نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

إليه الماء من قناة حلب. ولهذا المسجد وقف قديم هو الآن ثلاثة حوانيت في سويقة علي وله مخصصات من وقفي (حسن أفندي) ابن أحمد أفندي الكواكبي ووالده المذكور ويوجد على يسرة الداخل للجامع حجرة لتعليم الأطفال وفي جانبها صهريج سبيل يجري إليه الماء من قناة حلب عمرته هبة الله بنت «حسن أفندي المذكور» وهي أم «حسن بك بن مصطفى بك» وفي جانب المسجد من شرقيه مدرسة تعرف بمدرسة الكواكبي يصعد إليها بدريجات وهي عامرة مشتملة على قبلية وحجرتين وعلى حوض ينزل إليه بدركات في غربي صحنها وهي معطلة لا تقام فيها صلاة ولا يقرأ درس ويوجد في هذه المحلة أيضا مسجد يقال له مسجد أبي النور (١) في محلة الدحدالة في بوابة الشيخ عمر الطرابيشي تقام فيه الأوقات الجهرية فقط وفيها أيضا سبيل غربي جامع أبي يحيى ينسب إلى زهير آغا وفيها كرخانتان إحداهما في بوابة الصياحة شرقي مدرسة الكواكبي المتقدم ذكرها ، وهذه الكرخانة كانت إحدى دور بني الكواكبي وثانيهما في البرج ، والكرخانة : مكان تطبع فيه المناديل الحلبية وتعرف بالبصمه خانه أيضا.

آثار الجلوم الكبرى

جامع البهرامية

أنشأه «بهرام باشا» ابن مصطفى باشا ابن عبد المعين قال في كتاب وقفه ما ملخصه إنه وقف جميع المكان المعروف به الكائن بمحلة الجلوم بحلب المشتمل على أربعة جدران محيطة به مبنية بالحجارة النحيت وعلى صحن مفروش بالبلاط الأصفر طوله من القبلة إلى الشمال ١٩ ع وعرضه ٥٠ ع وبه حوض ماء كبير مبني بالرخام الأصفر بشباك من الحديد وأنابيب من النحاس الأصفر يعلوه قبة معقودة بالقرميد برفرف من الدف والخشب برسم المتوضئين وغيرهم يصل إليه الماء من قناة حلب في كيزان من الفخار ببطن الأرض بحق معلوم على الدوام والاستمرار وبالوعة واصلة إلى الهارب الكبير وجب ماء معين ويشتمل على قبلية كبيرة مفروشة بالبلاط بقبة محمولة على ثمان قناطر من الحجر النحيت تحتها اثنا عشر إيوانا صغيرا بأربعة عشر شباكا من الحديد مشرفات على جنينة مختصة به ذات أشجار

__________________

(١) ويسمى أيضا بمسجد أبي يحيى أو مسجد الزيتونة.

٤١

متنوعة وفيها أي في القبلية حجرتان إحداهما على يمين الداخل برسم وضع البسط والطنافس والأخرى برسم وضع القناديل وباقي لوازم التنوير وبصدرها إيوان معقود بخمس قناطر صغار على عواميد من الرخام بصدره محراب مبني بأنواع الرخام الملون. وعلى يمينه منبر مبني بالرخام الأبيض وجوانبه بالفصوص الملونة وتجاه المحراب سدة برسم المؤذنين على عواميد من الرخام يصعد منها بدرج إلى إيوان شمالي فوقاني برسم المصلين. ويشتمل أي صحن الجامع على رواق قبلي بجانبه الشرقي إيوان في صدره محراب وشباكان من الحديد مطلان على الجنينة المذكورة ويدخل منه إلى حجرة برسم المجاورين ويصعد منه بدرج من الحجر إلى إيوان معلق شرقي مطل على القبلية المذكورة وبجانبه الغربي إيوان آخر بصدره محراب وشباكان من الحديد مطلان على الجنينة ويصعد منه في درج من الحجارة إلى إيوان آخر معلق مطل على القبلية وبجانب هذا الإيوان منارة عالية مختصة بهذا الجامع حده قبلة مستشفى نور الدين الشهيد وتمامه بدار المرعشي القلعي وشرقا طريق سالك وإليه الباب الشرقي وشمالا سوق الواقف وإليه الباب الشمالي وغربا زقاق نافذ يعرف بزقاق السودان. ويشتمل الجامع أيضا على مطهرة مفروشة بالبلاط ملاصقة لمطهرة المدرسة المقدمية بالمحلة المذكورة محتوية على خمس أخلية وحوض للماء العذب يجري دائما محدودة قبلة بالمقدمية المذكورة وشرقا بزقاق السودان وشمالا بخان الجورة المعروف حينئذ بخان بني الحلفاء وغربا بمطهرة المدرسة المذكورة.

أوقافها

وقف الواقف سوقا ملاصقا لباب جامعه الشمالي يتألف من سبعة عشر حانوتا في صفين قبلي وشمالي وفيه سبيل ماء وفوق السوق قبة ويدخل من الصف الشمالي إلى سوق آخر يشتمل على ثمانية عشر حانوتا في أربعة صفوف وبمعبره على يمين الداخل ثلاثة حوانيت وعلى يسرته ثلاثة أخرى ويصعد من جانبه الشمالي في درج إلى قاسارية مبنية على ظهره مشتملة على خمس وثلاثين حجرة حد السوق الأول قبلة الجامع الموقوف عليه وشرقا الطريق وشمالا السوق الثاني المذكور وغربا الزقاق السالك إلى حمام الخواجه الملطي ، وحد السوق الثاني قبلة السوق الأول وشرقا المسجد العمري والسبيل المتقدم ذكره ، وشمالا الطريق وغربا زقاق المصبغة والحمام المذكورين ووقف المكتب الكائن عند باب الجامع الغربي وجميع

٤٢

بيت القهوة في السوق المذكور وحماما يعرف به في المحلة الجديدة ظاهر باب النصر وقاسارية راكبة على الحمام المذكور ، وطاحونا على نهر قويق قرب خانطومان ثلاثة أحجار وطاحونا على نهر ناحية جلاب في قضاء الرها ثلاثة أحجار وإصطبلا وحماما يعرف بالحمام الجديدة وبيت قهوة ودكانين متلاصقات في مصر القاهرة في سوق السباهي قرب جامع السلطان حسن وهما مشهورتان بالواقف وستة قراريط التي هي ربع أشجار الزيتون في قرية دمرة (١) التابعة إلى غزة هاشم قبلة أرض كشف ، وشرقا أرض المحربة وشمالا أرض المسجد وغربا أرض الكشف واثنى عشر قيراطا من أشجار البستان بظاهر غزة من الجهة الشمالية وتعرف ببستان شعبان قبلة وشرقا الطريق وشمالا الحاكورة وبستان قلفان وغربا بستان النحل واثنى عشر قيراطا من أشجار الزيتون في أرض قرية دمرة.

