نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

حارة الشمالي (خ)

عدد بيوتها ٢٩

وعدد سكانها

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٤

٣

٧

مسلمون

٤٩

٥٧

١٠٦

روم كاثوليك

٣٣

٢٩

٦٢

أرمن كاثوليك

٦

٥

١١

روم

١١

١١

٢٢

أرمن

١

٣

٤

لاتين

١

١

٢

كلدان

٢٧

٢٣

٥٠

سريان

١٥

١١

٢٦

موارنة

١٤٧

١٤٣

٢١٠

المجموع

يحدها قبلة العطوي الكبير وشرقا حارة بالي برغل وشمالا حارة الهزازة والتومايات وغربا الصليبة الكبرى.

آثارها

لا يوجد في هذه المحلة من الآثار الخيرية سوى آثار ابشير مصطفى باشا ابن عبد المنان وهي جامعه الكائن في سوق هذه المحلة في الصف الموجه إلى الشرق وهو جامع عامر تقام فيه السرية والمكتب الموجود فيه خال من الأطفال وإليك من كتاب وقفه خلاصة معربة

٤٠١

يعرف منها معظم ما اشتملت عليه هذه المحلة من الأبنية الخيرية وغيرها والكتاب المذكور محرر باللغة التركية وهو مفتتح بقوله بعد البسملة : أما بعد ذكر جميلي سبق إذن وزير عاليشان إلخ : وقف مسجده المعروف في محلة الجديدة بعد أن بناه على عرصة احتكرها من أوقاف الحلوية بالوجه الشرعي ووقف في هذا المسجد على سطحه مكتبا لتربية الأطفال وعمر مجرى الماء الممتد من قسطل الحرامي الواصل إليه الماء من طريق برد بك إلى قسطل السلطان في حضرة باب الفرج (هو الآن تحت برج الساعة) وقد حول الطريق المذكور عن مجراه القديم دفعا لضرر كان يحصل منه للناس وأخذ منه الماء لعمارته وشرط له من غلة وقفه القدر اللازم لتعميره وترميمه ووقف أيضا قسطلا تحت درج المكتب المذكور وأجرى كثيرا من التعمير والترميم على خان طومان قرب حلب الذي هو من خانات السبل وأجرى إليه الماء من العين المباركة على مسافة ثلاثمائة ذراع وجدد فيه عدة حجرات وعمر مسجده وفرشه وجدد على بابه دكاكين وشرط لمسجده ما يلزمه من الزيت والحصر ولحوضه ما يلزمه من التعمير والترميم ووقف باتصال جامعه من جهة الشرق في محلة الجديدة بحلب سوقا يعرف بسوق النوال ودكاكين ودكان طبيب أخرى باتصاله وقاسرية تشتمل على ١٣ حجرة فوقانية وعلى ١٤ حجرة تحتانية وعلى رحبة وبئر ماء معين ووقف باتصالها محلا لبيع السمن والعسل يشتمل على أربعة مخازن عليا وسفلى وعلى جب ماء معين ودكانا مضافة إلى المحل المذكور وثلاثة عشر دكانا وجميع الخان المعروف بخان العرصة المعد لبيع الحبوب ووقف في الجهة الموجهة إلى الغرب قاسريتين مشتملتين على ٢٨ حجرة عليا وسفلى وعلى حوض سماوي وحب ماء معين ووقف مصبغة وفي جانبها دكانا وفرنا ووقف في الجهة الموجهة إلى الجنوب بيت قهوة مرفوعا سقفه على سبعة أعمدة من الرخام ولها ساحة سماوية فيها حوضان كبير وصغير لها ١٤ شباكا وقاسرية أخرى تنتهي بمسجده تشتمل على ٢٧ حجرة عليا وسفلى يشتغل فيها دولاب الحرير (دواره) وتنسج فيها الأقمشة كالمخمل والأطلس وأجرى إليها الماء من فائض مسجده ووقف ١٦ دكانا على باب القهوة والقاسرية. هذه العمارة يحدها قبلة عمارة المرحوم بهرام باشا يفصل بينهما الطريق وشرقا الطريق النافذ المعروف بالشمالي وشمالا الساحة وغربا طريق نافذ وزقاق الكنيسة تجاه قسطل الماء والفرن ووقف في مدينة توقات خانا لأبناء السبيل معروفا به وعمر حوضا معروفا به في قرية توقات من ملحقات القضاء المذكور ووقف هناك طاحونا على فقراء الحرمين.

٤٠٢

شروطه

شرط أن تكون النظارة على وقفه هذا لمن يكون شيخ الإسلام في الآستانة وأن يكون له في مقابل نظره ٥٠ سكة حسنة سنويا من غلة الوقف بعد ترميمة وتعميره. وشرط التولية على وقفه لمن يكون نقيب الأشراف بحلب وشرط له يوميا ٢٠ أقجه (١) ، وأن يدفع في كل يوم ١٠ أقجيات لكاتب يضبط دخل الوقف وخرجه و ٥ لجاب و ٣ لأمين صندوق و ٨ لإمام مسجده وأقجه واحدة لحافظ يقرأ سورة ياسين في مسجده كل يوم بعد صلاة الصبح وأخرى لحافظ يقرأ سورة عم في مسجده بعد صلاة العصر وأخرى لحافظ يقرأ سورة تبارك بعد صلاة العشاء و ٨ لمؤذنين حسنى الصوت و ٢ لخادم وفراش وأقجه واحدة لشعال و ٢ لكل واحد من عشرة قراء يقرءون عشرة أجزاء في مسجده كل يوم بعد صلاة العصر ويهدون ثواب ذلك على الطريقة المعروفة و ٥ لعالم عامل يقرأ في مسجده في الأشهر الحرم العلوم النقلية والعقلية و ٥ لحافظ يعلم الأطفال في مكتبه و ١٨٠٠ أقجه تقسم في اليوم السابع والعشرين من رمضان على أطفال مكتبه بالسوية و ٢ لقنوي يسوق الماء إلى مباني الوقف المذكور و ٢ لسقاء يخدم سبيله في خانه المذكور و ٢٠ لقنوي يسوق الماء إلى حوض خان طومان.

