أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤١٠

ولهم دار إلى جنب هذه الدار يقال لها : دار حفصة ، ويقال لها : دار الزوراء أيضا (١).

ومن رباعهم أيضا : الدار التي عند المروة ، في صف دار عمر بن عبد العزيز ، وجهها شارع على المروة ، الحجّامون في دبرها (٢) ، وهي اليوم في الصوافي ، اشتراها بعض السلاطين ، وهي اليوم في يد ابن عمارة بن أبي مسرّة ، قطيعة من السلطان ، فبناها بالحجر المنقوش والآجرّ وجعل لها علالي وأوساطا (٣).

والدار التي عند ردم آل عبد الله بن خالد بن أسيد ، عندها الحمّارون ، بلصق دار جحش بن رئاب ، وهي بيوت صغار كانت لقوم يقال لهم : البراهمة ، ومسكنهم اليوم السراة ، وهم حلفاء لآل حرب بن أمية ، فاشتراها منهم خالد بن عبد الله القسري ، فكانت تعرف به ثم اصطفيت (٤).

/ ذكر

رباع بني نوفل بن عبد مناف

ولبني عبد مناف يقول عبد الله بن الزبعرى ـ وهو يذكر موضعهم من قريش ، ويصف إقدامهم ورحلتهم ـ : فقال :

ونوفل والمحارم قد تولّوا

لمجد لا أجدّ ولا سنيد (٥)

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٤٩.

(٢) عند الأزرقي في (وجهها).

(٣) ، (٤) المصدر السابق.

(٥) لم أقف على هذا البيت في الديوان الذي جمعه الدكتور يحيى الجبوري.

والسنيد : الدعي. والأجدّ : البخيل. يقال : ناقة جدّاء ، أي : ذاهبة اللبن ، وسنة جدّاء : أي محلة مقحطة. اللسان ٣ / ١٠.

٣٠١

فلهم دار جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، عند موضع دار القوارير الملاصقة بالمسجد. كانت في أصله بين الصفا والمروة ، فدخلت فيه حين وسّع المهديّ المسجد الحرام ، وكان موضعها رحبة بين يدي المسجد ، فأقطعت تلك الرحبة جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك في خلافة هارون ، فبناها له حمّاد البربري بالرخام والفسيفساء من خارجها ، وبنى باطنها بالقوارير الأصفر والأخضر (١).

٢١٢٧ ـ حدّثنا أبو زرعة الجرجاني ، قال : ثنا يوسف بن حمّاد المعنيّ ، قال : ثنا عثمان بن عبد الرحمن ، عن ابن الرّهين ، عن صفية بنت شيبة ، عن بعض نسائها ، أنها قالت : أشرفت من حق لآل جبير بن مطعم في نسوة ، فسمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : «يا أيّها الناس ، كتب عليكم السعي فاسعوا».

وكانت عندها بئر جاهلية يسقي منها الحاجّ بين الصفا والمروة ـ فيما يقال ـ فقال بعض الشعراء في ذلك : ـ يتمدّح عديّ بن نوفل ـ ويقال قائل ذلك : مطرود (٢) بن كعب الخزاعي ـ :

__________________

٢١٢٧ ـ إسناده ضعيف.

أبو زرعة ، هو : أحمد بن حميد الصيدلاني. وعثمان بن عبد الرحمن ، هو : الجمحي البصري : ليس بالقوي. التقريب ٢ / ١٢.

رواه الطبراني في الكبير ٢٤ / ٢٠٦ ، ٣٢٣ من طريق : المغيرة بن حكيم ، عن صفية ، به. والحاكم ٤ / ٧٠ من طريق : ابن نبيه ـ كذا ـ عن صفية ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٤٨ ، والسيوطي في الكبير ١ / ١٠٨ وعزواه للطبراني في الكبير.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٠.

(٢) مطرود بن كعب بن عرفطة الخزاعي : شاعر جاهلي فحل ، لجأ إلى عبد المطلب بن هاشم لجناية عملها ، فحماه وأحسن إليه ، فأكثر مدحه ، ومدح أهله. أخباره في الإشتقاق لابن دريد ص : ٤٧٤ ، والشعر والشعراء ص : ٢٨٢. والبيتان في نسب قريش لمصعب ص : ١٩٧.