شروطه

شرط أن يؤدب في المكتب الأطفال والصبيان ويعلم فيه الأيتام ويكون لكل واحد منهم قميص وعراقية في كل سنة وأن يصرف بعد تعمير الجامع والمكتب والطهارة والوقف في كل يوم ٨ عثمانيات إسلامبولية فضية إلى خطيب حنفي بجامعه و ١٠ إلى إمام حنفي وشافعي لكل منهما ٥ و ١٦ لأربعة مؤذنين لكل منهم ٤ و ٥ لعارف بالميقات والأنغام يكون رئيسا على المؤذنين و ٩ لستة قراء يقرءون ستة أعشار من القرآن في السدة قبل صلاة الجمعة و ٢ لحافظ يكون رئيسا عليهم وواحد ونصف لصيت يقرأ بعدهم نعتا نبويا قبل الشروع في الخطبة وواحد ونصف لآخر مادحا وواصفا في المحفل نهار الجمعة على عادة أمثاله و ٣٠ لثلاثين حافظا يختمون مجتمعين ختما بجامعه بعد صلاة الصبح و ٢ لحافظ يقرأ سورة يس بعد صلاة الفجر وسورة الملك بعد الظهر وسورة عم بعد العصر و ٥ لكاتب أمين وأربعة لجاب و ٣ لبواب بجامعه و ٨ لفراشين وقيمين و ٢ لمنقط يتفقد أحوال الموظفين ويحفظ الربعة ويبخر في كل يوم جمعة بنوع من الطيب و ١ لقنوي يسوق الماء إلى الجامع كل يوم وواحد ونصف لبستاني يباشر خدمة جنينة الجامع و ٢ لمباشر عمل الوقف و ٣ لمعلم أطفال في المكتب المذكور و ٢ لخادم الطهارة و ١ لقنوي يسوق الماء كل يوم إلى الحمام المتقدم ذكره ويصرف في كل سنة ٢١٣٤ عثمانيا لقراءة المولد النبوي

__________________

(١) قرية دمرة من القرى العامرة في قضاء غزّة وهي اليوم مغتصبة من قبل العدو الصهيوني كغيرها من أرض فلسطين.

٤٣

في الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الأول بالجامع المذكور بحيث يطبخ للمحاضرين ويطعمون وثمن ٢٧٥ رطلا زيتا لتنوير الجامع داخلا وخارجا وتنوير الطهارة وثمن ٨٠ رطلا زيتا وشمعتين وزنهما ٣٠ رطلا خاصة لرمضان وثمن شمع عسلي صغار لتنوير الجامع في الشهر المذكور و ١٢٠ عثمانيا ثمن قناديل و ٢٠٠ ثمن صابون وقطن للقناديل و ١٠٠ ثمن بخور يحرق بالجامع ثم ما فضل عن هذا كله يصرف لأولاده للذكر مثل حظ الأنثيين ثم إلى أولادهم وأولاد أولادهم إلخ وأن تكون التولية لنفسه وبعده فللأرشد فالأرشد من ذكور أولاده وأولاد أولاده إلخ فإذا انقرضوا فللأرشد فالأرشد من ذكور عتقائه فإذا انقرضوا فللأصلح من عتقاء والده مصطفى باشا المتوظفين في حلب ثم للأصلح من عتقاء أخيه رضوان باشا وبانقراضهم فللحاكم الشرعي بحلب أن ينصب بمعرفة أصحاب الوظائف متوليا مستقيما وعلى المتولي أن يرى حساب الموظفين في رأس كل عام ويعزل كل من يلزم عزله وينصب في محله ولا يكون أمر محاسبة وقفه لغير المتولي من القضاة والحكام ولا يعطي أحدا شيئا من زيادة الوقف على سبيل الترقي عما يعين له وأن ينصح المقصر في خدمته ثلاث مرات ويعزله في الثالثة إذا لم يرتدع وشرط لنفسه الزيادة والنقص والمنع والإدخال وأن لا يؤجر وقفه من ذي شوكة ، وأنه إذا توفي بحلب يدفن بحضرة الشباك الأول من الجانب الشرقي بجامعه وأن يكون مدفن أخيه بجانبه. كتبت هذه الوقفية بتاريخ ٢٠ ربيع الأول سنة ٩١٩ قلت إن الأوقاف التي وقفها على هذا الجامع في مصر وغزة منقطعة عن وقفه الآن ولا نعلم لأي جهة تجبى وقد حدث في الجامع بعض تغيرات منها المنارة فإنها انهدمت وجددت سنة ١١١١ كما تدل عليه أبيات منقوشة على بابها قد اشتمل كل شطر منها على تاريخ وهي (ليحيى الحلبي العقاد) مذكورة في ترجمته ومطلعها :

قامت فصادمها السحاب بمرّه

وسمت بقدّ قدّ كل مشاد

وهذه المنارة مدورة الشكل على نسق منارات جوامع الروم ويبلغ ارتفاعها عن سطح صحن الجامع ٤٥ ع تقريبا ومنها قبة القبلية فإنها انهدمت وأعيدت قبة صغيرة مشادة على عضادتين ، ومنها الحوض في صحن الجامع فإنه في حدود سنة ١٣٠٠ هدم وأعيد حوضا مكشوفا مربعا يبلغ ١١ ع في مثلها في عمق ذراع تقريبا ، ومنها انسداد بابه الغربي وتعطيله لتعطيل الجادة التي تجاهه ومنها تعمير بيت القهوة في الجانب الغربي من الحمام الكائن بالمحلة الجديدة في علوه وعدة دكاكين في أسفله ألحقت بالوقف المذكور سنة ١٣٠٨ ومن الأوقاف

٤٤

المشروطة لهذا الجامع بعد انقراض ذرية الواقف وقف السيد قاسم فنصه وهو وقف حافل تاريخه سنة ١٢٣١ وله آخر شرطه على الفقراء بعد انقراض ذريته تاريخه سنة ١٢٢٦.

المدرسة الأحمدية (١)

هذه المدرسة في زقاق بني الجلبي وكان هذا الزقاق يعرف بدرب السبيعي نسبة إلى الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الهمذاني السبيعي الحلبي من أولاد أبي إسحاق السبيعي وأبو إسحاق له ترجمة في كلام الذهبي وغيره وكان حافظا متقنا رحالا عالي الرواية خبيرا بالرجال والعلل فيه تشيّع يسير توفي سنة ٣٧١.