وشرط وللسيد عبد الكافي الزنابيلي الساكن في محروسة حلب وظيفة قدرها في كل يوم عشرون أقجه وبعد وفاته فلأولاده وأولاد أولاده وأولاد أولاد أولاده ما تعاقبوا وتناسلوا بطنا بعد بطن وبعد انقراضهم يقبض المتولي الوظيفة المذكورة ويجعلها في مصارف الوقف وعشرة قروش لكل واحد من ثلاثين شخصا يختمون كل يوم ختما شريفا في الحرم النبوي وعشرة قروش سنويا لرجل يدعو بعد الختم وأخرى لخادم وأخرى لفاتح الأجزاء و ٦ قروش لكل واحد من ثلاثين شخصا يختمون بالحرم النبوي كل يوم ختما ويكررون كلمة التوحيد ألف مرة و ٦ قروش لمراقب على القراء والذاكرين يحسب أيام انقطاعهم عن الحضور بلا عذر شرعي و ١٠ قروش لكل واحد من عشرة أشخاص يقرأ كل واحد منهم جزءا شريفا في مسجد سيدنا عمر رضي الله عنه و ١٠٠ قرش للأغوات الخدمة في الروضة المطهرة و ٤٠ لأئمة الحرم النبوي و ٣٠ لمؤذنيه و ١٠ لرئيسهم و ٦٠ لفراشيه و ٢٠ لخادم يوظف

__________________

(١) الأقجه عملة فضية سبقت الإشارة إليها.

٤٠٣

في الروضة المطهرة و ١٠ قروش لناظر يوزع هذه المبالغ على ذويها أو ترسل هذه المبالغ مع رجل من قصاد بيت الله الحرام تقي ورع لتسلم إلى أصحابها بمحضر من شيخ الحرم وحاكمه الشرعي ويحرر بذلك دفتر يختمانه ويدفع لشيخ الحرم عشرة من السكة الحسنة ولحاكمه مثلها و ١٠ قروش لكل واحد منهم من ثلاثين شخصا يقرءون كل يوم في الحرم المكي ختما شريفا و ٣٠ قرشا لصاحب مفتاح الكعبة المعظمة من بني قريش و ٣٠ قرشا لخطباء الحرم المكي و ١٠ قروش لنقطه جي الختم وأخرى لخادم الربعة و ٥ قروش لكل واحد من خمسة أشخاص يكررون كلمة التوحيد في الحرم المكي كل يوم ألف مرة و ١٠ لناظر على هؤلاء الموظفين و ١٠ قروش لخطيب مقام إبراهيم عليه السلام و ١٠ لخدمة زمزم يسقون بها ماء للحجاج و ١٠ لبوابي الحرم و ١٠ لرئيس البوابين و ٥ لشعال الحرم و ١٠ قروش لإمام وخطيب وخادم مسجد مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم و ١٠ لإمام وخطيب وخادم مسجد خديجة الكبرى و ٥ لخدمة المحل الذي كان المعراج النبوي منه و ٥ قروش لخدمة دار الخضر و ١٠ لخدمة المحل الذي ولد فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومثلها لخدمة محل ولادة عمر القاروق رضي الله عنه ومثلها لخدمة المحل الذي ولد فيه عثمان رضي الله عنه و ٥ لخدمة المحل الذي ولد فيه علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه و ٥ قروش لخدمة دكان أبي بكر الصديق و ٥ لخدمة مرقد خديجة الكبرى المعروف بالمعلى و ٥ لخدمة مقام المعبد الذي صلى فيه عليه السلام ركعتين حين عوده من الحج و ٥ لخدمة المكان الذي نزلت فيه لإيلاف قريش و ١٠ قروش لإمام وخطيب مسجد الخفيف و ١٠ لإمام وخطيب مسجد مزدلفة و ١٠ لإمام وخطيب مسجد إبراهيم في عرفات و ١٠ لخدمة الحجرات الثلاث في منى و ٥ قروش لخدمة المحل الذي نزلت فيه والمرسلات قرب مسجد الخفيف و ٥ لخدمة المقام الذي انشق فيه القمر في جبل أبي قبيس و ٥ لخدمة الصفا والمروة و ٢٠ قرشا للشيخ عبد الرحمن المغربي في مكة المكرمة. ترسل هذه المبالغ مع رجل دين أمين من الحجاج وتوزع على أصحابها على النسق الذي سبق بيانه في توزيع الخيرات المشروطة في الحرم النبوي ويدفع لحاكم مكة ١٥ سكة حسنة ومثلها لشيخ الحرم المكي وما فضل بعد ذلك من غلة وقفه يوزع ثلثه على فقراء مكة وثلثه الآخر على فقراء المدينة. حرر هذا الكتاب بعد التسجيل الشرعي في اليوم الخامس عشر من شوال سنة ١٠٤٦ ه‍ :هذا المسجد أوقافه ما زالا معمورين وريع هذا الوقف آخذ بالزيادة يوما فيوما وربما يبلغ سنويا في هذه السنين ألفي ذهب عثماني وزيادة.

٤٠٤

كوجك كلاسه (خ)

عدد بيوتها ٢٤

وعدد سكانها

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٢٢

٢٨

٥٠

مسلمون

١٨

٢٠

٣٨

روم كاثوليك

١٨

٩

٢٧

أرمن كاثوليك

٧

٩

١٦

روم

٤١

٢٠

٦١

أرمن

١٨

١٦

٣٤

سريان

 ـ

١

١

موارنة

١٢٤

١٠٣

٢٢٧

المجموع

يحدها قبلة حارة الماوردي وشرقا الجادة الفاصلة بينهما وغربا حارة الألمه جي (١) وشمالا أقيو.

لا يوجد في هذه المحلة من الآثار سوى مسجد واحد معمور قليلا في شرقيه شبه قبلية تعلم فيه الأطفال ويقال له مسجد المحتسب وفي غرب هذا المسجد مسجد آخر لا يوجد فيه شيء عامر سوى محرابه وبقيته تل ويعرف بمسجد الروضة وله في غربيه دكان يستهلك غلتها بعض جيرانه وكوجك كلاسه معناها الكلاسة الصغرى ولا أعرف وجه تسمية هذه المحلة بهذا الاسم.

__________________

(١) الألمه جي (الألمجي) كلمة تركية تعني بائع التفاح أي التفاحي نسبة لمالك بستان التفاح أو لبائعه ، وهي اسم حارة بحلب تقع بين تراب الغربا والماوردي.

٤٠٥

حارة القصيلة (خ)

عدد بيوتها ٩٣٢

محلها بين باب المقام وبين باب النيرب يحدها قبلة وشرقا الخندق وغربا حارة داخل باب المقام وحارة داخل باب النيرب وشمالا سوق القصيلة ثم الجادة الممتدة منه إلى باب النيرب عدد سكانها الذكور ١١٩٠ والإناث ١٢٣٦ والمجموع ٢٤٢٦ نسمة كلهم مسلمون.