٣٠٢

فما النّيل يأتي بالسفين يكبّه

بأجود سيبا من عدي بن نوفل

وأنبطتّ بين المشعرين سقاية

لحجاج بيت الله أفضل منهل

٢١٢٨ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني مصعب بن عبد الله ، قال : أخبرني القدّاح ـ مولى بني نوفل بن عبد مناف يقال له سعيد بن سالم ـ قال : أدركت سقاية عديّ هذه يسقى عليها اللبن والعسل. وكان نافع بن جبير ابن مطعم تزوّج بنت عبيد الله (١) بن العباس ، فولدت له غلاما فسمّاه : عليا ، وكان إذا رآه قال : هذا ابن السقّائين. وكان عبد المطلب منعه أن يحفر ، ثمّ أذن له بعد ، فقال عدي :

متى يدع مولاي مواليك يكفني

متى أدع مولى نوفل غير واحد

متى أدع عوّاما ويأت ابن أمّه

حزام ، فمولى نوفل غير مفرد

ترى أسدا حولي تجدّ رماحها

ويأتوك أفواجا على غير موعد

بني أمّنا في كلّ يوم كريهة

ومن نسل شيخ مجده غير مقعد (٢)

قال : وكانت لهم أيضا دار دخلت في المسجد ، يقال لها : [دار] بنت قرظة (٣).

٢١٢٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني نافع ، قال : فينزل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ من

__________________

٢١٢٨ ـ أنظر نسب قريش لمصعب ص : ١٩٧.

٢١٢٩ ـ إسناده حسن.

تقدّم تخريجه برقم (١٤١٥).

(١) اسمها : ميمونة. المحبّر ص : ٤٤١.

(٢) الأبيات في معجم الشعراء ص : ٨٣ ـ ٨٤ ، والبيتان الثاني والثالث في نسب قريش لمصعب ص : ١٩٨.

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٥٠.

٣٠٣

الصفا حتى إذا جاء باب بني عبّاد سعى حتى ينتهي إلى الزقاق الذي يسلك بين دار ابن أبي حسين ، ودار بنت قرظة.

وكانت لهم الدار التي صارت للفضل بن الربيع ، التي بين دار أمير المؤمنين ، ودار ابن علقمة (١).

وفي دار ابن علقمة حق لآل طلحة بن عبيد الله ، كان خاصم فيها ابراهيم بن محمد بن طلحة الذي يقال له / : أسد (٢) الحجاز. فدار ابن علقمة في أيدي ولده إلى يومنا هذا يحوزونها ، ولها باب ومصراعان.

٢١٣٠ ـ حدّثني أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : سمعت بكار بن رباح مولى الأخنس ، قال : كنت جالسا على باب دار ابن علقمة في المسعى ، ومعنا المشايخ ، منهم : محمد بن عباد أبو كنانة وجماعة ، فمرّ بنا ابن جريج رائحا إلى الجمعة من داره البيضاء من المروة ، فقال أهل المجلس : هذا عبد الملك قد راح إلى الجمعة ، انظروا إلى من ردّنا الدهر بعد عمرو بن دينار.

ولبني نوفل دار عدي بن الخيار ، كانت عند (٣) العلم الذي على باب المسجد الذي يسعى منه من أقبل من المروة إلى الصفا ، وكانت داخلة في المسجد ، وكان العلم قدّامها ، فبيعت ، وكانت صدقة ، فاشترى لهم بثمنها دورا ، فهي في أيدي آل عديّ بن الخيار إلى اليوم (٤).

ولهم دار أبي الحسين بن عامر بن نوفل ، دخلت في المسجد ، وكانت صدقة فاشترى لهم بثمنها دورا هي في أيديهم إلى اليوم (٥).

__________________

٢١٣٠ ـ الأخنس ، هو ابن شريق.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٠.

(٢) تقدّمت ترجمته بعد الخبر (١٩٣٠).

(٣) كان في الأصل (هنا) (من) فحذفتها.

(٤) ، (٥) الأزرقي ٢ / ٢٥٠.

٣٠٤

وقد كانت هذه الدار طريق الناس إلى المسعى في الزمن الأول.

٢١٣١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبّار ، قالا : ثنا سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، قال : رأيت عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يسعى من دار عباد إلى زقاق ابن أبي حسين.

٢١٣٢ ـ وحدّثني أبو زرعة الجرجاني ، قال : ثنا الحسن بن عيسى ، مولى ابن المبارك ـ وقد رأيت أنا الحسن بن عيسى ولم أسمع منه ـ قال : أنا ابن المبارك ، قال : أنا معروف بن مشكان ، قال : حدّثني منصور بن عبد الرحمن ، عن أمه صفية ، قالت : أخبرتني نسوتي من بني عبد الدار اللائي أدركن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، قلن : دخلنا دار ابن أبي حسين ، فأطلعنا من باب مقطّع ، فرأينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسعى في المسعى ، حتى إذا بلغ زقاق بني قرظة قال : «أيّها الناس اسعوا فإنّ السعي قد كتب عليكم».