أما واقف المدرسة المذكورة فهو (أحمد أفندي ابن طه أفندي ابن مصطفى أفندي) كان بنى مدفنا في هذه المحلة تجاه باب البهرامية الشرقي لوالده ودفن فيه ، ثم بنى عمارة ملاصقة للمدفن المذكور مشتملة على سماوي فيه تربة وقبور مرخمة أعدها الواقف لنفسه ولأولاده وبجانب الباب حجرة لسكنى الخادم والبواب ويدخل من هذا السماوي إلى مدفن والده المذكور وإلى ساحة سماوية أخرى مرخمة بالرخام الأصفر بجوانبها الأربع رواقات بأعمدة من الرخام فالجانب الجنوبي الموجه شمالا به رواق ثلاث قباب راكبات على قناطر وعواميد من الرخام يدخل منه إلى مكان لطيف مبني بالنحيت وهو مسقوف بقبة من النحيت ، هو مسجد ومدرسة تدرس فيه أنواع العلوم كل يوم في صدره محراب من الرخام الأصفر فيه شباكان مطلان على الرواق المذكور ويدخل من المسجد المذكور لحجرة كبيرة معدة لوضع الكتب لها شباكان مطلان على الرواق المذكور وشباكان على المدفن المتقدم ذكره ويلاصق المسجد المذكور حجرة جدرانها وسقفها نحيت وبهذا الرواق تسع حجرات أخرى ومطبخ للطعام يطبخ فيه من شاء من المجاورين ويغسلون ثيابهم وفيها أيضا جب ماء معين في الحائط الشمالي وقسطل ومطهرتان وبوسط هذه الساحة حوض ماء بجانبه صهريج نافذ مجراه إلى السبيل الآتي ذكره الملاصق هذه المدرسة من طرف الشمال يجري الماء للقسطل والحوض والصهريجين من قناة حلب بحق شرعي وفي شرقي الرواق القبلي درج مقبو بالحجارة يصعد منه إلى أسطحة الأماكن المذكورة وبنى الواقف السبيل الملاصق مدرسته من جهة الشمال في وسط السوق وجعله بباب وشباك كبير له صهريج نافذ مجراه

__________________

(١) المدرسة الأحمدية بناء جميل من العهد العثماني ، تعود إلى القرن السابع عشر.

٤٥

إلى سبيل المدرسة كما قدمناه ، وفي الشباك المذكور جرنان من الرخام الأصفر يوضع فيهما الماء من الصهريج ، وأباحه لشرب الناس كافة بالأواني في أي وقت أرادوا ، ونقله المحدود جميع ذلك مع مدفن والده قبلة بداره التي هي من جملة الوقف وشرقا بالقاسرية الموقوفة أيضا وشمالا بظهر دكاكين السوق الجاري بعضها بالوقف وإليه باب السبيل المذكور وشباكه وغربا بالإصطبل الجاري بالوقف وتمامه بالطريق وإليه باب المدفن والمدرسة.

أوقافها

وقف لها دارا بهذه المحلة كانت تعرف بدار السيد سعدي لصيق المدرسة والمدفن ، وهي حرم ومنزول ، محدودة من الجهات الثلاث بدور الواقف ومدرسته ومن الجهة الغربية بالطريق وأربع دور ملاصقة ، الدار الأولى محدودة قبلة بدار الأوطه وتمامه مخزن كان يعرف بدار السيد لطفي وشرقا بزقاق حمام عتاب (١) وشمالا بفرن السيد حسن الحموي وتمامه بدار الواقف وغربا بطريق سالك وقاسارية (٢) لصيق المدرسة من شرقيها وأربع دكاكين ملاصقات مدرسته من شماليها في سوق الهوى على صف سبيله وبيت قهوة تجاهها هي القهوة الجديدة واصطبلا ملاصقا المدرسة من غربيها فوقه ثلاث حجرات من شمالي مدرسته ودارا في هذه المحلة شمالي حمام عتاب غربي الطريق جنوبي دار الوقف وقاسارية فوق اصطبلين ودكاكين تابعات خان أبرك (٣) بمحلة جب أسد الله تجاه الخان وفرنا في هذه المحلة غربي اقميم حمام الخواجه ودارا تتصل به وخانا شرقي المدرسة الجاولية (٤) ودكاكين بزابوق البالستان المعروف إذ ذاك بسوق القصبجية وثلاث دكاكين في سوق القاوجية (٥) شمالي ظهر سوق الذراع ودكانا بسوق الباطية وأخرى بسوق البالستان بظهر سوق الصاغة وفرنا بمحلة شاهين بك قرب قسطل العوينة (٦) ودارا متصلة بالفرن المذكور من شماليه وقاسرية

__________________

(١) حمام عتّاب من أوقاف بني الحسبي بالقرب من خان الشيباني.

(٢) قاسارية أو قاسرية وهي الخان الكبير الذي يشغله جماعة من التجار.

(٣) خان أبرك يسمى أحيانا خان القصابية لأنه يقع في سوق القصابيه بناه الأمير أبرك عام ٩١٦ ه‍ وهو اليوم بمحلة جب أسد الله.

(٤) تقع هذه المدرسة في محلة وراء الجامع بناها محمود بن عفيف الدين عام ٥٦٦ ه‍ ، ورممتها دائرة الأوقاف بعد خراب عام ١٣٠٠ ه‍.

(٥) سوق القاوجية ربما كان السوق الذي يعرف بسوق البلستان.

(٦) قسطل العوينة مندثر الآن.

٤٦

في المشاطية قرب خان البصل وبيت قهوة في هذه المحلة في الصف القبلي من سوقها وغربي القاسارية المذكورة وتمامه دكاكين وقف جامع المشاطية وتسعة قراريط وثلاثة أخماس القيراط من قاسارية الزكي إنشاء والد الواقف خارج باب النصر تجاه الزكي شمالي خان عصيص (١) ومطهرات الجامع وقبلي زاوية البعاج (٢) ودكانا بالزقاق المبلط تجاه قسطل ابشير باشا وأربعة عشر قيراطا وأجزاء من قاسارية الشيخ طه خارج باب النصر بمحلة الصليبه شرقي قاسارية عمر أفندي وخمس دكاكين تحتها ودكانا باتصالها من طرف الشمال شمالي فرن عمر أفندي وبيت قهوة في ساحة الجديدة تجاه خان ابشير باشا غربي دكاكين وقف مسجد عمر أفندي وقاسارية السيسي قرب القهوة المذكورة ودكان بيطار في الساحة المذكورة وأخرى تعلوها وثلثي بستان الشيخ طه بخط النصيبي ملاصقا جسر المعزي والبستان الجديد خارج باب أنطاكية لصيق الدباغة في شماليها وشمالي خان العفص وغربيه وغربي حمام الويوضي (٣) وقف إبراهيم خان وقبليها وبستان الكهف بخط النصيبي وبستان الكادك قرب جسر الأنصاري شمالي طاحون الجور باجي والمرجه وقبلي طاحون العزيز وهو طاحون مغلطاي ومصبنة في إدلب الصغرى فيها قدران وثلاثون جبا ومصنع وثلاثة مباسط شرقي حمام عمر بك.

شروطه المتعلقة بمدرسته

شرط بعد التعمير والترميم أن يدفع كل يوم من العثمانيات الفضية ، المساوي كل مائة وعشرين منها قرشا واحدا ، أربعون لمدرس بمدرسته عالم بالمعقول والمنقول من صلحاء أكراد ما وراء الموصل من صنجق كوي أو من صنجق بابا أو من صوران أو من غيرهم من تلك الديار ويقرأ الاثنين والخميس تفسيرا وفي بقية الأيام إلا يوم الجمعة ما اختاره من العلوم لإفادة المجاورين بمدرسته وغيرها وإن لم يوجد في حلب من يستحق أن يكون مدرسا فينيب المتولي عنه أحد علماء البلدة إلى أن يوجد من علماء الأكراد من يستحقها و ٤ عثمانيات للمدرس ليقرأ الدلائل عند قبر والده يوم الجمعة و ١٠ لأرشد ذريته ليقرأ

__________________

(١) خان عصيص : يعتقد أنه خان القصابية وقد سمي بخان عصيص لأن تاجرا يهوديا اسمه توفيق عصيص كان يشغله.