آثارها

جامع الساحة التحتاني

تجاه قسطلها المشهور وهو عبارة عن سماوي يبلغ ٢٠ ذراع في مثلها في غربيه الشمالي حوض يهبط إليه بدركات تزيد مساحته على عشر بعشر أنشئ من وصية بعض أهل الخير سنة ١٣٠٤ ه‍ وفي غربيه مصلى صيفي في صدره محراب وفي جنوبيه قبلية لها منبر وعلى بابه منارة وهو عامر تصلى فيه الجهرية والجمعة والأعياد وله في المحلة دور ودكاكين يبلغ ريعها في السنة نحو ٣٠ ذهبا عثمانيا تقريبا والمشهور بين أهل المحلة أن هذا الجامع عمري بدليل وجود منارته فوق بابه زاعمين إن كل جامع منارته فوق بابه عمري وهو زعم باطل فإن كثيرا من المساجد منارته فوق بابه وهو حادث بعد زمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. على أن هذه المحلة كلها من جملة المحلات التي حدثت أيام المرحوم نور الدين ابن زنكي حين جعل لسور البلدة القديم فصيلا فحصل حينئذ بين السورين ميدان فسيح دعي إذ ذاك الميدان الأسود ثم على تمادي الأيام عمر فيه عدة محلات من جملتها هذه المحلة. وربما كان موضع هذه المحلة يزرع شعيرا لرعي الدواب في أيام الربيع فكان يسمى القصيلة أي

٤٠٦

الأرض المزروعة شعيرا على ما هو معروف عند الحلبيين ثم عمرت هذه المحلة وبقي هذا الاسم علما عليها ويحتمل أن تكون كلمة قصيلة محرفة عن فصيلة بالفاء لأن محلها بالفضاء بين السور القديم والفصيل. والغالب على ظني أن إنشاء هذا الجامع كان في سنة ٩١٠ وهي السنة التي أنشئ فيها القسطل الكائن تجاهه كما تدل عليه الكتابة المنقوشة في صدره وإن منشئهما واحد كما جرت بذلك عادة أهل الخير عندنا في حلب من أن أحدهم إذا أنشأ معبدا فالغالب أن يوجد ضمنه أو خارجه حوضا أو قسطلا يجري ماؤهما من قناة حلب تتميما للأنتفاع بخيره وتيسيرا على المصلين.

مسجد الساحة الفوقاني : محلة الساحة المذكورة وهو أوسع من الذي قبله لكنه دونه في العمار ولا تصلى فيه سوى الجهرية وغلة وقفه نحو عشر ذهبات تقريبا.

مسجد الشيخ عمر سم الموت : ويعرف بمسجد الجنينة لأنه تجاه أحد بابي جنينة القصيلة من جهة جنوبها يفصل بينهما الطريق الآخذ إلى جهة الحوارنة وكان محل هذا المسجد تلا من التراب فرأى الشيخ عمر المذكور وهو رجل صالح في منامه قائلا يقول له يوجد في هذا التل مسجد قديم فلما استيقظ حفر شيئا من التراب فظهر له أثر محراب فاهتم بعمارة المسجد وحصل له من أولي الخير مبلغا صرفه عليه وأخذ عمودي مرمر جميلين كانا في محراب داخل الجنينة المذكورة فوضعهما في محراب المسجد المذكور وعمر فيه حوضا أجرى إليه الماء من دولاب الجنينة بالتماس من أصحابها وتم ذلك له في حدود سنة ١٢٨٧ وهو الآن عامر تقام فيه الجهرية وقد وقف عليه أهل الخير ما يقوم بكفايته.

سبلانها

يوجد فيها تجاه جامع الساحة التحتانية قسطل يهبط إليه ببضع دركات عمر سنة ٩١٠ ه‍ كما أشرنا إلى ذلك في الكلام على الجامع الكائن تجاهه ثم جدده سنة ١١٣٣ ه‍ الوزير الكبير رجب باشا صاحب قسطل الميدان الأخضر وسراي بحسيتا. مكتوب على حجرة في قنطرة هذا القسطل : جدد هذا القسطل المبارك صاحب الخيرات الوزير الكبير رجب باشا سنة ١١٣٣ ه‍. ويلاصق هذا القسطل من جنوبه سبيل صهريج عليه بناء حافل والصهريج واسع عظيم يجري إليه الماء من القسطل أنشأه (محمد علي بيازيد) سنة ١٢٤٦ ه‍ ويلاصق مسجد الساحة الفوقانية من شماليه سبيل صهريج عليه عمارة أيضا

٤٠٧

أنشأه (محمد راجي بن محمد علي) المذكور في حدود سنة ١٢٦٥ ه‍ وتجاه هذا المسجد قسطل يهبط إليه ببضع عشرة دركة أنشئ سنة ٩١٠ ه‍ وجدده رجب باشا سنة ١١٣٣ ه‍ ويوجد في أسفل هذا القسطل بجانبي حوضه خروق في الجدار نافذة إلى مغارات واسعة بعيدة ربما اتصلت بمغارات حارة المغاير المتقدم ذكرها وفي زقاق بيت باقو من هذه المحلة سبيل صهريج عليه بناء عمره (محمد بشير أفندي ابن محمد علي بيازيد) وفي هذه المحلة ثلاث مدارات وعدة أفران أقدمها فرن جار في وقف كوجك علي آغا.

٤٠٨

حارة القرباط (خ)

عدد بيوتها ٧٩

وعدد سكانها ٣٩٢

الذكور منهم ١٨٠ والإناث ٣١٢ كلهم مسلمون. هذه المحلة في شرقي جامع التوبة بينهما مسافة غلوة والأتراك يسمون أهلها قبطا وهم بالحقيقة من عرق هندي ولغتهم الخاصة بهم شبيهة ببعض لغات الهنود. وهم مسلمون يقومون بشعائر الدين الإسلامي بتمامها فيصومون ويصلون ويحجون ويتصدقون ويوجد الكثير من أسرهم في هذه المحلة من يسكن في بيت من الشعر وصنعتهم الوحيدة عمل المناخل والغرابيل ورقم الطبول والدفوف والكوبات (١) من أذناب الخيل وجلود الدواب الميتة فمتى هلكت دابة عند أحد في أي ناحية من نواحي البلدة لا تلبث غير قليل حتى يحضروا سراعا فيسلخون أديمها ويسحبون إلى محل القاذورات فيطرحونها فيه وربما أخذ بعضهم شيئا من لحمها فطبخه وأكله وهم يتاجرون بجلود الدواب الميتة وفيهم الأغنياء وأهل اليسار وقد اشتهر منهم عدة رجال بالثقافة ومهارة الرمي والاصطياد بالرصاص والمشهور عنهم أن لغتهم واحدة في جميع أطراف الدنيا بحيث يتفاهم بها الشرقي والغربي منهم تفاهما لا يعتريه نقصان وإنهم متى توطنوا بلدا دانوا بدين العنصر الغالب عليه. على أن الجهل مستول عليهم وشحهم مما يضرب به المثل عندنا لشديد الحرص كأنك قرباطي. على أنه يوجد في بعضهم من السخاء ما لا يوجد في كثير من الأغنياء.