ذكر

رباع حلفاء بني نوفل

ولحلفاء بني نوفل ـ وهم آل عتبة بن غزوان من بني مازن بن منصور بن سليم ـ دار كانت وسط دورهم ، يقال لها : ذات الوجهين ، فدخلت في المسجد الحرام.

__________________

٢١٣١ ـ إسناده صحيح ، تقدّم تخريجه برقم (١٤١٣).

٢١٣٢ ـ إسناده حسن.

الحسن بن عيسى ، هو : ابن ماسرجس ، أبو علي النيسابوري كان نصرانيا ، ثم أسلم على يد عبد الله بن المبارك. ثقة توفي سنة ٢٣٩ ، وقيل بعدها. التقريب ١ / ١٧٠. والحديث تقدّم برقم (١٣٨٦).

٣٠٥

ودار لآل حجير بن أبي إهاب ، كانت قبلهم لآل نعم بن (١) حبيب الجمحي ، وهي الدار التي يقال لها (٢) بابان على فوهة سكة قعيقعان ، ثم صارت ليحيى بن خالد اشتراها من آل حجير بستة وثلاثين ألف دينار ، ثم هي اليوم في الصوافي (٣).

ذكر

رباع بني الحارث بن فهر

فرباعهم دبر قرن القرظ ، بين ربع آل مرّة بن عمرو الجمحيّين ، وبين الطريق الذي لآل وابصة ممّا يلي الخليج (٤).

ولهم دور عند ردم بني قراد الذي عليه ردم بني جمح ، وكان الذي عمل ذلك الردم عبد الملك بن مروان مع ما عمل من الضفائر والردوم بمكة ، فنسب الردم إليهم بذلك (٥).

٢١٣٣ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني محمد بن الحسن ، عن محمد بن طلحة الأنماري ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، قال : الردم الذي يقال له ردم بني جمح بمكة لبني قراد الفهريّين ، هو الذي يقول فيه بعض شعراء أهل مكة :

__________________

٢١٣٣ ـ ذكره الأزرقي ٢ / ١٦٩ ، ٢٥١ ، وياقوت ٣ / ٤٠.

(١) في الأزرقي : لآل معمر بن خطل الجمحي.

(٢) كذا في الأصل ويظهر أن اسم الدار سقط.

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.

(٤) سيأتي ذكره ـ إن شاء الله ـ في الكلام عن جبال مكة.

(٥) الأزرقي ٢ / ٢٥١.

٣٠٦

/ سأحبس عبرة وأفيض أخرى

إذا جاوزت ردم بني قراد

٢١٣٤ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني عبد الله بن سليمان بن عبد الله ، عن مسلم بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، قال : كانت حرب بين بني جمح بن عمرو وبين بني محارب بن فهر ، فالتقوا بالردم ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتلت بنو محارب بني جمح أشدّ القتل ، ثم انصرف أحد الفريقين عن الآخر ، وإنما سمّي ردم بني جمح لما ردم فيهم يومئذ عليه ، وذكر لذلك سببا.

وللضحّاك بن قيس الفهري حق من حقوق بني سهم ، ابتاعه منهم بين حق آل عفيف السهميّين ، وآل المرتفع العبدريّين (١).

ذكر

رباع بني أسد بن عبد العزي

ولبني أسد بن عبد العزي ، وهم الذين يقول فيهم عبد الله بن الزبعري السهمي :

ألا من مبلغ عنّي رسولا

بني أسد المكارم والخيارا

ألستم خير من ركب المطايا

ومن وافى المحصّب والجمارا (٢)

ولهم يقول ورقة بن نوفل أيضا يفخر بقومه :

__________________

٢١٣٤ ـ ذكره ياقوت ٣ / ٤٠ نقلا عن مسلم بن عبد الله بن عروة بن الزبير. وأنظر جمهرة النسب للزبير ١ / ٣٠٩.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥١.

(٢) لم أجدهما في ديوان ابن الزبعرى الذي جمعه الدكتور يحيى الجبوري.

٣٠٧

إذا افتخر الأكارم من قريش

فخرت بمعشر صدق كرام

بنو أسد همو للناس فرع

إذا برمت بوارم كلّ عام (١)

ولهم دار حميد بن زهير ، الملاصقة بالمسجد الحرام ، في ظهر الكعبة ، تفيء عليها بالبكر ، وتفيء عليها بالعشيّ ، فدخلت في المسجد الحرام في خلافة أبي جعفر (٢).