(٢) زاوية البعاج وكانت تعرف بالزاوية الوفائية تقع في محلة باب النصر بحارة الطبلة في شارع الزكي وهي بحالة جيدة كما يقول طلس (الآثار الإسلامية ٢٤٤).

(٣) حمام الويوضي ويقع في محلة باب أنطاكية.

٤٧

الحديث في مدرسته يوم الجمعة والثلاثاء وله أن يستنيب إن لم يكن أهلا و ١٠ لحنفي يقرأ في مدرسته يوم الأربعاء والأحد و ٤ لثلاثة معيدين ، ولكل مدرس أن يختار له معيدا وشرط أن لا يكون المجاورون في حجر مدرسته العشر من الجهات التي اشترط أن يكون المدرس منها ومتى تزوج المجاور سقط حقه وكذا لو صدر منه ما يخالف الشرع والشروط ولم يزدجر فيخرجه المدرس بإذن المتولي ولكل مجاور في اليوم ٨ عثمانيات وعليه أن يحضر الدروس المذكورة ويقرأ كل يوم في المدفن والمدرسة جزءا من القرآن العظيم.

وشرط أن يدفع كل يوم أيضا ٦٠ عثمانيا لعشرين قارئا يقرءون كل يوم عشرين جزءا في المدفن والمدرسة وإذا تخلف أحدهم ولو يوما يقرأ عنه أحد ملازمي المدرسة أو أحد مجاوريها ويقبض معلوم ذلك اليوم والناظر على المجاورين والقراء هو المدرس وأن يدفع يوميا ٢٠ عثمانيا لكناس المدرسة داخلا وخارجا وخادم سبيله و ٢٠ لبواب وشعال وخادم التربة لتوزيع الربعة على القراء وحفظها وفتح باب المدفن لمن أراد الزيارة ولقارىء الدلائل و ٤ لقنوي المدرسة والسبيل و ٨٠ لكاتب في وقفه و ٢٠ للجابي وأن يشتري في كل شهر أربعة أرطال زيتا لثلاثة قناديل في المسجد والمدرسة توقد مساء وصباحا وقنديل في مدفن والده طول الليل وآخر في المطهرة وأن يدفع كل يوم ٤ لشراء القناديل ولوازمها والمكانس والأباريق ويؤخذ من غلة الوقف القدر الكافي للصهريج والسبيل ولوازمها وشرط لنفسه الإدخال والإخراج والزيادة والنقصان دون غيره وأن يختص توجيه الوظائف بالمتولي وأن يكون للمكتبة التي وقفها حافظ أمين يفتح باب المكتبة يوم الأحد والاثنين والأربعاء والخميس لمراجعة طلاب العلم بحيث لا يخرج كتاب خارج المدرسة مطلقا ومن أراد استكتاب شيء فله ذلك في المكتبة وللمجاورين أن يأخذوا منها إلى حجرهم بكفالة المدرس ويومية هذا الأمين ٢٠ عثمانيا حررت في ٢٥ رمضان سنة ١١٦٦.

أقول ما كتبناه في هذه المدرسة حتى الآن هو خلاصة الوقفية الأولى. وهناك وقفية ثانية وقف فيها خان العبسي الكائن في قرب خان البرغل في سوق النحاسين تجاه جامع العادلية وبعض عقارات في انطاكية وغير ذلك وشرط فيه بعض الشروط وأما الوقفية الثالثة فخلاصتها أنه وقف فيها في محلة الجلوم دكانا في سوق الهواء ودارين وفرنا ودكانا في المصابن تجاه خان الزيت وفي القصيلة دكانا وبيت قهوة الدرج ومدارا وفي شاهين بيك أربع دكاكين

٤٨

وعدسة وفي داخل باب النصر دكانا شمالي مسجد المضماري (١) وفي بانقوسا أربع دكاكين وفي شمالي الشميصاتيه قرب قسطل العقرب مدارا ومصبغة الريش في محلة عنتر بقسطل الزيتون وقاسارية في الألماجي ودكانا في المرعشلي ومخزنا لصيق أوج خان في غربيه وسبع دكاكين في محلة الأكراد ودكانا في قسطل الحرامي ودكانين في بندرة البيطار ومصبغة في زقاق الغوري من حساب جسر الكعكه ودارين بساحة الجمال من حساب جسر الكعكه أيضا وأربع دكاكين متلاصقات تجاه جامع الزكي بالصف الشرقي قرب سبيل محرم وأربع أخرى تجاه باب النصر والخندق وبيت قهوة خارج باب النصر شرقي الخندق ودكانا تجاه القهوة المذكورة ودكانين متلاصقتين في بوابة أم بطرس بالزقاق المبلط ودكانا هناك من حساب الشمالي ودارا هناك من حساب زقاق العطوي ودارا للروباص (٢) في العطوي الكبير شمالي جنينة ابن قمر وبعض قاسارية في الصليبة من زقاق توما وثلاث دكاكين متلاصقات تحت مساكن القاسارية وست دكاكين علوية وسفلية في ساحة الجديدة وأربع دكاكين متلاصقات في الصف الشمالي من عبد الحي ودكانا على صفها ومصبغة حرير وعدسة وخمس دكاكين علوية وسفلية في الزقاق المذكور وحماما في قرية بابلي (٣) وبستان الطلق قربها وغير ذلك من الأراضي والبساتين في ناحية بعادين (٤) وقد شرط في هذه الوقفية أن يزاد في كل يوم ٦٠ عثمانيا للمتولي و ٢٠ لمدرس التفسير والمواد و ٦ لمدرس الحديث و ٦ لمدرس الفقه.

وزاد لكل مجاور في اليوم مائة وثمانين درهما خبزا وعثمانيين وشرط عليهم أن يقرءوا سورة الكهف جهرا في مدفن والده بعد صلاة الجمعة ويعقبوها بتلاوة كلمة التوحيد سبعين ألف مرة ويهدون ثواب ذلك على الصيغة المعلومة. فجملة ما لكل مجاور يوميا عدا الخبز عشرة عثمانيات وشرط أن يدفع في كل يوم من العثمانيات ٤٢ لأربعة عشر قارئا يقرأ كل واحد منهم جزءا في المدفن المذكور ومن يتخلف منهم يقرأ جزءه أحد ملازمي الحجرات ويأخذ يوميته وأن يدفع في كل يوم ٤ عثمانيات لرجل يتلو دلائل الخيرات يوم الجمعة في

__________________

(١) هو مسجد قديم صغير لا يعرف له وقف.

(٢) الروباص يطلق على الفضة الخالصة عيار ١٠٠ ، والألتنجي يسحب منها خيوط الفضة ، كما يطلق على نوع من النبات تنقع جذوره ويشرب ماؤه.

(٣) من قرى حلب وهي إلى الشمال منها ويكتبها بعضهم أحيانا «بابلا» وتسمى اليوم «باب الله».

(٤) بعادين من قرى حلب تشتهر بحجارتها التي تسمى الحجارة البعادينية.