__________________

(١) مفردها كوب وهي الطبل الصغير المخصّر.

٤٠٩

حارة البقّارة (خ)

وعدد بيوتها ٧٠

عدد سكانها نحو ٣٥٠ ما بين ذكر وأنثى محلها في جنوبي حارة القرباط إلى الشرق وليس فيها شيء من الآثار الخيرية. البقارة اسم عشيرة كبيرة تعاني سياسة البقر وتربيتها غير أن أهل هذه المحلة خليط من الأعراب والقرويين يعانون الفلح والزرع وتربية المواشي وغيرها من الأعمال الزراعية.

تنبيه : في قرب هذه المحلة شبه زاوية تعرف بمزار الشيخ جاكير لها شيء من الأوقاف وأهل تلك المحلات يعتقدون به اعتقادا زائدا وينذرون له النذور ويقرءون عند الموالد ويفرقون في حضرته الأطعمة ويحلفون به عند ضريحه المظنونين والمتهمين فلا يجسر أحد على الحلف به باطلا لاعتقاده حينئذ أنه لا بد وأن ينكب بجسمه أو ماله أو ولده ويحكون في هذا المعنى حكايات كثيرة مستفاضة فيما بينهم. طالما بحثنا عن ترجمة هذا الوالي فلم نظفر لها بأثر ولا وقفنا له على خبر.

٤١٠

حارة أعراب المشارقة

هذه المحلة في ظاهر محلة المشارقة من جهة الغرب شرقي مقبرة الشيخ ثدلب (١) عدد بيوتها ٣٩ وعدد سكانها ٧١ ما بين ذكر وأنثى وهم خليط من العرب وقرباط العجم بعضهم يسكن بيوتا من الشعر والبعض الآخر يسكن بيوتا مبنية بالحجر والمدر : وفي هذه السنة وهي سنة ١٣٤١ أنشأ مهاجرو الأرمن في ضاحية حلب من شماليها بيوتا من الخشب واللبن يربو عددها على الألف وذلك في الفضاء الممتد من قرب دير الرهبنة الفرنسيسكانية إلى الميدان الأخضر.

هذا آخر ما سطره يراع التحرير في الكلام على أسوار مدينة حلب وأبوابها وقلعتها وما اشتملت عليه كل محلة من محلاتها من المباني الدينية والآثار الخيرية والمعاهد العلمية غير مول جهدا في استيعاب ما جل منها وما قل ولا وان عن بيان اسم صاحبها وذكر تاريخ حدوثها على قدر ما وصلت إليه يد الاستطاعة وما بلغه رائد البحث والاستقصاء فيما لم أره مسطورا في كتاب تاريخي قبل كتابي فكان معظم ما أثبته في هذا الباب مبتكرا غير محبر ولا منقول عن كتب منضدة في جانبي لا يكلفني النقل منها سوى مد يدي إليها بل كنت أسعى إلى كشف غوامض الكثير منها سعيا حثيثا وأقطع المسافات البعيدة وأمضى في إزالة الغشاوة عنه الأوقاف الوفيرة غير مستعين بأحد سوى ما استمده من القدرة الصمدانية وأعول عليه من التوفيق الإلهي. فعلى من وجد في كتابي هذا نقصا أو خللا أن يعذرني ويعاملني بما يوحي إليه ضميره ويسدل الستر عليه والله ولي التوفيق وهو الملاذ والملجأ في السعة والضيق.

__________________

(١) الصحيح ثعلب أو الثعالبي وهي مقبرة هنانو اليوم ، والمجلس البلدي اتخذ قرارا بنقلها وإشادة جامع ومرافق ثقافية فوقها.

٤١١

الأوقاف الإسلامية

وإليك نبذة مفيدة في الكلام على الأوقاف نجعلها ختام هذا الباب فنقول : أقدم من ينسب إليه الوقف سيدنا إبراهيم الخليل صلوات الله عليه ويقال إنه كان في أول أمره يبذل قراه للضيوف وصدقاته للفقراء ثم أحب أن يتناول بره من يأتي بعده فأوحي إليه بإجراء عمل الوقف فأنشأ كثيرا من الآثار الخيرية في بلاد العرب لم تزل تعرف بأوقاف خليل الرحمن حتى الآن منها وهو أعظمها وأشرفها بيت الله المعظم الذي هو قبلة جميع الموحدين ومن آثاره في مدينة حلب المقام الأسفل في قلعتها ومقام الخليل الذي تكلمنا عليه في محلة باب المقام والبئر التي اختار الهروي أن تكون عمارته في جوارها ثم أن عظماء الأمم السالفة اقتدت بالخليل فأنشأت الكثير من الآثار الخيرية التي ينتفع منها على الدوام والاستمرار ثم جاء الإسلام فتلقى هذه الطريقة بالقبول ورغب فيها الرسول عليه الصلاة والسلام مؤيدا ترغيبه بالعمل فوقف الحوائط السبعة ووقف سيدنا عمر ابن الخطاب أرضا في خيبر كان يعدها من أنفس ماله واقتدى بهما الآل الكرام والصحابة الأعلام فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار له مال إلا ووقفه. وحذا حذوهم الخلفاء الأمويون والعباسيون وجميع ملوك المسلمين ووزرائهم واقتفى أثرهم في ذلك السلاطين العثمانيون فأربوا على الأولين والآخرين بكثرة أوقافهم في مدينة إستنابول وغيرها أما أول وقف كان في مدينة حلب بعد الفتح الإسلامي فهو المسجد العمري الذي عرف بعد بالمسجد الغضائري كما نوهنا بذكره في الكلام على محلة العقبة ثم الجامع الكبير الأموي الذي أفضنا بذكره في الكلام على محلة سويقة حاتم ثم تتابعت الأوقاف في مدينة حلب حتى أصبحت من أكثر البلاد العثمانية أوقافا بحيث صارت تدعى حلب الوقف وهذا ما يدل على علو شأنها وعظيم اعتبارها في القرون الماضية التي هي بعد القرن الرابع ومن أعظم أسباب كثرة أوقافها استعداد مبانيها للبقاء مدة طويلة وتوفر الفتوحات في جهاتها الشمالية وخراب قنسرين فعظمت تجارتها ومعارفها وكثرت

