٤٠٩؛ الأمالي للمفيد ٢١٣.
٢ ـ تذكرة الخواصّ ٥؛ المناقب للخوارزميّ ٣٨؛ المناقب لابن المغازليّ ٨.
٣ ـ أنساب الأشراف ٢ / ٨٩.
٤ ـ ترجمة الإمام عليّ عليهالسلام لابن عساكر ١ / ٣٣.
٥ ـ خصائص النسائيّ ٢١١ رقم ١٥٣.
٦ ـ محاضرة الأوائل ١٢٣؛ دلائل النبوّة للبيهقيّ ٣ / ١٢.
وقال النّسائيّ : عن عمّار بن ياسر قال : كنت أنا وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام رفيقين في غزوة العُشيرة، فلمّا نزلها رسول الله صلىاللهعليهوآله وأقام بها رأينا أناساً مِن بني مُدلج يعملون في عين لهم، فقال لي عليّ : يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئتَ، فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غَشِيَنا النوم، فانطلقتُ أنا وعليّ حتّى اضطجعنا في ظلّ صور من النخل، وفي دقعاء من التّراب فنمنا، فوالله ما أنبَهَنا إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآله يحرّكنا يرجله، وقد تترّبنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ : «ما لَك يا أبا تراب؟» لِما يرى ممّا عليه من التراب. ثمّ قال : «ألا أحدّثكما بأشقى الناس (رجلَين)»؟ قلنا : بلىٰ يا رسول الله، قال : «أُحَيْمِر ثمود١، الذي عقر النّاقة، والّذي يضربك يا عليّ على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتّىٰ يَبلّ منها هذه»، وأخذ بلحيته.٢
وقال ابن عساكر بإسناده عن سماك حرب، قال : قلت لجابر بن عبد الله : إنّ هؤلاء القوم يَدعُونني إلى شتم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، قال : وما عَسَيتَ إنْ تشتمه به ؟! قال : اُكنّيه بأبي تراب ! قال : فواللهِ ما كانت لعليّ كنية أحبّ إليه من أبي تراب، إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله آخىٰ بين النّاس ولم يؤاخِ بينه وبين أحد، فخرج مغضباً
_______________________
١ ـ أُحَيمر : تصغير أحمر، وهو لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صالح عليهالسلام، الرياض النضرة ٢/١٠٦.
٢ ـ خصائص النّسائيّ ٢١١ ـ ٢١٥، وانظر : مسند أحمد بن حنبل ٢/١٨٢، ٨٠٢، ٥/٣٢٦، ٤/٢٦٣؛ حلية الأولياء ١/١٤١؛ التاريخ الطبريّ ٢/٤٠٩؛ البداية والنهاية ٣/٣٠٣؛ تاريخ البغداد ١/١٣٥؛ الرياض النضرة ٢/١٠٦؛ التاريخ الكبير ١/٧١؛ المعرفة والتاريخ ٣/١٤١؛ أعلام النبوّة لابي حاتم الرازيّ ٢١١؛ المعجم الكبير للطبرانيّ ٢/٢٤٧، رقم ٢٠٣٧؛ المناقب للخوارزميّ ٣٩؛ المناقب لابن المغازليّ ٩؛ المستدرك للحاكم ٣/١٥١.