٤٩

المدفن المذكور عند قبر والدة ابنه وأن يدفع في كل سنة اثنا عشر قرشا لخادم المصنع الذي أنشأه ولده محمد أفندي بالقرب من قرية الأنصاري من طرف القبلة وأن يصرف على هذا المصنع من غلة الوقف ما يحتاجه من التعمير والترميم وأن يدفع يوميا ٥ عثمانيات للمؤذن في مدرسته وجامعه في الأوقات الخمسة و ٥ لقيم ثان في مدرسته و ١٠ لمعاين ثان على مرمات وقفه وجباية ما كان منها في إدلب وانطاكية وغيرهما وزاد للقنوي ثلاثة عثمانيات وعين له في اليوم أربعة عثمانيات بمقابلة سوق الماء إلى القسطل الملاصق دار عمر أفندي في الجلوم الكبرى الذي أنشأته جدة الواقف الست منور بنت صالح أفندي الحكيم السلطاني سابقا فتكون جملة يومية القنوي ١٢ عثمانيا وزاد لكاتب الوقف المعين في الوقفية الأولى ١٠ ولحافظ الكتب ٢٠ وشرط أن يدفع يوميا (٦) لدرويشين في التكية المولاوية يقرءان فيها كل يوم جزئين وأن يدفع في كل سنة عشرة قروش للقارىء سحرا في الجامع الكبير الأموي بحلب وأن يدفع يوميا ٤ لموقت الجامع المذكور على أن يقرأ في كل يوم جزءا وستون قرشا سنويا للشيخ محمد المواهبي شيخ الطريق القادري بحلب أحد خلفاء الشيخ قاسم الخاني ولخلفائه من بعده يصرف هذا المبلغ في طعام المختلين في زاوية الصالحية وغيرها على أن يتلو هو وتلامذته في سحر كل يوم من أيام الخلوة سبعين ألف مرة كلمة التوحيد ويقرءون بعد الظهر ختمة.

وعلى هذا المنوال يدفع سنويا أربعة وعشرون قرشا لشيخ تكية النسيمي أبي الصفا يصرف في كل سنة مائة قرش ليلة عاشوراء والمولد والمعراج والنصف من شعبان فيطبخ في كل ليلة منها الحبوب المعروف بالدبس والهريسة باللحم وغيرهما ويطعم سكان المدرسة وأهل وظائفها ويفرق على الفقراء وأن يدفع في كل سنة أربعون ذهبا ذر محبوبا المقدر كل واحد منها بمائة وعشرة قروش (في ذلك الزمن) يدفع منها أربعة ذهبات لكل واحد من فاتح الكعبة ومؤذن الفجر على سطح زمزم وخدمة مقام إبراهيم عليه السلام وخدمة مكان ولادة نبينا عليه السلام وخدمة بئر زمزم وعشرة ذهبات لمؤذني الحرم المكي بينهم بالسوية وعشرة لخدمة الحرم كذلك وأن يدفع في كل سنة أربعون ذهبا أخرى للمدينة المنورة يدفع منها عشرة لكل من المؤذنين في الحرم وخدامه وخدام المرقد الشريف وخدام الحضرة الشريفة العبيد المعروفين بأهل الصفة فترسل هذه الذهبات والتي قبلها مع الصر الذي عينه ولده الأكبر محمد أفندي وتوزع على أهلها بمعرفة قاضي مكة والمدينة وأن يدفع في كل سنة

٥٠

عشرين ذهبا لعالم يقرأ الحديث بمدينة القدس الشريف في مسجدها الأقصى في الصخرة في رجب وشعبان ورمضان ويقرأ في بقية الأيام ما تيسر من الكتب وأن يدفع في كل سنة عشرون ذهبا لجميع خدام الأنبياء بمقام إبراهيم عليه السلام ويتلون في الأشهر الثلاثة المذكورة القرآن ويدفع في كل سنة ثلاثون ذهبا لمؤذني الحرم وخدمة البيت وتوزع عليهم بمعرفة حاكم الشرع بمكة بشرط أن يقرأ كل مؤذن منهم بعد الأذان الفاتحة والمعوذتين وثلاثون ذهبا لمؤذني الحرم النبوي على الشرط المذكور وستة ذهبات لمؤذني مسجد القدس وسبعة لخدمة الصخرة وسبعة لخدمة المسجد على الشرط المذكور أيضا.

وعلى أن يتلو بالاجتماع خدمة المسجد الأقصى والصخرة سبعين ألف مرة كلمة التوحيد في كل ليلة من عاشوراء والمولد والمعراج والنصف من شعبان وليالي الأفراد من العشر الأخير من رمضان وأن يدفع خمسة وعشرون قرشا سنويا لشيخ الأخلاصية في التكية الكائنة بمحلة البياضة ليصرفها على طعام المختلين في الخلوة الأربعينية ويتلو هو ومريدوه سحر كل ليلة من الخلوة سبعين ألف مرة كلمة التوحيد وعلى هذا المنوال يدفع سنويا ثمانية وأربعون قرشا لشيخ تكية القرقلار (١) قرب دار الواقف وثلاثون قرشا لشيخ تكية أبي بكر خارج حلب وثلاثون لشيخ تكية الكاشنية (٢) في حلب وخمسة وعشرون قرشا لشيخ زاوية الهلالية بالجلوم وأربعة وعشرون لشيخ تكية العقيلية بالمحبي ومثلها لشيخ تكية براق بمحلة الشيخ براق المدفون تجاهها الشيخ المذكور وستة قروش لمؤذن الصوم في منارة الجامع الكبير المعروف بالريّس وستة قروش للمؤذن الأول في المنارة المذكورة واثنان وسبعون قرشا للاثني عشر مؤذنا بالمنارة المذكورة ومثلها لمدرس على كرسي بالجامع الكبير يعلم الناس أحكام الفطرة والأضحية على المذهب الشافعي والحنفي في يوم التروية وآخر يوم من رمضان وخمسة وأربعون قرشا لخمسة يقرأ كل واحد منهم جزءا بعد صلاة الظهر تجاه مرقد زكريا عليه السلام وأربعة وعشرون قرشا لقارىء سورة الكهف ودلائل الخيرات وشوارق الأنوار بعد صلاة الجمعة في سراي سكنى الواقف بمحلة الجبيلة وبعد موت الواقف يقرأ ذلك في مدفن والده طه أفندي لصيق مدرسة الواقف وأن يدفع في كل سنة ستة قروش لقارىء أمة خير

__________________

(١) القارقلار أو القرقلر وهي تكية بمحلة الفرافره وهي تكية حسنة البناء وسميت كذلك لأنها مقر الأربعين وليّا.

(٢) الكلشنية (تكية).

٥١

الأنام في الجامع الكبير في رمضان تحريرا في خامس ذي الحجة عام ثمانية وسبعين ومائة وألف.

أقول : ضاع كثير من هذه الأوقاف ومعظم الوظائف الخيرية التي اشترطها الواقف خارج مدرسته معطلة لا تصل إلى أهلها غير أن المدرسة والجامع وما يتعلق بهما جارية شروطهما على أحسن ما يرام.