٢١٣٥ ـ حدّثني بذلك ابن أبي عمر ـ إن شاء الله ـ عن عبد الله بن الزبير الحميدي ، قال : تصدّق حميد بن زهير بداره هذه ، فكتب في كتابه : تصدقت بداري التي تفيء على الكعبة ، وتفيء الكعبة عليها.

قال محمد بن أبي عمر : وقال الحميدي : حدّثني أبي ، قال : ربّما كنت في الطواف ، فينقطع شسع نعلي في الطواف ، فأصيح ببعض أهلي من الطواف فيأتيني بشسع (٣).

٢١٣٦ ـ وقال الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني أبو بكر بن شيبة ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أشياخه ، أنهم قرأوا في صدقة عبيد الله بن حميد بن زهير ، ثم ذكر نحو حديث ابن أبي عمر.

٢١٣٧ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن الحارث

__________________

٢١٣٥ ـ ذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ٣٥٥ وعزاه للفاكهي.

٢١٣٦ ـ ذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ٣٥٥ وعزاه للزبير بن بكار.

٢١٣٧ ـ ذكره ابن الزبير في جمهرة نسب قريش ١ / ٤٤١ ـ ٤٤٢ بنحوه مختصرا.

(١) الفرع : أشراف القوم وساداتهم. والبرم : اللئام البخلاء. اللسان ٨ / ٢٤٧ ، ١٢ / ٤٣.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥١.

(٣) نسب قريش للزبير ١ / ٤٤١.

والشسع : أحد سيور النعل ، وهو الذي يدخل بين الأصبعين. لسان العرب ٨ / ١٨٠.

٣٠٨

الزمعي ، عن موسى بن يعقوب الزمعي ، قال : كانت دار أسد بن عبد العزي في المسجد الحرام مواجهة للكعبة من شقّها الغربي ، بينها وبينها تسعة أذرع ، فأوهبت بها دار أم جعفر بنت أبي الفضل عامة دارها ، دار أسد ، اشترتها أمّ جعفر من الأسود بن أبي البختري. وكانت الكعبة تفيء على دار أسد بالغدوات ، وتفيء على الكعبة بالعشيّ. وكان يقال لها : رضيعة الكعبة ، وكانت فيها دوحة ربّما تعلق بعض أفنانها بثوب من يطوف بالبيت ، فقطعها عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وفداها ببقرة.

ونظر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يوما إلى رجل من بني أسد قد انقطع شسع نعله وهو يطوف بالبيت ، فنفح بنعله فوقعت في منزله من دار أسد هذه / فقال : إن داركم هذه قد ضيقت الكعبة ولا بدّ لي من هدمها وإدخالها في المسجد ، ففعل. وأعطاه فيها مالا ، فأبى أخذه ، حتى طعن عمر ـ رضي الله عنه ـ فقيل له : لمن تتركه؟ فأخذه.

٢١٣٨ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني عبد الكريم بن طلحة ، قال : إنّ الرجل من بني أسد كان يجلس مع قريش في الحجر ، فتبدو له الحاجة فيصيح بجاريته فتشرف عليه من منزله ، فيأمرها بحاجته.

وقال الشاعر في ذلك :

لهاشم وزهير فرع مكرمة

بحيث لاحت نجوم الفرع والأسد

مجاور البيت والأركان بيتهما

مجاور البيت والأركان بيتهما

يريد هاشما وزهيرا إبني الحارث بن أسد.

__________________

٢١٣٨ ـ عبد الكريم بن طلحة ، لم أقف عليه.

(١) في الأصل (مارمية) والتصويب من نسب قريش لمصعب ص : ٢١٢ ، والزبير بن بكار ١ / ٤٤١.

وقد نسب مصعب هذين البيتين لضرار بن الخطاب.

٣٠٩

ولهم أيضا دار أبي البختري بن هاشم ، وهي التي صارت لزبيدة ، فتشرع على الخيّاطين (١).

ولهم السكة التي يقال لها : الحزامية ، بها دار حكيم بن حزام ، ودار الزبير.

وفي دار حكيم : البيت الذي تزوّج فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ. وهي سقيفة هنالك لها جدار ممّا يلي دار الزبير ، وفي الجدار باب إلى باب دار الزبير (٢).

ولهم بيت خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ الذي دبر آل عدي بن الحمراء الثقفيّين ، الذي اتّخذ مسجدا أيضا فيه.

ولعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ الدور الثلاث التي بقعيقعان المصطفّة ، يقال لها : دور الزبير. وفي الدار الدنيا التي هي أقرب الدور إلى المسجد ، كان يسكن عبد الله بن الزبير. ولم تكن هذه الدور للزبير ملكا ، ولكنّ عبد الله اشتراها من آل عفيف بن نبيه السهميين من ولد منية ـ فيما يقال ـ والله أعلم.

وفيها دار يقال لها : دار الزنج ، وانما سميت دار الزنج لأن ابن الزبير كان له فيها زنج.

وفي الدار العظمى بئر حفرها عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ، وفيها طريق إلى الجبل الأحمر ، إلى جنب المنزل الذي كان لحسن بن عباد ، يخرج إلى قرارة المدحاة ، موضع كان أهل مكة يتداحون فيه بالمداحي والمراصع.

وكانت لهم دار البخت ، وكانت بين دار الندوة ودار العجلة ، وكانت

__________________

(١) ، (٢) الأزرقي ٢ / ٢٥١.

٣١٠

إلى جنبها دار كان فيها بيت مال مكة ، كانتا من دور بني سهم ، ثم أخذها عبد الملك بن مروان حين قتل ابن الزبير ، ثم دخلت في الدار التي كان فيها بيت المال ، وصارت للربيع الحاجب ، فأدخلت في دار العجلة ، وانما سميت دار البخاتي لأن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ جعل فيها بخاتي أتى بها من العراق)١).

وكانت لهم دار العجلة ابتاعها من آل سمير بن موهب السهميّين. وانما سمّيت دار العجلة أن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ عجّل ببنائها فيما زعموا ، وبادر بها ، فكانت تبنى باللّيل والنّهار حتى فرغ منها سريعا. ويقال : بل اتّخذ فيها عجلا كانت تحمل عليها الحجارة ، وتجرّها البقر والبخت.

ولهم دارا مصعب بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ اللتان عند دار العجلة ، ابتاعهما من ولد الخطاب بن نفيل. وكانت للخطاب في الجاهلية.

ولهم دار المنذر بن الزبير في خطّ الحزامية عند دار نعيم العدني (٢).

__________________

(١) ، (٢) الأزرقي ٢ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.

٣١١

/ ذكر

رباع بني عبد الدار بن قصي

ولبني عبد الدار بن قصي يقول عبد الله بن الزبعرى السهمي :

ألا أبلغ لديك بني قصيّ

سهام المجد والحسب اللهام (١)

وغيث المجتدين إذا شتونا

وحرز العائذين من الظلام (٢)

وأولى الناس كلّهم جميعا

ببيت الله والبلد الحرام

وبالمجد المقدّم غير بخل

وبالحجر المشرّف والمقام

هم الفرع المهذّب من لؤيّ

وأهل الطيب والنسب القدام (٣)

فلهم دار الندوة ، بناها قصي بن كلاب ، وكان لا يكون لقريش شيء يحدثونه إلا تناظروا فيها لأمرهم ، ولا يعقدون لواء الحرب ولا يبرمون أمرا إلا فيها ، يعقد لهم ذلك بعض ولد قصي ، وكانوا إذا بلغت الجارية ادخلت دار الندوة ، فجاب عليها فيها درعها عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، ثم انصرفت إلى أهلها فحجبوها. وكانت بيده من بين بني عبد الدار.

وانما كانت قريش تفعل ذلك في دار قصي تيمّنا عندهم بأمره ، [لأنه](٤) جمعهم بمكة وخطّ لهم فيها الرباع ، وكان ذلك من فعل أهل الجاهلية.

__________________

(١) السهام : الرجال العقلاء الحكماء. اللسان ١٢ / ٣١٠. واللهام : جمع : لهم ، وهو الرغيب الرأي ، الكافي العظيم ، واللهوم : هو الجواد من الناس. اللسان ١٢ / ٥٥٤ ـ ٥٥٥.

(٢) المجتدين : واحده : مجتد ، وهو : السائل الطالب للجدوى. وقد يطلق على المعطي الكريم ، فهو من أسماء الأضداد. والمراد به المعنى الأول. اللسان ١٤ / ١٣٤.

(٣) لم أجد هذه الأبيات في الديوان الذي جمعه الدكتور يحيى الجبورى.

(٤) في الأصل (لأنهم).

٣١٢

وكانت دار الندوة تسمّى في الجاهلية محيضا ، وانما كانت محيضا لأن الجارية كانت إذا بلغت فعل أهلها ما وصفنا (١).