حتّى أتى كثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النّبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : قم يا أبا تراب، أغضبتَ أن آخيتُ بين النّاس، ولم أؤاخ بينك وبين أحد؟ قال : نعم. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت أخي وأنا أخوك.١
وعن عباية بن ربعيّ، قال : قلت لعبد الله بن عبّاس، لِم كنّى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام أبا تراب؟ قال : لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها، وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إذا كان يوم القيامة ورأي الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ عليهالسلام من الثّواب والزُّلفى والكرامة يقول : يا ليتني كنت ترابيّاً، أي يا ليتني من شيعة عليّ عليهالسلام، وذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا).٢
قال العلّامة المجلسيّ رحمة الله : يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته عليهالسلام بأبي تراب؛ لأنّ شيعته لكثرة تذلّلهم وانقيادهم لأوامره سُمُّوا تراباً، كما في الآية الكريمة، ولكونه عليهالسلام صاحبهم وقائدهم ومالك أمورهم سُمّي أبا تراب.٣
وقال عماد الدّين الحسن بن عليّ الطبريّ : وجه تسمية عليّ عليهالسلام بأبي تراب : سئل الصّادق عليهالسلام عن تسميته بأبي تراب، قال لأنّ التراب يقوم مقام الماء في الطّهارة، فإذا انقضى محمّد صلىاللهعليهوآله، فإنّ عليّاً عليهالسلام قام مقامه كما يقوم التراب مقام الماء.
_______________________
١ ـ مختصر تاريخ دمشق ١٧ ٣٠٢؛ كفاية الطالب ١٦٧، ١٦٨، باب ٤٧، الرّياض النضرة ٢ / ١٦٨؛ صحيح مسلم ٥ / ٢٧؛ كتاب فضائل الصّحابة؛ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن عساكر ٣٢، رقم ٣١.
٢ ـ معاني الأخبار ١٢٠؛ علل الشرائع ١ / ١٥٦؛ تأويل الآيات الظاهرة ٧٣٦، غاية المرام ١ / ٥٩.
٣ ـ بحار الأنوار ٣٥ / ٥١.
وقال أيضاً : سبب تسميته به أنّه غاب عليّ عليهالسلام يوماً، فطلبه النّبيّ صلىاللهعليهوآله وجميع أصحابه، فوجدوه في الصّحراء ساجداً لله تعالى نائماً على التّراب في سجدته، فلمّا وصل إليه النّبيّ صلىاللهعليهوآله انتبه وقام ووجهه كان متلطّخاً بالتّراب.١
وقال أيضاً بإسناده : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنا ماء وأنت تراب، لأنّي ما دمتُ حيّاً في دار الدّنيا يسأل النّاس منيّ، فإذا اُخرجت من هذه الدّنيا يسأل منك النّاس. ألا ترى لا يجوز التيمّم إن وجد الماء، فإذا لم يوجد وجب التيمّم، فسمّي أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أبا تراب بهذه الجهة.٢
عن سهل بن سعد قال : إنّه جاء رجل يوماً فقال له : إنّ فلاناً أمير المدينة يذكر عليّاً عند المنبر، قال : فيقول أبو تراب، فضحك سهل ثمّ قال : واللهِ ما سمّاه به إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآله، واللهِ ما كان من اسم أحبّ إليه منه.٣
وفي وجه تسمية عليّ عليهالسلام بأبي تراب، نقل من كتب الصّحاح والمسانيد وغيرها، مثل كتاب البخاريّ ومسلم وأحمد بن حنبل٤... عن أبي هريرة قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله الفجر ثمّ قام بوجهٍ كئيب، وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة عليهاالسلام، فأصبر عليّاً عليهالسلام نائماً بين يَدَي الباب على الدَّقْعاء، فجلس النّبيّ صلىاللهعليهوآله، فجعل يمسح التّراب عن ظهره ويقول : فداك أبي وأميّ يا أبا تراب، ثنّ أخذ بيده ودخلا منزل فاطمة عليهاالسلام، فمكثنا هنية، ثمّ سمعنا ضحكاً عالياً، ثمّ
_______________________
١ ـ أسرار الإمامة ٥٩؛ انظر مؤدّاه في : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٧٠.
٢ ـ مناقب الطّاهرين ١ / ٣٤٩.
٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٣٣، ٣٢٤؛ مطالب السؤول ٦٦، مجموعة نفيسة ١٧٧؛ «ألقاب الرسول وعترته»؛ صحيح مسلم ٥ / ٢٧ رقم ٣٨؛ كتاب فضائل الصّحابة، صحيح البخاريّ ٣ / ١٣٥٨ رقم ٣٥٠٠، ١ / ١٦٩ ـ ١٧٠ رقم ٤٣٠؛ تاريخ الطبريّ ٢ / ٤٠٩.
٤ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢٠٧؛ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣؛ مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٢٦٣.
خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله بوجهٍ مشرق، فقلنا : يا رسول الله، دخلتَ بوجه كئيب وخرجت بخلافة! فقال : كيف لا أفرح وقد أصلحت بين أحبّ أهل الأرض إليّ وإلى أهل السماء...
وقال الصدوق رحمه الله في جواب هذا الحديث : ليس هذا الخبر عندي بمعتمد، ولا هو لي بمعتقد في هذه العلّة، لأنّ عليّاً وفاطمة عليهماالسلام، ما كان ليقع بينهما كلام يحتاج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الإصلاح بينهما، لأنّه سيّد الوصيّين، وهي سيّدة العالمين، مقتديان بنبيّ الله صلىاللهعليهوآله في حُسن الخُلق.١
وفي بعض الأحاديث إيهام وقوع خصام بين أمير المؤمنين وابنة عمّه الطّاهرة الصدّيقة فاطمة، وهو أمر بعيد جدّاً عنهما بما منحهما الله تعالى من العصمة بنصّ الكتاب الكريم في آية التطهير، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)٢، فهي تدلّ على عصمة الخمسة، لأنّ الرّجس فيها كما نصّ عليه الزمخشريّ٣ وغيره هو «الذنوب» وقد تصدّرت الآية بأداة الحصر، فدلّت أنّ إرادة الله تعالى في حقّهم مقصورة على إذهاب الذّنوب كلّها عنهم، وهذا واقع العصمة.
وكيف يمكن لعاقل أن يصدّق وقوع نزاع ومخاصمة، علىٰ أمر دنيويّ بين رجلٍ هو أكمل المؤمنين إيماناً، وأزهد الزاهدين زهداً وورعاً، وهو سيّد المسلمين، وسيّد الوصيّين، وسيّد في الدّنيا والآخرة، وصالح المؤمنين، وإمام المتّقين، وزوجتِه الّتي هي سيّدة نساء العالمين، وسيّدة نساء أهل الجنّة، وأكمل
_______________________
١ ـ علل الشرائع ١ / ١٥٥.
٢ ـ الأحزاب / ٣٣.
٣ ـ تفسير الكشّاف ٣ / ٥٣٨؛ انظر : صحيح مسلم ٤ / ١٨٨٣ رقم ٢٤٢٥؛ السنن الكبرى للبيهقّي ٢ / ١٤٩؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٤٧؛ مسند أحمد بن حنبل ٤ / ١٠٧.
نساء العالمين؛ كما ورد في كتب العامّة، والخاصّة، ومنها :
عن الثّعلبي بإسناده عن عليّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام، قال : حدّثنا أبي سيّد أهل الجنّة قال : حدّثنا سيّد الأوصياء.١
وروى أبو نعيم بإسناده : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : مرحباً بسيّد المسلمين، وإمام المتّقين.٢
وقال الخطيب الخوارزميّ في حديث طويل : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة، إنّي زوّجتكِ أقدمهم سِلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حِلماً. يا بُنيّة، إنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلى الأرض اطّلاعة، فاختار مِن أهلها رجلَين، فجعل أحدهما أباك، والآخر بعلك.٣
وقال الثعلبيّ : قالت أسماء بنت عميس : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله عزّ وجلّ (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)٤، قلت : مَن هو يا رسول الله؟ فقال : صالح المؤمنين هو عليّ بن أبي طالب.٥
وقال الديلميّ بإسناده : قال رسول الله : يا عليّ، أنت سيّد في الدّنيا، وسيّد في الآخرة.٦
وقال أبو نعيم : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : يا عليّ، إنّ الله
_______________________
١ ـ تفسير الثعلبيّ ١ / ١٤٧.