٤١٢

فيها الخانات والمدارس لكثرة التجار والطلاب المترددين إليها وتوفر فيها عدد المساجد والمباني الدينية وعظمت ثروة أهلها لما اتصفوا به من العلم ومعرفة التجارة والمهارة في الصنائع فأخذت تكثر فيها الأوقاف المتنوعة بين أهلي وخيري حتى كادت تكون نصف عقارات حلب وأراضيها وقفا على أنه قد فقد من أوقافها في السنين الأخيرة شيء كثير بسبب الدثور أو استيلاء الناس عليه وجعلهم إياه ملكا وأخذه بالإجارتين وتلاعب المتولين بالعقارات وجعلها في يد الأغيار كالملك المطلق بدعوى أنها في أيديهم بطريق المرصد المعروف عندنا بالرقبية (١) وكتلاعبهم أيضا بما في أيديهم من الأوقاف باستبدال عقار بآخر لمنافعهم الذاتية فيستبدلون النفيس بالخسيس والغالي بالرخيص واعلم أن الوقف المشروط للذرية من أحسن الذرائع لطول بقاء شهرة الأسرة واحترام ذراريها وطيب معاشها على شرط أن يكون ريعه منحصرا بأرشد أولاد الواقف أو بطبقة من أولاده الذكور الصلبيين الذين لم تتشعب فروعهم فإن عظماء الإنكليز لا يحصرون ثروتهم بالابن البكر إلا ابتغاء بقاء شهرة الأسرة وحفظ شرفها ولذا ترى في هذه الأمة أسرا مضى على جدها الأعلى مئات من السنين وشهرتها باقية وثروتها متوفرة ومجدها مؤثل كما أنه يوجد عندنا بعض أسر من مرتزقة الأوقاف ساعدتهم الصدف فنالوا هذه المزية وبقي شرفهم متوفرا منذ عدة قرون. فأحسن بالوقف الجاري على هذا الشرط من خير جار ومقصد معقول لولا ما ينشأ عنه في بعض الذريات شيء من الجهل والبطالة والانهماك بالملذات وما يحدث بسببه بين الأقارب من النزاع والشقاق وتفرق الكلمة واستحكام عرى النفور والبغضاء. والأمر الغريب أن كثيرا من الوقوف عندنا اشترط واقفوها أن تكون غلتها مطلقة يتناولها كل من يوجد من ذرية الواقف ذكرا كان أم أنثى سواء كان من أبناء الذكور أم من أبناء الإناث. وبعد أن مضى على ابتداء هكذا أوقاف نحو مائتي سنة مثلا كثرت ذرية الواقف وتشعبت وبلغ عددها على المنوال المذكور زهاء ثلاثة آلاف نسمة فصار يلحق كل واحد من هؤلاء المستحقين من ريع الوقف بضعة قروش في السنة ولصعوبة جمعهم وتوزيع كل حق على مستحقه أو لعدم سؤال المستحق عن حقه إما لجهله به أو لعلمه بأن حقه لا يجديه نفعا ولا يسد له عوزا يستأثر المتولي بجميع الريع ويدلي ببعضه إلى المرتشين ويصرف باقيه في شهواته وهوى نفسه وشيطانه

__________________

(١) الرقيبه : أي تملك الأصل وهذا شائع في الأوقاف.

٤١٣

وربما أنكر أن هذا الجمهور من ذرية الواقف فيتعذر عليهم إثبات أنسابهم ويستأثر المتولي بريع الوقف.

أما الوقوف الخيرية أي الموقوفة على وجوه البر والخير فإنها نعم العون على تعمير الأوطان وتوفير شرفها وعلو شأنها وذلك كالوقوف المرصدة على أبناء السبيل والعجزة والأيتام والفقراء أو على العلماء العاملين والمرشدين الكاملين والطلبة والمتعلمين أو على وظيفة دينية بشرط أن لا ينال المعين من ريع الوقف إلا من صدق عليه شرطه وشمله تعريفه وإلا كانت الوقوف الخيرية أشد ضررا على الأمة من الوقوف الأهلية.

الأوقاف وأقسامها وإدارتها

الأوقاف الإسلامية عندنا على قسمين :

أحدهما : تقوم مديرية الأوقاف بتوزيع غلته فقط على مستحقيها وهو الأوقاف الإعشارية والموقوف فيها أراض زراعية أكثرها يعتبر من قبيل المخصصات لعدم تحقق صحة وقفه وقليل منها ما هو وقف صحيح. القائم بجباية غلات هذا القسم والإشراف عليه منذ أيام الحكومة العثمانية جهة المالية الأميرية وكانت تدفع مديرية الأوقاف صافي محاصيلها بالغا ما بلغ فتوزعه المديرية على مستحقيه ثم منذ نصف قرن خمست إدارة المالية غلات هذه الأوقاف أي حسبت غلة كل وقف منها مدة خمس سنوات ثم خلطتها ببعضها وقسمت مجموعها على خمسة وصارت تدفع في كل سنة إلى المديرية المذكورة حاصل القسمة مبلغا مقطوعا زادت غلة الوقف عليه أو نقصت عنه.

والقسم الثاني : تقوم مديرية الأوقاف بالإشراف عليه وجباية غلاته وتوزيعها على مستحقيها وهو الأوقاف المستغنى عنها والأوقاف المضبوطة والأوقاف الملحقة والأوقاف المضبوطة الإدارة وبعض الأوقاف المستثناة وبعض أوقاف العوارض والأوقاف ذات الإجارتين وبعض الأوقاف ذات الإجارة (١) الواحدة ووقف الكدك والأحكار الوقفية : لكل واحد من هذه الأنواع الوقفية حد وتعريف محرر في كتاب (إتحاف الأخلاف) في أحكام الأوقاف الذي نقلناه من اللغة التركية إلى اللغة العربية : وهناك أوقاف كثيرة تقوم

__________________

(١) وقف الإجارة الواحدة يعني أن مستأجر الوقف لا يجوز أن يؤجر غيره أو يسمح لغيره بالتصرف.