مكتوب على باب المدفن الذي يلي الزقاق : (أنشأ هذه العمارة المباركة مسجدا ومدرسة وتربة عمدة الموالي العظام جناب السيد أحمد أفندي ابن العارف بالله الشيخ السيد طه أفندي الشهير بطه زاده) وعلى باب مدفن والده :

(تغمد الله طاها

. برحمة لا تناهى.

فقد سما باجتهاد

. وطال عزا وجاها

ومذ قضى حل أرخ

. بجنة الخلد طاها)

سنة ١١٣٦

وعلى باب المدرسة :

مدرسة للمذهب النعماني

ومسجد لطاعة الرحمن

يقرا بها التفسير والحديث وال

آلات مع عقائد الأيمان

أنشأها صدر الموالي أحمد

هو ابن طه عارف الزمان

وفي جواره أشاد تربة

بشرى صلاح الحال للجيران

فإنه يجزى على أعماله

منازل الرضوان في الجنان

أوقفها للاشتغال أرخوا

بالفقه والحديث والقران

سنة ١١٦٥

وعلى باب القبلية :

قد بنى أحمد بن طه محلا

لدروس المنطوق والمفهوم

وبنور التوفيق قد تم أرخ

مسجد شاد للتقى والدين

سنة ١١٦٥

٥٢

البيمارستان النوري (١)

هو لصيق البهرامية من جنوبيها الشرقي بناه نور الدين (محمود) بن زنكي وقد تقدم إلى الأطباء أن يختاروا من حلب أصح بقعة هواء فذبحوا خروفا وقطعوه أربعة أرباع وعلقوها بأربعة أرباع المدينة ليلا فلما أصبحوا وجدوا أحسنها رائحة ما علق منها في هذا الربع فبنوا البيمارستان فيه مكتوب على نجفة بابه أنه عمره نور الدين بتولي ابن أبي الصعاليك وكان فيه قاعة للنساء مكتوب عليها (عمر هذا المكان في دولة السلطان صلاح الدين يوسف ابن العزيز محمد بتولي أبي المعالي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن العجمي الشافعي في شهر رمضان سنة ٦٥٥) ، وعلى إيوان فيه أنه عمر في أيام الأشرف شعبان وأن هذا الإيوان وقاعة النساء الصيفية أنشأهما سبط ابن السفاح. وعلى الشباك الذي على بابه أنه أحدث سنة ٨٤٠ على يد الحاج محمد المارستاني.

وكانت قاعة المنسهلين سماوية فسقفها القاضي شهاب الدين بن الزهدي. وقف نور الدين على هذا البيمارستان قرية معرايا ونصف مزرعة وادي العسل من جبل سمعان وخمسة أفدنة من مزرعة كفرنايا وثلث مزرعة الخالدي وطاحونها من المطخ وثمن طاحون عريبه ظاهر باب الجنان وثمانية أفدان من مزرعة أبي مدايا من عزاز وخمسة أفدان من مزرعة الحميره من المطخ واثني عشر فدانا من مزرعة الفرذل من المعرة وثلث قرية بيت راعل من الغربيات وعشر دكاكين بسوق الهواء منها ثلاثة بتمامها والباقي شركة الجامع الكبير وأحكارا ظاهر باب أنطاكية وباب الفرج وباب الجنان.

نقل ابن حجر بعض كلمات في تقريظ هذا البيمارستان لعلاء الدين أبي الحسن علي الحنبلي فأحببت نقلها وهي (وصفت مشارب الضعفاء بعد الكدر وسقاهم ربهم شرابا طهورا ، وتلي لمن سعى لهم في ذلك وجزى بالخيرات : إنّ هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا. ودار شراب العافية على تلك الحضرة بالطاس والكاس. وحصل لهم البرء من تلك البراني التي يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس. ودبت الصحة

__________________

(١) البيمارستان النوري خراب اليوم لم يبق منه إلا واجهته. وتقوم مديرة الآثار اليوم بدراسته من أجل ترميمه يعتبر البيمارستان من أقدم البيمارستانات في العالم العربي والإسلامي كما تعتبر واجهته من أجمل الواجهات المعمارية في العالم الإسلامي.

٥٣

في مفاصل ضعفائهم وقيل لهم جوزيتم بما صبرتم. وامتدت مقاصيرها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم).

أقول : هذا البيمارستان في أيامنا معطل مائل للخراب بل داخله خراب قد صارت حجراته تلالا ولم يبق منها إلّا بعض حجر متشعثة متوهنة يسكنها بعض العبيد العتقاء وقد استولى بعض الناس على قطعة عظيمة من جهتهه الجنوبية وأدخلها في العمارة المعروفة بالباكية (١) وقد ضاعت أوقافه ودخل بعضها في أوقاف الجامع الكبير.

مكتوب على بابه (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمله المولى الملك المالك العادل المجاهد المرابط الأعز الكامل صلاح الدنيا والدين قسيم الدولة رضي الخلافة تاج الملوك والسلاطين ناصر الحق بالبراهين محيي العدل في العالمين قامع الملحدين قاتل الكفرة والمشركين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ناصر أمير المؤمنين أدام الله دولته بمحمد النبي واله بتولي العبد الفقير إلى رحمة مولاه عتبة بن أسعد بن الموصلي).

تنبيه : كان بحلب بيمارستان آخر قديم معروف ببني الدقاق ثم دخل في دار سودون الدوادار التي كانت غربي الحلاوية وكان يسكنها أركان الدولة ، وكان على باب الجامع الكبير الشمالي بيمارستان له بوابة عظيمة ينسب لابن خرخان وهو معطل يسكنه بعض الفقراء وكان قرب البيمارستان النوري خانقاه أنشأتها الصاحبة فاطمة خاتون بنت الملك العادل المتوفاة سنة ٦٥٦ قد كتب عليها (وقفت هذه الخانقاه فاطمة بنت الكامل محمد بن العادل بن أبي بكر بن أيوب على الفقيرات المقيمات بها وإظهار الصلوات الخمس والمبيت فيها) ووقفت عليها كفر تعال من جبل سمعان.

مسجد الشيخ عبد الله

محله البيمارستان النوري المتقدم ذكره طرفه الشرقي معلق على جدار ملاصق جدار دار كانت لبني طه زاده وهي الآن جارية بتصرف بيت صولا أحد وجهاء الطليان المسيحيين والطرف الغربي معلق على جدار عمارة المار كوبلي المعروفة بالباكية وذكره في كنوز الذهب

__________________

(١) ربما يعني البائكة وهي المخزن الكبير وتعني معماريا مجموعة من الأعمدة على خط مستقيم موصولة بأقواس من أعلاها لتحمل السقف.

٥٤

وقال إنه قرب البيمارستان ملاصق كنيسة النصارى وذكر أن له نصف مزرعة عند السعدي وقفا عليه.

قلت : لا يعرف الآن أن باتصاله كنيسة ولا أن له وقفا. وهو الآن معطل مكشوف السقف ليس فيه سوى محراب من النحيت. وكان قبوه الذي هو أرضه قد سقط فعمره بعض أهل الخير وله باب من ثلاث أحجار سود مكتوب على نجفته (بسم الله الرحمن الرحيم عمر هذا المسجد المبارك وأنشأه تقربا إلى الله سبحانه وابتغاء لرضوانه وغفرانه العبد الفقير إلى رحمته أبو سالم محمد بن علي بن عبد اللطيف بن زهود رحمه الله سنة ٨٥٥) وتحت رجل قبوه الشرقية الجنوبية قبر محاط بالحديد يزار وينذر له الضوء ويقولون إنه قبر الشيخ عبد الله.

