مصابيح الأصول - المقدمة

مصابيح الأصول - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : أصول الفقه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٨

١

٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقدمة

وله الحمد على ما انعم ، وتفضّل ، والصلاة ، والسلام ، على نبيّه محمّد ، وعلى آله الطاهرين المعصومين.

حاولت ـ وانا اعدّ ملازم هذه البحوث ـ ان اضع بين يديها تمهيدا يؤرخ لهذا العلم منذ بداية نشأته ، وتكونه ، ويتسلسل به عبر مراحله الزمنية ، ثم رأيت ان استيفاء البحث فى هذا الموضوع اكثر من ان يتسع له صدر هذه البحوث ، وربما احتاجت الى كتاب كامل ، فرأيت ان اعدل عن هذه المحاولة الى حديث عابر يمر بنا على هذه الازمان مرّا سريعا ، يتناسب مع طبيعة التمهيد.

فى بداية التشريع لم تكن الحاجة إلى هذا العلم ماسة لتوضع له اصوله ، وقواعده ، وـ بخاصة ـ وان الشريعة الاسلامية نزلت بلسان القوم ، ووفق مواضعاتهم الكلامية ، فكانوا يسمعون من النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ينزل به الوحى ، ويدركون ظواهره بسهولة ويسر غالبا ، وربما استفسروه عما اشكل عليهم تفهمه ، فاوضحه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببليغ من القول ، ولما كان الكتاب العزيز متكفلا للقواعد العامة دون الدخول في تفصيلاتها ، احتاجوا الى سنّة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قولا ، وفعلا ، وتقريرا ، لياخذوا عنها تفصيل ما لم يفصل فى الكتاب ، او تشريع ما لم يشرع فيه.

٣

وبما ان هذه السنة لم تدوّن لدى الصحابة على عهده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جهة ، ولم يكمل بها التشريع من جهة اخرى ، لان كثيرا من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احتاج ان يدّخر علمها عند اوصيائه عليهم‌السلام ليؤدوها عنه فى اوقاتها.

فالكتاب ـ اذن ـ والسنة ، واقوال اهل البيت ، هي المصادر التشريعية الاولى ، وبما ان عهد الائمة عليهم‌السلام كان من العهود التي اختلطت فيها اللغات وتفاعلت ، وتبدل الكثير من مفاهيمها ، احتاجوا لحفظ الاحكام ان يضعوا القواعد فى مباحث الالفاظ ، ليلجأ اليها الناس فى التماس الاحكام الشرعية واستنباطها ، والظاهر ان الامام الباقر عليه‌السلام هو اول من املى على تلامذته قواعدها ، واصولها ، ويأتى بعده الامام الصادق عليه‌السلام (١) وفى مؤلفات تلميذه هشام بن الحكم كتاب بهذا الاسم (٢) وهو فيما نعلم اول من الف بهذا العلم ، وتلاه غير واحد من رواة الائمة عليهم‌السلام بالاضافة الى ان الاصول الاربعمائة التى جمعها تلامذتهم حفلت بالكثير من قواعدها العامة.

وحيث ان الرقعة الاسلامية بدأت تتسع ، وبدأ الناس يبعدون عن مصادر التشريع ، وربما عسر على الكثير منهم المثول بين يدى الامام عليه‌السلام لاستفتائه فيما يجد من احكام لبعدهم عنه ، أو لوقوف الظالمين من خصومهم دون بلوغهم اليه ، فتح الائمة عليهم‌السلام لهم ابواب الاجتهاد ، فاحتاجوا الى تاصيل اصول يبلغ من بعضها الى الحكم الواقعى ، ومن بعضها الى الحكم الظاهرى ، مع تعذر البلوغ اليها كالاستصحاب ، والاحتياط ، ونظائرهما مما كانت ماثورة جميعا عن اهل البيت عليهم‌السلام وارشدوا الى من

__________________

(١) تأسيس الشيعة ، للمرحوم الحجة السيد حسن الصدر ص ٣١٠

(٢) رجال النجاشى ص ٣٠٥ طبعة بمباى ـ وابن النديم فى فهرسته ص ٢٤٩

٤

يجيد تطبيقها من تلامذتهم فى البلدان النائية امثال ـ زرارة ، ومحمّد بن مسلم ، ويونس بن عبد الرحمن ، ومن يستعرض الموسوعات فى الفقه ، والحديث يجد اخبارها مفصلة ـ كما يجدها فى مظانها من كتب الاصول.