٤١٤

بإدارتها مديرية الأوقاف وهي أوقاف المساجد والمعاهد العلمية والمباني الخيرية التي ليس لها كتاب وقف معمول به شرعا وكان يقوم بإدارتها متولون أكثرهم غير محسنين في إدارتهم فوضعت مديرية الأوقاف يدها عليها ووحدت غلاتها وصارت تدفع إلى كل مسجد ومعهد قدر كفايته زاد وقفه عليها أو نقص عنها (١).

كان الكثير من المسقفات الموقوفة الجارية إدارتها تحت نظارة مديرية الأوقاف قد أشرف على الخراب لعدم وجود غلة تفي بتعميره وكان يوجد بين هذه المسقفات عدد عظيم من المساجد والمدارس التي شرفت بقاعها وحف بها العمران من كل جانب وساعدت مساحاتها على استخراج حوانيت منها ذات غلات وافرة تفي بعمارتها وإحياء شعائرها ويبقى منها فضلة عظيمة غير إن الحكم الشرعي في المذهب الحنفي وهو (ما كان موقوفا للعبادة لا يجوز جعله مستغلا) كان يغل أيدي المديرين عن أخذ شيء من تلك المباني وجعله للاستغلال فاستمر خرابا يبابا حتى تولى إدارة الأوقاف في مدينة حلب السيد يحيى الكيالي فاهتم بشأنها ونظر إلى ما هو الأنفع والأصلح لها فاستخرج منها حوانيت ذات ريع وافر يزيد على ريعها السابق أضعافا مضاعفة بحيث يقوم بكفايتها ويبقى منه فضلة عظيمة مستندا في عمله هذا على فتوى شريفة أفتي بها بعض علماء المذهب الحنبلي على أنه لم يهمل غيرها من المسقفات التي شرفت بقاعها وأصبحت حرية بالاستثمار فهو يبذل جهده بإعمارها وجعلها في المرتبة الأولى من المسقفات التي تعطي ريعا يربو على ريعها السابق عشرين ضعفا وزيادة لا جرم أن هذا الجد إذا استمر في مسقفات الأوقاف الخيرية المندرسة مدة سنتين فقط فإن ريعها يكفي بلا ريب لأن يعود على الوطن العزيز بفوائد تجل عن الأحصاء كإحداث كلية كبرى وافتتاح مياتم ودور صنائع تعد من الرتبة الأولى بين أنواعها.

الكلام على كتابي وقف إبراهيم خان وعلاء الدين بن سليمان بك ذي القدري.

نورد هنا خلاصة كتابي هذين الوقفين كنموذج من الأوقاف الخيرية المختصة بالخيرات تنويها بشرف واقفيهما وتخصيصا لهما بالذكر إذ كانا جديرين أن يعتبرا في أول مراتب الأوقاف في البلاد العربية بل في سائر الأقطار الممالك الإسلامية لعظمهما ووفرة خيراتهما وإخلاص واقفيهما اللذين لم يشترطا لجهتهما أقل شيء من ريعهما فأولهما وقف المرحوم

__________________

(١) ألغيت الأوقاف في سورية بموجب مرسوم صدر بتاريخ ١٦ / ٥ / ١٩٤٩ في عهد حسني الزعيم.

٤١٥

محمد باشا ابن جمال الدين سنان ويعرف عندنا بوقف إبراهيم خان نسبة إلى صاحب الطغراء الآتي ذكرها فيه على إنني طالما بحثت عن نسخة كتاب هذا الوقف فلم أظفر بها إلى أن يسرها لي المولى بطريق الصدفة وهي النسخة الأولى المحررة في زمن الواقف وقد رسم على ظهر أول صحيفة منها طغراء السلطان محمد ابن السلطان إبراهيم خان متوجة بعدة تواقيع من أفاضل قضاة تلك الأيام منها توقيع صورته بعد البسملة (شرعي يقضي بمقتضاه ويعمل بما حواه كتبه أبو السعود الحقير عفي عنه) وتوقيع آخر صورته (وضح ما فيه لدي وصح ما يحويه بين يدي من أصل الوقف وفروعه وشرائطه وضوابطه وإني حكمت بصحته ولزومه في خصوصه وعمومه : وأنا الفقير الشيخ عبد القادر بن عبد الرحيم المؤيدي القاضي بالعساكر المصورة بولاية روم إيلي). قيل إن صاحب التوقيع الأول هو أبو السعود صاحب التفسير وصاحب التوقيع الثاني ابن صاحب الفتاوي المؤيدية والله أعلم.

هذا وإن كتاب هذا الوقف مؤلف باللغة التركية مفتتح بقوله «أما بعد ذكر جميلي إلخ» فأخذت منه خلاصة عربتها وأثبتها هنا على طولها لعدم خلوها عن الفائدة. وهاك بيانها ـ أنشأ الواقف رحمه الله جامعا قرب قلعة بياس ومسجدا في محلة الدباغة العتيقة بحلب كان يعرف قديما بالمسجد العمري وخانا كبيرا في محلة الجلوم الكبرى بحلب (هو خان الكمرك القديم الشهير) ومسجدا في وسطه تحته حوض وخانا في رأس باب أنطاكية بحلب وتجاهه مسجدا تحته حوض ومسجدا على الباب الشرقي من الدباغة التي بناها خارج باب أنطاكية في حلب ودار تعليم في الشبيكة من مكة المكرمة ومكتبا وخانقاها في حضرة مسجده في بياس ودار شفاء في السوق الشامي من مكة المكرمة وعمارة (مكان للمسافرين) ومطبخا عند جامعه المذكور شرطها لعامة الفقراء والغرباء والمساكين والمسافرين وأنشأ عددا وافرا من الحياض في كثير من البلاد الإسلامية وحفر عدة آبار في الشوارع والطرقات يطول الكلام عنها واشترى بئر النبي وبئر الخاتم من الآبار النبوية في جنوبي مسجد قبا ظاهر المدينة المنورة وأصلح مجرى ماء المدينة المنورة وظهر في ظاهر المدينة عين ماء معين أجرى ماءها للعين الزرقاء واستلمه من مدرسة المرحومة خاصكي سلطان وأجراه في قناة مستقلة إلى داخل المدينة المنورة وأخذ منه مقدارا لحمام أنشأه هناك ومقدارا آخر لعين تعرف بالواقف وصرف بقيته إلى سبيل معلوم أنشأه هناك أيضا ووضع سقاية بباب الرحمة من الحرم النبوي وأجرى لمبانيه في بياس ماء يصب في حوض قربها وأنشأ

٤١٦

في حلب خان الكمرك السابق ذكره مشتملا على ٥٠ مخزنا سفليا و ٧٧ علويا وعلى بابه قاعة فسيحة فيها (٤) مخازن وفيه إصطبل فوقه قاسارية تشتمل على ٢٣ مخزنا.