٢ ـ حلية الأولياء ١ / ٦٣، ٦٦؛ المناقب لابن المغازليّ ٦٥؛ ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٢٢٩.
٣ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٥٣؛ فرائد السمطين ١ / ٩٢؛ الذرّيّة الطّاهرة للدولابيّ ١٤٤.
٤ ـ التحريم / ٤.
٥ ـ تفسير الثعلبيّ ٩ / ٣٤٨؛ شواهد التنزيل ٢ / ٣٤١ ـ ٣٥٢؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٣؛ صحيح البخاريّ ٦ / ٧٠، كتاب التفسير، كفاية الطالب ١١٩، ١٢٠؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٦٩، تفسير الدّرّ المنثور ١ / ٣٤٤.
٦ ـ فردوس الأخبار ٥ / ٣٢٤ رقم ٨٣٢٥، المناقب لابن المغازليّ ١٠٣، ٢٦٩.
قد زيّنك بزينة لم يُزيّن العباد بزينة أحبّ إلى الله تعالى منها : الزهد في الدّنيا، وجعل الدّنيا لاتنال منك شيئاً.١
وقال الموفّق بن أحمد الخوارزميّ بإسناده عن عمر بن الخطّاب، قال : أشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآله لَسَمعتُه وهو يقول : لو أنّ السّماوات السبع والأرضين السبع وُضعن في كفّة ميزان، ووضع إيمان عليّ بن أبي طالب في كفّة ميزان، لرجح إيمان عليّ.٢
وفي صحيح البخاريّ : قال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة.٣
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لم يكمل من النّساء إلّا أربع : مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله.٤
وعن عمران بن حصين قال : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله عاد فاطمة وهي المريضة، فقال : كيف حالك يا بُنيّة؟ قالت : إنّي وَجِعة، ويزيد وجعي جوعي وما لي طعام آكله، فقال صلىاللهعليهوآله : يا بُنيّة، أما تَرضَين أنّك سيّدة نساء العالمين؟ فقالت : يا أبتي، فأين مريم، وآسية امرأة فرعون؟ قال صلىاللهعليهوآله مريم سيّدة نساء عالمها، وآسية سيّدة نساء عالمها، وقال : بُنيّة والّذي بعثني بالحقّ، لقد زوّجتك سيّداً في الدّنيا وسيّداً في الآخرة.٥
_______________________
١ ـ حلية الأولياء ١ / ٧١؛ المناقب لابن المغازليّ ١٠٦.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ١٣١؛ فردوس الأخبار ٣ / ٤٠٨.
٣ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢٠٩، وانظر : مصابيح السنّة ٤ / ١٨٤؛ مجمع الزوائد ٩ / ٢٢٣؛ ذخائر العقبي ٤٢، ٤٣.
٤ ـ تفسير الثعلبيّ ٩ / ٣٥٣؛ تفسير الطبريّ ٣ / ٣٥٨؛ مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٤٩ و ٦ / ٢٨٢؛ المناقب للخوارزميّ ٣٦٣؛ المستدرك ٣ / ١٥٧؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٣٦٧؛ العقد الثمين ٦ / ٣٨١.
٥
ـ مشكل الآثار للطحاويّ ١ / ٣٥، ٣٦؛ خصائص النّسائيّ ١٧٣ ـ ١٨٢؛ الذرّيّة الطاهرة
وروى الثعلبي بإسناده عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله قال : فاطمة سيّدة المؤمنين، أو سيّدة نساء هذه الأمّة.١
قال النّبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : يا أبا الحسن، فقد زوّجتك سيّدة نساء العالمين ـ الحديث بطوله ـ٢.