وأول من خرّبها من الخلفاء المأمون ، فهي خراب إلى اليوم ، ولم يكن يدخل دار الندوة من غير بني قصي إلا ابن أربعين سنة ، ويدخلها بنو قصي [كلهم](٢) وحلفاؤهم كبيرهم وصغيرهم ، فلم تزل بأيدي بني عامر بن هاشم ، حتى باعها ابن الرّهين (٣) بمائة ألف درهم من معاوية ـ رضي الله عنه ـ. ولها باب يشرع في المسجد الحرام. وهي اليوم لأبي أحمد الموفق بالله ، قبضها له الحارث بن عيسى ، وكانت دار الندوة يسكنها الخلفاء فيما مضى إذا حجّوا ، وقد سكنها عمر ـ رضي الله عنه ـ في سنة من سنيّه (٤).

٢١٣٩ ـ فحدّثنا عبد الجبّار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عبد الله بن كثير ، قال : إنّ طلحة بن أبي حفصة أخبره ، أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ نزل دار الندوة في قدمة قدمها يستقرب المسجد.

__________________

٢١٣٩ ـ إسناده حسن.

طلحة بن أبي حفصة سكت عنه البخاري ٤ / ٣٤٩ ، وابن أبي حاتم ٤ / ٤٧٤. وقال ابن حجر في التعجيل ص : ١٩٩ : مجهول. وذكره ابن حبّان في الثقات ٤ / ٣٩٥ وقال : يروى عن عمر ، روى عنه عبد الله بن كثير.

رواه الشافعي في الأم ٢ / ١٩٥ من طريق : سعيد بن سالم ، عن عمر بن سعيد ، به.

ومن طريقه رواه البيهقي في السنن ٥ / ٢٠٥. وسيرويه المصنّف برقم (٢٢٧٠ ، ٢٢٧١) بأطول مما هنا.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣.

(٢) في الأصل (كلّها).

(٣) تقدّمت ترجمته برقم (١٨٧٩).

(٤) الأزرقي ٣ / ٢٥٣. وأنظر المنمّق ص : ٢١.

٣١٣

ثم نزل بعده من الخلفاء المهديّ عام حج ، وأتي إليه بالمقام فيها ، فمسح به ، ثم نزلها من بعده أمير المؤمنين هارون.

ولا أعلم ، إلا أني سمعت ابن أبي عمر يقول ذلك أو غيره من أهل مكة.

٢١٤٠ ـ وحدّثني أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : أنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، في قوله تعالى : (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(١) قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة.

وكان في دبر دار الندوة دار يقال لها : دار الحنطة ، التي بابها أسفل من سدّة أبي الرزّام الحجبي. وانما سمّيت دار الحنطة أن ابن الزبير وضع فيها حنطة الأرزاق ، كان يجريها بمكة.

ولهم دار شيبة ، وقد دخلت في المسجد إلا قليلا منها ، وهي إلى جنب دار الندوة وفيها خزانة الكعبة / ، وهي دار أبي طلحة عبد الله بن عبد العزّى ابن عثمان بن عبد الدار ، ولها باب في المسجد الحرام.

ولهم ربع في جبل شيبة ، خلف دار عبد الله بن مالك الخزاعي.

ولهم حق آل المرتفع ، وكان قبل آل المرتفع لآل النبّاش بن زرارة التميميّين ، وكان آل النبّاش لهم عزّ وشرف في الجاهلية (٢).

٢١٤١ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني حمّاد بن نافع ، قال : سمعت سليم المكّي ، يقول : كان يقال في الجاهلية : والله لأنت أعزّ من آل

__________________

٢١٤٠ ـ شيخ المصنّف ، هو : الصفّار ، لم أقف عليه. وابن ثور ، هو : محمد.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٦٣ وعزاه لابن المنذر.

٢١٤١ ـ ذكره الفاسي في الشفاء ٢ / ٢٩ نقلا عن الفاكهي.

(١) الفرقان (٨).

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٣.

٣١٤

النبّاش بن زرارة ، وأشار بيده إلى دور حول المسجد ، فقال : هذه كانت رباعهم.

ولهم دار سعيد بن أبي طلحة ، ثم ابتاعها معاوية ـ رضي الله عنه ـ.

وكانت لهم الدار التي صارت لعمرو بن عثمان ، كانت لآل السبّاق بن عبد الدار ، ويقال : لا بل لأبي أمية بن المغيرة.

ولهم حق آل أبي ربيعة ، في ربع بني جمح والحزامية.