ولكن الاستاذ ـ محمّد ابو زهرة ـ فى محاضراته (١) ابى تبعا للسيوطى إلّا ان يكون الشافعى هو الواضع الاول لعلم الاصول ، كما احتمل الاستاذ الشهابى (٢) ان يكون قاضى القضاة ، او الشيبانى ، هو الواضع له مع ان الاستاذين يعلمان بسبق الائمة عليهم‌السلام لهم زمنا ، وسبق تلامذتهم ايضا فى تدوين هذه القواعد ، والاصول فى اصولهم ، بل سبق امثال هشام فى التأليف فيها مستقلا مع ان هشاما توفى قبلهم (٣)

واشتدت الحاجة الى علم الاصول فى عصور الغيبة بعد ان فتح باب الاجتهاد على مصراعيه ، فبدأت المؤلفات توضع فى هذا العلم ، وبدأ العلم ينمو تدريجا ، ويتسع على يد امثال السيد المرتضى ، والشيخ الطوسى ، ثم العلامة الحلى ، وتلامذته ، ثم صاحب المعالم ، ثم الشيخ محمّد تقى صاحب ـ الحاشية على المعالم ـ والشيخ محمّد حسين صاحب كتاب ـ الفصول ـ والميرزا القمى صاحب كتاب ـ القوانين ـ (رحمهم‌الله جميعا).

وقد اوشك ان يبلغ القمة على يد استاذ الفن الشيخ مرتضى الانصارى (ره) المتوفى سنة ١٢٨١ ـ وتولى تلامذة الشيخ من بعده تطويره فى حوزاتهم الدراسية وتوسعته ، وتعميقه ، كصاحب الكفاية ،

__________________

(١) محاضرات فى اصول الفقه الجعفرى ص ٥

(٢) فى مقدمته على كتاب فوائد الاصول للمرحوم الحجة الكاظمى

(٣) هشام بن الحكم توفى سنة ١٧٩ ـ وقاضى القضاة ابو يوسف يعقوب بن إبراهيم توفى سنة ١٨٢ ـ والشيبانى توفى سنة ١٨٩ ـ والشافعى توفى سنة ٢٠٤

٥

والسيد الشيرازى (قدس‌سرهما) ثم استاذنا النائينى (قده) وما يزال يتطور على ايدى تلامذتهم من اعلام الامة وقادتها فى محاضراتهم العلمية القيمة فى حوزة النجف الاشرف وغيرها.

وهذه بحوث اضعها اليوم بين يدى هواة علم الاصول فى دقائق مسائلها ليعرفوا مدى ما بلغه هذا العلم من اصالة ، وعمق فى مدرسة النجف العلمية ، وعلى يد استاذها امام الفن ، ومجدده ، سماحة سيدنا الاجل آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئى ـ دام ظله العالى ـ وهى تقريرات دونتها مما افدته من محاضراته القيمة ، التى كان وما يزال يلقيها على المئات من تلامذته فى حوزته الكبرى فى النجف الاشرف ، وقد تفضل سماحته ـ مشكورا ـ فشملها بلطفه ، ولاحظ جميع فصولها ، واقرّها ، وتوجها برأيه الكريم ، وهو ـ منشور فى صدر هذا الكتاب ـ

وبعد فان وفقت فى تدوين هذه البحوث ، وعرضها بالشكل الذى بتناسب مع ما لها من قيمة علمية ، فهو غاية ما ارجوه ، وآمله من الله عزوجل ومنه استمد العون ، والصواب ، انه كريم مجيد.