وقال الفقيه الشافعيّ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّما سمّيت فاطمة لأنّ الله تعالى فطمها وفطم محبّيها من النّار.٣
وقال أيضاً : عن أسماء بنت عُمَيس قالت : قال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : يا أسماء، إنّ فاطمة خُلقت حُوريّة في صورة إنسيّة.٤
وقال محمّد بن طلحة الشافعيّ بإسناده عن جميع بن عمير التيميّ قال : دخلتُ على عمّتي عائشة، فقلت : أيّ النّاس كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله من النّساء؟ قالت : فاطمة، قلت : ومن الرجال؟ قالت : زوجها. (٥)
وقد ثبت أنّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام سيّدة نساء العالمين، ليس هذا وحده ما ثبت من فضائلها، فإنّ من جلائل فضائلها قول والدها صلىاللهعليهوآله في حقّها : وفاطمة بضعة منّي، فمن آذاها آذاني، ومن آذاني آذى الله تعالى.٦
_______________________
للدولابيّ ١٤٢؛ حلية الأولياء ٢ / ٤٠، صحيح مسلم ٧ / ١٤٢، باب فضائل فاطمة عليهاالسلام؛ المعجم الكبير ٢٢ / ٤١٥، ٤١٧؛ صحيح البخاريّ ٧ / ٤١؛ السنن الكبرى للبيهقيّ ٥ / ٩٥، من كتاب المناقب لابن المغازليّ ٣٩٩.
١ ـ تفسير الثعلبيّ ١٠ / ٣٢٢؛ تذكر الخواصّ ٣٠٩؛ مطالب السؤول ٤٧.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٥٠.
٣ ـ المناقب لابن المغازليّ ٦٥؛ فرائد السمطين ٢ / ٤٧؛ تاريخ بغداد ١٣ / ٣٣.
٤ ـ المناقب لابن المغازليّ ٣٦٩؛ ذخائر العقبى ٤٤؛ التدوين في أخبار قزوين ٢ / ١٢٨؛ لسان الميزان ٣ / ٢٣٨؛ التاريخ الكبير ١ / ٣٩١.
٥ ـ مطالب السؤول ٤٦.
٦
ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٣١٩، صحيح المسلم ٤ / ١٩٠٢؛ سنن أبي داود ٢ / ٢٢٦؛ سنن ابن
فإنّ هذه الأحاديث، تدلّ على عصمتها، فتكون أفضل الناس بعد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. وقال أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام في حقّها عليهاالسلام : فواللهِ ما أغضبتُها ولا أكرهتُها على أمر حتّى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان.١
أقول : وهذا بعض ما روي في فضائل عليّ والزّهرا عليهماالسلام، وهي نماذج من مئات، بل آلاف ممّا رواه الفريقان في مناقب أهل البيت عليهمالسلام.
فعندئذ، هل يبقى لعاقل منصف مجال للقول بوقوع نزاع ومخاصمة بينهما؟! ولايصحّ أصلاً إطلاق لفظ النّزاع والمخاصمة عليهما؛ لأنّهما في هذه المنزلة الرفيعة عند الله، وعند رسوله، وكونهما أفضل البريّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله شيمةً وأخلاقاً.
قال سنائي :
سراسر جمله عالَم پر يتيم است |
|
|
|
يتيمى در عرب چون مصطفى کو |
|
سراسر جمله عالَم پر ز شير است |
|
|
|
ولى شيرى چو حيدر با سخا كو |
|
سراسر جمله عالَم پر زنانند |
|
|
|
زنى چون فاطمه خير النساء كو |
|
_______________________
ماجة ١ / ٦٤٤ رقم ١٩٩٩؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٦٩٩ رقم ٣٨٦٩؛ مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٥، ٣٢٦؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٥٩؛ المعجم الكبير للطبرانيّ ٣٢ / ٤٠٥ رقم ١٠١٣؛ خصائص النّسائيّ ١٨٣ ـ ١٨٥.
١ ـ بحار الأنوار ٤٣/١٣٤.