ذكر

رباع حلفاء بني عبد الدار بن قصي

ولحلفائهم لآل نافع بن عبد الحارث الخزاعيين الحقّ المتّصل بحقّهم إلى الحذّائين ، ودار الندوة إلى السويقة والزقاق الذي يسلك إلى دار عبد الله بن مالك وإلى المروة ، وهو الحق الذي باعوا من جعفر بن يحيى. وينقطع ربعهم من عند دار أم ابراهيم ، التي في دار أوس.

ولآل نافع أيضا حقّهم دبر دار شيبة.

ولبني الملحيّين حقّ قد صار لابن ماهان (١).

٢١٤٢ ـ فحدّثني أبو عبيدة محمّد بن محمد ، قال : ثنا ابن رفيع المكّي ،

__________________

والنباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي التميمي ، الأسيدي ، أبو هالة. توفي قبل المبعث ، وهو زوج خديجة قبل النبي صلّى الله عليه وسلم. ذكره ابن حجر في القسم الرابع من حرف النون من الاصابة ٣ / ٥٥٧.

٢١٤٢ ـ إسناده ضعيف. تقدّم برقم (٢١١٧).

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٤.

٣١٥

قال : ثنا ابن جريج : أن النبي صلّى الله عليه وسلم بعد فتح مكة بأيام استبطأ الناس في صلاة الظهر ، فقال : إنّ حول هذا المسجد لناسا يبطّئون عن الصلاة ، ولقد هممت أن آمر ببيوتهم فتدمّر عليهم ، فبلغ ذلك الناس فخرجوا.

وكان صلّى الله عليه وسلم عنى بذلك قوما من بني عبد الدار من ولد السبّاق. وكانوا في الربع الذي صار للخزاعيين. وكانوا حلفاءهم.

ذكر

رباع بني زهرة بن كلاب

ولبني زهرة يقول جعفر بن الأحنف أخو بني عامر بن لؤي :

وسراة زهرة والليوث كذا الوغا

تيم هناك لها الفعال الأكرم

ولهم دار بفناء المسجد ، عند دار يعلى بن منية ذات الوجهين ، كان فيها حق آل عوف بن عبد عوف (١).

ولهم دار مخرمة بن نوفل ، بين الصفا والمروة. وهي الدار التي صارت لعيسى عند المروة (٢). ويقال إنّ مخرمة بن نوفل تصدّق بها ، وأشهد عليها سبعين من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ، فيهم ـ علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فابتاعها عيسى بن علي بعد ذلك ، وتصدّق بها وجعلها على مثل ما كان جعلها عليه مخرمة بن نوفل ، فهي تسكن إلى اليوم.

__________________

(١) ، (٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٤.

٣١٦

٢١٤٣ ـ أخبرنا بذلك عبد العزيز بن عبد الله.

ولهم حق آل أزهر بن عبد عوف المتّصل بدار أمير المؤمنين ، على فوّهة سكة العطّارين ، وهو بأيديهم إلى اليوم.

ولهم دار جعفر بن سليمان في العطّارين (١).

ولهم دار خنيس ، أو ابن أبي خنيس بن عبد عوف بن الحارث / بن زهرة ، عم عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ. ودار أبي إهاب بن عبد عوف ، وهما بين الزقاق الذي إلى جنب دار ابن علقمة ، وبين دار القارة.

ولهم دار وهب بن عبد مناف بن زهرة ، وهي التي صارت إليهم حين ضرب أمية بن عبد شمس على الثنيّة. قال : ولما هاجر عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ غلب آل ابن عبد عوف على دورهم التي كانت بيد عبد الرحمن ، ثم باع أبو بكر وسهيل وعثمان بنو عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ حقّهم من معاوية ـ رضي الله عنه ـ وباع المسور بن مخرمة ـ رضي الله عنه ـ حق أمه عاتكة بنت عوف ، فلما قدم مصعب بن عبد الرحمن على ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ نزلها ، فلما قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قبضها الحجاج ، فنسبت لمصعب ، فلم تزل بأيدي بني أمية حتى اصطفيت عنهم.

__________________

٢١٤٣ ـ عبد العزيز بن عبد الله لم أقف عليه.

(١) الأزرقي ٢ / ٥٤.

٣١٧

ذكر

رباع حلفاء بني زهرة

ولخيرة بنت سبّاع بن عبد العزى الخزاعية الملحية : دار كانت في أصل المسجد ، متصلة بحقّ آل جبير بن مطعم ، فدخلت في المسجد (١).

ولآل قارظ : الدار التي صارت لأمير المؤمنين هارون ، التي بناها حماد البربري بين دار الأزهريين وبين دار الفضل بن الربيع ، ويقال لها : دار الخلد ، على العبادلة ، احترقت سنة عشرين ومائتين ، وكانت من أحسن [دور](٢) مكة ، وكان حريقها عظيما خيف على الكعبة والمسجد منه. ويقال : إنّ حريقها رئي قريبا من الطائف فيما يقال : والله أعلم (٣).