وأنشأ على الأسواق المتصلة بالخان من شرقيه وشماليه قاسارية تشتمل على (٥٤) مخزنا وعلى سوق السقطية الذي أنشأه مكانا يشتمل على ميدان فيه (١٥) مخزنا وإصطبل وأنشأ باتصال الخان سوقا مشتملا على (١٢٠) دكانا فجملة المخادع عدا الخان وإصطبله (٣٤٤) مخدعا ما بين دكان ومخزن وميدان وإصطبل وقد اشتملت هذه المباني على (١٣) قبة شاهقة تحت كل واحدة منها رحبة فسيحة واشترى ووقف سوق الدهشة وهو (٨٨) دكانا وفي محلة جامع الأطروش قاسارية فيها (٢٠) مخزنا سفليا و (١٧) مخزنا علويا وفيها بئر ماء واشترى ووقف في هذه المحلة مصبغة وفرنا وفي سوق الدجاج في محلة الملندي خانا ينسب للمرعشي فيه (٢٩) مخزنا علويا و (٧) مخازن سفلية وإهرائين و (١٠) دكاكين استخرجت من جداره الغربي وفي الصف الشرقي من سوق العبه جيه دكانين وفي سوق الهوى فرنا و (٣) دكاكين و (٦) حجرات عليا وإصطبلا تجاهها وأنشأ الواقف سوق القطن قرب الخان الكبير على سبع قناطر واشترى في سوق السقطية دكانا وحانوتين متلاصقين في سوق بنقوسا ودكانا قرب خانه الكبير من غربيه وبيت قهوة قربه أيضا.

وأنشأ في محلة الدباغة العتيقة بناء داخله مخزنان ودكان وإصطبل وبئر ومداران وبنى في هذه المحلة أيضا مكانا فيه فرن وبئر وأحدث فيها دكانا ومكانا فيه مخزنان ودكان ومعصرة فيها بئر واشترى أيضا بستانا يعرف ببستان اليهود واشترى في محلة الشميصاتية قرب بنقوسا دارا وفي محلة جسر السلاحف على نهر قويق دار دباغة فيها (٥٣) دكانا سفلى و (٥٨) مخزنا عاليا وفي بابها الشمالي دكانان وفيها ساقية وحوش وبنى في باب أنطاكية بحلب حمامين أحدهما مختص بالدباغين في شماليه خمس دكاكين وخمس حجرات عليا وفي شرقيه أربع دكاكين وفرن عليه أربع حجرات يتصل بالحمام روشن عال وفي أسفله فرن لخبز المبسوس وفي حوش هذه المباني عدة أشجار توت وحوض ودولاب للحمام والحمام الآخر في رأس الباب المذكور وأنشأ هناك أيضا خانا فيه أربعون مخزنا سفلي وخمسة وخمسون عليا وإصطبل عليه واحد وثلاثون مخزنا وعلى باب الخان قبة تحتها أربعة مخازن وأربع دكاكين وفي وسط الخان حوض عليه قصر مربع وفي ظاهر الخان باتصاله تسع عشر دكانا تجاهها تسع وعشرون دكانا وفي شماليه سبع دكاكين وفي جنوبه أربع دكاكين أخرى فالجملة (٣٠) حجرة

٤١٧

و (٦٣) دكانا وأنشأ هناك خانا آخر لبيع الغلات طوله ٨٠ ذراعا وعرضه ٢٠ وفيه بئر ماء وفي جنوبه (٤) دكاكين وفي شماليه حجرة سفلى حد ذلك من شرقيه سور حلب وشماليه جامع زغلي وغربيه نهر قويق واشترى في دار الدباغة المذكورة على نهر قويق مدارا وطاحونين و (٣) مخازن وبستانا بين مبانيه المذكورة يعرف ببستان الجحاش وبستانا آخر مفرزا قبلا من بستان الجحاش واشترى هناك أيضا خانا صغيرا فيه (٤٤) حجرة عليا وسفلى وإصطبل وآخر فيه قاعة عليا داخلها حجرتان وثلاثة أواوين ورحبة فيها حوض.

هذا ما أنشأه الواقف وما اشتراه في مدينة حلب وأما ما استحدثه في مدينة أنطاكية فهو : سوق البزازين وفيه مائة دكان ودكان وتجاه بابه دكانان واستحدث في محلة ابن دبوس بأنطاكية خانا فيه (٢٢) مخزنا سفلي و (٢٨) مخزنا عليا وفيه إصطبل وفي بابه دكانان وأنشأ حماما قرب الميدان وأربعة طواحين قرب جسر أنطاكية تعرف بالمعالي وجلتك وبالقلاغي ومصبنة في محلة الشيخ واستحدث في مدينة البيره (بيره جك) سوق البزازين وله ثلاثة أبواب من الحديد وفيه (٩٠) دكانا واشترى (١٣) قيراطا من قرية بسين المقدرة بأربعة وعشرين قيراطا وفي من أعمال قضاء جبل سمعان وقرية سور تبه في ناحية عزاز فيها عدة بيوت وحمام وبستان وبضع إصطبلات و (٥٣) بقرة متنوعة يحد هذه القرية من شماليها مزرعة موقوفة على مقام نبي الله داود الكائن بها واشترى (١٨) قيراطا من القرية المروانية المقدرة بأربعة وعشرين قيراطا في ناحية عزاز وقرية المحمدية في ناحية الجوم في القضاء المذكور ونصف قرية إيران بناري من أعمال روم قلعه و (١٤) قيراطا من (٢٤) هي رومداولك في القضاء المذكور وسدس قرية هند من أعمال دير كوش ونصف قرية الزنبقية في ناحية القصير من أعمال حلب ومزرعة البلوط في الناحية المذكورة ومزرعة أترون من مضافات الجبل الأقرع ومزرعة عرابه وقرية غشوم ونصف قرية تفتناز في قضاء سرمين و (٥) أسهم من ٢٤ هي قرية تعوم وثلث قرية معصران في قضاء المعرة ومصبنة في قرية إدلب الكبرى (١) في قضاء سرمين وثلاثة طواحين على نهر الساجور في خط قرية الهارونية في ناحية منبج وخمسة طواحين على نهر حلب في خط قرية شاهين في قضاء عزاز وعرصتين لبيع الغلات في مدينة عينتاب ومزرعة ملك في ناحية حصن منصور في قضاء مرعش ومزرعتي أرز على نهر جار قرب مدينة طرسوس وطاحونا في قرية ندل

__________________

(١) قرية إدلب الكبرى ، وهي مندثرة الآن.