النجف الاشرف

علاء الدين بحر العلوم

٦

فهرس الكتاب

ص

عنوان

ص

عنوان

٢

المقدمة

٤١

التصور لا يكون دخيلا فى الموضوع له

٣

تقسيم مسائل الاصول

٤٢

المعنى الحرفى

٧

غاية علم الاصول

٤٣

الاقوال فى المعنى الحرفى

٨

تعريف علم الاصول

٤٣

القول الاول

٩

الفرق بين الاصول وبقية العلوم

٤٤

القول الثانى

١٠

مرتبة علم الاصول

٤٥

القول الثالث

١١

الفرق بين القواعد الاصولية والفقهية

٤٨

الجواب عن القول الثالث

١٤

موضوع العلم

٤٩

القول الرابع

١٦

تقسيم العوارض

٥٢

الجواب عن القول الرابع

١٨

البحث عن العوارض

٥٤

القول الخامس فى المعنى الحرفى

١٩

تمايز العلوم

٥٥

المختار فى المعنى الحرفى

٢٠

موضوع علم الاصول

٥٧

تقسيم الحروف الى قسمين

٢٣

الوضع

٥٨

حال وضع الحروف وانها من قبيل الوضع العام والموصولة الخاص

٢٤

دلالة الالفاظ على المعانى

٥٨

الفرق بين الجهل الخبرية والانشائية

٢٦

تعيين الواضع

٦١

المختار فى الجهل الخبرية والانشائية

٢٩

حقيقة الوضع

٦٣

اسماء الاشارة وتوابعها

٣٤

المختار فى حقيقة الوضع

٦٥

الاستعمال المجازى

٣٦

تقسيم الوضع بلحاظ اللفظ

٥٥

المختار فى المعنى الحرفى

٣٧

تقسيم الوضع بلحاظ المعنى

٥٧

تقسيم الحروف الى قسمين

٧

ص

عنوان

ص

عنوان

٦٦

استعمال اللفظ وارادة شخصه

١٠٨

الوجه الثانى

٦٩

استعمال اللفظ وارادة نوعه

١١٠

الوضع للاعم

٧٠

استعمال اللفظ وارادة صنفه او مثله

١١١

ثمرة النزاع الثمرة الاولى

٧١

تبعية الدلالة للارادة

١١٢

الاشكال على الثمرة الاولى

٧٥

وضع المركبات

١١٤

الثمرة الثانية

٧٧

علائم الحقيقة التبادر

١١٥

الايراد الاول على الثمرة الثانية

٧٩

التبادر علامة الحقيقة فيما اذا علم الاستناد الى نقش اللفظ

١١٦

والجواب عن الايراد

٨٠

عدم صحة السلب

١١٨

الايراد الثانى

٨٤

الاطراد

١١٩

الثمرة الثالثة والرابعة للنزاع

٨٦

تعارض احوال اللفظ

١٢٠

الكلام فى المعاملات

٨٦

الحقيقة الشرعية

١٢١

النزاع فى المعاملات

٩٤

الصحيح والاعم

١٢٨

بحث الاشتراك

٩٥

معنى الصحة

١٢٩

امكان الاشتراك وعدمه

٩٧

الاحتياج الى القدر الجامع

١٣١

منشأ الاشتراك

٩٨

عدم الاحتياج الى الجامع فى نظر شيخنا الاستاذ قده

١٣٢

استعمال المشترك فى اكثر من معنى واحد

٩٩

تصوير الجامع على القول بالصحيح

١٣٦

التثنية والجمع

١٠٠

الاشكال على التصوير المتقدم

١٣٧

بطون القرآن

١٠٣

تصوير الجامع على القول بالاعم الوجه الاول

١٣٩

المشتق

١٤٠

تعيين محل النزاع

١٤٢

اختلاف مبادى المشتقات

٨

ص

عنوان

ص

عنوان

١٤٧

عدم دلالة الفعل على الزمان

٢٤٢

الاصل العملى عند الشك فى التعبدية والتوصلية

١٥٠

الادلة على الوضع لخصوص المتلبّس

٢٤٥

اقتضاء اطلاق الصيغة كون الوجوب نفسيّا تعينيّا عينيّا

١٥٥

ادلة القول بالاعم

٢٤٨

الامر عقيب الخطر

١٥٨

الاصل العملى عند الشك

٢٤٩

المرة والتكرار

١٦١

تنبيهات

٢٥١

الامتثال بعد الامتثال

١٧٤

الصفات الجارية عليه تعالى

٢٥٤

الفور والتراخى

١٧٨

بحث الاوامر

٢٥٧

بحث الاجزاء

١٨١

اتحاد الطلب والارادة

٢٦٧

مقتضى الاصل عند الشك

١٨٣

الكلام النفسى

٢٧١

اجزاء الامر الظاهرى عن الامر الواقعى

١٩١

ادلة القائلين بالجبر

٢٨٢

التنبيه على امور

١٩٥

التفويض

٢٨٩

مقدمة الواجب

١٩٧

الامر بين الامرين

٢٩٨

الشرط المتأخر

٢٠٢

صيغة الامر

٣٠٠

شرائط المأمور به

٢٠٩

استعمال الجمل الخبرية فى الطلب

٣٠١

شرائط الحكم

٢١٢

التعبدى والتوصلى

٣٠٦

الواجب المطلق والمشروط

٢٢٠

امكان اخذ داعى الامر فى المتعلق

٣٠٧

استحالة رجوع القيد الى مفاد الهيئة

٢٣٣

اعتبار بقية الدواعى

٣١١

لزوم عود القيد الى المادة

٩

ص

عنوان

ص

عنوان

٣١٥

تردد القيد فى رجوعه الى المادة او الهيئة

٣٦٧

تبعية وجوب المقدمة لوجوب ذيها

٣٢٥

تنبيهات

٢٦٨

اعتبار قصد التوصل

٣٢٩

الواجب المعلق

٣٧٦

المقدمة الموصلة

٣٣٠

ادلة استحالة الواجب المعلق

٣٨٠

ادلة صاحب الفصول

٣٣٤

فوائد الواجب المعلق

٣٨٦

المقدمة حال الايصال

٣٣٥

وجوب المعرفة والتعلم

٣٩٠

ثمرة النزاع فى وجوب المقدمة

٣٤٧

الواجب النفسى والغيرى

٣٩٨

الواجب الاصلى والتبعى

٣٥١

مقتضى الاصل عند الشك

٣٩٩

تأسيس الاصل فى وجوب المقدمة

٣٥٨

الثواب على الواجب الغيرى

٤٠٥

مقدمة المستحب والحرام

٣٦٠

الاشكال على عبادية الطهارات الثلاث

٤٠٨

مقدمة المكروه

١٠