وكانت لأبي غسّان الخزاعي الدار المتّصلة بدار أوس ، ودار مخرمة بن نوفل ، شارعة على الحذّائين ، كانت قبل الخزاعيين لآل عدي بن الحمراء الثقفيّين ، فابتاعوها منهم بصاع من دراهم ، وهي الدار التي صارت لعيسى بن جعفر.

ولآل عدي بن الحمراء دارهم التي في ظهر دار ابن علقمة ، في زقاق أصحاب الشيرق (٤) ، يقال لها : دار العصاميّين ، بين دار الفضل بن الربيع

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٥.

(٢) في الأصل (دار).

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٥٥.

(٤) سبقت الإشارة إليه.

٣١٨

التي يقال لها : دار القدر إلى بيت النبي صلّى الله عليه وسلم ، التي يقال لها بيت خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ وهو ربع لهم جاهلي (١).

وهنالك أيضا ربع لآل هدم ، ولآل أنمار القاريّين ، الربع الشارع على المروة على أصحاب الأدم ، من ربع الحضرمي إلى رحبة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مقابل زقاق الجزّارين ، الذي يسلك إلى دار عبد الله بن مالك. ووجه هذا الربع أيضا بين الدارين ، ممّا يلي البرّامين فيه دار أمّ أنمار.

وكانت برزة بين النساء ، وكانت تاجرة تتّجر بمكة ، تبيع وتشتري (٢).

٢١٤٤ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : حدّثني يعلى بن شبيب ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن قيلة أم بني أنمار ، قالت : جاء النبي صلّى الله عليه وسلم عليّ في عمرة من عمره ، فأتيته أتوكأ على عصاتي ، حتى جلست إليه.

فقلت : يا رسول الله ، إنّي امرأة أبيع وأشتري ، فإذا أردت أن أشتري سلعة سمت بها أقل من الذي أريد ، ثم أزيد حتى أبلغ الذي أريد أخذها به ، فأعطاها ، وإذا أردت أن / أبيع السلعة استمت بها أكثر من الذي أريد أن أبيعها ، ثم نقصت حتى أبيعها بالذي أريد. فقال صلّى الله عليه وسلم : «لا تفعلي يا قيلة ذلك ، وإذا أردت أن تشتري شيئا فأعطي الذي تريدين ، أعطيت أو منعت ، وإذا أردت أن تبيعي فاستامي به الذي تريدين أعطيت أو منعت».

__________________

٢١٤٤ ـ في إسناده نظر.

قال المزي في تحفة الأشراف ١٢ / ٤٧٧ : في سماع ابن خثيم نظر.

رواه ابن سعد ٨ / ٣١١ ـ ٣١٢ ، وابن ماجه ٢ / ٧٤٣ ، والطبراني في الكبير ١٤ / ١٣ كلّهم من طريق : يعلى بن شبيب ، به. وذكره ابن حجر في الاصابة ٤ / ٣٨١ وزاد نسبته لابن أبي خثيمة وابن السكن.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٥.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٦.

٣١٩

وفي هذا الربع بيت جاهلي على بنائه ، يقال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم دخل ذلك البيت.

وفي وجه هذا الربع مسجد صغير بين الدارين عند البرّامين ، زعم بعض أهل مكة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلى فيه. والله أعلم (١).

ولآل القاريّين : الدار التي فيها أصحاب الشوحط ، كانت قبلهم لبني زهرة.

ولآل الأخنس بن شريق الثقفي دار الأخنس التي في زقاق العطّارين ، دبر الدار التي بناها حماد البربري لأمير المؤمنين ، إلى دار القدر الذي للفضل ابن الربيع ، وهذا الربع جاهلي.

ولآل الأخنس أيضا : الحقّ الذي بسوق اللّيل على الحدّادين ، مقابل دار ابن الجوّار ، شراء ، اشتروه من بني عامر بن لؤي (٢).

وللقارة دار بين زقاق ابن علقمة ودار آل خنيس بن عوف.

ذكر

رباع بني تيم بن مرة

ولبني تيم بن مرّة يقول الشاعر ، وهو يذكر حلفهم :

تيم بن مرّة إن سألت وهاشم

الخير في دار ابن جدعان

متحالفين على النّدى ما غرّدت

ورقاء في فنن من جزع كتمان

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٦.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٦.

٣٢٠