٤١٨

من توابع قضاء بقراص قرب قلعة بياس وآخر في قرية ديراز شهر قرب مدينة قنق من أعمال أضنه ومزرعة أرز قرب هذا الطاحون وطاحونا في قرية كجبك قرب مدينة قنق ومزرعة أرز قرب قرية جوكمز زمنلو في ناحية عزر في لواء عزر ومزرعة مركز ومزرعة جاني ومزرعة صاري أغاج في الناحية المذكورة ومزرعة أغيسناس ومزرعة أو شناك ومزرعة بلاسكوجه ومزرعة سكرجك ومزرعة باد قتل ومزرعة بكجير ومزرعة بش أولوق ومزرعة باغر ساجق ومزرعة شوغلان في دربيساك قرب بياس و (٤٨) دكانا وأفرانا قرب قلعة بياس وحماما في القلعة ومنزلا في لواء عزر وأسكلة قرب بياس وقرية وادي الزيارة في قضاء حصن الأكراد من أعمال لواء حمص وقرية تعزيز في القضاء المذكور وقرية جرينه في قضاء حماه ومزرعة المعلقية في القضاء المذكور وستة طواحين عندها على نهر العاصي وأرضين على العاصي في قرية جرينه وثلاثة طواحين على نهر العاصي في رأس الجسر في القرية المذكورة وأراضي على نهر العاصي في رأس الجسر في القرية المذكورة وأراضي على نهر العاصي مشتملة على (١٧) بستانا قرب قرية دحسيس وأرضا أخرى فيها (١٢) بستانا ودولابان وتعرف بزوردنيح وجزيرة في وسط نهر العاصي في القضاء المذكور وطاحونا بين حماه والظاهرية وقرية قبابرية في قضاء حمص وطاحونا يقال له الجديد في ظاهر حمص وزور الظاهرية في قضاء شيزر وطاحون جسر ابن منقذ في القضاء المذكور و ١٩ من ٢٤ من قرية سقلبية في القضاء المذكور.

ومن أوقافه في طرابلس الشام مخازن (٤) في شاطيء البحر وطاحون في محلة التبانه بناه جديدا بدور النهر داخل طرابلس ومصبنة السعدي وأربعون حجرة عليا وسفلى في محلة اليهود ودار في محلة الحجارين وطاحون دقيق وزيت في مزرعة أودى في قضاء طرابلس وأراض في الناحية المذكورة وطاحونتان وعدة أشجار زيتون في مزرعة كفور وخان جديد في محلة البحر على شاطئه في صيدا و (١٦) قيراطا من (٢٤) من قرية جلجوانية في قضاء نابلس وطاحون في القرية المذكورة ومسلخ وكرشيخانه ودار صباغة في محلة دار الأمارة في مدينة دمشق وتشتمل على (٤٧) مخزنا علويا و (١٥) دكانا سفلى وعلى طاحون وقيسارية في محلة باب الفرج وطاحون في قرية بر الياس في ناحية البقاع في قضاء بعلبك وقربة كفر لاكف في ناحية جيدرو قرب قضاء حوران وقرية العونية في القضاء المذكور وقرية قراد وقرية الزمرين وخمسة قراريط ونصف من قرية منتحه من ناحية جيدرو

٤١٩

و (٥) قراريط من (٢٤) في قرية صرخد في ناحية بني مالك في قضاء حوران وثمن قرية خيره من أعمال حوران وثلث قرية جريا في ناحية جولان وقيراطان من (٢٤) في قرية ديدى في القضاء المذكور و (٨) قراريط من (٢٤) في مزرعة دير الصبح وحديقة في قبلي مسجد قبا خارج المدينة المنورة وفي البستان بئر النبي وبئر الخاتم ويتصل بهذا البستان نخيل بئر النبي ونخيل الشلا ونخيل الدهشمية ودار في حارة الخط في المدينة المنورة وأربعة بيوت متلاصقات في الحارة المذكورة وحمام بناه داخل سور المدينة المنورة يعرف بالواقف وسبع دكاكين وعين وسبيل ينسب للواقف وحمام في مكة المكرمة بناها الواقف غربي باب عمر وبنى ثلاثة بيوت قرب الحمام المذكور وعشر دكاكين تحت دار الشفاء التي بناها الواقف ودكان تجاه دار الشفاء وأربع قبليها وله في مكة غير ذلك من الدكاكين والبيوت التي يطول شرحها.

شروط الوقف

شرط متوليا يوميته (٥٠) أقجه وإذا اجتهد بزيادة ريع الوقف مائة ألف أقجة عن السنة الماضية تزاد يوميته (٥) وإذا زاده أكثر من ذلك تزاد يوميته أقجة وشرط أن يكون لهذا المتولي كاتب يوميته (٣٠) أقجة وأن ينصب كاتب آخر لأوقافه بحلب وأنطاكية والبيره والهارونية وقلعة الروم وعينتاب يوميته (٦) أقجايات وأن يكون لأوقافه في سلميه وحمص وحماه وشيزر كاتب يوميته (٤) وكاتب لأوقافه في طرابلس يوميته (٤) وكاتب للجلجوليه والطواحين يوميته (٥) وكاتب لأوقافه في مكة يوميته (١٠) وجاب لأوقافه بحلب وفي باب أنطاكية بحلب وجاب لكل وقف من أوقافه في أنطاكية والبيره والهارونية وروم قلعه وعينتاب يومية كل واحد من هؤلاء الجباة (٥) وجاب لمزارع الرز في طرسوس يوميته (٥) وجاب لمزارعه في جهات بياس يوميته (٥) وجاب لأوقافه في حمص وحماه وشيزر وسلميه يوميته (٦) وجاب لأوقافه في طرابلس يوميته (٥) وجاب لقرية الجلجوليه وبقية أعمالها يوميته (٥) وجاب لأوقافه في دمشق يوميته (٧) وجاب لأوقافه في المدينة المنورة يوميته (٥) وجاب لأوقافه في مكة يوميته (٥).

وشرط أن يجري المتولي الحساب في كل سنة ويعطى من ريع الوقف ديون المقاطعات وحقوق الإجارات ويعمر الوقف ويرمه وإذا لزم عمل يقدره أهل الخبرة والوقوف ثم يقوم

٤٢٠