سراسر جمله عالَم پر شهيد است |
|
|
|
شهيدى چون حسين کربلا کو |
|
سراسر جمله عالَم پر إمام است |
|
|
|
إمامى چون علي موسى الرضا كو١ |
|
أبو الحسن وأبو الحسين
من كُناه : أبو الحسن وأبو الحسين. قال : عليّ عليهالسلام : ما سمّاني الحسن والحسين يا أبه، حتّى توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله، كانا يقولان لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبه، وكان الحسن يقول لي : يا أبا الحسين، وكان الحسين يقول لي : يا أبا الحسن.٢
أبو الدُّرَّتَين
الدُّرَّة : اللؤلؤة العظيمة الكبيرة. واللؤلؤ : ما يؤخذ من الصدف٣، وهو حجر كريم له لَمع وبَرق، ومنه يقال : تلألأ النّجم، أي برق ولمع.٤ وكلّما كبر اللؤلؤ عَظُم لمعه وبرقه وزاد ثمنه.
وفاطمة الزهرا عليهاالسلام هي درّة لا شكّ فيها، ولكن التثنية تنقل الذهن إلى وَلَدي رسول الله صلىاللهعليهوآله الحسن والحسين. إنّما عُبّر عنهما بالدُّرَّتين لتلألؤهما وسطوع ضوئهما في محفل البشريّة ومحافل السماء، وهما دُرّتا الفردوس ،
_______________________
١ ـ ديوان سنائي ٥٧١.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٨، ٤٠؛ تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيّين ١٤٦؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٢؛ مقاتل الطالبيّين ٢٤، باختلاف يسير، وينظر تذكرة الخواصّ ٥.
٣ ـ المصباح المنير ٧٣.
٤ ـ تاج العروس ٣ / ٣٠٤.
وبهذا صار عليّ يكنّي بأبي الدُّرّتَين.١
أبو الرَّيحانتَين٢
الريحانتان : الحسن والحسين، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «إنّهما ريحانتاي من الدّنيا»٣، يعني : الحسن والحسين عليهماالسلام. قال صلىاللهعليهوآله : «الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنّة»٤، وبهذا يُعلم أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام، هما ولدا رسول الله صلىاللهعليهوآله وريحانتاه.
قال المناويّ في فيض القدير : روي عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله : «ريح الولد من ريح الجنّة». يحتمل أنّ ذلك في ولده خاصة فاطمة وابنيها ؛ لأنّ في ولدها طعم ثمار الجنّة، بدليل خبر «الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنّة»، ومنه قيل لعليّ عليهالسلام : أبو الريحانتَين.٥
وقال الخطيب الخوارزميّ : عن جابر، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعليّ ابن أبي طالب عليهالسلام قبل موته بثلاث : سلام الله عليك أبا الريحانتَين، اُوصيك بريحانَتيّ من الدّنيا، فعن قليل يَنهدّ رُكناك، واللهُ خليفتي عليك. قال : قُبض رسول الله صلىاللهعليهوآله، قال عليّ عليهالسلام : هذا أحد ركنيّ الّذي قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله. فلّما
_______________________
١ ـ المناقب آل أبي طالب ١ / ١٣٤.
٢ ـ تذكرة الخواصّ ٥؛ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ تاريخ الخميس ٢ / ٢٧٥؛ الرياض النّضرة ٢ / ١٠٤؛ مناقب آل أبي طالب ١ / ١٣٤، ٣ / ٣٣٢؛ كشف الغمّة ١ / ٩٣؛ جواهر الكلام ١ / ٣٠.
٣ ـ أمالي الصّدوق ١٢٣، رقم ١٢؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٣٠.
٤ ـ فروع الكافي ٦ / ٣، رقم ١٠؛ الوسائل ١ / ٣٥٨، رقم ٢٧٢٩٥.
٥ ـ فيض القدير ٤ / ٥٥.