مسجد أبي درجين (١)

في الزقاق المنسوب له وهو زاوية عمّرها يحيى بن الحاج موسى الريحاوي ابن أحمد النحلاوي سنة ٩٥٠ ووقف في سنة ٩٥٣ على ذريته وقفا عظيما شرطه للزاوية بعد انقراض ذريته ثم وقف لها ولده موسى وقفا عظيما سنة ٩٨٩ وهي لصيق جنينة الركبي تجاه التربة الخشابية وسمى بأبي درجين لأن له درجين أحدهما للطبقة العليا وثانيهما للطبقة السفلى المؤلفة من بضع حجرات برسم زاوية والطبقة العليا منه هي قبلية فسيحة جميلة سقفها قبة شامخة وفيها محراب من الرخام الأصفر وهو معطل مشرف على الدثور وفي الطبقة السفلى قبران مدفون فيهما موسى المذكور وولده يحيى وفي جانب بابه على يسرة الداخل مخزنان مستخرجان منه معدان للأجرة والذي لمن تأمل فيه أن الجيران على جانب عظيم من أطرافه.

التربة الخشابية (٢)

تجاه مسجد أبي الدرجين بميلة إلى الجنوب بناها (محمد بن يحيى بن الخشاب) وهي حوش في شرقيها رواق فيه قبران وفي جنوبيها شبه قبلية وهذه التربة معطلة مشرفة على الخراب

__________________

(١) مسجد أبي درجين بالقرب من التربة الخشابية بمحلة الجلوم.

(٢) تخص هذه التربة أسرة بني الخشاب قضاة حلب المشهورين في القرن الثالث عشر الميلادي.

٥٥

يسكنها بعض الفقراء وجيرانها متجاوزون عليها مكتوب على حجرة في أواسط ظاهر جدارها الموجه شرقا(بسم الله الرحمن الرحيم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة (إلى آخر الآية). جدد عمارة هذه الزاوية المعروفة ببني الخشاب تغمد الله بانيها بالرحمة الفقير إلى رحمة الله الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشاب في شهور سنة ٦٣٣). اه. قلت وفي سنة ١٣١٧ ه‍ سعى أحد السادة القادرية من المشايخ الهلالية بجمع إعانة وافرة من أهل الخير صرفها على تعمير هذه التربة فعمرها وأعاد لها رونقا جديدا وعمر فيها حجرة برسم التدريس ومنبرا لخطبة الجمعة والعيدين.

ويوجد تجاه هذه التربة جنينة جارية بتصرف بني الركبي كانت في الأصل حماما تعرف بحمام الخشابية أنشأها أحد بني الخشاب قرب دورهم.

جامع الأصفر

هو قرب سبيل الأصفر باتصال دور بني السياف المعروفين ببيت الجزار وهو عامر تقام فيه الجمعة والصلوات وكان يعرف بجامع الجرن الأصفر بناه (محمد بن يحيى بن الخشاب) المتقدم ذكره وقرب هذا الجامع.

سبيل الأصفر

عمره مكان الجرن الأصفر (أبو بكر ابن الحاج نصري) وبئر هذا السبيل صهريج واسع عظيم يروق فيه الماء ويبرد وينتفع منه أهل المحلة انتفاعا عظيما.

الزاوية الهلالية

في الزقاق المعروف بها وكانت في الأصل مسجدا صغيرا قطنه الشيخ (محمد هلال الرام حمداني) إلى أن مات ودفن به. مكتوب على قبره :

إن الذي ضمّ هذا الرمس جوهرة

لا زال إشراقها في الكون متصلا

قطب الزمان فريد العصر بدر دجى

حاز الكمال بنور الله حين علا

٥٦

فكم أضاء لسار في بدايته

فحاز سبل التناهي وارتقى نزلا

فقلت مذ غاب عنا في مؤرخه

هلال أفق الهدى في رحمة أفلا

سنة ١١٤٧

ولما مات خلفه (الشيخ أبو بكر الهلالي) الدار عزاني بإشارة من أستاذه المذكور. فاستمر شيخا في هذا المسجد إلى أن مات ودفن به. وقد خلفه ابنه محمد هلال وكان مباركا معتقدا فأجرى أحد ولاة حلب ماء من قناتها إلى هذا المسجد حبا بالشيخ المذكور وبعد مدة اشترى أحد مريدي هذا الشيخ دارا ملاصقة للمسجد وأضافها إليه فوسع بها صحنه وقبليته. وهذا المريد هو يوسف آغا ابن مصطفى الموصلي عربي كاتبي توفي سنة ١٢١٣ ودفن في الزاوية وقد وقف عليها هو وغيره عدة أوقاف وصارت من أجلّ زوايا السادة القادرية المشهورة في حلب. وتقام فيها الصلوات والجمعة والذكر عصر كل جمعة والخلوة الأربعينية في فصل الشتاء مكتوب على بابها :

ربّ هب لي مكانة قادرية

وتقبّل ما شدته للبرية

روضة العلم والطريقة أرخ

فهي حقا تكية اليوسفية

 المدرسة المقدمية

تعرف الآن بمدرسة خان التتن لأنها في زقاقه. وقد يقال له زقاق المدار ، وكان يعرف قديما بدرب الحطابين أو بدرب ابن سلار وهذه المدرسة غربي جامع بهرام باشا بينهما زقاق معطل كان يعرف بزقاق السودان. وهي إحدى الكنائس الأربع التي ضبطها القاضي ابن الخشاب على ما سبق لنا بيانه في الكلام على النصارى وبعد أن جعلها مسجدا للمسلمين بناها عز الدين بن عبد الملك المقدم مدرسة ويقال إن المدرسة الشرفية بنيت على مثالها وأضاف إليها عز الدين دارا كانت إلى جانبها وابتدأ بعمارتها سنة ٥٤٥ وكملت سنة ٥٦٤ ومن جملة أوقافها حصتان بقرية سعد الأنصاري (١) : مكتوب على نجفة باب المدرسة (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما وقفه تقربا إلى الله تعالى في أيام الملك العادل محمود بن

__________________

(١) أصبحت هذه القرية ضمن مدينة حلب ، سميت كذلك لأن بها مشهدا لسعد الأنصاري ، ويعتقد أنه يضم رفات عبد الله الأنصاري المشهور اليوم باسم سعد الأنصاري.

٥٧

زنكي بن أقسنقر عز نصره الفقير إلى رحمة الله محمد بن عبد الملك بن محمد في سنة ٥٦٤ فرحم الله من قرأه ودعا له بالمغفرة) وباب هذه المدرسة موجه غربا وهي مشتملة الآن على قبلية وحجرات في غربيها مشرفة على الخراب وطول صحنها من الشمال إلى الجنوب ٤٣ ع وعرضها ٣٣ ع وط ١٢ ويدخل في هذه المساحة القبلية لا الحجرات ويخرج عنها كثافة الجدران من جهاتها الأربع ومدخل هذه المدرسة عتبة طولها من الباب إلى الزقاق ٦ ع وعرضها ٣ ع إلى ٥ ع ثم يكون الباب وبعده الدهليز وطوله إلى الصحن ١٤ ع و ١٢ ط ومن جملة هذه المسافة عرض صف الحجرات الغربية المذكورة وعرضه ٥ ع و ١٠ ط ولم يزل لهذه المدرسة أوقاف يصرفها المتولون في مصالحهم ولا سائل لهم عنها وأول من درس بها برهان الدين أحمد ابن علي الأصولي السلفي ثم درس بها محمد ابن أبي جرادة واستمر إلى أن قتله التتار وهي الآن معطلة مائلة للدثور.

تنبيه : كان يوجد في درب الحطابين هذا برأسه من جهة السوق مسجد معلق أنشأه الحاج جعفر بن مزاحم سنة ٧٣٩ وخارج هذا الدرب مسجد أنشأه محمد بن رفاع بن أبي النصر سنة ٦١٤ قال ابن شداد وقد جدد هذا المسجد يوسف بن أحمد أحد رجال الحلقة وقد عطل وسد بابه وصار ملكا. وكان في هذا الدرب أيضا خانقاه عبد الملك بن المقدم أنشأها سنة ٥٤٤ من جملة أوقافها حصتان بقرية جسرين والمحمدية من أعمال دمشق وحصة بقرية كفتان والحواضر من أعمال حلب.

مدفن الجلبي

تجاه جادة الشيخ عبد الله المتقدم ذكره بينهما الطريق العام الذي عليه شبابيك هذا المدفن أنشأه (عمر أفندي ابن مصطفى أفندي ابن قاسم أفندي) وشرط له في وقفه المؤرخ كتابة سنة ١١٤١ إماما ومؤذنا وخادما وغير ذلك من لوازمه. وهكذا شرط له عدة خيرات ولده (طه أفندي ابن عمر أفندي ابن مصطفى) في وقفه المؤرخ كتابه سنة ١٢٠٦ وهذا المدفن فيه عدة قبور لجماعة من أهل البيت وفي جهته الجنوبية منه قبلية في شرقيها مزار رجل صالح يسمونه الشيخ صالح وهو الآن عامر تقام به الصلوات وتجرى فيه بعض شروط الواقفين المذكورين.

٥٨

الخانقاه الكاملية

في زقاق المدفن المذكور محل يسكنه الفقراء ويعرف بالخانقاه وأظنه الخانقاه الكاملية الكائنة قرب دار بني الخشاب التي كانت في هذا الموضع كما يفهم من ابن الشحنة وغيره وهذه الخانقاه خربة ضيقة استولى الجيران على أطرافها.

سبيل الست منور

هو لصيق دار (عمر أفندي ابن مصطفى أفندي) المتقدم ذكره على الجادة الكبرى وتعرف هذه الدار بسراي الجلبي وسنتكلم عليها قريبا وهي متصلة بالمدفن المتقدم ذكره في جهته الشرقية والسبيل متصل بها من جهتها الشرقية أنشأته الست منور بنت (صالح بن نصر الله) وهي جدة (أحمد أفندي ابن مصطفى أفندي) واقف المدرسة الأحمدية المتقدم ذكرها وقد شرط في وقفه الثاني لهذا السبيل أن يدفع في كل شهر أربعة عثمانيات لقوته وهو الآن معطل.

مسجد خان الطاف

على الجادة الكبرى باتصال الخان المذكور من جهته الغربية وهو مسجد قديم له باب من ثلاثة أحجار سود مكتوب على نجفته (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارته مولانا الملك العادل سيف الدنيا والدين معين الإسلام والمسلمين أبو بكر (محمد بن أيوب) خليل أمير المؤمنين أدام الله أيامه بتولي الفقير إلى رحمة الله أحمد بن عبد الله القصري الشافعي في سنة ٥٥١) وهو رحبة صغيرة في جنوبها قبلية صغيرة أيضا وفي جانب بابه على يسرة الداخل حجرة تؤدب فيها الأطفال.

مدفن أحمد باشا مطاف

هو (أحمد باشا موتياب ابن محمود بك الجندي) ومدفنه ملاصق خان الطاف المنسوب إليه من جهته الشرقية وملاصق كنيسة رهبنة الفرنسيسكان من جهتها الغربية فهو بين الكنيسة والخان على الجادة الكبرى وقد وقف صاحبه عشرة آلاف دينار ذهب ليشتري

٥٩

بها خان الطاف المذكور وداران قربه ودار في محلة جب أسد الله ودكان في سوق الحبال ودكانان في البادستان ودكان في بانقوسا وغير ذلك وشرط أن يعمر بعد وفاته قبة على مدفنه المذكور فيه ومكتب لتعليم الأطفال ودار ، حديث فأما القبلة فقد عمرت وأما المكتب فلم يزل مكتوما أمره إلى حدود سنة ١٣٠٠ وفيها عمر بإشارة الوالي مكتب في المدرسة الشرفية من غلة الوقف المذكور وعين له معلم وخصص له راتب معلوم وأما دار الحديث فلم يعلم أين محلها ويقال إنها كانت وراء مدفنه من جهته الشرقية ثم اندثرت ودخلت في عمارة الكنيسة وقد اعتاضوا عنها في هذا الوقت وهو سنة ١٣١١ بمكان اشتروه في محلة سويقة حاتم قرب مزار نبي الله شمعون وعمروه دار حديث تنفيذا لوصية الواقف ولزوجته همايون خاتون ، وقف معتبر شرطت فيه عدة خيرات وقفته سنة ٩٩٢ وتاريخ كتاب وقف زوجها سنة ١٠٠٤.

البزازية

محلها زقاق خان البيض وقفها بدر الدين (أخي) حسن بن زين الدين أوران ابن الحاج محمد التاجر بسوق حلب في ١٥ ربيع الأول سنة ٧٩٠ وقد وقف نصف حمام عتاب وعدة فدادين من قرية عاندان وشرط الغلة لها ولأولاده معا وبانقراضهم فلها فقط وقف أحد أقاربه قاعة لصيقها وبستان القصب خارج باب الفرج شمالي معمل الزجاج وشرط الغلة على المنوال السابق بتاريخ ١٩ رمضان سنة ٨١٨ والزاوية الآن عامرة مشتملة على قبلية في غربيها تصلى فيها الأوقات الجهرية وأخرى في جنوبيها وفي الجهة الشرقية الشمالية من السماوي قبر يقال إن الدفين فيه هو الشيخ محمد البزاز والمشهور أن ثلثي حمام عتاب وقف عليها وليس لها الآن من الأوقاف غير ذلك.

مسجد في سوق الغزل

أمام سوق العفص لصيق قاسارية الجلبي وهو قبلية فقط فيها الأوقات السرية.

مسجد بني الحلفا

ويعرف في زماننا بجامع اليبرق وهو في زقاق يبرق المعروف بزقاق الشخاخ موجه غربا

٦٠